تفسير سورة الحجرات
1 - في كتاب ثواب الأعمال قال: من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد صلى الله عليه وآله.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.
3 - روى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ما سلت السيوف ولا أقيمت الصفوف في صلاة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله: " يا أيها الذين آمنوا " حتى أسلم أبناء قبيلة الأوس والخزرج.
4 - في تفسير علي بن إبراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم نزلت في وفد بنى تميم، كانوا إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج إلينا.
وكانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد يا محمد ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله " الآية.
5 - في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهوري الصوت: فكان إذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول الله صلى الله عليه وآله بصوته.
6 - وعن أنس لما نزلت الآية فقد ثابت، فتفقده رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد أنزلت هذه الآية وانى جهوري الصوت فأخاف أن يكون عملي قد حبط، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من أهل الجنة.
7 - في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن علي عليه السلام وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال: قال الحسين عليه السلام: وقد قال الله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولعمري قد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند اذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول، وقال الله عز وجل، ان الذين يغضون أصواتهم.
؟؟ رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ولعمري لقد ادخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الأذى، وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فإنها نزلت في مارية القبطية أم إبراهيم عليه السلام; وكان سبب ذلك ان عايشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان إبراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطي، فإنه يدخل إليها في كل يوم، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وقال لأمير المؤمنين عليه السلام: خذ السيف وأتني برأس جريح، فاخذ أمير المؤمنين عليه السلام السيف ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله انك إذا بعثتني في أمرك أكون فيه كالسفود (1) المحمى في الوبر فكيف تأمرني أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم إبراهيم فتسلق عليها فلما نظر إليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: انزل فقال له يا علي اتق الله ما هيهنا أناس انى مجبوب (2) ثم كشف عن عورته فإذا هو مجبوب، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما شأنك يا جريح؟فقال: يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون الا بالقبطيين، فبعثني أبوها لا دخل إليها وأخدمها وأونسها، فأنزل الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ " الآية
9 - وفى رواية عبد الله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبد الله بن بكير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك كان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أمر بقتل القبطي وقد علم أنها كذبت عليه أم لم يعلم، وانما دفع الله عن القبطي القتل بتثبت على؟فقال: قد كان والله أعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.
10 - في مجمع البيان والمروى عن الباقر عليه السلام " فتثبتوا " بالثاء والتاء.
11 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسين بن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما ألومنك أن تبغض عليا عليه السلام وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله: " ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
12 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك وأهل الرعاية من أهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك إبليس في الاغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى: " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".
13 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نشترى الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا (3) فقال إنهم يكذبون لا عليك ضح بها.
14 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، واما الفسوق فهو الكذب، الا تسمع قول الله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة " واما الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.
15 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم يعنى أمير المؤمنين (ع) وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان الأول والثاني والثالث.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحب والبغض من الايمان هو؟فقال: وهل الايمان الا الحب والبغض، ثم تلا هذه الآية: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ".
17 - علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.
18 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن عمير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " حبب عليكم الايمان وزينه في قلوبكم " يعنى أمير المؤمنين عليه السلام " وكره إليكم الكفر و الفسوق والعصيان " الأول والثاني والثالث.
19 - في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد و هو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
20 - في محاسن البرقي عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " هل للعباد بما حبب الله صنع؟قال: لا: ولا كرامة.
21 - عنه عن أحمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال عن أبي عبيدة زياد الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟الا ترى إلى قوله الله " ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم " قال " يحبون من هاجر إليهم " وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.
22 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام أنه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.
23 - في الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا، فقال له: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم " فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا.
وحكمه إلينا إلى قوله: وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغى و التأويل، قال الله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفيئ إلى أمر الله فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان منكم من يقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبي صلى الله عليه وآله من هو؟قال: خاصف النعل يعنى أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثا و هذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر (4) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم ان أمير المؤمنين عليه السلام ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة يوم فتح مكة، فإنه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال أمير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (5) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.
24 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " أي ترجع فان فاءت أي رجعت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين.
25 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن علي بن الحسين عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت إحديهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل " قال: الفئتان (6) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم أهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير - المؤمنين عليه السلام فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا أو يرجعوا عن رأيهم، لأنهم بايعوا طائعين غير كارهين (7) وهي الفئة الباغية كما قال الله عز وجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله صلى الله عليه وآله في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع أمير المؤمنين عليه السلام بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبي صلى الله عليه وآله بأهل مكة حذو النعل بالنعل.
26 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن طائفتين من المؤمنين إحديهما باغية والأخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل البغى وهو وارثه هل يرثه؟قال: نعم لأنه قتله بحق.
27 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: انما المؤمنين اخوة بنو أب وأم، إذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.
28 - عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبى جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني، أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي، فقال: نعم يا جابر ان الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجري فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لأنها منها.
29 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.
