قال عز من قائل: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ﴾

24 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين كيف تؤخذ من المجوس الجزية ولم ينزل إليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟قال: بلى يا أشعث قد أنزل الله إليهم كتابا وبعث إليهم رسولا حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة، فدعا بابنته إلى فراشه فارتكبها، فلما أصبح تسامع به قومه فاجتمعوا إلى بابه فقالوا: أيها الملك دنست علينا ديننا وأهلكته فاخرج نطهرك ونقيم عليك الحد، فقال لهم: اجتمعوا واسمعوا قولي فان يكن لي مخرج مما ارتكبت والا فشأنكم، فاجتمعوا فقال لهم: هل علمتم ان الله لم يخلق خلقا أكرم عليه من أبينا آدم وامنا حوا؟قالوا: صدقت أيها الملك قال: أوليس قد زوج بنيه بناته وبناته من بنيه؟قالوا: صدقت هذا هو الدين، فتعاقدوا على ذلك فمحا الله ما في صدورهم من العلم، ورفع عنهم الكتاب فهم الكفرة يدخلون النار بلا حساب والمنافقون أشد حالا منهم قال الأشعث: والله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله لاعدت إلى مثلها أبدا .

25 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي الصباح الكناني عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان للشمس ثلاثمائة وستين برجا كل برج منها مثل جزيرة من جزائر العرب، وتنزل كل يوم على برج منها، فإذا غابت انتهت إلى حد بطنان العرش، فلم تزل ساجدة إلى الغد ثم ترد إلى موضع مطلعها، ومعها ملكان معها! وان وجهها لأهل السماء وقفاها لأهل الأرض، ولو كان وجهها لأهل الأرض لاحترقت الأرض ومن عليها من شدة حرها، ومعنى سجودها ما قال سبحانه وتعالى: ألم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال و كثير من الناس .

26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قيل لعلى عليه السلام: ان رجلا يتكلم في المشية، فقال: ادعه لي، قال: فدعاه له فقال له: يا عبد الله خلقك الله لما شاء أو لما شئت؟قال: لما شاء قال: فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء . قال: فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت قال: إذا شاء قال: فيدخلك حيث يشاء أو حيث شئت؟قال: حيث يشاء قال: فقال له علي عليه السلام: لو قلت غير هذا لضربت الذي فيه عيناك .

27 - وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضا عليه السلام: المشية من صفات الافعال، فمن زعم أن الله لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: استقصاء الكلام في تحقيق المشية والإرادة يحتاج إلى بسط وبيان، والشافي في ذلك الكافي .

28 - في كتاب الخصال عن النضر بن مالك قال: قلت للحسين بن علي عليهما - السلام: يا أبا عبد الله حدثني عن قوله تعالى: هذان خصمان اختصموا في ربهم فقال: نحن وبنو أمية اختصمنا في الله تعالى قلنا صدق الله وقالوا كذب، فنحن الخصمان يوم القيامة.

29 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد البرقي عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن ابن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: " هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا بولاية علي عليه السلام قطعت لهم ثياب من نار " .

30 - في مجمع البيان قيل: نزلت الآية " هذان خصمان اختصموا " في ستة نفر من المؤمنين والكفار تبادروا يوم بدر، وهم حمزة بن عبد المطلب قتل عتبة بن ربيعة، وعلي بن أبي طالب قتل الوليد بن عتبة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب قتل شيبة بن ربيعة عن أبي ذر الغفاري وعطاء وكان أبو ذر يقسم بالله تعالى انها نزلت فيهم، ورواه البخاري في الصحيح .

31 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " هذان خصمان اختصموا في ربهم " قال: نحن وبنو أمية، نحن قلنا، صدق الله ورسوله، وقالت بنو أمية: كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بنى أمية قطعت لهم ثياب من النار إلى قوله تعالى حديد و قال: تشويه النار فتسترخي شفته حتى تبلغ سرته، وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه ولهم مقامع من حديد قال: الأعمدة التي يضربون بها .

32 - وقوله عز وجل: كلما أرادوا ان يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ضربا بتلك الأعمدة وذوقوا عذاب الحريق فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسى، فقال " يا أبا محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قاطب (1) وقد كان قبل ذلك يجئ مبتسما، فقال رسول الله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال: يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل؟فقال: يا محمد ان الله عز وجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه و وهجه (2) قال: فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما: ان ربكما يقرئكما السلام ويقول: قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله متبسما بعد ذلك ثم قال: إن أهل النار يعظمون النار، وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم، وان جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد، وأعيدوا في دركها، هذه حالهم وهو قول الله عز وجل: " كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق " ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم فقال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك يا أبا محمد؟قلت: حسبي حسبي .

33 - في مجمع البيان وقد روى أن الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع، فيصرخون إلى مالك فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة، فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله، " يشوى الوجوه " فإذا وصل إلى بطونهم صهر ما في بطونهم كما قال سبحانه " يصهر به ما في بطونهم والجلود " وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر لم يقبل له صلاة أربعين يوما، فان مات وفى بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يسقيه من طينه خبال وهو صديد أهل النار، و ما يخرج من فروج الزناة، فتجتمع ذلك في قدور جنهم فيشربه أهل النار، فيصهر به ما في بطونهم والجلود، رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن زيد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله .

34 - وروى أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ولهم مقامع من حديد " لو وضع مقمع (3) من حديد في الأرض ثم اجتمع عليه الثقلان ما اقلوه في الأرض .

35 - وعن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام قلت له: ان الناس يتعجبون منا إذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة، فيقولون لنا فيكونون مع أولياء الله في الجنة فقال: يا علا ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " لا والله ما يكونون مع أولياء الله، قلت: كانوا كافرين؟قال: لا والله لو كانوا كافرين ما دخلوا الجنة، قلت: كانوا مؤمنين؟قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار، ولكن بين ذلك، وتأويل هذا لو صح الخبر: انهم لم يكونوا من أفاضل المؤمنين وخيارهم " انتهى " .

36 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر سبحانه ما أعده للمؤمنين فقال جل ذكره: ان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله تعالى ولباسهم فيها حرير حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك شوقني فقال: يا أبا محمد ان من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا، وأن أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والإنس لوسعهم طعاما وشرابا، ولا ينقص مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة، فإذا شكر الله و حمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأولى، فيقول: يا رب اعطني هذه، فيقول الله تعالى: ان أعطيتكها سألتني غيرها، فيقول: رب هذه هذه فإذا هو دخلها شكر الله وحمده، قال: فيقال: افتحوا له بابا إلى الجنة ويقال له: ارفع رأسك فإذا فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت على بالجنان، وأنجيتني من النيران، قال أبو بصير: فبكيت وقلت له: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله عز وجل مكانها أخرى، قلت: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء، وأربعة آلاف ثيب، وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟قال: نعم ما يفترش منهن شيئا الا وجدها كذلك قلت: جعلت فداك من أي شئ خلقن الحور العين؟قال: من تربة الجنة النورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مراته وكبده مراتها، قلت: جعلت فداك ألهن كلام يتكلمن به في الجنة قال: نعم كلام لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟قال يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت، ونحن الناعمات فلا نبوس، ونحن المقيمات فلا نظعن، و نحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتي لو أن قرن أحد بنا، علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار، فهاتان الآيتان وتفسيرهما رد على من أنكر خلق الجنة والنار .

قوله عز وجل: " وهدوا إلى الطيب من القول ": التوحيد والاخلاص " وهدوا إلى صراط الحميد " قال: الولاية .

37 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عمن ذكره عن حنان أبى على عن ضريس الكناسي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد فقال: هو والله هذا الامر الذي أنتم عليه .

