قال عز من قائل: ﴿سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾

5 - في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعر أبى أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب (1) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوه فان الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال: يا أعر أبى ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز لان ما لا ثاني له يدخل في باب الاعداد الا ترى انه كفر من قال ثالث ثلاثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لأنه تشبيه وجل ربنا عن ذلك، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل: أنه عز وجل أحدى المعنى، يعنى، به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولاوهم كذلك ربنا عز وجل (2).

6 - في مجمع البيان عند قوله: ثم جعل منها زوجها وفى خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة أقوال إلى قوله: وثالثها أنه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار و هذا ضعيف.

7 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه وقال: وانزل لكم من الانعام ثمانية أزواج فانزاله ذلك خلقه إياه.

8 - في تهذيب الأحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبد الرحمان عن أبي جرير القمي قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الأرحام؟قال: إنه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ففي النطفة أربعون دينارا، وفى العلقة ستون دينارا، وفى المضغة ثمانون دينارا، فإذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار، قال الله عز وجل: (ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) فإن كان ذكرا ففيه الدية وإن كانت أنثى ففيها الدية.

9 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي فقال له: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته، فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود ادع ولو بشق الصفا، فقلت: جعلت فداك وأي شئ الصفا؟قال: ما يخرج مع الولد، فان الله عز وجل يفعل ما يشاء.

10 - في نهج البلاغة أم هذا الذي أنشأه في ظلمات الأرحام وشغف الأستار نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا (3).

11 - في مجمع البيان: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.

12 - في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة: وابتدعت خلقي من منى يمنى ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهر بخلقي ولم تجعل إلي شيئا من أمرى، ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا.

13 - في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله عليه السلام في الرد على الدهرية قال عليه السلام: سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به، فأول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فإنه يجرى إليه من دم الحيض ما يغذوه كما يعذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه حتى إذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه (4) على مباشرة الهواء و بصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق بأمه فازعجه أشد ازعاج ذا عنفة حتى يولد.

14 - في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى: ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم فقال: الكفر هيهنا الخلاف و الشكر الولاية والمعرفة.

15 - في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: شاء وأراد ولم يحب ولم يرض. شاء الا يكون شئ الا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعبادة الكفر.

16 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه قال: نزلت في أبى الفصيل (5) انه كان رسول الله عنده ساحرا، فكان إذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا إليه يعنى تائبا إليه من قوله: في رسول الله صلى الله عليه وآله ما يقول ثم إذا خوله نعمة منه يعنى العافية نسي ما كان يدعو إليه يعنى نسي التوبة إلى الله عز وجل مما كان يقول في رسول الله صلى الله عليه وآله أنه ساحر ولذلك قال الله عز وجل: قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار يعنى أمرتك على الناس بغير حق من الله عز وجل ومن رسوله صلى الله عليه وآله قال ثم قال أبو - عبد الله عليه السلام: ثم عطف القول من الله عز وجل في علي عليه السلام يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون ان محمدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمدا رسول الله وأنه ساحر كذاب انما يتذكر أولوا الألباب قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا تأويله يا عمار.

17 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي - عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير يا أبا محمد لقد ذكرنا الله عز وجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عز وجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب) فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا الألباب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

18 - في علل الشرايع أبى رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد ابن عيسى عن حريز بن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: (آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قال: يعنى صلاة الليل.

وفى الكافي مثله سندا ومتنا.

19 - في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال الحسن بن علي عليهما السلام: إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يا بن رسول الله من أهلها؟قال: الذين قص الله في كتابه و ذكرهم فقال: (انما يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أولوا العقول.

20 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن عبد المؤمن بن القاسم الأنصاري عن سعد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (هل يستوى الذين يعلمون، والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب) قال أبو جعفر: انما نحن الذين يعلمون والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا أولوا الألباب.

21 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب) قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب.