30 - وباسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد، ان اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في ساير جسده، و أرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.
31 - وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المسلم أخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.
32 - وباسناده إلى حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ودخل عليه رجل فقال لي: تحبه؟فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك و شريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.
33 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، لان الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان واجري في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لأب وأم.
34 - وباسناده إلى علي بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.
35 - أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن رجل عن جميل عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.
36 - وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا (8) ولزموا أصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وآله انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي.
37 - وباسناده إلى ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام، يقول: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه، قال ربعي: فسألني رجل من أصحابنا بالمدينة فقال: سمعت الفضيل يقول ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال فانى سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.
38 - في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله أحمد بن محمد السياري وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، وذلك أن الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السماوات واجري فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لأبيه وأمه.
39 - في بصائر الدرجات الحسن بن علي بن معاوية عن محمد بن سليمان عن أبيه عن عيسى بن أسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك هذا الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟قال: وما هو قال: إن المؤمن ينظر بنور الله، يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه أبوه النور وأمه الرحمة، وانما ينظر بذلك النور.
40 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الأولين والآخرين، هو أخي في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.
41 - في مجمع البيان وروى الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخاري ومسلم في صحيحهما.
42 - وفى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة أميال زراخا في الله، سر خمسة أميال أجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.
قال عز من قائل: فاصلحوا بين أخويكم
43 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبي طلحة عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صدقة تحبها الله اصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
44 - عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لئن أصلح بين اثنين أحب إلى من أن أتصدق بدينارين.
45 - عنه عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فأفتدها من مالي (9)
46 - ابن سنان عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختني (10) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فاتيناه فأصلح بيننا بأربعمائة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليست من مالي ولكن أبو عبد الله عليه السلام امرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شئ ان أصلح بينهما وافتديهما من ماله، فهذا من مال أبى عبد الله عليه السلام.
47 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المصلح ليس بكاذب.
(11)
48 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب أو معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: أبلغ عنى كذا وكذا - في أشياء أمر بها - قلت: فأبلغهم عنك وأقول عنى ما قلت لي وغير الذي قلت؟قال: نعم ان المصلح ليس بكذاب.
49 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن فإنها نزلت في صفية بنت حي بن اخطب، وكانت زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله.
وذلك أن عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية.
فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: الا تجيبهما؟فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولي ان أبى هارون نبي الله وعمى موسى كليم الله، وزوجي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله، فما تنكران منى؟فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله في ذلك: " يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " إلى قوله: " ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ".
50 - في عيون الأخبار في باب ما أنشده الرضا عليه السلام من الشعر في الحلم وغيره حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عباد قال: حدثني عمى قال: سمعت الرضا عليه السلام يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الأمل - لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل - انما الدنيا كظل زايل * حل فيه راكب ثم رحل فقلت: لمن هذا أعز الله الأمير؟فقال: لعراقي لكم، قلت أنشدنيه أبو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، ان الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالألقاب ولعل الرجل يكره هذا.
51 - في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل إليه رجل من أهل اليمن، فسلم عليه فرد عليه السلام وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه: " لا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان " قال عز من قائل: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن.
52 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبي عبد الله عليه السلام وقبل هذا: علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه السلام ونقل حديثا أيضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.
53 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لي على أعمالهم التي يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم - أعمارهم - في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتي إلى قوله: ولكني برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا والى حسن الظن بي فليطمأنوا.
54 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال وهو على منبره: والذي لا إله إلا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والآخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيى أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه و رجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.
55 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن ان الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا (12)
56 - وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: حسن الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك (13)
57 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.
58 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم (14) وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.
59 - في مجمع البيان وفى الحديث: إياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.
قال عز من قائل: ولا تجسسوا
60 - في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما.
وباسناده إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.
61 - وباسناده إلى ابن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخي الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.
62 - وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات أخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.
63 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.
64 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته; ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته; وباسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
65 - في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى أن قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الأنك (15).
66 - عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث له: ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه الأنك يوم القيامة، قال سفيان: الأنك الرصاص.
67 - وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب: إياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم أخيه ميتا.
68 - عن أسباط بن محمد باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذي يحله.
69 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من كن فيه أوجبن له على الناس أربعا: من إذا حدثهم لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب ان يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.
70 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.
71 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن ابان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.
72 - وباسناده إلى عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: الغيبة ان تقول في أخيك مما ستره الله عليه، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان أن يقول فيه ما ليس فيه.
73 - وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغيبة قال هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتثبت عليه أمرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.
74 - وباسناده إلى السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة في جوفه.
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟قال: الاغتياب.
75 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل النبي ما كفارة الاغتياب؟قال: تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.
76 - فيمن لا يحضره الفقيه في مناهى النبي صلى الله عليه وآله ونهى عن الغيبة.
وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة أنتن من الجيفة، تتأذى به أهل الموقف، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عز وجل، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على.
؟؟؟عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة.
77 - في مجمع البيان وفى الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كي يحذره الناس.
78 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: إن الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له الا ان يغفر له صاحبه، وفى الحديث: إذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.
79 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أبا ذر إياك والغيبة، فان الغيبة أشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك أبي وأمي؟قال: لان الرجل يزنى فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.
80 - في جوامع الجامع وروى أن أبا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ليأتي بهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وآله على رحله فقال: ما عندي شئ، فعاد إليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لهما: مالي أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظلتم تأكلون لحم سلمان وأسامة فنزلت.
81 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف رحمة الله عليه السلام من اشعاره عليه السلام في موقف كربلا: لقد فاز الذي نصروا حسينا * وخاب الآخرون بنو السفاح ومنها كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين
82 - في عيون الأخبار في باب قول الرضا لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن موسى بن نصر الرازي قال: سمعت أبي يقول: قال الرجل للرضا عليه السلام; والله ما على وجه الأرض أشرف منك أبا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله أخفضهم، فقال له آخر: أنت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى وأطاع له، و الله ما نسخت هذه الآية: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم
83 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله: " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " وهو رد على من يفتخر بالأحساب و الأنساب.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة يا أيها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالاسلام نخوة الجاهلية.
وتفاخرها بآبائها، ان العربية ليست باب والد، وانما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربي، الا انكم من آدم وآدم من التراب، وان أكرمكم عند الله أتقاكم.
84 - أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، وذلك قوله: " وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال " فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله: " أصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة، وذلك قوله: " يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم " فقبيلتي خير القبائل، وانا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
85 - في مجمع البيان وقيل: أراد بالشعوب الموالى، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم و القبايل من العرب والأسباط من بني إسرائيل، وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.
86 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: أمرتكم فضيعتم ما عهدت إليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبي واضع انسابكم أين المتقون؟ان أكرمكم عند الله أتقاكم.
87 - وروى أن رجلا سأل عيسى بن مريم أي الناس أفضل؟فاخذ قبضتين من تراب ثم قال: أي هاتين أفضل؟الناس خلقوا من تراب، فاكرمهم اتقاهم، أبو بكر البيهقي بالاسناد عن عباية بن ربعي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله عز وجل جعل القسمين فجعلني في خيرهم قسما وذلك قوله: وأصحاب اليمين و أصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها ثلاثا، وذلك قوله " وأصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الا ثلاث قبايل فجعلني في خيرها قبيلة، فذلك قوله: " وجعلناكم شعوبا وقبائل " الآية فانا اتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا، وذلك قوله عز وجل: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا " فانا وأهلي مطهرون من الذنوب.
88 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال علي بن موسى الرضا عليه السلام: لا دين لمن لا ورع له; ولا أمان لمن لا تقية له، وان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية.
89 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: " ان أكرمكم عند الله أتقاكم " قال: أعملكم بالتقية.
90 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن أبي بكار عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله زوج مقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب و انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، وليعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاهم.
91 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله زوج المقداد بن الأسود ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله صلى الله عليه وآله، ولتعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبد الله وأبى طالب لأبيهما وأمهما.
92 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أنا عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي؟قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، و وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا، فليس لأحد فضل على أحد الا بالتقوى.
93 - في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف رحمه الله من كلامه في موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبي غيري.
94 - ومن كلامه عليه السلام للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟فقال: الحسين و أبوك علي بن أبي طالب، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك محمد المصطفى; فقال له الحسين عليه السلام: يا ويلك إذا عرفت بأن هذا حسبي ونسبي فلم تقتلني؟ومن اشعاره عليه السلام: انا بن علي الحر من آل هاشم * كفاني بهذا مفخر حين أفخر - وفاطم أمي ثم جدي محمد * وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر - ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر - إذا ما أتى يوم القيامة ظاميا * إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر ومن اشعاره عليه السلام أيضا: خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدي فانا ابن الخيرتين * أمي الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين * فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة وابن الذهبين * والدي شمس وأمي قمر * فانا الكوكب وابن القمرين * عبد الله غلاما يافعا (16) * وقريش يعبدون الوثنين * من له جد كجدي في الورى * أو كأمي في جميع المشرقين * خصه الله بفضل وتقى * فأنا الأزهر وابن الأزهرين * جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين * جدي المرسل مصباح الدجى * وأبى الموفى له بالبيعتين * والدي خاتمه جاد به * حين وافى رأسه للركعتين * أيده الله بطاهر طاهر * صاحب الامر ببدر وحنين * ذاك والله على المرتضى * ساد بالفضل على أهل الحرمين.
