تفسير سورة نوح

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لا يدع قراءة سورة انا أرسلنا نوحا إلى قومه، فأي عبد قرأها محتسبا صابرا في فريضة أو نافلة اسكنه الله تعالى مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب إن شاء الله.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح عليه السلام.

3 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن أحمد ابن الفضل أبى عمرو الحذاء قال: سائت حالي فكتبت إلى أبى جعفر عليه السلام فكتب إلى: أدم قراءة " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت إليه اخبره بسوء حالي وأنى قد قرأت " انا أرسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتني ولم أر شيئا، قال: فكتب إلى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قراءة " انا أنزلناه " و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر انشاء الله تعالى.

4 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم أنبياء، ويقول فيه أيضا وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فإنه ارسل إلى من في الأرض بنبوة عامة ورسالة عامة.

5 - وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: لما أظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح عليه السلام وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الامر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح (1) حتى مكث عليه السلام في بعض الأوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم افاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و نهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلاة الفجر للدعاء فهبط إليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبي الله لنا حاجة، قال: وما هي؟قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فإنها أول سطوة الله عز وجل في الأرض قال: قد أخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة سنة أخرى، وعاد إليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة أخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب أولئك إليه، وعاد عليه السلام إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم الا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة أخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت إليه الشيعة وشكوا ما نالهم من العامة والطواغيت، و سألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر، فإذا أثمر فرجت عنهم، فحمد الله وأثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوح عليه السلام بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فإذا أثمر فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث و ثبت الثلثان - فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى إذا أثمر أتوا به نوحا عليه السلام فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم، فسأل الله عز وجل في ذلك فأوحى الله إليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقى الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى.

فلما أثمر اتوا به نوحا عليه السلام ثم قالوا له: لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوح عليه السلام فقال: يا رب لم يبق من أصحابي الا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله عز وجل إليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك وكان بين إجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.

6 - في من لا يحضره الفقيه قال علي بن الحسين عليه السلام لبعض أصحابه قل في طلب الولد: رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين واجعل لي من لدنك وليا يرثني في حياتي ويستغفرني بعد موتى واجعله لي خلقا سويا ولا تجعل للشيطان فيه نصيبا، اللهم إني استغفرك وأتوب إليك انك أنت الغفور الرحيم، سبعين مرة فإنه من أكثر من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والآخرة، فإنه يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا.

7 - في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن أبيه قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده فقال له: جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: " استغفروا ربكم " إلى آخره.

8 - في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق و رحمة الخلق فقال: سبحانه " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين " فرحم الله امرءا استقبل توبته واستقال خطيئته و بادر منيته.

9 - وفيه وقال عليه السلام لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثاني العزم على الترك إليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله عز وجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، و السادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول: استغفر الله.

10 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه قال: شكا الأبرش الكلبي إلى أبى جعفر عليه السلام انه لا يولد له، وقال: علمني شيئا، قال له: استغفر الله في كل يوم أو في كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول: " استغفروا ربكم انه كان غفارا " إلى قوله: " ويمددكم بأموال وبنين ".

11 - الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السياري عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدني رواه (2) عن أبي جعفر عليه السلام انه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولا يولد له، فدنا منه أبو جعفر عليه السلام فقال له: هل لك أن توصلني إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي؟قال: نعم، قل في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول الله عز وجل: " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا " فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي وأبطأ على الولد منها وعلمتها لأهلي فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثيرا والحمد لله.

12 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله.

13 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق.

14 - وفيه عن علي عليه السلام أنه قال: والاستغفار يزيد في الرزق.

15 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري عن الباقر عليه السلام ان رجلا شكا إليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الإماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقال عليه السلام: قل كل ثلاثة أيام في دبر صلواتك المكتوبة صلاة العشاء الآخرة، وفى دبر صلاة الفجر، سبحان الله سبعين مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول الله عز وجل: " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ".

16 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله لا ترجون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة.