38 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قوله: " وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد " قال: ذاك حمزة وجعفر وعبيدة و سلمان وأبو ذر والمقداد بن الأسود وعمار، هدوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام .

39 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما أحد أحب إليه الحمد من الله عز ذكره .

40 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه سواء العاكف فيه والباد قال: نزلت في قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن مكة وقوله: " سواء العاكف فيه والباد " قال: أهل مكة ومن جاء من البلدان، فهم سواء لا يمنع من النزول ودخول الحرم .

41 - في نهج البلاغة من كتبه إلى قثم بن العباس رحمهما الله وهو عامله على مكة وأمر أهل مكة ان لا يأخذوا من ساكن أجرا، فان الله سبحانه يقول: " سواء العاكف فيه والباد " والعاكف المقيم به، والبادي الذي يحج إليه من غير أهله .

42 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى جعفر عن أبيه عن علي عليهم - السلام كره إجارة بيوت مكة، وقرء " سواء العاكف فيه والباد " .

43 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن حسين بن أبي العلا قال: ذكر أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية " سواء العاكف فيه والباد " فقال: كانت مكة ليس على شئ منها باب، وكان أول من علق على بابه المصراعين معاوية بن أبي سفيان، وليس ينبغي لاحد أن يمنع الحاج شيئا من الدور ومنازلها .

44 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد وعبد الله بنى محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عثمان الناب عن عبد الله بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " سواء العاكف فيه والباد " فقال: لم يكن ينبغي أن يصنع على دور مكة أبواب، لان للحاج أن ينزلوا معهم في دورهم في ساحة الدار حتى يقضوا مناسكهم، وان أول من جعل لدور مكة أبوابا معاوية .

45 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة، فمنع حاج بيت الله ما قال الله عز وجل: " سواء العاكف فيه والباد " وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادئ على الحاضر حتى يقضى حجه، وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله عز وجل: " في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم " وكان فرعون هذه الأمة .

46 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن ابن أبي عمير إلى أن قال: وعنه عن عبد الرحمن عن حماد عن حريز قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الطواف يعنى لأهل مكة ممن جاور بها أفضل أو الصلاة؟فقال: الطواف للمجاورين أفضل، والصلاة لأهل مكة والقاطنين بها أفضل من الطواف .

47 - وعنه عن عبد الرحمن عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري وحماد وهشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام الرجل بمكة سنة فالطواف أفضل، وإذا قام سنتين خلط من هذا وهذا، فإذا أقام ثلاث سنين فالصلاة أفضل .

48 - موسى بن القاسم حدثنا عبد الرحمن عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أقام بمكة سنتين فهو من أهل مكة لا متعة له، فقلت لأبي جعفر عليه السلام: أرأيت إن كان له أهل بالعراق وأهل بمكة؟قال: فلينظر أيهما الغالب عليه فهو من أهله .

49 - وعنه عن محمد بن عذافر عن عمر بن يزيد قال قال أبو عبد الله عليه السلام: المجاور بمكة يتمتع بالعمرة إلى الحج إلى سنتين فإذا جاوز سنتين كان قاطنا وليس له ان يتمتع .

50 - وعنه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: لأهل مكة ان يتمتعوا؟فقال: لا، ليس لأهل مكة أن يتمتعوا، قال: قلت: فالقاطنون بها؟قال: إذا أقاموا سنة أو سنتين صنعوا كما يصنع أهل مكة، فإذا أقاموا شهرا فان لهم ان يتمتعوا، قلت: من أين؟قال: يخرجون من الحرم، قلت: من أين يهلون بالحج؟قال: من مكة نحوا مما يقول الناس .

51 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم قال: نزلت فيمن يلحد في أمير المؤمنين عليه السلام ويظلمه .

52 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " كل ظلم يظلم به الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ من الظلم فانى أراه الحادا، ولذلك كان ينهى ان يسكن الحرم .

53 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان ومعاوية بن حفص عن منصور جميعا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو عبد الله في المسجد الحرام فقيل له: ان سبعا من سباع الطير على الكعبة لا يمر به شئ من حمام الحرم الا ضربه؟فقال: انصبوا له واقتلوه فإنه قد الحد في الحرم .

54 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين عليه السلام، فالحدوا في البيت بظلمهم الرسول ووليه فبعدا للقوم الظالمين .

55 - في الكافي ابن أبي عمير عن معاوية قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " كل ظلم إلحاد، وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الالحاد .

56 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " و من يرد فيه بالحاد بظلم " قال: كل ظلم الحاد وضرب الخادم في غير ذنب .

57 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي ولاد وغيره من أصحابنا عن أبي - عبد الله عليه السلام في قول الله عز ذكره: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم " فقال: من عبد فيه غير الله عز وجل، أو تولى فيه غير أولياء الله فهو ملحد بظلم، وعلى الله تبارك وتعالى ان يذيقه من عذاب اليم .

58 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابان عن حكيم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أدنى الالحاد؟فقال: ان الكبر أدناه .

59 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا ثم قال: وعنه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " قال: كل الظلم فيه الحاد حتى لو ضربت خادمك ظلما خشيت أن يكون الحادا .

60 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل: " ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم " فقال: كل ظلم يظلم الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شئ، من الظلم فانى أراه الحادا، ولذلك كان يتقى ان يسكن الحرم .

61 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار قال: حدثني إسماعيل بن جابر قال: كنت فيما بين مكة والمدينة انا وصاحب لي فتذاكرنا الأنصار فقال أحدنا: هم نزاع من قبائل، وقال أحدنا: هم من أهل اليمن قال: فانتهينا إلى أبى عبد الله عليه السلام وهو جالس في ظل شجرة، فابتدأ الحديث ولم نسأله فقال: ان تبعا لما أن جاء من قبل العراق وجاء معه العلماء وأبناء الأنبياء، فلما انتهى إلى هذا الوادي لهذيل أتاه ناس من بعض القبائل فقالوا: انك تأتى أهل بلدة قد لعبوا بالناس زمانا طويلا حتى اتخذوا بلادهم حرما، ونبيهم ربا أو ربة، فقال: إن كان كما يقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذريتهم، وهدمت بنيتهم، قال: فسالت عيناه حتى وقعتا على خديه قال: فدعا العلماء وابنا الأنبياء فقال: انظروني أخبروني لما أصابني هذا؟قال: فأبوا ان يخبروه حتى عزم عليهم قالوا: حدثنا بأي شئ حدثت نفسك؟قال: حدثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبى ذريتهم وأهدم بنيتهم، فقالوا: انا لا ندري الذي أصابك الا لذلك، قال: ولم هذا؟قالوا: لان البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكانه ذرية إبراهيم خليل الرحمن، فقال: صدقتم فما مخرجى مما وقعت فيه؟قالوا: تحدث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يرد عليك قال: فحدث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتى ثبتتا مكانهما، قال: فدعا بالقوم الذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم، ثم أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوما كل يوم مأة جزور (4) حتى حملت الجفان إلى السباع في رؤس الجبال، ونثرت الاعلاف في الأودية للوحش، ثم انصرف من مكة إلى المدينة فأنزل بها قوما من أهل اليمن من غسان وهم الأنصار، وفى رواية أخرى كساه النطاع وطيبه .

62 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تعالى يقول في كتابه: وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود فينبغي للعبد أن لا يدخل مكة الا وهو طاهر، وقد غسل عرقه والأذى وتطهر .

63 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله تبارك وتعالى حول الكعبة عشرين ومأة رحمة، منها ستون للطائفين، وأربعون للمصلين، و عشرون للناظرين .

64 - في تهذيب الأحكام روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمران الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أتغتسل النساء إذا أتين البيت؟قال: نعم ان الله تعالى يقول: " وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود " وينبغي للعبد ان لا يدخل الا وهو طاهر، قد غسل عنه العرق والأذى وتطهر .

