النوع الأول (ما أوله الألف)

(ألم) ﴿ألم﴾ (1) وسائر الحروف الهجائية في أوائل السور ك? ﴿نون﴾ (2) و ﴿ق﴾ (3) و ﴿يس﴾ (4) كان بعض المفسرين يجعلها أسماء للسور: لتعرف كل سورة بما أفتتحت به، وبعضهم جعلها أقساما أقسم الله عز وجل بها لشرفها وفضلها ولأنها مبادئ كتبه المنزلة، ومباني أسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وبعضهم يجعلها حروفا مأخوذة من صفات الله تعالى كقول ابن عباس: في ﴿كهيعص﴾ (5) ان الكاف: من كاف، والهاء: من هاد، والياء: من حكيم، والعين: من عليم، والصاد: من صادق، ونقل الزجاج وعن ابن عباس: ان ﴿ألم﴾ (6) معناه أنا الله أعلم، و ﴿الر﴾ (7) معناه أنا الله أرى، و ﴿المص﴾ (8) معنا أنا الله أعلم وأفضل، واما ﴿ق﴾ (9) فقيل: مجازها مجاز ساير حروف الهجاء في أوائل السور، ويقال ﴿ق﴾ (10) جبل من زبرجد أخضر محيط بالدنيا وأما ﴿نون والقلم﴾ (11) فقيل: هو الحوت، والجمع: النينان، وقيل: هو الحوت الذي تحت الأرض، وقيل: النون الدواة، وقيل: هو نهر في الجنة، قال الله له: كن مدادا فجمد، وكان أشد بياضا من اللبن وأحلى من الشهد ثم قال: للقلم اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، روى ذلك عن الباقر عليه السلام، واما ﴿يس﴾ (12) فقيل: معناه يا انسان، وقيل: يا رجل، وقيل: يا محمد، وقيل: كسائر الحروف الهجائية في أوائل السور.

(إذ، وإذا) فإذ: وقت ماض، وإذا: وقت مستقبل، وقد تكون إذ لمفاجأة أيضا مثل: إذا، ولا يلها إلا الفعل نحو ﴿وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون﴾ (13) وقد يزدادان جميعا في الكلام كقوله تعالى: ﴿وإذ واعدنا موسى﴾ (14) أي وعدنا.

(أم، وأما) فأم منقطعة، قال تعالى: ﴿أم حسبتم أن تدخلوا الجنة﴾ (15) ومعناها بل أحسبتم والهمزة فيها للتقدير، وأما أم المتصلة فهي بمعنى أي في مواضع منها إذا كان أم معادلا لهمزة الاستفهام، قال تعالى: ﴿أهم خير أم قوم تبع﴾ (16) وهو على التقدير والتوبيخ من الله لأنه عالم بمن هو خير، والمعنى ليسوا بخير، كقوله تعالى: ﴿أفمن يلقى في النار خير أم من امنا يوم القيمة﴾ (17) ويكون للتوبة من غير استفهام كقوله تعالى ﴿سواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم﴾ (18) وأما: ماء في قوله تعالى ﴿فأما يأتينكم مني هدى﴾ (19) فيقال هو شرط ذكره بحرف الشك للتنبيه على أن إتيان الرسل عليهم السلام أمر جائز غير واجب كما ظنه أهل التعليم وضمت إليها ما لتأكيد معنى الشرط ولذلك أكد فعلها بالنون وتكون عاطفة كمعنى أو في التحير والابهام وصدر الكلام معها مبني على الشك، ولا تأتي إلا مكررة قال تعالى ﴿إما شاكرا وإما كفورا﴾ (20) وقال تعالى ﴿إما العذاب وإما الساعة﴾ (21) (ان) فتكون بمعنى المصدر كما قال تعالى ﴿أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون﴾ (22) قال سيبويه: إن الثانية مبدلة من إن الأولى والمعنى إنكم مخرجون إذا متم، وقال الفراء والمبرد: الثانية مكررة للتوكيد لما طل الكلام وكان تكريرها حسنا، وتأتي إن أول الكلام كقوله تعالى ﴿إنا أعطيناك الكوثر﴾ (23) وتأتي بعد القول كقوله تعالى: ﴿قال إن الله اصطفيه عليكم﴾ (24) وتأتي بعد القسم كقوله تعالى: ﴿والعصر﴾ (25) ﴿إن الإنسان لفي خسر﴾ (26) وسائر الكلام في غير هذه تفتح فيه.

(إنا وإياكم) في قوله تعالى ﴿إنا أو إياكم لعلى هدى﴾ (27) هذا كما يقول أحدنا: كاذب وأنت تعلم إنه صادق، وفي حديث أبي ذر (28) قال لفلان: اشهد أن النبي صلى الله عليه وآله قال إني وإياك لفرعون هذه الأمة يريد انك ولكنه ألقاه إليه تعريضا (أنى) كقوله تعالى: ﴿أنى لك هذا﴾ (29) أي من أين لك هذا والأبواب مغلقة عليك، وقوله تعالى: ﴿أنى شئتم﴾ (30) أي كيف شئتم، وحيث شئتم، ومتى شئتم، فتكون على ثلاث معان.

