تفسير سورة الصافات
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: من قرء سورة الصافات في كل يوم جمعة لم يزل محفوظا من كل آفة مدفوعا عنه كل بلية في الحياة الدنيا مرزوقا في الدنيا في أوسع ما يكون من الرزق، ولم يصبه الله في ماله و ولده ولا بدنه بسوء من شيطان رجيم، ولا من جبار عنيد، وان مات في يومه أو ليلته بعثه الله شهيدا وأماته شهيدا، وأدخله الجنة مع الشهداء في درجة من الجنة.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قرء سورة الصافات أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل جنى وشيطان، وتباعدت عنه مردة الشياطين، وبرئ من الشرك، وشهد له حافظاه يوم القيامة انه كان مؤمنا بالمرسلين.
3 - في الكافي محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن سليمان الجعفري قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام يقول لابنه القاسم: قم فاقرأ عند رأس أخيك (والصافات صفا) حتى تستتمها، فقرأه فلما بلغ (هم أشد خلقا أم من خلقنا) قضى الفتى، فلما سجى (1) وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر، فقال له: كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده (يس والقرآن الحكيم) فصرت تأمرنا بالصافات؟فقال: يا بنى لم تقرأ عند (2) مكروب من موت قط الا عجل الله راحته.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم والصافات صفا قال: الملائكة والأنبياء عليهم السلام، ومن وصف الله عز وجل عبده فالزاجرات زجرا الذين يزجرون الناس فالتاليات ذكرا الذين يقرؤن الكتاب من الناس فهو قسم وجوابه ان إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب.
5 - قال: وحدثني أبي ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل المداين التي في الأرض مربوطة كل بعمود من نور، طول ذلك العمود في السماء مسيرة مأتين وخمسين سنة.
6 - وقوله عز وجل وحفظا من كل شيطان مارد: المارد الخبيث.
7 - وفي رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: عذاب واصب أي دائم موجع قد وصل إلى قلوبهم.
8 - وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل قال: فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى سماء الدنيا، وعليها ملك يقال له إسماعيل، وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل: الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وتحته سبعون ألف ملك تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فقال: يا جبرئيل من هذا معك؟قال: محمد، قال وقد بعث؟قال: نعم، ففتح الباب فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
9 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة، وخلق الكافر من طينة النار، قال: وسمعته يقول: الطينات ثلاثة: طينة الأنبياء، والمؤمن من تلك الطينة، الا أن الأنبياء هم من صفوتها هم الأصل ولهم فضلهم، والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله عز وجل بينهم وبين شيعتهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في نهج البلاغة ثم جمع سبحانه من حزن الأرض وسهلها وعذبها وسبخها تربة سنها بالماء حتى خلصت، ولا طها بالبلة حتى لزبت (3).
11 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: أحشروا الذين ظلموا و أزواجهم قال: الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليه وآله حقهم (وأزواجهم) قال: أشباههم.
12 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام فاهدوهم إلى صراط الجحيم يقول: أدعوهم إلى طريق الجحيم.
13 - وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: (وقفوهم انهم مسؤولون) قال: عن ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
14 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه الا من معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، وذلك قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسؤولون) يعنى عن ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
15 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله قال زرارة للصادق عليه السلام: ما تقول يا سيدي في القضاء والقدر؟قال عليه السلام: أقول إن الله تبارك وتعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سئلهم عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.
16 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفى آخره ثم قال عليه السلام - وقد ذكر عليا عليه السلام - حاكيا عن النبي صلى الله عليه وآله: وعزة ربى ان جميع أمتي لموقوفون يوم القيمة ومسئولون عن ولايته، وذلك قول الله عز وجل (وقفوهم انهم مسؤولون).
17 - وفيه أيضا في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى: (وقفوهم انهم مسؤولون) قال: عن ولاية علي عليه السلام.
18 - وفى هذا الباب أيضا باسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أول ما يسأل الله عنه العبد عن حبنا أهل البيت.
19 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تزل قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وشبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين كسبه وفيما أنفقه وعم حبنا أهل البيت.
20 - في كتاب علل الشرايع قد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في تفسير قوله عز وجل: (وقفوهم انهم مسؤولون) انه لا يجاوز قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن شبابه فيما أبلاه، وعمره فيما أفناه، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت.
21 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يحيى بن عقبة الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان فيما وعظ به لقمان ابنه: واعلم انك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع: شبابك فيما أبليته، وعمرك فيما أفنيته، ومالك مما أكسبته وفيما أنفقته، فتأهب لذلك وأعد له جوابا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
22 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن أبي نجران عن أبي جميلة عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر قراء القرآن اتقوا الله عز وجل فيما حملكم من كتابه. فانى مسؤول وانكم مسؤولون، إني مسؤول عن تبليغ الرسالة، وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتي.
23 - في نهج البلاغة اتقوا الله في عباده وبلاده فإنكم مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم.
24 - في مجمع البيان (انهم مسؤولون) روى أنس بن مالك مرفوعا أنهم مسؤولون عما دعوا إليه من البدع.
25 - وقيل: عن ولاية علي بن أبي طالب عن أبي سعيد الخدري.
26 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد، يا من هو كل يوم في شأن ان أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤول عنها عبادك، فإنك قلت وقولك الحق: (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم) وقلت: (وقفوهم انهم مسؤولون).
27 - في تفسير علي بن إبراهيم: قالوا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين يعنى فلانا وفلانا قالوا بل لم تكونوا مؤمنين.
28 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل عنه حديثا طويلا يقول فيه حاكيا حال أهل الجنة وأما قوله: أولئك لهم رزق معلوم قال: يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه أما قوله عز وجل: فواكه وهم مكرمون قال: فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة الا أكرموا به.
29 - في جوامع الجامع: انا لمدينون أي لمجزيون من الدين الذي هو الجزاء أو ممسوسون مربوبون من ذاته إذا ساسه وفى الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت.
30 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام فاطلع فرآه في سواء الجحيم يقول في وسط الجحيم.
31 - قال علي بن إبراهيم رحمه الله ثم يقولون في الجنة: أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم قال: فحدثني أبى عن علي بن مهزيار والحسن بن محبوب عن النضر بن سويد عن درست عن أبي بصير عن أبي جعفر صلوات الله عليه قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار جئ بالموت فيذبح كالكبش بين الجنة والنار، ثم يقال: خلود فلا موت ابدا، فيقول أهل الجنة: (أفما نحن بميتين الا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم لمثل هذا فليعمل العاملون).
32 - في مجمع البيان (ان شجرة الزقوم) الآية روى أن قريشا لما سمعت هذه الآية، قالت: ما نعرف هذه الشجرة، قال ابن الزبعرى: الزقوم بكلام البربر التمر والزبد، وفى رواية بلغة اليمن، فقال أبو جهل لجاريته: يا جارية زقمينا (4) فاتته الجارية بتمر وزبد، فقال لأصحابه: تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر، والنار تحرق الشجر، فأنزل الله سبحانه انا جعلناها فتنة للظالمين.
33 - وقد روى أن الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة، فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: (يشوى الوجوه) فإذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم (5) كما قال سبحانه: (يصهر به ما في بطونهم والجلود) و ذلك طعامهم وشرابهم.
34 - وفيه عند قوله تعالى: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) وروى أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال هو الطعن في الحق والاستهزاء به، وما كان أبو جهل و أصحابه يجيئون به إذ قال يا معشر قريش: الا أطعمكم من الزقوم الذي يخوفكم به صاحبكم ثم أرسل إلى زبد وتمر، فقال: هذا هو الزقوم الذي يخوفكم به.
35 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي، قال قال أبو جعفر عليه السلام: ان الله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كان فيه (فيهما خ ل) يتلاقون ويتعارفون، فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة.
36 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: وجعلنا ذريته هم الباقين يقول: الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح عليه السلام، قال الله عز وجل في كتابه: (احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل) وقال الله عز وجل أيضا: (ذرية من حملنا مع نوح).
37 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبشرهم نوح بهود وأمرهم باتباعه وان يقيموا الوصية كل عام فينظروا فيها، ويكون عيدا لهم كما أمرهم آدم عليه السلام، فظهرت الجبرية من ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم، وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث وهو قول الله عز وجل: وتركنا عليه في - الآخرين يقول: تركت على نوح دولة الجبارين، ويعز الله محمدا صلى الله عليه وآله بذلك قال: وولد لحام السند والهند والحبش، وولد لسام العرب والعجم، وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم، حتى بعث الله عز وجل هودا عليه السلام.
38 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من خاف منكم العقرب فليقرأ هذه الآيات: سلام على نوح في العالمين انا كذلك نجزى المحسنين انه من عبادنا المؤمنين.
39 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن سماعة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال ليهنئكم الاسم، قلت: وما هو جعلت فداك قال: وان من شيعته لإبراهيم وقوله عز وجل: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه) فليهنئكم الاسم.
40 - في مجمع البيان روى أبو بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليهنئكم الاسم، قلت: وما هو؟قال: الشيعة، قلت: ان الناس يعيروننا بذلك! قال: اما تسمع قول الله سبحانه: (وان من شيعته لإبراهيم) وقوله: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه).
41 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل: إذ جاء ربه بقلب سليم قال: القلب السليم من الشك، وقد كتبنا خبره في سورة الشعراء.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه: لم يذكر رحمه الله في الشعراء عند قوله (الا من أتى الله بقلب سليم) سوى قوله: قال القلب السليم الذي يلقى الله عز وجل وليس فيه أحد سواه وهو أعلم بما قال.
42 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله قال: قلت قوله تعالى: انى سقيم فقال: ما كان إبراهيم سقيما وما كذب انما عنى سقيما في دينه مرتادا.
43 - وقد روى أنه بقوله: (انى سقيم) أي سأسقم وكل ميت سقيم وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: انك ميت أي ستموت.
44 - في أصول الكافي علي بن محمد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم قال، حسب فرأى ما يحل بالحسين عليه السلام فقال: إني سقيم لما يحل بالحسين عليه السلام.
