قال عز من قائل: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا﴾
96 - في كتاب كما الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال: أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: الحسن أفضل أم الحسين عليه السلام؟فقال: الحسن أفضل من الحسين .
قلت: فيكف صارت الإمامة بعد الحسين في عقبه دون ولد الحسن؟فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك الا أن يجعل سنة موسى وهارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام، الا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الإمامة، وان الله عز وجل جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون عليهما السلام .
97 - وباسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش موسى عليه السلام مأة وستة وعشرين سنة، وعاش هارون عليه السلام مأة وثلاثة وثلثين سنة.
98 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث من كن فيه كان منافقا وان صام وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، ان الله عز وجل يقول في كتابه: " ان الله لا يحب الخائنين " وقال: " أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين " وفى قوله تعالى: واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا .
99 - ابن أبي عمير عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما سمى إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا في مكان فانتظره سنة، فسماه الله عز وجل صادق الوعد، ثم إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل: ما زلت منتظرا لك .
100 - في عيون الأخبار باسناده إلى سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: أتدري لم سمى إسماعيل صادق الوعد؟قال: قلت: لا أدرى، قال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره .
101 - في كتاب علل الشرايع في باب العلة التي من أجلها سمى إسماعيل بن حزقيل صادق الوعد، حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير ومحمد ابن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) قال: إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه: " واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا " لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل كان نبيا من الأنبياء بعثه الله عز وجل إلى قومه، فأخذوه فسلخوا فروة رأسه (1) ووجهه، فأتاه ملك فقال: ان الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالأنبياء عليهم السلام .
102 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام ان إسماعيل كان رسولا نبيا سلط عليه قومه فقشروا جلدة وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من رب العالمين فقال له: ربك يقرئك السلام ويقول قد رأيت ما صنع بك وقد امرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال: يكون لي بالحسين بن علي عليهما السلام أسوة .
103 - في تفسير علي بن إبراهيم " واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد " قال: وعد وعدا فانتظر صاحبه سنة، وهو إسماعيل بن حزقيل عليه السلام .
104 - في مجمع البيان " واذكر في الكتاب " الذي هو القرآن " إسماعيل " بن إبراهيم " انه كان صادق الوعد " وكان إذا وعد بشئ وفى ولم يخلف " وكان " مع ذلك " رسولا نبيا " إلى جرهم وقد مضى معناه، قال ابن عباس انه واعد رجلا أن ينتظره في مكان ونسي الرجل، فانتظره سنة حتى اتاه الرجل، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام .
105 - وقيل: إن إسماعيل بن إبراهيم مات قبل أبيه، وان هذا هو إسماعيل بن حزقيل بعثه الله إلى قوله، ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام، وذكر نحو ما ذكرنا عن كتاب علل الشرايع .
106 - في كتاب كما الدين وتمام النعمة باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام مأة وعشرين سنة .
