قال عز من قائل: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إلى جَهَنَّمَ زُمَرًا﴾ إلى قوله: ﴿فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾

123 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: إن للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو أمية هو لهم خاصة وهو باب لظى، وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا فكلما هوى بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وإنه لأعظم الأبواب وأشدها حرا. قال محمد بن الفضل الرزقي: فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: الباب الذي ذكرت عن أبيك عن جدك عليهما السلام أنه يدخل منه بنو أمية يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الاسلام منهم؟فقال: لا أم لك ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنوا أمية، لأنه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب، فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية لا يحيون فيها ولا يموتون.

124 - في مجمع البيان (لها سبعة أبواب) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين عليه السلام ان جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض، ووضع إحدى يديه على الأخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فأسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفى رواية الكلبي أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

125 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الأول للظالمين وهو زريق وبابها الثاني للحبتر وبابها الثالث للثالث، والرابع لمعاوية والخامس لعبد الملك. والسادس لعكر بن هو سر، والسابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (1).

126 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فما السبعة؟قال: سبعة أبواب النار متطابقات، قال: فما الثمانية؟قال: ثمانية أبواب الجنة.

127 - وفيه أيضا في بيان مناقب لأمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: و اما التاسعة والثلاثون فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا، لا يجتمع حبى وحبه الا في قلب مؤمن، ان الله عز وجل جعل أهل حبى وحبك يا علي في زمرة أول السابقين إلى الجنة، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من أمتي إلى النار.

128 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى الجارود قال: قلت لأبي - جعفر عليه السلام: أخبرني بأول من يدخل النار؟قال: إبليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره.

129 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب تدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتي ومحبتي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا فإذا النداء من بطنان العرش قد أجبت دعوتك وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد أن لا إله إلا الله، ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.

130 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب، عرض كل باب منها مسيرة أربعمأة سنة.

131 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه: ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عز وجل، وقيل له: أدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت.

132 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لعثمان بن مظعون: يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

133 - في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن أبي جعفر عن أبيه عن وهب عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون إليه، فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف، والملائكة تزجر، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه، ان الله أعز أمتي بسنابك خيلها (2) ومراكز رماحها.

134 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أورمة عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تنافسوا في المعروف لاخوانكم وكونوا من أهله، فان للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله الا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

135 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان للجنة بابا يقال له باب المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف.

136 - في مجمع البيان وعن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان لا يدخلها الا الصائمون، رواه البخاري ومسلم في الصحيحين.

137 - فيمن لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قلت لبلال: فما أبوابها يعنى الجنة؟قال: إن أبوابها مختلفة، باب الرحمة من ياقوتة حمراء، و قال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم، اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء، وأما باب الشكر فإنه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمأة عام له ضجيج وحنين، يقول: اللهم جئني بأهلي، قال: هل قلت يتكلم الباب؟قال: نعم ينطقه الله ذو الجلال والاكرام، وأما باب البلاء فليس باب البلاء هو باب الصبر، قال: قلت: فما البلاء؟قال: المصائب والأسقام والأمراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد، ما أقل من يدخل فيه، أما الباب الأعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عز وجل المستأنسون به.

138 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام في الوعظ و الزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم زمرا، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الاسلام.

139 - في نهج البلاغة: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها قد أمن العذاب وانقطع العتاب وزحزحوا عن النار، و اطمأنت بهم الدار، ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية، و عينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا، فجعل الله لهم الجنة ثوابا وكانوا أحق بها وأهلها في ملك دائم و نعيم قائم.

140 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولاده عليهم السلام: الا ان أوليائهم الذين يدخلون الجنة آمنين، ويتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.

141 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان فلانا وفلانا غصبوا حقنا واشتروا به الإماء وتزوجوا به النساء، الا وانا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم.

142 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قوله عز وجل: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) فان ذلك في موضع ينتهى فيه أولياء الله عز وجل بعدما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون فيه ويشربون منه، فتنضر وجوههم اشراقا، فيذهب عنهم كل قذى ووعث (3) ثم يؤمرون بدخول الجنة، فمن هذا المقام ينظرون إلى ربهم كيف يثيبهم ومنه يدخلون الجنة فذلك قوله عز وجل في تسليم الملائكة عليهم: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم، فذلك قوله: (إلى ربها ناظرة) وانما يعنى بالنظر إليه بالنظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

143 - في الكافي سهل بن زياد قال: روى أصحابنا إن حد القبر إلى الترقوة وقال بعضهم إلى الثدي، وقال بعضهم قامة الرجل حتى يمد الثوب على رأس من في القبر وأما اللحد فبقدر ما يمكن فيه الجلوس، قال: ولما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال: الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم اجر العاملين، ثم قال: احفروا لي وأبلغوا إلى الرشح ثم مد الثوب عليه فمات عليه السلام.

144 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ منها حيث نشاء) يعنى أرض الجنة.

145 - حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليه السلام الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الأخيرة: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) ثم مات عليه السلام.

146 - في أصول الكافي محمد بن أحمد عن عمه عبد الله بن الصلت عن الحسن بن علي بن بنت إلياس عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين عليهما السلام، لما حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرء: (إذا وقعت الواقعة) و (انا فتحنا لك فتحا مبينا) وقال: (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين) ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

147 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: إذهبوا إلى الجنة بغير حساب، قال: فتتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال: فيقولون: فأي حزب أنتم من الناس؟فيقولون: نحن المتحابون في الله، قال: فيقولون: وأي شئ كانت أعمالكم؟قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله، قال: فيقولون: نعم أجر العاملين.

148 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب قال: سمعت أبا حمزة يقول: سمعت العبد الصالح عليه السلام يقول: من زار أخاه المؤمن لله لا لغيره يطلب به ثواب الله وينجز ما وعده الله عز وجل وكل الله عز وجل به سبعين ألف ملك من حين يخرج من منزله حتى يعود إليه، ينادونه: الا طبت وطابت لك الجنة تبوأت من الجنة منزلا.

149 - في كتاب التوحيد خطبة عجيبة لأمير المؤمنين علي عليه السلام وفيها ثم إن الله - وله الحمد - افتتح الكتاب بالحمد لنفسه وختم أمر الدنيا ومجئ الآخرة بالحمد لنفسه، فقال: وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين


1. مر الحديث بمعناه في الجزء الثالث صفحة 18 فراجع. .

2. سنابك جمع سنبك: طرف الحافر. .

3. القذى: ما يقع في العين وفى الشراب من تبنة أو غيرها. والوعث: الهزال ثم أستعير لكل أمر شاق من تعب أو اثم. .