قال عز من قائل ﴿وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا إياه﴾
304 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمه الله قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الإمامية عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام في قول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه، وتقطع الأسباب عن جميع من سواه، تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعى، وهو ما قال رجل للصادق (ع): يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد كثر على المجادلون وحيروني؟ فقال له: يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا من الأشياء قادر على أن يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجى، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
305 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله: قاصفا من الريح قال: هي العاصف.
306 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى زيد بن علي (ع) عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم يقول: فضلنا بني آدم على ساير الخلق وحملناهم في البر والبحر يقول: على الرطب واليابس ورزقناهم من الطيبات يقول: من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول: ليس من دابة ولا طاير الا تأكل وتشرب بفيها، ولا ترفع بيدها إلى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم، فإنه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل.
307 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم ابن عبد الرحيم قال: حدثنا محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر، قال: إن الله لا يكرم روح الكافر، ولكن كرم أرواح عليه السلام المؤمنين، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.
308 - حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة ان عليا (ع) سئل عن قول الله تبارك وتعالى: " وسع كرسيه السماوات والأرض " قال: السماوات والأرض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسي، وله أربعة املاك يحملونه بإذن الله، فاما ملك منهم ففي صورة الآدميين وهي أكرم الصور على الله.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
309 - في محاسن البرقي عنه عن بعض أصحابنا عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب أو غيره رفعه قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما أكلناه أو شربناه، لا من حول منا ولا قوة، ورزقت فأحسنت، فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين، وإذا فرغ قال: الحمد لله الذي كفانا وأكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد الله الذي كفانا المؤنة وأسبغ علينا.
310 - عنه عن محمد بن عبد الله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعاني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا وضع الطعام بين يديه قال: اللهم هذا من منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما أكلناه ورب محتاج إليه رزقت وأحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرين، وإذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه أو ممن خلق تفضيلا.
311 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: إذا نظر أحدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي، وصورني فأحسن صورتي، وزان منى ما شان من غيري وأكرمني بالاسلام.
312 - عن أبي عبد الله (ع) قال: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة.
313 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده (1)، وانه لا أكرم على الله تعالى من ملك مقرب.
314 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لأجله وقتا حتى يهم ببائقة (2) فإذا هم ببائقة قبضه الله إليه.
315 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا.
316 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ان الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، و ركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.
317 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله: فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، يا علي الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا علي لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه، ان الله تبارك تعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون.
318 - وقد روينا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن في الملائكة من باقة (3) بقل خير منه والأنبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه.
319 - وباسناده إلى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: لما عرج بي إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمد فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان الله عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.
320 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل من مؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين، وان جوار الله للمؤمنين، وان الجنة للمؤمنين، وان الحور العين للمؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
321 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل و فيه: يا رسول الله أخبرنا عن علي هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبول ولايتهما، انه لا أحد من محبي علي عليه السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملائكة.
322 - وفيه عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه السائل: قلت: الرسول أفضل أم الملك المرسل إليه؟ قال: بل الرسول أفضل.
323 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في أثناء كلام طويل: أنتم أفضل من الملائكة.
324 - في اعتقادات الامامية للصدوق عليه الرحمة وقال النبي صلى الله عليه وآله: انا أفضل من جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.
325 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبى عبد الله عليه السلام " يوم ندعو كل أناس بامامهم " فقال: يدعو كل قرن من هذه الأمة بامامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قرنه وعلى " ع " في قرنه والحسن " ع " في قرنه والحسين " ع " في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم.
326 - في عيون الأخبار عن الرضا " ع " وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: يدعى كل قوم بامام زمانهم، و كتاب الله وسنة نبيهم.