22 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن الحسن العسكري عليه السلام أنه اتصل بأبي الحسن علي بن محمد العسكري عليهما السلام أن رجلا من فقهاء الشيعة كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته (6) حتى أبان عن فضيحته فدخل على علي بن محمد عليهما السلام وفى صدر مجلسه دست عظيم (7) منصوب، وهو قاعد خارج الدست و بحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب وأما الهاشميون فقال له شيخهم: يا بن رسول الله هكذا يؤثر عاميا على سادات بني هاشم من الطالبيين والعباسيين؟فقال عليه السلام: إياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك و تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) أترضون بكتاب الله عز وجل حكما؟قالوا: بلى، قال: أوليس قال الله عز وجل: (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فكيف تنكرون رفعي لهذا لما رفعه الله إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التي علمه إياها، لا فضل له من كل شرف في النسب، وفى هذا الحديث شئ حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).

23 - في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وافطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبي في نفسه أفضل من اجتهاد جميع المجتهدين، وما أدى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم، هم أولوا الألباب الذين قال الله عز وجل: (انما يتذكر أولوا الألباب).

24 - عنه عن ابن فضال عن علي بن عقبة بن خالد قال: دخلت ومعلى بن خنيس على أبى عبد الله عليه السلام فأذن لنا وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر إلينا رحب وقال: مرحبا بكما وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى: (انما يتذكر أولوا الألباب) فأبشروا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

25 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن علي عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) قال: نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولوا الألباب شيعتنا.

26 - محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال: قلت: لأبي عبد الله عليه السلام: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) قال: نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الألباب.

27 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: اعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، أما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، إلى قوله: وقد قال الله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرين اجرهم بغير حساب فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة.

28 - في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن عبد الله بن سنان عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لأهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثم تلا هذه الآية: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

29 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عز وجل: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

30 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يقول: غبنوا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين.

31 - في مجمع البيان: والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أنتم هم، ومن أطاع جبارا فقد عبده.

32 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام (8) حديث طويل يقول فيه عليه السلام بعد أن ذكر فضل الامام والمعترفين به: ثم نسبهم فقال: (الذين آمنوا) يعنى بالامام (وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي تنزل معه أولئك هم المفلحون) يعنى (الذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها) والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: (أنيبوا إلى ربكم واسلموا له) ثم جزاهم فقال: (لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة) والامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل أعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد صلى الله عليه وآله الصادقين على الحوض.

33 - بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: فبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله و أولئك هم أولوا الألباب.

34 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي - بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله جل ثناؤه: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.

35 - أحمد بن مهران رحمه الله عن عبد العظيم الحسنى عن علي بن أسباط عن علي بن عقبة عن الحكم بن أعين عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) إلى آخر الآية قال: هم المسلمون لآل محمد صلى الله عليه وآله الذين إذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، جاؤوا به كما سمعوه.

36 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف إلى قوله الميعاد فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل علي عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية بماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟فقال: يا علي تلك غرف بناها الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد. سقوفها الذهب، محبوكة (9) بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة، بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة، حشوها المسك والعنبر والكافور، وذلك قول الله: (وفرش مرفوعة) فإذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الإكليل تحت التاج، والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة، منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فإذا استقرت بولي الله منازله في الجنة استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله إياه، فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه (10): مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء العيناء قد ذهبت إليه فاصبر لولى الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاؤها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد قد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فإذا دنت من ولى الله وهم يقوم إليها شوقا تقول: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم أنا لك و أنت لي فيعتنقان قدر خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فينظر إلى عنقها فإذا عليها قلادة من قصب ياقوت أحمر، وسطها لوح مكتوب: أنت ولى الله حبيبي وأنا الحوراء حبيبتك، إليك تتأهب نفسي وإلى تتأهب نفسك، ثم يبعث الله ألف ملك يهنونه بالجنة، ويزوجونه الحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه، فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولى الله فان الله بعثنا مهنين له، فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلم مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهى إلى أول باب، فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤوا يهنون ولى الله وقد سألوا أن يستأذن لهم فيقول الحاجب: انه ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولى الله فأعلموه مكانهم قال: فيعلمونه الخدام مكانهم، قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به، فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الذي وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار، وذلك قول الله: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) يعنى من أبواب الغرفة (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) وذلك قوله: (وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) يعنى بذلك ولى الله وما هم فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم وان الملائكة من رسل الجبار ليستأذنون عليهم فلا يدخلون عليه الا بإذن فذلك الملك العظيم.

