تفسير سورة المجادلة
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة أدمنها لم يعذبه الله حتى يموت ابدا، ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا أبدا ولا خصاصة في بدنه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ومن قرأ سورة المجادلة كتب من حزب الله يوم القيامة.
3 - في تفسير علي بن إبراهيم: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير قال: كان سبب نزول هذه السورة انه أول من ظاهر في الاسلام، كان رجلا يقال له أوس بن الصامت من الأنصار، وكان شيخا كبيرا فغضب على أهله يوما، فقال لها أنت على كظهر أمي ثم ندم على ذلك، قال: وكان الرجل في الجاهلية إذا قال لأهله: أنت على كظهر أمي حرمت عليه آخر الأبد، وقال أوس لأهله: يا خولة انا كنا نحرم هذا في الجاهلية وقد أتانا الله بالاسلام فاذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاسأليه عن ذلك فأتت خولة رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ان أوس بن الصامت هو زوجي وأبو ولدي وابن عمى، فقال لي: أنت على كظهر أمي وكنا نحرم ذلك في الجاهلية وقد أتانا الله بالاسلام بك، حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن امرأة من المسلمات أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالت: يا رسول الله ان فلانا زوجي وقد نثرت له بطني (1) وأعنته على دنياه وآخرته لم يرمني مكروها أشكوه إليك، فقال: فبم تشكونيه؟قالت: أنه قال: أنت على حرام كظهر أمي وقد أخرجني من منزلي، فانظر في أمرى فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك وأنا اكره أن أكون من المتكلفين فجعلت تبكى وتشتكى ما بها إلى الله عز وجل والى رسول الله صلى الله عليه وآله وانصرفت، قال: فسمع الله تبارك وتعالى مجادلتها لرسول الله صلى الله عليه وآله في زوجها وشكت إليه، وأنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا: " بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما " إلى قوله: " وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله لعفو غفور "، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المرأة فأتته فقال لها: جيئي بزوجك فأتت به، فقال له: أقلت لامرأتك هذه: أنت حرام كظهر أمي؟فقال: قد قلت لها ذاك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أنزل الله تبارك وتعالى فيك وفى امرأتك قرآنا وقرء بسم الله الرحمن الرحيم قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكى إلى الله والله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير الذين يظاهرون منكم من نساءهم ما هن أمهاتهم ان أمهاتهم الا اللائي ولدنهم وانهم ليقولون منكرا من القول وزورا وان الله عفو غفور فضم إليك امرأتك فإنك قد قلت منكر من القول وزورا، وقد عفى الله عنك وغفر لك ولا تعد; قال: فانصرف الرجل وهو نادم على ما قال لامرأته وكره الله عز وجل ذلك للمؤمنين بعد، وانزل الله: الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا يعنى لما قال الرجل لامرأته: أنت على كظهر أمي قال: فمن قالها بعد ما عفى الله وغفر للرجل الأول فان عليه تحرير رقبة من قبل ان يتماسا يعنى مجامعتهما ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين يعنى من قبل ان يتماسا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا قال: فجعل الله عقوبة من ظاهر بعد النهى هذا ثم قال: ذلك لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله قال: هذا حد الظهار قال حمران قال أبو جعفر عليه السلام ولا يكون ظهار في يمين ولا في اضرار ولا في غضب، ولا يكون ظهار الا على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين مسلمين.
4 - في مجمع البيان فاما ما ذهب إليه أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام فهو ان المراد بالعود إرادة الوطي ونقض القول الذي قاله، لان الوطي لا يجوز الا بعد الكفارة ولا يبطل حكم قوله الأول الا بعد الكفارة.
5 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل مملوك ظاهر من امرأته فقال: لا يكون ظهار ولا ايلاء حتى يدخل بها.
6 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال: الظهار لا يقع على الغضب.
7 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن الحسن عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الظهار الواجب قال: الذي يريد به الرجل الظهار بعينه.
8 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إذا قالت المرأة: زوجي على كظهر أمي فلا كفارة عليها.
9 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: الظهار ضربان أحدهما فيه الكفارة قبل المواقعة، والاخر بعده، فالذي يكفر قبل المواقعة الذي يقول: أنت على كظهر أمي، ولا يقول: إن فعلت بك كذا وكذا، والذي يكفر بعد المواقعة هو الذي يقول: أنت على كظهر أمي ان قربتك.
