قال عز من قائل: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا﴾

122 - في تهذيب الأحكام في أدعية نوافل شهر رمضان: سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم .

123 - في مجمع البيان وقال ابن عباس: ان النبي صلى الله عليه وآله قال لجبرئيل: ما منعك ان تزورنا أكثر مما تزورنا؟فنزل وما نتنزل الا بأمر ربك الآية .

124 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث وفيه يقول عليه السلام: ان الله تعالى لا يسهو ولا ينسى وانما ينسى ويسهو المخلوق والمحدث، الا تسمعه عز وجل يقول: وما كان ربك نسيا.

125 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لرجل سأله عما اشتبه عليه من آيات الكتاب: واما قوله: " وما كان ربك نسيا " فان ربنا تبارك وتعالى علوا كبيرا ليس بالذي ينسى، ولا يغفل بل هو الحفيظ العليم .

ويقول فيه عليه السلام للسائل أيضا: واما قوله: هل تعلم له سميا فان تأويله: هل يعلم أحد اسمه الله غير الله تبارك وتعالى، فإياك ان تفسر القرآن برأيك حتى تفقه عن العلماء، فإنه رب تنزيل يشبه بكلام البشر وهو كلام الله وتأويله لا يشبه كلام البشر، كما ليس شئ من خلقه يشبهه كذلك لا يشبه فعله تبارك وتعالى شيئا من أفعال البشر، ولا يشبه شئ من كلامه بكلام البشر، فكلام الله تبارك وتعالى صفته، وكلام البشر أفعالهم، فلا تشبه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتضل .

126 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن علي بن أسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا قال: فقال: لا مقدرا ولا مكونا .

127 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن أبي - عمير عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: " أو لم ير الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " قال: لم يكن شيئا في كتاب ولا علم .

128 - في تفسير علي بن إبراهيم " أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " أي لم يكن ذكره، ثم أقسم عز وجل بنفسه فقال: فو ربك يا محمد لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا قال: على ركبهم وقوله عز وجل: وان منكم الا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا يعنى في البحار إذا تحولت نيرانا يوم القيمة .

129 - وفى حديث آخر: هي منسوخة بقوله عز وجل: " ان الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون " .

130 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: " وان منكم الا واردها " قال: أما تسمع الرجل يقول: وردنا بنى فلان فهو الورود ولم يدخله .

131 - في مجمع البيان قال السدى: سألت مرة الهمداني عن هذه الآية فحدثني ان عبد الله بن مسعود حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم، فأولهم كلمع البرق، ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس، ثم كالراكب ثم كشد الرجل، ثم كمشيه .

132 - وروى أبو صالح غالب بن سليمان عن كثير بن زياد عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود، فقال قوم: لا يدخلها مؤمن . وقال آخرون: يدخلونها جميعا ثم ينجى الله الذين اتقوا، فلقيت جابر بن عبد الله فسألته فأومى بإصبعيه إلى اذنيه وقال: صمتا ان لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر الا يدخلها، فيكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم حتى أن للنار - أو قال لجهنم: - ضجيجا من بردها، ثم ينجى الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا .

133 - وروى مرفوعا عن يعلى بن منبه عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: تقول النار للمؤمن يوم القيمة: جزيا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبي .

134 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سئل عن المعنى فقال: ان الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد، ويجمع عليها الخلق ثم ينادى المنادى: أن خذي أصحابك وذرى أصحابي فوالذي نفسي بيده لهى أعرف بأصحابها من الوالدة بولدها .

135 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وروى أنه لا يصيب أحدا من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها، وانما يصيبهم الألم عند الخروج منها، فتكون تلك الآلام جزاءا بما كسبت أيديهم وما الله بظلام للعبيد .

136 - في مجمع البيان متصل بقوله: من الوالدة بولدها وقيل: إن الفائدة في ذلك ما روى في بعض الأخبار ان الله تعالى لا يدخل أحدا الجنة حتى يطلعه على النار وما فيها من العذاب، ليعلم تمام فضل الله عليه وكمال لطفه واحسانه إليه، فيزداد لذلك فرحا وسرورا بالجنة ونعيمها، ولا يدخل أحدا النار حتى يطلعه على الجنة وما فيها من أنواع النعيم والثواب ليكون ذلك زيادة عقوبة له وحسرة على ما فاته من الجنة ونعيمها، وقد ورد في الخبر أن الحمى من قيح جهنم .

