قال عز من قائل: ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ, وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ﴾

53 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن إسماعيل السراج عن ابن مسكان عن ثابت بن سعيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ثابت مالكم وللناس؟كفوا عن الناس ولا تدعوا أحدا إلى أمركم فوالله لو أن أهل السماوات والأرضين اجتمعوا على أن يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على أن يهدوه، ولو أن أهل السماوات وأهل الأرضين اجتمعوا على أن يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس ولا يقول أحد: عمى و اخى وابن عمى وجاري، فان الله إذا أراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه، ولا منكرا الا أنكره، ثم يقذف في قلبه كلمة يجمع بها امره.

54 - في ارشاد المفيد رحمه الله لما عرض على عبيد الله بن زياد لعنه الله علي بن الحسين عليهما السلام قال له: من أنت؟فقال: انا علي بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟فقال له علي عليه السلام: قد كان لي أخ يسمى عليا قتله الناس، فقال ابن زياد لعنه الله: بل الله قتله، فقال علي بن الحسين عليهما السلام: الله يتوفى الأنفس حين موتها فغضب ابن زياد لعنه الله.

55 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الرحمن ابن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يواقع أهله أينام على ذلك؟قال: إن الله يتوفى الأنفس في منامها، ولا يدرى ما يطرقه من البلية، إذا فرغ فليغتسل.

56 - في مجمع البيان روى العياشي بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبي المقدام عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما من أحد ينام الا عرجت نفسه إلى السماء، وبقيت روحه في بدنه، وصار بينهما سبب كشعاع الشمس، فان أذن الله في قبض الأرواح أجابت الروح النفس، وان أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح، وهو قوله سبحانه: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) الآية فمهما رأت في ملكوت السماء والأرض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له.

57 - في أصول الكافي حديث طويل عن أبي عبد الله عليه السلام يقول فيه عليه السلام: لا والله ما مات أبو الدوانيق الا أن يكون مات موت النوم، يقول ذلك مخاطبا لمن أخبره أنه مات.

58 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليقل: اللهم إني احتسبت نفسي عندك فاحتسبها في محل رضوانك ومغفرتك، فان رددتها إلى بدني فارددها مؤمنة عارفة بحق أوليائك حتى تتوفاها على ذلك.

59 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه رفعه قال: تقول إذا أردت النوم: اللهم ان أمسكت بنفسي فارحمها وان أرسلتها فاحفظها.

60 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي - جعفر عليه السلام قال إذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذي رد على روحي لأحمده وأعبده.

61 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عن أبي جعفر عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما من عبد من شيعتنا ينام الا أصعد الله روحه إلى السماء، فيبارك عليها وإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته، وفى رياض جنته، وفى ظل عرشه، وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

62 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: لا ينام المسلم وهو جنب، لا ينام الا على طهور فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن ترفع إلى الله تعالى فيقبلها ويبارك عليها، فإن كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وان لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردونها في جسده.

63 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف ازاره فإنه لا يدرى ما يحدث عليه، ثم ليقل: اللهم إني أمسكت نفسي في منامي فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

64 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن علي الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي و سلمان الفارسي وأمير المؤمنين عليه السلام متك على يد سلمان رحمه الله، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال؟فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبى محمد الحسن بن علي عليهما السلام، فقال: يا أبا محمد أجبه فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

65 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله: (يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) وقوله الله يتوفى الأنفس حين موتها) وقوله: (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) فان الله تبارك وتعالى يدبر الامر كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته ممن يشاء من خلقه، يدبر الامر كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله الا ان يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك أن تعلم أن الله المحيى المميت، وانه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء ممن خلقه من ملائكته وغيرهم.

66 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة قال: حدثني أبو الخطاب في أحسن ما يكون حالا قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال: إذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، وإذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم إذا هم يستبشرون.

67 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال: إن حديثكم هذا لتشمأز منه القلوب قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكره فذروه (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

68 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون) فإنها نزلت في فلان وفلان وفلان.