وفى روضة الكافي مثله سندا ومتنا الا أن في الروضة بعد قوله: (ولا تمله) فإذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها الخ.

37 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى سلام العبدي قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له: ما تقول في رجل يؤخر العصر متعمدا؟قال: يأتي يوم القيامة موترا أهله وماله قال: قلت: جعلت فداك وإن كان من أهل الجنة؟قال: وإن كان من أهل الجنة قال: قلت: وما منزله في الجنة؟قال: موترا أهله وماله يتضيف أهلها ليس له فيها منزل.

38 - وباسناده إلى أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: قال إن رسول الله قال الموتر أهله وماله من ضيع صلاة العصر، قلت: وما الموتر أهله وماله؟قال: لا يكون له أهل ولا مال في الجنة.

39 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه قال: نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

40 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله وروى أن النبي صلى الله عليه وآله قرأ: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) فقال: ان النور إذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح، قالوا: يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها؟قال التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.

41 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادق عليه السلام: والقسوة والرقة من القلب وهو قوله: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

في مجمع البيان: تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الآية

42 - روى عن العباس بن عبد المطلب ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه (11) كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها.

43 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا قال: اما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الذي (12) يجمع المتفرقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض، فاما رجل سلم لرجل، فإنه الأول حقا وشيعته و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

44 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم انا السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول الله عز وجل: (ورجلا سلما لرجل) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

45 - في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن علي عليه السلام أنه قال: انا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى الله عليه وآله.

46 - وروى العياشي باسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: الرجل المسلم للرجل حقا علي وشيعته.

47 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله: في قوله عز وجل: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) فإنه مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين صلوات الله عليه، وشركاؤه الذين ظلموه وغصبوا حقه وقوله تعالى: (متشاكسون) أي متباغضون وقوله عز وجل: (ورجلا سلما لرجل) أمير المؤمنين صلوات الله عليه، سلم لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم عزى نبيه صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن غصبه حقه.

48 - في عيون الأخبار في باب آخر في ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما نزلت هذه الآية (انك ميت و انهم ميتون) قلت: يا رب أتموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء؟فنزلت: (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون).

49 - وفى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام: لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لأبغض الأمل وترك طلب الدنيا.

50 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد ومن كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وآله فادعى ما لم يكن له، فقال جل ذكره: فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه يعنى بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله من الحق، وولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام فقال: والذي جاء بالصدق وصدق به يعنى أمير المؤمنين عليه السلام أولئك هم المتقون (13).

51 - في مجمع البيان: (والذي جاء بالصدق وصدق به) قيل: الذي جاء بالصدق محمد صلى الله عليه وآله وصدق به علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو المروى عن أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلام.

52 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل أليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه يعنى يقولون لك: يا محمد اعفنا من على، ويخوفونك انهم يلحقون بالكفار.


1. التقسم: التفرق. يقال تقسمته الهموم أي وزعت خواطره. .

2. لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الأنوار فراجع ان شئت ج 3 ص 207 من الطبعة الحديثة .

3. الشغف - بضمتين جمع شغاف بفتح الشين - واصله غلاف القلب يقال شغفه الحب أي بلغ شغافه. والدهاق: المملوءة. والمحاق: ثلاث ليال من آخر الشهر، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن أي يخفى وتبطل صورته، قال الشارح المعتزلي: وانما جعل العلقة محاقا هيهنا لأنها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة، واليافع: الغلام المراهق لعشرين، وقيل: ناهز البلوغ. .

4. الأديم: الجلد. .

5. كنى به عن الأول. .

6. أفحمه بالحجة أي اسكته. .

7. الدست هيهنا بمعنى الوسادة. .

8. وفى نسخة (عن أبي جعفر عليه السلام). .

9. حبكه: شده وأحكمه. .

10. وصفاء جمع الوصيفة: الجارية. .

11. تحات الورق عن الشجر: تناثر. .

12. كذا في النسخ لكن في المصدر (فلان الأول يجمع المتفرقون... اه). .

13. (في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام والذي عنده علم الكتاب والذي جاء بالصدق وصدق به انا والناس كلهم كافرون غيره وغيره (منه رحمه الله) .