10 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن القاسم بن محمد الزيات قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: انى ظاهرت من امرأتي؟فقال: كيف قلت؟قال: قلت: أنت على كظهر أمي ان فعلت كذا وكذا، فقال: لا شئ عليك ولا تعد.
11 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن رجل من أصحابنا عن رجل قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام انى قلت لامرأتي: أنت على كظهر أمي ان خرجت من باب الحجرة، فخرجت فقال: ليس عليك شئ فقلت: انى أقوى على أن أكفر؟فقال: ليس عليك شئ، فقلت: انى أقوى على أن أكفر رقبة ورقبتين؟قال ليس عليك شئ قويت أو لم تقو.
12 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: قال سمعته يقول: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله ظاهرت من امرأتي قال: اذهب فأعتق رقبة، قال: ليس عندي قال: اذهب فصم شهرين متتابعين، قال: لا أقوى قال: اذهب فأطعم ستين مسكينا قال: ليس عندي قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا أتصدق عنك فأعطاه تمرا لاطعام ستين مسكينا فقال: اذهب فتصدق بها فقال: والذي بعثك بالحق لا اعلم بين لابتيها (2) أحدا أحوج إليه منى ومن عيالي، قال: فاذهب وكل وأطعم عيالك.
13 - عدة من أصحابنا عن سهل عن ابن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن المملوك أعليه ظهار؟فقال، نصف ما على الحر من الصوم وليس عليه كفارة صدقة ولا عتق.
14 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله و أبى الحسن عليهما السلام في رجل كان له عشر جوار فظاهر منهن كلهن جميعا بكلام واحد فقال: عليه عشر كفارات.
15 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن سيف التمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل يقول لامرأته: أنت على كظهر أمي أو عمتي أو خالتي؟قال: فقال: انما ذكر الله الأمهات وان هذا لحرام.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله: الرجل يقول لامرأته: أنت على كظهر عمته أو خالته؟فقال: هو الظهار.
17 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار والرزاز عن أيوب بن نوح عن صفوان عن إسحاق بن عمار قال: سئلت أبا إبراهيم عليه السلام عن الرجل يظاهر من جاريته؟فقال عليه السلام: الحرة والأمة في ذا سواء.
18 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا " قال عليه السلام: من مرض أو عطاش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
19 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صيام كفارة اليمين في الظهار شهرين متتابعين، والتتابع ان يصوم شهرا أو يصوم من الشهر الاخر أياما أو شيئا منه، فان عرض له شئ يفطر فيه أو ظهر ثم قضى ما بقي عليه، وان صام شهرا ثم عرض له شئ فأفطر قبل ان يصوم من الاخر شيئا فلم يتابع أعاد الصوم كله.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه للظهار احكام وتفاصيل كثيرة مذكورة في محالها فمن أرادها وقف عليها هناك.
20 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقوله: " وهو الذي في السماء اله وفى الأرض اله " وقوله: " وهو معكم أينما كنتم " وقوله ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم فإنما أراد بذلك استيلاء امنائه بالقدرة التي ركبها فيهم على جميع خلقه; وان فعلهم فعله.
21 - في كتاب الإهليلجة المنقول عن الصادق وانما سمى سميعا لأنه " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا " يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهوا لا يخفى عليه خافية ولا شئ مما أدركه الاسماع والابصار، وما لا تدركه الاسماع والابصار، ما حل من ذلك ومادق وما صغر وما كبر.
22 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول.
الله عز وجل " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا " فقال: هو واحد أحدى الذات باين من خلقه وبذلك وصف نفسه; وهو بكل شئ محيط بالاشراف والإحاطة والقدرة، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، بالإحاطة و العلم لا بالذات لان الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمه الحواية.
وفى أصول الكافي مثله سواء.
23 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي رفعه قال: سئل الجاثليق أمير المؤمنين فقال: اخبرني عن الله عز وجل أين هو؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: هو هيهنا وهيهنا وفوق وتحت ومحيط بنا ومعنا وهو قوله: " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم " قال فلان وفلان وأبى فلان حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا ان مات محمد ان لا يرجع الامر فيهم أبدا.
25 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل: " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أينما كانوا ينبئهم بما عملوا يوم القيمة ان الله بكل شئ عليم " قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان و أبى عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبى حذيفة والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتواثقوا لئن مضى محمد لا يكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية إلى قوله: لعلك ترى انه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب الا يوم قتل الحسين عليه السلام وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام وخرج الملك من بني هاشم فقد كان ذلك كله.
