قال عز من قائل ﴿فلا تمار فيهم الامراء ظاهرا﴾

41 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إياكم والمراء والخصومة فإنهما يمرضان القلوب على الاخوان وينبت عليهما النفاق.

42 - وباسناده قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ثلاث من لقى الله عز وجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر، وترك المراء وإن كان محقا.

43 - وباسناده إلى عمار بن مروان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تمارين حليما ولا سفيها، فان الحليم يغلبك (1) والسفيه يؤذيك.

44 - في كتاب التوحيد باسناده إلى إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا زعيم (2) ببيت في أعلى الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في رياض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا.

45 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنة: من أنفق ولم يخف فقرا، إلى قوله (ع): وترك المراء وان وكان محقا.

46 - عن جعفر بن محمد عن أبيه، عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع خصال تميت القلب: الذنب على الذنب وكثرة منافثة النساء يعنى محادثتهن، ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا يرجع إلى خيرا أبدا، الحديث.

47 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن مرازم ابن حكيم قال مر أبو عبد الله (ع) بكتاب في حاجة، فكتب ثم عرض عليه ولم يكن فيه استثناء، فقال: كيف رجوتم ان يتم هذا وليس فيه استثناء؟ انظروا كل موضع لا يكون فيه استثناء فاستثنوا فيه.

48 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي جميلة عن المفضل بن صالح عن محمد الحلبي وزرارة عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبى عبد الله عليهما السلام في قول الله عز وجل: " واذكر ربك إذا نسيت " قال: إذا حلف الرجل فنسى أن يستثنى فليستثن.

49 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز - وجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: فقال: ان الله عز وجل لما قال لآدم: ادخل الجنة قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه إياها؟ فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها أنا وزوجتي؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها يعنى لا تاكلا منها، فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لم نقربها ولم نأكل منها ولم يستثنيا في قولهما نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما، قال: وقد قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله في الكتاب: ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله ان لا أفعله فتسبق مشية الله في أن لا افعله، فلا أقدر على أن أفعله فلذلك قال الله عز وجل: " واذكر ربك إذا نسيت " أي استثن مشية الله في فعلك.

50 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " واذكر ربك إذا نسيت " قال: ذلك في اليمين، إذا قلت: والله لا أفعل كذا وكذا، فإذا ذكرت انك لم تستثن فقل انشاء الله.

51 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الاستثناء في اليمين متى ما ذكر وإن كان بعد أربعين صباحا، ثم تلا هذه الآية: " واذكر ربك إذا نسيت ".

52 - أحمد بن محمد عن علي بن الحسن عن علي بن أسباط عن الحسن بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " واذكر ربك إذا نسيت " فقال: إذا حلفت على يمين ونسيت أن تستثنى فاستثن إذا ذكرت.

53 - في من لا يحضره الفقيه وروى حماد بن عيسى عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للعبد أن يستثنى ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي، ان رسول الله صلى الله عليه وآله أتاه أناس من اليهود فسألوه عن أشياء، فقال لهم: تعالوا غدا أحدثكم ولم يستثن فاحتبس جبرئيل عليه السلام عنه أربعين يوما ثم أتاه فقال: " ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت ".

54 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى علي بن حديد عن مرازم قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام يوما إلى منزل معتب وهو يريد العمرة، فتناول لوحا فيه تسمية أرزاق العيال وما يخرج لهم، فإذا فيه لفلان وفلان وفلان وليس فيه استثناء، فقال: من كتب هذا الكتاب ولم يستثن فيه كيف ظن أنه يتم؟ ثم دعى بالدواة فقال: الحق فيه انشاء الله، فالحق فيه في كل اسم انشاء الله.

55 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله (ع) عن أبيه عن علي ابن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: إذا حلف الرجل بالله فله ثنيا (3) إلى أربعين يوما، و ذلك ان قوما من اليهود سئلوا النبي صلى الله عليه وآله عن شئ فقال: ائتوني (4) غدا ولم يستثن حتى أخبركم فاحتبس عنه جبرئيل (ع) أربعين يوما، ثم أتى وقال: " لا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت ".

56 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) ذكر ان آدم لما اسكنه الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة فقال: نعم ولم يستثن فأمر الله نبيه فقال: " ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت " ولو بعد سنة.

57 - وفى رواية عبد الله بن ميمون عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ولا تقولن لشئ انى فاعل ذلك غدا الا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت " أن تقول الا من بعد الأربعين فللعبد الاستثناء في اليمين ما بينه وبين أربعين يوما إذا نسي.

58 - عن زرارة ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قول الله: " و أذكر ربك إذا نسيت " فقال: إذا حلف الرجل فنسى أن يستثن فليستثن إذا ذكر.

59 - عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه (ع) عن قول الله: " واذكر ربك إذا نسيت " فقال: ان تستثنى ثم ذكرت بعد فاستثن حين تذكر.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه وقد سبق لهذه الآية بيان في حديث على ابن إبراهيم.

60 - في مجمع البيان وقوله: " واذكر ربك إذا نسيت " فيه وجهان أحدهما انه كلام متصل بما قبله، ثم اختلف في ذلك فقيل: معناه واذكر ربك إذا نسيت الاستثناء ثم تذكرت فقل إن شاء الله، وإن كان بعد يوم أو شهر أو سنة عن ابن عباس وقد روى ذلك عن أئمتنا عليهم السلام، ويمكن أن يكون الوجه فيه انه إذا استثنى بعد النسيان فإنه يحصل ثواب المستثنى من غير أن يؤثر الاستثناء بعد انفصال الكلام في الكلام وابطال الحنث وسقوط الكفارة في اليمين، وهو الأشبه بمراد ابن عباس في قوله.

61 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام " وقد رجع إلى الدنيا ممن مات خلق كثير منهم أصحاب الكهف، أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة، وبعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجتهم و ليريهم قدرته وليعلموا ان البعث حق:

62 - في مجمع البيان وروى أن يهوديا سئل علي بن أبي طالب عليه السلام عن مدة لبثهم فأخبر بما في القرآن، فقال: انا نجد في كتابنا ثلاثمأة فقال عليه السلام: ذاك بسني الشمس وهذا بسني القمر.

63 - في كتاب طب الأئمة باسناده إلى سالم بن محمد قال: شكوت إلى الصادق عليه السلام وجع الساقين، وانه قد أقعدني عن أمر ربى وأسبابي، فقال: عوذها، قلت: بماذا يا بن رسول الله؟ قال: بهذه الآية سبع مرات فإنك تعافى بإذن الله، واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك ولا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا قال: فعوذتها سبعا كما امرني، فرفع الوجع عنى رفعا حتى لم أحس بعد ذلك بشئ منه.

63 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير أبجد فان فيه الأعاجيب كلها وهل للعالم جهل تفسيره فقال: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟ قال: ما الألف فآلاء الله إلى قوله عليه السلام: واما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا.

64 - عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رحمه الله قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله بسبع أوصاف بحب المساكين والدنو منهم، وأوصاني ان أقول الحق وإن كان مرا الحديث.

65 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله عز وجل واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا فهذه نزلت في سلمان الفارسي رضي الله عنه، كان عليه كساء يكون فيه طعامه وهو دثاره ورداؤه، وكان كساء من صوف، فدخل عيينة بن حصين على النبي صلى الله عليه وآله وسلمان (ره) عنده فتأذى عيينة بريح كساء سلمان، وقد كان عرق فيه وكان يوما شديد الحر، فعرق في الكساء فقال: يا رسول الله إذا نحن دخلنا عليك فاخرج هذا واصرفه من عندك، فإذا نحن خرجنا فادخل من شئت فأنزل الله عز وجل: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وهو عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزاري.

66 - في مجمع البيان عند قوله: " ولا تطرد الذين يدعون ربهم " إلى قوله: أليس الله بأعلم بالشاكرين عن ابن مسعود حديث طويل وهناك: وقال سلمان وخباب: فينا نزلت هذه الآية، جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري وذووهم من المؤلفة، فوجدوا النبي صلى الله عليه وآله قاعدا مع بلال وصهيب وعثمان وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين، فحقروهم فقالوا: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلوا بك؟ إلى قوله: فكنا نقعد معه فإذا أراد ان يقوم قام وتركنا فأنزل الله عز وجل: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم " الآية قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبتنا تمس ركبته فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم.

67 - وفيه هنا نزلت الآية في سلمان وأبي ذر وصهيب وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله، وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: عيينة بن حصين والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا: يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس و نحيت عنا هؤلاء وروايح صنانهم (5) - وكانت عليهم جبات الصوف - جلسنا نحن إليك واخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء، فلما نزلت الآية قام النبي صلى الله عليه وآله يلتمسهم، فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله عز وجل فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيى ومعكم الممات.

68 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي " قال: انما عنى بها الصلاة.

69 - عن عاصم الكوري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر قال: وعيد.

70 - في أصول الكافي - أحمد بن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي

حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا: " وقل الحق من ربكم ولاية علي عليه السلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد نارا ".

71 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: نزلت هذه الآية هكذا: " وقل الحق من ربكم يعنى ولاية على فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين آل محمد عليه السلام حقهم نارا أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل " قال: المهل الذي يبقى في أصل الزيت المغلى، " يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ".

72 - في تهذيب الأحكام ابن أبي عمير عن بشير عن ابن أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له: أصلحك الله انه ربما أصاب الرجال منا الضيق والشدة، فيدعى إلى البناء يبنيه أو النهر يكريه أو المسناة يصلحها (6) فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما أحب انى عقدت لهم عقدة، أو وكيت لهم وكاء وان لي ما بين لابتيها (7) لا ولا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة يوم القيمة في سرادق من نار حتى يحكم الله بين العباد.

73 - محمد بن يعقوب عن الحسين بن الحسن الهاشمي عن صالح بن أبي حماد عن محمد بن خالد عن زياد بن سلمة قال: دخلت على أبى الحسن موسى (ع) فقال لي: يا زياد انك تعمل عمل السلطان؟ قال: قلت: أجل، قال لي: ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروة، على عيال، وليس وراء ظهري شئ، فقال لي: يا زياد لئن أسقط من حالق (8) فأتقطع قطعة قطعة أحب إلى من أن أتولى لاحد منهم عملا، وأطأ بساط رجل منهم الا لماذا؟ قلت: لا أدرى، قال: الا لتفريج كربة عن مؤمن، أو فك أسره، أو قضاء دينه، يا زياد ان أهون ما يصنع الله عز وجل بمن تولى لهم عملا ان يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله عز وجل من حساب الخلايق.

74 - في تفسير العياشي عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره الله، وظلم لا يدعه، فالظلم الذي لا يغفره الله الشرك، واما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه، واما الظلم الذي لا يدعه فالذنب بين العباد.

75 - في مجمع البيان " كالمهل " قيل العكر الزيت إذا قرب إليه سقطت فروة رأسه (9) روى ذلك مرفوعا.

وفيه عند قوله: " فمالئون منها البطون " وقد روى أن الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع: فيصرخون إلى مالك، فيحملهم إلى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل، فيأكلون منها فتغلى بطونهم، فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة فإذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم، فذلك قوله: يشوى الوجوه.

77 - وروى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: " ويسقى من ماء صديد " قال: يقرب إليه فيتكرهه فإذا أدنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه، فإذا شرب قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره، يقول الله عز وجل: " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " ويقول: " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه ".

78 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفى شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لابد له من طعام وشراب، أهم أشد شغلا أم في النار؟ فقد استغاثوا والله عز وجل يقول: " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب ".

79 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " يوم تبدل غير الأرض " قال تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، فقال له قائل: انهم يومئذ في شغل عن الأكل والشرب؟ فقال له: ان ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ".

80 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق وصديد يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان، وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت، كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا.

81 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار على، وما في الجنة قصر ولا منزل الا وفيها فتر منها أعلاها اسفاط (10) حلل من سندس وإستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

82 - وقوله عز وجل: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا قال: نزلت في رجل كان له بستانان كبيران عظيمان كثيرا الثمار، كما حكى الله عز وجل، وفيهما نخل وزرع وماء وكان له جار فقير فافتخر الغنى على ذلك الفقير.

83 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من رجل دعا فختم بقول: ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله الا أجيب حاجته.

84 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لأربع إلى قوله: والثالثة للحرق و الغرق ما شاء الله لا قوة الا بالله، وذلك أنه يقول: ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله

85 - في محاسن البرقي عنه عن عدة من أصحابنا عن علي بن أسباط عن أبي - الحسن الرضا عليه السلام قال: قال لي: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بسم الله آمنت بالله، توكلت على الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله، فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن به وتوكل على الله، وقال: ما شاء الله لا قوة الا بالله.

86 - عنه عن بكر بن صالح عن سلميان بن جعفر عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: من خرج وحده في السفر فليقل ما شاء الله لا قوة الا بالله، اللهم آنس وحشتي وأعنى على وحدتي واد غيبتي (11).

87 - في كتاب التوحيد باسناده إلى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: سألته عن معنى لا حول ولا قوة الا بالله، فقال: معناه لا حول لنا عن معصية الله الا بعون الله، ولا قوة لنا على طاعة الله الا بتوفيق الله عز وجل.

88 - في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام قال: عجبت لمن يفزع من أربع كيف لا يفزع إلى أربع؟ إلى أن قال: وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: " ما شاء الله لا قوة الا بالله " فانى سمعت الله يقول بعقبها: ان ترن انا أقل منك مالا وولدا فعسى ربى ان يؤتينى خيرا من جنتك وعسى موجبة.

89 - في مجمع البيان: وأحيط بثمره وفى الخبر ان الله عز وجل ارسل عليها نارا وغار ماؤها (12).

90 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله عن علي بن حسان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله عز وجل: هنالك الولاية لله الحق قال: ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.

91 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: " هنالك الولاية لله الحق " قال: ولاية أمير المؤمنين.

92 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليه السلام حديث طويل في الزهد في الدنيا وفيه يقول عليه السلام: فهي كروضة اعتم مرعاها (13) وأعجبت من يراها عذب شربها طيب تربتها تمج عروقها الثرى وينطف فروعها الندى حتى إذا بلغ العشب ابانه (14) واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق، فأصبحت كما قال الله: هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا.

93 - في نهج البلاغة أما بعد فانى أحذركم الدنيا إلى أن قال: لا تعدوا إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها، والرضاء بها أن تكون كما قال الله سبحانه: " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا ".

94 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سعيد بن النصر عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: المال والبنون زينة الحياة الدنيا وثمان ركعات آخر الليل والوتر زينة الآخرة، وقد يجمعهما الله عز وجل لأقوام.

95 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ان المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما الله لأقوام.

96 - في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن عمر بن علي بن عمر عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن كان الله عز وجل قال: " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ان الثمانية ركعات يصليها العبد آخر الليل زينة الآخرة.

97 - في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لجلسائه: خذوا جنتكم، قالوا: حضر عدونا؟ قال: خذوا جنتكم من النار، قولوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن المقدمات، وهن المنجيات، وهن المعقبات، وهن الباقيات الصالحات.

98 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه، وعن العدو أن تجاهدوه، فلا تضجروا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن من الباقيات الصالحات فقولوها.

