تفسير سورة الفيل
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ في فرايضه ألم تر كيف فعل ربك شهد له يوم القيامة كل سهل وجبل ومدر بأنه كان من المصلين، وينادى له يوم القيامة مناد: صدقتم على عبدي قبلت شهادتكم له وعليه، أدخلوه الجنة ولا تحاسبوه فإنه ممن أحب الله وأحب عمله.
2 - في مجمع البيان في حديث أبي من قرأها عافاه الله أيام حياته من المسخ والقذف.
3 - وروى العياشي باسناده عن المفضل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: لا تجمع سورتين في ركعة واحدة الا الضحى والم نشرح، والم تر كيف ولايلاف قريش.
4 - وعن ابن العباس عن أحدهما عليهم السلام قال: " ألم تر كيف فعل ربك " و " لايلاف قريش " سورة واحدة.
5 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: المسوخ من بني آدم ثلاثة عشر إلى أن قال: واما الفيل فكان ينكح البهائم فمسخه الله فيلا.
6 - وفيه أيضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن المسوخ فقال: هي ثلاثة عشر: الفيل والدب إلى أن قال صلى الله عليه وآله: اما الفيل كان رجلا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا.
7 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن وعلان عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فاما الفيل فإنه كان ملكا زناء لوطيا.
8 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال علي بن الحسين عليه السلام كان أبو طالب يضرب عن رسول الله صلى الله عليه وآله بسيفه إلى أن قال: فقال أبو طالب: يا بن أخ إلى الناس كافة أرسلت أم إلى قومك خاصة؟قال: لا بل إلى الناس أرسلت كافة الأبيض والأسود والعربي والعجمي، والذي نفسي بيده لأدعون إلى هذا الامر الأبيض و الأسود ومن على رؤس الجبال ومن في لجج البحار، ولأدعون السنة فارس والروم فحيرت قريش واستكبرت وقالت: أما تسمع إلى ابن أخيك وما يقول والله لو سمعت بهذا فارس والروم لاختطفتنا من ارضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا، فأنزل الله تبارك وتعالى " وقالوا ان نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شئ " إلى آخر الآية وانزل في قولهم لقلعت الكعبة حجرا حجرا " ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " إلى آخر الآية.
9 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما ان وجه صاحب الحبشة بالخيل ومعهم الفيل ليهدم البيت مروا بابل لعبد المطلب فساقوها، فبلغ ذلك عبد المطلب فأتى صاحب الحبشة فدخل الآذن فقال: هذا عبد المطلب بن هاشم قال: وما يشاء؟قال الترجمان: جاء في إبل له ساقوها يسئلك ردها؟فقال ملك الحبشة لأصحابه: هذا رئيس قوم وزعيمهم جئت إلى بيته الذي يعبده لأهدمه وهو يسألني اطلاق إبله؟اما لو سألني الامساك عن هدمه لفعلت ردوا عليه إبله فقال عبد المطلب لترجمانه: ما قال الملك؟فأخبره فقال عبد المطلب: انا رب الإبل ولهذا البيت رب يمنعه فردت عليه إبله وانصرف عبد المطلب نحو منزله، فمر بالفيل في منصرفه فقال للفيل: يا محمود فحرك الفيل رأسه، فقال له: أتدري لم جاءوك؟فقال الفيل برأسه: لا، فقال عبد المطلب: جاؤوا بك لتهدم بيت ربك افتراك فاعل ذلك؟فقال برأسه: لا، فانصرف عبد المطلب إلى منزله فلما أصبحوا غدوا به لدخول الحرم فأبى وامتنع عليهم فقال عبد المطلب لبعض مواليه عند ذلك: اعل الجبل فانظر ترى شيئا؟فقال: أرى سوادا من قبل البحر فقال له يصيبه بصرك أجمع؟فقال له: لا ولا شك ان يصيب، فلما ان قرب قال: هو طير كثير ولا اعرفه يحمل كل طير في منقاره حصاة مثل حصاة الخذف (1) أو دون حصاة الخذف فقال عبد المطلب: ورب عبد المطلب ما تريد الا القوم حتى لما صار فوق رؤسهم أجمع ألقت الحصاة فوقعت كل حصاة على هامة (2) رجل فخرجت من دبره فقتلته فما انفلت منهم الا رجل واحد يخبر الناس، فلما ان اخبرهم ألقت عليه فقتلته.