69 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال لا يعذر أحد يوم القيامة بان يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة الولاة وفى ولد فاطمة أنزل الله هذه الآية خاصة: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم (2).

70 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه إذ يقول: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

71 - في نهج البلاغة عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.

72 - وفيه أيضا: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، الحديث.

73 - في مجمع البيان وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما في القرآن آية أوسع من: (يا عبادي الذين أسرفوا) الآية وقيل: إن هذه الآية نزلت في وحشى قاتل حمزة حين أراد أن يسلم وخاف أن لا يقبل توبته، فلما نزلت الآية أسلم، فقيل: يا رسول الله هذه له خاصة أم للمسلمين عامة؟فقال صلى الله عليه وآله: بل للمسلمين عامة.

74 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه، فأوحى إليه ان قل لقومك ان رحمتي سبقت غضبى فلا تقنطوا من رحمتي، فإنه لا يتعاظم عندي ذنب أغفره والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

75 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان الذنوب ثلاثة، ثم أمسك فقال له حبة العرني: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة ثم أمسكت؟فقال: ما ذكرتها الا وأنا أريد ان أفسرها، ولكن عرض لي بهر (3) حال بيني وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا، قال: نعم اما الذنوب المغفورة فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله احكم وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه (4) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (5) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه، راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

76 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه، وانه ليمتهن (6) في بدنه فيغفر له ذنوبه.

77 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الحسين عليه السلام قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة يرد عليها، اما بشارة بنعيم ابدا، واما بشارة بعذاب أبدا، واما تخويف وتهويل وأمر مبهم لا يدرى من أي الفريقين هو؟فأما ما ولينا المتبع لامرنا فهو المبشر بنعيم الأبد، وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد، واما المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه، لا يدرى ما يؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما محزنا، ثم لن يسويه الله عز وجل بأعدائنا لكن يخرجه الله عز وجل من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عز وجل فان المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا الا بعد عذاب ثلاثمأة الف سنة.

78 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن عباد بن زياد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد ما على ملة إبراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم.

79 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبي بعث وحشى وجماعة إلى النبي صلى الله عليه وآله انه ما يمنعنا من دينك الا اننا سمعناك تقرء في كتابك ان من يدعو مع الله إلها آخر ويقتل النفس ويزنى يلق أثاما ويخلد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كله، فبعث إليهم بقوله تعالى: (الا من تاب وعمل صالحا) فقالوا: نخاف ان لا نعمل صالحا، فبعث إليهم: (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقالوا: نخاف ان لا ندخل في المشية، فبعث إليهم: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) فجاؤوا واسلموا، فقال النبي صلى الله عليه وآله لوحشي قاتل حمزة رضوان الله عليه: غيب وجهك عنى، فانى لا أستطيع النظر إليك، قال: فلحق بالشام فمات في الخمر (7) هكذا ذكر الكلبي.

80 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله - حاكيا عن الله جل جلاله -: يا بن آدم بمشيتي كنت أنت الذي تشاء إلى قوله: وبسوء ظنك قنطت من رحمتي.

81 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه نحن الخزان لدين الله، ونحن مصابيح العلم. إذا مضى منا علم بدا علم، لا يضل من تبعنا ولا يهتدى من أنكرنا، ولا ينجو من أعان علينا عدونا ولا يعان من أسلمنا، فلا تتخلفوا عنا لطمع دنيا وحطام زايل عنكم، وتزولون عنه، فان من آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا عظمت حسرته غدا، وذلك قول الله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين.

82 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أنا الهادي وأنا المهدى، وأنا أبو اليتامى والمساكين و زوج الأرامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف. وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذي يقول: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في حنب الله) وانا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وانا باب حطته (8) من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لانى وصى نبيه في ارضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا الا راد على الله ورسوله.

83 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وباسناده إلى خيثمة الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن جنب الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

84 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن أحمد بن أبي نصر عن حسان الجمال قال: حدثني هاشم بن أبي عمار الخيبي قال: سمعت أمير - المؤمنين عليه السلام يقول: انا عين الله، وانا يد الله، وانا جنب الله، وانا باب الله.