137 - وروى أن رسول الله صلى الله عليه وآله عاد مريضا فقال: ابشر ان الله عز وجل يقول: الحمى هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار .

138 - في الكافي محمد عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن سعدان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: الحمى رائد الموت (1) وهي سجن المؤمن في الأرض، وهي حظ المؤمن من النار .

139 - محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن الهيثم بن أبي مسروق عن شيخ من أصحابنا يكنى بابى عبد الله عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمى رائد الموت، وسجن الله تعالى في أرضه، وفورها من جهنم، وهي حظ كل مؤمن من النار .

140 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن ابن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وإذا تتلى عليهم آياتنا قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما و أحسن نديا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله دعا قريشا إلى ولايتنا فتنفروا وأنكروا " فقال الذين كفروا " من قريش " للذين آمنوا " الذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت: " أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا " تعييرا منهم، فقال الله ردا عليهم: وكم أهلكنا قبلهم من قرن من الأمم السابقة " هم أحسن أثاثا ورئيا " .

141 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: " وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا " قال: عنى به الثياب والاكل والشراب وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: الأثاث المتاع، واما رئيا فالجمال والمنظر الحسن .

142 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن ابن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا قال: كلهم كانوا في ضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولا بولايتنا، فكانوا ضالين مضلين فليمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا . فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا، قلت: قوله: حتى إذا رأوا ما يوعدون اما العذاب واما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا قال: اما قوله: " حتى إذا رأوا ما يوعدون " فهو خروج القائم وهو الساعة، فسيعلمون ذلك اليوم وما نزل بهم من الله على يدي قائمه . فذلك قوله: " من هو شر مكانا " يعنى عند القائم عليه السلام " وأضعف جندا " قلت: قوله: ويزيد الله الذين اهتدوا هدى قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم عليه السلام، حيث لا يجحدونه و لا ينكرونه .

143 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا قال: الباقيات هو قول المؤمن: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .

144 - وحدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعانا يققا (2) ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت لهم: وما نفقتكم؟قالوا: قول المؤمن في الدنيا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر . فإذا قال بنينا و إذا أمسك أمسكنا . قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وفى بعض النسخ دخلت الجنة فرأيت فيها ملائكة يبنون الخ وقد نقلنا في تفسير " الباقيات الصالحات " في سورة الكهف جملة شافية من الاخبار فراجع .

145 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ان العاص بن وائل بن هشام القرشي ثم السهمي وهو أحد المستهزئين وكان لخباب بن الأرت على العاص بن وائل حق، فأتاه يتقاضاه، فقال له العاص: ألستم تزعمون أن في الجنة الذهب والفضة والحرير؟قال: بلى، قال: فموعد ما بيني وبينك الجنة فوالله لأوتين فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا، يقول الله عز وجل: اطلع على الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا والضد القرين الذي يقرن به .

146 - حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا الحسين ابن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا " يوم القيامة أي يكون هؤلاء الذين اتخذوهم آلهة من دون الله ضدا يوم القيمة ويتبرؤون منهم ومن عبادتهم إلى يوم القيمة، ثم قال: ليس العبادة هي السجود ولا الركوع وانما هي طاعة الرجال، من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده، وقوله عز وجل: انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا قال: لما طغوا فيها وفى فتنتها وفى طاعتهم ومد لهم في طغيانهم وضلالتهم ارسل عليهم شياطين الإنس والجن " تؤزهم أزا " أي تنخسهم نخسا، و تحصنهم على طاعتهم وعبادتهم، فقال الله عز وجل: فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا أي في طغيانهم وفتنتهم وكفرهم .