17 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض.

18 - في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف (3) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده.

19 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا قال: اتبعوا الأغنياء.

20 - في كتاب علل الشرايع باسناده عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قول الله عز وجل وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال: كانوا يعبدون الله عز وجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم إبليس لعنه الله فقال لهم: أتخذ لكم أصناما على صوركم فتنظرون إليهم وتأنسون بهم و تعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون الله عز وجل وينظرون إلى تلك الأصنام، فلما جاءهم الشتاء والأمطار ادخلوا الأصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عز وجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ أولادهم، فقالوا: إن آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء فعبدوهم من دون الله عز وجل، فذلك قول الله تبارك وتعالى: " ولا تذرن ودا ولا سواعا " الآية.

21 - وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: سمى العود خلافا لان إبليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا.

22 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي يوسف يعقوب ابن عبد الله من ولد فاطمة عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام عن أمير المؤمنين حديث طويل ذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول عليه السلام: وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.

23 - محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت قريش تلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر; ثم يلبون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق ونسرا " قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين.

25 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها.

وفيه فالتفت عن يساره وأشار بيده إلى موضع دار الداريين (4) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لي: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح عليه يغوث ويعوق ونسرا.

26 - في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند الرضا عليه السلام بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فرأى عليه السلام رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد إليه فقال، مات الزبيري، فأطرق إلى الأرض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر من ذنوبه، قال الله تعالى: مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ثم مد يده فاكل فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيري قال: فما سبب موته؟قال: شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات.

في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفري قال: كنت عند الرضا عليه السلام بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.

27 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراساني عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله الله عز وجل نبيا وانتجبه، و نوح أول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزؤون به ويسخرون منه، فلما رأى ذلك منهم دعا عليهم فقال: رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عز وجل إلى نوح ان اصنع سفينة وأوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث.

28 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفر عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر نوحا: فأوحى الله عز وجل إليه " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون " فلذلك قال نوح: ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فأوحى الله عز وجل إليه: " ان اصنع الفلك ".

29 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " قال عليه السلام علم أنه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك؟قال: أوحى الله إليه انه " لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء.

30 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل النخعي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا؟فقال: اما سمعت قول الله لنوح: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ".

31 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بقي نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح: ما أنتم؟فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمأة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح: من أنتم؟قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسالك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما اتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو فأنزل الله عز وجل: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون " فقال نوح: " رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ".

32 - في كتاب الخصال عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دعى نوح عليه السلام ربه عز وجل على قومه اتاه إبليس فقال له: يا نوح ان لك عندي يدا أريد أن أكافيك عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى أن يكون لي عندك يد فما هي؟قال: بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لي أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشؤ قرن آخر فأغويهم، قال له: فما الذي تريد ان تكافيني به؟قال له: اذكرني في ثلاث مواطن فانى أقرب ما أكون من العبد إذا كان في إحداهن: اذكرني عند غضبك، واذكرني إذا حكمت بين اثنين، واذكرني إذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما أحد.

33 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الأنبياء عليهم السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

34 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام ان إبراهيم دعا للمؤمنين و المؤمنات والمذنبين من يومه ذلك إلى يوم القيامة بالمغفرة والرضا عنهم، قال: وأمن الرجل على دعائه: قال أبو جعفر عليه السلام: فدعوة إبراهيم عليه السلام بالغة للمذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

(5)

35 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ولا تزد الظالمين الا تبارا التبار: الخسار.


1- وفى المصدر " عن شيخ مدني عن زرارة عن أبي جعفر... اه " وعن بعض النسخ " عن شيخ مدني عمن رواه. اه "

2- البحر الزاخر: الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت.

3- باليائين أي العطارين.

4- ومن أراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الأنوار ج 12 صفحه 80 - 81 من الطبعة الحديثة

5- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل " جن السماء " بدل " خبر السماء " في المواضع والظاهر أنه مصحف.