95 - في روضة الكافي عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت أبي يروى عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب أخبرني من أنت ومن أبوك وما أصلك؟فقال: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز وجل بمحمد صلى الله عليه وآله كنت عائلا فأغناني الله بمحمد صلى الله عليه وآله وكنت مملوكا فأعتقني الله بمحمد، هذا نسبي وهذا حسبي قال: فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلمان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم حتى إذا بلغوا إلى، قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟فقال النبي صلى الله عليه وآله فما قلت له يا سلمان؟قال: قلت: انا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغناني الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقني الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبي وهذا نسبي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه واصله عقله، قال الله عز وجل: " انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم " ثم قال النبي لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عز وجل وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل.
96 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: فما الكرم؟قال: التقوى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
97 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: أعبد الناس من أقام الفرائض، إلى قوله: وأكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
98 - وروى علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الأحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.
99 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فقال: الا ترى ان الايمان غير الاسلام.
100 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابان عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا " فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.
101 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عز وجل: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " فقول الله أصدق القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
102 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا سلمان أتدري من المسلم؟قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدري من المؤمن؟قال: قلت: أنت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم حرام على المسلم ان يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعننه.
103 - علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.
104 - علي بن إبراهيم عن العباس بن معروف عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين إلى أبى عبد الله عليه السلام أسأله عن الايمان ما هو؟فكتب إلى مع عبد الملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالأركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فإذا اتى العبد كبيرة من كباير المعاصي أو صغيرة من صغاير المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها، كان خارجا من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال أن يقول: للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، واحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.
105 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والاسلام قلت له: أفرق بين الاسلام والايمان؟قال: فاضرب لك مثله؟قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل الايمان والاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شئ؟قال: نعم، قلت: فصيره إلى ماذا؟قال: إلى الاسلام أو الكفر.
106 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام والايمان أهما مختلفان؟فقال: ان الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الاسلام شهادة ان لا إله إلا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الاسلام بدرجة، ان الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.
107 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد أزف (17) من الرجل الرحيل فقال له أبو عبد الله عليه السلام: كأنه قد أزف منك رحيل؟فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟فقال: الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس: شهادة ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله، وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الامر مع هذا، فان أقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا.
108 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أن قال عليه السلام: والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن
109 - عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فقال له رجل: أصلحك الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وما هي؟قال: يقولون: الايمان غير الاسلام، فقال أبو جعفر عليه السلام: نعم فقال الرجل: صفه لي، فقال: من شهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله.
وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟قال من شهد ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.
110 - في مجمع البيان وروى انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الاسلام علانية، والايمان في القلب، وأشار إلى صدره.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا أي لم يشكوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله الآية قال: نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام.
وقوله: يمنون عليك ان أسلموا نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك أنه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوى من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا كمن يمر بالغبار حايدا يعرض عنه جاحدا معاندا.
فالتفت إليه عثمان فقال: يا بن السودا إياي تعنى؟ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك اسلامك.
فاذهب، فأنزل الله عز وجل: " يمنون عليك ان أسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان ان كنتم صادقين " أي ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما يعملون.
112 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل ولله عليه فيه المن.
1- السفود - كتنور -: حديدة يشوى عليها اللحم.
2- المجبوب: الخصي، المقطوع.
3- قال الشيخ (ره) في التهذيب: ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به، وهو الذي أحضر عشية عرفة بعرفة " انتهى ". وبه يفسر هذا الحديث.
4- السعفات جمع السعفة: أغصان النخل، والهجر - بالتحريك -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وانما خص هجر لبعد المسافة أو لكثرة النخل بها.
5- اجهز على الجريح. أسرع في قتله.
6- الفئتان تفسير للطائفتين.
7- قال المجلسي (ره): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الا طاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فإذا نكثوا فهم على مذهبهم أيضا من الباغين.
8- أي اتخذوا الكفن ولبسوه.
9- من الافتداء، وقال المجلسي (ره): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما أن الدية تدفع الدم، أو كما أن الأسير يفتدى بالفداء كذلك كل منهما يفتدى من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.
10- الختن: زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كل من كان من قبل المرأة.
11- قال الفيض (ره): يعنى إذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الاصلاح لم يعد كلامه كذبا.
12- قال المجلسي (ره) هذا الخبر مروى من طرق العامة أيضا، وقال الخطابي معناه أنا عند ظن عبدي في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.
13- قال في البحار: فيه إشارة إلى أن حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصي اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لامن ربه فحسن الظن لا ينافي الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر " انتهى " أقول: لعل معنى كلامه (ع) ان العبد إذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شئ يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عز وجل، واما من جهة عصيانه وترك أوامره فهو خائف من أنه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرؤف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة إليه تبارك وتعالى فليس له الا الرجاء منه تعالى.
14- الحوبة: المعصية
15- الانك: الرصاص كما سيأتي في الحديث الآتي.
16- يفع الغلام: راهق العشرين وقبل: ترعرع وناهز البلوغ.
17- أي قرب، وفى القاموس: أزف الترحل: دنا.