تفسير سورة المزمل

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة المزمل في العشاء الآخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل وأحياه الله حياة طيبة وأماته ميتة طيبة.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة المزمل دفع عنه العسر في الدنيا والآخرة.

3 - في جوامع الجامع وروى أنه قد دخل على خديجة وقد جئت (1) فرقا فقال زملوني، فبينا هو على ذلك إذ ناداه جبرئيل: يا أيها المزمل.

4 - في تهذيب الأحكام محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور عن عمر بن أذينة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: قم الليل الا قليلا قال: أمره الله ان يصلى كل الليل الا أن تأتى عليه ليلة من الليالي لا يصلى فيها شيئا.

5 - في تفسير علي بن إبراهيم " يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص " قال: هو النبي صلى الله عليه وآله كان يتزمل بثوبه وينام، فقال: " يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا " قال: انقص من القليل أو زد عليه أي على القليل قليلا.

6 - في مجمع البيان وقيل: إن نصفه بدل من القليل، فيكون بيانا للمستثنى ويؤيد هذا القول ما روى عن الصادق عليه السلام قال: القليل، النصف، أو انقص من القليل قليلا، أو زد على القليل قليلا.

7 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن واصل بن سليمان عن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: ورتل القرآن ترتيلا قال: قال: أمير المؤمنين عليه السلام: بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل (2) ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

8 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة (3) ولكن يرتل ترتيلا، فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها; واسأل الله عز وجل الجنة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.

9 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، إذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

10 - في مجمع البيان: وقيل: رتل معناه ضعف والرتل اللين عن قطرب قال: والمراد بهذا تحزين القلب أي أقرأه بصوت حزين، ويعضده ما رواه أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في هذا، قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك.

وروى عن أم سلمة انها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقطع قراءة آية آية، وعن انس قال: كان يمد صوته مدا.

11 - وعن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وأرق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر درجة تقرأها انا سنقلى عليك قولا ثقيلا أي سنوحي إليك قولا يثقل عليك وعلى أمتك إلى قوله وقيل: قولا ثقيلا نزوله، فإنه صلى الله عليه وآله كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق وإذا كان راكبا تبرك راحلته ولا تستطيع المشي.

12 - وسأل الحارث بن هشام رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟فقال صلى الله عليه وآله: أحيانا يأتيني مثل صلصلة الجرس فهو أشد على فيفصم عنى (4) وقد وعيت ما قال، وأحيانا يتمثل الملك رجلا فأعى ما يقول، قالت عائشة: انه كان ليوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على راحلته فتضرب بجرانها (5) قالت: ولقد رأيته ينزل في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقا.

13 - وروى العياشي باسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما يؤخذ من أمر رسول الله بآخره، وكان من أمر آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها، ولم ينسخها شئ، لقد نزل عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحي حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الأرض.

14 - في تفسير علي بن إبراهيم في بيان نزول سورة المنافقين فما ساره الا قليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء - (6) عند نزول الوحي عليه، فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحي فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يسكب العرق عن جبهته.

(7) وفيه قوله: " انا سنلقي عليك قولا ثقيلا " قال: قيام الليل وهو قوله: انا ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا قال: أصدق القول.

15 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " قال: يعنى بقوله: " وأقوم قيلا " قيام الرجل عن فراشه، يريد به الله عز وجل لا يريد به غيره.

16 - محمد بن أحمد بن يحيى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا و أقوم قيلا " قال: قيامه عن فراشه لا يريد الا الله.

17 - في كتاب علل الشرايع أبى رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " قال: يعنى بقوله: " وأقوم قيلا " قيام الليل عن فراشه بين يدي الله عز وجل لا يريد به غيره.

18 - في الكافي علي بن محمد باسناده عن بعضهم عليهم السلام قال: في قول الله عز وجل: " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " قال: هي ركعتان بعد المغرب، يقرء في أول ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أول البقرة وآية السخرة من قوله " والهكم اله واحد لا إله إلا هو الرحمان الرحيم ان في خلق السماوات والأرض " إلى قوله: " لايات لقوم يعقلون " وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، وفى الركعة الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر البقرة من قوله: " لله ما في السماوات وما في الأرض " إلى أن تختم السورة، وخمس عشرة مرة قل هو الله أحد، ثم ادع بعدها بما شئت; قال: ومن واظب عليه كتب له بكل صلاة ستمأة الف حجة.

