قال عز من قائل: ﴿وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا﴾.

11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الناس لا يشيبون، فأبصر إبراهيم عليه السلام شيبا في لحيته فقال: يا رب ما هذا؟فقال: هذا وقار، فقال: يا رب زدني وقارا .

12 - وباسناده إلى الحسين بن عمار عن نعيم عن أبي جعفر عليه السلام قال: أصبح إبراهيم فرأى في لحيته شيبا بيضاء، فقال: الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ و لم أعص الله طرفة عيني .

13 - وباسناده إلى خالد بن إسماعيل عن أيوب المخزومي عن جعفر بن محمد عليه السلام انه سمع أبا الطفيل يحدث أن عليا عليه السلام يقول: كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم ولم يشب فكان الرجل يأتي النادي (1) فيه الرجل وبنوه، فلا يعرف الأب من الابن فقال: أيكم أبوكم؟فلما كان زمان إبراهيم عليه السلام، قال: اللهم اجعل لي شيبا أعرف به، فقال: فشاب وأبيض رأسه ولحيته .

14 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى العقد ان مروان بن الحكم قال للحسن بن علي عليهما السلام بين يدي معاوية: أسرع الشيب إلى شاربك يا حسن و يقال: إن ذلك من الخرق؟(2) فقال عليه السلام: ليس كما بلغك ولكنا معشر بني هاشم طيبة أفواهنا، عذبة شفاهنا، فنسائنا يقبلن علينا بأنفاسهن، وأنتم معشر بنى أمية فيكم بخر شديد (3) فنسائكم يصرفن أفواهن وأنفاسهن إلى أصداغكم (4) فإنما يشيب منكم موضع العذار .

15 - محاسن البرقي قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال الشيب إلى شواربنا أسرع منه إلى شواربكم؟فقال عليه السلام: ان نسائكم بخرة فإذا دنا أحدكم من امرأته نكهته في وجهه (5) فشاب منه شاربه .

16 - في كتاب الخصال عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشيب في مقدم الرأس يمن، وفى العارضين وفى الذوائب شجاعة، وفى القفا شؤم .

17 - وفيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم، ومن شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيمة .

18 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره .

19 - في تفسير علي بن إبراهيم: ولم أكن بدعائك رب شقيا يقول: لم يكن دعائي خائبا عندك .

20 - في تفسير العياشي أبو إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال: والمحرر للمسجد إذا وضعته، أو دخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم " قالت رب انى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وانى سميتها مريم وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فساهم عليها البتول (6) فأصاب القرعة زكريا، وهو زوج أختها وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء وكانت تصلى فيضئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، فقال: " أنى لك هذا قالت هو من عند الله هنالك دعا زكريا ربه قال إني خفت الموالى من ورائي " إلى ما ذكر الله من قصة زكريا ويحيى.

21 - في مجمع البيان: وانى خفت الموالى قيل: هم العمومة وبنو العم عن أبي جعفر عليه السلام .

22 - وقرأ علي بن الحسين ومحمد بن علي الباقر عليهما السلام: " وانى خفت الموالى " بفتح الخاء وتشديد الفاء وكسر التاء .

23 - في تفسير علي بن إبراهيم " وانى خفت الموالى من ورائي " يقول: خفت الورثة من بعدى وكانت امرأتي عاقرا ولم يكن يومئذ لزكريا ولد يقوم مقامه ويرثه وكانت هدايا بني إسرائيل ونذورهم للأحبار، وكان زكريا رئيس الأحبار وكانت امرأة زكريا أخت مريم بنت عمران بن ما ثان، ويعقوب بن ما ثان وبنو ما ثان إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل وبنو ملوكهم من ولد سليمان بن داود، فقال زكريا: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا .

24 - في بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن محمد بن عمر الزيات عن ابن بابا قال: دخلت على أبى الحسن الرضا عليه السلام وقد ولد أبو جعفر عليه السلام فقال: ان الله قد وهب لي من يرثني ويرث آل داود .

25 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن الفضل بن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مر عيسى ابن مريم عليهما السلام بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب؟فقال: يا رب مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب فأوحى الله عز وجل إليه: انه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما، فلهذا غفرت بما عمل ابنه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ميراث الله عز وجل من عبد المؤمن ولد يعبده من بعده، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام آية زكريا " هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا " .

26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة فدك، وبلغها ذلك، جاءت إليه وقالت له: يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبى؟لقد جئت شيئا فريا؟أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليه السلام: " إذ قال رب هب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

27 - في مجمع البيان وقرأ علي بن أبي طالب وجعفر بن محمد عليهم السلام " يرثني وأرث من آل يعقوب لم نجعل له من قبل سميا " قال أبو عبد الله عليه السلام: وكذلك الحسين عليه السلام لم يكن له من قبل سمى ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحا، قيل له: وما كان بكاؤها؟قال: كانت تطلع حمراء وتغيب حمراء، وكان قاتل يحيى ولد زنا وقاتل الحسين ولد زنا .

28 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى سفيان بن عيينة عن علي بن يزيد عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: خرجنا مع الحسين بن علي عليهما السلام فما نزل منزلا ولا رحل منه الا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال: ومن هوان الدنيا على الله ان رأس يحيى بن زكريا أهدى إلى بغى من بغايا بني إسرائيل . وفى مجمع البيان مثله الا ان فيه وقال يوما: ومن هوان الدنيا " الخ ".

29 - في تفسير علي بن إبراهيم: يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا يقول: لم يسم باسم يحيى أحد قبله، قال رب انى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا فهو اليبس قال كذلك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا صحيح من غير مرض .

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ما نقلنا من تفسير علي بن إبراهيم، متفرقا من قوله " كهيعص " جعفر بن أحمد إلى هنا متصل فيه وفيه بعد قوله: من غير مرض: من هيهنا عن علي بن إبراهيم قال: ثم قص الله قصة مريم وهو ظاهر في أن جميع ذلك رواية .

30 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى: ونظيرك يحيى من خلقي وهبته لامه بعد الكبر من غير قوة بها، أردت بذلك أن يظهر لها سلطاني وتظهر فيك قدرتي .

31 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل يقول فيه عليه السلام: مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عز وجل: يا يحيى خذ الكتاب بقوة آتيناه الحكم صبيا فلما بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين .

32 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج على فأجدت النظر إليه وجعلت انظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد فقال: يا علي أن الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: " وآتيناه الحكم صبيا ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة " فقد يجوز أن يؤتى الحكمة وهو صبي، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهو ابن أربعين سنة .

33 - في مجمع البيان وعن معمر قال: إن الصبيان قالوا ليحيى: اذهب بنا نلعب، قال: ما للعب خلقنا فأنزل الله تعالى: " وآتيناه الحكم صبيا " وروى ذلك عن أبي الحسن الرضا عليه السلام .

34 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام و أحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فهذا يحيى بن زكريا يقال: إنه أوتي الحكم صبيا والحلم والفهم، وأنه كان يبكى من غير ذنب وكان يواصل الصوم؟قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى أفضل من هذا، ان يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية، ومحمد صلى الله عليه وآله أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان وحزب الشيطان، فلم يرغب لهم في صنم قط ولم ينشط لأعيادهم، ولم ير منه كذب قط صلى الله عليه وآله، وكان أمينا صدوقا حليما، وكان يواصل الصوم الأسبوع والأقل والأكثر فيقال له في ذلك فيقول: انى لست كأحدكم، انى أظل عند ربى فيطعمني ويسقين، وكان يبكى صلى الله عليه وآله حتى يبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

35 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب (ره) محمد بن إسحاق بالاسناد جاء أبو سفيان إلى علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن جئتك في حاجة، قال: وفيم جئتني؟قال: تمشى معي إلى ابن عمك محمد فنسأله أن يعقد لنا عقدا، ويكتب لنا كتابا، فقال: يا أبا سفيان لقد عقد لك رسول الله صلى الله عليه وآله عقدا لا يرجع عنه أبدا، وكانت فاطمة عليها السلام من وراء الستر، والحسن يدرج بين يديها، وهو طفل من أبناء أربعة عشر شهرا، فقال لها: يا بنت محمد قولي لهذا الطفل يكلم لي جده فيسود بكلامه العرب والعجم، فأقبل الحسن عليه السلام إلى أبي سفيان وضرب إحدى يديه على أنفه، والأخرى على لحيته، ثم أنطقه الله عز وجل بأن قال: يا أبا سفيان قل: لا إله إلا الله محمد رسول الله حتى أكون شفيعا فقال عليه السلام: الحمد لله الذي جعل من ذرية محمد المصطفى نظير يحيى بن زكريا " آتيناه الحكم صبيا " .