107 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام قال: كان بدو نبوة إدريس (ع) انه كان في زمانه ملك جبار، وانه ركب ذات يوم في بعض نزهه فمر بأرض خضرة نضرة لعبد مؤمن من الرافضة (2) فأعجبته فسأل وزرائه لمن هذه الأرض؟قالوا: لعبد مؤمن من عبيد الملك فلان الرافضي -، فدعا به فقال له: أمتعني بأرضك هذه، فقال له: عيالي أحوج إليها منك، قال: فسمني بها أثمن لك (3) قال: لا أمتعك بها ولا أسومك دع عنك ذكرها فغضب الملك عند ذلك وأسف وانصرف إلى أهله وهو مغموم متفكر في أمره، وكانت له امرأة من الأزارقة (4) وكان بها معجبا يشاورها في الامر إذا نزل به، فلما استقر في مجلسه بعث إليها يشاورها في أمر صاحب الأرض، فخرجت إليه فرأت في وجهه الغضب فقالت: أيها الملك ما الذي دهاك (5) حتى بدا الغضب في وجهك قبل فعلك؟فأخبرها بخبر الأرض وما كان من قوله لصاحبها ومن قول صاحبها له، فقالت: أيها الملك انما يغتم ويهتم ويأسف من لا يقدر على التغيير والانتقام، فان كنت تكره ان تقتله بغير حجة فانا أكفيك امره وأصير ارضه إليك بحجة، لك فيها العذر عند أهل مملكتك، قال: وما هي؟قالت: أبعث إليه أقواما من أصحابي ازارقة حتى يأتوك به، فيشهدون عليه عندك انه قد برأ من دينك، فيجوز لك قتله وأخذ أرضه . قال: فافعلي . قال: وكان لها أصحاب من الأزارقة على دينها يرون قتل الرافضة من المؤمنين، فبعث إلى قوم من الأزارقة فأتوها فأمرتهم أن يشهدوا على فلان الرافضي عند الملك انه قد برأ من دين الملك فشهدوا عليه انه قد برئ من دين الملك فقتله واستخلص أرضه، فغضب الله تعالى للمؤمن عند ذلك، فأوحى إلى إدريس: أن ائت عبدي هذا الجبار فقل له: أما رضيت أن قتلت عبدي المؤمن ظلما حتى استخلصت أرضه خالصة لك، فأحوجت عياله من بعده وأجعتهم؟أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل، ولأصلبنك ملكك في العاجل، ولأخربن مدينتك ولأذلن عزك، ولاطعمن الكلاب لحم امرأتك، فقد غرك يا مبتلى حلمي عنك؟فأتاه إدريس عليه السلام برسالة ربه وهو في مجلسه وحوله أصحابه، فقال: أيها الجبار انى رسول الله إليك وهو يقول لك: أما رضيت ان قتلت عبدي المؤمن حتى استخلصت أرضه خالصة لك، وأحوجت عياله من بعده وأجعتهم؟أما وعزتي لانتقمن له منك في الآجل، ولاسلبنك ملكك في العاجل ولأخربن مدينتك ولأذلن عزك ولاطعمن الكلاب لحم امرأتك، فقال الجبار: اخرج عنى يا إدريس فلن تسبقني بنفسك (6) ثم ارسل إلى امرأته فأخبرها بما جاء به إدريس فقالت: لا يهولنك رسالة اله إدريس انا أكفيك أمر إدريس، انا ارسل إليه من يقتله فتبطل رسالة إلهه وكلما جاء به، قال: فافعلي قال: وكان لإدريس أصحاب من الروافض مؤمنون يجتمعون إليه في مجلس له فيأنسون به ويأنس بهم، فأخبرهم إدريس بما كان من وحى الله عز وجل إليه ورسالته إلى الجبار وما كان من تبليغه رسالة الله عز - وجل إلى الجبار، فأشفقوا على إدريس وأصحابه وخافوا عليه القتل وبعثت امرأة الجبار إليه أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوه . فأتوه في مجلسه الذي كان يجتمع إليه فيه أصحابه فلم يجدوه، فانصرفوا وقد رآهم أصحاب إدريس فحسبوا أنهم أتوا إدريس ليقتلوه فتفرقوا في طلبه فلقوه فقالوا له: خذ حذرك يا إدريس فان الجبار قاتلك، قد بعث اليوم أربعين رجلا من الأزارقة ليقتلوك فاخرج من هذه القرية . فتنحى إدريس عن القرية من يومه ذلك، ومعه نفر من أصحابه، فلما كان في السحر ناجى إدريس ربه فقال: يا رب بعثتني إلى جبار فبلغت رسالتك وقد توعدني هذا الجبار بالقتل بل هو قاتلي ان ظفر بي؟