26 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: مع كل شئ لا بمقارنة وغير كل شئ لا بمزايلة.
27 - في ارشاد المفيد رحمه الله وجائت الرواية ان بعض أحبار اليهود جاء إلى أبى بكر فقال له: أنت خليفة نبي هذه الأمة؟قال له: نعم، فقال له: انا نجد في التورية ان خلفاء الأنبياء أعلم أممهم فخبرني عن الله أين هو في السماء هو أم في الأرض؟فقال له أبو بكر: هو في السماء على العرش، فقال اليهودي: فأرى الأرض خالية منه وأراه على هذا القول في مكان دون مكان؟فقال له أبو بكر: هذا كلام الزنادقة أعزب عنى (3) والا قتلتك، فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: يا يهودي قد عرفت ما سألت عنه وأجيب عنه به، وانا نقول إن الله جل جلاله أين الأين فلا أين له، وجل ان يحويه مكان، هو في كل مكان بغير مماسة ولا مجاورة يحيط علما بما فيها ولا يخلو شئ منها من تدبيره تعالى، وانى مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم تصدق ما ذكرته لك، فان عرفته أتؤمن به؟قال اليهودي: نعم قال: ألستم تجدون في بعض كتبكم ان موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا إذ جائه ملك من المشرق فقال له موسى: من أين أقبلت؟قال: من عند الله.
ثم جائه ملك من المغرب فقال له: من أين جئت؟قال: من عند الله; ثم جاءه ملك فقال له: قد جئتك من السماء السابعة من عند الله، ثم جائه ملك آخر فقال له: قد جئتك من الأرض السفلى من عند الله.
فقال له موسى: سبحان من لا يخلو منه مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان، فقال اليهودي: اشهد ان هذا هو الحق وانك أحق بمقام نبيك ممن استولى عليه.
28 - في مجمع البيان وقرء حمزة ورويس عن يعقوب " يتنجون " والباقون يتناجون ويشهد لقرائة حمزة قول النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام لما قال له بعض أصحابه أتناجيه دوننا؟ما انا انتجيته بل الله انتجاه.
29 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وقال تعالى في سورة المجادلة: وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله وروى أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: السام عليك يا محمد، والسام بلغتم الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وعليكم فأنزل الله تعالى هذه الآية.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم قال على إبراهيم في قوله تعالى: " ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه " قال: كان أصحاب رسول الله يأتون رسول الله فيسألونه أن يسئل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا و أنعم مساء وهي تحية أهل الجاهلية فأنزل الله وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله فقال لهم رسول الله قد أبدلنا الله بخير تحية أهل الجنة السلام عليكم.
31 - وقوله: انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال: فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال: كان سبب نزول هذه الآية ان فاطمة عليها السلام رأت في منامها ان رسول الله هم أن يخرج هو وفاطمة وعلى و الحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان فاخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاة ذرعاء وهي التي في إحدى أذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتهبت فاطمة باكية ذعرة (4) فلم تخبر رسول الله بذلك فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بحمار فاركب عليه فاطمة وأمر ان يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام من المدينة كما رأت فاطمة في نومها فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين كما رأت فاطمة عليها السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله شاة كما رأت فاطمة فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا اكلها قامت فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكى مخافة ان يموتوا، فطلبها رسول الله حتى وقف عليها وهي تبكى، فقال، ما شأنك يا بنية؟قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل! فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له الرها وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا، و يؤذى المؤمنين في نومهم ما يغتمون به، فأمر جبرئيل فجائه إلى رسول الله فقال له: أنت الذي أريت فاطمة هذه الرؤيا؟فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات (5) فشجه في ثلاث مواضع ثم قال جبرئيل لمحمد: يا محمد إذا رأيت في منامك شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت من رؤياي.
ويقرء الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد ويتفل عن يساره ثلاث تفلات، فإنه ما يضره ما رأى، فأنزل الله عز وجل على رسوله: انما النجوى من الشيطان " الآية "
32 - أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي بكر الحضرمي وبكر بن أبي بكر قال: حدثنا سليمان بن خالد قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله " انما النجوى من الشيطان " قال: الثاني.
33 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا رأى الرجل منكم ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي كان عليه نائما وليقل: " انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا الا بإذن الله " ثم ليقل: عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبيائه المرسلون وعباده الصالحون من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم.