45 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دين الله قلت: من دين الله؟قال: أي والله من دين الله، ولقد قال يوسف: (أيتها العير انكم لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئا، ولقد قال إبراهيم: (انى سقيم) والله ما كان سقيما.
46 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: عاب آلهتهم (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) قال أبو جعفر عليه السلام: والله ما كان سقيما وما كذب.
47 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشا عن أبان بن عثمان عن أبي بصير قال: قيل لأبي جعفر عليه السلام وأنا عنده: ان سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج؟فقال: ما يريد سالم منى أيريد أن أجئ بالملائكة، والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال إبراهيم عليه السلام: (انى سقيم) وما كان سقيما وما كذب.
48 - في تفسير العياشي عن محمد بن عرامة الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب إليه منها، و ليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها فألقاه إلى النجوم فجرت به.
49 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن عبد الملك بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انى قد ابتليت بهذا العلم فأريد الحاجة فإذا نظرت إلى الطالع ورأيت طالع الشر جلست ولم أذهب فيها، وإذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة؟فقال لي: تقضى؟قلت: نعم، قال: أحرق كتبك.
50 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا إذا ذكر النجوم فامسكوا.
51 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال له السائل: فما تقول في علم النجوم؟قال: هو علم قلت منافعه وكثرت مضاره، لأنه لا يدفع به المقدور ولا يتقى به المحذور، إن خبر المنجم بالبلاء لم ينجه التحرز من القضاء، وان خبر هو بخير لم يستطع تعجيله، وان حدث به سوء لم يمكنه صرفه، والمنجم يضاد الله في علمه بزعمه أنه يرد قضاء الله عن خلقه.
52 - عن سعيد بن جبير قال: استقبل أمير المؤمنين عليه السلام دهقان من دهاقين الفرس فقال له بعد التهنية: يا أمير المؤمنين تناحست النجوم الطالعات، وتناحست السعود بالنحوس، وإذا كان مثل هذا اليوم وجب على الحكيم الاختفاء، ويومك هذا يوم صعب قد انقلب فيه كوكبان، وانقدح من برجك النيران، وليس الحرب لك بمكان، قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ويحك يا دهقان المنبئ بالآثار، المحذر من الاقدار، ما قصة صاحب الميزان وقصة صاحب السرطان؟وكم المطالع من الأسد والساعات في المحركات، وكم بين السراري والذراري؟قال: سأنظر وأومى بيده إلى كمه واخرج منه اسطرلابا ينظر فيه فتبسم صلوات الله عليه وقال: أتدري ما حدث البارحة؟وقع بيت بالصين، وانفرج برج ماجين وسقط سور سرنديب، وانهزم بطريق الروم بأرمنية، وفقد ديان اليهود بابلة، وهاج النمل بوادي النمل وهلك ملك إفريقية أكنت عالما بهذا؟قال: لا يا أمير المؤمنين، فقال: البارحة سعد سبعون ألف عالم، وولد في كل عالم سبعون ألف عالم، والليلة يموت مثلهم وهذا منهم - وأومى بيده إلى سعد بن مسعدة الحارثي لعنه الله وكان جاسوسا للخوارج في عسكر أمير المؤمنين عليه السلام - فظن الملعون أنه يقول خذوها فأخذ بنفسه فمات، فخر الدهقان ساجدا، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ألم أروك من عين التوفيق؟قال: بلى يا أمير المؤمنين، فقال: أنا وصاحبي لا شرقيون ولا غربيون، نحن ناشئة القطب و أعلام الفلك، اما قولك انقدح من برجك النيران، فكان الواجب ان تحكم به لي لا على اما نوره وضياءه فعندي، واما حريقه ولهبه فذاهب عنى، وهذه مسألة عميقة احسبها ان كنت حاسبا.
53 - وروى أنه عليه السلام لما أراد المسير إلى الخوارج قال له بعض أصحابه: ان سرت في هذا الوقت خشيت ان لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم؟فقال عليه السلام: أتزعم أنك تهدى إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء، وتخوف الساعة التي من سار فيها حاق به الضر، فمن صدقك بهذا فقد كذب القرآن، واستغنى عن الاستعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه، وينبغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه، لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر، أيها الناس إياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنها تدعو إلى الكهانة، المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار، سيروا على اسم الله وعونه.
54 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس إياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار.
55 - في الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن علي بن أسباط إلى قوله وبهذا الاسناد عن علي بن أسباط عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بيني وبين رجل قسمة أرض وكان الرجل صاحب نجوم فكان يتوخى ساعة السعود فيخرج فيها وأخرج أنا في ساعة النحوس فاقتسمنا فخرج لي خير القسمين، فضرب الرجل يده اليمنى على اليسرى ثم قال: ما رأيت كاليوم قط، قلت: ويل الاخر ما ذاك؟قال: انى صاحب نجوم أخرجتك في ساعة النحوس وخرجت أنا في ساعة السعود، ثم قسمنا فخرج لك خير القسمين؟فقلت: الا أحدثك بحديث حدثني به أبى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يدفع عنه نحس يومه فليفتح يومه بصدقة يذهب الله بها عنه نحس يومه ومن أحب أن يذهب الله عنه نحس ليلته فليفتح ليلته بصدقة تدفع عنه نحس ليلته، فقلت: وانى افتتحت خروجي بصدقة فهذا خير لك من علم النجوم.
56 - في روضة الكافي أحمد بن محمد وعلي بن محمد جميعا عن علي بن الحسن التيمي عن محمد بن الخطاب الواسطي عن يونس بن عبد الرحمان عن أحمد بن عمر الحلبي عن حماد الأزدي عن هشام الخفاف قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: كيف بصرك بالنجوم؟قال: قلت: ما خلفت بالعراق أبصر بالنجوم منى فقال: كيف دوران الفلك عندكم؟قال: فأخذت قلنسوتي عن رأسي فأدرتها قال: فقال: فإن كان الامر على ما تقول فما بال بنات نعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة؟قال: قلت: والله هذا شئ لا أعرفه ولا سمعته أحدا من أهل الحساب يذكره، فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزءا في ضوئها؟قال: قلت: هذا والله نجم ما سمعت به ولا سمعت أحدا من الناس يذكره، فقال: سبحان الله فأسقطتم نجما بأسره فعلى ما تحسبون؟ثم قال: فكم الزهرة من القمر جزءا في ضوءه؟قال: فقلت: هذا شئ لا يعلمه الا الله عز وجل، قال: فكم القمر جزءا من الشمس في ضوئها؟قال: قلت: ما أعرف هذا، قال: صدقت، ثم قال: ما بال العسكرين يلتقيان في هذا حاسب وفى هذا حاسب فيحسب هذا لصاحبه بالظفر ويحسب هذا لصاحبه بالظفر ثم يلتقيان فيهزم أحدهما الآخر، فأين كانت النحوس؟ (6) قال: فقلت: لا والله ما أعلم ذلك قال: فقال: صدقت ان أصل الحساب حق ولكن لا يعلم ذلك الا من علم مواليد الخلق كلهم.
57 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الحسن بن أسباط عن عبد الله بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت لك الفداء الناس يقولون: ان النجوم لا يحل النظر فيها وهي تعجبني؟فإن كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شئ يضر بديني، وإن كانت لا تضر بديني فوالله انى لاشتهيها وقد أشتهي النظر فيها؟فقال: ليس كما يقولون لا تضر بدينك، ثم قال: انكم تنظرون في شئ منها كثيره لا يدرك وقليله لا ينتفع به، تحسبون على طالع القمر ثم قال: أتدري كم بين المشترى والزهرة من دقيقة؟قلت: لا والله، قال: أفتدري كم بين الزهرة وبين القمر من دقيقة؟قلت: لا قال: أفتدري كم بين الشمس وبين السنبلة من دقيقة؟قلت: لا والله ما سمعته من المنجمين قط، قال: قال: أفتدري كم بين السكينة (7) وبين اللوح المحفوظ من دقيقة؟قلت: لا والله ما سمعته من منجم قط قال: ما بين كل واحد منها (8) إلى صاحبه ستون أو تسعون دقيقة شك عبد الرحمان ثم قال: يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل ووقع عليه عرف عدد القصبة التي وسط الأجمة، وعدد ما عن يمينها وعدد ما عن يسارها وعدد ما خلفها وعدد ما امامها حتى لا يخفى عليه من قصب الأجمة واحدة.
58 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن علي بن حسان عن علي بن عطية الزيات عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا - عبد الله عليه السلام عن النجوم أهي حق؟فقال: نعم، ان الله عز وجل بعث المشترى إلى الأرض في صورة رجل فأخذ رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه قد بلغ ثم قال له انظر أين المشترى؟فقال: ما أراه في الفلك وما أدرى أين هو، قال: فنحاه فأخذ بيد رجل من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ، وقال: انظر المشترى أين هو؟فقال: ان حسابي ليدل على انك أنت المشترى فقال: فشهق شهقه فمات وورث علمه أهله فالعلم هناك.
59 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن النجوم؟فقال: ما يعلمها الا أهل بيت من العرب و أهل بيت من الهند.