99 - وقيل هي الصلوات الخمس وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.

100 - وروى عنه أيضا: ان من الباقيات الصالحات القيام بالليل لصلاة الليل.

101 - في كتاب ابن عقدة ان أبا عبد الله عليه السلام قال للحصين بن عبد الرحمن: يا حصين لا تستصغر مودتنا، فإنها من الباقيات الصالحات، قال: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله ما أستصغرها ولكن أحمد الله عليها.

102 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله حضر عدو؟ فقال: لا ولكن خذوا جنتكم من النار، فقالوا: فيمن نأخذ جنتنا يا رسول الله؟ قال: سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة ولهن مقدمات ومؤخرات وهي الباقيات الصالحات (15) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام " ولذكر الله أكبر " قال: ذكر الله عندما أحل أو حرم وشبه هذا هو مؤخرات.

103 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى الحسن بن محبوب عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه ذات يوم: أتدرون لو جمعتم ما عندكم من الآنية والمتاع أكنتم ترونه تبلغ السماء؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: الا أدلكم على شئ أصله في الأرض وفرعه في السماء؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته الفريضة: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ثلثين مرة، فان اصلهن في الأرض وفرعهن في السماء، وهن يدفعن الحرق والغرق والهدم والتردي في البئر، وميتة السوء، وهن الباقيات الصالحات.

104 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد ابن محبوب عن مالك بن عطية عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله برجل يغرس غرسا في حائط له، فوقف له وقال: ألا أدلك على غرس أثبت أصلا، و أسرع ايناعا (16) وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال: بلى فدلني يا رسول الله فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فان لك ان قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة، وهن من الباقيات الصالحات، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

105 - في كتاب ثواب الأعمال عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيمة لهن مقدمات ومؤخرات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات.

106 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله: وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا غشى عليه وحمل إلى حجرة أم سلمة، فانتظره أصحابه وقت الصلاة فلم يخرج، فاجتمع المسلمون فقالوا: ما لنبي الله؟ قالت أم سلمة: ان نبي الله عنكم مشغول، ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر فقال: أيها الناس انكم تحشرون يوم القيمة كما خلقتم حفاة عراة، ثم قرأ على أصحابه: " فحشرناهم فلم نغادر منه أحدا " ثم قرأ " كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين ".

107 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال عبد الله بن سلام: يا محمد أخبرني عن وسط الدنيا؟ قال: بيت المقدس، قال: ولم ذلك؟ قال: لان فيها المحشر والمنشر، ومنه ارتفع العرش، وفيه الصراط والميزان، قال: صدقت يا محمد.

108 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه: يحشر الناس على مثل قرصة النقي (17) فيها انهار متفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغوا من الحساب.

109 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله وقف على حمزة يوم أحد، وقال: لولا انى أحذر نساء بنى عبد المطلب لتركته للعاوية والسباع، حتى يحشر يوم القيمة من بطون السباع والطير.

110 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس في هذه الآية " ويوم نحشر من كل أمة فوجا " قلت: يقولون انها في القيمة، قال: ليس كما يقولون انها في الرجعة، يحشر الله في القيمة من كل أمة ويدع الباقين، انما آية القيمة: " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ".

111 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن الناس يحشرون يوم القيمة عراة؟ قال: بل يحشرون في اكفانهم، قال: انى لهم بالاكفان وقد بليت؟ قال: إن الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم، قال: فمن مات بلا كفن؟ قال: يستر الله عورته بما يشاء من عنده، قال: أفيعرضون صفوفا؟ قال: نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الأرض.

112 - في كتاب الخصال باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام انه جاء إليه رجل فقال: بأبي أنت وأمي عظني موعظة، فقال عليه السلام: إن كان العرض على الله عز وجل حقا فالمكر لماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

113 - في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يحشر الناس من قبورهم يوم القيمة حفاة عراة غرلا (18) فقالت عايشة: يا رسول الله أما يستحيى بعضهم من بعض؟ فقال: " لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه ".

قال مولف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق في الانعام عند قوله: " كما خلقناكم أول مرة " ما يصلح أن يكون مزيد بيان لقوله عز وجل: وعرضوا على ربك صفا الآية.

114 - في تفسير العياشي عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة رفع الانسان كتابه ثم قيل له: أقرأه، قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: انه يذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم الا ذكره كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها.

115 - عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه كأنه فعلة تلك الساعة، فلذلك " قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ".

116 في تفسير علي بن إبراهيم قال: ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه إلى قوله: ولا يظلم ربك أحدا قال: يجدون ما عملوا كله مكتوبا.

117 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت وفيه بعد ان مدح عليه السلام الملائكة وقال: معاذ الله من ذلك، ان الملائكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قالا: قلنا له: فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا؟ فقال: لا، بل كان من الجن، أما تسمعان الله تعالى يقول: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا إبليس كان من الجن فأخبر عز وجل انه كان من الجن، وهو الذي قال الله تعالى: " والجان خلقناه من قبل من نار السموم ".

118 - في أصول الكافي عنه (19) عن أبيه عن فضالة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الملائكة كانوا يحسبون ان إبليس منهم، وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال: " خلقتني من نار وخلقته من طين ".

119 - في تفسير العياشي عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن إبليس كان من الملائكة وهل كان يلي من أمر السماء شيئا؟ قال: لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من السماء شيئا، كان من الجن وكان مع الملائكة، وكانت الملائكة تراه انه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان.

120 - عن محمد بن مروان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الاسلام بعمر بن خطاب أو بابى جهل بن هشام فأنزل الله: " وما كنت متخذ المضلين عضدا " يعنيهما.

121 - عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعز الاسلام بابى جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب فقال يا محمد قد والله قال ذلك، - وكان أشد على من ضرب العنق - ثم اقبل على فقال: هل تدرى ما أنزل الله يا محمد؟ قلت: أنت أعلم جعلت فداك، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في دار الأرقم، فقال: اللهم أعز الاسلام بأبي جهل بن هشام أو بعمر بن الخطاب، فأنزل الله: " ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا ".

122 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جبلة بن سحيم عن أبيه قال: لما بويع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بلغه ان معاوية قد توقف عن اظهار

البيعة له، وقال: ان أقرني على الشام أو الأعمال التي ولانيها عثمان بايعته، فجاء المغيرة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين ان معاوية من قد عرفت، وقد ولاه الشام من كان قبلك، فوله أنت كيما يتسق عرى الأمور ثم اعزله ان بدا لك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: أتضمن لي عمري يا مغيرة فيما بين توليته إلى خلعه؟ قال: لا، قال: لا يسألني الله عز وجل عن توليته على رجلين من المسلمين ليلة سوداء أبدا " وما كنت متخذ المضلين عضدا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

123 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف ان الحسين عليه السلام قام يتمشى إلى عبيد الله بن الحر الجعفي وهو في فسطاطه حتى دخل عليه وسلم عليه، فقام إليه ابن الحر وأخلى له المجلس، فجلس ودعاه إلى نصرته فقال عبيد الله بن الحر: والله ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن تدخلها، ولا أقاتل معك، ولو قاتلت لكنت أول مقتول، ولكن هذا سيفي وفرسي فخذهما، فأعرض عنه بوجهه فقال: إذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في مالك " وما كنت متخذ المضلين عضدا ".

124 - في كتاب الخصال عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر معاوية بن حرب: وأعجب العجب انه لما رأى ربى تبارك وتعالى قد رد إلى حقي في معدنه، وانقطع طمعه في أن يصير في دين الله رابعا وفى أمانة حملناها حاكما كر على العاص بن العاص فاستماله فمال إليه ثم أقبل به بعد أن أطمعه مصر، وحرام عليه أن يأخذ من الفئ دون قسمته درهما، و حرام على الراعي ايصال درهم إليه فوق حقه، فأقبل يحبط البلاد بالظلم، ويطأهم بالغشم (20) فمن تابعه أرضاه، ومن خالفه ناواه، ثم توجه إلى ناكثا علينا، مغيرا في البلاد شرقا وغربا ويمينا وشمالا، والأنباء تأتيني، والاخبار ترد على بذلك، فأتاني أعور ثقيف فأشار على أن أوليه البلاد التي هو بها لاداريه بما اوليه منها، وفى الذي أشار به الرأي في أمر الدنيا لو وجدت عند الله عز وجل في توليه لي مخرجا، أو أصبت لنفسي في ذلك عذرا، فأعلمت الرأي في ذلك، وشاورت من أثق بنصيحته لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وآله ولى وللمؤمنين، فكان رأيه في ابن آكلة الأكباد رأى ينهاني عن توليته، ويحذرني أن أدخل في أمر المسلمين يده، ولم يكن الله ليراني ان اتخذ المضلين عضدا.

125 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها يعنى أيقنوا انهم داخلوها.

126 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد يكون بعض ظن الكافرين يقينا، وذلك قوله: " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها " أي أيقنوا انهم مواقعوها.

127 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: افتحوا عيونكم عند الوضوء لعلها لا ترى نار جهنم.

128 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا بخبر أصحاب الكهف قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر الله عز وجل موسى أن يتبعه وما قصته؟ فأنزل الله عز وجل: وإذا قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضى حقبا قال: وكان سبب ذلك أنه كلم الله موسى تكليما، وأنزل عليه الألواح وفيها كما قال الله عز وجل: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ " رجع موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل فصعد المنبر، فأخبرهم ان الله عز وجل قد أنزل عليه التوراة وكلمه، وقال في نفسه ما خلق الله تعالى خلقا أعلم منى، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل عليه السلام: أدرك موسى قد هلك، واعلمه ان عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجل اعلم منك، فصر إليه وتعلم من علمه، فنزل جبرئيل عليه السلام على موسى عليه السلام وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم أنه أخطأ ودخله الرعب، وقال لوصيه يوشع، ان الله عز وجل قد امرني ان اتبع رجلا عند ملتقى البحرين وأتعلم منه، فتزود يوشع حوتا مملوحا، فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلا مستلقيا على قفاه فلم يعرفاه، فأخرج موسى عليه السلام الحوت وغسله الماء ووضعه على الصخرة ومضيا ونسيا الحوت، وكان ذلك الماء ماء الحيوان، فحيى الحوت ودخل في الماء، فمضى موسى عليه السلام ويوشع معه حتى عييا، فقال لوصيه: آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا أي عناءا فذكر وصيه السمكة، فقال لموسى عليه السلام: انى نسيت الحوت على الصخرة فقال موسى عليه السلام: ذلك الرجل الذي رأينا عند الصخرة هو الذي نريده فرجعا على آثارهما قصصا، أي عند الرجل وهو في صلاته، فقعد موسى عليه السلام حتى فرغ من صلاته فسلم عليهما.

فحدثني محمد بن علي بن بلال عن يونس قال: اختلف يونس وهشام ابن إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى عليه السلام أيهما كان أعلم، وهل يجوز أن يكون على موسى حجة في وقته وهو حجة الله عز وجل على خلقه؟ فقال قاسم الصيقل: فكتبوا إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام يسئلونه عن ذلك، فكتب في الجواب اتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزاير البحر، فاما جالسا واما متكيا فسلم عليه موسى عليه السلام، فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام، قال: من أنت؟ قال: أنا موسى بن عمران، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ قال: جئت لتعلمني مما علمت رشدا، قال: انى وكلت بأمر لا تطيقه، ووكلت بأمر لا أطيقه، ثم حدثه العالم بما يصيب آل محمد صلوات الله عليهم من البلاء حتى اشتد بكاؤهما ثم حدثه عن فضل آل محمد صلوات الله عليهم حتى جعل موسى يقول: يا ليتني كنت من آل محمد صلوات الله عليهم حتى ذكر فلانا وفلانا ومبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه، وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه، وذكر له تأويل هذه الآية " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " حين اخذ الميثاق عليهم، فقال له موسى هل اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا فقال الخضر: انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى عليه السلام: ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا قال الخضر فان اتبعتني فلا تسئلني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا يقول: لا تسئلني عن شئ أفعله ولا تنكره على حتى أخبرك أنا بخبره، قال: نعم.

129 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: إنه لما كان من أمر موسى عليه السلام الذي كان، أعطى مكتل (21) فيه حوت مملح، قيل له: هذا يدلك على صاحبك عند عين عند مجمع البحرين، لا يصيب منها شئ ميتا الا حيى يقال له الحياة، فانطلقا (22) حتى بلغا الصخرة وانطلق الفتى يغسل الحوت في العين، فاضطرب في يده حتى خدشه وانفلت (23) منه ونسيه الفتى، " فلما جاوزا " الوقت الذي وقت فيه أعنى موسى " قال لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا قال أرأيت " إلى قوله: " على آثارهما قصصا " فلما أتاها وجد الحوت قد خر في البحر فاقتصا الأثر حتى أتيا صاحبهما في جزيرة من جزائر البحر اما متكيا واما جالسا في كساء له، فسلم عليه موسى فعجب من السلام وهو في أرض ليس فيها سلام فقال: من أنت؟ قال: انا موسى، قال: أنت موسى بن عمران الذي كلمه الله تكليما؟ قال: نعم، قال: فما حاجتك؟ " قال: اتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " قال: انى وكلت بأمر لا تطيقه ووكلت بأمر لا أطيقه وقد قال له: " انك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبرا على ما لم تحط به خبرا " فحدثه عن آل محمد وعما يصيبهم حتى اشتد بكاؤهما، ثم حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين وعن ولد فاطمة وذكر له من فضلهم وما أعطوا حتى جعل يقول: يا ليتني من آل محمد، وعن مبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى قومه وما يلقى منهم ومن تكذيبهم إياه وتلا هذه الآية " ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة " فإنه اخذ عليهم الميثاق.

130 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان وصى موسى بن عمران يوشع ابن نون، وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه.

وفى كتاب كمال الدين وتمام النعمة مثل هذا الأخير سواء.

131 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: قال علي عليه السلام - وقد سأله بعض اليهود عن مسائل -: وأنتم تقولون ان أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحياة التي غسل يوشع بن نون السمكة، وهي العين التي

شرب منها الخضر صلوات الله عليه، وليس يشرب منها أحد الا حيى؟ قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى.

132 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر بن واثلة عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها العين التي تحت صخرة بيت المقدس و كذبوا، ولكنها عين الحيوان التي نسي عندها صاحب موسى السمكة المالحة، فلما أصابها ماء العين عاشت وشربت، فاتبعها موسى عليه السلام وصاحبه الخضر، بلغنا قال اليهودي: اشهد بالله لقد صدقت.

134 - وباسناده إلى إبراهيم بن يحيى المدائني عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان عليا عليه السلام قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: واما قولك أول عين نبعت على وجه الأرض فان اليهود يزعمون أنها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر وكذبوا، وهي عين الحياة التي انتهى موسى وفتاه فغسل فيها السمكة المالحة فحييت، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء الا حيى، وكان الخضر على مقدمة ذي القرنين يطلب عين الحياة، فوجدها الخضر عليه السلام وشرب منها ولم يجدها ذو القرنين.