65 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون ان الله عز وجل خلق آدم على صورته فقال: هي صورة محدثة مخلوقة، اصطفاها الله واختارها على ساير الصور المختلفة، فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه، والروح إلى نفسه، فقال: " بيتي " وقال: " ونفخت فيه من روحي " .

66 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه والحسين بن محمد عن عبد الله بن عامر ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن عقبة بن بشير عن أحدهما عليهما السلام قال: إن الله تعالى أمر إبراهيم ببناء الكعبة وان يرفع قواعدها ويرى الناس مناسكهم، فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كل يوم ساقا حتى انتهى إلى موضع الحجر الأسود، قال أبو جعفر عليه السلام: فنادى أبو قبيس إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ثم إن إبراهيم عليه السلام اذن في الناس بالحج، فقال: أيها الناس انى إبراهيم خليل الله، ان الله أمركم ان تحجوا هذا البيت فحجوه، فأجابه من يحج إلى يوم القيامة، فكان أول من أجابه من أهل اليمن .

67 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد وعلى ابنا الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائني عن موسى بن قيس بن أخي عمار بن موسى الساباطي عن مصدق عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم ان اذن في الناس بالحج أخذ الحجر الذي فيه أثر قدميه وهو المقام، فوضعه بحذاء البيت، لاصقا بالبيت بحيال الموضع الذي هو فيه اليوم ثم قام عليه فنادى بأعلى صوته بما امره الله عز وجل به، فلما تكلم بالكلام لم يحتمله الحجر فغرقت رجلاه فيه، فقلع إبراهيم عليه السلام رجله من الحجر قلعا، فلما كثر الناس وصاروا إلى الشر والبلاء ان ازدحموا عليه فرأوا ان يضعوه في هذا الموضع الذي هو فيه ليخلوا الطواف لمن يطوف بالبيت، فلما بعث الله عز وجل محمدا صلى الله عليه وآله رده إلى الموضع الذي وضعه فيه إبراهيم عليه السلام فما زال فيه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وفى زمن أبى بكر وأول ولاية عمر، ثم قال عمر: قد ازدحم الناس على هذا المقام فأيكم يعرف موضعه في الجاهلية؟فقال رجل: انا أخذت قدره بقدر، قال: والقدر عندك؟قال: نعم قال: فأت به فجاء به فامر بالمقام فحمل ورد إلى الموضع الذي هو فيه الساعة .

68 - وباسناده إلى الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته لم جعلت التلبية؟فقال: ان الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا فنادى فأجيب من كل فج عميق .

69 - أبى رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الله عز وجل إبراهيم وإسماعيل ببناء البيت وتم بناؤه وأمره ان يصعد ركنا ثم ينادى في الناس: الا هلم الحج، الا هلم الحج فلوا نادى هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ أنسيا مخلوقا، ولكن نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال: لبيك داعى الله، لبيك داعى الله، فمن لبى عشرا حج عشرا ومن لبى خمسا حج خمسا، ومن لبى أكثر فبعدد ذلك ومن لبى واحدة حج واحدة، ومن لم يلب لم يحج .

70 - وباسناده إلى غالب بن عثمان عن رجل من أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله جل جلاله لما أمر إبراهيم عليه السلام ينادى في الناس بالحج، قام على المقام فارتفع به حتى صار بإزاء أبى قبيس، فنادى في الناس في الحج، فاسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى أن تقوم الساعة .

71 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر إبراهيم وإسماعيل ببناء البيت وتم بناؤه .

قعد إبراهيم على ركن ثم نادى: هلم الحج، فلو نادى: هلموا، وذكر مثل ما نقلنا عن كتاب العلل .

72 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه: واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق فأمر المؤذنين ان يؤذنوا بأعلى أصواتهم بان رسول الله صلى الله عليه وآله يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالي (5) والاعراب، واجتمعوا لحج رسول الله صلى الله عليه وآله وانما كانوا تابعين ينظرون ما يؤمرون ويتبعونه، أو يصنع شيئا فيصنعونه، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أربع بقين من ذي قعدة، فلما انتهى إلى ذي الحليفة زالت الشمس فاغتسل ثم خرج حتى اتى المسجد الذي عند الشجرة، فصلى فيه الظهر، وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء عند الميل الأول، فصف الناس سماطين (6) فلبى بالحج مفردا، وساق الهدى ستا وستين أو أربعا وستين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

73 - في عوالي اللئالي وروى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: انما الحاج الشعث (7) الغبر يقول الله لملائكته: انظروا إلى زوار بيتي قد جاؤني شعثاء غبراء من كل فج عميق .

74 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: " واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق " يقول: الإبل المهزولة، وقرأ: " يأتون من كل فج عميق " قال: ولما فرع إبراهيم من بناء البيت امره الله ان يؤذن في الناس بالحج، فقال: يا رب ما يبلغ صوتي فقال الله اذن، عليك الاذان وعلى البلاغ، و ارتفع على المقام وهو يومئذ ملصق بالبيت، فارتفع به المقام حتى كان أطول من الجبال، فنادى وادخل إصبعه في اذنه واقبل بوجهه شرقا وغربا يقول: أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فأجيبوا ربكم، فأجابوه من تحت البحور السبع ومن بين المشرق والمغرب، إلى منقطع التراب من أطراف الأرض كلها ومن أصلاب الرجال، ومن أرحام النساء بالتلبية: لبيك اللهم لبيك، أولا ترونهم يأتون يلبون؟فمن حج من يومئذ إلى يوم القيامة فهم ممن استجاب الله وذلك قوله: " فيه آيات بينات مقام إبراهيم " يعنى نداء إبراهيم على المقام .

75 - في مجمع البيان وفى الشواذ قراءة ابن عباس رجالا بالتشديد والضم، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام .

76 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه قرأ: تأتون .

77 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن الربيع بن خثيم قال: شهدت أبا عبد الله عليه السلام وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض، فكان كلما بلغ الركن اليماني أمرهم فوضعوه بالأرض، فأخرج يده من كوة المحمل حتى يجرها على الأرض ثم يقول: ارفعوني فلما فعل ذلك مرارا في كل شوط قلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله ان هذا يشق عليك! فقال: انى سمعت الله عز وجل يقول: ليشهدوا منافع لهم فقلت: منافع الدنيا أو منافع الآخرة؟فقال: الكل .

78 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن أبي المغراء عن سلمة بن محرز قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ جاءه رجل يقال له: أبو الورد، فقال لأبي عبد الله: رحمك الله انك لو كنت أرحت بدنك من المحمل؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا الورد انى أحب ان اشهد المنافع التي قال الله عز وجل: " ليشهدوا منافع لهم " انه لا يشهدها أحد الا نفعه الله، اما أنتم فترجعون مغفورا لكم، واما غيركم فيحفظون في أهاليهم وأموالهم .

79 - في مجمع البيان " ليشهدوا منافع لهم " وقيل: منافع الآخرة وهي العلو والمغفرة وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام .

80 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل، وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذات، والتقرب بالعبادة إلى الله عز وجل، والخضوع والاستكانة والذل، شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف، دائبا في ذلك دائما، وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة والرهبة إلى الله تعالى، ومنه ترك قساوة القلب وجساوة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء الأمل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد، ومنفعة من في شرق الأرض وغربها، ومن في البر والبحر ممن يحج ومن لا يحج من تاجر و جالب وبايع ومشتر وكاسب ومسكين، وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، كذلك ليشهدوا منافع لهم .

81 - وفى باب العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا عليه السلام مرة بعد مرة وشيئا بعد شئ، فان قال: فلم أمر بالحج؟قيل: لعلة الوفادة إلى الله تعالى وطلب الزيادة وذكر كما ذكر محمد بن سنان وزاد بعد قوله في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها، مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلى كل صقع (8) وناحية كما قال الله عز وجل: " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يرجعون وليشهدوا منافع لهم " .