فأوحى الله عز وجل إليه: أن تنح عنه واخرج من قريته، وخلني وإياه فوعزتي لأنفذن فيه أمرى، ولأصدقن قولك فيه، وما أرسلتك به إليه، فقال إدريس: يا رب ان لي حاجة، قال الله عز وجل: سل تعطها . قال: أسألك ان لا تمطر السماء على هذه القرية وما حولها وما حوت عليه حتى أسألك ذلك، قال الله عز وجل: يا إدريس إذا تخرب القرية ويشتد جهد أهلها ويجوعون! قال إدريس: وان خربت وجهدوا وجاعوا؟قال الله عز وجل: قد أعطيتك ما سألت ولن أمطر السماء عليهم حتى تسألني ذلك، وأنا أحق من وفى بوعده . فأخبر إدريس أصحابه بما سأل الله من حبس المطر عنهم وبما أوحى الله إليه ووعده أن لا يمطر السماء على قريتهم حتى يسأله ذلك فاخرجوا أيها المؤمنون من هذه القرية إلى غيرها من القرى، فخرجوا منها وعدتهم يومئذ عشرون رجلا، فتفرقوا في القرى وشاع خبر إدريس في القرى بما سأل ربه، وتنحى إدريس إلى كهف من الجبل شاهق (7) فلجأ إليه ووكل الله عز وجل به ملكا يأتيه بطعامه عند كل مساء وكان يصوم النهار فيأتيه الملك بطعامه عند كل مساء، وسلب الله عز وجل عند ذلك ملك الجبار و قتله واخرب مدينته وأطعم الكلاب لحم امرأته غضبا للمؤمن، فظهر في المدينة جبار آخر عاص، فمكثوا بذلك بعد خروج إدريس من القرية عشرين سنة لم تمطر السماء عليهم قطرة من مائها فجهد القوم واشتدت حالهم وصاروا يمتارون الأطعمة (8) من القرى من بعد، فلما جهدوا مشى بعضهم إلى بعض، فقالوا: إن الذي نزل بنا مما ترون لسؤال إدريس ربه أن لا يمطر السماء علينا حتى يسأله هو، وقد تنحى إدريس عنا ولا علم لنا بموضعه والله أرحم بنا منه، فأجمع أمرهم على أن يتوبوا إلى الله ويدعوه ويفزعوا إليه ويسألوه أن يمطر السماء عليهم وعلى ما حوت قريتهم، فقاموا على الرماد و لبسوا المسوح وحثوا على رؤسهم التراب (9) وعجوا إلى الله بالتوبة والاستغفار و البكاء والتضرع إليه فأوحى الله عز وجل إلى إدريس: يا إدريس ان أهل قريتك قد عجوا إلى بالتوبة والاستغفار والبكاء والتضرع، وانا الله الرحمن الرحيم اقبل التوبة وأعفو عن السيئة وقد رحمتهم ولم يمنعني من اجابتهم إلى ما سألوني من المطر الا مناظرتك فيما سألتني أن لا أمطر السماء عليهم حتى تسألني، فاسألني يا إدريس حتى أغيثهم وامطر السماء عليهم .قال إدريس: اللهم إني لا أسئلك ذلك . قال الله عز وجل: ألم تسألني يا إدريس فأجبتك إلى ما سألت، وأنا أسألك ان تسألني فلم لا يجيب مسألتي؟قال إدريس: اللهم لا أسألك، قال: فأوحى الله عز وجل إلى الملك الذي أمره أن يأتي إدريس بطعامه كل مساء أن احبس عن إدريس طعامه ولا تأته به، فلما أمسى إدريس في ليلة يومه ذلك فلم يؤت بطعامه حزن وجاع، فصبر فلما كان في ليلة اليوم الثاني فلم يؤت بطعامه اشتد حزنه وجوعه، فلما كانت الليلة من اليوم الثالث فلم يؤت بطعامه اشتد جهده وجوعه وحزنه و قل صبره، فنادى ربه: يا رب حبست عنى رزقي من قبل أن تقبض روحي؟فأوحى الله عز وجل إليه: يا إدريس جزعت ان حبست عنك طعامك ثلاثة أيام ولياليها، ولم تجزع و تذكر جوع أهل قريتك وجهدهم منذ عشرين سنة، ثم سألتك عند جهدهم ورحمتي إياهم ان تسألني فأمطر عليهم فلم تسألني وبخلت عليهم بمسألتك إياي! فأدبتك بالجوع، فقل عند ذلك وظهر جزعك فاهبط من موضعك فاطلب المعاش لنفسك فقد وكلتك في طلبه إلى جبلتك . فهبط إدريس عليه السلام من موضعه إلى قرية يطلب أكله من جوع، فلما دخل القرية نظر إلى دخان في بعض منازلها فأقبل نحوه، فهجم على عجوز كبيرة وهي ترفق قرصتين لها على مقلاة (10) فقال لها: أيتها المرأة أطعميني