135 - وباسناده إلى الحكم بن مسكين عن صالح عن جعفر بن محمد عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان عليا (ع) قال لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وأنتم تقولون ان أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي ببيت المقدس وكذبتم، هي عين الحياة التي غسل يوشع بن نون فيها السمكة التي شرب منها الخضر، وليس يشرب منها أحد الا حيى، قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى.

136 - في مجمع البيان وقد ذكر موسى والخضر (ع) وروى مرفوعا انه قعد على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء.

137 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (ع) قال: كان موسى أعلم من الخضر.

138 - عن بريد عن أحمدها قال: قلت له: ما منزلتكم في الماضيين أو من تشبهون بهم؟ (24) قال: الخضر وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

139 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (ع) قال: انما مثل على ومثلنا من بعده من هذه الأمة كمثل النبي صلى الله عليه وآله والعالم حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه في كتابه، وذلك أن الله قال لموسى: " انى اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين " ثم قال: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ " وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح وكان موسى يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته، وجميع العلم قد كتب له في الألواح كما يظن هؤلاء الذين يدعون انهم فقهاء وعلماء وانهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما يحتاج هذه الأمة إليه، وصح لهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعلموه وليس كل علم رسول الله صلى الله عليه وآله علموه ولا صار إليهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عرفوه، و ذلك ان الشئ من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسئلون عنه، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل، ويكرهون أن يسألوا فلا يجيبوا، فيطلب الناس العلم من معدنه، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله، وتركوا الآثار ودانوا الله بالبدع، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كل بدعة ضلاله فلو انهم إذا سئلوا عن شئ من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله و الرسول، وأولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم من آل محمد عليهم السلام، والذي منعهم من طلب العلم العداوة والحسد لنا، ولا والله ما حسد موسى العالم وموسى نبي الله يوحى إليه، حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله علمنا وما ورثنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى إلى العالم، وسأله ليتعلم منه العلم ويرشده.

فلما ان سأل العالم ذلك علم العالم ان موسى لا يستطيع صحبته ولا يحتمل عليه ولا يصير معه، فعند ذلك قال العالم فكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا فقال موسى وهو خاضع له يستنطقه على نفسه كي يقبله: ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا وقد كان العالم يعلم أن موسى لا يصبر على علمه، فكذلك والله يا إسحاق بن عمار حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم، لا يحتملون والله علمنا ولا يصبرون عليه، كما لم يصبر موسى على علم العالم حين صحبه ورآى ما رأى من علمه، وكان ذلك عند موسى مكروها، وكان عند الله رضا وهو الحق، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ وهو عند الله الحق.

140 - عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عن أبيه عليه السلام قال: بينما موسى قاعد في ملا من بني إسرائيل قال له رجل: ما أرى أحدا اعلم بالله منك، قال موسى: ما أرى، فأوحى الله إليه بل عبدي الخضر، فسأل السبيل إليه فكان له آية الحوت ان افتقده وكان من شأنه ما قص الله.

141 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سليمان أعلم من آصف وكان موسى أعلم من الذي اتبعه.

142 - في أصول الكافي أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن عبد الله بن حماد عن سيف التمار، قال: كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم - نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين، فقال: ورب الكعبة ورب البيت ثلاث مرات لو كنت بين موسى وخضر لأخبرتهما أنى أعلم منهما وأنبأتهما بما ليس في أيديهما لأن موسى و الخضر عليهما السلام اعطيا علم ما كان، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة.

143 - أبو علي الأشعري عن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن حمران بن أعين قال: قلت: لأبى جعفر عليه السلام: ما موضع العلماء؟ قال: مثل ذي القرنين و صاحب موسى.

144 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن المغيرة، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقلت: فيقول نبي، قال: فحرك بيده هكذا ثم قال: أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين، أو ما بلغكم أنه قال: و فيكم مثله.

145 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: قلت له: ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

146 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن حارث بن المغيرة عن حمران بن أعين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فخرجت إلى أصحابي فقلت: جئتكم بعجيبة، فقالوا: وما هي؟ قلت: سمعت أبا جعفر يقول: كان علي عليه السلام محدثا، فقالوا: ما صنعت شيئا ألا سألته من كان يحدثه؟ فرحت إليه فقلت: انى حدثت أصحابي بما حدثتني، فقالوا: ما صنعت شيئا ألا سألته من كان يحدثه؟ فقال لي: يحدثه ملك، قلت: تقول انه نبي؟ فحرك يده هكذا أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين أو ما بلغكم أنه قال: وفيكم مثله.

147 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: إن الخضر كان نبيا مرسلا بعثه الله تبارك و تعالى إلى قومه، فدعاهم إلى توحيده والاقرار بأنبيائه ورسله وكتبه، وكانت آيته انه كان لا يجلس على خشبة يابسة، ولا أرض بيضاء الا أزهرت خضرا، وانما سمى خضرا لذلك وكان اسمه تاليا بن ملكان بن عامر بن أرفخشيد بن سام بن نوح عليه السلام.

148 - في تفسير العياشي عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول موسى لفتاه: " آتنا غدائنا " وقوله: " رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير " فقال: انما عنى الطعام، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان موسى لذو جوعات.

149 - عن ليث بن سليم عن أبي جعفر عليه السلام شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع: " آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، لاتخذت عليه أجرا، رب انى لما أنزلت إلى من خير فقير " فقال: انما عنى الطعام.

150 - في عيون الأخبار باسناده إلى محمد بن أبي عباد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول يوما: يا غلام آتنا الغداء، فكأني أنكرت ذلك، فبين الانكار في فقرأ " قال لفتاه آتنا غدائنا " فقلت: الأمير أعلم الناس وأفضلهم.

151 - في تفسير العياشي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله قال: إن موسى صعد المنبر وكان منبره ثلث مراق (25) فحدث نفسه ان الله لم يخلق خلقا أعلم منه، فأتاه جبرئيل فقال له: انك قد ابتليت وأنزله فان في الأرض من هو أعلم منك فاطلبه، فأرسل إلى يوشع انى قد ابتليت فاصنع لنا زادا وانطلق بنا واشترى حوتا من حيتان الحية فأخرج بآذربيجان ثم شواه، ثم حمله في مكتل، ثم انطلقا يمشيان فانتهيا إلى شيخ مستلق معه عصاه، موضوعة إلى جانبه وعليه كساء إذا قنع رأسه خرجت رجلاه، وإذا غطى رجليه خرج رأسه، قال: فقام موسى يصلى وقال ليوشع:

احفظ على، قال: فقطرت من الماء (26) في المكتل، فاضطرب الحوت، ثم جعل يثب من المكتل، قال: وهو قوله: واتخذ سبيله في البحر سربا قال: ثم إنه جاء طير فوقع على ساحل البحر ثم أدخل منقاره، فقال: يا موسى ما أخذت من علم ربك ما حمل ظهر منقاري من جميع البحر، قال: ثم قام يمشى فتبعه يوشع.

قال موسى وقد نسي الزبيل (27) يوشع، وانما أعيى حيث جاوز الوقت فيه، فقال: " آتنا غداءنا لقينا من سفرنا هذا نصبا " إلى قوله: " في البحر عجبا " قال فرجع موسى يقص أثره حتى انتهى إليه وهو على حاله مستلق فقال له موسى: السلام عليك فقال السلام عليك يا عالم بني إسرائيل، قال: ثم وثب فأخذ عصاه بيده، قال: فقال له موسى: ان قد أمرت " ان أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " فقال كما قص عليكم: " انك لن تستطيع معي صبرا " قال: فانطلقا حتى انتهيا إلى معبر (28) فلما نظر إليهم أهل المعبر قالوا: والله لا نأخذ من هؤلاء أجرا اليوم، فحمل عليهم فلما ذهبت السفينة كثرت الماء خرقها قال له موسى كما أخبرتم، ثم قال: ألم أقل لك انك لم تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا.

قال: وخرجا على ساحل البحر فإذا غلام يلعب مع غلمان عليه قميص حرير أخضر، في اذنيه درتان فتوركه العالم (29) فذبحه قال له موسى: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا * قال فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا " خبزا نأكله فقد جعنا، قال: وهي قرية على ساحل يقال لها ناصرة، وبها سمى النصارى نصارى فلم يضيفوهما ولم يضيفوا بعدهما أحدا حتى تقوم الساعة، وكان مثل السفينة فيكم وفينا ترك الحسين البيعة لمعوية، وكان مثل الغلام فيكم قول الحسن بن علي لعبد الله ابن علي: لعنك الله من كافر، فقال له: قد قتلته يا أبا محمد، وكان مثل الجدار فيكم على والحسن والحسين (30)

152 - في مجمع البيان سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: أخبرني أبي بن كعب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان موسى قام خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ قال: أنا فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى الله إليه ان لي عبدا، بمجمع البحرين هو أعلم منك، قال موسى: يا رب فكيف لي به؟ قال: تأخذ معك حوتا فتجعله في مكتل، ثم انطلق وانطلق معه فتاه يوشع بن نون حتى إذا أتيا الصخرة وضعا رؤسهما فناما، واضطرب الحوت في المكتل فخرج منه، فسقط في البحر فاتخذ سبيله في البحر سربا وامسك الله عن الحوت جرية الماء، فصار عليه مثل الطاق، فلما استيقظ نسي صاحبه أن يخبر بالحوت، فانطلقا بقية يومهما وليلتهما حتى إذا كان من الغد، قال موسى لفتاه آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، قال: ولم يجد موسى النصب حتى جاوز المكان الذي أمر الله تعالى به فقال فتاه: " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة " الآية قال: وكان للحوت سربا، ولموسى وفتاه عجبا، فقال موسى: " ذلك ما كنا نبغي " الآية قال: رجعا يقصان الأثر حتى انتهيا إلى الصخرة، فوجدا رجلا مسجى بثوب، فسلم عليه موسى فقال الخضر: وأنى بأرضك السلام، قال: أنا موسى، قال: موسى بني إسرائيل؟ قال: نعم أتيتك " لتعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا " يا موسى انى على علم من الله لا تعلمه علمنيه، وأنت على علم من الله علمك لا أعلمه أنا، فقال له موسى: " ستجدني انشاء الله صابرا ولا أعصى لك أمرا " فقال الخضر: " فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا " فانطلقا يمشيان على ساحل البحر فمرت سفينة وكلموهم أن يحملوهم، فعرفوا الخضر فحملوه بغير قول.

فلما ركبا في السفينة لم يفجأ الا والخضر قد قلع لوحا من ألواح السفينة بالقدوم (31) فقال له موسى: قوم حملونا بغير قول، عمدت إلى سفينتهم " فخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمرى عسرا " قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كانت الأولى من موسى نسيانا، قال: وجاء عصفور فوقع على جوف السفينة فنقر في البحر نقرة، فقال له الخضر: ما علمي وعلمك من علم الله الا مثل ما نقص هذا العصفور من هذا البحر.

ثم خرجا من السفينة فبينا هما يمشيان على الساحل إذ أبصر الخضر غلاما يلعب بين الغلمان، فأخذ الخضر رأسه بيده فاقتطعه فقتله، فقال له موسى: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا " قال: وهذا أشد من الأول " قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت " إلى قوله: " يريد ان ينقض " كان مايلا، فقال الخضر (32) بيده فأقامه، فقال موسى: قوم قد اتيناهم ولم يضيفونا، " فلو شئت لا تخذت عليه أجرا قال هذا فراق بيني وبينك " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وددنا ان موسى كان صبر حتى يقص علينا من خبرهما.

153 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: والصبر ما أوله مر وآخره حلو فمن دخله من اواخره فقد دخل، ومن دخله من أوائله فقد خرج، ومن عرف قدر الصبر لا يصبر عما منه الصبر، قال الله تعالى في قصة موسى والخضر عليهما السلام وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا

154 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: إن موسى بن عمران، لما كلمه الله تكليما وأنزل عليه التورية، وكتب له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ، وجعل آيته في يده وعصاه، وفى الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر و غرق الله عز وجل فرعون وجنوده وعملت البشرية فيه حتى قال في نفسه ما أرى ان الله عز وجل خلق خلقا أعلم منى، فأوحى الله عز وجل إلى جبرئيل يا جبرئيل أدرك عبدي موسى قبل أن يهلك، وقل له: ان عند ملتقى البحرين رجلا عابدا فاتبعه وتعلم منه، فهبط جبرئيل على موسى بما أمر الله به ربه عز وجل، فعلم موسى ان ذلك لما حدثت به نفسه، فمضى هو و فتاه يوشع بن نون عليهما السلام، حتى انتهيا إلى ملتقى البحرين، فوجدا هنالك الخضر عليه السلام يتعبد الله عز وجل، كما قال الله عز وجل في كتابه: " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما قال له موسى هل اتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا " قال له الخضر عليه السلام: " انك لن تستطيع معي صبرا " لانى وكلت بعلم لا تطيقه، ووكلت بعلم لا أطيقه، قال موسى: بل أستطيع معك صبرا، فقال له الخضر: ان القياس لا يحال له في علم الله وأمره " وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا * قال موسى ستجدني انشاء الله صابرا ولا اعصى لك أمرا " فلما استثنى المشية قبله " قال فان اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا " فقال موسى: لك ذلك على " فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها " الخضر عليه السلام فقال له موسى عليه السلام: " أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا * قال ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا * قال موسى لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمر عسرا * فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله " الخضر عليه السلام فغضب موسى وأخذ بتلبيبه (33) وقال له: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " قال له الخضر: ان العقول لا تحكم على أمر الله تعالى ذكره، بل أمر الله يحكم عليها، فسلم لما ترى منى واصبر عليه فقد كنت علمت أنك لن تستطيع معي صبرا قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا فانطلقا حتى إذا آتيا أهل قرية وهي الناصرة واليها تنسب النصارى استطعما أهلها فأبوا ان يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فوضع الخضر عليه السلام يده فأقامه فقال له موسى لو شئت لا تخذت عليه اجرا.

155 - في مجمع البيان " فأبوا ان يضيفوهما " روى أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كانوا أهل قرية لئام.

وفى الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وآله " يريد أن ينقض " بضم الياء وقراءة علي بن أبي طالب " ينقاص " بالصاد غير معجمة وبالألف.

156 - في تفسير العياشي عن ليث بن سليم عن أبي جعفر عليه السلام شكى موسى إلى ربه الجوع في ثلاثة مواضع " آتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " " لا تخذت عليه أجرا " " رب لما أنزلت إلى من خير فقير ".

157 - في مجمع البيان " ان سألتك عن شئ " الآية وروى أن النبي صلى الله عليه وآله تلا هذه الآية فقال: استحيا نبي الله موسى.

ولو صبر لرأى ألفا من العجائب.