147 - وفى تفسيره متصل بقوله " وإذا أمسك أمسكنا " عند قوله: " والباقيات الصالحات " وقوله: " ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا " قال: نزلت في مانعي الزكاة والمعروف، يبعث الله عليهم سلطانا أو شيطانا فينفق ما يجب عليه من الزكاة في غير طاعة الله ويعذبه على ذلك، وقوله تبارك وتعالى: فلا تعجل عليهم انما نعد لهم عدا فقال لي: ما هو عندك؟قلت: عندي عدد الأيام، قال: لا، ان الاباء والأمهات ليحصون ذلك ولكن عدد الأنفاس .

148 - في الكافي محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن علي بن إسماعيل الميثمي عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قول الله عز وجل: " انما نعد لهم عدا " قال: ما هو عندك؟قلت: عدد الأيام، قال: إن الاباء والأمهات يحصون ذلك ولكنه عدد الأنفاس .

149 - في نهج البلاغة من كلامه عليه السلام: نفس المرء خطاه إلى أجله .

150 - وقال عليه السلام: كل معدود متنقص وكل متوقع آت .

151 - في عيون الأخبار حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن يحيى المعاذي قال: حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان، قال: خرج علينا رجلان من الري برسالة بعض السلاطين بها إلى الأمير نصر بن أحمد ببخارا وكان أحدهما من أهل الري والاخر من أهل قم، وكان القمي على المذهب الذي كان قديما بقم في النصب وكان الرازي متشيعا، فلما بلغا نيسابور قال الرازي للقمي: ألا نبدء بزيارة الرضا عليه السلام ثم نتوجه إلى بخارا؟فقال القمي: قد بعثنا سلطاننا برسالة إلى الحضرة ببخارا فلا يجوز لنا أن نشتغل بغيرها حتى نفرغ منها، فقصدا بخارا وأديا ورجعا حتى حاذيا طوس، فقال الرازي للقمي: الا نزور الرضا عليه السلام؟فقال: خرجت من قم مرجئا ولا أرجع إليها رافضيا، قال: فسلم الرازي أمتعته ودوابه إليه وركب حمارا وقصد مشهد الرضا عليه السلام وقال لخدام المشهد: خلوا لي المشهد هذه الليلة، وادفعوا إلى مفتاحه ففعلوا ذلك، قال: فدخلت المشهد وغلقت الباب وزرت الرضا عليه السلام ثم قمت عند رأسه وصليت ما شاء الله تعالى، وابتدأت في قراءة القرآن من أوله قال: فكنت أسمع صوتا بالقرآن كما أقرء، فقطعت صلاتي ودرت المشهد كله وطلبت نواحيه فلم أر أحدا، فعدت إلى مكانه وأخذت في القراءة من أول القرآن فكنت أسمع مثل ما اقرأ حتى بلغت آخر مريم فقرأت: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا فسمعت الصوت من القبر: " يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنم وردا " حتى ختمت القرآن وختم، فلما أصبحت رجعت إلى نوقان فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة، فقالوا هذا في اللفظ والمعنى مستقيم لكنا لا نعرف في قراءة أحد قال فرجعت إلى نيسابور فسئلت من المقرئين عن هذه القراءة فلم يعرفها أحد منهم حتى رجعت إلى الري فسئلت بعض المقرئين عن هذه القراءة فقلت: من قرء " يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنم وردا "؟فقالوا لي: أين جئت بهذا؟فقلت: وقع لي احتياج إلى معرفتها في أمر حدث، فقال: هذه قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله من رواية أهل البيت عليهم السلام ثم استحكاني السبب الذي من أجله سألت عن هذه القراءة فقصيت عليه القصة وصحت لي القراءة .

152 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن سنان عن أبي الجارود قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله و أهل بيتي؟ .

153 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن شريك العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل على صلوات الله عليه رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير قوله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " قال: يا علي الوفد لا يكون الا ركبانا، أولئك رجال اتقوا الله عز وجل فأحبهم، واختصهم ورضى أعمالهم، فسماهم الله متقين، ثم قال: يا علي أما والذي فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ .

154 - وفى حديث آخر قال: إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلالها (3) الإستبرق والسندس و خطامها جذل الأرجوان (4) وأزمتهم من زبرجد، فتطير بهم إلى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله، يزفونهم (5) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم، وعلى باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مأة ألف من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مكوكبة (6) قال: فيسقون منها شربة فيطهر الله عز وجل قلوبهم من الحسد ويسقط عن أبشارهم الشعر . وذلك قوله عز وجل: " وسقاهم ربهم شرابا طهورا " من تلك العين المطهرة، ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها، وهي عين الحياة، فلا يموتون أبدا . ثم قال: يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الآفات والأسقام والحر والبرد، قال فيقول الجبار جل ذكره للملائكة الذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنة ولا تقفوهم مع الخلائق، قد سبق رضائي عنهم ووجبت لهم رحمتي، فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات، فتسوقهم الملائكة إلى الجنة، فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا (7) فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله عز وجل وأعدها لأوليائه، فيتباشروا إذ سمعوا صوت صرير الحلقة ويقول بعضهم لبعض: قد جاءنا أولياء الله فيفتح لهم الباب، فيدخلون الجنة و يشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين، فيقلن: مرحبا بكم فما كان أشد شوقنا إليكم، ويقول لهم أولياء الله مثل ذلك، فقال على صلوات الله عليه: من هؤلاء يا رسول الله؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي هؤلاء شيعتك المخلصون في ولايتك، و أنت امامهم وهو قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " على الرحائل، " ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا " . في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن إسحاق المدني عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل عن قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا علي أن الوفد لا يكونون الا ركبانا، وذكر نحو ما في تفسير علي بن إبراهيم إلى قوله: ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك .

155 - في محاسن البرقي عنه عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " قال: يحشرون على النجائب .

156 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمان عهدا قال: لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون: الا من اتخذ عند الرحمن عهدا " الا من أذن له بولاية أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله عليه وعليهم فهو العهد عند الله .

157 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن سليمان بن جعفر عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لم يحسن وصيته عند موته كان نقصا في مروته، قلت: يا رسول الله وكيف يوصى عند الموت؟قال: إذا حضرته الوفاة واجتمع الناس إليه قال: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، انى أعهد إليك في دار الدنيا انى أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، و ان محمدا عبدك ورسولك، وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق والحساب حق والقدر والميزان حق، وان الدين كما وصفت وان السلام كما شرعت، وان القول كما حدثت وان القرآن كما أنزلت، وانك أنت الله الحق المبين، جزى الله محمدا خير الجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، اللهم يا عدتي عند كربتي ويا صاحبي عند شدتي ويا وليي في نعمتي: الهى واله آبائي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين، فإنك ان تكلني إلى نفسي أقرب من الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا، ثم يوصى بحاجته وتصديق هذه الوصية في سورة مريم عليها السلام في قوله عز وجل: " لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا " فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويتعلمها، وقال علي عليه السلام: علمنيها رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال: علمنيها جبرئيل عليه السلام . وفى الكافي وتهذيب الاحكام مثل هذه الوصية سواء .

158 - في جوامع الجامع وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وآله قال لأصحابه ذات يوم أيعجز أحدكم ان يتخذ عند كل صباح ومساء عند الله عهدا؟قالوا: وكيف ذاك؟قال: يقول: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة انى أعهد إليك بأنى اشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك، وانك ان تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير، وانى لا أثق الا برحمتك فاجعل لي عندك عهدا توفينيه يوم القيمة، انك لاتخلف الميعاد، فإذا قال ذلك طبع عليه بطابع ووضع تحت العرش، فإذا كان يوم القيمة، نادى مناد: أين الذين لهم عند الله عهد؟فيدخلون الجنة .

159 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: قوله: " لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهدا " قال: الا من دان الله بولاية أمير - المؤمنين والأئمة من بعده، فهو العهد عند الله .

160 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله: عز وجل: وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال هذا حيث قالت قريش: ان لله عز وجل ولدا، وان الملائكة إناث، فقال الله تبارك وتعالى ردا عليهم: لقد جئتم شيئا إدا أي عظيما تكاد السماوات يتفطرن منه يعنى مما قالوه ومما رموه به وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا مما قالوه ومما رموه به ان دعو للرحمن ولدا فقال الله تبارك وتعالى: وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والأرض الا آتي الرحمن عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيمة فردا واحدا واحدا .

