تفسير سورة ن
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة ن والقلم في فريضة أو نافلة آمنه الله عز وجل من أن يصيبه فقرا ابدا، واعاذه الله إذا مات من ضمة القبر.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة ن والقلم أعطاه الله ثواب الذين حسن أخلاقهم.
3 - في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير أبجد فان فيه الأعاجيب كلها، وهل للعالم جهل تفسيره؟فقال: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟قال: اما الألف فآلاء الله إلى قوله عليه السلام: واما النون فنون والقلم وما يسطرون، فالقلم قلم من نور وكتاب من نور في لوح محفوظ يشهده المقربون.
4 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لرسول الله صلى الله عليه وآله عشرة أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن، فأما التي في القرآن محمد واحمد و عبد الله ويسن ون.
5 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبي العلا الرازي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سئل عن قوله عز وجل: ن والقلم وما يسطرون واما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج واحلى من العسل، قال الله عز وجل له: كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس بحيث تذهب إليه المشبهة ثم قال لها: كونى قلما ثم قال له اكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟قال: ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم
6 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عز وجل اجمد فجمد فصار مدادا، ثم قال عز وجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور، قال سفيان: فقلت له: يا بن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله فقال: يا بن سعيد لولا انك أهل للجواب ما أجبتك، فنون ملك يؤدى إلى القلم وهو ملك، والقلم يؤدى إلى اللوح وهو ملك، واللوح يؤدى إلى إسرافيل، وإسرافيل يؤدى إلى ميكائيل، وميكائيل يؤدى إلى جبرئيل، و جبرئيل يؤدى إلى الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم، قال قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكانت أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب قال: يا رب ما اكتب؟قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها أو لستم عربا؟فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب، أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل، وهو قوله: انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".
8 - حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام أنه قال وقد ارسل إليه عن ابن عباس يسأله عن العرش -: واما ما سأل عنه من العرش مم خلقه الله فان الله خلقه أرباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
9 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول ما خلق الله القلم فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة.
10 - في مجمع البيان وقيل " ن " لوح من نور وروى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله
11 - وقيل هو نهر في الجنة قال له الله: كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
12 - في بصائر الدرجات محمد بن عبد الجبار عن البرقي عن فضالة عن ربعي عن القاسم بن محمد قال إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه، فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك أنزل الله انك لعلى خلق عظيم.
13 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال " وانك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ثم ذكر نحوه.
14 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر: ان الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه، فلما أكمل له الأدب قال: " انك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه صلى الله عليه وآله فلما انتهى به إلى ما أراد قال الله له " انك لعلى خلق عظيم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
16 - وباسناده إلى بحر السقا قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: الا أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة؟قلت; بلى، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس في المسجد إذا جاءت جارية لبعض الأنصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي صلى الله عليه وآله فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي صلى الله عليه وآله شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي صلى الله عليه وآله في الرابعة وهي خلفه واخذت هدبة (1) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل؟جلست رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا فما كانت حاجتك إليه؟قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه يستشفى بها، فلما أردت اخذها رآني فقام فاستحييت ان آخذها وهو يراني وأكره ان استأمره في اخذها فأخذتها.
17 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الخلق منيحة (2) يمنحها الله عز وجل خلقه فمنه سجية ومنه نية (3) فقلت: فأيهما أفضل؟فقال: صاحب السجية وهو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلهما.
18 - وباسناده إلى أبى عثمان القابوسي عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أعار أعدائه أخلاقا من أخلاق أوليائه لتعيش أوليائه مع أعدائه في دولاتهم.
وفى رواية أخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليا لله عز وجل الا قتلوه.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حبيب الخثعمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضلكم أحسنكم أخلاقا الموطئون اكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (4).
20 - فيمن لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام ما حد حسن الخلق؟قال: تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن.
21 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل انزل حورا من الجنة إلى آدم عليه السلام فزوجها أحد ابنيه وتزوج الاخر إلى الجن فولدتا جميعا فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء، وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان وأنكر أن يكون زوج بنيه من بناته.
22 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " انك لعلى خلق عظيم " قال: هو الاسلام.
وروى أن الخلق العظيم هو الدين العظيم.
23 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال: وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وآله ان قال له: " يا محمد انك لعلى خلق عظيم ".
قال: السخا وحسن الخلق.
24 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن عثمان بن حماد عن عمرو بن ثابت عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اغسلوا أيديكم في اناء واحد تحسن اخلاقكم.
25 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وانك لعلى خلق عظيم " يقول: على دين عظيم.