60 - في كتاب الإهليلجة المنقول عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على من كان منكرا للصانع جل جلاله زعما منه ان الأشياء كلها تدرك بالحواس الخمس ولو كان موجودا لأدرك بها قال عليه السلام: قلت: أخبرني هل يعلم أهل بلادك علم النجوم؟قال: انك لغافل من علم أهل بلادي بالنجوم، فليس أحد أعلم بذلك منهم، قال: قلت: أخبرني كيف وقع علمهم بالنجوم وهي مما لا يدرك بالحواس ولا بالفكر؟قال: حساب وضعه الحكماء و توارثنه الناس فإذا سألت العالم عن شئ قاس الشمس ونظر في حالها وحال القمر وما الطالع مع النحوس في البروج وما الباطن من السعود منها فيحسب فلا يخطى بالمولود، فيخبر بكل علامة فيه بغير معاينة، قلت: وكيف دخل الحساب في مواليد الناس؟قال: لان جميع الناس انما يولدون بهذه النجوم فمن ثم لا يخطى الحساب، إذا علمت الساعة واليوم والشهر والسنة التي يولد فيها المولود، قلت: لقد توصفت علما عجيبا ليس في علم الدنيا أدق منه ولا أعظم إن كان حقا كما ذكرت يعرف به المولود الصبي وما فيه من العلامات ومنتهى أجله وما يصيبه في حياته، أوليس هذا حسابا تولد به جميع أهل الدنيا من كان من الناس؟قال: لا أشك فيه قلت: (9) فتعال ننظر بعقولنا هل يستقيم أن يكون يعلم الناس هذا من بعض الناس (10) إذا كان الناس يولدون بهذه النجوم، وان قلت: إن الحكماء من الناس هم الذين وضعوا هذا الحساب وعلم مجارى هذه النجوم وعرفت نحوسها من سعودها ودنوها من بعدها وبطيئها من سريعها و مواقعها من السماء ومواضعها من تحت الأرض، فان منها ستة طالعة في السماء وستة باطنة تحت الأرض، وكذلك النجوم السبعة تجرى على حساب تلك النجوم، وما يقبل القلب ولا يدل العقل ان مخلوقا من الأرض قدر على الشمس حتى يعلم في أي البروج هي، وأي بروج القمر وأي بروج هذه النحوس والسعود، ومتى الطالع ومتى الباطن، وهي معلقة في السماء وهي تحت الأرض، ولا يراها إذا توارت بضوء الشمس إلا أن يزعم أن هذا الحكيم رقى إلى السماء حتى علم هذا. ثم قلت: وهبه رقى إلى السماء هل له بد من أن يخرج (11) مع كل برج من البروج ونجم من هذه النجوم من حيث يغرب إلى حيث يطلع ثم يعود إلى الاخر يفعل ذلك كلها، ومنها ما يقطع السماء في ثلاثين سنة ومنها ما يقطعها في أقل من ذلك، وهل كان له أن يجول في أقطارها حتى يعرف مطالع السعود والنحوس منها وتيقنه، وهبه قدر على ذلك حتى فرغ منه كيف كان يستقيم له ما في السماء حتى يحكم حساب ما في الأرض و تيقنه ويعرفه ويعانيه كما قد عاينه في السماء، فقد علمت أن مجاريها تحت الأرض على حساب مجاريها في السماء وأنه لا يعرف حسابها ودقايقها الا بمعرفة ما غاب منها، لأنه ينبغي أن يعرف أي ساعة من الليل يطلع طالعها، وأي ساعة من الليل يغيب غائبها، وأنه لا يصلح للمتعلم أن يكون واحدا حتى يصح الحساب وكيف يمكنه ذلك وهي تحت الأرض وهو على ظهرها، لا يرى ما تحتها الا أن يزعم أن ذلك الحكيم دخل في ظلمات الأرضين والبحر فسار مع النجوم والشمس والقمر في مجاريها على حساب ما سار في السماء، حتى عاين ما تحت الأرض منها كما عاين منها ما في السماء. قال: وهل قلت لك: ان أحدا رقى إلى السماء وقدر على ذلك حتى أقول أنه دخل الأرض والظلمات وحتى نظر النجوم ومجاريها؟قلت: فكيف وقع هذا العلم الذي زعمت أن الحكماء من الناس وضعوه، وان الناس كلهم مولدون به؟وكيف عرفوا ذلك الحساب وهو أقدم منهم؟قال: ما أجده يستقيم أن أقول إن أحدا من الناس يعلم علم هذه النجوم المعلقة في السماء بتعليم أحد من الناس، قلت: لابد لك ان تقول: انما علمه حكيم عليم بأمر السماء والأرض ومدبرها قال: إن قلت هذا فقد أقررت بإلهك الذي تزعم، غير أنى أعلم أنه لابد لهذا الحساب من معلم وان قلت: ان أحدا من أهل الأرض علم ذلك من غير معلم من أهل الأرض لقد أبطلت، الا أن علم الأرض لا يكون عندنا الا بالحواس ولا يقع علم الحواس في علم النجوم وهي معلقة تغيب مرة وتطلع أخرى، تجرى تحت الأرض كما تجرى في السماء وما زادت الحواس على أكثر من النظر إلى طالعها إذا طلع وإلى غائبها إذا غاب، فأما حسابها ودقايقها وسعودها ونحوسها وسريعها وبطيئها فلا يقدر عليه الحواس، قلت: فأخبرني لو كنت متعلما مستوصفا لهذا الحساب من أهل الأرض أحب إليك أن تستوصفه وتتعلمه أم من أهل السماء؟قال: من أهل السماء إذا كانت النجوم معلقة فيها، حيث لا يعلمها أهل الأرض قلت: فافهم ألطف النظر ولا يغلبنك الهوى أليس تعلم أنه إذا كان أهل الدنيا يولدون بهذه النجوم، ان النجوم قبل الناس، فإذا أقررت بذلك انكسر عليك أن تعلم علمها من عالم منهم إذا كان العالم وهم انما ولدوا بها بعدها، وانها قبلهم خلقت؟قال: بلى، قلت: وكذلك الأرض كانت قبلهم أيضا؟قال: نعم، قلت: لأنه لو لم يكن الأرض خلقت لما استقام أن يكون الناس ولا غيرهم من الخلق عليها الا أن يكون لها أجنحة، إذ لم يكن لها مستقر تأوى إليه ولا ملسعة ترجع إليها، وكذلك الفلك قبل النجوم والشمس والقمر لأنه لولا الفلك لم تدر البروج ولم تستقل مرة وتهبط أخرى. قال: نعم هو كما قلت فقد أقررت بان خالق النجوم التي يتولد الناس بها هو خالق السماء والأرض، لأنه لو لم يكن سماء ولا ارض لم يكن دوران الفلك، إذ ليس (12) ينبغي لك ان يدلك عقلك على أن الذي خلق السماء هو الذي خلق الأرض والفلك والدوران والشمس والقمر والنجوم؟قال: أشهد أن الخالق واحد، ولكن لست أدرى كيف سقطوا على هذا الحساب حتى عرفوه وعلى هذا الدور والصواب ولو أعرف من الحساب ما عرفت لأخبرت بالجهل، وكان أهون على غير أنى أريد أن تزيدني شرحا. قلت: أنبئك من قبل اهليلجتك هذه التي في يدك وما تدعى من الطب الذي هو صناعتك وصناعة آبائك إلى قوله عليه السلام قال: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانه خالق السمايم القاتلة والهوام العادية وجميع النبت والأشجار ووارثها و منبتها وبارئ الأجساد وسائق الرياح ومسخر السحاب، وانه خالق الأدواء التي يهيج بالانسان كالسمايم القاتلة التي تجرى في أعضائه وعظامه مستقر الأدواء، وما يصلحها من الدواء العارف بتسكين الروح ومجرى الدم وأقسامه في العروق واتصاله بالعصب والأعضاء والعقب والجسد، وانه عارف بما يصلحه من الحر والبرد عالم بكل عضو وما فيه، وانه هو الذي وضع هذا النجوم وحسابها والعالم بها، والدال على نحوسها وسعودها، وما يكون من المواليد، وأن التدبير واحد لم يختلف متصل فيما بين السماء والأرض وما فيهما (13).
61 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن حجر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خالف إبراهيم عليه السلام قومه وعاب آلهتهم حتى أدخل على نمرود فخاصمهم، فقال إبراهيم: (ربى الذي يحيى و يميت قال أنا أحيى وأميت قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدى القوم الظالمين) وقال أبو جعفر عليه السلام: عاب آلهتهم (فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم) قال أبو جعفر عليه السلام والله ما كان سقيما وما كذب فلما تولوا عنه مدبرين إلى عيد لهم دخل إبراهيم عليه السلام إلى آلهتهم بقدوم فكسرها الا كبيرا لهم ووضع القدوم (14) في عنقه فرجعوا إلى آلهتهم فنظروا إلى ما صنع بها فقالوا: لا والله ما اجترى عليها ولا كسرها الا الفتى الذي كان يعيبها ويبرأ منها فلم يجدو له قتلة أعظم من النار فجمع له الحطب واستجادوه حتى إذا كان اليوم الذي يحرق فيه برز له نمرود وجنوده وقد بنى له بناء لينظر إليه كيف تأخذه النار، و وضع إبراهيم عليه السلام في منجنيق وقالت الأرض: يا رب ليس على ظهري أحد يعبدك غيره يحرق بالنار؟قال الرب: ان دعاني كفيته فذكر أبان عن محمد بن مروان عمن رواه عن أبي جعفر عليه السلام ان دعاء إبراهيم يومئذ كان: يا أحد يا أحد يا صمد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ثم قال: توكلت على الله، فقال الرب تبارك و تعالى: كفيت فقال للنار: (كونى بردا) قال فاضطربت أسنان إبراهيم من البرد حتى قال الله عز وجل (وسلاما على إبراهيم) وانحط جبرئيل عليه السلام فإذا هو يجالس مع إبراهيم عليه السلام يحدثه في النار قال نمرود: من اتخذ الها فليتخذ مثل اله إبراهيم، قال: فقال عظيم من عظمائهم: انى عزمت على النار ان لا تحرقه، فأخذ عنق من النار نحوه حتى أحرقه، قال: فآمن له لوط، فخرج مهاجرا إلى الشام هو وسارة ولوط.
62 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي أيوب الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن آزر أبا إبراهيم صلى الله عليه (15) كان منجما لنمرود، وذكر عليه السلام حديثا طويلا يذكر فيه ولادة إبراهيم عليه السلام، و فيه يقول عليه السلام: فبينما اخوته يعملون يوما من الأيام الأصنام إذ أخذ إبراهيم القدوم وأخذ خشبة فجر منها صنما لم يرو قط مثله، فقال آزر لامه: انى لأرجو أن نصيب خيرا ببركة ابنك هذا، قال: فبينما هم كذلك إذا أخذ إبراهيم عليه السلام القدوم فكسر الصنم الذي عمله، ففزع أبوه من ذلك فزعا شديدا فقال له أي شئ عملت فقال له إبراهيم عليه السلام: وما تصنعون به؟فقال آزر: نعبده، فقال إبراهيم عليه السلام: أتعبدون ما تنحتون فقال آزر: هذا الذي يكون ذهاب ملكنا على يديه.
