تفسير سورة الحشر
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي، ولا الحجب والسماوات السبع و الأرضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسي ولا حجاب ولا السماوات السبع والأرضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا.
3 - وعن أبي سعيد المكارى عن ابن عبد الله عليه السلام من قرأ إذا امسى وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم هو الذي اخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا قال: سبب ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود بنى النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد ومدة فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الأشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كأنه يصنع له الطعام.
وحدث نفسه أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم ان الله عز وجل قد أخبرني بما هممتم به من الغدر، فاما أن تخرجوا من بلدنا واما أن تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبي: لا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فانى أنصركم أنا وقومي وحلفائي، فان خرجتم خرجت معكم، وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله وكبر وكبر أصحابه وقال لأمير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي وكان رسول الله إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك وقالوا: يا محمد ان الله يأمرك بالفساد؟إن كان لك هذا فخذه، وإن كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثم قالوا: فخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال: لا ولكن تخرجوا ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادى القرى وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم هو الذي اخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فأتيهم الله من حيث لم يحتسبوا إلى قوله فان الله شديد العقاب وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائما على أصولها فباذن الله وليخزي الفاسقين إلى قوله " ربنا انك غفور رحيم " وأنزل الله عليه في عبد الله بن أبي وأصحابه " ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون " إلى قوله " ثم لا ينصرون " ثم قال: " كمثل الذين من قبلهم " يعنى بنى قينقاع " قريبا ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب مقيم " ثم ضرب في عبد الله بن أبي وبنى النضير مثلا فقال: " كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال إني برئ منك انى أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين " فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن أحمد بن ميثم عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبان بن عثمان عن أبي بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للأنصار: ان شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وآله بين المهاجرين، ودفعهم عن الأنصار ولم يعط من الأنصار الا رجلين سهل بن حنيف وأبا دجانة فإنهما ذكرا حاجة.
5 - وفيه عن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام حديث طويل يقول فيه ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الأرضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله: " فريق في الجنة وفريق في السعير ".
6 - في مجمع البيان: لأول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم ذلك أول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام أيضا وذلك الحشر الثاني عن ابن عباس والزهري والجبائي، قال ابن عباس: قال لهم النبي صلى الله عليه وآله: اخرجوا، قالوا: إلى أين؟قال: إلى أرض المحشر.
7 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقال في آية: " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " يعنى أرسل عليهم عذابا.
8 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الاعتبار الا لأهل الصفا و البصيرة قال الله تعالى: فاعتبروا يا أولى الابصار.
9 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبي ذر رحمه الله التفكر والاعتبار.
10 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العجوة (1) أم التمر، وهي التي أنزلها الله عز وجل من الجنة لآدم عليه السلام، وهو قول الله عز وجل: ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها يعنى العجوة.
11 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولأتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه وآله والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما أفاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه أو فيه، فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء مثل قول الله عز وجل: " فان فاءوا فان الله غفور رحيم " أي رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم " وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " أي ترجع " فان فاءت " أي رجعت " فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله " تفيئ " ترجع فدل الدليل على أن الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم.
12 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال: والآية الخامسة قول الله تعالى: و " آت ذا القربى حقه " خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على الأمة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ادعوا لي فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب; وهي خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.
13 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم وكل ارض خربة وبطون الأودية فهو لرسول الله وهو للامام من بعده يضعه حيث يشاء.
14 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا أظنه السياري عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن الموسى عليه السلام على المهدى رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟فقال له وما ذاك يا أبا الحسن؟قال: إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " وآت ذا القربى حقه " فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى الله إليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله امرني ان أدفع إليك فدك، فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولى أبو بكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها ائتني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجائت أمير المؤمنين عليه السلام وأم أيمن، فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعي الحبال (2) في رقابنا، فقال له المهدى: يا أبا الحسن حدها لي، قال: حد منها جبل أحد وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وانظر فيه.
15 - في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب.
