النوع السابع عشر (ما أوله العين)

(عتب) ﴿وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين﴾ (1) أي ان يستقيلوا ربهم تعالى لم يقلهم يقال: عتب إذا دخل عليه فإذا فاوضه فاعتب عليه فإذا رجع إلى مسرتك فقد أعتب والاسم العتبي. هو رجوع المعتوب.

و ﴿يستعتبون﴾ (2) يطلبون منهم العتبى (عجب) ﴿عجاب﴾ (3) و ﴿عجيب﴾ (4) بمعنى واحد وهو الأمر الذي يتعجب منه (5) (عذب) ﴿بعذاب واقع﴾ (6) عن عذاب ومثله: ﴿تشقق السماء بالغمام﴾ (7) و ﴿الذين هم به مشركون﴾ (8) (عرب) ﴿عربا أترابا﴾ (9) جمع عروب وترب والعروب المتحببة إلى زوجها، ويقال: العاشقة لزوجها، ويقال: الحسنة التبعل، ورجل أعرابي إذا كان بدويا وان لم يكن من العرب، ورجل عربي منسوب إلى العرب وان لم يكن بدويا والأعراب سكان البادية خاصة والنسبة إلى الأعراب أعرابي وليس الأعراب جمعا لعرب وإنما العرب اسم جنس شاملا لهم.

(عزب) ﴿يعزب عنه﴾ (10) أي يبعد ويغيب عن علمه.

(عصب) ﴿عصيب﴾ (11) وعصبصب شديد، و ﴿يوم عصيب﴾ (12) أي شديد كأنه عصب شره، ومنه ال? ﴿عصبة﴾(13) كأنها يلتفت بعضها على بعض من العشرة (14) إلى الأربعين قال الأخفش ليس لهما واحد وقوله: ﴿ونحن عصبة﴾ (15) أي والحال نحن جماعة أقوياء أحق بالمحبة من صغيرين لا كفاية فيهما.

(عقب) ﴿له معقبات من بين يديه ومن خلفه﴾ (16) أي ملائكة يعقب بعضها بعضا في حفظه جمع معقبة من عقب مبالغة ﴿في عقبه﴾(17) إذا جاء على عقبه، كأن بعضهم يعقب بعضا أو لأنهم يعقبون أقواله وأفعاله فيكتبونها، و ﴿لا معقب لحكمه﴾ (18) أي إذا حكم حكما فأمضاه لا يتعقبه أحد بتغير ولا نقص، و ﴿نرد على أعقابنا﴾ (19) يقال: لكل من لم يظفر بما يريد فيه رد على عقبيه، و ﴿يعقب﴾ (20) يرجع، وال? ﴿عقبى﴾ (21) العاقبة، و ﴿لا يخاف عقبها﴾ (22) قيل: معناه لا يخاف صالح عاقبة ما خوفهم من العقوبات لأنه على ثقة من نجاته (23) و ﴿فلا اقتحم العقبة﴾ (24) قيل: هي عقبة بين الجنة والنار والاقتحام الدخول في الشئ والمجاوزة له بشدة وصعوبة وقوله: ﴿فلا اقتحم العقبة﴾ (25) أي لم يقتحمها ولم يجاوزها لا مع الماضي بمعنى المستقبل وقيل جعل سبحانه الأعمال الصالحة عقبة وعملها اقتحام لها لما في ذلك من معاندة الشدة ومجاهدة النفس (26) و ﴿عاقبة الدار﴾ (27) هي العاقبة المحمودة يدل عليه قوله: ﴿أولئك لهم عقبى الدار﴾ (28) ﴿جنات عدن﴾ (29) والدار: الدنيا، و ﴿عقبها﴾ (30) عاقبتها أن يختم للعبد بالرضوان وقوله: ﴿وأن فاتكم شئ من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم﴾ (31) من العقبة وهو النوبة ومعناه فجاءت عاقبتكم من أداء المهر وفي الخبر معناه ﴿فعاقبتم﴾ (32) أي يعقب الذي ذهبت امرأته على امرأة غيرها يعني يتزوجها بعقب فإذا هو متزوج امرأة أخرى غيرها فان على الامام أن يعطيه مهر امرأته الذاهبة، و ﴿إن عاقبتم﴾ (33) أي إن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجازات فعاقبوا بقدر ما عوقبتم به ولا تزيدوا عليه وسمي الفعل الأول باسم الثاني للمزاوجة، قيل: كان المشركون قد مثلوا بقتلى أحد وبحمزة وأخذت هند كبده فجعلت تلوكه وجدعوا أنفه وإذنه فقال المسلمون لئن مكننا الله منهم لنمثلن بالأحياء فضلا عن الأموات فنزلت الآية قوله: ﴿فأعقبهم﴾ (34) عن الحسن: الضمير للبخل أي فأورثهم البخل ﴿نفاقا﴾ (35) متمكنا في قلوبهم لأنه كان سببا فيه وداعيا إليه وقيل: الضمير لله أي فخذلهم حتى نافقوا وتمكن النفاق في قلوبهم فلا ينفك عنها حتى يموتوا بسبب إخلافهم ما وعدوا الله من الصدق والصلاح وبكونهم كاذبين ومنه جعل خلف الموعد ثلث النفاق قوله: ﴿يرثني ويرث من آل يعقوب﴾ (36) هو ابن إسحاق وقيل: ابن مأتان أخو زكريا، وقيل: يعقوب هذا وعمران أبو مريم اخوان من نسل سليمان بن داود عليه السلام وفي الكشاف (37) وعن الليث: ان يعقوب النبي اسمه إسرائيل.


1. النحل: 84، الروم: 57، الجاثية: 34.

2. ص: 5.

3. هود: 72، ق: 2.

4. والعجاب: بالضم والتشديد أكثر منه.

5. المعارج: 1.

6. الفرقان: 25.

7. النحل: 100.

8. الواقعة: 37.

9. سبأ: 3.

10. هود: 77.

11. هود: 77.

12. يوسف: 8، 14.

13. وقيل: نحو العشرة.

14. يوسف: 8، 14.

15. الرعد: 14.

16. الزخرف: 28.

17. الرعد: 43.

18. الأنعام: 71.

19. النمل: 10.

20. الرعد: 24، 26، 27، 44.

21. الشمس: 16.

22. قرأ أهل المدينة وابن عامر: فلا بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام وروي ذلك عن الإمام الحسين عليه السلام، وقرأ الباقون ولا، بالواو، وقيل: لا يخاف عقبى ما صنع بها لأنه كان مكذبا بصالح عليه السلام وقيل: سوى أرضهم عليهم ولا يخاف عقبها أي ولا يخاف الله من أحد تبعة في إهلاكهم.

23. البلد: 12.

24. البلد: 12.

25. قيل: وجه الدعاء بأن لا يقتحم العقبة كما يقال: لا غفر الله له، وقيل: فهلا اقتحم العقبة.

26. الانعام: 135.

27. الرعد: 24.

28. الرعد: 25.

29. الشمس: 16.

30. الممتحنة: 11. 7 الممتحنة: 11.

31. النحل: 126.

32. التوبة: 78.

33. التوبة: 78.

34. مريم: 5.

35. الكشاف: عن حقائق التنزيل مطبوع وهو أشهر مؤلفات الزمخشري أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي المعتزلي جاور مكة المكرمة زمانا فلقب جار الله، توفي بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة ليلة عرفة سنة 538 للهجرة.

36. الفاطر: 27.

37. الفاطر: 27.