85 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في قول الله عز وجل: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) قال: جنب الله أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك ما كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهى الامر إلى آخرهم.

86 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام: نحن جنب الله.

87 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقد زاد جل ذكره في البيان واثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام: (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) تعريفا للخليقة قربهم، الا ترى انك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه انما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وأنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من اسقاط أسماء حججه منه، وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوا على باطلهم. فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه.

88 - في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: نحن جنب الله.

89 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو ذر في خبر عن النبي صلى الله عليه وآله يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب (9) في ظلمات يوم القيامة ينادى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار.

90 - الصادق والباقر والسجاد عليهم السلام في هذه الآية قال: جنب الله على و هو حجة الله على الخلق يوم القيامة.

91 - الرضا عليه السلام في جنب الله قال: في ولاية على.

92 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: انا صراط الله أنا جنب الله.

93 - العياشي باسناده إلى أبى الجارود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: (ما فرطت في جنب الله) قال: نحن جنب الله.

94 - في محاسن البرقي عنه عن ابن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن يزيد الصائغ عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا يزيد ان أشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه، وهو قول الله عز وجل: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله).

95 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم ابن يزيد عن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انا شجرة من جنب الله، فمن وصلنا وصله الله، قال: ثم تلا هذه الآية: (ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين).

96 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة الآية فرد الله عز وجل عليهم فقال: بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها يعنى بالآيات الأئمة صلوات الله عليهم واستكبرت وكنت من الكافرين يعنى بالله وقوله عز وجل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي المغرا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ادعى أنه امام وليس بامام، قلت: وإن كان علويا فاطميا؟قال: وإن كان علويا فاطميا.

97 - قوله عز وجل: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال: فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في جهنم لواد للمتكبرين يقال له سقر، شكى إلى الله عز وجل شدة حره وسأله ان يتنفس فاذن له، فتنفس فأحرق جهنم.

98 - في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قيل: وإن كان علويا فاطميا؟قال: وإن كان علويا فاطميا.

99 - في كتاب ثواب الأعمال أبى رحمه الله قال: حدثني سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت قول الله عز وجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قلت: وإن كان علويا فاطميا قال: وإن كان علويا فاطميا.

100 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام، فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: (عفى الله عنك لم أذنت لهم) قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جاره (10) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته، وكذلك قوله عز وجل: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله تعالى (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) قال: صدقت يا بن رسول الله.

101 - وفيه أيضا في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة و باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من أشرك بالله، فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.

102 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب صحيح الدارقطني أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر بقطع لص فقال اللص: يا رسول الله قدمته في الاسلام وتأمره بالقطع؟فقال: لو كانت ابنتي فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت، فنزل جبرئيل بقوله: (لئن أشركت ليحبطن عملك) فحزن رسول الله صلى الله عليه وآله فنزل: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) فتعجب النبي صلى الله عليه وآله من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة حزنت من قولك، فهذه الآيات لموافقتها لترضى.

103 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) يعنى ان أشركت في الولاية غيره بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعنى بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك.

104 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم خاطب الله عز وجل نبيه فقال: (ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فهذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى لامته، وهو ما قال الصادق صلوات الله عليه: ان الله عز وجل بعث نبيه بإياك أعني واسمعي يا جاره، والدليل على ذلك قوله عز وجل: (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وقد علم الله ان نبيه صلى الله عليه وآله يعبده ويشكره، ولكن استعبد نبيه بالدعاء إليه تأديبا لامته.

105 - حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله لنبيه: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) قال: تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية على صلوات الله عليه من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: وما قدروا الله حق قدره قال: نزلت في الخوارج.

106 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من خاف منكم الغرق فليقرأ (بسم الله مجريها و مرساها ان ربى لغفور رحيم) بسم الله الملك القوى (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).

