الآيات 68 - 74

﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَاءَهُمُ الأَوَّلِينَ68 أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ69 أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَـرِهُونَ70 وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَـوَتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنـهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ71 أَمْ تَسْئَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّزِقِينَ72 وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَط مُّسْتَقِيم73 وَإِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَطِ لَنَـكِبُونَ74﴾

التّفسير

أعذار المنكرين المختلفة:

تحدّثت الآيات السابقة عن إعراض الكفّار وإستكبارهم إزاء الرّسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).

وتناولت هذه الآيات أعذارهم في هذا المجال والردّ عليهم، وشرحت الدوافع الحقيقيّة لإعراض المشركين عن القرآن والرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ويمكن تلخيصها في خمس مراحل:

الاُول: (أفلم يدبّروا القول).

فأوّل سبب لتعاستهم هو تعطيل التفكّر في مضمون دعوة النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولو تفكّروا مليّاً لما بقيت مشكلة لديهم.

وفي المرحلة الثّانية تقول الآية: (أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين).

سألت الآية مستنكرةً: أكانت الدعوة إلى التوحيد والمعاد، والهدى إلى الأعمال الصالحة مختصّة بهم دون آبائهم الأوّلين، ليحتجّوا بأنّها بدعةً، ويقولوا: لماذا لم يبعثه الله للأوّلين، وهو لطيف بعباده؟

ليس لهم ذلك، لأنّ الإسلام من حيث المبادىء له مضمون سائر الرسالات التي حملها الأنبياء (عليهم السلام) فهذا التبرير غير منطقي ولا معنى له!

وفي المرحلة الثّالثة تقول الآية: (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون).

أي إذا كانت هذه الدعوة صادرة من شخص مجهول ومشكوك، فيحتمل أن يقولوا بأنّ كلامه حقّ، إلاّ أنّ هذا الرجل مشكوك وغير معروف لدينا، نُخدع بكلامه.

ولكنّهم يعرفون ماضيك جيداً، وكانوا يدعونك محمّداً الأمين، ويعترفون بعقلك وعلمك وأمانك، ويعرفون جيداً والديك وقبيلتك، فلا حجّة لهم!

وفي المرحلة الرّابعة تقول الآية: (أم يقولون به جنّة) أي انّه مجنون، فبعد إعترافهم بأنّك لست مجهولا بالنسبة لهم، إلاّ أنّهم يشكّكون في سلامة عقلك وينسبونك إلى الجنون، لأنّ ما تدعو إليه لا ينسجم مع عقائدهم، فلذلك اتّخذوا هذا دليلا على جنونك.

يقول القرآن المجيد لنفي هذه الحجّة: (بل جاءهم بالحقّ) وكلامه شاهد على هذه الحقيقة، ويضيف (وأكثرهم للحقّ كارهون).

أجل، إنّ كلمات الرّسول راشدة حكيمة، إلاّ أنّهم ينكرونها لعدم إنسجامها مع أهوائهم النفسيّة.

فألصقوا به تهمة الجنون! في الوقت الذي لا ضرورة في توافق الحقّ مع رغبات الناس (ولو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ).

لأنّه لا يوجد مقياس يحدّد أهواء الناس، مضافاً إلى أنّها تميل إلى الشرّ والفساد غالباً، ولو اتّبعتها قوانين الوجود لعمّت الفوضى في الكون ولفسد العالم.

وتأكيداً لذلك تقول الآية: (بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون)(1)أي منحناهم القرآن الذي هو أساس للذكر والتوجّه إلى الله، وسبب لرفعتهم وشرفهم، إلاّ أنّهم أعرضوا عن هذا المنار الذي يُضيء لهم درب السعادة والشرف.

وفي المرحلة الخامسة تقول الآية: هل أنّ عذرهم في فرارهم من الحقّ هو أنّك تريد منهم أجراً على دعوتك: (أم تسألهم خرجاً فخراج ربّك خير وهو خير الرازقين)(2).

فلو طلب قائد ديني أجراً من الناس مقابل وعظهم ودعوتهم إلى الحقّ لأعطى المتعذّرين ذريعةً للإعراض عنه والطعن عليه، فيعرضون عنه بحجّة عدم قدرتهم المالية، ويتّهمونه بأنّه ما دعاهم إلاّ ابتغاء منافع خاصّة به.