26 - في كتاب الخصال عن موسى بن إبراهيم عن أبيه باسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ان أم سلمة قالت له: بابى أنت وأمي المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة.
لأيهما تكون؟فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا وخيرهما لأهله، يا أم سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.
27 - في عيون الأخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من شئ في الميزان أثقل من حسن الخلق.
28 - في مجمع البيان وروى عنه صلى الله عليه وآله قال: انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
29 - وقال: أدبني ربى فأحسن تأديبي.
30 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن حدثه عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن خلص ودى إلى قلبه الا وقد خلص ود على إلى قلبه، كذب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك، قال: فقال رجلان من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام فأنزل الله تبارك وتعالى: فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين فأنزلت فيهما إلى آخر الآية.
31 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون " هكذا نزلت في بنى أمية بأيكم أي حبتر وزفر وعلي عليه السلام.
وقال الصادق عليه السلام: لقى عمر أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا علي بلغني انك تتأول هذه الآية في وفى صاحبي: " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون "؟قال أمير المؤمنين عليه السلام: أفلا أخبرك يا أبا حفص ما نزل في بنى أمية؟قوله: " والشجرة الملعونة في القرآن " قال عمر: كذبت يا علي، بنو أمية خير منك وأوصل للرحم.
32 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن ابن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمان عن أبي عبد الله عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عمر لقى عليا فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية " بأيكم المفتون " تعرض بي وبصاحبي؟قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بنى أمية: " فهل عسيتم ان توليتم " إلى قوله: " وتقطعوا أرحامكم " فقال عمر: بنو أمية أوصل للرحم منك ولكنك أثبت العداوة لبني أمية وبنى عدى وبنى تيم.
33 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن ابان عن عبد الرحمان بن أبي عبد الله وذكر كما في تفسير علي بن إبراهيم الا ان فيه فقال: كذبت، بنو أمية " ا ء "
34 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: فلا تطع المكذبين قال في علي عليه السلام ودوا لو تدهن فيدهنون أي أحبوا ان تغش في علي عليه السلام فيغشون معك ولا تطع كل حلاف مهين قال: الحلاف: الثاني، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله انه لا ينكث عهدا هماز مشاء بنميم قال: كان ينم على رسول الله صلى الله عليه وآله ويهمز بين أصحابه.
35 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا يدخلون الجنة السفاك الدم، وشارب الخمر، ومشاء بنميمة.
36 - عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا أخبركم بشراركم؟قالوا: بلى يا رسول الله قال: المشاؤن بالنميمة، المفرقون بين الأحبة الباغون للبراء العيب.
37 - في من لا يحضره الفقيه يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: العياب، والساعي في الفتنة الحديث.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم: مناع للخير قال: الخير أمير المؤمنين عليه السلام معتد أثيم أي اعتدى عليه وقوله: عتل بعد ذلك زنيم قال: العتل العظيم الكفر، والزنيم المدعى، وقال الشاعر.
زنيم تداعاه الرجال تداعيا * كما زيد في عرض الأديم الأكارع (5)
39 - في مجمع البيان " عتل بعد ذلك " أي هو عتل مع كونه مناعا للخير معتديا أثيما وهو الفاحش السئ الخلق وروى ذلك في خبر مرفوع.
40 - وروى أنه سئل النبي صلى الله عليه وآله عن العتل والزنيم فقال: هو الشديد الخلق الشحيح الأكول الشروب الواجد للطعام والشراب الظلوم للناس، الرحيب الجوف
41 - وقيل: الزنيم هو الذي لا أصل له عن علي عليه السلام.
42 - في جوامع الجامع وكان الوليد دعيا في قريش ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة من مولده جعل جفاه ودعوته أشد معايبه، لان من جفا وقسا قلبه اجترأ على كل معصية، ولان النطفة إذا خبثت خبث الناشئ منها، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة ولد الزنا ولا ولد ولده.
43 - في مجمع البيان وعن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظرى ولا عتل زنيم قلت: فما الجواظ؟قال كل جماع مناع، قلت: فما الجعظرى؟قال: الفظ الغليظ، قلت: فما العتل الزنيم؟قال: رحب الجوف سئ الخلق أكول شروب غشوم ظلوم.
44 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى قول الله عز وجل: " عتل بعد ذلك زنيم " قال: العتل العظيم الكفر والزنيم المستهزئ بكفره.
45 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: إذا تتلى عليه آياتنا قال على الثاني قال: أساطير الأولين أي أكاذيب سنسمه على الخرطوم قال: في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام ورجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم، الانف والشفتان.
46 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفى آخره واما قضى الامر (6) فهو الوسم على الخرطوم يوسم الكافر.