107 - في كتاب التوحيد خطبة لعلي بن أبي طالب عليه السلام وفيها يقول عليه السلام الذي لما شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود ذي الأقطار والنواحي المختلفة في طبقاته، وكان عز وجل الموجود بنفسه لا بأداته (11) انتفى أن يكون قدروه حق قدره، فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الأنداد، وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه لتوصل بينك وبين معرفته وائتم به واستضئ بنور هدايته، فإنها نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله عز وجل فان ذلك منتهى حق الله عليك.

108 - حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان الكليني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال: سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام عن قول الله: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) فقال ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه، الا ترى أنه قال: (وما قدروا الله حق قدره) ومعناه إذ قالوا ان الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كما قال عز وجل: (وما قدروا الله حق قدره) لو قالوا (12) ما أنزل الله على بشر من شئ ثم نزه عز وجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: (سبحانه وتعالى عما يشركون) (13).

110 - حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم ابن بهلول عن أبيه عن أبي الحسن العبدي عن سليمان بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) فقال: يعنى ملكه، لا يملكها معه أحد، والقبض من الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه الاعطاء والتوسع، كما قال عز وجل: (والله يقبض ويبسط واليه ترجعون) يعنى يعطى و يوسع ويمنع ويضيق، والقبض منه عز وجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه، كما قال: (يأخذ الصدقات) أي يقبلها من أهلها ويثيب عليها، قلت: فقوله عز وجل: (والسماوات مطويات بيمينه)؟قال: اليمين اليد واليد القدرة والقوة يقول عز وجل: (والسماوات مطويات بيمينه) أي بقدرته وقوته (سبحانه وتعالى عما يشركون).

111 - وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول إن الله عز وجل لا يوصف.

112 - قال: وقال زرارة: قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك.

113 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق، وأكرم أهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات دابة من صاحبه أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين اخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق فقال: اقرأ هذه الآيات (الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حق قدره) إلى قوله: (سبحانه وتعالى عما يشركون) فمن قرئها فقد امن من الحرق والغرق، قال: فقرئها واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

114 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام أبو عتاب عبد الله بن بسطام قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الأزدي عن صفوان الجمال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عليهم السلام ان رجلا شكى إلى أبى عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام فقال: يا بن رسول الله انى أجد وجعا في عراقيبي (14) قد منعني عن النهوض إلى الغزو، قال: فما يمنعك من العوذة؟قال: لست أعلمها، قال: فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل بسم الله وبالله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم اقرأ عليه: (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.

115 - في ارشاد المفيد رحمه الله ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وآله من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدي فقال له النبي صلى الله عليه وآله: أسلم يا عمر ويؤمنك الله من الفزع الأكبر، فقال: يا محمد وما الفزع الأكبر فانى لا أفزع؟فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حي الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الأرض وتخر الجبال وتزفر النار (15) بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا أن خلع قلبه وطاش لبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا؟قال: الا أنى اسمع أمرا عظيما، فآمن بالله وبرسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

116 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟قال: ما شاء الله، قال: فأخبرني يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه: فقال: أما النفخة الأولى فان الله عز وجل يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، وللصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الأرض، قال: فإذا رأت الملائكة إسرافيل قد هبط إلى الدينا ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت أهل الأرض وفى موت أهل السماء، قال: فيهبط إسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد أذن الله عز وجل في موت أهل الأرض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض، فلا يبقى في الأرض ذو روح الا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا إسرافيل، قال: فيقول الله لإسرافيل يا إسرافيل: مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) يعنى تبسط (وتبدل الأرض غير الأرض) يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة، ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين (لمن الملك اليوم)؟فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار عز وجل مجيبا لنفسه (لله الواحد القهار) وانا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إني انا الله لا اله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي وأنا خلقت خلقي بيدي، وانا أمتهم بمشيتي، وأنا أحييهم بقدرتي، قال: فينفخ الجبار نفخة أخرى في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات، فلا يبقى في السماوات أحد الا حيى وقام كما كان، و يعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار، ويحشر الخلايق للحساب، قال: فرأيت علي بن الحسين عليهما السلام يبكى عند ذلك بكاء شديدا.