63 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن ابن محبوب عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن إبراهيم كان مولده بكوثى ربا (16) وكان أبوه من أهلها وكانت أمه وأم لوط (17) صلى الله عليهما سارة وورقة - وفى نسخة رقية - أختين وهما ابنتان للاحج وكان اللاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا، وكان إبراهيم صلى الله عليه وآله في شبيبته (18) على الفطرة التي فطر الله عز وجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى إلى دينه واجتباه، وانه تزوج سارة ابنة لاحج (19) وهي ابنة خالته، وكانت سارة صاحبة ماشية كثيرة وأرض واسعة وحال حسنة، وكانت قد ملكت إبراهيم عليه السلام جميع ما كانت تملكه، فقام فيه وأصلحه و كثرت الماشية والزرع حتى لم يكن بأرض كوثى ربا رجل أحسن حالا منه، وان إبراهيم عليه السلام لما كسر أصنام نمرود أمر به نمرود فأوثق وعمل له حيرا (20) وجمع له فيه الحطب وألهب فيه النار، ثم قذف إبراهيم عليه السلام في النار لتحرقه ثم اعتزلوها حتى خمدت النار، ثم أشرفوا على الحير فإذا هم بإبراهيم عليه السلام سليما مطلقا من وثاقه فأخبر نمرود خبره فأمرهم ان ينفوا إبراهيم من بلاده وان يمنعوه من الخروج بماشيته وماله فحاجهم إبراهيم عليه السلام عند ذلك فقال إن أخذتم ماشيتي ومالي فان حقي عليكم ان تردوا على ما ذهب من عمري في بلادكم، واختصموا إلى قاضى نمرود فقضى على إبراهيم ان يسلم إليهم جميع ما أصاب في بلادهم وقضى على أصحاب نمرود ان يردوا على إبراهيم عليه السلام ما ذهب من عمره في بلادهم.
فأخبر ذلك نمرود فأمرهم ان يخلوا سبيله وسبيل ماشيته وماله وأن يخرجوه، وقال: انه ان بقي في بلادكم أفسد دينكم وأضر بآلهتكم فأخرجوا إبراهيم ولوطا معه عليهما السلام من بلادهم إلى الشام، فخرج إبراهيم ومعه لوط لا يفارقه وسارة وقال لهم: انى ذاهب إلى ربى سيهدين يعنى بيت المقدس فتحمل إبراهيم عليه السلام بماشيته وماله وعمل تابوتا وجعل فيه سارة وشد عليها الاغلاق غيرة منه عليها، ومضى حتى خرج من سلطان نمرود وصار إلى سلطان رجل من القبط يقال له عرارة فمر بعاشر (21) له فاعترضه العاشر ليعشر ما معه، فلما انتهى إلى العاشر ومعه التابوت قال العاشر لإبراهيم: افتح هذا التابوت حتى نعشر ما فيه، فقال له إبراهيم قل ما شئت فيه من ذهب أو فضة حتى نعطى عشره ولا تفتحه، قال: فأبى العاشر الا فتحه قال: وغضب إبراهيم على فتحه، فلما بدت له سارة وكانت موصوفة بالحسن والجمال قال له العاشر: ما هذه المرأة منك؟قال إبراهيم: هي حرمتي وابنة خالتي فقال له العاشر: فما دعاك إلى أن خبيتها في هذا التابوت؟فقال إبراهيم عليه السلام: الغيرة عليها ان يراها أحد، فقال له العاشر: لست أدعك تبرح حتى أعلم الملك حالها وحالك، قال: فبعث رسولا إلى الملك فأعلمه، فبعث الملك رسولا من قبله ليأتوه بالتابوت، فأتوا ليذهبوا به فقال لهم إبراهيم عليه السلام: انى لست أفارق التابوت حتى تفارق روحي جسدي، فأخبروا الملك بذلك فأرسلوا الملك ان احملوه و التابوت معه، فحملوا إبراهيم والتابوت وجميع ما كان معه حتى أدخل على الملك، فقال له الملك: افتح التابوت فقال له إبراهيم: أيها الملك ان فيه حرمتي وبنت خالتي وأنا مفتد فتحه بجميع ما معي، قال: فغضب الملك إبراهيم على فتحه فلما رأى سارة لم يملك حلمه سفهه ان مد يده إليها، فأعرض إبراهيم عليه السلام بوجهه عنها وعن الملك غيرة منه وقال: اللهم احبس يده عن حرمتي وابنة خالتي فلم تصل يده إليها ولم ترجع إليه، فقال له الملك: إن الهك هو الذي فعل بي هذا؟فقال له: نعم ان الهى غيور يكره الحرام، وهو الذي حال بينك وبين ما أردت من الحرام، فقال له الملك: فادع الهك يرد على يدي فان أجابك فلم أعرض لها، فقال إبراهيم عليه السلام: الهى رد عليه يده ليكف عن حرمتي قال فرد الله عز وجل عليه يده، فأقبل الملك نحوها ببصره ثم عاد بيده نحوها فأعرض إبراهيم عنه بوجهه غيرة منه وقال: اللهم احبس يده عنها، قال: فيبست يده ولم تصل إليها فقال الملك لإبراهيم: ان الهك لغيور وانك لغيور، فادع الهك يرد على يدي فإنه ان فعل لم أعد، فقال له إبراهيم عليه السلام: أسأله ذلك على أنك ان عدت لم تسألني أن أسأله؟فقال له الملك: نعم، فقال إبراهيم: اللهم إن كان صادقا فرد عليه يده، فرجعت إليه يده فلما رأى ذلك الملك من الغيرة ما رأى ورأى الآية في يده عظم إبراهيم عليه السلام وهابه وأكرمه واتقاه، وقال له: قد أمنت من أن أعرض لها أو لشيئ مما معك فانطلق حيث شئت ولكن لي إليك حاجة، فقال له إبراهيم عليه السلام: ما هي؟فقال له: أحب أن تأذن لي ان أخدمها قبطية عندي جميلة عاقلة تكون لها خادما، قال: فأذن له إبراهيم فدعا بها فوهبها لسارة وهي هاجر أم إسماعيل عليه السلام، فسار إبراهيم عليه السلام بجميع ما معه وخرج الملك معه يمشى خلف إبراهيم اعظاما لإبراهيم وهبة له.
فأوحى الله عز وجل إلى إبراهيم: أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ويمشى هو خلفك ولكن إجعله امامك وامش خلفه وعظمه وهبه فإنه مسلط ولابد من امرة في الأرض برة أو فاجرة، فوقف إبراهيم عليه السلام وقال للملك: امض فان الهى أوحى إلى الساعة ان أعظمك وأهابك وان أقدمك امامي وأمشى خلفك اجلالا لك، فقال له الملك أوحى إليك بهذا؟فقال له إبراهيم: نعم، قال له الملك: أشهد أن الهك لرفيق حليم كريم وانك ترغبني في دينك، وودعه الملك فسار إبراهيم حتى نزل بأعلى الشامات وخلف لوطا في أدنى الشامات ثم إن إبراهيم عليه السلام لما أبطى عليه الولد قال لسارة: لو شئت لبعتيني هاجر لعل الله أن يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا، فابتاع إبراهيم عليه السلام هاجر من سارة فولدت إسماعيل عليه السلام.
64 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله عز وجل تأويله غير تنزيله، ولا يشبه كلام البشر وسأنبك بطرف منه فتكتفي انشاء الله، من ذلك قول إبراهيم عليه السلام: (انى ذاهب إلى ربى سيهدين) فذهابه إلى ربه بوجهه إليه عبادة واجتهادا وقربة إلى الله عز وجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله؟.
65 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن يزيد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم كان بين بشارة إبراهيم بإسماعيل عليه السلام وبين بشارته بإسحاق؟قال: كان بين البشارتين خمس سنين (22) قال الله سبحانه: فبشرناه بغلام حليم يعنى إسماعيل وهي أول بشارة بشر الله بها إبراهيم في الولد، الحديث وستقف عليه بتمامه انشاء الله.
66 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن القاسم وغيره عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: إن سارة قالت لإبراهيم يا إبراهيم قد كبرت فلو دعوت الله أن يرزقك ولدا تقر عيننا به فان الله قد أتخذك خليلا وهو مجيب لدعوتك ان شاء؟قال: فسئل إبراهيم ربه أن يرزقه غلاما عليما، فأوحى الله عز وجل إليه: انى واهب لك غلاما حليما ثم أبلوك بالطاعة لي، قال أبو عبد الله عليه السلام: فمكث إبراهيم بعد البشارة ثلاث سنين ثم جاءته البشرى من الله عز وجل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - في عيون الأخبار حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: انا ابن الذبيحين؟قال: يعنى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام فلما بلغ معه السعي وهو لما عمل مثل عمله قال يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ولم يقل يا أبت افعل ما رأيت ستجدني انشاء الله من الصابرين الحديث وستقف على تمامه انشاء الله تعالى.
68 - وفيه في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل والعلة التي من أجلها سميت منى منى أن جبرئيل عليه السلام قال هناك لإبراهيم عليه السلام: تمن على ربك ما شئت، فتمنى إبراهيم عليه السلام في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له، فأعطى مناه.
69 - في كتاب الخصال عن الحسن بن علي عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم، فقال: آدم وحوا وكبش إسماعيل الحديث.
70 - وفيه عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام حديث طويل مع ملك الروم وفيه أن ملك الروم سأله عن سبعة أشياء خلقها الله عز وجل لم تخرج من رحم فقال: آدم وحوا وكبش إسماعيل وناقة صالح وحية الجنة والغراب الذي بعثه الله عز وجل يبحث في - الأرض وإبليس لعنه الله.
71 - في كتاب التوحيد وقد روى من طريق أبى الحسين الأسدي (ره) في ذلك شئ غريب، وهو أنه روى أن الصادق عليه السلام قال: ما بدا الله بداء كما بدا له في إسماعيل إذ أمر أباه بذبحه ثم فداه بذبح عظيم.
72 - وباسناده إلى فتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: يا فتح ان لله إرادتين ومشيتين، إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء ذلك ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته عن أن يأكلا من الشجرة وهو يشاء ذلك، ولو لم يشاء يأكلا، ولو أكلا لغلبت مشيتهما مشية الله، وأمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليهما السلام وشاء أن لا يذبحه، ولو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشية إبراهيم مشية الله عز وجل، قلت: فرجت عنى فرج الله عنك.