161 - حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام أنه قال: إن الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمن ولد، عز الرحمن وجل أن يكون له ولد، وكادت السماوات أن يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك حذارا أن ينزل به العذاب و هذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

162 - وفى متصلا بقوله: واحدا واحدا، قلت: قوله عز وجل: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام هي الود الذي ذكره الله عز وجل .

163 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " قال: ولاية أمير المؤمنين هي الود الذي قال الله .

164 - في تفسير العياشي عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية: " فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك " وذكر حديثا طويلا وفى آخره: ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فأنزل الله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " بنى أمية، فقال: ركع (8) والله لصاع من تمر في شن بال (9) أحب لي مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: " فلعك تارك بعض ما يوحى إليك " الآية .

165 - في مجمع البيان " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " قيل فيه أقوال: أحدها انها خاصة في علي عليه السلام، فما من مؤمن الا وفى قلبه محبة لعلى عليه السلام عن ابن عباس .

وفى تفسير أبى حمزة الثمالي حدثني أبو جعفر الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى: قل اللهم اجعل لي عندك عهدا، واجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فقالهما فنزلت هذه الآية وروى نحوه عن جابر بن عبد الله إلى قوله.

166 - ويؤيد القول الأول ما صح عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لو ضربت خيشوم (10) المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضى فانقضى على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق .

167 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " فإنه قال الصادق عليه السلام كان سبب نزول هذه الآية ان أمير المؤمنين كان جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: قل يا علي: اللهم اجعل لي في قلوب المؤمنين ودا، فأنزل الله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " ثم خاطب الله نبيه صلى الله عليه وآله فقال: فإنما يسرناه بلسانك يعنى القرآن لتبشر به المتقين وتنذر قوما لدا قال: أصحاب الكلام والخصومة .

168 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " هو على و " انما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " قال: انما يسره الله على لس انه حين أقام أمير المؤمنين عليه السلام علما فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله في كتابه " لدا " أي كفارا .

169 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قلت: قوله تبارك وتعالى: " فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " قال: انما يسره الله عز وجل على لسان نبينا صلى الله عليه وآله حين أقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه علما فبشر به المؤمنين، وانذر به الكافرين، وهم الذين ذكرهم الله تعالى: " قوما لدا " أي كفارا قلت: قوله عز وجل: وكم أهلكنا من قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحدا وتسمع لهم ركزا قال: أهلك الله عز وجل من الأمم ما لا تحصون فقال: يا محمد " هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا " أي ذكرا والحمد لله .

170 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: وطئ رسوم منازل من قبلك و ادعهم وناجهم هل تحس منهم من أحد، وخذ موعظتك منهم، واعلم أنك ستلحقهم في اللاحقين .


1. امتعض منه: غضب وشق عليه. .

2. إلى أنها يأتي لتهيئة منزل الموت ولاعلام الناس بنزوله: لان الرائد من هو يأتي قبل المسافر في طلب الكلاء .

3. القيعان جمع القاع: الأرض السهلة المطمئنة قد انفرجت عنها الآكام والجبال. ويقق: شديد البياض. .

4. جلال - ككتاب - جمع الجل وهو للدابة كالثوب للانسان تصان به. .

5. الجذل: أصل الشجر الخشبي والأرجوان: شجرة صغيرة الحجم من فصيلة القرنيات زهرها وردى يظهر في مطلع الربيع قبل الأوراق .

6. زف العروس إلى زوجها: أهداها: قال المجلسي (ره) في مرأة العقول أي يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس إلى زوجها. .

7. كذا في النسخ لكن في المصدر وكتاب الروضة والمنقول عنهما في البحار " مزكية " وهو الظاهر. .

8. صر صريرا: صوت وصاح شديدا. .

9. كناية عن أحدهما وقد مر أيضا في سورة هود وفى المصدر " رمع " وهي كلمة مقلوبة. .

10. الشن. القربة الصغيرة. .