82 - في عوالي اللئالي وروى عن الصادق عليه السلام ان الذكر في قوله: و يذكروا اسم الله هو التكبير عقيب خمس عشرة صلاة أولها ظهر العيد، وروى عن الباقر عليه السلام مثله .

83 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول: قال علي عليه السلام في قول الله عز وجل: ويذكروا اسم الله في أيام معلومات: قال: أيام العشر .

84 - وبهذا الاسناد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ويذكروا اسم الله في أيام معلومات " قال: هي أيام التشريق .

85 - أبى رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أحمد بن علي الصلت عن يونس بن عبد - الرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " واذكروا اسم الله في أيام معدودات " قال: المعلومات والمعدودات واحدة وهن أيام التشريق .

86 - في تهذيب الأحكام موسى بن القاسم عن عبد الرحمن عن حماد بن عيسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أبى عليه السلام: " اذكروا الله في أيام معلومات " قال: عشر ذي الحجة، وأما معدودات قال: أيام التشريق .

87 - العباس وعلي بن السندي جميعا عن حماد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قال علي عليه السلام في قول الله: " واذكروا الله في أيام معلومات " قال: أيام العشر، وقوله: " واذكروا اسم الله في أيام معدودات " قال: أيام التشريق .

88 - في مجمع البيان واختلف في هذه الأيام قيل هي أيام التشريق يوم النحر وثلاثة أيام بعده، والمعدودات أيام العشر، وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام .

89 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبد الله بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: " انما الصدقات للفقراء والمساكين " قال: الفقير الذي لا يسأل الناس، و المسكين أجهد منه، والبائس أجهدهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

90 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وأطعموا البائس والفقير قال: هو الزمن الذي لا يستطيع ان يخرج لزمانته .

91 - في الكافي باسناده إلى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وستقف عليه مسندا عند قوله تعالى: " وأطعموا القانع والمعتر " انشاء الله تعالى وفيه: والبائس هو الفقير .

92 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل ستقف عليه عند قوله: " وأطعموا القانع والمعتر " والبائس والفقير .

93 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن داود بن النعمان عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول ورأى الناس بمكة و ما يعملون قال: فقال: فعال كفعال الجاهلية، أما والله ما أمروا بهذا وما أمروا الا أن يقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم، فيمروا بنا فيخبرونا بولايتهم، ويعرضوا عليها نصرتهم .

94 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أحرمت فعليك بتقوى الله، إلى أن قال: وقال: اتق المفاخرة و عليك بورع يحجزك عن معاصي الله، فان الله تعالى يقول: ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق قال أبو عبد الله عليه السلام: من التفث أن تتكلم في في احرامك بكلام قبيح، فإذا دخلت مكة وطفت بالبيت تكلمت بكلام طيب، فكان ذلك كفارة .

95 - أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: انى حين نفرنا من منى أقمنا أياما ثم حلقت رأسي طلب التلذذ، فدخلني من ذلك شئ، فقال: كان أبو الحسن صلوات الله عليه إذا خرج من مكة فأتى بثيابه حلق رأسه قال: وقال في قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: التفث تقليم الأظفار، وطرح الوسخ وطرح الاحرام.

96 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجل نسي أن يقصر من شعره وهو حاج حتى ارتحل من منى؟قال: ما يعجبني ان يلقى شعر رأسه الا بمنى، وقال في قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: هو الحلق وما في جلد الانسان .

97 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن سليمان عن زياد القندي عن عبد الله بن سنان عن ذريح المحاربي قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان الله امرني في كتابه بأمر فأحب ان أعمله قال: وما ذاك؟قلت: قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: ليقضوا تفثهم لقاء الامام، وليوفوا نذورهم تلك المناسك، قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك قول الله تعالى: " ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم "؟قال: اخذ الشارب وقص الأظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك ان ذريح المحاربي حدثني عنك بأنك قلت: " ثم ليقضوا تفثهم " لقاء الامام " وليوفوا نذورهم " تلك المناسك؟فقال: صدق وصدقت، ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح؟ .

98 - حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله جل ثناؤه: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: هو ما يكون من الرجل في احرامه، فإذا دخل مكة فتكلم بكلام طيب كان ذلك كفارة لذلك الذي كان منه .

99 - في من لا يحضره الفقيه وروى حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " ثم ليقضوا تفثهم " قال: التفث حقوق الرجل من الطيب، فإذا قضى نسكه حل له الطيب .

100 - وروى ربعي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " ثم ليقضوا تفثهم " فقال: قص الشارب والأظفار .

101 - وفى رواية النضر عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان التفث هو الحلق وما في جلد الانسان .

102 - وفى رواية البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: التفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام عنه .

103 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي - نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: " ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم " قال: تقليم الأظفار وطرح الوسخ عنك، والخروج من الاحرام " وليطوفوا بالبيت العتيق " طواف الفريضة .

104 - في تهذيب الأحكام محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد قال: قال أبو الحسن عليه في قول الله عز شأنه: " وليطوفوا بالبيت العتيق " قال: طواف الفريضة طواف النساء .

105 - وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن يحيى الصيرفي عن حماد الناب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وليطوفوا بالبيت العتيق " قال: هو طواف النساء .

106 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في قول النبي صلى الله عليه وآله انا ابن الذبيحين حديث طويل وفى آخره: وكانت لعبد المطلب خمس سنن أجراها الله في الاسلام، حرم نساء الاباء على الأبناء، إلى قوله: وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط .

107 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصيته له: يا علي أن عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الاسلام، حرم نساء الاباء على الأبناء إلى قوله: ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط، فأجرى الله ذلك في الاسلام .

108 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عز وجل قال للملائكة: " انى جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فردوا على الله عز وجل هذا الجواب، فندموا فلاذوا بالعرش واستغفروا، فأحب الله عز وجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الصراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الصراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور، ثم أمر آدم عليه السلام فطاف به فتاب الله عز وجل عليه، فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة .

109 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن علي بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لأي شئ سما الله العتيق؟فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الأرض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فإنه لا رب له الا الله وهو الحر (9) ثم قال: إن الله تعالى خلقه قبل الأرض (10) ثم خلق الأرض من بعده فدحاها من تحته .

110 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبان بن عثمان عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى الله البيت العتيق؟قال: هو بيت حر عتيق من الناس لم يملكه أحد .

111 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه ومحمد بن علي عن علي بن النعمان عن سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق عتق الحرم معه كف عنه الماء .

112 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أراد الله هلاك قوم نوح وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق .

113 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: وانما سمى البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق .

114 - وباسناده إلى ذريح بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أغرق الأرض كلها يوم نوح الا البيت، فيومئذ سمى العتيق لأنه أعتق يومئذ من الغرق، فقلت له: أصعد إلى السماء؟فقال: لا لم يصل إليه الماء ورفع عنه .

115 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن المغيرة عن يحيى بن عبادة عن أبي عبد الله عليه السلام انه سمعه يقول: الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور الغناء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

116 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى الخزاز عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الزور؟قال: منه قول الرجل للذي يغنى: أحسنت .

117 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة بن مهران عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور قال الغناء .

118 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن درست عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " قال: الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور، الغنا .

119 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " قال الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا .

120 - في مجمع البيان " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " وروى أصحابنا ان اللعب بالشطرنج والنرد وساير أنواع القمار من ذلك " واجتنبوا قول الزور " وروى أصحابنا انه يدخل فيه الغنا وساير الأقوال الملهية .

121 - وروى أيمن بن خزيم عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: خطبنا فقال: أيها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله " ثم قرأ فاجتنبوا الرجس من الأوثان و اجتنبوا قول الزور " .