34 - في مجمع البيان وقيل إن الآية المراد بها أحلام المنام التي يراها الانسان في نومه فحزنه، وورد في الخبر عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فان ذلك يحزنه.
35 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل المسجد يقوم له الناس، فنهاهم الله ان يقوموا له، فقال: تفسحوا أي وسعوا له في المجلس، وإذا قيل انشزوا فانشزوا يعنى إذا قال: قوموا فقوموا.
36 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى عن الحسن العسكري عليه السلام انه اتصل بأبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ان رجلا من فقهاء شيعته كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته (6) حتى أبان عن فضيحته فدخل على علي بن محمد عليهما السلام وفى صدر مجلسه دست عظيم (7) منصوب وهو قاعد خارج الدست، وبحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه فاشتد ذلك على أولئك الاشراف فاما العلويون فعجلوه عن العتاب، واما الهاشميون فقال له شيخهم: يا بن رسول الله هكذا تؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين؟فقال عليه السلام: إياكم وأن تكونوا من الذين قال الله تعالى: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون " أترضون بكتاب الله عز وجل حكما؟قالوا: بلى.
قال: أليس الله يقول: " يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم " إلى قوله والذين أوتوا العلم درجات فلم يرض للعالم المؤمن الا ان يرفع على المؤمن غير العالم كما لم يرض للمؤمن الا ان يرفع على من ليس بمؤمن، أخبروني عنه قال: يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات أو قال يرفع الله الذين أوتوا شرف النسب درجات؟أوليس قال الله عز وجل: " هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون " فكيف تنكرون رفعي لهذا لما وفقه الله ان كسر هذا فلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها لافضل له من كل شرف في النسب؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
37 - في مجمع البيان " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " وقد ورد أيضا في الحديث أنه قال صلى الله عليه وآله: فضل العالم على الشهيد درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل النبي على العالم درجة، وفضل القرآن على ساير الكلام كفضل الله على ساير خلقه، وفضل العالم على ساير الناس كفضلي على أدناهم، رواه جابر بن عبد الله.
38 - وقال علي عليه السلام: من جائته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة
39 - في جوامع الجامع وعن النبي صلى الله عليه وآله بين العالم والعابد مأة درجة.
بين كل درجتين حضر الجواد المضمر (8) سبعين سنة.
40 - وعنه عليه السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على ساير الكواكب.
41 - وعنه عليه السلام تشفع يوم القيمة ثلاثة: الأنبياء، ثم العلماء ثم الشهداء.
42 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: فأنزل الله عز وجل ألا يكلموني حتى يتصدقوا بصدقة، وما كان ذلك لنبي قط قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة ثم وضعها عنهم بعد أن فرضها عليهم برحمته ومنه.
43 - وعن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " فكنت انا الذي قدم الصدقة غيري؟قالوا: لا.
44 - في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال: واما الرابع والعشرون فان الله أنزل على رسوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " فكان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله أتصدق قبل ذلك بدرهم، فوالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدى، فأنزل الله عز وجل: أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم الآية فهل تكون التوبة الا عن ذلك؟45 - وفيه احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله أنت الذي قدم بين يدي نجواه لرسول الله صلى الله عليه وآله صدقة فناجاه، وعاتب الله تعالى قوما فقال: " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات " الآية أم أنا؟قال: بل أنت.
46 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " قال: إذا سألتم رسول الله حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون أقضى لحوائجكم، فلم يفعل ذلك أحد الا أمير المؤمنين فإنه تصدق بدينار، وناجى رسول الله صلى الله عليه وآله عشر نجوات.
47 - حدثنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقات " قال: قدم علي بن أبي طالب عليه السلام بين يدي نجواه صدقة، ثم نسختها بقوله: " أأشفقتم ان تقدموا بين يدي نجويكم صدقات ".
48 - وباسناده إلى مجاهد قال: قال علي عليه السلام: ان في كتاب الله لاية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدى آية النجوى، انه كان لي دينار فبعته بعشر دراهم، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبي صلى الله عليه وآله درهما قال: فنسختها قوله: " أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات " إلى قوله: " والله خبير بما تعملون "
49 - في مجمع البيان وقال علي عليه السلام: بي خفف الله عن هذه الأمة، لم تنزل في أحد قبلي ولم تنزل في أحد بعدى.
50 - في تفسير علي بن إبراهيم قال علي بن إبراهيم: في قوله: ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم قال: نزلت في الثاني لأنه مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله تعالى: " ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هم منكم ولا منهم " فجاء الثاني إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال رسول الله: رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك وأقبل يقرء ذلك على رسول الله وهو غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبي صلى الله عليه وآله عليك؟فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وآله، انى انما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك.