117 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الأشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس. ثم أعيدت الأشياء كما بدأها مدبرها، وذلك أربعمأة سنة تسبت (16) فيها الخلق وذلك بين النفختين.

118 - في مجمع البيان فصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله اختلف في المستثنى فقيل: هم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت و هو المروى في حديث مرفوع.

119 - وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله انه سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذي لم يشأ الله أن يصعقهم؟قال: هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش وقال قتادة في حديث رفعه: انما بين النفختين أربعون سنة.


1. وفى نسخة (فردوه). .

2. (في تفسير علي بن إبراهيم هم الولاة على الناس كافة وفى شيعة ولد فاطمة صلوات الله عليها انزل الله عز وجل هذه الآية الخ. (منه ره). .

3. البهر - بضم الباء -: تتابع النفس وانقطاعه من الاعياء، وما يعترى الانسان عند السعي الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس. .

4. لعله كناية عن ظهور احكامه وثوابه وعقابه وحسابه. .

5. نطحه: اصابه بقرنه. والجماء: الشاة التي لا قرن لها. .

6. مهنه - كمنعه -: خدمه وضربه. وامتهنه: استعمله للمهنة. والمهين: الفقير الضعيف. .

7. قال الحموي: خمر (بفتح الخاء وتشديد الميم وفتحها): شعب من اعراض المدينة (انتهى) وقال ابن حجر في الإصابة انه مات بحمص ولعله الصحيح. وفى بعض النسخ (فمات في الخبر) - وهو بفتح الخاء وتسكين الباء كما قاله ياقوت: موضع في طريق الحاج على ستة أميال من مسجد سعد بن أبي وقاص فيها بركة للخلفاء وعلى كل حال لا تخلو النسخ من التصحيف والظاهر ما ذكره في الإصابة. .

8. تفسير لقوله تعالى: (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) في سورة البقرة الآية 58 وقد مر الحديث وغيره مما ورد في تفسير الآية في المجلد الأول صفحة 69 - 70. .

9. تكبكب في ثيابه: تزمل. .

10. هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل إن أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري في قصة ذكره الميداني في مجمع الأمثال ج 1 صفحة 50 فراجع ان شئت. .

11. كذا في النسخ لكن في المصدر (لا عباداته) مكان (لا بأداته). .

12. ما بين العلامتين انما هو في نسخة البحار فقط دون المصدر وساير ما عندي من نسخ الكتاب .

13. وقال الطبرسي (ره) في مجمع البيان أي يطويها بقدرته كما يطوى أحد منا الشئ المقدور له طيه بيمينه وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك كما قال: (أو ما ملكت ايمانكم) أي ما كانت تحت قدرتكم إذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وساير الجسد، انتهى) وقال الرضى (ره) في تلخيص البيان وهاتان استعارتان ومعنى (قبضته) هيهنا أي ملك خالص قد ارتفعت عنه أيدي المالكين من بريته والمتصرفين فيه من خليقته ومعنى قوله (والسماوات مطويات بيمينه) أي مجموعات في ملكه ومضمونات بقدرته واليمين هيهنا بمعنى الملك يقول القائل: هذا ملك يميني وليس يريد اليمين التي هي الجارحة وقد يعبرون عن القوة أيضا باليمين فيجوز على هذا التأويل أن يكون معنى قوله (مطويات بيمينه) أي يجمع أقطارها ويطوى انتشارها بقوته كما قال سبحانه (يوم نطوى السماء كطي السجل للكتب). قال المجلسي (ره) بعد نقل الحديث ما لفظه: هذا وجه حسن لم يتعرض له المفسرون، - قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) متصل بقوله: (والأرض جميعا) فيكون على تأويله عليه السلام القول مقدرا أي ما عظموا الله حق تعظيمه وقد قالوا: إن الأرض جميعا. .

14. عراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان .

15. وفى المصدر (وتهد الأرض وتخر الجبال هدا وترمى النار.. اه). .

16. سبت: استراح. .