158 - في تفسير علي بن إبراهيم متصلا بما نقلنا عنه سابقا من قصة الخضر وموسى ويوشع عليهم السلام فمروا ثلاثتهم حتى انتهوا إلى ساحل البحر وقد شحنت سفينة (34) وهي تريد أن تعبر، فقال أرباب السفينة: نحمل هؤلاء الثلاثة نفر، فإنهم قوم صالحون فحملوهم، فلما جنحت السفينة في البحر قام الخضر عليه السلام إلى جوانب السفينة فكسرها وحشاها بالخرق والطين، فغضب موسى عليه السلام غضبا شديدا وقال للخضر عليه السلام: " أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا أمرا " فقال له الخضر عليه السلام: " ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا قال موسى لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من امرى عسرا " فخرجوا من السفينة فنظر الخضر عليه السلام إلى غلام يلعب بين الصبيان حسن الوجه كأنه قطعة قمر وفى اذنيه درتان فتأمله الخضر عليه السلام ثم اخذه فقتله فوثب موسى على الخضر عليهما السلام وجلد به الأرض " فقال أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " فقال الخضر عليه السلام: " ألم أقل لك انك لن تستطيع معي صبرا قال موسى ان سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذرا * فانطلقا حتى " قال " إذا آتيا أهل قرية استطعما أهلها " وكان وقت العشى والقرية تسمى الناصرة و إليها نسب النصارى ولم يضيفوا أحدا قط ولم يطعموا غريبا فاستطعموهم فلم يطعموهم، ولم يضيفوهم، فنظر الخضر عليه السلام إلى حائط قد زال لينهدم فوضع الخضر عليه السلام يده عليه وقال: قم بإذن الله فقام، فقال موسى عليه السلام: لم ينبغ أن تضم الجدار حتى يطعمونا ويأوونا، وهو قوله عز وجل: " لو شئت لا تخذت عليه أجرا " فقال له الخضر عليه السلام: " هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا " اما السفينة التي فعلت بها ما فعلت فإنها كانت لقوم مساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم، أي وراء السفينة ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا هكذا نزلت وإذا كانت السفينة معيوبة لم يأخذ منها شيئا واما الغلام فكان أبواه مؤمنين وهو طبع كافرا كذا نزلت، فنظرت إلى جبينه وعليه مكتوب طبع كافرا " فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا ان يبدلها ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " فأبدل الله عز وجل والديه بنتا ولدت سبعين نبيا، واما الجدار الذي أقمنه فكان لغلامين يتيمين في المدينة، وكان تحته كنز لهما، وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما إلى قوله تعالى: " ذلك تأويل ما لم تستطع عليه صبرا ".

159 - حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان ذلك الكنز لوح من ذهب مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح وعجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يفرق (35) وعجبت لمن يذكر النار كيف يضحك، وعجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها.

160 - في كتاب علل الشرايع متصل بآخر ما نقلنا أعني قوله: " لو شئت لا تخذت عليه أجرا " قال له الخضر " هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطيع عليه صبرا " فقال: " اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت ان أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا " فأردت بما فعلت أن تبقى لهم ولا يغصبهم الملك عليها فنسب الأنانية في هذا الفعل إلى نفسه لعلة ذكر التعبيب (36) لأنه أراد ان يعيبها عند الملك إذا شاهدها فلا يغصب المساكين عليها، وأراد الله عز وجل صلاحهم بما أمره به من ذلك، ثم قال: واما الغلام فكان أبواه مؤمنين وطبع كافرا وعلم الله تعالى ذكره انه ان بقي كفرا أبواه وافتتنا به، وضلا باضلاله إياهما، فأمرني الله تعالى ذكره بقتله، وأراد بذلك نقلهم إلى محل كرامته في العاقبة، فاشترك بالأنانية بقوله: " فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفرا فأراد أن يبدلهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " وانما اشترك في الأنانية لان خشي والله لا يخشى، لأنه لا يفوته شئ ولا يمتنع عليه أحد أراده.

وانما خشي الخضر من أن يحال بينه وبين ما أمر فيه فلا يدرك ثواب الامضاء فيه ووقع في نفسه ان الله تعالى ذكره جعله سببا لرحمة أبوى الغلام، فعمل فيه وسط الأمرين من البشرية مثل ما كان عمل في موسى عليه السلام لأنه صار في الوقت مخبرا، وكليم الله موسى عليه السلام مخبرا (37) ولم يكن ذلك باستحقاق للخضر للرتبة على موسى عليهما السلام وهو أفضل من الخضر، بل كان لاستحقاق موسى للتبيين.

ثم قال: واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما ولم يكن ذلك الكنز بذهب ولا فضة، ولكن كان لوحا من ذهب فيه مكتوب: عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ ، عجبت لمن أيقن ان البعث حق كيف يظلم؟ عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها؟ وكان أبوهما صالحا كان بينهما وبين هذا الأب الصالح سبعون أبا فحفظهما الله بصلاحه، ثم قال: فأراد ربك ان يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما فتبرء من الأنانية في آخر القصص، ونسب الإرادة كلها إلى الله تعالى ذكره في ذلك، لأنه لم - يكن بقي شئ مما فعله فيخبر به بعد، ويصير موسى عليه السلام به مخبرا ومصغيا إلى كلامه تابعا له، فتجرد من الأنانية، والإرادة تجرد العبد المخلص ثم صار متنصلا (38) مما اتاه من نسبة الأنانية في أول القصة، ومن ادعاء الاشتراك في ثاني القصة فقال: رحمة من ربك وما فعلته عن امرى ذلك تأويل ما لم تستطيع عليه صبرا

161 - في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرء " وكان وراءهم ملك " يعنى امامهم " يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ".

162 - في مجمع البيان وروى أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يقرأ " كل سفينة صالحة غصبا " وروى ذلك أيضا عن أبي جعفر عليه السلام قال: وهي قراءة أمير المؤمنين عليه السلام.

163 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال في ترجمة زرارة ابن أعين روى في الصحيح أن أبا عبد الله عليه السلام ارسل إليه انما أعيبك دفاعا منى عنك، فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدناه مكانه، لادخال الأذى فيمن نحبه ونقربه، ويذمونه لمحبتنا له وقربه ودنوه منا، ويرون ادخال الأذى عليه و قتله، ويحمدون كل من عبناه، فإنما أعيبك لأنك رجل اشتهرت بنا وبميلك إلينا، وأنت في ذلك مذموم عند الناس، فيكون ذلك دافع شرهم عنك، لقول الله عز وجل: " و اما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر، فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا " هذا الرسل من عند الله صالحة لا والله ما عابها الا لكي تسلم من الملك، فإنهم المثل يرحمك الله فإنك والله أحب الناس إلى، وأحب أصحاب أبي إلى حيا وميتا، فإنك أفضل سفن ذلك البحر القمقام، وان من ورائك لملكا ظلوما غصوبا يرقب عبور كل سفينة صالحة ترد من بحر الهدى ليغصبها وأهلها، ، فرحمة الله عليك حيا، ورحمته ورضوانه عليك ميتا.

164 - في مجمع البيان وروى عن أبي وابن عباس انهما كانا يقرآن " اما الغلام فكان كافرا وأبواه مؤمنين " وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.

165 - في تفسير العياشي عن حريز عمن ذكره عن أحدهما انه قرء " وكان أبواه مؤمنين فطبع كافرا ".

166 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نجدة الحروري كتب إلى ابن عباس يسأله عن سبى الذراري؟ فكتب إليه: اما الذراري فلم يكن رسول الله يقتلهم، وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم، فان كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم.

167 - عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: بينما العالم يمشى مع موسى إذ هم بغلام يلعب فاقله (39) قال فوكزه العالم فقتله، قال له موسى: " أقتلت نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا " قال: فادخل العالم يده فاقتلع كتفه فإذا عليه مكتوب: كافر مطبوع.

168 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " فخشينا " خشي ان أدرك الغلام أن يدعو أبويه إلى الكفر فيجيبانه.

169 - عن عبد الله بن خلف رفعه قال: كان في كتف الغلام الذي قتله العالم مكتوب: كافر.

170 - عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما قال: أبدلوا جارية فولدت غلاما وكان نبيا.

171 - عن أبي يحيى الواسطي رفعه إلى أحدهما في قول الله: " واما الغلام فكان أبواه مؤمنين " إلى قوله: " وأقرب رحما " قال: أبدلهما مكان الابن بنتا، فولدت سبعين نبيا

172 - في من لا يحضره الفقيه وقال: في قول الله عز وجل: " واما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " قال: أبدلهما الله عز وجل مكان الابن ابنة، فولد منها سبعون نبيا.

173 - في مجمع البيان وروى أنها؟ الغلام المقتول جارية، فولدت سبعين نبيا عن أبي عبد الله عليه السلام.

174 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عدة من أصحابه عن الحسن بن علي بن يوسف عن الحسن بن سعيد اللخمي قال: ولد لرجل من أصحابنا جارية فدخل على أبى عبد الله عليه السلام فرآه مسخطا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أرأيت لو أن الله تبارك وتعالى أوحى إليك ان اختار لك أو تختار لنفسك ما كنت تقول؟ قال: كنت أقول يا رب تختار لي، قال: فان الله عز وجل قد اختار لك، ثم قال: إن الغلام الذي قتله العالم الذي كان مع موسى عليه السلام في قول الله عز وجل " فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما " أبدلهما الله به جارية ولدت سبعين نبيا.

175 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز - وجل: " واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما: فقال: اما انه ما كان ذهبا ولا فضة، وانما كان أربع كلمات: لا اله الا انا، من أيقن بالموت لم تضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش الا الله.

176 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل: " وكان تحته كنز لهما " كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يضحك، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا تقلبها بأهلها كيف يركن إليها، و ينبغي لمن عقل عن الله ان لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطيه في رزقه، فقلت: جعلت فداك أريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي، فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته.

177 - في عوالي اللئالي روى الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أقام العالم الجدار أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام انى مجازى الأبناء بسعي الآباء ان خيرا فخير وان شرا فشر لا تزنوا فتزني نساؤكم، من وطئ فراش امرء مسلم وطى فراشه كما تدين تدان.

178 - في قرب الإسناد للحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: وكان في الكنز الذي قال: وكان تحته كنز لهما لوح من ذهب فيه بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله، محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبا لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبا لمن رآى الدنيا وفعلها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي لمن عقل عن الله ان لا يتهم الله تبارك وتعالى في قضائه، ولا يستبطيه في رزقه.

179 - في تهذيب الأحكام في دعاء مروى عنهم عليهم السلام اللهم انك حفظت الغلامين بصلاح أبويهما.

180 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى جعفر بن حبيب النهدي انه سمع جعفر بن محمد يقول: احفظوا فينا ما حفظ العبد الصالح في اليتيمين، وكان أبوهما صالحا.

181 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كم من انسان له حق، لا يعلم به، قلت: وما ذاك أصلحك الله؟ قال: إن صاحبي الجدار كان لهما كنز تحته لا يعلمان به، اما انه لم يكن بذهب ولا فضة، قلت: فما كان؟ قال: كان علما، قلت فأيهما أحق به؟ قال: الكبير كذلك نقول نحن.

182 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: " وكان تحته كنز لهما " قال: والله ما كان من ذهب ولا فضة، وما كان الا لوح فيه كلمات أربع.

انى انا الله لا اله الا انا ومحمد رسولي، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح قلبه، و عجبت لمن أيقن بالحساب كيف يضحك سنه، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يستبطي الله في رزقه، عجبت لمن يرى النشأة الأولى كيف ينكر النشأة الآخرة؟ .

183 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد قال: حدثنا الحسن بن علي رفعه إلى عمرو بن جميع رفعه إلى علي عليه السلام في قول الله عز وجل: " وكان تحته كنز لهما " قال: كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب بسم الله لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح، عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك، عجبت لمن يرى الدنيا وتصرف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن إليها؟ .

184 - في مجمع البيان " وكان تحته كنز لهما " قيل: كان كنزا من الذهب والفضة ورواه أبو الدرداء عن النبي صلى الله عليه وآله.

185 - وقيل: كان لوحا من ذهب وفيه مكتوب: عجبا لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن، عجبا لمن أيقن بالرزق كيف يتعب، عجبا لمن أيقن بالموت كيف يفرح، عجبا لمن يؤمن بالحساب كيف يعتل، عجبا لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها؟ لا إله إلا الله محمد رسول الله، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام، وفى بعض الروايات زيادة ونقصان.

186 - " وكان أبوهما صالحا " روى عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان بينهما وبين ذلك الأب الصالح سبعة آباء.

187 - في تفسير العياشي عن محمد بن عمر عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله ليحفظ ولد المؤمن إلى ألف سنة، وان الغلامين كان بينهما وبين أبويهما سبعمأة سنة.

188 - عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله ليصلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فلا يزالون في حفظ الله لكرامته على الله، ثم ذكر الغلامين فقال: : وكان أبوهما صالحا " ألم تر ان الله شكر صلاح أبويهما لهما.

189 - عن بريد بن رويان قال: قال الحسين عليه السلام لنافع بن الأزرق: يا بن الأزرق انى أخبرت أنك تكفر أبى وأخي وتكفرني؟ قال له نافع " لئن قلت ذلك لقد كنتم الحكام ومعالم الاسلام، فلما بدلتم استبدلنا بكم، فقال له الحسين: يا بن الأزرق أسئلك عن مسألة فأجبني عن قول الله لا إله إلا هو: " واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما " إلى قوله: " كنزهما " من حفظ فيهما؟ قال: فأيهما أفضل، أبويهما أم رسول الله وفاطمة؟ قال: لا بل رسول الله وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فما حفظهما حتى خلى بينهما وبين الكفر؟ فنهض ثم نفض ثوبه ثم قال: نبأنا الله عنكم معشر قريش أنتم قوم خصمون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

190 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قالا: يحفظ الله الأطفال باعمال آبائهم، كما حفظ الغلامين بصلاح أبيهما.

191 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام، ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إن الله ليخلف العبد الصالح من بعد موته في أهله وماله، وإن كان أهله أهل السوء ثم قرء هذه الآية إلى آخرها: " وكان أبوهما صالحا ".

192 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي سعيد عقيصا قال: قلت للحسن ابن علي بن أبي طالب، يا بن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ؟ فقال: يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه واماما عليهم بعد أبي عليه السلام؟ قلت: بلى، قال: ألست الذي قال رسول الله صلى الله عليه وآله لي ولأخي الحسين: امامان قاما أو قعدا؟ قلت: بلى، قال: انا فاذن امام لو قمت، وانا امام إذا قعدت، يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى الله عليه وآله لبنى ضمرة وبنى أشجع ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل، يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا الا ترى إلى الخضر عليه السلام، لما أخرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى عليه السلام فعله الاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضى، هكذا انا سخطتم على بجهلكم بوجه الحكمة فيه، ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد الا قتل.

193 - وباسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: إن لصاحب هذا الامر غيبة لا بد منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت له: ولم جعلت فداك؟ قال: لأمر لم يأذن في كشفه لكم، قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال: وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره، ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام، من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه السلام، الا وقت افتراقهما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

194 - وباسناده إلى اسحق الليثي عن الباقر عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) أنكر موسى على الخضر واستفضع أفعاله حتى قال له الخضر: يا موسى ما فعلته عن أمرى انما فعلته عن أمر الله عز وجل.

195 - في أصول الكافي محمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال: قال موسى للخضر (ع): قد تحرمت بصحبتك فأوصني، قال: الزم ما لا يضرك معه شئ كما لا ينفعك مع غيره شئ.

196 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام، قال: إن موسى ابن عمران عليه السلام، حين أراد أن يفارق الخضر عليه السلام قال: أوصني فكان مما أوصاه أن قال له إياك واللجاجة، وان تمشى في غير حاجة، أو أن تضحك من غير عجب، واذكر خطيئتك وإياك وخطايا الناس.