أقول: وقد نقلنا في النمل عند قوله تعالى: " أخرجنا لهم دابة من الأرض " الآية أحاديث تدل على أن الدابة أمير المؤمنين وانه صاحب العصا والميسم ليسم به المؤمن والكافر وان ذلك يكون في الرجعة قبل القيامة.
47 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن بحر عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرأ عنه الرزق وتلا هذه الآية إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون.
48 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: ثم قام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين اخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال: ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم.
49 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد باسناده إلى الحسن بن سعيد عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود قال: حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا وتدمج (7) أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود.
50 - في مجمع البيان وروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع) انهما قالا في هذه الآية: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر لما رهقهم من الندامة والخزي والذلة " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " أي لا يستطيعون الاخذ بما أمروا والترك لما نهوا عنه، ولذلك ابتلوا وفى الخبر انه يصير ظهور المنافقين كالسفافيد (8)
51 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود " قال: يكشف عن الأمور التي خفيت، وما غصبوا آل محمد حقهم " ويدعون إلى السجود " قال: يكشف لأمير المؤمنين عليه السلام فتصير أعناقهم مثل صياصي البقر، يعنى قرونها فلا يستطيعون ان يسجدوا وهي عقوبة، لأنهم لم يطيعوا الله في الدنيا في امره وهو قوله: " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال: إلى ولايته في الدنيا وهم يستطيعون.
52 - في جوامع الجامع وفى الحديث تبقى أصلابهم طبقا واحدا أي فقارة واحدة لا تنثني.
53 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن محمد الطيار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون قال مستطيعون يستطيعون الاخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه، وبذلك ابتلوا ثم قال: ليس شئ مما أمروا به ونهوا الا ومن الله عز وجل فيه ابتلاء وقضاء.
54 - وباسناده إلى المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يعنى بقوله عز وجل " وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون " قال وهم مستطيعون.
55 - وباسناده إلى محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال: تبارك الجبار ثم أشار إلى قدمه فكشف عنها الإزار قال: " ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون " قال: أفحم القوم ودخلتهم الهيبة وشخصت الابصار وبلغت القلوب الحناجر شاخصة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون.
56 - وباسناده إلى عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " يوم يكشف عن ساق " قال: كشف ازاره عن ساق ويده الأخرى على رأسه، فقال: سبحان ربي الأعلى.
57 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد الله عز وجل بعبد شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به (9) وهو قول الله عز وجل: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي.
58 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا أحدث العبد ذنبا جدد له نعمة فيدع الاستغفار فهو الاستدراج.
59 - في أصول الكافي ابن أبي عمير عن الحسن بن عطية عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقني مالا فرزقني، وانى سألت الله ان يرزقني ولدا فرزقني، وسألته أن يرزقني دارا فرزقني، وقد خفت أن يكون ذلك استدراجا؟فقال: اما مع الحمد فلا.
قال عز من قائل فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت
60 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام كتب أمير - المؤمنين عليه السلام (10) قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه أن يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (11) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوتار النبوة وأعلامها وانه يتفسخ تحتها كما يتفسخ البعير تحت حمله (12) وانه أقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله و التصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم أحدهما روبيل والاخر تنوخا، وكان روبيل من أهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (13) وليس له علم ولا حكم وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته، فلما رأى أن قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكا ذلك إلى ربه وكان فيما شكا أن قال: يا رب انك بعثتني إلى قومي ولى ثلاثون سنة فلبثت فيهم ادعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالتىي وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلاثا و ثلاثين سنة فكذبوني، ولم يؤمنوا بي وجحدوا نبوتي واستخفوا برسالتي، وقد توعدوني وخفت أن يقتلوني، فأنزل عليهم عذابك فإنهم قوم لا يؤمنون، فأوحى الله إلى يونس: ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين وانا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبى، لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، و هم يا يونس عبادي وخلقي وبريتي في بلادي وفى عيلتي، أحب أن أتأناهم (14) وارفق بهم وانتظر توبتهم وانما بعثتك إلى قومك لتكون حيطا عليهم تعطف عليهم سخاء الرحمة الماسة منهم وتتأناهم برأفة النبوة فاصبر معهم بأحلام الرسالة وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرجت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ولم تسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتني مع سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندي، وأبلغ في العذر، فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني; فقال يونس: يا رب انما غضبت عليهم فيك وانما دعوت عليهم حين عصوك فو عزتك لا أنعطف عليهم برأفة أبدا، ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذبيهم إياي، وجحدهم نبوتي، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون ابدا فقال الله: يا يونس انهم مأة الف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتي أن أتأناهم للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك وتقديرك، وأنت المرسل وانا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لاتعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سألت، انزل العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندي ولا أحمد لشأنك وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الأربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فأعلمهم ذلك، فسر يونس ولم يسؤه ولم يدر ما عاقبته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله إذ نادى ربه وهو مكظوم أي مغموم.