73 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى سليمان بن يزيد قال: حدثنا علي بن موسى قال: حدثني أبي عن أبيه عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: الذبيح إسماعيل عليه السلام.
74 - في مهج الدعوات في دعاء مروى عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله يا من فدى إسماعيل من الذبح.
75 - في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين بن علي عليهما السلام يوم عرفة: يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه وفناء عمره.
76 - في مجمع البيان وروى العياشي باسناده عن بريد بن معاوية العجلي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم كان بين بشارة إبراهيم بإسماعيل وبين بشارته بإسحاق؟قال: كان بين البشارتين خمس سنين، قال الله سبحانه: (وبشرناه بغلام حليم) يعنى إسماعيل وهي أول بشارة بشر الله بها إبراهيم في الولد، ولما ولد لإبراهيم إسحاق من سارة وبلغ إسحاق ثلاثة سنين، أقبل إسماعيل إلى إسحاق وهو في حجر إبراهيم فنحاه وجلس في مجلسه، فبصرت به سارة فقالت: يا إبراهيم ينحى ابن هاجر ابني من حجرك ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورني هاجر وابنها أبدا فنحهما عنى، وكان إبراهيم مكرما لسارة، يعزها ويعرف حقها، وذلك لأنها كانت من ولد الأنبياء وبنت خالته، فشق ذلك على إبراهيم واغتم لفراق إسماعيل، فلما كان في الليل أتى إبراهيم آت من ربه فأراه الرؤيا في ذبح ابنه إسماعيل بموسم مكة، فأصبح إبراهيم حزينا للرؤيا التي رآها، فلما حضر موسم ذلك العام حمل إبراهيم هاجر وإسماعيل في ذي - الحجة من أرض الشام فانطلق بها إلى مكة ليذبحه في الموسم، فبدأ بقواعد البيت الحرام، فلما رفع قواعده خرج إلى منى حاجا وقضى نسكه بمنى، ورجع إلى مكة فطاف بالبيت أسبوعا ثم انطلقا، فلما صارا في السعي قال إبراهيم لإسماعيل: يا بنى انى أرى في المنام أنى أذبحك في الموسم عامي هذا فماذا ترى؟قال: يا أبت افعل ما تؤمر، فلما فرغا من سعيهما انطلق به إبراهيم إلى منى، وذلك يوم النحر، فلما انتهى إلى الجمرة الوسطى وأضجعه بجنبه الأيسر وأخذ الشفرة ليذبحه، نودي: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إلى آخره، وفدى إسماعيل بكبش عظيم فذبحه وتصدق بلحمه على المساكين.
77 - وعن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن صاحب الذبح فقال: هو إسماعيل عليه السلام.
78 - وروى عن زياد بن سوقة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن صاحب الذبح، فقال: إسماعيل عليه السلام.
79 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه أظنه محمد بن إسماعيل قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: لو خلق الله عز وجل مضغة أطيب من الضأن لفدى بها إسماعيل عليه السلام.
80 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عز وجل شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
81 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد الهمداني و محمد بن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الله إرادتين ومشيتين إرادة حتم وإرادة عزم، ينهى وهو يشاء ويأمر وهو لا يشاء، أو ما رأيت أنه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك، ولو لم يشأ أن يأكلا لما غلبت شهوتهما مشية الله تعالى، وأمر إبراهيم ان يذبح اسحق ولم يشأ أن يذبحه، ولو شاء لما غلبت مشية إبراهيم مشية الله.
82 - في الكافي عدة من أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عز وجل خيرا من الضأن لفدى به اسحق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
83 - في مجمع البيان وقيل: إن إبراهيم رأى في المنام أن يذبح ابنه إسحاق، وقد كان حج بوالدته سارة وأهله، فلما انتهى إلى منى رمى الجمرة هو وأهله، وأمر سارة فزارت واحتبس الغلام، فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى فاستشاره في نفسه فأمره الغلام أن يمضى لما أمره الله وسلما لأمر الله، فأقبل شيخ فقال: يا إبراهيم ما تريد من هذا الغلام؟قال: أريد أن أذبحه فقال: سبحان الله تريد ان تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين قط؟قال إبراهيم: ان الله أمرني بذلك، قال: ربك ينهاك عن ذلك وانما أمرك بهذا الشيطان، فقال إبراهيم: لا والله فلما عزم على الذبح قال الغلام: يا أبت: أخمر وجهي (23) وشد وثاقي، فقال: يا بنى الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم، ورفع رأسه إلى السماء ثم انتحى عليه بالمدية (24) وقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير (25) واجتر الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام، ونودي من ميسرة مسجد الخيف: (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) بإسحاق (انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين) قال: ولحق إبليس بأم الغلام حين زارت البيت فقال: ما شيخ رأيته بمنى؟قالت: ذاك بعلى، قال: فوصيف رأيته (26) قالت: ذاك ابني قال: فانى رأيته قد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه قالت: كذبت، إبراهيم أرحم الناس فكيف يذبح ابنه؟قال: فورب السماء والأرض ورب هذه الكعبة قد رأيته كذلك، قالت: ولم؟قال: زعم أن ربه أمره بذلك، قالت: حق له أن يطيع ربه، فوقع في نفسها أنه قد أمر في ابنها بأمر، فلما قضت نسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى واضعة يديها على رأسها وهي تقول: يا رب لا تؤاخذني بما عملت بأم إسماعيل، فلما جاءت سارة وأخبرت الخبر قامت تنظر إلى ابنها فرأت إلى أثر السكين خدشا في حلقه ففزعت واشتكت وكان بدو مرضها الذي هلكت به رواه العياشي وعلي بن إبراهيم بالاسناد في كتابيهما.
84 - وفيه اختلف العلماء في الذبيح على قولين أحدهما أنه إسحاق وروى ذلك عن علي عليه السلام، والقول الاخر انه إسماعيل وكلا القولين قد رواه أصحابنا عن أئمتنا عليهم السلام، الا أن الأظهر في الروايات أنه إسماعيل وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أنا ابن الذبيحين ولا خلاف أنه من ولد إسماعيل، والذبيح الاخر هو عبد الله أبوه.
85 - في تفسير علي بن إبراهيم وقد اختلفوا في إسحاق وإسماعيل وقد روت العامة خبرين مختلفين في إسماعيل وإسحاق.
86 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن الذبيح من كان؟فقال: إسماعيل لان الله تعالى ذكر قصته في كتابه ثم قال: وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين وقد اختلفت الروايات في الذبيح، فمنها ما ورد بأنه إسماعيل، ومنها ما ورد بأنه إسحاق، ولا سبيل إلى رد الاخبار متى صح طرقها وكان الذبيح إسماعيل لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحه، وكان يصبر لأمر الله ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه، فينال درجته في الثواب، فعلم الله ذلك من قلبه فسماه بين الملائكة ذبيحا لتمنيه ذلك، وقد ذكرت اسناد ذلك في كتاب النبوة متصلا بالصادق عليه السلام.
وسئل الصادق عليه السلام أين أراد إبراهيم أن يذبح ابنه؟فقال: على الجمرة ولما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه قلب جبرئيل المدية واجتر الكبش من قبل ثبير واجتر الغلام من تحته، ووضع الكبش مكان الغلام، ونودي من مسيرة مسجد الخيف: (ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين).
87 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد والحسين بن محمد عن عبدويه ابن عامر جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان ابن عثمان عن أبي بصير أنه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله عليهما السلام يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل عليه السلام لإبراهيم عليه السلام: ترو من الماء فسميت التروية، ثم أتى منى فأباته بها، ثم غدا به إلى عرفات فضرب خباء بنمرة (27) دون عرفة فبنى مسجدا بأحجار بيض. وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلى الامام يوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر، ثم عمد به إلى عرفات فقال: هذه عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمى عرفات، ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة لأنه ازدلف إليها، ثم قام على المشعر الحرام فأمره الله أن يذبح ابنه، وقد رأى فيه شمايله وخلايقه، وأنس ما كان إليه، فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى، فقال لامه: زوري البيت أنت واحتبس الغلام، فقال: يا بنى هات الحمار والسكين حتى أقرب القربان، فقال أبان فقلت لأبي بصير: ما أراد بالحمار والسكين؟قال أراد أن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه، قال: فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال: يا أبت أين القربان؟قال: ربك يعلم أين هو، يا بنى أنت والله هو، ان الله قد أمرني بذبحك فانظر ماذا ترى؟(قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) قال: فلما عزم على الذبح قال: يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي قال: يا بنى الوثاق مع الذبح ؟! والله لا أجمعهما عليك اليوم، قال: أبو جعفر عليه السلام: فطرح له قرطان الحمار (28) ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه، قال: فأقبل شيخ فقال: ما تريد من هذا الغلام؟قال: أريد أن أذبحه، فقال: سبحان الله غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه ؟! فقال: نعم إن الله قد أمرني بذبحه، فقال: بل ربك ينهاك عن ذبحه وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك، قال: ويلك الكلام الذي سمعت هو الذي بلغ بي ما ترى لا والله لا أكلمك، ثم عزم على الذبح، فقال الشيخ: يا إبراهيم انك امام يقتدى بك وان ذبحت ولدك ذبح الناس أولادهم فمهلا، فأبى ان يكلمه، قال أبو بصير: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: فأضجعه عند الجمرة الوسطى ثم اخذ المدية فوضعها على حلقه، ثم رفع رأسه إلى السماء ثم انتحى عليه فقلبها جبرئيل عليه السلام عن حلقه، فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة فقلبها إبراهيم على خدها وقلبها على قفاها ففعل ذلك مرارا ثم نودي من ميسرة مسجد الخيف: (يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا) واجتر الغلام من تحته، وتناول جبرئيل الكبش من قلة ثبير فوضعه تحته، وخرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت والبيت في وسط الوادي، فقال: ما شيخ رأيته بمنى؟فنعت نعت إبراهيم عليه السلام، قالت: ذلك بعلى، قال: فما وصيف رأيته معه؟ونعت نعته قالت: ذاك ابني، قال: فانى رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه، قالت: كلا ما رأيت إبراهيم الا أرحم الناس وكيف رأيته يذبح ابنه؟قال: ورب السماء والأرض ورب هذه البنية لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه، قالت: لم؟قال: زعم أن ربه أمره بذبحه، قالت: فحق عليه ان يطيع ربه قال: فلما قضت مناسكها فرقت أن يكون قد نزل في ابنها شئ فكأني أنظر إليها مسرعة في الوادي واضعة يدها على رأسها وهي تقول: رب لا تؤاخذني بما عملت بأم إسماعيل، قال: فلما جاءت سارة فأخبرت الخبر قامت إلى ابنها تنظر فإذا أثر السكين خدوشا في حلقة، ففزعت واشتكت وكان بدو مرضها الذي هلكت فيه.
وذكر أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: أراد أن يذبحه في الموضع الذي حملت أم رسول الله صلى الله عليه وآله عند الجمرة الوسطى، فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر (29) حتى كان آخر من ارتحل منه علي بن الحسين عليهما السلام في شئ كان بين بني هاشم وبين بنى أمية فارتحل فضرب بالعرين (30).
88 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام ان إبراهيم أتاه جبرئيل عليه السلام عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا إبراهيم ارتو من الماء لك ولأهلك ولم يكن بين مكة وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، فذهب به حتى انتهى به إلى منى، فصلى بها الظهر والعصر والعشائين والفجر حتى إذا بزغت الشمس (31) خرج إلى عرفات فنزل بنمرة وهي بطن عرنة (32) فلما زالت الشمس خرج وقد اغتسل فصلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات، وقد كانت ثم أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بنى، ثم مضى به الموقف فقال: يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة، وأقام به حتى غربت الشمس، ثم أفاض به فقال: يا إبراهيم ازدلف إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة وأتى المشعر الحرام، فصلى به المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثم بات بها حتى إذا صلى بها صلاة الصبح أراه الموقف، ثم أفاض إلى منى فأمره فرمى جمرة العقبة، وعندها ظهر له إبليس ثم أمره الله بالذبح، وان إبراهيم عليه السلام حين أفاض من عرفات بات على المشعر الحرام وهو قزح (33) فرأى في النوم انه يذبح ابنه وقد كان حج بوالدته وأهله، فلما انتهى إلى منى رمى جمرة العقبة هو وأهله ومرت سارة إلى البيت واحتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى، فاستشار ابنه وقال كما حكى الله: (يا بنى انى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى فقال الغلام كما حكى الله عز وجل عنه: امض لما أمرك الله به (يا أبت إفعل ما تؤمر ستجدني إنشاء الله من الصابرين) وسلما لأمر الله عز وجل وأقبل شيخ فقال: يا إبراهيم ما تريد من هذا الغلام؟قال: أريد أن أذبحه. فقال: سبحان الله! تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين؟فقال إبراهيم: إن الله أمرني بذلك فقال: ربك ينهاك عن ذلك وانما امرك بهذا الشيطان. فقال له إبراهيم: ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به والكلام الذي وقع في أذني (34) فقال: لا والله ما أمرك بهذا الا الشيطان، فقال إبراهيم عليه السلام: لا والله ولا أكلمك، ثم عزم على الذبح فقال: يا إبراهيم انك امام يقتدى بك وانك ان ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه وأقبل على الغلام واستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لأمر الله قال الغلام: يا أبتاه خمر وجهي وشد وثاقي، فقال إبراهيم: يا بنى الوثاق مع الذبح؟لا والله لا أجمعهما عليك اليوم، فرمى له بقرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء، ثم اجتر عليه المدية فقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير، وأثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام، ونودي من ميسرة مسجد الخيف: (ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين) قال: ولحق إبليس بأم الغلام حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت فقال لها: ما شيخ رأيته؟قالت: إن ذاك بعلى، قال: فوصيف رأيته معه؟قالت: ذاك ابني قال: فانى رأيته وقد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه؟فقالت: كذبت ان إبراهيم أرحم الناس كيف يذبح ابنه؟قال: فورب السماء والأرض ورب هذا البيت لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية فقالت: ولم؟قال: زعم أن ربه أمره بذلك، قالت فحق له أن يطيع ربه، فوقع في نفسها انه قد أمر في ابنها بأمر، فلما قضت مناسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى واضعة يدها على رأسها، تقول: يا رب لا تؤاخذني بما عملت بأم إسماعيل، قلت: فأين أراد أن يذبحه؟قال: عند الجمرة الوسطى.
89 - في مجمع البيان وروى أنه قال اذبحني وأنا ساجد لا ترى إلى وجهي فعسى أن ترحمني فلا تذبحني.
90 - وروى عن علي وجعفر بن محمد عليهم السلام فلما سلما بغير ألف ولام مشددة.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد مر في مجمع البيان نقلا عن العياشي و علي بن إبراهيم رواية فيها وسلما لأمر الله، ونقلناه أيضا عن علي بن إبراهيم.
91 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا إبراهيم عليه السلام قد أضجع ولده وتله للجبين؟فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد أعطى إبراهيم بعد الاضجاع الفداء ومحمد صلى الله عليه وآله أصيب بأفجع منه فجيعة، انه وقف عليه السلام على حمزة عمه أسد الله وأسد رسوله وناصر دينه وقد فرق بين روحه وجسده، فلم يبن عليه حرقة ولم يغض عليه عبرة، ولم ينظر إلى موضعه من قلبه وقلوب أهل بيته، ليرضى الله عز وجل بصبره ويستسلم لامره في جميع الفعال وقال صلى الله عليه وآله: لولا أن تحزن صفية لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصل الطيور ولولا أن يكون سنة بعدى لفعلت ذلك.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في الكافي وتفسير علي بن إبراهيم نودي من ميسرة مسجد الخيف ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا وان جبرئيل عليه السلام اجتر الكبش وتناوله من قبل ثبير وقلبه.
92 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه قريبا أعني قوله عليه السلام: عند الجمرة الوسطى قال: ونزل الكبش على الجبل الذي عن يمين مسجد منى نزل من السماء، وكان يأكل في سواد ويمشى في سواد اقرن، قلت: ما كان لونه؟قال: كان أملح اغبر (35).
93 - في مجمع البيان وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن كبش إبراهيم عليه السلام ما كان لونه؟قال: أملح اقرن، ونزل من السماء على الجبل الأيمن من مسجد منى بجبال الجمرة الوسطى، وكان يمشى في سواد و يأكل في سواد وينظر في سواد ويبعر في سواد ويبول في سواد.
94 - في عيون الأخبار حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري العطار بنيشابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمأة، قال: حدثنا محمد بن علي ابن قتيبة النيشابوري عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام ان يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزل عليه، تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟قال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلى من حبيبك محمد صلى الله عليه وآله، فأوحى الله عز وجل: يا إبراهيم هو أحب إليك أو نفسك؟قال: بل هو أحب إلى من نفسي، قال: فولده أحب إليك أو ولدك؟قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على يدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال: يا إبراهيم ان طايفة تزعم أنها من أمة محمد صلى الله عليه وآله ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي، فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكى، فأوحى الله تعالى إليه: يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عز وجل وفديناه بذبح عظيم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
95 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله: انا ابن الذبيحين؟قال: يعنى إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب، اما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام (فلما بلغ معه السعي) وهو لما عمل مثل عمله (قال يا بنى انى أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت إفعل ما تؤمر ولم يقل: يا أبت افعل ما رأيت (ستجدني انشاء الله من الصابرين) فلما عزم على ذبحه فداه الله تعالى بذبح عظيم، بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشى في سواد ويبول ويبعر في سواد، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما وما خرج من رحم أنثى، وانما قال الله تعالى له: كن فكان ليفتدى به إسماعيل، فكل ما يذبح في منى فدية لإسماعيل إلى يوم القيامة، فهذا أحد الذبيحين إلى قوله عليه السلام: والعلة التي من أجلها دفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها دفع الله الذبح عن عبد الله، وهي كون النبي صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين في صلبهما، فببركة النبي والأئمة صلوات الله عليهم دفع الله الذبح عنهما، فلم تجر السنة في الناس تقتل أولادهم، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره يقتل أولادهم، وكلما يتقرب به الناس إلى الله عز وجل من أضحية فهو فداء لإسماعيل إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
96 - في كتاب الخصال عن الحسن بن علي عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم، فقال: آدم وحوا وكبش إسماعيل، الحديث.
97 - في الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه أظنه محمد بن إسماعيل قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: لو خلق الله عز وجل مضغة هي أطيب من الضأن لفدى بها إسماعيل عليه السلام.
98 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عز وجل شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل.
99 - عدة من أصحابنا عن جعفر بن إبراهيم عن سعد بن سعد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لو علم الله عز وجل خيرا من الضأن لفدى به إسحاق وهذه الأحاديث الثلاث طوال أخذنا منها موضع الحاجة.
100 - في تفسير علي بن إبراهيم أتدعون بعلا قال: كان لهم صنم يسمونه بعلا.
101 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون: في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفى أثنائه قال المأمون: فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن؟قال أبو الحسن عليه السلام: نعم، أخبروني عن قول الله تعالى: (يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم) فمن عنى بقوله يس؟قالت: العلماء محمد صلى الله عليه وآله لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن عليه السلام: فان الله عز وجل أعطى محمد وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله، وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد الا على الأنبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى: (سلام على نوح في العالمين) وقال: (سلام على إبراهيم) وقال: (سلام على موسى وهارون) ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل إبراهيم، ولم يقل سلام على آل موسى وهارون، وقال: سلام على آل يس يعنى آل محمد صلى الله عليه وآله فقال المأمون: قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه.
102 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى قادح عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام في قول الله عز وجل: (سلام على آل يس) قال: يس محمد صلى الله عليه وآله ونحن آل يس.