197 - في كتاب الخصال عن الزهري عن علي بن الحسين (ع) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر، موسى بن عمران عليهما السلام ان قال: لا تعير أحدا بذنب، وان أحب الأمور إلى الله تعالى ثلاثة: القصد في الشدة، والعفو في القدرة، والرفق بعباد الله وما رفق أحد بأحد في الدنيا الا رفق الله تعالى به يوم القيمة، ورأس الحكمة مخافة الله تبارك الله وتعالى.

198 - في تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي عن يوسف بن أبي حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء وجد ريحا مثل ريح المسك الأذفر، فسأل جبرئيل عنها فأخبره جبرئيل عليه السلام انها تخرج من بيت عذب فيه قوم في الله حتى ماتوا، ثم قال له: ان الخضر عليه السلام كان من أبناء الملوك فآمن بالله، وتخلى في بيت دار أبيه يعبد الله عز وجل ولم يكن لأبيه ولد غيره فأشاروا على أبيه أن يزوجه، فلعل الله أن يرزقه ولدا فيكون الملك فيه وفى عقبه فخطب له امرأة بكرا وأدخلها عليه، لم يلتفت الخضر إليها فلما كان في اليوم الثاني قال لها: تكتمين على أمرى؟ فقالت: نعم قال لها: ان سئلك أبى هل كان منى إليك ما يكون من الرجال إلى النساء فقولي: نعم فقالت: أفعل، فسألها الملك عن ذلك فقالت: نعم وأشار عليه الناس ان يأمر النساء أن يفتشنها، فأمر وكانت على حالتها فقالوا: أيها الملك زوجت العز من العزة زوجة امرأة ثيبا، فزوجه فلما أدخلت عليه سألها الخضر أن تكتم عليه أمره فقالت: نعم، فلما ان الملك سألها قالت: أيها الملك ان ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة؟ فغضب عليه وأمر بردم الباب عليه فردم فلما كان يوم الثالث حركته رقة الاباء، فأمر بفتح الباب ففتح فلم يجدوه فيه، وأعطاه الله عز وجل من القوة أن يتصور كيف يشاء ثم كان على مقدمة ذي القرنين وشرب من الماء الذي من شرب منه بقي إلى الصيحة.

قال: فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر حتى وقعا إلى جزيرة من جزاير البحر، فوجدا فيها الخضر عليه السلام قائما يصلى فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه فقال لهما: هل يكتمان على أمرى ان أنا رددتكما في يومكما هذا إلى منازلكما؟ فقالا: نعم، فنوى أحدهما أن يكتم أمره ونوى الآخر ان رده إلى منازله أخبر أباه بخبره، فدعا الخضر سحابة وقال: احملي هذين إلى منازلهما، فحملتهما السحابة حتى وضعتهما في بلدهما من يومهما، فكتم أحدهما أمره، وذهب الآخر إلى الملك فأخبره بخبره، فقال له الملك: من يشهد لك بذلك؟ قال: فلان التاجر فدل على صاحبه، فبعث الملك إليه فلما أحضره أنكره وأنكر معرفة صاحبه، فقال له الأول: أيها الملك ابعث معي خيلا إلى هذه الجزيرة واحبس هذا حتى آتيك بابنك فبعث معه خيلا فلم يجده فأطلق عن الرجل الذي كتم عليه، ثم إن القوم عملوا بالمعاصي فأهلكهم الله عز وجل وجعل مدينتهم عاليها سافلها وابتدرت الجارية التي كتمت عليه أمره والرجل الذي كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة فلما أصبحا التقيا فأخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره، فقالا: ما نجونا الا بذلك، فآمنا برب الخضر عليه السلام و حسن ايمانهما، وتزوج بها الرجل ووقعا إلى مملكة ملك آخر، ودخلت المرأة إلى بيت الملك وكانت تزين بنت الملك، فبينما هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط، فقالت: لا حول ولا قوة الا بالله، فقالت لها بنت الملك: ما هذه الكلمة؟ فقالت لها: ان لي الها تجرى الأمور كلها بحوله وقوته، فقالت لها بنت الملك: ألك اله غير أبى؟ قالت: نعم وهو الهك واله أبيك.

فدخلت بنت الملك إلى أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة، فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته، فقال لها: من على دينك؟ قالت: زوجي وولدي فدعاهما الملك فأمرهما بالرجوع عن التوحيد فأبوا عن ذلك، فدعا بمرجل (40) من ماء فاسخنه وألقاهم فيه، فأدخلهم بيتا وهدم عليهم البيت، فقال جبرئيل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهذه الرائحة التي شممتها من ذلك البيت.

199 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلى الله عليه وآله وفيه: ومن ذلك ان نفرا من اليهود أتوه فقالوا لأبي الحسن جدي: استأذن لنا على ابن عمك نسأله، قال: فدخل على فأعلمه، فقال النبي صلى الله عليه وآله: وما يريدون منى؟ فانى عبد من عبيد الله لا أعلم الا ما علمني ربى، ثم قال: ائذن لهم فدخلوا، فقال: اسألوني عما جئتم له أم أنبئكم؟ قالوا: نبئنا، قال: جئتم تسئلوني عن ذي القرنين؟ قالوا: نعم، قال كان غلاما من أهل الروم، ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها، ثم بنى السد فيها، قالوا: نشهد ان هذا كذا وكذا.

200 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: قلت: له ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى؟ قال: صاحب موسى وذو القرنين، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.

201 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن الحارث بن مغيرة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ان عليا عليه السلام كان محدثا، فقلت: فيقول نبي؟ فحرك بيده هكذا ثم قال أو كصاحب سليمان، أو كصاحب موسى، أو كذى القرنين، أوما بلغكم أنه قال: وفيكم مثله.

202 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذي القرنين لم يكن نبيا ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه، و ناصح لله فناصحه، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم، فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنته.

203 - وباسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قام ابن الكوا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبيا كان أو ملكا؟ وأخبرني عن قرنيه أذهب أو فضة؟ فقال عليه السلام: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولا قرناه من ذهب ولا فضة، ولكنه كان عبدا أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصحه الله، و انما سمى ذا القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر وفيكم مثله.

204 - وباسناده إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عز وجل حجة على عباده، فدعا قومه إلى الله وأمرهم بتقواه، فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل مات أو هلك، بأي واد سلك، ثم ظهر ورجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر وفيكم من هو على سنته، و ان الله عز وجل مكن لذي القرنين في الأرض، وجعل له من كل شئ سببا، وبلغ المغرب والمشرق، وان الله عز وجل سيجري سنته في القائم من ولدى، فيبلغه مشرق الأرض وغربها حتى لا يبقى منها ولا موضعا منها من سهل أو جبل وطأه ذو القرنين الا وطأه ويظهر الله له عز وجل كنوز الأرض ومعادنها، وينصره بالرعب، ويملأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما.

205 - في تفسير العياشي عن أبي الطفيل قال سمعت عليا عليه السلام يقول: إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا كان عبدا أحب الله فأحبه، وناصح الله فنصحه، دعى قومه فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على قرنه الآخر فقتلوه.

206 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله لم يبعث أنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة بعد نوح، أولهم ذو القرنين واسمه عياش، وداود وسليمان ويوسف، فأما عياش فملك ما بين المشرق والمغرب، واما داود فملك ما بين الشامات إلى بلاد إصطخر، وكذلك كان ملك سليمان، واما يوسف فملك مصر وبراريها لم يجاوزها إلى غيرها، وفى كتاب الخصال مثله.

207 - في كتاب الخصال عن محمد بن خالد باسناده رفعه قال: ملك الأرض كلها أربعة، مؤمنان وكافران، فاما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين، واما الكافران نمرود وبخت نصر، واسم ذي القرنين عبد الله ضحاك بن معد.

208 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال: أول اثنين تصافحا على وجه الأرض ذو القرنين و إبراهيم الخليل عليه السلام استقبله إبراهيم فصافحه.

209 - في تفسير العياشي بعد ان ذكر أبا عبد الله عليه السلام ونقل عنه حديثا طويلا قال: وفى خبر آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة، فلما وثب عليه وكان أشبه الناس بإبراهيم، قال له: أنت إبراهيم خليل الرحمن؟ قال: لا.

210 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل أمة صديق وفاروق، وصديق هذه الأمة وفاروقها علي بن أبي طالب ان عليا سفينة نجاتها وباب حطتها، انه يوشعها و شمعونها وذو قرنيها.

211 - في الخرايج والجرايح قال الحسن العسكري: وسئل علي عليه السلام عن ذي القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب؟ فقال: سخر الله السحاب ويسر له الأسباب وبسط له النور وكان الليل والنهار على سواء، وانه رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنها في شرقها وغربها، فلما قص رؤياه على قومه عرفهم وسموه ذا القرنين فدعاهم إلى الله فأسلموا، ثم أمرهم ان يبنوا له مسجدا فأجابوه إليه، فامر أن يجعلوا طوله أربعمأة ذراع، وعرضه مأتى ذراع وعلوه إلى السماء مأة ذراع، فقالوا: كيف لك بخشبات تبلغ ما بين الحائطين؟ قال: إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب (41) حتى يستوى مع حيطان المسجد، فإذا فرغتم من ذلك أخذتم من الذهب والفضة على قدره، ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر ثم خلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفايح من نحاس تذوبون ذلك، وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم، وأنتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب، فيسارعون فيه لأجل ما فيه من الذهب

والفضة فبنوا المسجد واخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف واستغنى المساكين فجندهم أربعة أجناد، في كل جند عشرة آلاف، ونشرهم في البلاد.

212 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماك بن حرب عن رجل من بنى أسد قال: سأل رجل عليا عليه السلام أرأيت ذا القرنين كيف استطاع ان بلغ الشرق والغرب؟ قال: سخر له السحاب ومد له في الأسباب، وبسط له النور فكان الليل و النهار عليه سواء.

213 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ذا القرنين خير بين السحاب الصعب والسحاب الذلول فاختار الذلول، فركب الذلول، فكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكي لا يكذب الرسل.

214 - عن حارث بن حبيب قال: أتى رجل عليا عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين، فقال: سخر له السحاب وقربت له الأسباب، وبسط له في النور، فقال له الرجل: كيف بسط له في النور؟ فقال علي عليه السلام: كان يضئ بالليل كما يضيئ بالنهار (42) ثم قال علي عليه السلام للرجل: أزيدك فيه فسكت.

215 - عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سأل عن ذي القرنين؟ قال: كان عبدا صالحا واسمه عياش، اختاره الله وابتعثه إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المغرب وذلك بعد طوفان نوح، فضربوه على قرن رأسه الأيمن فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام، ثم بعثه الله إلى قرن من القرون الأولى في ناحية المشرق، فكذبوه وضربوه ضربة على قرن رأسه الأيسر فمات منها، ثم أحياه الله بعد مأة عام وعوضه من الضربتين اللتين على رأسه قرنين في موضع الضربتين، أجوفين وجعل عين ملكه وآية نبوته في قرنيه.

ثم رفعه إلى السماء الدنيا فكشط له (43) عن الأرض كلها جبالها وسهولها و فجاجها، حتى أبصر ما بين المشرق والمغرب، وآتاه الله من كل شئ يعرف به الحق والباطل، وأيده في قرنيه بكشف من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق، ثم اهبط إلى الأرض وأوحى إليه: ان سر في ناحية غربي الأرض وشرقيها، فقد طويت لك البلاد، وذللت لك العباد فأرهبتهم منك فسار ذو القرنين إلى ناحية المغرب، فكان إذا مر بقرية زأر فيها كما يزأر الأسد المغضب (44) فينبعث من قرنه ظلمات ورعد و برق وصواعق تهلك من ناواه وخالفه فلم يبلغ مغرب الشمس حتى دان له أهل المشرق والمغرب، قال: وذلك قول الله انا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شئ سببا فاتبع سببا حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة إلى قوله: اما من ظلم ولم يؤمن بربه فسوف يعذبه في الدنيا بعذاب الدنيا " ثم يرد إلى ربه " في مرجعه " فيعذبه عذابا نكرا " إلى قوله " وسنقول له من أمرنا يسرا ثم اتبع " ذو القرنين من الشمس " سببا ".

ثم قال أمير المؤمنين: ان ذا القرنين لما انتهى من الشمس إلى العين الحامية وجد الشمس تغرب فيها ومها سبعون ألف يجرونها بسلاسل الحديد والكلاليب يجرونها من قعر البحر في قطر الأرض الأيمن، كما تجرى السفينة على ظهر الماء فلما انتهى معها إلى مطلع الشمس سببا " وجدها تطلع على قوم " إلى قوله " بما لديه خيرا " فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ذا القرنين ورد على قوم قد أحرقتهم الشمس وغيرت أجسادهم وألوانهم حتى صيرتهم كالظلمة ثم اتبع ذو القرنين سببا في ناحية الظلمة " حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا * قالوا يا ذا القرنين ان يأجوج و مأجوج " خلف هذين الجبلين وهم يفسدون في الأرض، إذا كان إبان (45) زروعنا وثمارنا خرجوا علينا من هذين السدين فرعوا من ثمارنا وزرعنا حتى لا يبقون منها شيئا " فهل نجعل لك خرجا " نؤديه إليك في كل عام " على أن تجعل بيننا وبينهم سدا " إلى قوله " زبر الحديد " قال: فاحتفر له جبل حديد فقلعوا له أمثال اللبن، فطرح بعضهم على بعض فيما بين الصدفين، وكان ذو القرنين هو أول من بنى ردما على الأرض ثم جعل عليه الحطب وألهب فيه النار، ووضع عليه المنافخ فنفخوا عليه، فلما دأب قال، ايتونى بقطر وهو المس الأحمر قال: فاحتفروا له جبلا من مس فطرحوه على الحديد فذاب معه واختلط به، قال: " فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا " يعنى يأجوج ومأجوج، " قال هذا رحمة من ربى فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا " إلى هنا رواية علي بن الحسين ورواية محمد بن نضر وزاد جبرئيل بن أحمد في حديثه عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه " وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض " يعنى يوم القيمة، وكان ذو القرنين عبدا صالحا، كان من الله بمكان نصح الله فنصح له، وأحب الله فأحبه، وكان قد سبب له في البلاد ومكن له فيها حتى ملك ما بين المشرق والمغرب، وكان له خليل من الملائكة يقال له رقائيل ينزل إليه فيحدثه ويناجيه فبينا هو ذات يوم عنده إذ قال له ذو القرنين: يا رقائيل كيف عبادة أهل السماء وأين هي من عبادة أهل الأرض؟ فقال: اما عبادة أهل السماء ما في السماوات موضع قدم الا وعليه ملك قائم لا يقعد أبدا أو راكع لا يسجد أبدا، أو ساجد لا يرفع رأسه أبدا، فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: يا رقائيل انى أحب ان أعيش حتى أبلغ من عبادة ربى وحق طاعته بما هو أهله فقال له رقائيل: يا ذا القرنين ان لله في الأرض عينا تدعى عين الحياة، فيها عزيمة من الله انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو يسئل الله الموت، فان ظفرت بها تعيش ما شئت قال: وأين ذلك العين وهل تعرفها؟ قال: لا، غير انا نجد في السماء ان لله في الأرض ظلمة لم يطأها انس ولا جان فقال ذو القرنين: وأين تلك الظلمة؟ قال: رقائيل ما أدرى ثم صعد رقائيل فدخل ذا القرنين حزن طويل من قول رقائيل ومما اخبره عن العين والظلمة ولم يخبره بعلم ينتفع به منهما.