36 - في محاسن البرقي وفى رواية أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قوله في كتابه حنانا من لدنا قال: إنه كان يحيى إذا قال في دعائه يا رب يا الله، ناداه الله من السماء لبيك يا يحيى سل حاجتك .

37 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكارى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في يحيى: " وحنانا من لدنا وزكاة " قال: تحنن الله، قلت: فما بلغ من تحنن الله عليه؟قال: كان إذا قال: يا رب، قال الله عز وجل: لبيك يا يحيى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

38 - في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى احكاما لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال: وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال: " والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا " .

39 - في أصول الكافي أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال لرجل نصراني سأله عن مسائل فأجابه عليه السلام فيها: أعجلك أيضا خبرا لا يعرفه الا قليل ممن قرأ الكتب اخبرني ما اسم أم مريم وأي يوم نفخت فيه مريم، و لكم ساعة من النهار، وأي يوم وضعت مريم فيه عيسى، ولكم ساعة من النهار؟فقال النصراني . لا أدرى، فقال أبو إبراهيم عليه السلام: اما أم مريم فاسمها مرتا وهي وهيبة بالعربية، واما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين وليس للمسلمين عيد كان أولى منه، عظمه الله تبارك وتعالى و عظمه محمد صلى الله عليه وآله، فأمر ان يجعله عيدا فهو يوم الجمعة، واما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلاثاء لأربع ساعات ونصف من النهار، والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟قال: لا، قال: هو الفرات، وعليه شجر النخل والكرم، وليس يساوى بالفرات شئ للكروم والنخل، فأما اليوم الذي حجبت فيه لسانها ونادى قيدوس (7) ولده وأشياعه فأعانوه، وأخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم، فقالوا لها ما قص الله عليك في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته؟وقرأته اليوم الا حدث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

40 - في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد داود عن محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا سعد بن عمرو الزهري قال: حدثني بكر بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام في قوله تعالى: فحملته فانتبذت به مكانا قصيا قال: خرجت من دمشق حتى أتت كربلا، فوضعت في موضع قبر الحسين عليه السلام ثم رجعت من ليلتها .

41 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر فاطمة عليها السلام: فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام، فحملت ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش ولد قط لستة أشهر غير الحسين بن علي عليهما السلام وعيسى بن مريم عليه السلام .

42 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ولم يولد لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي عليهم السلام .

43 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه تناول جيب مدرعتها (8) فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته، كما يكمل الولد في أرحام النساء تسعة أشهر، فخرجت من المستحم (9) وهي حامل فحج مثقل، فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحية من خالتها ومن زكريا، وقيل: كانت مدة حملها تسع ساعات، وهذا مروى عن أبي عبد الله عليه السلام .

44 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن الحسين بن الحسن بن يزيد عن بدر عن أبيه قال: حدثني سلام أبو علي الخراساني عن سلام بن سعيد المخزومي قال: بينا أنا جالس عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه عباد بن كثير عابد أهل البصرة، و ابن شريح فقيه أهل مكة وعند أبى عبد الله ميمون القداح مولى أبى جعفر عليه السلام، فسأله عباد بن كثير فقال: يا أبا عبد الله في كم ثوب كفن رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: في ثلاثة أثواب، ثوبين صحاريين وثوب حبرة (10) وكان في البرد قلة، فكأنما أزور (11) عباد بن كثير من ذلك فقال أبو عبد الله (ع): ان نخلة مريم انما كانت عجوة (12) ونزلت من السماء فما نبت من أصلها كان عجوة، وما كان من لقاط (13) فهو لون، فلما خرجوا من عنده قال عباد بن كثير لابن شريح: والله ما أدرى ما هذا المثل الذي ضربه لي أبو عبد الله (ع)، فقال ابن شريح: هذا الغلام يخبرك فإنه منهم - يعنى ميمون - فسأله، فقال ميمون: اما تعلم ما قال لك؟قال: لا والله، قال: إنه ضرب لك مثل نفسه فأخبرك انه ولد من رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلم رسول الله عندهم، فما جاء من عندهم فهو صواب، وما جاء من عند غيرهم فهو لقاط .