122 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرجس من الأوثان الشطرنج، وقول الزور الغنا وقوله: حنفاء لله أي طاهرين .

123 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " حنفاء لله غير مشركين به " وعن الحنيفية؟فقال: هي الفطرة التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله قال: فطرهم على المعرفة .

124 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما يكون الجزاء يضاعف في ما دون البدنة حتى تبلغ البدنة فإذا بلغ البدنة فلا يضاعف لأنه أعظم ما يكون، قال الله عز وجل: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .

125 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله تعالى: " ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " قال: تعظيم البدن وجودتها قوله عز وجل: لكم فيها منافع إلى أجل مسمى قال: البدن يركبها المحرم من موضعه الذي يحرم فيه غير مضر بها ولا معنف عليها، وإن كان لها لبن يشرب من لبنها إلى يوم النحر .

126 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " لكم فيها منافع إلى أجل مسمى " قال: إن احتاج إلى ظهرها ركبها من غير عنف عليها، وإن كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها (11) .

127 - في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عنه في قول الله عز وجل: " لكم فيها منافع إلى أجل مسمى " قال: إن احتاج إلى ظهرها ركبها من غير أن يعنف عليها، وإن كان لها لبن حلبها حلابا لا ينهكها .

128 - في مجمع البيان " لكم فيها " أي في الشعائر " منافع " فمن تأول ان الشعائر الهدى قال: إن منافعها ركوب ظهرها وشرب لبنها إذا احتيج إليها وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام .

129 - في تفسير علي بن إبراهيم - قوله عز وجل: فله أسلموا وبشرا المخبتين قال: العابدين .

130 - قوله عز وجل: فاذكروا اسم الله عليها صواف قال: تنحر قائمة .

131 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " واذكروا اسم الله عليها صواف " قال: ذلك حين تصف للنحر، تربط يديها ما بين الخف إلى الركبة، ووجوب جنوبها إذا وقعت على الأرض .

132 - في مجمع البيان وقيل: هو ان تنحر وهي صافة أي قائمة، ربطت يداها ما بين الرسغ (12) أن الخف إلى الركبة عن أبي عبد الله عليه السلام .

133 - وقرأ أبو جعفر عليه السلام " صوافن " بالنون .

134 - في الكافي حميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله، فإذا وجبت جنوبها قال: إذا وقعت على الأرض فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يلوى شدقه غضبا (13) والمعتر المار بك لتطعمه .

135 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان ابن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، والسائل الذي يسألك في يديه، والبائس هو الفقير .

136 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن مولى لأبي عبد الله عليه السلام قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام دعا ببدنه فنحرها، فلما ضرب الجزارون عراقيبها (14) فوقعت إلى الأرض وكشفوا شيئا عن سنامها (15) قال: اقطعوا وكلوا منها فان الله تعالى يقول: " فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا " .

137 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن عبد الله ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تصرم بالليل ولا تحصد بالليل ولا تصلح بالليل ولا تبذر بالليل، فإنك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر، فقلت: ما القانع والمعتر؟قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يمر بك فيسألك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

138 - في تهذيب الأحكام روى موسى بن القاسم عن النخعي عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله تعالى: " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " فقال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، والسائل الذي يسألك في يده، والبائس الفقير.

139 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى الأزرق قال: قلت لأبي إبراهيم عليه السلام: الرجل يعطى الضحية من يسلخها بجلدها، قال: لا بأس به، انما قال الله عز وجل: " فكلوا منها وأطعموا " والجلد لا يؤكل ولا يطعم .

140 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " فإذا وجبت جنوبها " قال: وقعت على الأرض " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " قال: القانع الذي يرضى بما أعطيته ولا يسخط ولا يكلح ولا يرتد شدقه غضبا و المعتر المار بك تطعمه .

141 - وبهذا الاسناد علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن سيف التمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ان سعيد بن عبد الملك قدم حاجا فلقى أبى عليه السلام فقال: انى سقت هديا فيكف أصنع؟فقال: أطعم أهلك شيئا، وأطعم القانع ثلثا، وأطعم المسكين ثلثا، قلت: المسكين هو السائل؟قال: نعم والقانع يقنع بما أرسلت إليه من البضعة فما فوقها، والمعتر يعتريك لا يسألك .

142 - في عوالي اللئالي وروى معاوية بن عمار عن الصادق عليه السلام قال: إذا ذبحت أو نحرت فكل وأطعم، كما قال الله: " فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر " .

143 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي - نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القانع والمعتر؟قال: القانع الذي يقنع بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك .

144 - في تفسير علي بن إبراهيم " فكلوا منها القانع والمعتر " قال: القانع الذي يسأل فتعطيه، والمعتر الذي يعتريك ولا يسأل .

145 - في مجمع البيان وفى رواية الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القانع الذي يسأل فيرضى بما اعطى، والمعتر الذي يعترى رحلك ممن لا يسأل .

146 - وقال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: القانع الذي يقنع بما أعطيته ولا يسخط ولا يلوى شدقه غضبا، والمعتر المار بك لتطعمه .

147 - وروى عنهم عليهم السلام انه ينبغي ان يطعم ثلاثة، ويعطى القانع والمعتر ثلاثة، ويهدى لأصدقائه الثلث الباقي .

148 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما علة الأضحية؟قال: إنه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها إلى الأرض، وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب قال الله عز وجل: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ثم قال: انظر كيف قبل الله قربان هابيل و رد قربان قابيل؟ .

149 - في جوامع الجامع وروى أن الجاهلية كانوا إذا نحروا لطخوا البيت بالدم، فلما حج المسلمون أرادوا مثل ذلك فنزلت .

150 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: لتكبروا الله على ما هداكم قال: التكبير أيام التشريق في الصلوات بمنى في عقيب خمس عشرة صلاة، وفى الأمصار عقيب عشر صلوات .

151 - قوله عز وجل اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير قال: نزلت في علي وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف .

152 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " قال: إن العامة يقولون: نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن أولياء الدم وطلاب الترة .

153 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام أنه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه وآله بقتال ولا اذن له فيه، حتى نزل جبرئيل بهذه الآية: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " وقلده سيفا .

154 - وفيه أيضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجئ مشجوج و مضروب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ويشكون ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الآية بالمدينة وهي أول آية نزلت في القتال .

155 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين .

156 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " الذي اخرجوا من ديارهم بغير حق " قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وأمه وأخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة وقتل بالطف .

157 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام " الذين اخرجوا من ديارهم " قال: نحن، نزلت فينا.

158 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد: الذين اخرجوا من ديارهم وأخيفوا .

159 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله، ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عز وجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟فقال: ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من أولئك؟قال، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي رحمك الله . قال: إن الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا، ويستدل ببعضها على بعض إلى أن قال عليه السلام: ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط، فقال سبحانه وتعالى: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله " وذلك أن جميع ما بين السماء والأرض لله عز وجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في أيدي المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه وآله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه ما أفاء الله (16) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع إلى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول الله عز وجل " فان فأوا فان الله غفور رحيم " أي رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم " وقال: : " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصحلوا بينهما فان بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " أي ترجع " فان فاءت " أي رجعت " فاصلحوا بينهما بالعدل و اقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله: تفئ ترجع، فذلك الدليل على أن الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار، فإنما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار إياهم فذلك قوله: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ما كان المؤمنون أحق به منهم . وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التي وصفناها، وذلك أنه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما، ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التي اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما، وإذا كان مظلوما كان مأذونا في الجهاد، لقوله عز وجل: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغي ويجب جهاده حتى يتوب، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء إلى الله عز وجل، لأنه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في - القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الآية " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " في المهاجرين الذين اخرجوا أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم إياهم واذن لهم في القتال . فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب؟فقال: لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم إلى قتال جموع كسرى وقيصر وغير أهل مكة من قبائل العرب سبيل، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لاخراجهم إياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الآية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الآية مرتفعة الفرض عمن بعدهم، إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة باخراجهم من ديارهم وأموالهم، فقاتلوهم بإذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كل دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم، فقد قاتلوهم بإذن الله تعالى لهم في ذلك (17) وبحجة هذه الآية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التي شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لأنه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لأنه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه إلى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون (18) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة، والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التي وصف بها أهلها من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما اذن لهم (19) في الجهاد، لان حكم الله تعالى في الأولين والآخرين وفرائضه عليهم سواء الا من علة أو حادث يكون، والأولون والآخرون أيضا في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الآخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الأولون، ويحاسبون عما به يحاسبون .

ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتى يفئ بما شرط الله تعالى عليه، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالآماني التي نهى الله تعالى عنها من هذه الأحاديث الكاذبة على الله، التي يكذبها القرآن ويتبرء منها، ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فإنه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهي غاية الأعمال في عظم قدرها، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه، فإنه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهي طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرايط الله عز وجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علمناكم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم و اشترى منهم أنفسهم وأموالهم بالجنان، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله، فان رأى أنه قد وفى بها وتكاملت فيه فإنه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد، وان أبى ان لا يكون مجاهدا على ما فيه من الاصرار على المعاصي و المحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عز وجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمري جاء الأثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر أن يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولا قوة الا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير .

160 - في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمد عليهما السلام: " وصلوات " بضم الصاد واللام .

161 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر عبادة الأئمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال: الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الأمور وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة " فهذه لآل محمد إلى آخر الآية، والمهدى وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتى لا يرى أين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر .

162 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب موسى بن جعفر والحسين بن علي (ع) في قوله تعالى: " الذين ان مكناهم في الأرض أقاموا الصلواة " قال: هذه فينا أهل البيت .

163 - في مجمع البيان " وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر " وقال أبو جعفر عليه السلام: نحن هم .

164 - وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام في قوله: وبئر معطلة أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه .

165 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق .

166 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق .

167 - حدثنا أبي رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق .

168 - وباسناده إلى عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل أنه قال: أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك .

169 - في أصول الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر عن أبي الحسن مثله .

170 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: هو مثل لآل محمد صلوات الله عليهم قوله: " وبئر معطلة " هو الذي لا يستقى منها وهو الامام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت ظهوره " والقصر المشيد " هو المرتفع، وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله: " ليظهره على الدين كله " وقال الشاعر في ذلك: بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لآل محمد متطرف فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى * والبئر علمهم الذي لا ينزف .

171 - في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: أو لم يسيروا في الأرض قال: معناه: أو لم ينظروا في القرآن .

172 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنه قال: تاه (20) من جهل، واهتدى من أبصر وعقل، ان الله عز وجل يقول: فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر، اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته، وأقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدى، فإنهم علامات الأمانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

173 - في كتاب الخصال عن علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما العيب، و أمر آخرته، ، وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه .

174 - في كتاب التوحيد عن الزهري عن علي بن الحسين عليهما السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخرة ثم التفت إلى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه .

175 - في تفسير علي بن إبراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب .

176 - في روضه الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبي المقدام عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: انما شيعتنا أصحاب الأربعة الأعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، الا وان الخلايق كلهم كذلك، الا ان الله عز وجل فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم .

177 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي عن أحمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبي الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: وأعمى العمى عمى القلب، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة .

178 - في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: انما الأعمى عمى القلب فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .

179 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الا لأهل الصفا والبصيرة، قال الله تعالى: " فاعتبروا يا ولى الابصار ".وقال عز من قائل: " فإنها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما .

180 - في عوالي اللئالي وقال صلى الله عليه وآله: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عيني قلبه فيشاهد بها ما كمان غائبا عنه .

181 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ويستعجلونك بالعذاب وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا: فأين العذاب؟فاستعجلوه فقال الله عز وجل: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون .

182 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " لابثين فيها أحقابا " قال: الأحقاب ثمانية أحقاب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون .

183 - في ارشاد المفيد رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه قال عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الأرض له شرف الا هدمها، وجعلها جماء (21) ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف (22) والميازيب إلى الطرقات، ولا ترك بدعة الا أزالها، ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم (23) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون؟قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون: ان تغير فسد؟قال: ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، قد شق الله القمر لنبيه صلى الله عليه وآله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون .

184 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه: واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها .

185 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الآية " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " .

186 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبي يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنه قال قال أبو عبد الله عليه السلام: الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث إلى أحد وعليه امام مثل ما كان إبراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل إلى طائفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: " وأرسلناه إلى مأة ألف أو يزيدون " قال: يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام، والذي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم، وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام حتى قال الله: " انى جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي "؟فقال الله: " لا ينال عهدي الظالمين " من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما .

187 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " و كان رسولا نبيا " ما الرسول وما النبي؟فقال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته؟قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث .

188 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن إسماعيل بن مرار قال: كتب الحسن بن العباس المعروفي إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبي والامام؟قال: فكتب - أو قال -: الفرق بين الرسول والنبي والامام، ان الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل عليه السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي، وربما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام، والنبي ربما سمع الكلام وربما رأى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص .

189 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الأحول قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟قال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا (24) فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمد صلى الله عليه وآله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيل عليه السلام ويكلمه بها قبلا، ومن الأنبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، واما المحدث فهو الذي يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه .

190 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن حسان عن ابن فضال عن علي بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله عز وجل: " وما أرسلنا من قبلك من رسولا ولا نبي ولا محدث " قلت: جعلت فداك ليست هذه قرائتنا فما الرسول والنبي والمحدث؟قال: الرسول الذي يظهر له الملك فيكلمه، والنبي هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث الذي سمع الصوت ولا يرى الصورة . قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وانه من الملك؟قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الأنبياء .

191 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما .

192 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن إسحاق بن عبد - العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله اتخذ إبراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذ نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه إماما، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة .

193 - محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال على علي بن الحسين عليهما السلام يوما فقال: يا حكم هل تدرى الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس؟قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين، أعلم بذلك تلك الأمور العظام قال: فقلت: لا والله لا اعلم، قال: ثم قلت: الآية تخبرني بها يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: هو والله قول الله عز ذكره: " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث " وكان علي بن أبي طالب محدثا، فقال له رجل يقال له: عبد الله بن زيد كان أخا على لامه: سبحان الله محدثا! - كأنه ينكر ذلك - فأقبل عليه أبو جعفر فقال: اما والله ان ابن أمك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلما قال له ذلك سكت الرجل، فقال: هي التي هلك فيها أبو الخطاب (25) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي .

194 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الرحمان ابن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أول وصى كان على وجه الأرض هبة الله ابن آدم، وما من نبي مضى الا وله وصى، وكان جميع الأنبياء مأة ألف نبي، وعشرين ألف نبي منهم خمسة أولو العزم، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله، وان علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد عليهما السلام، وورث علم الأوصياء وعلم من كان قبله، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الأنبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وسيد الشهداء، وفى رواية العرش: على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وامامنا اليقين، فأي حجة يكون أبلغ من هذا؟ .

195 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى: نوح وإبراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء .

196 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبي وعشرون ألف نبي فليزر قبر الحسين بن علي عليهما السلام في النصف من شعبان، فان أرواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم .

197 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثي عن أبي ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته إلى أن قال قلت: يا رسول الله كم النبيون؟قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي، قلت: كم المرسلون منهم؟قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا (26) قلت: من كان أول الأنبياء؟قال: آدم، قلت: من الأنبياء مرسلا؟قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر أربعة من الأنبياء سريانيون: آدم وشيث واخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم، ونوح عليه السلام، وأربعة من الأنبياء من العرب: هود و صالح وشعيب وانا وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمأة نبي .

198 - وباسناده إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: خلق الله عز وجل مأة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله مأة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى، فعلى أكرمهم وأفضلهم، وبإسناد آخر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله نحوه .

199 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل (27) ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حليفا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم، وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية؟فقال: هود وشعيب وصالح وإسماعيل ومحمد صلوات الله عليهم، وسأله من خلق الله تعالى من الأنبياء مختونا؟فقال: خلق الله آدم مختونا، وولد شيث مختونا، وإدريس ونوح وسام بن نوح وإبراهيم وداود وسليمان ولوط وإسماعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين .

200 - في بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبي ولا رسول الا ارسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا .

201 - علي بن إسماعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: إن علم على في آية من القرآن، قال: وكتمنا الآية، قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الآية، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن علي ابن الحسين عليهما السلام ان علم على في آية من القرآن وكتمنا الآية، قال: اقرأ يا حمران، " وما أرسلنا من رسولا ولا نبي " قال فقال أبو جعفر عليه السلام: " وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدث " قال: كان على محدثا، قالوا: ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه؟قال: قلت: من يحدثه؟قال: ملك يحدثه، قلت: أقول: إنه نبي أو رسول؟قال: لا ولكن قل: مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذي القرنين .

202 - العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرسول والنبي والمحدث؟قال: الرسول الذي يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبي الذي يرى في منامه فما رأى فهو كما رأى، و المحدث الذي يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه، وينكت في اذنه (28).

203 - محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن النبي والرسول والمحدث؟قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلمه، فهذا الرسول، والنبي الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم، ونحو ما كان يأتي رسول الله من السبات (29) إذا اتاه جبرئيل هكذا النبي، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم، والنبي الذي يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه، واما المحدث فهو الذي يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام .

204 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فيذكر رجل ذكره لنبيه صلى الله عليه وآله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته يعنى انه ما من نبي تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم إلى دار الإقامة الا القى الشيطان المعرض بعداوته عند فقده في الكتاب الذي عليه ذمه والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين، فلا تقبله ولا يصغى إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بان يحمى أوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالانعام حيث قال: " بل هم أضل سبيلا " .

205 - في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبي صلى الله عليه وآله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله: " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " القى الشيطان في تلاوته: وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون فلما انتهى إلى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم، وهذا الخبر ان صح محمول على أنه كان يتكرر فلما بلغ إلى هذا الموضع ذكر أسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته عليه السلام انه يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته، فوهم ان ذلك من القرآن، فأضافه سبحانه إلى الشيطان، لأنه انما حصل باغوائه ووسوسته، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله، وقيل: إن المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث، وقيل إنه كان عليه السلام إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات واتى بكلام على سبيل الحجاج لهم، فلما تلى الآيات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الانكار عليهم، وعلى ان الامر بخلاف ما قالوه وظنوه، وليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة، ولان الكلام في الصلاة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد .

206 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي " إلى قوله: " والله عليم حكيم " فان العامة رووا ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في الصلاة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته، فلما انتهى إلى هذه الآية: " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى " اجرى إبليس على لسانه فإنها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي، ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومي وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد، فقالت قريش: قر أقر محمد بشفاعة اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه: " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان " واما الخاصة فإنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله أصابه خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له: هل عندك من طعام؟قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء على بعدهما، فأنزل الله عز وجل في ذلك: " وما أرسلنا من قبلك من رسولا ولا نبي ولا محدث الا إذا تمنى القى الشيطان في أمنيته " يعنى أبا بكر وعمر " فينسخ الله ما لقى الشيطان " يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعدهما " ثم يحكم الله آياته للناس " يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة يعنى فلانا و فلانا للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يعنى إلى الامام المستقيم ثم قال: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه أي في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى يأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذاب يوم عقيم قال: العقيم: الذي له في الأيام ثم قال: الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم فأولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين و المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فقال جل ذكره: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا وماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا إلى قوله تعالى: لعليم حليم .

207 - في جوامع الجامع " الملك يومئذ لله " إلى قوله: " وان الله لعليم حليم " وروى أنهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا، فما لنا ان متنا معك؟فأنزل الله هاتين الآيتين .

208 - في مجمع البيان ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية روى أن الآية نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم، فقالوا: إن أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم .

209 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل: " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله " فهو رسول الله صلى الله عليه وآله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم إلى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة و الوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبي سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله طلب يريد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر: ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل لست من خندف ان لم أنتقم * من بنى أحمد ما كان فعل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل وكذاك الشيخ أوصاني به * فاتبعت الشيخ فيما قد سأل وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل): يقول والرأس مطروح يقلبه * يا ليت أشياخنا الماضون بالحضر حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به * أيام بدر لكان الوزن بالقدر فقال الله تبارك وتعالى: " ومن عاقب " يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله " بمثل ما عوقب به " يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه " ثم بغى عليه لينصرنه الله " يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده .

210 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه الاثني عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفى آخره يقول صلى الله عليه وآله: ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عز وجل السماء أن تقع على الأرض الا باذنه وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها (30).

211 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: بنا يمسك السماء ان تقع على الأرض الا باذنه، وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها .

212 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ: " ان الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا ان أمسكهما من أحد من بعده انه كان حليما غفورا " يقولها عند الزلزلة ويقول: ويمسك السماء ان تقع على الأرض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم .

213 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله عز وجل: ولكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه أي مذهبا يذهبون به .

214 - في جوامع الجامع فلا ينازعنك في الامر روى أن بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله؟يعنون الميتة .

215 - في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشاني عن عبد الرحمن بن الأشل بياع الأنماط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت قريش يلطخ الأصنام التي كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر، ثم يلبون فيقولون: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك، قال: فبعث الله ذبابا اخضر له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسلك والعنبر شيئا الا أكله، وأنزل الله عز وجل: يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب .

216 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن علي عليه السلام حديث طويل و فيه: فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: ان لله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس .

217 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " الله يصطفى من الملائكة رسلا " أي يختار، وهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل عليه السلام " ومن الناس " الأنبياء والأوصياء، ومن الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و آله وعليهم، ومن هؤلاء الخمسة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن الأوصياء أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا .

218 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض إلى قوله: ثم استعبدها بطاعته فقال عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح .

219 - في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان؟قال: نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما .

220 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: إن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة، فقال: " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: " وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " .

221 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن علي القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا .

222 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من هم بشئ من الخير فليعجله فان كل شئ فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة .

223 - في عيون الأخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اصطنعوا الخير إلى من هو أهله، والى من هو ليس من أهله، فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله .

224 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأس العقل بعد الايمان التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر .

225 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم قال: إيانا عنى ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك و تعالى في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق ملة أبيكم إبراهيم إيانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين الله عز وجل سمانا المسلمين من قبل في الكتب التي مضت وفى هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فرسول الله صلى الله عليه وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه .

226 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد ابن عائذ عن عمر بن أذينة عن بريد العجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قال الله عز وجل: " ملة أبيكم إبراهيم " قال: إيانا عنى خاصة " هو سماكم المسلمين من قبل " في الكتب التي مضت " وفى هذا " القرآن " ليكون الرسول عليكم شهيدا " فرسول الله صلى الله عليه وآله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب يوم القيامة كذبناه .