فجمع ذو القرنين فقهاء أهل مملكته وعلمائهم وأهل دراسة الكتب وآثار النبوة، فلما اجتمعوا عنده قال ذو القرنين: يا معشر الفقهاء وأهل الكتب وآثار النبوة هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله أو من كتب من كان قبلكم من الملوك ان لله عينا تدعى عين الحياة، فيها من الله عزيمة انه من يشرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت؟ قالوا: لا يا أيها الملك قال: فهل وجدتم فيما قرأتم من الكتب ان لله في الأرض ظلمة لم يطأها انس ولا جان؟ قالوا: لا أيها الملك فحزن عليه ذو القرنين حزنا شديدا وبكى إذ لم يخبر عن العين والظلمة بما يحب، وكان فيمن حضره غلام من الغلمان من أولاد الأوصياء أوصياء الأنبياء وكان ساكتا لا يتكلم، حتى إذا أيس ذو القرنين منهم قال له الغلام: أيها الملك انك تسئل هؤلاء عن أمر ليس لهم به علم، وعلم ما تريد عندي، ففرح ذو القرنين فرحا شديدا حتى نزل عن فراشه وقال له: ادن منى، فدنا منه فقال: أخبرني قال: نعم أيها الملك انى وجدت في كتاب آدم الذي كتب يوم سمى له ما في الأرض من عين أو شجر، فوجدت فيه ان لله عينا تدعى عين الحياة فيها من الله عزيمة انه من شرب منها لم يمت حتى يكون هو الذي يسئل الله الموت، بظلمة لم يطأها انس ولا جان ففرح ذو القرنين وقال: ادن منى يا أيها الغلام تدرى أين موضعها؟ قال: نعم، وجدت في كتاب آدم انها على قرن الشمس يعنى مطلعها.

ففرح ذو القرنين وبعث إلى أهل مملكته فجمع أشرافهم وفقهاءهم وعلماءهم و أهل الحكم منهم، فاجتمع إليه ألف حكيم وعالم وفقيه فلما اجتمعوا إليه تهيأ للسير و تأهب له بأعد العدة وأقوى القوة، فسار بهم يريد مطلع الشمس يخوض البحار ويقطع الجبال والفيافي (46) والأرضين والمفاوز فسار اثنى عشر سنة حتى انتهى إلى طرف الظلمة، فإذا هي ليست بظلمة الليل ولا دخان ولكنها هواء يفور فسد ما بين الأفقين فنزل بطرفها وعسكر عليها وجمع علماء أهل عسكره وفقهائهم وأهل الفضل منهم، فقال: يا معشر الفقهاء والعلماء انى أريد أن أسلك هذه الظلمة فخروا له سجدا وقالوا: يا أيها الملك انك لتطلب أمرا ما طلبه ولا سلكه أحد كان قبلك من النبيين والمرسلين، ولا من الملوك؟ قال: إنه لا بد لي من طلبها، قالوا: أيها الملك انا لنعلم انك إذا سلكتها ظفرت بحاجتك منها بغير عنت عليك لامرنا ولكنا نخاف أن يعلق بك منها أمر يكون فيه هلاك ملكك وزوال سلطانك وفساد من في الأرض، فقال: لا بد من أن اسلكها، فخروا سجدا وقالوا: انا نتبرء إليك مما يريد ذو القرنين.

فقال ذو القرنين: يا معشر العلماء أخبروني بأبصر الدواب؟ قالوا: الخيل

الإناث البكارة أبصر الدواب، فانتخب من عسكره فأصاب ستة آلاف فرس إناثا أبكارا، وانتخب من أهل العلم والفضل والحكمة ستة آلاف رجل فدفع إلى كل رجل وعقد لافسحر وهو الخضر على ألف فرس، فجعلهم على مقدمته وأمرهم أن يدخلوا الظلمة، وسار ذو القرنين في أربعة آلاف وأمر أهل عسكره أن يلزموا معسكره اثنى عشر سنة، فان رجع هو إليهم إلى ذلك الوقت والا تفرقوا في البلاد ولحقوا ببلادهم أو حيث شاؤوا، فقال الخضر: أيها الملك انا نسلك في الظلمة لا يرى بعضنا بعضا كيف نصنع بالضلال إذا أصابنا؟ فأعطاه ذو القرنين خرزة حمراء (47) كأنها مشعل لها ضوء، فقال: خذ هذه الخرزة فإذا أصاب بكم الضلال فارم بها إلى الأرض فإنها تصيح، فإذا صاحت رجع أهل الضلال إلى صوتها، فأخذها الخضر ومضى في الظلمة، وكان الخضر يرتحل و ينزل ذو القرنين، فبينا الخضر يسير ذات يوم إذ عرض له واد في الظلمة فقال لأصحابه: قفوا هذا الموضع لا يتحركن أحد منكم عن موضعه، ونزل عن فرسه فتناول الخرزة فرمى بها في الوادي فأبطأت عنها بالإجابة حتى ساء ظنه وخاف أن لا يجيبه ثم أجابته، فخرج إلى صوتها فإذا هي العين بقعرها، وإذا ماؤها أشد بياضا من اللبن وأصفى من الياقوت، و أحلى من العسل، فشرب منه ثم خلع ثيابه فاغتسل منها، ثم لبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فأجابته فخرج إلى أصحابه وركب وأمرهم بالمسير، فساروا.

ومر ذو القرنين بعده فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة بأربعين يوما وأربعين ليلة ثم خرجوا بضوء ليس بضوء نهار ولا شمس ولا قمر ولكنه نور، فخرجوا إلى أرض حمراء رملة خشخاشة فركة (48) كان حصاها اللؤلؤ فإذا هو بقصر مبنى على طوله فرسخ، فجاء ذو القرنين إلى الباب فعسكر عليه ثم توجه بوجهه وحده إلى القصر، فإذا طائر وإذا حديدة طويلة قد وضع طرفاها على جانبي القصر، والطير اسود معلق بأنفه في تلك الحديدة بين السماء والأرض مزموم كأنه الخطاف أو صورة الخطاف أو شبيه بالخطاف أو هو خطاف، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا؟ قال: انا ذو القرنين، قال: اما كفاك ما وراك حتى وصلت إلى حد بابى هذا؟ ففرق ذو القرنين فرقا شديدا (49) فقال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثر بنيان الآجر والجص؟ قال: نعم، قال: فانتفض الطير وامتلأ حتى ملأ من الحديدة ثلثها ففرق ذو القرنين فقال: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل كثرت المعازف؟ (50) قال: نعم قال: فانتفض الطير وامتلاء حتى ملاء من الحديدة ثلثيها، ففرق ذو القرنين، فقال: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ارتكب الناس شهادة الزور في الأرض؟ قال نعم، فانتفض انتفاضة وانتفخ فسد ما بين جداري القصر قال: فامتلأ ذو القرنين فرقا منه فقال له: لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس شهادة ان لا إله إلا الله؟ قال: لا، فانضم ثلثه، ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الصلاة المفروضة؟ قال: لا قال: فانضم ثلث آخر ثم قال: يا ذا القرنين لا تخف وأخبرني، قال: سل، قال: هل ترك الناس الغسل من الجنابة؟ قال: لا، قال: فانضم حتى عاد إلى حاله الأول.

وإذا هو بدرجة مدرجة إلى أعلى القصر، قال: فقال الطير: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة فسلكها وهو خائف لا يدرى ما هو عليه حتى استوى على ظهرها، فإذا هو بسطح ممدود البصر، وإذا رجل شاب أبيض مضئ الوجه عليه ثياب بيض حتى كأنه رجل أو في صورة رجل أو شبيه بالرجل أو هو رجل، وإذا هو رافع رأسه ينظر إلى السماء ينظر إليها واضع يده على فيه، فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا؟ قال: أنا ذو القرنين، قال: يا ذا القرنين أما كفاك ما وراك حتى وصلت إلى؟ قال ذو القرنين: مالي أراك واضعا يدك على فيك؟ قال: يا ذا القرنين انا صاحب الصور، وان الساعة قد اقتربت وانا انتظر أن أومر بالنفخ فانفخ، ثم ضرب بيده فتناول حجرا فرمى به إلى ذي القرنين كأنه حجرا أو شبه حجر أو هو حجر، فقال: يا ذا القرنين خذ هذا، فان جاع جعت وان شبع شبعت فارجع فرجع ذو القرنين بذلك الحجر حتى خرج به إلى أصحابه فأخبرهم بالطير وما سأله عنه وما قال له، وما كان من أمره، وأخبرهم بصاحب السطح وما قال له وما أعطاه، ثم قال لهم: انه أعطاني هذا الحجر وقال لي: ان جاع جعت، وان شبع شبعت - وقال: أخبروني بأمر هذا الحجر فوضع الحجر في إحدى الكفتين، ووضع حجرا مثله في الكفة الأخرى ثم رفع الميزان فإذا الحجر الذي جاء به أرجح بمثل الآخر، فوضعوا آخر فمال به حتى وضعوا ألف حجر كلها مثله، ثم رفعوا الميزان فمال بها ولم يستمل به الألف حجر فقالوا: يا أيها الملك لا علم لنا بهذا.

فقال له الخضر: أيها الملك انك تسئل هؤلاء عما لا علم لهم به، وقد أوتيت علم هذا الحجر، فقال ذو القرنين: فأخبرنا وبينه لنا، فتناول الخضر الميزان فوضع الحجر الذي جاء به ذو القرنين في كفة الميزان، ثم وضع حجرا آخر في كفة أخرى، ثم وضع كف تراب على حجر ذي القرنين يزيده ثقلا، ثم رفع الميزان فاعتدل وعجبوا وخروا سجدا لله وقالوا: أيها الملك هذا أمر لم يبلغه علمنا، وانا لنعلم ان الخضر ليس بساحر فيكف هذا وقد وضعنا معه ألف حجر كلها مثله، فمال بها وهذا قد اعتدل به وزاده ترابا؟ قال ذو القرنين: بين يا خضر لنا أمر هذا الحجر، فقال الخضر: أيها الملك ان أمر الله نافذ في عباده، وسلطانه قاهر، وحكمه فاصل، وان الله ابتلى عباده بعضهم ببعض، وابتلى العالم بالعالم، والجاهل بالجاهل، والعالم بالجاهل، الجاهل بالعالم، وانه ابتلاني بك وابتلاك بي، فقال.

يرحمك الله يا خضر انما تقول: ابتلاني بك حين جعلت أعلم منى، وجعلت تحت يدي، أخبرني يرحمك الله عن أمر هذا الحجر؟ فقال الخضر: أيها الملك ان هذا الحجر مثل ضربه لك صاحب الصور، يقول: إن مثل بني آدم مثل هذ الحجر الذي وضع ووضع معه ألف حجر فمال بها، ثم إذا وضع عليه التراب شبع وعاد حجرا مثله، فيقول: كذلك مثلك أعطاك الله من الملك ما أعطاك فلم ترض به حتى طلبت أمرا لم يطلبه أحد كان قبلك (51) ودخلت مدخلا لم يدخله انس ولا جان، يقول: كذلك ابن آدم لا يشبع حتى يحثى عليه التراب.

قال: فبكى ذو القرنين بكاءا شديدا وقال: صدقت يا خضر، ضرب لي هذا المثل: لا جرم انى لا أطلب اثرا في البلاد بعد مسلكي هذا، ثم انصرف راجعا في الظلمة، فبينا هم كذلك يسيرون إذ سمعوا خشخشة تحت سنابك (52) خيلهم فقالوا: أيها الملك ما هذا؟ فقال: خذوا منه، فمن أخذ منه ندم ومن تركه ندم، فأخذ بعض وترك بعض، فما خرجوا من الظلمة إذا هم بالزبرجد، فندم الآخذ والتارك، ورجع ذو القرنين إلى دومة الجندل (53) وكان بها منزله فلم يزل بها حتى قبضه الله.

قال: وكان صلى الله عليه وآله إذا حدث بهذا الحديث قال: رحم الله أخي ذا القرنين ما كان مخطئا إذا سلك ما سلك وطلب ما طلب، ولو ظفر بوادي الزبرجد في مذهبه لما ترك فيه سنة الزهاد الا أخرجه للناس، لأنه كان راغبا ولكنه ظفر به بعد ما رجع فقد زهد.

216 - جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن ذا القرنين عمل صندوقا من قوارير ثم حمل في مسيره ما شاء الله، ثم ركب البحر فلما انتهى إلى موضع منه، قال لأصحابه: دلوني فإذا حركت الحبل فأخرجوني فإن لم أحرك الحبل فأرسلوني إلى آخره، فأرسلوا الحبل مسيرة أربعين يوما، فإذا ضارب يضرب خشب الصندوق ويقول: يا ذا القرنين أين تريد؟ قال: أريد ان أنظر إلى ملكوت ربى في البحر كما رأيته في البر، فقال: يا ذا القرنين ان هذا الموضع الذي أنت فيه مر في نوح زمان الطوفان، فسقط منه قدوم (54) فهو يهوى في قعر البحر إلى الساعة لم يبلغ قعره، فلما سمع ذو القرنين ذلك حرك الحبل وخرج.

217 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الزلزلة؟ فقال: أخبرني أبي عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان ذا القرنين لما انتهى إلى السد جاوزه فدخل الظلمة، فإذا بملك قائم طوله خمسمأة ذراع، فقال له الملك: يا ذا القرنين أما كان خلفك مسلك؟ فقال له ذو القرنين: ومن أنت؟ قال انا ملك من ملائكة الرحمن موكل بهذا الجبل، وليس من جبل خلقه الله الا وله عرق إلى هذا الجبل، فإذا أراد الله ان يزلزل مدينة أوحى إلى فزلزلتها.

218 - عن ابن هشام عن أبيه عمن حدثه عن بعض آل محمد عليه وعليهم السلام قال: إن ذا القرنين كان عبدا صالحا طويت له الأسباب، ومكن له في البلاد، وكان قد

وصفت له عين الحياة، وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وانه خرج في طلبها حتى اتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلاثمائة وستون عينا، وكان الخضر على مقدمته، وكان من أشد أصحابه عنده، فدعاه وأعطاه وأعطى قوما من أصحابه كل رجل منهم حوتا مملحا فقال: انطلقوا إلى هذه المواضع فليغسل كل رجل منكم حوته عند عين، ولا يغسل معه أحد، فانطلقوا فلزم كل رجل منهم فغسل فيها حوته، وان الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت ووجد الحوت ريح الماء حيى فانساب في الماء (55) فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب ويجتهد أن يصيبه، فلما رأى ذلك رجع فرجع أصحابه وأمر ذو القرنين بقبض السمك.

فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة فقالوا: الخضر صاحبها، قال فدعاه فقال: ما خلف سمكتك؟ قال: فأخبره الخبر فقال له: فصنعت ماذا؟ قال: سقطت عليها فجعلت أغوص واطلبها فلم أجدها، قال: فشربت من الماء؟ قال: نعم، قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها، فقال للخضر: أنت صاحبها.