45 - في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي ان رجلا أتى أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقال: يا ابن رسول الله أغثني، قال: وما ذاك؟قال: امرأتي قد أشرفت على الموت من شدة الطلق (14) قال: اذهب واقرأ عليها: فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا ثم ارفع صوتك بهذه الآية: " والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " كذلك اخرج أيها الطلق فاخرج بإذن الله، فإنها تبرأ من ساعتها بإذن الله تعالى .

46 - في مجمع البيان " يا ليتني مت قبل هذا " انما تمنت عليها السلام الموت استحياءا من الناس ان يظنوا بها سوءا عن السدى، وروى عن الصادق عليه السلام لأنها لم تر في قومها رشيدا ذا فراسة ينزهها من السوء .

47 - في تهذيب الأحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان الأحمر عن كثير النوا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: وقد ذكر يوم عاشورا وهذا اليوم الذي ولد فيه عيسى بن مريم عليهما السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

48 - في من لا يحضره الفقيه وروى الحسن بن علي الوشا عن الرضا عليه السلام قال: ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليه السلام، وولد فيها عيسى بن مريم عليهما السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

49 - في مجمع البيان " قد جعل ربك تحتك سريا " قيل: ضرب جبرئيل برجله، فظهر ماء عذب يجرى وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام .

50 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الأربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه، ما تأكل الحامل من شئ ولا تتداوى به أفضل من الرطب، قال الله تعالى لمريم: " وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربي وقرى عينا " .

51 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عدة من أصحابه عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب، فان الله عز وجل قال لمريم عليها السلام: " وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " قيل: يا رسول الله فإن لم يكن إبان الرطب؟(15) قال: سبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم، فان الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل النفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما الا كان حليما، و إن كانت جارية كانت حليمة .

52 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يتخلل بساتين الكوفة فانتهى إلى نخلة فتوضى عندها ثم ركع وسجد، فأحصيت في سجدة خمسمأة تسبيحة، ثم استند إلى النخلة، فدعا بدعوات ثم قال: يا حفص انها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم عليها السلام: " وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا " .

53 - في مجمع البيان وقال الباقر عليه السلام: لم تستشف النفساء بمثل الرطب، ان الله أطعمه مريم .

54 - وروى أنه لم يكن للجذع رأس فضربتها برجلها فأورقت وأثمرت، و انتشر عليها الرطب .

55 - في كتاب الناقب لابن شهرآشوب عبد الله بن كثير قال: نزل أبو جعفر عليه السلام بواد فضرب خباه فيه ثم خرج يمشى حتى انتهى إلى نخلة يابسة، فحمد الله عندها ثم تكلم بكلام لم اسمع بمثله ثم قال: أيتها النخلة أطعمينا ما جعل الله فيك، فتساقطت رطبا أحمر وأصفر فأكل ومعه أبو أمية الأنصاري، فقال: يا أبا أمية هذه الآية فينا كالآية في مريم ان هزت إليها النخلة فتساقطت رطبا جنيا .

56 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد بن يحيى عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكان أبو عبد الله البلخي معه فانتهى إلى نخلة خاوية فقال: أيتها النخلة السامعة الطيبة المطيعة لربها أطعمينا مما جعل الله فيك، قال: فتساقط علينا رطبا مختلفا ألوانه فأكلنا حتى تضلعنا (16) فقال: إليكم سنة كسنة مريم عليها السلام .

57 - الهيثم النهدي عن إسماعيل بن مهران عن عبد الله الكناسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته، قال: فنزلوا في منزل من تلك المنازل تحت نخل يابس قد يبس من العطش، قال: ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري بحذاه تحت نخلة أخرى قال: فقال الزبيري ورفع رأسه: لو كان في هذا النخلة رطب لأكلنا منه؟فقال الحسن عليه السلام: وانك لتشتهي الرطب؟قال: نعم، فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السماء ودعا بكلام لم يفهمه الزبيري، فاخضرت النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا، قال: فقال الجمال الذي اكتروا منه: سحر والله! فقال الحسن عليه السلام: ويلك ليس بسحر ولكن دعوة ابن نبي مجاب، قال: فصعدوا إلى النخلة حتى تصرموا (17) ما كان فيها فأكفاهم .