فقال النبي صلى الله عليه وآله فركبت وجبرئيل معي فطويت له الأرض كطي الثوب: حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع أهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا برؤس الجبال; فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه دون الناس وهو قوله " وما آفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول " وذلك قوله فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله اتاها على رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الأبواب ودفع المفاتيح إليه، فجعلها رسول الله صلى الله عليه وآله في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل; ثم ركب وطويت له الأرض كطي السجل فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وركب الناس معه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
16 - في أصول الكافي محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: و ما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قوله عز وجل: " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ".
17 - في تهذيب الأحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نحن والله الذين عنى الله بذى القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، فقال: " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين " منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس.
18 - في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قلت: قوله: " ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " قال: هم قربائنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا.
19 - وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وأبناء السبيل وقد روى ذلك أيضا عنهم عليهم السلام.
20 - وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان أبى يقول: لنا سهم الرسول وسهم ذي القربى ونحن شركاء الناس فيما بقي، وقيل: إن مال الفئ للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب.
21 - وروى عن الصادق عليه السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الأنفال و لنا صفو المال.
22 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والبراءة ممن نفى الأخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء و جعل الأموال دولة بين الأغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله صلى الله عليه وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين
23 - في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف، أي لكيلا يكون الفيئ شيئا يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاودونه، و منه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا (3) ومال الله دولا أي غلبة، من غلبة منهم سلبه.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله قال: سمعته يقول: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين حزبا والصالحين حربا.
25 - في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام ما تقول في التفويض؟قال: إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال: ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فاما الخلق والرزق فلا، ثم قال عليه السلام: ان الله عز وجل خالق كل شئ وهو يقول: " الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه و تعالى عما يشركون ".
26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه، وأمرهم ونهاهم; فما أمر به من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عن شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا بإذن الله.
27 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال: قد والله أوتينا ما أوتى سليمان وما لم يؤت سليمان، وما لم يؤت أحدا من الأنبياء، قال الله عز وجل في قصة سليمان: " هذا عطائنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال عز وجل في قصة محمد: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "
28 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي ظاهر عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق النحوي قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فسمعته يقول: إن الله عز وجل: أدب نبيه على محبته فقال: " وانك لعلى خلق عظيم " ثم فوض إليه فقال عز وجل " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وقال عز وجل: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
29 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي إسحاق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.
30 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر الأول، فدخلني من ذلك ما شاء الله، حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطى هذا الخطاء كله؟فبينا انا كذلك إذ دخل عليه آخر فسئله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي.
فسكنت نفسي، فعلمت ان ذلك منه تقية قال: ثم التفت إلى فقال لي: يا بن أشيم ان الله عز وجل فوض إلى سليمان بن داود فقال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقد فوضه إلينا.
31 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: (4) ان الله عز وجل فوض نبيه أمر خلقه لينظر طاعتهم، ثم تلا هذه الآية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "
32 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر (5) ان الله عز وجل أدب نبيه فأحسن أدبه فلما أكمل له الأدب قال: " انك لعلى خلق عظيم " ثم فوض إليه أمر الدين والأمة ليسوس عباده، فقال عز وجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطى في شئ مما يسوس به الخلق، فتأدب بآداب الله ثم إن الله عز وجل فرض الصلاة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركعتين ركعتين، والى المغرب ركعة، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركها الا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر.
فأجاز الله عز وجل له ذلك كله، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول الله صلى الله عليه وآله النوافل أربعا وثلثين ركعة مثلي الفريضة، فأجاز الله عز وجل له ذلك والفريضة والنافلة إحدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان; وسن رسول الله صوم شعبان وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة، فأجاز الله عز وجل له ذلك وحرم الله عز وجل الخمر بعينها، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك وعاف رسول الله صلى الله عليه وآله أشياء وكرهها ولم ينه عنها نهى حرام، انما نهى عنها نهى اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيما نهاهم عنه نهى حرام، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الأشربة نهاهم عنه نهى حرام لم يرخص فيه لاحد، ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وآله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عز وجل، بل ألزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لاحد في شئ من ذلك الا للمسافر، وليس لاحد أن يرخص ما لم يرخصه رسول الله صلى الله عليه وآله فوافق أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الله عز وجل، ونهيه نهى الله عز وجل، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى.