10 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن محمد بن حمران وهشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مروا بابل عبد المطلب فاستاقوها فتوجه عبد المطلب إلى صاحبهم يسأله رد إبله عليه، فاستأذن عليه فاذن له، وقيل: إن هذا شريف قريش أو عظيم قريش فهو رجل له عقل ومروة فأكرمه وأدناه، ثم قال لترجمانه: سله ما حاجتك؟فقال له: ان أصحابك مروا بابل لي فاستاقوها فأحببت ان تردها على قال فتعجب من سؤاله إياه رد الإبل وقال: هذا الذي زعمتم انه عظيم قريش وذكرتم عقله يدع ان يسألني ان انصرف عن بيته الذي يعبده اما لو سألني ان انصرف عن هده (3) لانصرفت له عنه فأخبره الترجمان بمقالة الملك، فقال له عبد المطلب: ان لذلك البيت ربا يمنعه، وانما سألتك رد أبلى لحاجتي إليها، فامر برده عليه ومضى عبد المطلب حتى لقى الفيل على طرف الحرم فقال له: محمود، فحرك رأسه فقال له أتدري لما جئ بك؟فقال برأسه: لا، فقال جاؤوا بك لتهدم بيت ربك فتفعل؟فقال برأسه: لا، قال: فانصرف عبد المطلب وجاؤا بالفيل ليدخل الحرم فلما انتهى إلى طرف الحرم امتنع من الدخول فضربوه فامتنع من الدخول، فضربوه فامتنع، فأداروا به نواحي الحرم كلها كل ذلك يمتنع عليهم، فلم يدخل وبعث الله عليهم الطير كالخطاطيف في مناقيرها حجر كالعدسة أو نحوها، فكانت تحاذى برأس الرجل ثم ترسلها على رأسه فتخرج من دبره حتى لم يبق منهم أحد، الا رجل هرب فجعل يحدث الناس بما رأى إذا طلع عليه طائر منها فرفع رأسه فقال: هذا الطير منها و جاء الطير حتى حاذى برأسه ثم ألقاها عليه فخرجت من دبره فمات.
11 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن جميل بن دراج عن أبي مريم عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل قال كان طير ساف (4) جاءهم من قبل البحور رؤسهم كأمثال رؤس السباع، وأظفارها كأظفار السباع من الطير، مع كل طائر ثلاثة أحجار، في رجليه حجران، وفى منقاره حجر، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسامهم فقتلهم بها، وما كان قبل ذلك رؤى شئ من الجدري ولا رأوا ذلك من الطير قبل ذلك اليوم ولا بعده، قال: ومن أفلت منهم يومئذ انطلق حتى إذا بلغوا حضر موت وهو واد دون اليمن ارسل الله عليهم سيلا فغرقهم أجمعين، قال: وما رأى في ذلك الوادي ماء قبل ذلك اليوم بخمس عشرة سنة، قال: فلذلك سمى حضر موت حين ما توافيه.
12 - في مجمع البيان أجمعت الرواة على أن ملك اليمن الذي قصد هدم الكعبة هو أبرهة بن الصباح الأشرم.
13 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ومن ذلك ان أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه، فقال عبد المطلب: ان لهذا البيت ربا يمنعه، ثم جمع أهل مكة فدعا وهذا بعد ما أخبره سيف بن ذي يزن، فأرسل الله تبارك وتعالى طيرا أبابيل ورفعهم عن مكة وأهلها.
14 - في الكافي ولد النبي صلى الله عليه وآله لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول في عام الفيل مع الزوال، وروى أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة.
15 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: لما ان قصد أبرهة بن الصباح ملك الحبشة لهدم البيت تسرعت الحبشة فأغاروا عليها، فأخذوا سرحا (5) لعبد المطلب بن هاشم فجاء عبد المطلب إلى الملك فاستأذن عليه فاذن له، وهو في قبة ديباج على سرير له، فسلم عليه فرد أبرهة السلام وجعل ينظر في وجهه، فراعه حسنه وجماله وهيئة، فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟قال: نعم أيها الملك كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء، فقال له أبرهة لقد فقتم فخرا وشرفا ويحق لك أن تكون سيد قومك، ثم أجلسه معه على سريره وقال لسايس فيله الأعظم وكان فيلا أبيض عظيم الخلق له نابان مرصعان بأنواع الدر والجواهر، وكان الملك يباهى به ملوك الأرض: أتيني به فجاء به سايسه وقد زين بكل زينة حسنة، فحين قابل وجه عبد المطلب سجد له ولم يكن سجد لملكه وأطلق الله لسانه بالعربية، فسلم على عبد المطلب، فلما رأى الملك ذلك ارتاع له وظنه سحرا فقال: ردوا الفيل إلى مكانه، ثم قال لعبد الملك: فيم جئت؟فقد بلغني سخاؤك و كرمك وفضلك، ورأيت من هيئتك وجمالك وجلالك ما يقتضى ان انظر في حاجتك فسلني ما شئت وهو يرى أنه يسأله في الرجوع عن مكة؟