58 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت مريم: انى نذرت للرحمن صوما أي صوما صمتا - وفى نسخة أخرى أي صمتا - فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم، و غضوا أبصاركم، ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

59 - في من لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عن الصادق عليه السلام أنه قال: إن الصوم ليس من الطعام والشراب وحده، ان مريم قالت " انى نذرت للرحمن صوما " أي صمتا فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا، فان الحسد يأكل الايمان كما يأكل النار الحطب .

60 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب في مناقب أبى جعفر الباقر عليه السلام وسأل طاوس اليماني أبا جعفر عليه السلام عن صوم لا يحجز عن أكل وشرب؟فقال عليه السلام: الصوم من قوله تعالى: " انى نذرت للرحمن صوما " .

61 - في محاسن البرقي وعنه عن أبيه عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذريتي، وليكرهها الأئمة أتباعهم إلى قوله: وما الرفث في الصيام؟قال: ما كره الله لمريم في قوله: " انى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم انسيا " قال: قلت من أي شئ؟قال: من الكذب .

62 - في مجمع البيان . يا أخت هارون قيل فيه أقوال: " أحدها " أن هارون هذا كان رجلا صالحا في بني إسرائيل ينسب إليه كل من عرف بالصلاح عن ابن عباس وقتادة وكعب وابن زيد والمغيرة بن شعبة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله .

63 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله من كتاب عبد الرحمن بن محمد الأزدي وحدثني سماك بن حرب عن المغيرة بن شعبة ان النبي صلى الله عليه وآله بعثه إلى نجران فقالوا: ألستم تقرؤن " يا أخت هارون " وبينهما كذا وكذا؟فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله فقال: ألا قلت لهم: انهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين منهم .

64 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد الله بن جبلة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: وجعلني مباركا أينما كنت قال: نفاعا . وفى أصول الكافي مثله سواء .

5 6 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عنهم عليهم - السلام قال: فيما وعظ الله عز وجل به عيسى عليه السلام: يا عيسى إلى قوله: فبوركت كبيرا وبوركت صغيرا حيث ما كنت، أشهد انك عبدي ابن أمتي .

66 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام أكان عيسى ابن مريم حين يكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟فقال: كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال: انى عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا؟قلت: فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟فقال: كان عيسى في تلك الحال آية لله ورحمة من الله لمريم حين يكلم فعبر عنها، وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان، وكان زكريا الحجة لله عز وجل بعد صمت عيسى بسنتين، ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، اما تسمع لقوله عز وجل: " يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا " فلما بلغ عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين، وليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس منذ خلق الله آدم عليه السلام، وأسكنه الأرض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

67 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى قال: قلت للرضا عليه السلام قد كنا نسألك قبل أن، يهب الله أبا جعفر فكنت تقول: يهب الله لي غلاما، فقد وهب الله لك فقر عيوننا فلا أرانا الله يومك فإن كان كون فإلى من؟فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم بين يديه فقلت: جعلت فداك هذا ابن ثلث سنين قال وما يضره من ذلك شئ قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلث سنين .

68 - الحسين بن محمد الخيراني عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدي أبى الحسن عليه السلام بخراسان فقال له قائل: يا سيدي إن كان كون فإلى من؟قال: إلى أبى جعفر ابني فكأن القائل استصغر سن أبى جعفر عليه السلام فقال أبو الحسن: ان الله تبارك وتعالى بعث عيسى ابن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر عليه السلام .

69 - في الكافي حدثني محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم، وأحب لك إلى الله عز وجل ما هو؟فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلاة، الا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليهما السلام قال: وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا .

70 - في تفسير علي بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام في قوله: " وأوصاني بالصلاة والزكاة " قال: زكاة الرؤس لان كل الناس ليست لهم أموال، وانما الفطرة على الفقير والغنى والصغير والكبير .