227 - في عيون الأخبار باسناده إلى ابن أبي عبدون عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا، وقال له: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج زيد بن علي فقتل، ولولا مكانك منى لقتلته فليس ما اتاه بصغير؟فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي عليه السلام، فإنه كان من علماء آل محمد، غضب لله تعالى فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام انه سمع أباه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: رحم الله عمى زيدا انه دعا إلى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عمى ان رضيت أن تكون المصلوب بكناسة فشأنك؟فلما ولى قال جعفر بن محمد عليه السلام: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء؟فقال الرضا عليه السلام ان زيد بن علي عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان اتقى لله تعالى من ذلك، أنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد، وانما جاء ما جاء فيمن يدعى ان الله تعالى نص عليه ثم يدعوا إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الآية: " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم " .

228 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرأة حسن التبعل، لا يخرج المؤمن إلى الجهاد وهو مع من لا يؤمن في الحكم ولا ينفذ في الفئ (31) أمر الله تعالى من مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا، والاساطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية .

229 - عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن غضب لله تعالى غضب الله له .

230 - عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة؟فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام الا مع فرض وجهاد سنة فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، واما الجهاد الذي هو سنة لا يقام الا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الأمة، ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الأمة وهو سنة على الامام ان يأتي العدو مع الأمة فيجاهدهم، واما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها واحيائها فالعمل و السعي فيها من أفضل الأعمال، لأنه احياء سنة، قال النبي صلى الله عليه وآله، من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ .

231 - في محاسن البرقي عنه عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج " في الصلاة والزكاة والصوم والخير، إذا تولوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وأولى الامر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم .

232 - في جوامع الجامع وفى الحديث ان أمتي أمة مرحومة .

233 - في الاستبصار باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجنب يجعل الزكاة أو النور فيدخل إصبعه فيه قال: إن كانت يده قذرة فأهرقه، وإن كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه، هذا مما قال الله تعالى: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " .

234 - وباسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا نسافر فربما بلينا بالغدير من المطر يكون إلى جانب القرية فيكون فيه العذرة، ويبول فيه الصبي، ويبول فيه الدواب وتروث؟فقال: ان عرض في قلبك منه شئ فقال هكذا، يعنى افرج الماء بيدك، ثم توضأ فان الدين ليس بمضيق، فان الله عز وجل يقول: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " .

235 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري فجعلت على إصبعي مرارة كيف أصنع بالوضوء؟قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عز وجل، قال الله: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " امسح عليه .

236 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان قال: حدثني محمد بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل الجنب ينتهى إلى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه وليس معه اناء يغرف به ويداه قذرتان؟قال: يضع يده ثم يتوضأ ثم يغتسل، هذا مما قال الله عز وجل: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " .

عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن علي بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري، ونقل كما نقلنا عن التهذيب سواء .

237 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مما اعطى الله أمتي وفضلهم به على ساير الأمم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها الا نبي، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وان الله تبارك وتعالى اعطى أمتي ذلك حيث يقول: " وما جعل عليكم في الدين من حرج " يقول: من ضيق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

238 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذي انزل على نبيه صلى الله عليه وآله: " فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم " فخرج النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهي حمع (32) ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وقريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله " يعنى إبراهيم وإسماعيل واسحق في افاضتهم منهما، ومن كان بعدهم، فما رأت قريش أن قبة رسول الله صلى الله عليه وآله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتى انتهى إلى نمرة وهي بطن عرنة (33) بحيال الأراك و ضربت الناس أخبيتهم عندها .

239 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام أنه قال: ليس على ملة إبراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

240 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: مما أعطى الله أمتي وفضلهم به على سائر الأمم أعطاهم ثلاث خصال يعطها الا نبي، وذلك أن الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه، وان الله تبارك وتعالى جعل أمتي شهيدا على الخلق حيث يقول: " ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

241 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى خبر ان قوله تعالى: " هو سماكم المسلمين من قبل " فدعوة إبراهيم وإسماعيل لآل محمد عليهم السلام، فإنه لمن لزم الحرم من قريش حتى جاء النبي صلى الله عليه وآله ثم اتبعه وآمن به، واما قوله تعالى: " ليكون الرسول عليكم شهيدا " النبي يكون على آل محمد شهيدا ويكونون شهداء على الناس .

242 - عبد الله بن الحسن عن زين العابدين عليه السلام في قوله تعالى: " لتكونوا شهداء على الناس " قال: نحن هم .

243 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: نحن حجج الله في خلقه ونحن شهداء الله واعلامه في بريته .

244 - وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في جمع من المهاجرين والأنصار بالمسجد أيام خلافة عثمان: أنشدكم الله أتعلمون ان الله عز وجل أنزل في سورة الحج: " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير " إلى آخر السورة فقال سليمان فقال: يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم؟فقال عليه السلام: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة، قال سليمان: بينهم لنا يا رسول الله! قال: أنا وأخي وأحد عشر من ولدى؟قالوا اللهم نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

245 - في مجمع البيان، فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وروى عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا تقبل الصلاة الا بالزكاة .


1. قطب: زوى ما بين عينيه وعبس. .

2. الوهج - متحركة -: حر النار. .

3. المقمع: العمود من حديد. .

4. الجزور: الناقة التي تنحر. .

5. العوالي: قرى بظاهر المدينة، .

6. أي صفين. .

7. الشعث - ككتف -: المنتف الشعر. الحاف الذي لم يدهن المغبر الرأس. .

8. الصقع بمعنى الناحية أيضا. .

9. وفى نسخة وهو الحق " لكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه وهو الحر. .

10. قال الفيض (ره) في الوافي: هذا وجه آخر لتسميته بالعتيق إذا العتيق يقال له كريم. .

11. نهك الضرع: استوفى جميع ما فيه .

12. الرسغ - بالضم -: مفصل ما بين الساق والقدم والساعد والكف من كل دابة. .

13. كلح في وجهه: عبس والوى شدقه: أعرض به. والشدق: جانب الفم. .

14. العراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان ومن الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها. .

15. السنام: حدبة في ظهر البعير. وبالفارسية " كوهان ". .

16. وفى المصدر " مما أفاء الله " وفى الوافي " فما أفاء الله " .

17. قال المجلسي (ره): حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في أيدي المشركين كان من أموال المسلمين، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة، والمهاجرين ظلموا من هذه الجهة، ومن جهة اخراجهم من خصوص مكة. .

18. وفى بعض النسخ " أمر المؤمنين " ولعله الأوفق بالسياق لقوله " ومنعه منه ". .

19. أي لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله. .

20. تاه: هلك وذهب. .

21. جماء أي ملساء .

22. الكنف: بناء فوق باب الدار .

23. وهي جبال في نواحي طالقان. .

24. أي عيانا ومقابلة. .

25. وهو محمد بن مقلاص الأسدي الكوفي من الغلاة الملعونين، كان يقول: إن الأئمة الأنبياء لما سمع انهم محدثون ولم يفرق بين المحدث والنبي، ثم عدل عنه وكان يقول: إنهم آلهة. .

26. أي مجتمعين كثيرين. .

27. كون ذي لكفل هو يوشع عليه السلام أحد الأقوال فيه، وقيل إنه: زكريا، وقيل الياس، وقيل: حزقيل، وقيل: إنه وصى اليسع بن اخطوب. .

28. نكت الشئ بقضب أو بإصبع: ضربه به فأثر فيه. .

29. السبات - بالضم -: النوم، وقيل خفته وقيل: ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب .

30. ماد الشئ: تحرك واضطرب. .

31. وفى نسخة " ولا ينفد في الغى " ولم أظفر على الحديث في الخصال. .

32. من أسماء مزدلفة وسميت بذلك لاجتماع الناس بها. .

33. عرنة - بضم العين وفتح الراء كهمزة: موضع بعرفات وليس من الموقف. .