سُورَة مَرْيَم
مكّية وعَدَدُ آيَاتِها ثمان وتسعُونَ آية
محتوى السورة
لهذه السورة من جهة المحتوى عدة أقسام مهمّة:
1 - يشكل القسم الذي يتحدث عن قصص زكريا ومريم والمسيح(عليهم السلام)ويحيي وإِبراهيم(عليهما السلام) بطل التوحيد، وولده إِسماعيل، وإِدريس وبعض آخر من كبار أنبياء الله، الجزء الأهم في هذه السورة، ويحتوي على أُمور تربوية لها خصوصيات مهمّة.
2 - الجزء الثّاني من هذه السورة - والذي يأتي بعد القسم الأوّل من حيث الاهمية - عبارة عن المسائل المرتبطة بالقيامة، وكيفية البعث، ومصير المجرمين، وثواب المتقين، وأمثال ذلك.
3 - القسم الثّالث، وهو المواعظ والنصائح التي تكمل - في الواقع - الأقسام السابقة.
4 - وأخيراً، فإِنّ آخر قسم عبارة عن الإِشارات المرتبطة بالقرآن، ونفي الولد عن الله سبحانه، ومسألة الشفاعة، وتشكل بمجموعها برنامجاً تربوياً مؤثراً من أجل دفع النفوس الإِنسانية إِلى الإِيمان والطهارة والتقوى.
فضل السورة
روي عن الرّسول الأكرم(ص): "من قرأها أُعطي من الأجر بعدد مَن صدّق بزكريا وكذب به، ويحيي ومريم وموسى وعيسى وهارون وإِبراهيم وإِسحاق ويعقوب وإِسماعيل عشر حسنات، وبعدد من ادعى لله ولداً، وبعدد من لم يدع ولداً"(1).
إِن هذا الحديث - في الحقيقة - دعوة إِلى السعيت والجد في خطين مختلفين: خط مساندة ودعم النّبي والطاهرين والخيرين، وخط محاربة المشركين والمنحرفين والفارسقين، لأنا نعلم أن هذه المكافئات والعطايا الجزيلة لا تعطى لمن يتلفظ كلمات السورة بلسانه فقط، ولا يعمل بأوامرها، بل إِن هذه الألفاظ المقدسة مقدمة للعمل.
ونقرأ في حديث آخر عن الإِمام الصادق(ع): "من أدمن قراءة سورة مريم لم يمت في الدنيا حتى يصيب منها ما يغنيه في نفسه وماله وولده"(2).
إِن هذا الغنى وعدم الإِحتياج - حتماً - قبس من وجود محتوى السورة وسريانها في أعماق روح الإِنسان، وانعاكسها من خلال أعماله وأقواله وسلوكه.
1 ـ نور الثقلين، الجزء 3، ص 320.
2 ـ المصدر السّابق.