مضافاً إلى أنّ البشر ما يملك من شيء ليمنحه؟ أليس الله سبحانه وتعالى رزّاق العباد؟

والقرآن الكريم بإيضاحه هذه المراحل الخمس برهن على أنّ هؤلاء الحمقى (المشركين) لا يرضخون للحقّ، وأنّ أعذارهم في إنكار الحقّ أعذار واهية.

وجاءت الآية التالية باستنتاج عام لكلّ ما مضى: (وإنّك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) صراط مستقيم دلائله واضحة وإستقامته معلومة، فالطريق المستقيم أقصر الطرق بين نقطتين، وهو طريق واحد، والطريق الملتوية على يساره ويمينه غير متناهية.

ورغم أنّ الرّوايات الإسلامية تفسّر الصراط المستقيم بولاية علي (ع)(3) إلاّ أنّها تكشف - كما قلنا مراراً - عن المصداق الأكمل لذلك، ولا تتنافى مع المصاديق الاُخرى كالقرآن والإيمان بالمبدأ والمعاد والتقوى والجهاد والعدل.

وتستعرض الآية التالية النتيجة الطبيعيّة لهذا الموضوع، فتقول: (وإنّ الذين لا يؤمنونبالآخرة عن الصراط لناكبون).

كلمة "ناكب" مشتقّة من "النكب" و "النكوب" أي الإنحراف عن الطريق.

و "نكبت الدنيا" تقع في مقابل إقبال الدنيا، وتعني إدبار الدنيا وإعراضها عن المرء.

ومن الواضح أنّ الصراط يقصد به هنا ما في الآية السابقة، وبديهي أنّ الذي ينحرف عنه في الآخرة فمكانه النّار وبئس المصير، لأنّ المرء يثاب في الآخرة على أعماله في هذه الدنيا.

وعدم إيمان المرء بالآخرة مرتبط بإنحرافه عن طريق الحقّ الناجم عن عدم شعوره بالمسؤولية، فقد روي عن أمير المؤمنين علي (ع): "إنّ الله جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون"(4).

بحوث

1 - التمسّك بالحقّ أو بالأهواء النفسيّة

أشارت الآيات السابقة - بشكل عابر - إلى التناقض بين التمسّك بالحقّ وبين الأهواء النفسيّة، وهي إشارة ذات مدلول كبير، حيث تقول: (ولو اتّبع الحقّ أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهنّ).

وتفسير هذه المسألة ليس صعباً للأسباب الآتية:

الف - لا شكّ في أنّ أهواء الناس متفاوتة، وقد ينقض بعضها بعضاً، حتّى بالنسبة لشخص واحد فقد تتناقض أهواؤه.

ولو إستسلم الحقّ لهذه الأهواء لنتج عن ذلك الفساد وعمّت الفوضى.

لماذا؟

لأنّ كلّ فرد له صنم ومعبود، فلو حكمت هذه الآلهة الكثيرة والمتضادّة هذا العالم المترامي الأطراف، لظهر الفساد وتعمّ الفوضى من جرّاء ذلك، وهذا لا يخفى على أحد.

ب - إنّ أهواء الناس مع قطع النظر عن تناقضها، فهي تميل نحو الفساد والشرّ ولو سادت الوجود والمجتمع البشري، فالنتيجة لا تكون سوى الفساد والشرّ.

ج - إنّ الميول والأهواء ذات بعد واحد، ولا تنظر إلى الاُمور إلاّ من زاوية واحدة وتغفل عن بقيّة الأبعاد، ومن المعلوم أنّ أحد العوامل المهمّة في الفساد والخراب هو المنهج ذو البعد الواحد الذي يغفل عن الأبعاد الاُخرى.

والآية محلّ البحث تشبه من بعض جوانبها ما ورد في الآية الثّانية والعشرين من سورة الأنبياء (لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا).

وبديهي أنّ الحقّ كالصراط المستقيم واحد لا نظير له، بينما الأهواء النفسية متعدّدة كأوثان المشركين.

فأيّما نتّبع الحقّ أم الهوى؟ أنتّبع الهوى الذي هو مصدر الفساد في السّماء والأرض وفي جميع الموجودات، أم الحقّ الذي هو رمز الوحدة والتوحيد والنظام والإنسجام؟

الجواب في غاية الوضوح والإشراق.

