النوع الخامس والعشرون (ما أوله النون)

(ناء) ﴿لتنوء بالعصبة﴾ (1) تنهض بها وهو من المقلوب، معناه ما ان العصبة لتنوء بمفاتحه أي ينهضون بها، ويقال: ناء بحمله إذا تهض به متثاقلا، وعن الفراء: ليس هذا بمقلوب، ومعناه ما ان مفاتحه لتنئ بثقلها فلما انفتحت التاء دخلت الباء كما قالوا: يذهب بالبوس، ويذهب البوس، و ﴿ناء بجانبه﴾ (2) تباعد بناحيته وقربه أي تباعد عن ذكر الله عز وجل، والنائي: البعيد، ويقال: الفراق وان لم يكن ببعيد، و ﴿ينئون عنه﴾ (3) يتباعدون عنه ولا يؤمنون به.

(نباء) النبأ: واحد الأنباء وهي الأخبار، و ﴿النبأ العظيم﴾ (4) هو نبأ يوم القيامة، والبعث أوامر الرسالة ولوازمها، و ﴿يستنبؤنك﴾ (5) يستخبرونك، والنبي الذي يرى في منامة ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك.

(نجا) ﴿يتناجون﴾ (6) أي يسر بعضهم إلى بعض، و ﴿نجويهم﴾ (7) أسرار هم و ﴿نجيا﴾ (8) مصدر وصف به كعدل ورضى يكون للواحد والجمع وعن الأزهري جمع أنجية، و ﴿إذ هم نجوى﴾ (9) أي يتناجون كان يسار بعضهم إلى بعض، و ﴿فقدموا بين يدي نجويكم صدقة﴾ (10) أي مناجاتكم، روى أن الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أملوه فأمر الصدقة قبل المناجاة فلما رأوا ذلك إنتهوا عن مناجاته فلم يناجه إلا علي عليه السلام قدم دينارا فتصدق به، و ﴿ننجيك ببدنك﴾ (11) أي نلقيك على نجوة من الأرض.

ارتفاع من الأرض وببدنك أي وحدك، ويقال: إنما ذكر البدن دلالة على خروج الروح منه، أي ننجيك ببدن لا روح فيه ويقال: ببدنك أي بدرعك والبدن الدرع.

(ندا) ﴿يوم التناد﴾ (12) يوم ينادى فيه أهل الجنة وأهل النار، و ﴿نادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم﴾ (13) و ﴿التناد﴾ (14) بتشديد الدال من ندا البعير إذا مضى على وجهه، و ﴿نديا﴾ (15) مجلسا، وناديكم (16) مجلسكم، و ﴿ناديه﴾ (17) مجلسه وجمعه النوادي والمعنى أهل ناديه مثل: ﴿وسئل القرية﴾ (18) أي أهل القرية.

(نسا) ﴿نسيا منسيا﴾ (19) النسي: الشئ الحقير إذا القي نسي ولم يعبأ به ولم يلتفت إليه، والنسى زيادة في الكفر هو تأخير هم تحريم المحرم، وكانوا يؤخرون تحريمه سنة ويحرمون غيره مكانه لحاجتهم إلى القتال فيه ثم يردونه إلى التحريم في سنة أخرى كأنهم يستنسون ذلك ويستقرضونه، وهو مصدر كالنذر، ولا يجوز أن يكون فعيلا بمعنى المفعول لأنه لو حمل على ذلك كان معناه إنما المؤخر زيادة والمؤخر الشهر وليس كذلك بل تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر، و ﴿نسوا الله فنسيهم﴾ (20) تركوا الله فتركهم، و ﴿منسئاته﴾ (21) ومنسأته بهمز وغيره عصاه وهي مفعلة من نسئات البعير إذا ضربته بالمنسأة، و ﴿نسوة﴾ (22) اسم لجمع امرأة وتأنيثه بهذا الاعتبار غير حقيقي.

(نشأ) ﴿أنشأكم﴾ (23) ابتدأكم وخلقكم، ومثله: ﴿ينشئ السحاب الثقال﴾ (24) و ﴿النشأة الآخرة﴾ (25) الخلق الثاني للبعث يوم القيامة.

و ﴿ناشئة الليل﴾ (26) ساعاته من نشأت ابتدأت، و ﴿المنشئات﴾ (27) يعني السفن اللواتي ابتدأن، وقوله: ﴿أو من ينشأ في الحلية﴾ (28) أي يربى في الحلي يعني النبات.

(نصا) ﴿ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها﴾ (29) أي إلا هو مالك لها قادر عليها يصرفها على ما يريد بها والأخذ بالنواصي تمثيل لذلك، وعن الضحاك (30) في قوله ﴿فيؤخذ بالنواصي والأقدام﴾ (31) يجمع بين ناصيته وقدمه بسلسلة من وراء ظهره وقيل: يسحبون تارة بأخذ النواصي وتارة بالأقدام.

(نها) ﴿النهى﴾ (32) عقول واحدتها نهية لأن صاحبها ينتهي إليها عن القبائح.

وقيل: ينتهي إلى اختياراته العقلية، و ﴿المنتهى﴾ (33) موضع الانتهاء، و ﴿سدرة المنتهى﴾ (34) الذي ينتهى إليها علم الملائكة وسيأتي بيانها في باب سدر.


1. الأنعام: 26.

2. النباء: 2.

3. يونس: 53.

4. المجادلة: 8.

5. النساء: 113، التوبة: 79، الزخرف 80.

6. يوسف: 80، مريم: 52.

7. أسرى: 47.

8. المجادلة: 12. 13.

9. يونس: 92.

10. المؤمن: 32.

11. الأعراف: 47.

12. المؤمن: 32.

13. مريم: 73.

14. العنكبوت 29.

15. العلق: 17.

16. يوسف: 94.

17. مريم: 22.

18. التوبة: ؟؟.

19. سبأ: 14.

20. يوسف: 30.

21. الأنعام: 98، الملك: 23، 133، هود، 61، النجم: 32.

22. الرعد: 13.

23. العنكبوت: 20.

24. المزمل 6.

25. الرحمن: 24.

26. الزخرف: 18.

27. هود: 56.

28. الضحاك: أبو قاسم بن مزاحم بن يزيد الهلالي المفسر الخراساني كان يقيم ببلخ وبمرو وببخارى وسمرقند ويعلم الصبيان احتسابا، له التفسير الكبير والصغير مات ببلخ سنة 102 وقيل 105، وقيل 106 للهجرة.

29. الرحمن: 41.

30. طه: 54، 128.

31. النجم: 14، 42.

32. النجم: 14.

33. الزلازل: 5.

34. المائدة: 114.