62 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الحجال عن عبد الصمد ابن بشير عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد الله عليه السلام من المدينة إلى مكة، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذاك موضع قدم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث قال: من كنت مولاه فعلى مولاه، ثم نظر إلى الجانب الآخر فقال: ذاك موضع فسطاط أبى فلان وفلان وسالم مولى أبى حذيفة، وأبى عبيدة بن الجراح، فلما أن رأوه رافعا يديه، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون وما هو الا ذكر للعالمين.
63 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بابصارهم لما سمعوا الذكر " قال: لما اخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بفضل أمير المؤمنين عليه السلام " ويقولون انه لمجنون " فقال الله سبحانه: " وما هو " يعنى أمير المؤمنين عليه السلام " الا ذكر للعالمين ".
64 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن سلمان عن عبد الله بن محمد الهمداني عن مسمع بن الحجاج عن صباح المزني عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيد على يوم الغدير صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم في بر ولا بحر الا اتاه فقالوا: يا سيدهم ومولاهم ماذا دهاك؟(15) فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه؟فقال لهم: قد فعل هذا النبي فعلا ان تم لم يعص الله أبدا فقالوا: يا سيدهم أنت كنت لآدم؟فلما قال المنافقون: انه ينطق عن الهوى وقال أحدهما لصاحبه: اما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون؟- يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله - صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أوليائه فقال: أما علمتم انى كنت لادم من قبل؟قالوا: نعم قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
65 - في مجمع البيان " ليزلقونك بابصارهم " أي ليزهقونك أي ليقتلونك ويهلكونك عن ابن عباس وكان يقرءها كذلك وقيل ليصرعونك عن الكلبي، وقيل يصيبونك بأعينهم عن السدى والكل يرجع في المعنى إلى الإصابة في العين، والمفسرون كلهم على أنه المراد في الآية، وأنكر الجبائي ذلك وقال: ان إصابة العين لا تصح، قال علي بن عيسى الرماني: وهذا الذي ذكره غير صحيح لأنه غير ممتنع أن يكون الله تعالى اجرى العادة بصحة ذلك لضرب من المصلحة، وعليه اجماع المفسرين، وجوزه العقلاء فلا مانع منه، وجاء في الخبر ان أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله ان بنى جعفر تصيبهم العين فاسترقي لهم؟(16) قال: نعم لو كان شئ يسبق القدر لسبقه العين.
66 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: رقى النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: أعيذكما بكلمات الله التامة وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة، ومن شر كل عين لامة ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله إلينا فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق عليهم السلام.
1- المنيحة: العطية.
2- السجية: الطبعية، قوله " ومنه نية " أي يكون عن قصد واكتساب وتعمد قاله الفيض (ره) في الوافي.
3- الأكناف - بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية، يقال: رجل موطئ الأكناف أي كريم مضياف، وذكر ابن الأثير في النهاية هذا الحديث هكذا " الا أخبركم بأحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون " قال: هذا مثل وحقيقة من التوطئة وهي التمهيد والتذلل، وفراش وطئ: لا يؤذى جنب النائم. والاكناف: الجوانب، أراد الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى.
4- المراد من الأديم في البيت: الجلد دبغ أو لم يدبغ. والأكارع: القوائم من الدابة ويقال للسفلة من الناس الأكارع تشبيها بقوائم الدابة.
5- كذا في الأصل ولم أظفر على الحديث في مظانه في تفسير العياشي.
6- دمج الشئ دموجا: إذا دخل في الشئ واستحكم فيه.
7- السفافيد جمع السفود - كتور -: حديدة يشوى عليها اللحم.
8- أي يدوم على فعله.
9- كذا في الأصل لكن في المصدر " وجدنا في بعض كتب... اه "
10- أي تصبيه البأس والغضب.
11- تفسخ الربع تحت الحمل: ضعف وعجز ولم يطقه.
12- انهمك في الامر: جد فيه ولج.
13- من التأني أي الرفق والمداراة.
14- مضى الحديث بمعناه في صفحة 147 فراجع
15- الرقية: العوذة وهي التي تكتب وتعلق على الانسان من العين والفزع والجنون واسترقاه: طلب ان يرقيه
16- الإهاب: الجلد. والحافد. المسرع.