2 - صفات القائد

أوضحت الآيات السابقة عدداً من صفات القادة إلى طريق الحقّ، فهم المعروفون بالصلاح والإستقامة، فلم يبق الله للمشركين ذريعة في هذا الصدد إذ قال سبحانه: (أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون).

فلو كان الرسل مجهولين لتذرّع المنافقون بذلك، ولأنكروا الرسالات السماوية.

والأمر الآخر أنّ الرسل لا يستسلمون أبداً لأهواء الناس.

ولا يقرّون الناس على ما إعتادوه من انحراف، مثلما نشاهده اليوم حيث التأييد المطلق لكلّ الرغبات العامّة (رغم إنحراف الكثير منها).

وعلى هذا كان الرسل يواصلون عملهم بإصرار دائم لنشر العقيدة الحقّة رغم رفض عدد كبير من الناس لهم وحقدهم عليهم.

والصفة الاُخرى للأنبياء أنّهم لم يطلبوا أجراً من الناس، ولم يأخذوا منهم شيئاً في مقابل نشر الحقّ، فهم لا يرجون غير الله، وظلّوا يتجرّعون الفقر والبأساء دون أن يكون لأحد عليهم منّة قطّ، ليبقوا أحراراً طليقين في نشر دعوتهم بين الناس.

3 - لماذا لا يميل أكثر الناس إلى الحقّ؟

لقد إستنكرت آيات القرآن الكريم - كالآيات السابقة - "الأكثرية" من الناس، في حين نرى أنّ "الأكثرية" يقرّرون اليوم صلاح الشيء أو عدمه فهم معيار الحسن والقبح في المجتمع، وهذا يثير علامة إستفهام كبيرة: وليس الكلام في الآيات التي تذكر الأكثرية مع إضافة ضمير (هم) حيث يكون المراد منها أكثر الكافرين والمشركين وأمثالهم، بل الكلام حول الآيات التي تذكر عنوان (أكثر الناس) من قبيل: (ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون)(5).

(ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون)(6).

(ولكنّ أكثر الناس لا يؤمنون)(7).

(وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين)(8).

(وأبى أكثر الناس إلاّ كفوراً). (9)

(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل الله)(10).

ومن جهة أُخرى اهتّمت بعض آيات القرآن بمنهج أكثرية المؤمنين بإعتباره معياراً صحيحاً للآخرين، فقد جاء في الآية الخامسة عشرة بعد المئة من سورة النساء: (ومن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيراً).

ونجد في الرّوايات الإسلامية لدى تعارض الرّوايات أنّ أحد المعايير للترجيح هو الشهرة بين أصحاب أئمّة الهدى وأنصارهم وأتباعهم، كما يقول الإمام الصادق (ع): "ينظر إلى ما كان من روايتهما عنّا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه عند أصحابك، فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذّ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه"(11).

ونقرأ في نهج البلاغة: "والزموا السواد الأعظم، فإنّ يد الله مع الجماعة، وإيّاكم والفُرقة، فإنّ الشاذّ من الناس للشيطان، كما أنّ الشاذّ من الغنم للذئب"(12).

ونقرأ أيضاً في نهج البلاغة: "والزموا ما عقد عليه حبل الجماعة"(13).

وعلى هذا قد يترأى للبعض تناقض بين هاتين المجموعتين من الآيات والأحاديث.

ومن جهة أُخرى يمكن أن يتصوّر مخالفة الإسلام للديمقراطية التي تعتمد على آراء أكثر الناس، وهذا ما رفضه القرآن بشدّة.

ولكن بالتدقيق في الآيات والأحاديث السابقة ومقارنة بعضها ببعض يتّضح المفهوم الحقيقي، وهو أنّ الأكثرية لو كانت من المؤمنين الواعين الذين ينتهجون الحقّ ويرفضون الباطل، لاستحقّوا الإحترام، وحظي رأيهم بالتقدير والقبول.

أمّا إذا كانوا فئةً جاهلة أو واعية لكنّها مستسلمة لرغباتها وشهواتها على علم منها، فلا طاعة لها ولا رأي.