فقال له عبد المطلب: ان أصحابك غدوا على سرح لي فذهبوا به فمرهم برده على قال: فتغيظ الحبشي من ذلك وقال لعبد المطلب لقد سقطت من عيني جئتني تسألني في سرحك وأنا قد جئت لهدم شرفك وشرف قومك ومكرمتكم التي تتميزون بها من كل جبل؟وهو البيت الذي يحج إليه من كل صقع في الأرض (6) فتركت مسألتي في ذلك وسألتني في سرحك؟فقال له عبد المطلب: لست برب البيت الذي قصدت لهدمه وأنا رب سرحي الذي أخذه أصحابك فجئت أسئلك فيما أنا ربه وللبيت رب هو أمنع له من الخلق كلهم وأولى به منهم، فقال الملك: ردوا عليه سرحه وانصرف إلى مكة واتبعه الملك بالفيل الأعظم مع الجيش لهدم البيت، فكانوا إذا حملوه على دخول الحرم أناخ وإذا تركوه رجع مهرولا، فقال عبد المطلب لغلمانه: ادعوا إلى ابني فجئ بالعباس فقال: ليس هذا أريد، ادعوا لي ابني فجئ بأبي طالب، فقال: ليس هذا أريد ادعوا لي ابني فجئ بعبد الله أب النبي صلى الله عليه وآله فلما أقبل إليه قال: اذهب يا بنى حتى تصعد أبا قبيس ثم اضرب ببصرك ناحية البحر فانظر أي شئ يجئ من هناك وأخبرني به، قال: فصعد عبد الله أبا قبيس فما لبث أن جاء طيرا أبابيل مثل السيل والليل، فسقط على أبى قبيس ثم صار إلى البيت فطاف سبعا ثم صار إلى الصفا والمروة فطاف بهما سبعا، فجاء عبد الله إلى أبيه فأخبره الخبر، فقال: انظر يا بنى ما يكون من أمرها بعد فأخبرني به، فنظرها فإذا هي قد أخذت نحو عسكر الحبشة فأخبر عبد المطلب بذلك، فخرج عبد المطلب وهو يقول: يا أهل مكة اخرجوا إلى العسكر فخذوا غنائمكم، قال: فأتوا العسكر وهم أمثال الخشب النخرة وليس من الطير الا ومعه ثلاثة أحجار في منقاره ويديه، يقتل بكل حصاة منها واحدا من القوم، فلما أتوا على جميعهم انصرف الطير فلم ير قبل ذلك ولا بعده، فلما هلك القوم بأجمعهم جاء عبد المطلب إلى البيت فتعلق باستاره وقال: يا جابس الفيل بذى المغمس * حبسته كأنه مكوس (7) في مجلس تزهق فيه الأنفس فانصرف وهو يقول في فرار قريش وجزعهم من الحبشة: طارت قريش إذا رأت خميسا * فظلت فردا لا أرى أنيسا - ولا أحس منهم حسيسا * الا أخا لي ماجدا نفيسا - مسودا في أهله رئيسا
16 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى مريم عن أبي جعفر عليه السلام " وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل " فقال: هؤلاء أهل مدينة كانت على ساحل البحر إلى المشرق فيما بين اليمامة والبحرين يخيفون السبيل ويأتون المنكر فأرسل الله عليهم طيرا جائتهم من قبل البحر رؤسهما كأمثال رؤس السباع، وابصارها كابصار السباع من الطير، مع كل طير ثلاثة أحجار حجران في مخاليبه وحجر في منقاره، فجعلت ترميهم بها حتى جدرت أجسادهم فقتلهم الله عز وجل بها، وما كانوا قبل ذلك رأوا شيئا من ذلك الطير ولا من الجدر، ومن انفلت منهم انطلقوا حتى بلغوا حضر موت واد باليمن، ارسل الله عز وجل عليهم سيلا فغرقهم ولا رأوا في ذلك الوادي ماءا قبل ذلك، فلذلك سمى حضر موت حين ماتوا فيه.
17 - في تفسير علي بن إبراهيم " ألم تر " ألم تعلم يا محمد " كيف فعل ربك بأصحاب الفيل " قال: نزلت في الحبشة حين جاؤوا بالفيل ليهدموا به الكعبة، فلما ادنوه من باب المسجد قال له عبد المطلب: تدرى أين يؤم بك؟قال: برأسه لا، قال: اتوا بك لتهدم كعبة الله أتفعل ذلك؟فقال برأسه: لا فجهدت به الحبشة ليدخل المسجد فامتنع فحملوا عليه بالسيوف وقطعوه " فأرسل الله عليهم طيرا أبابيل " قال: بعضها على اثر بعض " ترميم بحجارة من سجيل " قال: كان مع كل طير ثلاثة أحجار، حجر في منقاره وحجران في مخاليبه، وكانت ترفرف على رؤسهم وترمى في دماغهم فيدخل الحجر في دماغهم ويخرج من ادبارهم وتنقض أبدانهم فكانوا كما قال الله فجعلهم كعصف مأكول قال: العصف التين والمأكول هو الذي يبقى من فضلة.
قال الصادق عليه السلام: وأهل الجدري من ذلك الذي أصابهم في زمانهم جدري.
1- الهامة: الرأس.
2- الهد: الهدم الشديد.
3- سف الطائر: مر على وجه الأرض.
4- السرح: المال السائم.
5- الصقع: الناحية.
6- قال الفيروزآبادي: المغمس - كمعظم ومحدث -: موضع بطريق الطائف فيه قبر أبى رغال دليل أبرهة ويرجم، وقال: المكوس - كمعظم -: حمار.
7- الدرمك: الدقيق الحوارى أي الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق.