تفسير سورة فاطر
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في حفظ الله وكلائته، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، وأعطى من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة ان ادخل من أي الأبواب شئت.
3 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة أم أخي؟قال: بل أخوك.
4 - وفيه في احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري؟قالوا: اللهم لا.
5 - وفيه أيضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما السادسة و العشرون فان جعفرا اخى الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در و ياقوت وزبرجد.
6 - وفيه أيضا فيها قال عليه السلام: واما الثامنة والأربعون فان رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في منزلي ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة أيام، فقال: يا علي هل عندك شئ؟فقلت: و الذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا فاطمة ادخلي البيت وانظرى هل تجدين شيئا؟فقالت: خرجت الساعة فقلت: يا رسول الله ادخله أنا، فقال: ادخل وقل: بسم الله، فدخلت فإذا انا بطبق موضوع عليه رطب وجفنة (1) من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا علي رأيت الرسول الذي حمل الطعام؟فقلت: نعم، فقال صفه لي فقلت: من بين أحمر و أخضر وأصفر، فقال: تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الا خدش أيدينا وأصابعنا، ولم ينقص من الطعام شئ فخصني الله بذلك من بين أصحابه.
7 - عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب (2) جناح جبرئيل عليه السلام.
8 - عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء: فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة أجنحة، وجزء لهم أربعة أجنحة.
9 - عن ثابت بن أبي صفية قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: رحم الله العباس يعنى ابن علي فلقد آثر أبى وفدى أبى بنفسه قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.
10 - عن زيد بن وهب قال: سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن قدرة الله عز وجل فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله تبارك وتعالى ملائكة لو أن ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والإنس ان يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الأفق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السماوات إلى حجزته (3) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الأسفل والأرضون إلى ركبته، ومنهم من لوالقي في نقرة ابهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو ألقيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين.
11 - عن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمة عليها السلام: يا فاطمة انا أهل بيت أعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الأولين قبلنا ولا يدركها أحد من الآخرين بعدنا: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك.
12 - في كتاب التوحيد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن لله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الاعلى نار ونصفه الأسفل ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفى النار، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع: سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا يطفى حر النار، اللهم يا مؤلفا بين الثلج والنار، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.
13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل، كان له ستة - عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والأرض، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: يا حسين - وضرب بيده على مساور (4) في البيت - مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التطقنا من زغبها.
15 - محمد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم قال: حدثني مالك بن عطية الأحمسي عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذي تلتقطه أي شئ هو؟قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سيحا (5) لا ولادنا فقلت: جعلت فداك وانهم ليأتونكم؟فقال: يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا (6).
16 - في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلي عن محمد أبى جعفر الحمامي الكوفي عن الأزهر البطيخي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل عرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقبلتها الملائكة وأباها ملك يقال له فطرس، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن علي عليهما السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد صلى الله عليه وآله يهنئهم بولادته، فمر بفطرس فقال له فطرس: إلى أين تذهب؟قال: بعثني الله إلى محمد أهنأهم بمولود ولد في هذه الليلة، فقال له فطرس: احملني معك وسل محمدا يدعو لي، فقال له جبرئيل: اركب جناحي فركب جناحه فاتى محمدا صلى الله عليه وآله فدخل عليه وهنأه فقال له: يا رسول الله ان فطرس بيني وبينه اخوة، وسألني ان أسألك ان تدعو الله ان يرد عليه جناحه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فطرس أتفعل؟قال: نعم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ولاية أمير المؤمنين فقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه، قال: فمشى فطرس إلى مهد الحسين بن علي ورسول الله صلى الله عليه وآله يدعو قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.
17 - أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطي قال: أصبت شيئا كان على وسائد كانت في منزل أبى عبد الله عليه السلام فقال له بعض أصحابنا: ما هذا جعلت فداك؟- وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة - فقال له أبو عبد الله عليه السلام: هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال: يا عمار ان الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا (7).
18 - إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فبينا انا عنده جالس إذا أقبل موسى ابنه عليهما السلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك أي شئ هذا الذي في رقبة موسى؟فقال: هذا من أجنحة الملائكة، قال: قلت: وانها لتأتيكم؟فقال: نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا، وان هذا الذي في رقبة موسى من أجنحتها.
19 - أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الأصم عن أبي بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا و تحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب أجنحتها على صبياننا.
20 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق صلوات الله عليه: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد أتى رسول الله جبرئيل عليه السلام وله ستمأة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل، قد ملاء ما بين السماء والأرض، وقال: إذا أمر الله عز وجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والأخرى في الأرضين السابعة، و ان لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: ان لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمأة عام بخفقان الطير، وقال: ان الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش، وان لله عز وجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وان لله عز وجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من شئ مما خلق الله عز وجل أكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه وآله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه فيقيمون عنده، فإذا كان عند السحر وضع لهم المعراج إلى السماء ثم لا يعودون ابدا.
21 - وقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عز وجل خلق إسرافيل وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل (8) وسرعة الفهم.
22 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة وملائكة خلقتهم وأسكنتهم سمواتك، فليس فيهم فترة، ولا عندهم غفلة، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك، و أخوف خلقك منك، وأقرب خلقك منك، واعلمهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون و لا سهو العقول، ولا فترة الأبدان، لم يسكنوا الأصلاب ولم يضمهم الأرحام، ولم تخلقهم من ماء مهين، أنشأتهم انشاء فأسكنتهم سمواتك، وأكرمتهم بجوارك، وائتمنتهم على وحيك، وجنبتهم الآفات ووقيتهم البليات، وطهرتهم من الذنوب، ولولا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمك لم يطيعوا، ولولا أنت لم يكونوا، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم إياك ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفى عنهم منك لاحتقروا أعمالهم، ولأزروا على أنفسهم (9) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك.
23 - في عيون الأخبار في باب فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء.
24 - في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.
25 - في مجمع البيان (يزيد في الخلق ما يشاء) وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.
26 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن مالك بن عبد الله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال: والمتعة من ذلك.
1. الجفنة: القصعة وعن الكسائي أنه قال: أعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة إلى آخر ما ذكره. .
2. الزغب: صغار الريش وقيل أول ما يبدو منه. .
3. الحجزة: معقد الإزار. .
4. المساور جمع المسور: متكأ من جلد. .
5. السبح: ضرب من البرود. .
6. تكأة - كهمزة: ما يعتمد عليه حين الجلوس. .
7. نمارق جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها. .
8. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ (وموجود العقل). .
9. أزرى عليه: عابه وعاتبه. .