19 - في مجمع البيان " ان ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا " والمروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام انهما قالا: هي القيام في آخر الليل.

20 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ان لك في النهار سبحا طويلا يقول: فراغا طويلا لنومك وحاجتك، قوله: وتبتل إليه تبتيلا يقول: أخلص النية اخلاصا وفيه قوله: " وتبتل إليه تبتيلا " قال: رفع اليدين وتحريك السبابتين.

21 - في كتاب المعاني الاخبار باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام قال: التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت.

22 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وتبتل إليه تبتيلا " قال: الدعاء بإصبع واحدة تشير بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة ويضعها مرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

24 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إلى قوله: وقال: والتبتل تحرك السبابة ترفعها إلى السماء وتضعها.

25 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: واما التبتل فايماء بإصبعك السبابة.

26 - وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والتبتل الايماء بالإصبع.

27 - في مجمع البيان وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان التبتل هذا رفع اليدين في الصلاة.

وفى رواية أبي بصير قال: هو رفع يدك إلى الله وتضرعك.

28 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال: قلت: فاصبر على ما يقولون قال يقولون فيك واهجرهم هجرا جميلا وذرني يا محمد والمكذبين بوصيك أولى النعمة ومهلهم قليلا قلت: ان هذا تنزيل؟قال: نعم.

29 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عز وجل بعث محمدا فأمره بالصبر والرفق، فقال: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين أولى النعمة " فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

30 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول عليه السلام بعد ان ذكر المنافقين: وما زال رسول الله صلى الله عليه وآله يتألفهم ويقربهم و يجلسهم عن يمينه وشماله حتى اذن الله عز وجل له في ابعادهم بقوله: " واهجرهم هجرا جميلا ".

31 - في مجمع البيان وطعاما ذا غصة روى عن حمران بن أعين عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله سمع قاريا يقرء هذه فصعق.

32 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يوم ترجف الأرض والجبال أي تخسف قوله: وكانت الجبال كثيبا مهيلا قال: مثل الرمل ينحدر قوله: فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا يقول: كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم الذي يجعل الولدان شيبا.

33 - في نهج البلاغة احذروا يوما تفحص فيه الأعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال.

34 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن سلام مولى رسول الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: فيأمر الله عز وجل نارا يقال لها الفلق أشد شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والأغلال، فيأمرها الله عز وجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار، وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هولها يوم القيامة.

35 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ان ربك يعلم انك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه ففعل النبي صلى الله عليه وآله ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وعلم أن لن تحصوه وكان الرجل يقوم ولا يدرى متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة ان لا يحفظه فأنزل الله ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله: " علم أن لن تحصوه " يقول: متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الآية فاقرأوا ما تيسر من القرآن واعلموا انه لم يأت نبي قط الا خلا بصلاة الليل، ولا جاء بنى قط بصلاة الليل في أول الليل.

36 - في مجمع البيان " فاقرأوا ما تيسر منه " روى عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده قال: ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر.

37 - في كتاب الخصال عن ابن فضال عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال ثلاثة يشكون إلى الله تعالى إلى قوله: ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرء فيه.

38 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسين ابن سعيد عن زرعة عن سماعة قال: سألته عن قول الله: وأقرضوا الله قرضا حسنا قال: هو غير الزكاة.

قال عز من قائل: وما تقدموا لأنفسكم من خير - الآية.

39 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا.


1- الهذ: سرعة القراءة قال الفيض (ره): أي لا بتسرع فيه كما يتسرع في قراءة الشعر ولا تفرغ كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.

2- الهذرمة: الاسراع في القراءة.

3- قال الجرزي: أي يقلع عنى.

4- الجران: مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره.

5- البرحاء - كعلماء -: شدة الأذى والمشقة.

6- سكب الماء صبه. لازم متعد.

7- أراد سورة " اقرأ باسم ربك الذي خلق ".