فانى مجهود من الجوع، فقالت له: يا عبد الله ما تركت لنا دعوة إدريس فضلا نطعمه أحدا - وحلفت انها ما تملك غيره شيئا - فاطلب المعاش من غير أهل هذه القرية، فقال لها: أطعميني ما أمسك به روحي وتحملني به رجلي إلى أن أطلب، قالت: انهما قرصتان واحدة لي والأخرى لابني فان أطعمتك قوتي مت، وان أطعمتك قوت ابني مات، وما هيهنا فضل أطعمك، فقال لها: " ان ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى به، ويجزيني النصف الآخر فأحيى به وفى ذلك بلغة لي وله، فأكلت المرأة قرصتها وكسرت الأخرى بين إدريس وبين ابنها، فلما رأى ابنها إدريس يأكل من قرصته اضطرب حتى مات، قالت أمه: يا عبد الله قتلت على ابني جزعا على قوته، فقال لها إدريس: فأنا أحييه بإذن الله فلا تجزعي، ثم أخذ إدريس بعضدي الصبي ثم قال: أيتها الروح الخارجة عن بدن هذا الغلام بأمر الله ارجعي إلى بدنه بإذن الله وأنا إدريس النبي، فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله، فلما سمعت أمه كلام إدريس وقوله: أنا إدريس، ونظرت إلى ابنها قد عاش بعد الموت، قالت: اشهد انك إدريس النبي وخرجت تنادى بأعلى صوتها في القرية: أبشروا بالفرج قد دخل إدريس في قريتكم، ومضى إدريس حتى جلس على موضع مدينة الجبار الأول فوجدها وهي تل، فاجتمع إليه أناس من أهل قريته فقالوا له: يا إدريس أما رحمتنا في هذه العشرين سنة التي جهدنا فيها ومسنا الجوع والجهد فيها ؟! فادع الله ان يمطر السماء علينا، قال: لا، حتى يأتيني جباركم هذا وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة فيسألوني ذلك، فبلغ الجبار قوله، فبعث إليه أربعين رجلا يأتوه بإدريس فأتوه فقالوا له: ان الجبار بعثنا إليك لنذهب بك إليه فدعا عليهم فماتوا، فبلغ ذلك الجبار فبعث إليه خمسمأة رجل ليأتوه به فأتوه فقالوا له: يا إدريس ان الجبار بعثنا إليك لنذهب بك إليه، فقال لهم إدريس: انظروا إلى مصارع أصحابكم فقالوا له: يا إدريس قتلتنا بالجوع منذ عشرين سنة ثم تريد أن تدعو علينا بالموت؟أما لك رحمة؟فقال: ما أنا بذاهب إليه وما انا بسائل الله أن يمطر السماء عليكم حتى يأتيني جباركم ماشيا حافيا وأهل قريتكم، فانطلقوا إلى الجبار فأخبروه بقول إدريس وسألوه أن يمضى معهم وجميع أهل قريتهم إلى إدريس مشاة حفاة، فأتوه حتى وقفوا بين يديه خاضعين له طالبين إليه أن يسأل الله عز وجل أن يمطر السماء عليهم، فقال لهم إدريس: اما الان فنعم فسأل الله عز وجل إدريس عند ذلك ان يمطر السماء عليهم وعلى قريتهم و نواحيها، فأظلتهم سحابة من السماء وأرعدت وأبرقت وهطلت عليهم من ساعتهم (11) حتى ظنوا انه الغرق، فما رجعوا إلى منازلهم حتى أهمتهم أنفسهم من الماء (12) 108 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد سأله عن الأيام: فالخميس؟قال: هو يوم خامس من الدنيا و هو يوم أنيس لعن فيه إبليس ورفع فيه إدريس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
109 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن مفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني جبرئيل ان ملكا من الملائكة كانت له عند الله منزلة عظيمة فتعتب عليه فأهبطه من السماء إلى الأرض، فأتى إدريس عليه السلام فقال له: ان لك من الله منزلة فاشفع لي عند ربك، فصلى ثلاث ليال لا يفتر وصام (13) أيامها لا يفطر، ثم طلب إلى الله عز وجل في السحر في الملك، فقال الملك: انك قد أعطيت سؤلك وقد أطلق الله لي جناحي وانا أحب ان أكافيك فاطلب إلى حاجة، فقال تريني ملك الموت لعلى آنس به فإنه ليس يهنيني مع ذكره شئ . فبسط جناحه ثم قال: اركب فصعد به يطلب ملك الموت في السماء الدنيا، فقيل له: اصعد فاستقبله بين السماء الرابعة والخامسة، فقال الملك: يا ملك الموت مالي أراك قاطبا؟(14) قال: العجب انى تحت ظل العرش حيث أمرت ان أقبض روح آدمي بين السماء الرابعة و الخامسة؟فسمع إدريس عليه السلام فامتعض (15) فخر من جناح الملك فقبض روحه مكانه و قال الله عز وجل: ورفعناه مكانا عليا .