33 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يقولان: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
34 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أدب نبيه، فلما انتهى به إلى ما أراد قال له: " انك لعلى خلق عظيم " ففوض إليه دينه، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وان الله عز وجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول الله صلى الله عليه وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك، وذلك قول الله عز وجل: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ".
35 - وباسناده إلى الميثمي عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض إليه فقال عز ذكره: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه إلينا.
36 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبد الرحمن عن صندل الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " قال: اعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وآله فكان له أن يعطى ما شاء ويمنع من شاء وأعطاه أفضل مما اعطى سليمان بقوله " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "
37 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي عن زرارة عن أبي جعفر قال: سمعته يقول: إن النبي لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله بسبع (6) وجعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، وفوض إليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
38 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن بعض أصحابنا قال: أولم أبو الحسن موسى عليه السلام وليمة على بعض ولده، فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام الفالوذجات في الجفان في المساجد والأزقة (7) فعابه بذلك بعض أهل المدينة، فبلغه عليه السلام ذلك فقال: ما اتى الله عز وجل نبي من أنبيائه شيئا الا وقد آتي الله محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وزاده ما لم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال لمحمد صلى الله عليه وآله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
(8)
39 - في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خلق محمدا فأدبه حتى إذا بلغ أربعين سنة أوحى الله وفوض إليه الأشياء فقال " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ".
40 - وباسناده إلى القاسم بن محمد قال: إن الله تعالى أدب نبيه فأحسن تأديبه فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك فأنزل " انك لعلى خلق عظيم " وفوض إليه أمر دينه فقال: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له ولم يفوض إلى أحد من الأنبياء غيره.
41 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن يونس بن عبد الرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سارعوا إلى طلب العلم، فوالذي نفسي بيده لحديث في حلال وحرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك أن الله يقول: " ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وإن كان علي عليه السلام ليأمر بقرائة المصحف.
42 - في مجمع البيان وروى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أعطى الله نبيا من الأنبياء وقد اعطى محمدا مثله، قال لسليمان: " فامنن أو أمسك بغير حساب " وقال لرسوله " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
43 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام قوله: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
44 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله.
45 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: لا ترخص فيما لم يرخص فيه رسول الله، ولا تأمر بخلاف ما أمر رسول الله الا لعلة خوف ضرورة، وان تستحل ما حرم رسول الله أو تحرم ما استحله رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا لأنا تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله صلى الله عليه وآله تابع لأمر ربه عز وجل مسلم له، وقال الله عز وجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
46 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا، واتقوا الله في ظلم آل محمد، ان الله شديد العقاب لمن ظلمهم.
قال عز من قائل والذين تبوؤا الدار والايمان
47 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والايمان بعضه من بعض; وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار
48 - في مجمع البيان وقيل في موضع قوله: " والذين تبوؤا الدار " قولان (أحدهما) انه رفع على الابتداء وخبره " يحبون من هاجر إليهم " إلى آخره، لان النبي صلى الله عليه وآله لم يقسم لهم شيئا من الفيئ الا لرجلين أو لثلاثة على خلاف في الرواية; والاخر انه موضع جر عطفا على الفقراء والمهاجرين.
49 - في محاسن البرقي عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟ألا ترى إلى قول الله: " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " وقال: يحبون من هاجر إليهم وقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين.
50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزلت فيه هذه الآية ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون غيري؟قالوا: لا.
51 - في مجمع البيان وقيل نزلت في رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: أطعمني فانى جائع، فبعث إلى أهله فلم يكن عندهم شئ، فقال: من يضيفه هذه الليلة فأضافه رجل من الأنصار وأتى به منزله ولم يكن عنده الا قوت صبية له، فأتوا بذلك إليه وأطفأوا السراج وقامت المرأة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وآله فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين (9) فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إليهما وتبسم وتلا هذه الآية.
52 - وروى عن أبي الطفيل قال: اشترى علي عليه السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيمة الجنة، الحديث.