فقال له رسول الله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به وهو قوله اتخذوا ايمانهم جنة أي حجابا بينهم و بين الكفار وأيمانهم، أقروا باللسان خوفا من السيف ودفع الجزية وقوله: يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فتعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له، انهم لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا حين حلفوا ان لا يردوا الولاية في بني هاشم، وحين هموا بقتل رسول الله صلى الله عليه وآله في العقبة، فلما اطلع الله نبيه وأخبره حلفوا انهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله فان يقولوا يك خيرا لهم " قال: ذلك إذا عرض عز وجل ذلك عليهم في القيامة ينكروه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول الله صلى الله عليه وآله، وقوله: يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شئ الا انهم هم الكاذبون.
51 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب خطبة للحسين عليه السلام خطب بها لما رأى صفوف أهل الكوفة بكربلا كالليل والسيل وفيها: فنعم الرب ربنا وبئس العباد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ثم انكم رجعتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم، لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون، انا لله وانا إليه راجعون، هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين.
52 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بينما موسى عليه السلام جالسا إذ أقبل إليه إبليس وعليه برنس (9) ذو ألوان، فلما أدنى من موسى عليه السلام خلع البرنس وقام إلى موسى عليه السلام فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟قال: أنا إبليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك، قال: انى انما جئت لاسلم عليك لمكانك من الله، قال: فقال له موسى: ما هذا البرنس؟قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال له موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟قال: إذا أعجبت نفسه، واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه، وقال: قال الله عز وجل لداود: يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين، قال: كيف أبشر المذنبين وانذر الصديقين؟قال: يا داود بشر المذنبين انى أقبل التوبة وأعفو عن الذنب وأنذر الصديقين أن لا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك.
53 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال جميعا عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال خطب أمير المؤمنين الناس فقال: أيها الناس انما بدو وقوع الفتن أهواء تتبع واحكام تبتدع يخالف فيها كتاب الله يتولوا فيها رجال رجالا فلو ان الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنا لك استحوذ الشيطان على أوليائه، ونجى الذين سبقت لهم من الله الحسنى.
54 - في مجمع البيان: كتب الله لأغلبن انا ورسلي ان الله قوى عزيز وروى أن المسلمين قالوا لما رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى ليفتحن الله علينا الروم وفارس، فقال المنافقون أتظنون ان فارس والروم كبعض القرى التي غلبتم عليها، فأنزل الله هذه الآية.
55 - في عيون الأخبار في باب نسخة وصية موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه موسى بن جعفر عليه السلام: وأوصيت إلى علي ابني إلى قوله عليه السلام وأمهات أولادي ومن أقام منهم في منزله وفى حجابه فله ما كان يجرى عليه في حياتي ان أراد ذلك، ومن خرج منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى حزانتي (10) الا ان يرى على ذلك، وبناتي مثل ذلك، ولا تزوج بناتي أحد من أحق بهن (11) من أمهاتهن، ولا سلطان ولا عمل لهن الا برأيه ومشورته، فان فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله وحادوه في ملكه.
56 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام الا ان أعداء علي عليه السلام هم أهل الشقاق هم العادون واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، الا ان أوليائهم الذين ذكرهم الله في كتابه المؤمنون فقال عز وجل: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله إلى آخر الآية.
57 - في أصول الكافي الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد عن الحسن بن معاوية عن عبد الله بن جبلة عن إبراهيم بن خلف بن عباد الأنماطي عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده في البيت أناس، فظننت انه انما أراد بذلك غيري، فقال: اما والله ليغلبن عنكم صاحب هذا الامر، وليخملن (12) حتى يقال مات، هلك، في أي واد سلك، ولتكفأن تكفأ السفينة (13) في أمواج البحر لا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه، وكتب الايمان في قلبه، وأيده بروح منه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
58 - وباسناده إلى أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل: وأيدهم بروح منه قال: هو الايمان.
59 - وباسناده إلى الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أولئك كتب في قلوبهم الايمان هل لهم فيما كتب في قلوبهم صنع؟قال: لا.
60 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: قلت: " وأيدهم بروح منه " قال: هو الايمان.
61 - وباسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن الا ولقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيه الوسواس الخناس، واذن ينفث فيها الملك فيؤيد الله المؤمن بالملك، فذلك قوله: " وأيدهم بروح منه ".