110 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن أبي داود عن عبد الله بن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة: أما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي عليه السلام الذي كان يخيط فيه؟.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه و ألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ما شاء الله عز وجل في ذلك البحر، فلما بعث الله عز وجل إدريس عليه السلام جاء ذلك الملك إليه فقال: يا نبي الله ادع الله أن يرضى عنى ويرد جناحي، قال: نعم فدعا إدريس فرد الله عز وجل عليه جناحه ورضى عنه، قال الملك لإدريس: ألك حاجة؟قال: نعم أحب ان ترفعني إلى السماء حتى انظر إلى ملك الموت فإنه لاعيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبا، فسلم إدريس عليه السلام على ملك الموت، فقال له: ما لك تحرك رأسك؟قال: إن رب العزة أمرني ان أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة، فقلت: يا رب وكيف يكون هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثالثة إلى السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الثالثة مسيرة خمسمأة عام، وكل سمائين وما بينهما كذلك فيكف يكون هذا؟ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة، وهو قوله عز وجل: " ورفعناه مكانا عليا " وسمى إدريس لكثرة دراسته الكتب .
112 - وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل ذكرناه أول الاسراء وفيه: ثم صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل فقلت: من هذا يا جبرئيل؟فقال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لي .
113 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لعلي عليه السلام في كلام طويل: هذا إدريس عليه السلام أعطاه الله عز وجل " مكانا عليا " قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطى ما هو أفضل من هذا .ان الله جل ثناؤه قال فيه: : ورفعنا لك ذكرك " فكفى بهذا من الله رفعة .
114 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام قال عليه السلام في قوله تعالى: وممن هدينا واجتبينا: نحن عنينا بها .
115 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تعالى: " ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " قال: كتابا ثابتا، وليس ان عجلت قليلا أو أخرت قليلا بالذي يضرك ما لم تضيع تلك الإضاعة، فان الله عز وجل يقول لقوم: أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا .
116 - في مجمع البيان وقيل: أضاعوها بتأخيرها عن مواقيتها من غير أن تركوها أصلا . وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام .
117 - في جوامع الجامع " واتبعوا الشهوات " رووا عن علي عليه السلام: من بنى الشديد وركب المنظور ولبس المشهور .
118 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سلم من أمتي من أربع خصال فله الجنة: من الدخول في الدنيا، واتباع الهوى، و شهوة البطن، وشهوة الفرج .