103 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولهذه الآية ظاهر وباطن، فالظاهر قوله: (صلوا عليه) والباطن قوله: (و سلموا تسليما) أي سلموا لمن وصاه واستخلفه عليكم فضله، وما عهد به إليه تسليما، و هذا مما أخبرتك انه لا يعلم تأويله الا من لطف حسه وصفا ذهنه وصح تمييزه، وكذلك قوله: (سلام على آل يس) لان الله سمى النبي صلى الله عليه وآله بهذا الاسم حيث قال: (يس و القرآن الحكيم انك لمن المرسلين) لعلمه أنهم يسقطون سلام على آل محمد كما أسقطوا غيره.
104 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن خالد والحسين ابن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمي عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام إلى قوله: فقلت: فقوله عز وجل: وانكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون قال: تمرون عليهم في القرآن إذا قرأتم القرآن، فقرء ما قص الله عليكم من خبرهم.
105 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى حديث أبي حمزة الثمالي أنه دخل عبد الله بن عمر على علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام وقال له: يا بن الحسين أنت الذي تقول: ان يونس بن متى انما لقى من الحوت ما لقى لأنه عرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟قال: بلى ثكلتك أمك قال: فأرني آية ذلك ان كنت من الصادقين، فأمر بشد عينه بعصابة وعيني بعصابة، ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا، فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه، فقال ابن عمر: يا سيدي دمى في رقبتك. الله الله في نفسي. قال هنيئة وأريه ان كنت من الصادقين، ثم قال: يا أيتها الحوت، قال: فاطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولى الله، فقال: من أنت؟قال: حوت يونس يا سيدي، قال ائتنا بالخبر، قال: يا سيدي ان الله تعالى لم يبعث نبيا من آدم إلى أن صار جدك محمد الا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت، فمن قبلها من الأنبياء سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء وما لقى داود من الخطيئة إلى أن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه في كلام له، قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه وذهب مغتاظا؟فأوحى الله تعالى إلى: أن التقمي يونس ولا توهني له عظما، فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادى أنه لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، قد قبلت ولاية علي بن أبي - طالب والأئمة الراشدين من ولده عليهم السلام، فلما أن آمن بولايتكم أمرني ربى فقذفته على ساحل البحر، فقال زين العابدين عليه السلام: ارجع أيها الحوت إلى وكرك فرجع الحوت واستوى الماء.
106 - في بصائر الدرجات العباس بن معروف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن المغيرة عن حبة العرني قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله عرض ولايتي على أهل السماوات وعلى أهل الأرض أقر بها من أقر وأنكرها من أنكر، أنكرها يونس فحبسه الله في بطن الحوت.
107 - في روضة الكافي في رسالة أبى جعفر عليه السلام إلى سعد الخير يقول عليه السلام: إن النبي من الأنبياء كان يستكمل الطاعة، ثم يعصى الله تبارك وتعالى في الباب الواحد فيخرج به من الجنة، وينبذ به في بطن الحوت، ثم لا ينجيه الا الاعتراف والتوبة.
108 - في تهذيب الأحكام أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن إسحاق المرادي قال: سئل وأنا عنده - يعنى أبا عبد الله عليه السلام - عن مولود ليس بذكر ولا أنثى ليس له الا دبر كيف يورث؟قال: يجلس الامام ويجلس معه أناس ويدعو الله ويحيل السهام على أي ميراث يورثه؟ميراث الذكر أم ميراث الأنثى، فأي ذلك خرج ورثه عليه، ثم قال: وأي قضية أعدل من قضية يحال عليها بالسهام ان الله تعالى يقول: فساهم فكان من المدحضين.
علي بن الحسين عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان قال سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا عنده وذكر كحديث إسحاق السابق سواء.
109 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال والحجال عن ثعلبة عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن مولود ليس بذكر ولا أنثى ليس له الا دبر كيف يورث؟قال: يجلس الامام ويجلس عنده ناس. فيدعو الله وتجال السهام عليه على أي ميراث يورثه أميراث الذكر أو ميراث الأنثى، فأي ذلك خرج عليه ورثه، ثم قال: وأي قضية أعدل من قضية تحال السهام يقول الله تعالى: (فساهم فكان من المدحضين) قال: وما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله، ولكن لا تبلغه عقول الرجال.
110 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ما يقارع قوم ففوضوا أمرهم إلى الله عز وجل الا خرج سهم المحق، وقال: أي قضية أعدل من القرعة، إذا فوض الامر إلى الله أليس الله عز وجل يقول: (فساهم فكان من المدحضين).
111 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودي: فما نفس في نفس ليس بينهما رحم ولا قرابة؟قال: ذلك يونس في بطن الحوت، قال له: فما قبر طاف بصاحبه؟قال: يونس حين طاف به الحوت في سبعة أبحر (36).
112 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله: عن سجن سار بصاحبه؟فقال: الحوت سار بيونس بن متى.
113 - عن أبي جعفر عليه السلام قال: أول من سوهم عليه مريم ابنة عمران، إلى قوله عليه السلام: ثم استهموا في يونس لما ركب مع القوم، فوقفت السفينة في اللجة واستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه.
114 - في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن يونس لما آذاه قومه وذكر حديثا طويلا وفيه: وخرج كما قال الله تعالى: (مغاضبا) حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم ان سفينتي مطلوب، فقال يونس: انا هو وقام ليلقى نفسه فأبصر السمكة وقد فتحت فاها، فهابها وتعلق به الرجلان وقالا له: أنت ويحك ونحن رجلان؟فساهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بأن السهام إذا كانت ثلاث مرات أنها لا تخطى فألقى نفسه فالتقمه الحوت، فطاف به البحار السبعة حتى صار إلى البحر المسجور، وبه يعذب قارون.
115 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله العذاب الا عن قوم يونس إلى أن قال عليه السلام فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها فسألهم يونس أن يحملوه، فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما فحبس عليهم السفينة فنظر إليه يونس ففزع منه، فصار إلى مؤخر السفينة فدار إليه الحوت وفتح فاه، فخرج أهل السفينة فقالوا: فينا عاص فتساهموا فخرج سهم يونس وهو قول الله عز وجل: (فساهم فكان من المدحضين) فأخرجوه فألقوه في البحر فالتقمه ومر به في الماء. وقد سأل بعض اليهود أمير المؤمنين عليه السلام عن سجن طاف أقطار الأرض بصاحبه فقال: يا يهودي اما السجن الذي طاف أقطار الأرض بصاحبه فإنه الحوت الذي حبس يونس في بطنه، فدخل في بحر القلزم، ثم خرج إلى بحر مصر، ثم دخل بحر طبرستان، ثم خرج في دجلة الغوراء قال: ثم مرت به تحت الأرض حتى لحقت بقارون، وكان قارون هلك أيام موسى ووكل الله به ملكا يدخله في الأرض كل يوم قامة رجل، وكان يونس في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره، وفى آخر الحديث قال: ومكث يونس في بطن الحوت تسع ساعات.
116 - وفيه عن علي عليه حديث طويل يقول فيه عليه السلام في آخره: وأمر الله الحوت أن يلفظه فلفظه على ساحل البحر، وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدباء فأظلته من الشمس، ثم أمر الله الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مائة ألف أو يزيدون وأنت تجزع من تألم ساعة؟فقال: يا رب عفوك عفوك، فرد الله عليه بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به.
117 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن الحوت ثلاثة أيام (ونادى في الظلمات) ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر (ان لا إله إلا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجاب له ربه) فأخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه بالساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به وبورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح الله ويذكر الله بالليل والنهار، فلما أن قوى واشتد بعث الله دودة فأكلت أسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا فأوحى الله إليه: مالك حزينا يا يونس؟قال: يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست؟قال: يا يونس حزنت لشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها حين استغنيت عنها ولم تحزن لأهل نينوى أكثر من مأة الف أردت ان ينزل عليهم العذاب؟ان أهل نينوى قد آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس عليه السلام إلى قومه فلما دنا يونس من نينوى استحيى ان يدخل، فقال لراع لقيه: أنت أهل نينوى؟فقل لهم: ان هذا يونس قد جاء قال له الراعي: أتكذب، اما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب؟قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك انى يونس، فأنطقت الشاة له بأنه يونس، فلما اتى الراعي قومه وأخبرهم اخذوه وهموا بضربه، فقال: ان لي بينة أقول، قالوا: من يشهد؟قال: هذه الشاة تشهد فشهدت بأنه صادق، وان يونس قد رده الله إليهم فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤوا به وآمنوا وحسن ايمانهم، فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من العذاب.
118 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام كتب أمير - المؤمنين عليه السلام قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وآله ان جبرئيل حدثه ان يونس بن متى عليه السلام بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلاثين سنة وكان رجلا تعتريه الحدة (37) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة واعلامها.
و انه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجمل تحت حمله (38) وانه أقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به واتباعه ثلاثا وثلاثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا، إلى قوله: فقال يونس يا رب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعدتك الا أتعطف عليهم برأفة ابدا، ولا انظر إليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم وتكذيبهم إياي وجحدهم نبوتي فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا فقال الله يا يونس انهم مأة ألف أو يزيدون من خلقي يعمرون بلادي ويلدون عبادي ومحبتي، ان أتاناهم (39) للذي سبق من علمي فيهم وفيك، وتقديري وتدبيري غير علمك و تقديرك، وأنت المرسل وأنا الرب الحكيم، وعلمي فيهم يا يونس باطن في الغيب عندي لا تعلم ما منتهاه وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من انزال العذاب عليهم.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وهو بتمامه مذكور في يونس وفى آخره: قال أبو عبيدة: قلت لأبي جعفر عليه السلام: كم غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟قال: أربعة أسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له: وما هذه الأسابيع؟شهور أو أيام أو ساعات؟فقال: يا أبا عبيدة ان العذاب أتاهم يوم الأربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة أيام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء، وسبعة أيام في رجوعه إلى قومه فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال الله: (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم العذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم).
119 - عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين أولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم، فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت، فطاف به سبعة في البحر (40) فقلت له: كم بقي في بطن الحوت؟قال: ثلاثة أيام ثم لفظه الحوت وقد ذهب جلده وشعره، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوى أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتني يبست؟فأوحى الله إليه: يا يونس تجزع على شجرة أظلتك ولا تجزع على مأة ألف أو يزيدون من العذاب؟.