53 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة؟فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: أنا له يا رسول الله وأتى فاطمة عليها السلام، فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله؟فقالت: ما عندنا الا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا، فقال عليه السلام: يا ابنة محمد نومي الصبية و أطفئ المصباح، فلما أصبح علي عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
54 - في كتاب الخصال عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خياركم سمحائكم وشراركم بخلائكم، ومن صالح الأعمال البر بالاخوان، و السعي في حوائجهم، وفى ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.
يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قال: قلت جعلت فداك من غرر أصحابي؟قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل ان صاحب الكثير يهون عليه، وقد مدح الله عز وجل صاحب القليل، فقال: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون ".
55 - عن أبي جعفر عليه السلام قال لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلاثة: رجل حكم إلى قوله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله تعالى.
56 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد - العزيز عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن مما خص الله عز وجل به المؤمن أن يعرف من اخوانه وان قل، وليس البر بالكثر، وذلك أن الله عز وجل يقول في كتابه: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ثم قال: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه الله، ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه اجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو هذا الحديث لاخوانك فإنه ترغيب في البر.
57 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن أبي على صاحب الكلل (10) عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته فقلت: اخبرني عن حق المؤمن على المؤمن؟فقال: يا ابان دعه لا ترده، قلت: بلى جعلت فداك فلم أزل أرد عليه، فقال: يا ابان تقاسمه شطر مالك.
ثم نظر إلى فرأى ما دخلني، فقال: يا ابان اما تعلم أن الله عز وجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟قلت: بلى جعلت فداك، فقال: اما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد انما أنت وهو سواء، انما تؤثره إذا أعطيته من النصف، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
58 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل ليس عنده الا قوت يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شئ ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك، أم ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه؟فقال: هو أمران أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة، والأثرة على نفسه، فان الله عز وجل يقول: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " والامر الاخر لا يلام على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول خياركم سمحائكم وذكر نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال.
59 - وباسناده إلى سويد السبائي عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: أوصني قال: آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت إليه قلة ذات يدي، وقلت: والله لقد عريت حتى بلغ من عريي ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه، فكسانيهما فقال: صم وتصدق، قلت: أتصدق ما وصلني به وإخواني وإن كان قليلا؟قال: تصدق مما رزقك الله ولو آثرت على نفسك.
60 - وباسناده إلى أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل (11) اما سمعت قول الله عز وجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " ترى هيهنا فضلا.
61 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله عليه السلام فرأى عليه ثياب بيض كأنها غرقئ البيض (12) فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال: اسمع منى وع ما أقول لك، فإنه خير لك عاجلا وآجلا، ان أنت ميت على السنة والحق ولم تمت على بدعة (13)، أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب (14) فاما إذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها ابرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثوري فوالله انني لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني ان أضعه موضعا الا وضعته.
قال: وأتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (15) فقالوا له ان صاحبنا حصر عن كلامك (16) ولم تحضره حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم؟فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فأدلوا بها (17) فإنها أحق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبر عن قوم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون " فمدح فعلهم وقال في موضع آخر " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " فنحن نكتفي بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الأطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: دعوا عنكم مالا ينتفع به، أخبروني أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذي في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الأمة؟فقالوا: أو بعضه فاما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم (18) و كذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله فاما ما ذكرتم من اخبار الله عز وجل إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا، ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عز وجل; وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به، فصار امره ناسخا لفعلهم، وكان نهى الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان، وشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما أنفقه الانسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته الفقراء، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أحسنها اجرا، وقال للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار لو أعلمتموني امره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون الناس (19).
ثم قال: حدثني أبي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الأدنى، ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم، قال: " والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " أفلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس إليه; من الأثرة على أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون إليه سرفا، وفى غير آية من كتاب الله عز وجل يقول: " انه لا يحب المسرفين " فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير (20) لكن أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وآله: ان أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عز وجل تخلية سبيلها بيده.
ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له: عبدي ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع امرى، ولئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك وان شئت قترت عليك وأنت معذور عندي، ورجل رزقه الله عز وجل مالا كثيرا فانفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقني فيقول الله عز وجل: ألم أرزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف كما نهيتك عن الاسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم.
ثم علم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك أنه كان عنده أوقية (21) من الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شئ، وجاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده شئ وكان رحيما رفيقا صلى الله عليه وآله: فأدب الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك، فإذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
62 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح و مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.
63 - في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم.
64 - في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبي قرة السمندي أنه قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أتدري من الشحيح؟قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدي الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا الا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عز وجل.
65 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا (22) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.
66 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا لم يكن لله عز وجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل.
67 - وسمع أمير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها; والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وأقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.
68 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسي فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟قال: وأي شئ أشد من النفس، ان الله يقول: " ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون "
69 - في مجمع البيان: والذين جاؤوا من بعدهم يعنى من المهاجرين والأنصار إلى قوله: ويجوزان يكون المراد " من بعدهم " في الفضل، وقد يعبر بالقبل والبعد عن الفضل كقول النبي صلى الله عليه وآله: نحن الآخرون السابقون، يعنى الآخرون في الزمان، السابقون في الفضل.
قال عز من قائل: ألم تر إلى الذين نافقوا إلى قوله تعالى: لا ينصرون وقد تقدم بيانه في أول السورة عن تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: كمثل الذين من قبلهم قد تقدم له بيان كذلك.
وقوله: كمثل الشيطان إذ قال للانسان أكفر قد سبق بيانه أيضا في التفسير المذكور.
قال عز من قال: ولتنظر نفس ما قدمت لغد
70 - في الكافي غير واحد من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن غير واحد عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، و لو بتمرة ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فان أحدكم لاقى الله فيقال له: ألم أفعل بك؟ألم افعل بك؟ألم أجعلك سميعا بصيرا؟ألم أجعل لك مالا و ولدا؟فيقول: بلى، فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك، قال: فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقى به وجهه من النار.
71 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: وانما يجازى من نسيه ونسي لقاء يومه، بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون وقال عز وجل: " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا " أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.
72 - في عيون الأخبار باسناده عن الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية: لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون فقال صلى الله عليه وآله: أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب بعدى وأقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية ونقض العهد وقاتله بعدى.
73 - في أمالي الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى مجدوح بن زيد الذهلي وكان في وفد قرية ان النبي صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية " لا يستوى أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون " قال: فقلنا يا رسول الله من أصحاب الجنة؟قال: من أطاعني وسلم لهذا من بعدى; وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكف على وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها فقال: الا ان علينا منى وانا منه، فمن حاده حادني ومن حادني أسخط الله عز وجل.
74 - في مجمع البيان وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ لو أنزلنا هذا القرآن إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيدا.
75 - وعن انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ آخر الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
76 - وعن معقل بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، فان مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قال حين يمسى كان بتلك المنزلة.
77 - وعن أبي هريرة قال: سألت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله عن اسم الله الأعظم، فقال: عليك بآخر الحشر وأكثر قرائتها فأعدت عليه فعاد على.
78 - وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ خواتيم الحشر من ليل أو نهار فقبض في ذلك اليوم أو الليلة فقد أوجبت له الجنة.
79 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى ميسر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: إن هذه الآية لكل ورم في الجسد يخاف الرجل ان يؤول إلى شئ فإذا قرأتها فاقرأها وأنت طاهر قد أعددت وضوئك لصلاة الفريضة فعوذ بها ورمك قبل الصلاة ودبرها وهي: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " إلى آخر السورة فإنك إذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم.
80 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة (23) إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ أبلغ في هذه الأشياء من القرآن؟أليس الله تعالى يقول جل ذكره: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ".
81 - وباسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام ان رجلا شكا إليه صمما (24) فقال: امسح يدك عليها واقرأ عليها: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى له ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم ".