لأنّ اتّباعها يؤدّي إلى الضلالة والضياع، كما يقول القرآن المجيد.

وعلى هذا الأساس فلو أردنا تحقيق "ديمقراطية سليمة" لوجب السعي أوّلا لتوعية الناس وتكوين جماعة مؤمنة واعية، ثمّ الإستناد على رأي أكثريتهم كمعيار لسلامة الأهداف الإجتماعية، وإلاّ فإنّ ديمقراطية الأكثرية الضالّة لا تنتج سوى ضلال المجتمع وجرّه إلى جهنّم.

ومن الضروري التنبيه إلى انّنا نعتقد أنّ رأي الأكثرية الواعية المؤمنة إنّما يكون محترماً ومقبولا فيما إذا لم يخالف الكتاب والسنّة والأحكام الإلهيّة.

ولجوء الاُمم والشعوب في هذا العصر إلى رأي الأكثرية مبعثه إنعدام المعيار الموثوق به في قياس ما ينفع المصلحة العامّة وما يضرّها، فهذه المجتمعات لا تستنير بكتاب ربّاني ولا تلتزم رسالة نبي كريم، وليس لديها سوى الرجوع إلى رأي العامّة.

وبما أنّ المتسلّطين لا يسعون لتوعية رعاياهم، بل يجتهدون في إستدامة غفلة الناس وضآلة اطّلاعهم على ما ينهض بتقدّمهم وإزدهار حياتهم، ليتسنّى لهؤلاء الإستمرار في الهيمنة على الناس والعبث بمصيرهم، لذلك جعلوا الأكثرية الكميّة معياراً لإسكات الأصوات المعترضة.

ولو دقّقنا في وضع المجتمعات المعاصرة والقوانين والأنظمة السائدة، لوجدنا أكثر مصائبهم نابعة من اللجوء إلى ما يسمّى رأي الأكثرية.

فما أسوأ القوانين وأقبح المقرّرات التي جعلتها "الأكثرية"، وما أكثر الفتن والحروب التي إندلعت بسبب رأي الأكثرية الجاهلة، وما أعظم المظالم وأشكال العدوان التي قرّرت الأكثرية صحّتها ومشروعيتها!!


1- هناك إختلاف بين المفسّرين في مَن يعود إليه الضمير في (به). فذهب بعض أنّه يعود إلى المسجد الحرام والحرم المكّي، لأنّ سدنة الكعبة إستكبروا لإعتبارهم أنفسهم أصحاب الحرم المكّي، وهذا الإحتمال ضعيف لأنّ الآيات السابقة لم تتناول الكعبة والحرم. ويبدو أنّ هذا الضمير يعود إلى القرآن المجيد والنّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكون معنى الآية: إنّكم استكبرتم إزاء القرآن ونبي الإسلام. أو أنّها تشير إلى سيرهم المعاكس، فهم استكبروا ولم يهتّموا به.

2- يمكن أن تفسّر عبارة "ذكرهم" بمعنى تذكّرهم وتوقظهم، ويمكن أن تفسّر بمعنى شرفهم وحيثيّتهم في المجتمع البشري، وفي الوقت ذاته لا تناقض بين هذين المفهومين، وقد إستفدنا من كليهما في تفسير الآية.

3- الخرج و الخراج مشتق من الخروج، ويعني الشيء الذي يستخرج من المال أو من حاصل الأرض الزراعية. إلاّ أنّ الخرج ذو معنى أوسع من الخراج. وكما يقول الراغب الاصفهاني في مفرداته: الخرج أعمّ من الخراج، وجعل الخرج بإزاء الدخل، وقال تعالى: (فهل نجعل لك خرجاً) والخرج مختّص في الغالب بالضريبة على الأرض أو اُجرتها.

4- تفسير نور الثقلين، المجلّد الثّالث صفحة 548.

5- اُصول الكافي (وفق ما نقله تفسير نور الثقلين، المجلّد الثّالث، صفحة 549).

6- البقرة، 243.

7- الأعراف، 187.

8- هود، 17.

9- يوسف، 103.

10- الإسراء، 89.

11- الأنعام، 116.

12- وسائل الشيعة، المجلّد الثامن عشر، صفحة 72 (كتاب القضاء الباب التاسع من أبواب صفات القاضي).

13- نهج البلاغة، الخطبة 127.