(أن) فتكون مخففة عن الثقيلة، قال تعالى: ﴿وآخر دعويهم أن الحمد لله رب العالمين﴾ (31) والمعنى انه الحمد لله، وقرأ بعضهم: أن الحمد بتشديد النون ونصب الدال وهو خارج عن رأي الأئمة، وقرئ ﴿وأن هذا صراطي مستقيما﴾ (32) بسكون النون، واختلف في قوله تعالى: ﴿أن لعنة الله على الظالمين﴾ (33) فقرئ بتشديد النون ونصب التاء والباقون بالتخفيف والرفع، وأما قوله تعالى: ﴿والخامسة أن لعنت الله عليه﴾ (34) و ﴿الخامسة أن غضب الله عليها﴾ (35) فقرئ بالتخفيف والرفع وقرئ بالتشديد والنصب، وتقع أن موقع المصدر كقوله تعالى: ﴿إلا أن قالوا﴾ (36) أي إلا قولهم وتكون زائدة كقوله تعالى: ﴿فلما أن جاء البشير﴾ (37) وتكون بمعنى أي نحو ﴿وانطلق الملأ منهم أن امشوا﴾ (38) أي إمشوا.

(ألا) ألا: حرف يفتح به الكلام للتنبيه تقول الا زيدا خارج، كما تقول: أعلم أن زيدا خارج وهو في القرآن متكرر، قال تعالى: ﴿ألا ربهم﴾ (39) و ﴿ألا إن أولياء الله﴾ (40) وتكون للاستفهام أيضا، قال تعالى: ﴿ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴾ (41) وقوله تعالى: ﴿ألا يجدوا ما ينفقون﴾ (42) أي لئلا يجدوا، متعلق ب? ﴿حزنا﴾ (43) أو ﴿تفيض﴾ (44) (إلا) إلا: حرف يستثنى بها وقد يوصف بها فان وصفت بها جعلتها وما بعدها في موضع غير وأتبعت الاسم بعدها ما قبله من الاعراب كقوله تعالى: ﴿لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا﴾ (45) وقد تستعمل عاطفة كقوله تعالى: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا﴾ (46) أي ولا الذين ظلموا.

(لما) في قوله تعالى: ﴿أو لما أصابتكم﴾ (47) فالهمزة للتفريع والتقرير والواو عاطفة للجملة على ما سبق.

(أولوا) أولوا: فهي جمع لا واحد له من لفظه، واحدة ذو للمذكر، وأولات للإناث واحدها: ذات قال تعالى: ﴿أولوا الألباب﴾ (48) و ﴿أولات الأحمال﴾ (49).

(أولى) أولى: جمع لا واحد له من لفظه، واحده: ذا، للمذكر، وذه: للمؤنث يمد ويقصر، فان قصرت كتبته بالياء، وإن مددت بنيته على الكسر وتدخل عليه الهاء للتنبيه نحو: هؤلاء، ويدخل عليه الكاف للخطاب نحو: أولئك.

(إلى) إلى: حرف خافض وهي منتهى لابتداء الغاية وقد يجئ بمعنى مع كقوله تعالى: ﴿من أنصاري إلى الله﴾ (50) أي مع الله، وقوله تعالى: ﴿إذا خلوا إلى شياطينهم﴾ (51) وقوله تعالى: ﴿ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم﴾ (52).

(أي) أي نحو ﴿اي وربي﴾ (53) فأي توكيد للاقسام المعنى: نعم وربي، وقال أبو عمر: ﴿اي وربي﴾ (54) تصديق كما كان: هل بمعنى: قد في الاستفهام وأي بالتشديد تكون للاستفهام ولا تعمل فيما قبلها ولكن ما بعدها قال الله تعالى: ﴿لنعلم أي الحزبين أحصى﴾ (55) و ﴿أي منقلب ينقلبون﴾ (56) وإنما لم يعمل فيما قبلها لأن الاستفهام صدر الكلام، وتكون خبرا كقوله تعالى: ﴿وكأي من قرية﴾ (57) وقرئ " كأين " مثل: فاعل، وتكون شرطية كقوله تعالى: ﴿أيا ما تدعوا﴾ (58) فأي عاملة في تدعو، وتدعوا عاملة بها والنصب على المفعولية.


1. يس: 1.

2. مريم: 1.

3. البقرة: 1، آل عمران: 1، العنكبوت: 1، الروم: 1، لقمان: 1، السجدة: 1.

4. يونس: 1، هود: 1، يوسف: 1، إبراهيم: 1، الحجر: 1.

5. الأعراف: 1.

6. ق: 1.

7. ق: 1.

8. القلم: 1.

9. يس: 1.

10. الروم: 36.

11. البقرة: 51.

12. البقرة: 214، آل عمران: 142.

13. الدخان: 37.

14. فصلت: 40.

15. البقرة: 6، يس: 10.

16. البقرة: 38، طه: 123.

17. الدهر: 3.

18. مريم: 76.

19. المؤمنون: 35.

20. الكوثر: 1.

21. البقرة: 247.

22. العصر: 1.

23. العصر: 2.

24. سبأ: 24.

25. أبو ذر: جندب بن جنادة الغفاري، وقيل: ابن السكن صحابي توفي سنة 31 أو 32 للهجرة.

26. آل عمران 37.

27. البقرة: 223.

28. يونس: 10.

29. الأنعام: 153.

30. الأعراف: 43.

31. النور: 7.

32. النور: 9.

33. الأعراف: 4.

34. يوسف: 96.

35. ص: 6.

36. هود: 68.

37. يونس: 62.

38. النور: 22.

39. التوبة: 39.

40. التوبة: 39.

41. التوبة: 39.

42. الأنبياء: 22.

43. البقرة: 150.

44. آل عمران: 165.

45. البقرة: 269، آل عمران: 7، الرعد: 21، إبراهيم: 52، ص: 29، الزمر: 9، 18.

46. الطلاق: 4.

47. آل عمران: 52، الصف: 14.

48. البقرة: 14.

49. النساء: 2.

50. يونس: 53.

51. يونس: 53.

52. الكهف: 12.

53. الشعراء: 227.

54. كما في المصاحف المطبوعة، الحج: 48، محمد: 13، الطلاق: 8.

55. اسرى: 110.

56. يوسف: 20.

57. الحج: 29.

58. المائدة: 7.