تفسير سورة المطففين
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء في فرائضه " ويل للمطففين " أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها، ولم يمر على جسر جهنم ولا يحاسب يوم القيامة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: ويل للمطففين قال: الذين يبخسون المكيال والميزان.
وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت على نبي الله صلى الله عليه وآله حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا والله أعلم انه بئر في جهنم.
4 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وانزل في الكيل " ويل للمطففين " ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عز وجل: " فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
5 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وانه رب شئ من كتاب الله عز وجل يكون تأويله على تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به إن شاء الله، إلى قوله: " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " فسمى فعل النبي صلى الله عليه وآله فعلا له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ومثل قوله: " بل هم بلقاء ربهم كافرون " فسمى البعث لقاء وكذلك قوله: " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " أي يوقنون " انهم مبعوثون " ومثله قوله: الا أيظن أولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم أي أليس يوقنون انهم مبعوثون.
6 - وفيه أيضا عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام واما قوله: " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها " يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله " انى ظننت انى ملاق حسابيه " واما قوله للمنافقين " وتظنون بالله الظنونا " فهو ظن شك وليس ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك.
7 - في عوالي اللئالي وفى الحديث انه صلى الله عليه وآله لما قرء يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى انصاف اذنيه.
8 - في مجمع البيان " يوم يقوم الناس لرب العالمين " وجاء الحديث انهم يقومون في رشحهم إلى انصاف آذانهم، وفى الحديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم.
وفى الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار ميل أو ميلين، قال سلم: فلا أدرى أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين؟ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبه ومنه من يلجمه الجاما.
قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يشير بيده إلى فيه قال: يلجمه الجاما أورده مسلم في الصحيح.
9 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب، ليس له من الأرض الا موضع قدرته كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول هيهنا ولا هيهنا.
10 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، و خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك، قلوبهم تهوى إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الآية كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم.
11 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وذكر إلى آخر ما سبق وزاد ويل يومئذ للمكذبين.
12 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى محمد ابن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه، ثم قرء " ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم قلوبهم تهوى إليهم، ثم قرء " ان كتاب الفجار لفى سجين * وما ادراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين ".
13 - في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سجين أسفل سبع أرضين، وقيل: إن سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب في جهنم مغطى، رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله
14 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فتنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضر موت يقال له برهوت.
15 - في تفسير علي بن إبراهيم " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: ما كتب الله لهم من العذاب لفى سجين وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: السجين الأرض السابعة وعليون السماء السابعة.
16 - وباسناده إلى الكلبي عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: هو فلان وفلان.
17 - وفيه عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين السابعة وفيها الفلق والسجين.
18 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: هم الذين فجروا في حق الأئمة واعتدوا عليهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فإذا صعد بحسناته يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد فيها.
20 - باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها: فقال: اما انهم لم يموتوا الا بسخط، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسى عليه السلام ربه فنودي من الجو: أن نادهم، فقام عيسى عليه السلام بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟قال: كحب الصبي لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، وإذا أدبرت بكينا وحزنا قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟قال: الطاعة لأهل المعاصي قال: كيف كان عاقبة أمركم؟قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية، فقال: وما الهاوية؟فقال سجين قال: وما سجين؟قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا أعني قوله: فلان وفلان " وما ادراك ما سجين " إلى قوله: الذين يكذبون بيوم الدين الأول والثاني وما يكذب به الا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين وهو الأول والثاني كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله.
22 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من عبد الا و في قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في تلك النكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السوداء، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فإذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير ابدا، وهو قول الله عز وجل كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
23 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فان الحديث جلاء للقلوب، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث.
24 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أسفله أعلاه وأعلاه أسفله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذي ذكره الله تعالى في كتابه " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
25 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقال الحسن عليه السلام لحبيب بن مسلمة الفهري: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيري إلى أبيك فلا، قال: بلى و لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت إذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عز وجل: " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " ولكنك كما قال " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
26 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقال: ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعنى انهم عن ثواب ربهم محجوبون.
27 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات واما قوله: " كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " فإنما يعنى يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون.
28 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بما نقلنا من قوله: كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قوله: انهم لصالوا الجحيم هما ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون رسول الله صلى الله عليه وآله يعنى هما ومن تبعهما.
29 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: " ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون " قال: يعنى أمير المؤمنين عليه السلام، قلت: تنزيل؟قال: نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله عز وجل خلقنا من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الآية كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون.
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن أبي نهشل قال: حدثني محمد بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا، ثم قرأ هذه الآية " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن إسماعيل رفعه إلى محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم قرء " ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
33 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب في كتابه بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كلما في كتاب الله عز وجل من قوله: " ان الأبرار " فوالله ما أراد به الا علي بن أبي طالب وفاطمة و انا والحسين، وقد تقدم في سورة الانفطار.
34 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له يا علي أن الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال إلى قوله: وأنت أول من يشرب من الرحيق المختوم الذي ختامه مسك.
35 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن إبراهيم عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم
36 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبى سيار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة إلى قوله: ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.
37 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا علي من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال على: لغير الله؟قال: نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم: يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك قال: ماء إذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه، وقال أبو عبد الله عليه السلام: من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، قال: يا ابن رسول الله من تركه لغير الله؟قال: نعم صيانة لنفسه.
39 - في مجمع البيان وفى الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم.
40 - وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم.
41 - في تفسير علي بن إبراهيم: وفى ذلك فليتنافس المتنافسون قال: فيما ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمن.
42 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: يا بن مريم ولو رأت عينك ما أعددت لأوليائي الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا (1) فليس كدار الآخرة دار تجاور فيها الطيبين، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون، دار لا يتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها، يا بن مريم نافس فيها مع المتنافسين فإنها أمنية المتمنين حسنة المنظر.
طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم لا تبغى بها بدلا ولا تحويلا، كذلك افعل بالمتقين، وفى هذا الحديث أيضا: فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس في العمل الصالح.
43 - في تفسير علي بن إبراهيم: ومزاجه من تسنيم وهو مصدر سنمه إذا رفعه لأنها أرفع شراب أهل الجنة، أو لأنها تأتيهم من فوق، أشرف شراب أهل الجنة يأتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم، وهي عين يشرب بها المقربون وهم آل محمد صلوات الله عليهم يقول الله: " السابقون السابقون أولئك المقربون " رسول الله وخديجة وعلي بن أبي طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله " ألحقنا بهم ذريتهم " والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا، وساير المؤمنين ممزوجا.
44 - وفيه " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين " إلى قوله: " عينا يشرب بها المقربون " وهم رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام.
45 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب الباقر عليه السلام في قوله: " كلا ان كتاب الأبرار " إلى قوله: " المقربون " وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم: ان الذين أجرموا الأول والثاني ومن تابعهما كانوا من الذين آمنوا يضحكون قيل نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وآله، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع (2) فضحكنا منه، فنزلت الآية قبل أن يصل على وأصحابه إلى النبي صلى الله عليه وآله عن مقاتل والكلبي.
وذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال: " ان الذين أجرموا " منافقوا قريش " والذين آمنوا " علي بن أبي طالب عليه السلام.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم " ان الذين أجرموا " إلى قوله: " فكهين " قال: يسخرون.
1- الأصلع هو الذي انحسر مقدم شعر رأسه.
2- الماذى: العسل الأبيض. والمشار بمعنى الأبيض.