71 - في عيون الأخبار باسناده عن الصادق عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر يقول فيه عليه السلام: ومنها عقوق الوالدين، لان الله عز وجل جعل العاق جبارا شقيا في قوله تعالى حكاية عن عيسى عليه السلام: وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا .

72 - في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبر الوالدين وضده العقوق .

73 - في أصول الكافي باسناده إلى الحكم بن مسكين عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يمنع الرجل ان يبر والديه حيين أو ميتين يصلى عنهما، ويتصدق عنهما، ويحج عنهما ويصوم عنهما، فيكون الذي صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله عز وجل بره وصلته كثيرا .

74 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام: بروا آباءكم يبركم أبناءكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نسائكم .

75 - في عيون الأخبار باسناده إلى ياسر الخادم فقال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلث مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا: وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وأمن روعته فقال: " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا " وقد سلم عيسى بن مريم في هذه الثلاثة المواطن فقال: والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا .

76 - في كتاب علل الشرايع عن وهب اليماني قال: إن يهوديا سأل النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد كنت في أم الكتاب نبيا قبل أن يخلق آدم؟قال: نعم قال وهؤلاء أصحابك المؤمنون مثبتون معك قبل أن يخلقوا؟قال: نعم قال: فما شأنك لم تتكلم بالحكمة حين خرجت من بطن أمك كما تكلم عيسى بن مريم على زعمك وقد كنت قبل ذلك نبيا؟فقال النبي صلى الله عليه وآله: انه ليس أمرى كأمر عيسى بن مريم، ان عيسى بن مريم خلقه الله عز وجل من أم ليس له أب كما خلق آدم من غير أب ولا أم، ولو أن عيسى حين خرج من أمه لم ينطق بالحكمة لم يكن لامه عذر عند الناس، وقد أتت به من غير أب وكانوا يأخذونها كما يؤخذ به مثلها من المحصنات، فجعل الله عز وجل منطقه عذرا لامه .

77 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن أبي مسعود عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: سمعت اسحق ابن جعفر يقول: الأوصياء إذا حملت بهم أمهاتهم إلى قوله: فإذا كان الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه ولا يراه غيرها الا أبوه، فإذا ولدته ولدته قاعدا وتفسحت له حتى يخرج متربعا ثم يستدير بعد وقوعه إلى الأرض فلا يخطى القبلة حيث كانت بوجهه، ثم يعطس ثلثا يشير بإصبعه بالتحميد، ويقع مسرورا (18) مختونا ورباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه، ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور، ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا، وكذلك الأنبياء إذا ولدوا وانما الأوصياء أعلاق من الأنبياء .

78 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: لما ولد عيسى بن مريم عليه السلام كان ابن يوم كأنه ابن شهرين، فلما كان ابن سبعة أشهر أخذته والدته وجاءت به إلى الكتاب وأقعدته بين يدي المؤدب، فقال له المؤدب: قل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال عيسى عليه السلام: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال له المؤدب: قل أبجد فرفع عيسى عليه السلام رأسه فقال: وهل تدرى ما أبجد؟فعلاه بالدرة (19) ليضربه فقال: يا مؤدب لا تضربني ان كنت تدرى والا فسلني حتى أفسر لك، قال: فسر لي، فقال عيسى عليه السلام: الألف آلاء الله، والباء بهجة الله، الجيم جمال الله، والدال دين الله، " هوز " ها هول جهنم، والواو ويل لأهل النار، والزازفير جهنم " حطى " حطت الخطايا عن المستغفرين " كلمن " كلام الله لا مبدل لكلماته " سعفص " صاع بصاع والجزا بالجزا " قرشت " قرشهم (20) فحشرهم فقال المؤدب: أيتها المرأة خذي بيد ابنك فقد علم ولا حاجة له في المؤدب .

79 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وأنزل في الكيل " ويل للمطففين " ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عز وجل: فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم 80 - في كتاب معاني الأخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد الأصفهاني عن داود عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح .

81 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئل عن قوله: وأنذرهم يوم الحسرة قال: ينادى مناد من عند الله عز وجل وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار: يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟فيقولون: لا، فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح (21) فيوقف بين الجنة والنار ثم، ينادون جميعا أشرفوا وانظروا إلى الموت، فيشرفون ثم يأمر الله عز وجل به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا، ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا، وهو قوله عز وجل " وانذرهم يوم الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة " أي قضى على أهل الجنة بالخلود فيها، وقضى على أهل النار بالخلود فيها .