82 - وباسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال لي: يا جابر! قلت: لبيك يا بن رسول الله قال: اقرأ على كل ورم آخر سورة الحشر: " لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم " واتفل عليها ثلاثا فإنه يسكن بإذن الله تعالى.
83 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و آله انه لا إله إلا هو الحي القيوم ويسمى بهذه الأسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العلى، العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم (25) فضربوا له الأمثال، وجعلوا له أندادا وشبهوه بالأمثال; ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.
84 - في أصول الكافي باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟قال: نعم، قلت: يراها ويسمعها؟قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لأنه لم يكن سألها ولا يطلب منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها، لأنه إذا لم يدع باسمه لم يعرف.
85 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث يقول فيه عليه السلام: وان كنت تقول هذه الصفات والأسماء لم تزل; فان " لم تزل " محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها إليه، ويعبدونه وهي ذكره (26) وكان الله ولا ذكر.
86 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال: لله تسعة وتسعون اسما.
فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكأنها غيره.
87 - وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق؟فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وآله يقتضى مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.
88 - وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: سئل عن معنى الله؟فقال: استولى على ما دق وجل.
89 - في مجمع البيان: عالم الغيب والشهادة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الغيب ما لم يكن والشهادة ما كان.
90 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " قال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وروى بعضهم الميم ملك الله، والله اله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك والله اله كل شئ والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
92 - في الصحيفة السجادية: يا فارج الهم وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد.
93 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: القدوس هو البرئ من شوائب الآفات الموجبات للجهل.
السلام المؤمن قال: يؤمن أوليائه من العذاب.
94 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: كان عليه السلام يقول: افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، ثم تلا عليهم قول الله عز وجل: " السلام المؤمن المهيمن ".
95 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " المهيمن " أي الشاهد.
96 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه لم يزل حيا بلا حياة، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا بعد انشائه للكون.
97 - وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: وفى أزليته متعظما بالإلهية، متكبرا بكبريائه وجبروته.
98 - في أصول الكافي باسناده إلى هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله (27)
99 - وباسناده إلى هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: سبحان الله ما يعنى به؟قال: تنزيه.
100 - في كتاب التوحيد باسناده إلى يزيد بن الأصم قال: سال رجل عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ما تفسير سبحان الله؟ان في هذا الحائط رجلا إذا كان سئل أنبأ وإذا سكت ابتدء، فدخل الرجل وإذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله؟قال: هو تعظيم جلال الله عز وجل و تنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فإذا قالها العبد صلى عليه كل ملك.
101 - وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه الخالق لا بمعنى حركة، و خالق إذ لا مخلوق.
102 - في نهج البلاغة والخالق لا بمعنى حركة ونصب.
103 - في أصول الكافي باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وإن كان صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
104 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار، يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا الجانب يعنى من المشرق مقدارها من العصر، يعنى من المغرب إلى صلاة الأولى، وأول ساعات الليل في الثلث الباقي من الليل إلى أن ينفجر الصبح، يقول: انى انا الله رب العالمين، انى انا الله العلي العظيم، انى انا الله العزيز الحكيم، انى انا الله الغفور الرحيم، انى انا الله الرحمن الرحيم، انى انا الله مالك يوم الدين، انى انا الله لم أزل ولا أزال، انى انا الله خالق الخير والشر، انى انا الله خالق الجنة والنار: انى انا الله أبدئ كل شئ والى يعود، انى أنا الله الواحد الصمد، انى انا الله عالم الغيب والشهادة، انى انا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، انى انا الله الخالق البارئ المصور لي الأسماء الحسنى، انى انا الله الكبير، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: من عنده والكبرياء رداؤه.
فمن نازعه شيئا من ذلك أكبه الله في النار ثم قال: ما من عبد مؤمن يدعو بهن، مقبلا قلبه إلى الله عز وجل الا قضى حاجته، ولو كان شقيا رجوت ان يحول سعيدا.
105 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن الصادق عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما مأة الا واحدا من أحصاها (28) دخل الجنة، وهي: الله، الاله، الواحد، الاحد الصمد، الأول، الاخر، السميع، البصير، القدير.
القاهر، العلى، الاعلى، الباقي، البديع.