120 - في مجمع البيان وروى ابن مسعود قال: خرج يونس من بطن الحوت كهيئة فرخ ليس عليه ريش، فاستظل بالشجرة من الشمس.
121 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه امام، مثل ما كان إبراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك، وقد ارسل إلى طايفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: وأرسلناه إلى مأة الف أو يزيدون قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه امام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
122 - في مجمع البيان قراءة جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (ويزيدون) بالواو.
123 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال: دخلت على أبى جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام وانا أريد ان أسأله عن القائم من آل محمد، فقال لي مبتديا: يا أبا محمد ان في القائم من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله سنة من خمسة من الرسل يونس بن متى عليه السلام، ويوسف بن يعقوب عليهما السلام، وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم، فأما سنة من يونس بن متى فرجوعه من غيبته وهو شاب بعد كبر السن، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
124 - في تفسير علي بن إبراهيم فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون قال قالت قريش: ان الملائكة هم بنات الله، فرد الله عليهم (فاستفتهم) الآية.
125 - حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس ابن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: وما منا الا له مقام معلوم قال: أنزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد عليهم السلام.
126 - حدثنا محمد بن أحمد بن مارية قال حدثني محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال: حدثنا محمد بن عبد الله التفليسي عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت الصادق عليه السلام يقول: يا شهاب نحن شجرة النبوة و معدن الرسالة ومختلف الملائكة، ونحن عهد الله وذمته، ونحن ود الله وحجته، كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح، فسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض، فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا وانا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته، ومن خفر ذمتنا (41) فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده.
127 - في نهج البلاغة قال عليه السلام في وصف الملائكة: وصافون لا يتزائلون و مسبحون لا يسأمون.
128 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وان كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين فهم كفار قريش كانوا يقولون لوان عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين يقول الله عز وجل: فكفروا به حين جاءهم محمد صلى الله عليه وآله يقول الله فسوف يعلمون فقال جبرئيل: يا محمد (انا لنحن الصافون وانا لنحن المسبحون).
129 - في كتاب التوحيد باسناده إلى جابر الجعفي قال: جاء رجل من علماء أهل الشام إلى أبى جعفر عليه السلام فقال: جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحدا يفسرها لي، وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس فقال كل صنف غير ما قال الآخر، فقال أبو جعفر عليه السلام: وما ذلك؟فقال: أسئلك ما أول ما خلق الله عز وجل من خلقه؟فان بعض من سألته قال، القدرة، وقال بعضهم: العلم، وقال بعضهم: الروح؟فقال أبو جعفر عليه السلام: ما قالوا شيئا، أخبرك ان الله علا ذكره كان ولا شئ غيره، وكان عزيزا ولا عز لأنه كان قبل عزه وذلك قوله سبحانه: سبحان ربك رب العزة عما يصفون وكان خالقا ولا مخلوق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
130 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال لرجل من أهل الشام: ان الله تبارك وتعالى كان ولا شئ غيره، وكان عزيزا ولا أحد كان قبل عزه، وذلك قوله: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان أول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله إذا و معه شئ ليس هو يتقدمه، ولكنه كان إذ لا شئ غيره.
131 - في أصول الكافي وباسناده قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل إذا أراد ان يقوم من مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).
132 - في من لا يحضره الفقيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليكن آخر قوله: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) فان له من كل مسلم حسنة.
133 - في مجمع البيان وروى الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام وروى أيضا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من أراد ان يكتال بالمكيال الأوفى من الاجر يوم - القيامة فليكن آخر كلامه في مجلسه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).
134 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من أراد ان يكتال بالمكيال الأوفى فليقل في دبر كل صلاة: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).
1. قال في الصحاح: سجيت الميت تسجية: إذا مددت عليه ثوبا. .
2. كذا في النسخ لكن في المصدر (عبد) مكان عند. .
3. الحزن: ما غلظ من الأرض. وسبخها: ما ملح منها. وسنها بالماء أي ملسها. ولاطها من قولهم لطت الحوض بالطين أي ملطته وطينته به. والبلة من البلل. ولزبت أي التصقت. .
4. أي أطعمينا الزقوم. .
5. صهر الشئ: أذابه. .
6. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في بعض النسخ (فأين كانت النجوم) ثم إن المجلسي (ره) قال: هذا بيان لخطأ المنجمين فان كل منجم يحكم لمن يريد ظفره بالظفر، ويزعم أن السعد الذي رآه يتعلق به وهذا العدم احاطتهم بارتباط النجوم بالاشخاص. .
7. وفى بعض النسخ (السنبلة) بدل (السكينة) لكن المختار هو الأنسب بقوله (ما سمعته من منجم قط) كما قال المجلسي (ره). .
8. وفى بعض النسخ كما في المصدر (منهما) فيرجع على الأخيرتين فقط. .
9. ما بين المعقفتين انما هو في نسخة البحار دون النسخ الموجودة عندي من الكتاب. .
10. وفى البحار (وهل يستقيم أن يكون لبعض الناس إذا كان... اه). .
11. وفى البحار (يجرى) بدل (يخرج). .
12. كذا في النسخ ولعله سقط من الموضع شئ وكأن الصحيح (قلت: أفليس ينبغي لك.. اه) .
13. أقول: بين ما ذكره المؤلف (ره) هنا من حديث الإهليلجة وبين ما هو مذكور في كتاب بحار الأنوار اختلاف كثير في الألفاظ والعبائر وكذا في التقديم والتأخير، وذكر المجلسي (ره) بعض ما يتعلق بها فراجع ان شئت. ج 3 ص 171 - 180 من الطبعة الحديثة. .
14. القدوم: آلة للنحت والنجر. .
15. أقول: الأخبار الدالة على اسلام آباء النبي صلى الله عليه وآله من طرق الشيعة مستفيضة بل متواترة، وكذا في خصوص والد إبراهيم قد وردت بعض الأخبار وقال الزجاج كما في مجمع البيان انه لا خلاف بين النسابين ان اسم والد إبراهيم عليه السلام تارخ وقال الشيخ الطبرسي (ره) بعد نقل كلامه: وهذا الذي قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا ان آزر كان جد إبراهيم لامه أو كان عمه من حيث صح عندهم ان آباء النبي صلوات الله عليهم إلى آدم كلهم كانوا موحدين وأجمعت الطائفة على ذلك (انتهى) فالأخبار الدالة على أنه كان أباه حقيقة محمولة على التقية كما قاله المجلسي (ره) وغيره. .
16. قال الجزري: كوثى: سرة السواد وبها ولد إبراهيم عليه السلام وقال الفيروزآبادي: كوثى - كطوبى -: موضع بالعراق. وقال الحموي كوثى بالعراق موضعان: كوثى الطريق وكوثى ربا وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام وهما قريتان وبينهما تلول من رماد يقال إنها رماد النار التي أوقدها نمرود لاحراقه. .
17. قال في حاشية الكافي: كذا في أكثر النسخ وفى بعض النسخ (امرأة إبراهيم وامرأة لوط) وهو الصواب وفى كامل التواريخ ان لوطا كان ابن أخي إبراهيم عليه السلام. .
18. أي في حداثته. .
19. قال المجلسي (ره): الظاهر أنه كان ابنة ابنة لاحج فتوهم النساخ التكرار فأسقطوا إحداهما وعلى ما في النسخ المراد ابنة الابنة مجازا (انتهى) ثم إن سارة ولا حج هنا غير المتقدمين وانما الاشتراك في الاسم واما على نسخة (الامرأة) فلا يحتاج إلى التكلف. .
20. الحير: شبه الحظيرة. .
21. أي ملتزم أخذ العشر. .
22. كذا في الأصل ويوافقه المصدر أيضا لكن في نسخة (خمسون) بدل (خمس). .
23. أي استر وجهي. .
24. انتحى في الامر: جد. وفى الشئ: اعتمد، لعله تصحيف (انحى عليه) يقال: أنحى على فلان بالسيف والسوط: أقبل عليه. .
25. اجتر الشئ: جره. وثبير - كأمير -: جبل بين مكة وعرفات من أعظم جبال مكة .
26. الوصيف - كأمير -: الخادم قال المجلسي (ره): وانما عبر الملعون هكذا تجاهلا عن انه ابنه ليكون أبعد عن التهمة. .
27. النمرة: الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات عن يمينك إذا خرجت منها إلى الموقف .
28. القرطان: البرذعة وهي الحلس الذي يلقى تحت الرجل للحمار وغيره ويقال له بالفارسية (پالان). .
29. الكابر: الكبير. والرفيع الشأن، يقال: توارثوا المجد كابرا عن كابر أي كبيرا شريفا عن كبير شريف. .
30. العرين: الفناء والساحة. .
31. بزغت الشمس: طلعت. .
32. عرنة - كهمزة -: واد بحذاء عرفات، وقيل: بطن عرنة مسجد عرفة والمسيل كله. .
33. قزح - بالضم فالفتح -: القرن الذي يقف الامام عنده بالمزدلفة عن يمين الامام و هو الموضع الذي كانت توقد فيه النيران في الجاهلية. .
34. قال في البحار: قوله: والكلام الذي وقع في اذني لعله معطوف على الموصول المتقدم أي الكلام الذي وقع في اذني أمرني بهذا فيكون كالتفسير لقوله: الذي بلغني هذا المبلغ أو - المراد بالأول الرب تعالى وبالثاني وحيه، ويحتمل أن يكون خبرا لمبتدء محذوف أي وهو الكلام الذي وقع في اذني. .
35. الأملح: الذي يخالط بياض لونه سواد والأغبر: ما لونه الغبرة. .
36. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر ولما مر في الكتاب لكن في بعض النسخ (في سعة البحر). .
37. أي يصيبه البأس والغضب. .
38. قد مر الحديث في سورة يونس في الجزء الثاني صفحة 321 وفيه (الجذع) مكان (الجمل) وقد ذكرنا في ذيله تفسير بعض اللغات فراجع. .
39. من التأني أي الرفق والمداراة. .
40. كذا في النسخ ولكن الظاهر (سبعة أبحر) كما في نسخة البحار وذكرناه في المصدر أيضا فراجع تفسير العياشي ج 2 صفحة 137. .
41. خفره: نقض عهده وغدر به. .