82 - في مجمع البيان وروى مسلم في الصحيح بالاسناد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار قيل: يا أهل الجنة فيشرفون وينظرون، وقيل: يا أهل النار فيشرفون وينظرون، فيجاء بالموت كأنه كبش أملح فيقال لهم: تعرفون الموت؟فيقولون: هذا هذا وكل قد عرفه، قال: فيقدم فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت، قال: فذلك قوله: " وأنذرهم يوم الحسرة " الآية ورواه أصحابنا عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام، ثم جاء في آخره فيفرح أهل الجنة فرحا لو كان أحد يومئذ ميتا لماتوا فرحا، ويشهق أهل النار شهقة لو كان أحد ميتا لماتوا .

83 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: انا نحن نرث الأرض ومن عليها قال: كل شئ خلقه الله يرثه الله يوم القيمة .

84 - في مجمع البيان: يا أبت انى أخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا وقد بينا في ما مضى ان الذي يقوله أصحابنا ان هذا الخطاب من إبراهيم عليه السلام انما توجه إلى من سماه الله أبا له، لأنه كان جد إبراهيم لامه، وان أباه الذي ولده كان اسمه تارخ، لاجماع الطائفة على أن آباء الأنبياء إلى آدم عليه السلام مسلمون موحدون، وبما روى عنه عليه السلام أنه قال: لم يزل ينقلني الله سبحانه من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا، و الكافر غير موصوف بالطهارة لقوله تعالى: " انما المشركون نجس " .

85 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعايشة ومعاوية؟فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر أن ينادى: الصلاة الجامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا؟قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك .

قال إن لي بستة من الأنبياء أسوة في ما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟قال: أولهم إبراهيم عليه السلام إذ قال لقومه: وأعتزلكم وما تدعون من دون الله فان قلتم: ان إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم، وان قلتم: اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي أعذر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

86 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رحم الله عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء استجيب له أو لم يستجيب، وتلا هذه الآية " وأدعو ربى عسى ان لا أكون بدعاء ربى شقيا " .

87 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما اعتزلهم يعنى إبراهيم عليه السلام وما يعبدون من دون الله وهبنا له اسحق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا يعنى لإبراهيم واسحق ويعقوب من رحمتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وجعلنا لهم لسان صدق عليا يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه حدثني بذلك أبى عن الحسن بن علي العسكري عليه السلام .

88 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن يحيى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .

89 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أوان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده .

90 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: وكان رسولا نبيا: ما الرسول وما النبي؟قال: النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة .


1. الزفرة: استيعاب النفس من شدة الهم والحزن. .

2. النادي: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا، وقيل: المجلس ما داموا مجتمعين فيه: فإذا تفرقوا زال عنه هذا الاسم. .

3. الخرق: الكذب. .

4. بخر الفم: أنتن ريحه. .

5. أصداغ جمع الصدغ - بالضم -: ما بين العين والاذن والشعر المتدلي على هذا الموضع. .

6. قوله عليه السلام " بخرة " أي نتنة. والنكهة ريح الفم. .

7. المساهمة: المقارعة. .

8. قيدوس: اسم رجل من بني إسرائيل. .

9. المدرعة: جبة مشقوقة المقدم. .

10. المستحم: موضع الاستحمام. .

11. حبرة - كعنبة -: ثوب يصبغ باليمن قطن أو كتان مخطط. .

12. أي انحرف. .

13. العجوة: نوع من التمر. .

14. قيل: اللقاط بالكسر جمع لقط - بالتحريك -: ما يلتقط من هيهنا وهيهنا من النوى ونحوه بالضم: الساق الردى. .

15. الطلق: وجع الولادة .

16. ابان الشئ: حينه. .

17. تضلع الرجل: امتلأ شبعا وريا. .

18. صرم الشئ: قطعة .

19. أي مقطوع السرة. .

20. الدرة: السوط. .

21. قرش الشئ: جمعه من هنا ومن هنا وضم بعضه إلى بعض. .