219 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: تغرب الشمس في عين حمئة في بحر دون المدينة التي مما يلي المغرب يعنى جابلقا (56).

220 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن الشمس أين تغيب؟ قال: إن بعض العلماء قال: إذا انحدرت أسفل القبة دار بها الفلك إلى بطن السماء صاعدة أبدا إلى أن تنحط إلى موضع مطلعها، يعنى انها تغيب في عين حمئة ثم تخرق الأرض راجعة إلى موضع مطلعها، فتحير تحت العرش حتى يؤذن لها بطلوع، ويسلب نورها كل يوم ويتجلل نورا احمر.

221 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبي ذر (ره) عن النبي صلى الله عليه وآله قال: كنت آخذا بيد النبي صلى الله عليه وآله ونحن نتماشى جميعا، فما زلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت فقلت: يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

222 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك قال: لم يعلموا صنعة البيوت.

223 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: لم يعلموا صنعة الثياب.

224 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة، قال له اليهودي: فالشمس من أين تطلع؟ قال له: من بين قرني شيطان، قال: فأين تغرب؟ قال: في عين حامية.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: سبق في تفسير العياشي عن أمير المؤمنين عليه السلام بيان لقوله عز وجل " تغرب في عين حامية ".

225 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: يصلى على الجنازة في كل ساعة انها ليست بصلاة ركوع ولا سجود وانما تكره الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها التي فيها الخشوع والركوع والسجود، لأنها تغرب بين قرني شيطان وتطلع بين قرني شيطان.

226 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه قال: كان فيما يورد على من الشيخ أبى جعفر محمد بن عثمان العمرى قدس الله روحه في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان: واما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، ولئن كان كما يقولون إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان وتغيب بين قرني الشيطان، فلا شئ أفضل من الصلاة وأرغم أنف الشيطان.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عز وجل " حتى إذا بلغ بين السدين " إلى قوله: " وكان وعد ربى حقا " قد سبق في تفسير العياشي له بيان.

227 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سهل بن زياد عن عبد العظيم الحسنى عن علي بن محمد العسكري عليه السلام حديث طويل يذكر فيه نوحا عليه السلام وأولاده ساما وحاما ويافثا حين سارت بهم السفينة: ودعا نوح عليه السلام أن يغير الله ماء صلب حام ويافث، وقد كتبناه بتمامه عند قوله تعالى: " وهي تجرى بهم في موج كالجبال " وفيه يقول عليه السلام: جميع الترك والصقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا.

228 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله عن العباس بن العلا عن مجاهد عن ابن عباس قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن الخلق، فقال: خلق الله ألفا ومأتين في البر وألفا ومأتين في البحر، وأجناس بني آدم سبعون جنسا، والناس ولد آدم ما خلا يأجوج ومأجوج.

229 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس منهم رجل يموت حتى يولد له في صلبه ألف ولد ذكر، ثم قال: هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة.

230 - في كتاب الخصال عن الصادق عليه السلام قال: الدنيا سبعة أقاليم، يأجوج ومأجوج، والروم، والصين، والزنج وقوم موسى وإقليم بابل.

231 - في مجمع البيان ورد في خبر الحذيفة قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن يأجوج ومأجوج، فقال: يأجوج أمة، ومأجوج أمة كل أمة أربعمأة أمة لا يموت الرجل منهم حتى ينظر إلى الف ذكر من صلبه كل قد حمل السلاح قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: هم ثلاثة أصناف، منهم أمثال الأرز، قلت: يا رسول الله وما الأرز؟ قال: شجر بالشام طويل وصنف منهم طويل وعرضهم سواء، وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد وصنف منهم يفترش أحدهم اذنيه ويلتحف بالأخرى، ولا يمرون بعين ولا وحش ولا جمل ولا خنزير الا اكلوه ومن مات منهم أكلوه، مقدمتهم بالشام وساقتهم بخراسان، يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية.

232 - في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله اجعل بينكم وبينهم ردما قال: التقية فما استطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا إذا علمت بالتقية لم يقدروا لك على حيلة وهو الحصن، وصار بينك وبين أعداء الله سدا لا يستطيعون له نقبا.

233 - عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " اجعل بينكم وبينهم سدا فما اسطاعوا ان يظهروه وما استطاعوا له نقبا " قال: هو التقية.

234 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لأقوام يظهرون الزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (57) أخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود ثم ذو القرنين عليه السلام عبد أحب الله فأحبه الله طوى له الأسباب، وملكه مشارق الأرض ومغاربها، وكان يقول الحق ويعمل به ثم لم نجد أحدا عاب ذلك عليه.

235 - في تفسير العياشي عن المفضل قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله إلى قوله قال: وسألته عن قوله: فإذا جاء وعد ربى جعله دكا قال: رفع التقية عند الكشف، فانتقم من أعداء الله.

236 - في تفسير علي بن إبراهيم " فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا " قال: إذا كان قبل يوم القيمة في آخر الزمان انهدم ذلك السد وخرج يأجوج ومأجوج إلى الدنيا وأكلوا الناس.

237 - في مجمع البيان وجاء في الحديث انهم يدأبون في حفره نهارهم حتى إذا أمسوا، وكادوا يبصرون شعاع الشمس، قالوا: نرجع غدا ونفتحه ولا يستثنون فيعودون من الغد وقد استوى كما كان، حتى إذا جاء وعد الله.

قالوا: غدا نفتح و نخرج انشاء الله، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه بالأمس، فيحفرونه (58) فيخرجون على الناس، فينشفون المياه ويتحصن الناس في حصونهم منهم، فيرمون سهامهم إلى السماء فترجع وفيها كهيئة الدماء، فيقولون: قد قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء فيبعث الله عليهم نغفا (59) في أقفائهم فيدخل في آذانهم فيهلكون بها، قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي نفس محمد بيده ان دواب الأرض لتسمن وتسكر من لحومهم سكرا.

238 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى حذيفة بن اليمان عن - النبي صلى الله عليه وآله عن أهل يأجوج ومأجوج قال: إن القوم لينقرون بمعاولهم (60) دائبين فإذا كان الليل قالوا: غدا نفرغ، فيصبحون وهو أقوى منه بالأمس، حتى يسلم منهم رجل حين يريد الله ان يبلغ أمره، فيقول المؤمن: غدا نفتحه إن شاء الله، فيصبحون ثم يغدون عليه فيفتحه الله، فوالذي نفسي بيده ليمرن الرجل منهم على شاطئ الوادي الذي بكوفان وقد شربوه حتى نزحوه، فيقول: والله لقد رأيت هذا الوادي مرة، وان الماء ليجرى في عرضه، قيل: يا رسول الله ومتى هذا؟ قال: حين لا يبقى من الدنيا الا مثل صبابة الاناء.

239 - في كتاب الخصال عن أبي الطفيل عامر بن واثلة عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله في غرفة، فاطلع إلينا فقال: فيم أنتم؟ قلنا: نتحدث، قال: عماذا؟ قلنا: عن الساعة، فقال: انكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض، وثلاثة خسوف يكون في الأرض خسفا بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب وخروج عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج، ويكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض، لا تدع خلفها أحدا الا تسوق الناس إلى المحشر،

كلما قاموا قامت، ثم تسوقهم إلى المحشر.

240 - عن حذيفة بن أسيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: عشر آيات بين يدي الساعة: خمس بالمشرق، وخمس بالمغرب، فذكر الدابة والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وعيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، وانه يغلبهم ويغرقهم في البحر ولم يذكر تمام الآيات.

241 - في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام، وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض يعنى يوم القيمة.

242 - عن محمد بن حكيم قال: كتبت رقعة إلى أبى عبد الله عليه السلام، فيها: أتستطيع النفس المعرفة؟ قال فقال: لا، فقلت: يقول الله: الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا قال: هو كقوله: " وما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون " قلت: فعابهم؟ قال: لم يعتبهم بما صنع هو بهم، ولكن عابهم بما صنعوا، ولو لم يتكلفوا لم يكن عليهم شئ.

243 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثنا أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت عن عبد الله بن صالح الهروي قال: سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله تعالى: " الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا " فقال: ان غطاء العين لا يمنع من الذكر، والذكر لا يرى بالعين، ولكن الله عز وجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب بالعميان، لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى الله عليه وآله فيه " ولا يستطيعون له سمعا " فقال المأمون: فرجت عنى فرج الله عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

244 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: كانوا لا ينظرون إلى ما خلق الله من الآيات والسماوات والأرض.

245 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قلت: قوله عز وجل: " الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى " قال: يعنى بالذكر ولاية أمير - المؤمنين عليه السلام، وهو قوله " ذكرى " قلت: قوله عز وجل: " لا يستطيعون سمعا " قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر على صلوات الله عليه عندهم أن يسمعوا ذكره، لشدة بغض له وعداوة منهم، له ولأهل بيته، قلت: قوله عز وجل: أفحسب الذين كفروا ان يتخذوا عبادي من دوني أولياء انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا قال: يعنيهما وأشياعهم الذين اتخذوهما من دون الله أولياء، وكانوا يرون انهم بحبهم إياهما ينجيانهم من عذاب الله عز وجل، و كانوا بحبهما كافرين، قلت قوله عز وجل: " انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا " أي منزلا وهي لهما ولأشياعهما معدة عند الله تعالى، قلت: قوله عز وجل: " نزلا " قال: مأوى ومنزلا.

246 - في مجمع البيان قرء أبو بكر في رواية الأعشى والبرجمي عنه، وزيد عن يعقوب: " أفحسب الذين كفروا " برفع الباء وسكون السين، وهو قراءة أمير المؤمنين عليه السلام.

247 - في عوالي اللئالي وروى محمد بن الفضل عن الكاظم عليه السلام في قوله تعالى: قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا انهم الذين يتمادون بحج الاسلام ويسوفونه.

248 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين والبراءة من أهل الاستيشار ومن أبى موسى الأشعري وأهل ولايته الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولقائه كفروا بان لقوا الله بغير إمامته فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا فهم كلاب أهل النار.

249 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن علي بن سويد عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال: العجب درجات، منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا، ويحسب انه يحسن صنعا، ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل، والله عليه فيه المنة.

250 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه السلام: اخبرني عن قول الله عز وجل: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا " الآية قال: كفرة أهل الكتاب اليهود والنصارى، وقد كانوا على الحق فابتدعوا في أديانهم وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.

251 - في تفسير العياشي عن امام بن ربعي قال: قام ابن الكوا إلى أمير - المؤمنين عليه السلام وقال اخبرني عن قول الله: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " قال: أولئك أهل الكتاب كفروا بربهم، وابتدعوا في دينهم، فحبطت أعمالهم وما أهل النهر منهم ببعيد.

في مجمع البيان وروى العياشي باسناده قال: قام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين وذكر إلى آخر ما سبق وزاد بعد قوله ببعيد، يعنى الخوارج.

252 - وفيه " فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا " وروى في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وآله قال: إنه ليأتي الرجل السمين يوم القيمة لا يزن جناح بعوضة.

253 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أهل الموقف وأحوالهم وفيه: ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة فأولئك لا يقيم لهم يوم القيمة وزنا ولا يعبأ بهم، لأنهم لم يعبئوا بأمره ونهيه يوم القيمة فهم في جهنم خالدون، تلفح وجوهم النار وهم فيها كالحون.

254 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: " قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا " قال: هم النصارى والقسيسون والرهبان وأهل الشبهات و الأهواء من أهل القبلة والحرورية وأهل البدع.

255 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله: نزلت في اليهود وجرت في الخوارج، و قوله عز وجل " أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا " قال " أي حسنة ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا يعنى بالآيات الأوصياء التي اتخذوها هزوا.

256 - حدثنا محمد بن أحمد (61) عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قال: خالدين فيها لا يخرجون منها " ولا يبغون عنها حولا " قال: لا يريدون بها بدلا، قلت قوله عز وجل: قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربى لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربى ولو جئنا بمثله مددا قال: قد أخبرك ان كلام الله عز وجل ليس له آخر ولا غاية ولا ينقطع أبدا، قلت: قوله عز وجل: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا " قال: هذه نزلت في أبي ذر والمقداد وسلمان الفارسي وعمار بن ياسر، جعل الله عز وجل لهم جنات الفردوس نزلا، أي مأوى ومنزلا.

257 - في مجمع البيان " كانت لهم جنات الفردوس نزلا " وروى عن عبادة بن صامت عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الجنة مأة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض الفردوس.

258 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه والحسين بن أبي العلا وعبد الله بن وضاح وشعيب العقرقوفي جميعهم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز وجل: انما انا بشر مثلكم قال يعنى في الخلق انه مثلهم مخلوق يوحى إلى انما إلهكم اله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا قال: لا يتخذ مع ولاية آل محمد صلوات الله عليهم غيرهم، وولايتهم العمل الصالح، فمن أشرك بعبادة ربه فقد أشرك بولايتنا وكفر بها، وجحد أمير المؤمنين صلوات الله عليه حقه وولايته.

259 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير قوله عز وجل: " من كان يرجو لقاء ربه " الآية فقال: من صلى مراياة الناس فهو مشرك، ومن زكى مراياة الناس فهو مشرك، ومن صام مراياة الناس فهو مشرك ومن حج مراياة الناس فهو مشرك، ومن عمل عملا بما امره الله عز وجل مراياة الناس فهو مشرك، ولا يقبل الله عز وجل عمل مراء.

260 - ففي كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قلت لأبي علي بن محمد عليهما السلام: هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم؟ قال: مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفناء الكعبة إذا ابتدء عبد الله بن أبي أمية المخزومي فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظمية، وقلت مقالا هائلا، زعمت أنك رسول رب العالمين، وما ينبغي لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا تأكل كما نأكل، وتمشى في الأسواق كما نمشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم أنت السامع لكل صوت، والعالم بكل شئ، تعلم ما قاله عبادك، فأنزل الله عليه يا محمد: " وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق " إلى قوله: " رجلا مسحورا " ثم انزل عليه يا محمد: " قل انما انا بشر " يعنى آكل الطعام " مثلكم يوحى إلى انما إلهكم اله واحد " يعنى قل لهم انا في البشرية مثلكم، ولكن ربى خصني بالنبوة دونكم، كما يخص بعض البشر بالغنى والصحة والجمال دون بعض من البشر، فلا تنكروا ان يخصني أيضا بالنبوة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

261 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: ما من عبد يقرأ " قل انما انا بشر مثلكم " إلى آخر السورة الا كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام، وان من كان له نور في بيت الله الحرام كان له نور إلى بيت المقدس.

262 - في كتاب التوحيد عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: فاما قوله " بل هم بلقاء ربهم كافرون " يعنى بالبعث، فسماه الله عز وجل لقاه، وكذلك ذكر المؤمنين الذي يظنون أنهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يؤمنون انهم يبعثون ويحشرون ويجزون بالثواب والعقاب والظن هنا اليقين وكذلك قوله: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا " وقوله: " من كان يرجوا لقاء الله فأن أجل الله لآت " يعنى بقوله من كان يؤمن بأنه مبعوث، فان وعد الله لآت، من الثواب والعقاب فاللقاء ههنا ليس بالرؤية، واللقاء هو البعث، فإنهم جميع ما في كتاب الله من لقائه، فإنه يعنى بذلك البعث.

263 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى شهاب بن عبد ربه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا توضأ لم يدع أحدا يصب عليه الماء، قال: لا أحب أن أشرك في صلاتي أحدا.

264 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المدايني عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " قال: الرجل يعمل شيئا من الثواب لا يطلب به وجه الله انما يطلب تزكية الناس يشتهى أن تسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربه، ثم قال: ما من عبد أسر خيرا فذهبت الأيام أبدا حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد يسر شرا فذهبت الأيام حتى يظهر الله له شرا.

265 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل يعمل الشئ من الخير فيراه انسان فيسره ذلك؟ قال: لا باس، ما من أحد الا ويحب ان يظهر له في الناس الخير، إذا لم يصنع ذلك لذلك.

266 - أحمد بن محمد بن أحمد عن محمد بن أحمد النهدي عن محمد بن الوليد عن أبان عن عامر بن عبد الله بن خزاعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد يقرء آخر الكهف الا تيقظ في الساعة التي يريد.

267 - في الكافي علي بن محمد بن عبد الله عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر عن الحسن بن علي الوشاء قال: دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه إبريق يريد أن يتهيأ للصلاة، فدنوت منه لأصب عليه فأبى ذلك، وقال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهاني أن أصب عليك تكره أن أوجر؟ قال: توجر أنت وأوزر انا، قلت له: وكيف ذلك؟ قال، أما سمعت الله عز وجل يقول: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " وها انا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة، فأكره ان يشركني فيها أحد

268 - في من لا يحضره الفقيه وقال النبي صلى الله عليه وآله: من قرء هذه الآية عند منامه: " قل انما انا بشر مثلكم يوحى إلى انما إلهكم اله واحد " إلى آخرها سطع له نور من المسجد الحرام، حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.

269 - في مجمع البيان " فمن كان يرجو لقاء ربه " الآية عن سعيد بن جبير قال مجاهد: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: انى أتصدق وأصل الرحم ولا اصنع ذلك الا لله فيذكر ذلك منى واحمد عليه فيسرني ذلك واعجب به؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يقل شيئا فنزلت الآية.

270 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: قال الله عز وجل: انا اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فانا منه برئ، فهو للذي أشرك، أورده مسلم في الصحيح.

271 - وروى عن عبادة بن الصامت وشداد بن أوس قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من صلى صلاة يرائى بها فقد أشرك، ومن صام صوما يرائى به فقد أشرك، ثم قرء هذه الآية.

272 - وروى أن أبا الحسن الرضا عليه السلام دخل يوما على المأمون فرآه يتوضأ للصلاة والغلام يصب على يده الماء.

فقال: لا تشرك بعبادة ربك أحدا، فصرف المأمون الغلام، وتولى اتمام وضوئه بنفسه.

273 - أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وان قرء الآية التي في آخرها " قل انما انا بشر مثلكم " حين يأخذ مضجعه، كان له نور يتلألأ إلى الكعبة حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يقوم من مضجعه، فإن كان في مكة تلاها كان له نورا يتلألأ إلى البيت المعمور، حشو ذلك النور ملائكة يصلون عليه حتى يستيقظ.

274 - وروى الشيخ أبو جعفر بن بابويه رضي الله عنه باسناده عن عيسى بن عبد الله عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: ما من عبد يقرأ " قل انما انا بشر مثلكم " إلى آخر الا كان له نورا في مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له نورا إلى بيت المقدس.

275 - في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية: " من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " قال: من صلى أو صام أو أعتق أو حج يريد محمدة الناس فقد أشرك في عمله.

فهو مشرك مغفور (62).

276 - عن علي بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: انا خير شريك: من أشرك في عمله لن اقبله الا ما كان لي خالصا.

277 - وفى رواية أخرى قال: إن الله يقول: انا خير شريك من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له دوني.

278 - عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: لو أن عبدا عمل عملا يطلب به رحمة الله والدار الآخرة، ثم ادخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركا.

279 - عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله " فليعمل عمل صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " قال: العمل الصالح المعرفة بالأئمة " ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " التسليم لعلى لا يشرك معه في الخلافة من ليس ذلك له، ولا هو من أهله (63).


1. أقول: الصرف هو بيع النقود كبيع الذهب بالفضة أو الدينار بالدرهم وصيارفة جمع الصيرفي وهو النقاد والهاء للنسبة، ثم إن المشهور كراهية بيع الصرف لأنه يفضى إلى المحرم أو المكروه غالبا، ولعل هذا الخبر انما ورد ردا على من برى اباحته متمسكا بعمل أصحاب الكهف. وقال المجلسي (ره) بعد نقل هذا الخبر: لعله عليه السلام انما ذكر ذلك الزاما عليهم حيث ظنوا انهم كانوا صيارفة الدراهم " انتهى " وقد رواه الصدوق (ره) في الفقيه وليس فيما رواه قوله: " يعنى صيارفة الكلام. اه " كنا ان الظاهر أنه من كلام الراوي أو الكليني (ره) نعم ورد في بعضها التصريح بأنهم صيارفة الكلام كما في حديث العياشي ثم قال الصدوق (ره) بعد نقل الحديث: يعنى صيارفة الكلام ولم يعن صيارفة الدراهم " انتهى " وذكر المجلسي (ره) في وجه حمل الصدوق (ره) الخبر على هذا المعنى وجوها يطول المقام بذكرها، وعلى الطالب أن يراجع البحار. وعن بعض شراح الحديث: ان المعنى كأن الإمام عليه السلام قال لسدير: مالك ولقول * * الحسن البصري؟أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام ونقدة الأقاويل، فانتقدوا ما قرع أسماعهم فاتبعوا الحق ورفضوا الباطل ولم يسمعوا أماني أهل الضلال وأكاذيب رهط النفاهة، فأنت أيضا كن صيرفيا لما يبلغك من الأقاويل فانتقده آخذا بالحق رافضا للباطل وليس المراد انهم كانوا صيارفة الدراهم كما هو المتبادر إلى بعض الأوهام، لأنهم كانوا فتية من أشراف الروم مع عظم شأنهم وكبر خطرهم. .

2. " في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير أبى اسحق إبراهيم بن محمد * * القزويني باسناده إلى انس بن مالك قال: أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله بساط من قرية يقال لها بهندف، فقعد عليه على وأبو بكر وعمر وعثمان والزبير و عبد الرحمن بن عوف وسعد، فقال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: يا علي قل يا ريح احمل بنا، فقال على: يا ريح احمل بنا فحمل بهم حتى أتوا أصحاب الكهف، فسلم أبو بكر وعمر فلم يردوا عليهم السلام، ثم قام علي عليه السلام فسلم فردوا عليه السلام، فقال أبو بكر: يا علي ما بالهم ردوا عليك ولم يردوا علينا؟فقال لهم علي عليه السلام فقالوا: انا لا نرد بعد الموت الا على نبي أو وصى نبي ثم قال على " يا ريح احملينا فحملتنا، ثم قال: يا ريح ضعينا فوضعتنا، فركز برجله الأرض فتوضأ على وتوضأنا ثم قال: يا ريح احملينا فحملتنا، فوافينا المدينة والنبي صلى الله عليه وآله في صلاة الغداة وهو يقرأ: " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " فلما قضى النبي صلى الله عليه وآله الصلاة قال: يا علي أخبروني عن مسيركم أم تحبون أن أخبركم؟قالوا: بل تخبرنا يا رسول الله. قال انس بن مالك: فقص القصة كأن معنا. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .

3. القعب: القدح الضخم الغليظ. .

4. وفى المصدر " عن محمد بن سنان عن البطيخي ". .

5. وفى بعض النسخ " يقليك " ويوافقه المصدر أيضا وهو من القلى بمعنى البغض. .

6. الزعيم: الكفيل. .

7. الثنيا - بالضم مع القصر -: الاسم من الاستثناء، وفى المصدر " ثنياها ". .

8. وفى بعض النسخ " ألقوني " مكان " ائتوني ". .

9. الصنان: نتن الإبط. .

10. كرى الأرض: حفرها. والمسناة: العرم وهو ما يبنى في وجه السيل. .

11. وكى القربة: شدها بالوكاء وهو رباط القربة. واللابة: الحرة وهي ارض ذات حجارة سود كأنها أحرقت بالنار، وقوله عليه السلام " لابتيها " أي لابتى المدينة، لأنها ما بين حرتين عظيمتين تكتنفانها. .

12. الحالق: الجبل المنيف العالي، لا يكون الا مع عدم نبات كأنه حلق. .

13. فروة رأس: جلده. .

14. الفتر: القطع، وفى بعض النسخ " القتر " بالقاف. والاسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة أو الجوالق. .

15. وفى بعض النسخ " ورد غيبتي " والمختار موافق للمصدر. .

16. غار الماء: ذهب في الأرض. .

17. اعتم النبت: تم طوله وظهر نوره. .

18. مج الرجل الماء من فيه: رمى به. والثرى - كحصا: ندى الأرض ونطف الماء: إذا قطر قليل قليل، والعشب: الكلاء الرطب، وأبان الشئ: حينه أو أوله. .

19. في المصدر " ولهن مقدمات ومؤخرات ومنجيات ومعقبات وهن الباقيات الصالحات.. اه ". .

20. ينع الثمر: أدرك وطاب وحان قطافه، وأينع بمعنى ينع أيضا. .

21. النقي: الخبز الحوارى، وهو الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق. .

22. الغرل جمع الاغرل: من لم يختن. .

23. قبله: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد. " منه عفى عنه ". .

24. الغشم: الظلم. .

25. المكتل - كمنبر -: الزنبيل .

26. وفى بعض النسخ " فانظر إلى " مكان " فانطلقا ". .

27. انفلت: تخلص. .

28. وفى المصدر " وبمن تشبهون منهم.. اه ". .

29. مراق جمع المرقاة - بفتح الميم وكسرها -: الدرجة. .

30. وفى المصدر " من السماء " بدل " من الماء ". .

31. الزبيل: الزنبيل. .

32. المعبر: ما عبر به النهر والمراد هنا السفينة. .

33. أي جعله على وركه معتمدا عليها. .

34. قال المجلسي (ره) في بيان الحديث: اما كون ترك الحسين عليه السلام البيعة لمعاوية لعنه الله شبيها بخرق السفينة لأنه عليه السلام بترك البيعة مهد لنفسه المقدسة الشهادة، وبها انكسرت سفينة أهل البيت صلوات الله عليهم وكان فيها مصالح عظيمة: منها: ظهور كفر بنى أمية وجورهم على الناس. وخروج الخلق عن طاعتهم. ومنها: ظهور حقيقة أهل البيت عليهم السلام وإمامتهم إذ لو بايعه الحسين عليه السلام أيضا لظن أكثر الناس وجوب متابعة خلفاء الجور وعدم كونهم عليهم السلام ولاة الامر. ومنها: ان بسبب ذلك صار من بعده من الأئمة عليهم السلام آمنين مطمئنين ينشرون العلم بين الناس إلى غير ذلك من المصالح التي لا يعلمها غيرهم، ولو كان ما ذكره المؤرخون من بيعته عليه السلام له أخيرا حقا كان المراد ترك البيعة ابتداءا، ولا يبعد أن يكون في الأصل يزيد بن معاوية فسقط الساقط الملعون هو وأبوه، واما ما تضمن من قول الحسن عليه السلام لعبد الله بن علي فيشكل توجيهه لأنه كان من السعداء الذين استشهدوا مع الحسين صلوات الله عليه على ما ذكره المفيد وغيره، والقول بأنه عليه السلام علم أنه لو بقي بعد ذلك ولم يستشهد لكفر بعيد، والظاهر أن يكون عبيد الله - مصغرا - بناءا على ما ذكره ابن إدريس انه لم يستشهد مع الحسين عليه السلام ردا على المفيد، وذكر صاحب المقاتل وغيره انه صار إلى المختار، فسئل ان يدعو إليه ويجعل الامر له فلم * * يفعل: فخرج ولحق بمصعب بن الزبير فقتل في الوقعة وهو لا يعرف. قوله: " فقال له " أي أمير المؤمنين عليه السلام " قد قتلته " أي سيقتل بسبب لعنك أو هذا اخبار بأنه سيقتل كما قتل الخضر الغلام لكفره واما مثل الجدار فلعل المراد ان الله تعالى كما حفظ العلم تحت الجدار للغلامين بصلاح أبيهما فكذلك حفظ العلم لصلاح على والحسن والحسين عليهم السلام في أولادهم إلى أن يظهره القائم للخلق أو حفظ الله علم رسول الله صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين للحسنين صلوات الله عليهم فأقام عليا عليه السلام للخلافة بعد أن أصابه ما اصابه من المخالفين والله يعلم. .

35. القدوم: آلة النجر والنحت. .

36. أي أشار. .

37. التلبيب: ما في موضع اللبب وهو المنحر من الثوب ويعرف بالطوق. .

38. شحنت السفينة: ملاها. .

39. أي يخاف. .

40. أي انما لم ينسب الفعل إليه تعالى رعاية للأدب: لان نسبة التعبيب إليه تعالى غير * * مناسب، واما ما ينسب إليه تعالى فهو إرادة صلاحهم بهذا النعببب. .

41. بكسر الأول وفتح الثاني. .

42. من تنصل إلى فلان من الجناية إذا اعتذر وتبرء عنده منها. .

43. كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر والمنقول عنه في البحار. .

44. المرجل: القدر من الحجارة والنحاس. .

45. كبس البئر: طمها بالتراب أي سواها ودفنها. .

46. في المصدر " يبصر " بدل " يضيئ " في الموضعين. .

47. كشط عن الشئ: كشف عنه. .

48. زأر الأسد: صات من صدره. .

49. ابان الشئ: حينه وأوله. .

50. خاض الماء: دخله. والفيافي كصحارى لفظا ومعنى. .

51. الخرزة - واحد الخرز محركة -: الحب المثقوب من الزجاج ونحوه تنظم منه المسابح والقلائد ونحوها. فصوص من حجارة كالماس والياقوت. .

52. قال في البحار: الخشخشة: صوت السلاح وكل شئ يابس إذا حل بعضه ببعض والدخول في الشئ " انتهى " وقوله عليه السلام " فركة " أي كانت لينة بحيث كان يمكن فركها باليد. .

53. فرق - كعلم -: فزع. .

54. المعازف: الملاهي كالعود والطنبور. .

55. وفى نسخة كنسخة البحار -: " أبدا من كان قبلك.. اه " .

56. السنابك جمع السنبك - بالضم - طرف الحافر. .

57. دومة الجندل: موضع على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول (ص) يقرب من تبوك، وهي أحد حدود فدك، قيل: سميت بدوم بن إسماعيل، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل. .

58. القدوم: آلة للنحت والنجر. .

59. أي دخل فيه. .

60. وفى نسخة " باجلقا ". .

61. قشف الرجل وتقشف: قذر جلده ولم يتعهد النظافة وإن كان مع ذلك يطهر نفسه بالماء والاغتسال. .

62. وفى المصدر " فيخرقونه ". .

63. النغف - محركة -: دود في أنوف الإبل والغنم. .