62 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن أبي خديجة قال: دخلت على أبى الحسن عليه السلام فقال لي: ان الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقى، ويغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدى، فهي معه تهتز سرورا عند احسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا، وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرءا هم بخير فعمله، أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد بالروح بالطاعة لله والعمل له.
63 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: هو قوله: " وأيدهم بروح منه " ذلك الذي يفارقه.
64 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل فارقه روح الايمان، قال: فقال: هو مثل قول الله عز وجل: " ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون " ثم قال غير هذا أبين منه، ذلك قول الله عز وجل " وأيدهم بروح منه " هو الذي فارقه.
65 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه فاما ما ذكر من أمر السابقين فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة أرواح، روح القدس وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وبها علموا الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام و نكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عز وجل: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس " ثم قال في جماعتهم: " وأيدهم بروح منه " يقول أكرمهم بها، فضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.
66 - في تفسير علي بن إبراهيم " وأيدهم بروح منه " قال: ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل وكان مع رسول الله وهو مع الأئمة.
67 - في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد وعبد الرحمن بن حماد عن العبدي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الايمان في القلب واليقين خطرات.
68 - في كتاب الخصال عن سويد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت فما الذي ثبت الايمان في العبد؟قال: الذي يثبته فيه الورع، والذي يخرجه منه الطمع.
69 - عن علي بن سالم عن أبيه قال، قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: أدنى ما يخرج به الرجل من الايمان ان يجلس إلى غال فيستمع إلى حديثه و يصدقه إلى قوله.
70 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام فقلت قول الله عز وجل " يا إبليس ما منعك ان تسجد لما خلقت بيدي " فقال: اليد في كلام العرب القوة والنعمة قال الله: " واذكر عبدنا داود ذا الأيد " وقال: " والسماء بنيناها بأيد " أي بقوة، وقال: " أيدهم بروح منه " أي قوة منه، ويقال لفلان عندي يد بيضاء أي نعمة.
71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أحمد بن إسحاق قال: قلت لأبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وقد ذكر ان غيبة القائم تطول: وان غيبته لتطول؟قال أي وربى حتى يرجع عن هذا الامر أكثر القائلين به ولا يبقى الا من اخذ الله عز وجل ميثاقه لولايتنا وكتب في قلبه الايمان " وأيدهم بروح منه " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 - وباسناده إلى الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال: سمعت الحسن بن علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: إن ابني هو القائم من بعدى، وهو الذي يخرج في سير الأنبياء عليه السلام بالتعمير والغيبة، تقسو القلوب بطول الأمد فلا يثبت على القول به الا من كتب الله عز وجل في قلبه الايمان وأيده بروح منه.
73 - وباسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق، والمظهر للدين والباسط للعدل، قال الحسين: فقلت له يا أمير المؤمنين وان ذلك لكائن؟فقال عليه السلام: أي والذي بعث محمدا بالنبوة، واصطفاه على البرية، ولكن بعد غيبة وحيرة، ولا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الذين أخذ الله عز وجل ميثاقهم بولايتنا وكتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه.
1- نثرت المرأة بطنها: كثرت ولدها.
2- الضمير في لابتيها يرجع إلى المدينة. ولأبتاها: جانباها. واللابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار. والمدينة المشرفة انما هي بين حرتين عظيمتين.
3- عزب عنه: بعد.
4- ذعر بمعنى خاف
5- البزاق: البصاق.
6- أفحمه: أسكته بالحجة.
7- الدست: الوسادة.
8- الحضر: الاسم من أحضر الفرس: عدا شديدا. والمضمر: من ضمر بمعنى هزل ودق وكانت العرب تضمر الخيل للغزو والسباق، وذلك بان يربطه ويكثر ماءه وعلفه حتى يسمن ثم يقلل ماءه وعلفه مدة ويركضه في الميدان حتى يهزل ومدة التضمير عندهم أربعون.
9- البرنس: كل ثوب يكون غطاء الرأس جزءا منه متصلا به.
10- الحزانة - بالضم -: عيال الرجل الذين يهتم بهم ويتحزن لأجلهم.
11- كذا في النسخ وفى المصدر " أخواتهن " مكان " أحق بهن " ويحتمل فيه التصحيف
12- خمل ذكره: خفى.
13- التكفي: التمايل إلى قدام. وتكفأ في مشيته: ماد وتمايل.