البارئ، الأكرم، الظاهر، الباطن، الحي، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحق، الحسيب.
الحميد، الحفى، الرب، الرحمن، الرحيم الذاري، الرازق; الرقيب، الرؤف، الرائي، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، السيد، السبوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الظاهر العدل، العفو، الغفور، الغنى، الغياث، الفاطر; الفرد، الفتاح، الفالق القديم، الملك، القدوس، القوى، القريب; القيوم، القابض، الباسط، قاضى الحاجات، المجيد، الولي.
المنان، المحيط، المبين، المقيت، المصور، الكريم، الكبير، الكافي، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهاب، الناصر، الواسع الودود، الهادي، الوفي.
الوكيل، الوارث، البر، الباعث، التواب، الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافي.
106 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لله عز وجل تسعة و تسعون اسما من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة.
1- العجوة: نوع من التمر يقال: هو مما غرسه النبي صلى الله عليه وآله بيده وقال الجوهري: العجرة: ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة.
2- قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: أي ضعي الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه أي انك إذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا، وجعلتنا عبيدا لك، أو انك إذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بأنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضا بالملكية، وفى بعض النسخ " الجبال " بالمعجمة أي ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعي.
3- الخول جمع الخولي: العبيد والإماء وقوله (ص) في الحديث الآتي " دغلا " أي يخدعون الناس.
4- وفى المصدر " عن أبي جعفر وأبى عبد الله (ع) يقولان... اه ".
5- قيس الماصر من المتكلمين تعلمه من علي بن الحسين (ع) وصحب الصادق (ع) وهو من أصحاب مجلس الشامي الذي ناظره جمع من متكلمي أصحابه (ع) ونقل
حديثه الطبرسي (ره) في كتاب الاحتجاج والكليني (ره) في الكافي ج 1: 171، وفيه كلام للصادق (ع) قاله لقيس بعد مناظرته الشامي والحديث بشرحه مذكور في كتاب بحار الأنوار ج 7 صفحة 4 ط كمباني فراجع ان شئت.
6- كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الأصول.
7- الجفان جمع الجفنة: القصعة والأزقة جمع الزقاق: السكة. والطريق الضيق.
8- لعل مراده (ع) ان الاطعام على النحو المذكور ليس مما نهاه النبي (ص) فيكون، مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد يجب عليكم متابعتنا والاخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبي والاخذ بأوامره ونواهيه وليس عليكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لأنا أوصياؤه ونوابه وانما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقية، قاله الفيض (ره) في الوافي.
9- الطاوي بمعنى الجايع.
10- " صاحب الكلل " أي بايعها والكلل جمع كلة: الستر الرقيق يتوقى به من البعوض.
11- الجهد - بضم الجيم -: الطاقة. والمقل: القليل المال، أي قدر ما يحتمله حال القليل المال.
12- الغرقئ: بياض البيض الذي يؤكل.
13- أي انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون إذا تركت البدع قال له المجلسي (ره)
14- القفر: خلو الأرض من الماء. والجدب: انقطاع المطر ويبس الأرض.
15- التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة وترك النظافة وسوء الحال.
16- الحصر: العي في المنطق والعجز عن الكلام.
17- أي احضروها.
18- أي دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم.
19- يقال: تكفف: إذا سئل كفا من الطعام.
20- قتر فلان على عياله أي ضيق عليهم في النفقة.
21- الأوقية: سبعة مثاقيل.
22- الدبيب: المشي على هنيئة.
23- النشرة - بضم النون -: رقية يعالج بها المجنون أو المريض سميت بذلك لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال.
24- الصمم: الانسداد في الاذن.
25- تاه: ضل وتحير. وحلوم جمع الحلم - بالكسر -: العقل.
26- قال المجلسي (ره): " وهي ذكره " بالضمير أي يذكر بها والمذكور بالذكر قديم والذكر حادث.
27- أي تنزيه الله.
28- في كتاب التوحيد معنى قول النبي (ص) لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة احصاءها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها، وليس معنى الاحصاء عدها وبالله التوفيق " انتهى " (منه عفى عنه).