119 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: لا يسمعون فيها لغوا يعنى في الجنة الا سلاما ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا قال: ذلك في جنات الدنيا قبل القيمة، والدليل على ذلك قوله تعالى: " بكرة وعشيا " فالبكرة والعشي لا يكون في الآخرة في جنات الخلد وانما يكون الغدو والعشي في جنات الدنيا التي تنتقل إليها أرواح المؤمنين وتطلع فيها الشمس والقمر .
120 - في محاسن البرقي عنه عن النضر بن سويد عن علي بن صامت عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال: شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ما ألقى من الأوجاع والتخم، فقال: تغد وتعش ولا تأكل بينهما شيئا فان فيه فساد البدن، أما سمعت قول الله عز وجل يقول: " لهم رزقهم فيها بكرة وعشيا " .
121 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام محمد بن عبد الله العسقلاني قال: حدثنا النضر بن سويد عن علي بن أبي الصلت عن أخي شهاب بن عبد ربه قال: كأني شكوت إلى أبي عبد الله عليه السلام ما القى من الأوجاع والتخم وذكر إلى آخر ما في كتاب المحاسن .
1. يقال كبش أملح: إذا كان اسود شعره بياض. أو يخالط بياضه سواد. .
2. الفروة: جلدة الرأس بشعرها. .
3. قال المسعودي في اثبات الوصية (ص: 12 ط طهران): وكان من لا يتبعه على كفره ويرفضه يسمى رافضيا " انتهى " وقال بعض: انه عليه السلام عبر بذلك لئلا يتهم أصحابه مما ينابزهم العامة بهذا اللقب، ويعلموا ان ذلك كان ديدن أهل الدنيا سلفا وخلفا وعادتهم. .
4. أي يعنى أعطيك الثمن. .
5. الأزارقة من الخوارج أصحاب نافع بن الأزرق كفروا عليا عليه السلام وأصحابه وجوزوا قتل مخالفيهم وسبى نسائهم فقيل: ان المراد في الحديث ان المرأة كانت بصفة الأزارقة فكما ان الأزارقة يرون غير أهل نحلتهم مشركا ويستحلون دمه وأمواله فكذلك هذه المرأة. .
6. دهى فلانا: أصابه بداهية والداهية: الامر العظيم. .
7. قال المجلسي (ره): فلن تسبقني بنفسك هو تهديد بالقتل، أي لا يمكنك الفرار بنفسك والتقدم بحيث لا يمكنني اللحوق بك لاهلاكها، ولا تغلبني في أمر نفسك بأن تتخلصها منى ويحتمل أن يكون المراد: لا تغلبني متفردا بنفسك من غير معاون فلم تتعرض لي. .
8. الشاهق: المرتفع من الجبال. .
9. أي يجمعونها. .
10. المسوح جمع المسح: الكساء من شعر كثوب الرهبان، ومنه يقال من نسيج الشعر على البدن تقشفا وقهرا للجسد مسح. وحثا التراب: صبه. .
11. المقلاة: وعاء يقلى فيه الطعام. .
12. هطل المطر: نزل متتابعا متفرقا عظيم القطر. .
13. قال في البحار: أي خوف أنفسهم أوقعهم في الهموم، أو لم يهتمهم الا هم أنفسهم وطلب خلاصها، ثم اعلم أن الظاهر أن أمره تعالى إدريس عليه السلام بالدعاء لهم لم يكن على سبيل الحتم والوجوب بل على الندب والاستحباب، وكان غرضه عليه السلام في الأحير وفى طلب القوم أن يأتوه متذللين تنبسيهم وزجرهم عن الطغيان والفساد لئلا يخالفوا ربهم بعد دخوله بينهم، وان أولياء الله يغضبون لربهم أكثر من سخطه تعالى لنفسه لسعة رحمته وعظم حلمه تعالى شأنه. .
14. فتر فلان عن عمله قصر فيه. .
15. قطب: زوى ما بين عينيه وكلح. .