327 - في كتاب الخصال باسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: أمرنا أمير المؤمنين (ع) بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق، فقالوا نتنزه " 1 " فإذا كان الأربعاء خرجنا فلحقنا عليا قبل ان يجمع، فبينا هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين " ع " يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين " ع " فقال: يا أيها الناس ان رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلى الف حديث في كل حديث الف باب، لكل باب الف مفتاح، وانى سمعت الله جل جلاله يقول: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " وانى أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بامامهم وهو ضب، ولو شئت ان أسميهم لفعلت، قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياءا ولوما.
328 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن حماد عن عبد الاعلى قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: السمع و الطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصي لا حجة له، و امام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل، ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم ".
329 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله غالب عن أبي جعفر (ع) قال: لما نزلت هذه الآية " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال المسلمون: يا رسول الله الست امام الناس كلهم أجمعين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون من بعدى أئمة على الناس من الله من أهل بيتي يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم أئمة الكفر والضلال و أشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى، ومعي وسيلقاني الا ومن ظلمهم و كذبهم فليس منى ولا معي وانا منه برئ.
330 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله ابن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم بن البطل عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: امامهم الذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه.
331 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن يحيى بن عبد الله بن الحسن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يجئ كل غادر بامام يوم القيمة مايلا شدقه حتى يدخل النار.
332 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله في قومه وعلى في قومه والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه.
333 - وقال علي بن إبراهيم في قوله: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: ذلك يوم القيمة ينادى مناد: ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته، وعثمان وشيعته، وعلى وشيعته.
334 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله: " سلام على آل ياسين " لان الله سمى النبي صلى الله عليه وآله بهذا الاسم حيث قال: " يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين " لعلمه انهم يسقطون لاقول " سلام على آل محمد " كما أسقطوا غيره، وكذلك قال: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " ولم يسم بأسمائهم وأسماء آبائهم وأمهاتهم.
335 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل يقال له بشر بن غالب أبا عبد الله الحسين عليه السلام فقال: يا بن رسول الله اخبرني عن قول الله عز وجل: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: امام دعى إلى هدى فأجابوه إليه، وامام دعى إلى ضلالة فأجابوه إليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قوله عز وجل " فريق في الجنة وفريق في السعير " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
336 - في الصحيفة السجادية اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بامام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك، بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه، ولا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر.
337 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قال الله تعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " أي من كان اقتدى بمحق قبل وزكى.
338 - في الخرايج والجرايح في أعلام أبى محمد العسكري قال أبو هاشم بعد أن روى كرامة له عليه السلام فجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد، و بكيت فنظر إلى وقال: الامر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم، تدعى القيمة بهم إذا دعى كل أناس بامامهم انك على خير.
339 - في كتاب الرجال للكشي (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار ان أبا عبد الله عليه السلام اخذ بيدي ثم عد الأئمة إماما إماما يحسبهم حتى انتهى إلى أبى جعفر عليه السلام فكف، فقلت: جعلني الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما أحللت حلال، فقال: فحسبك ان تقول بقوله وما أنا الا مثلهم، لي ما لهم وعلى ما عليهم، فان أردت أن تجئ مع الذين قال الله تعالى: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " فقل بقوله.
340 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذي مات في عصره، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " فان أوتي كتابه بيمينه " فيقول: هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت أنى ملاق حسابيه " الآية والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: " ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم " إلى آخر الآية
341 - عنه عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: سألته عن قوله " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما.
342 - عن جعفر بن أحمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبي بصير قال: أخذت بفخذ أبى عبد الله عليه السلام فقلت: أشهد انك امامي، فقال: اما انه سيدعى كل أناس بامامهم أصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة.
343 - عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله عليه السلام لا تترك الأرض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، وهو قول الله: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك.
344 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنتم والله على دين الله، ثم تلا " يوم ندعو كل أناس بامامهم " ثم قال: على امامنا ورسول الله صلى الله عليه وآله امامنا، كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد، وامنا فاطمة.
345 - عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: " يوم ندعو كل أناس بامامهم " قال: إذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون.
346 - عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله وأطيعوا.
فان الله يقول: " يوم ندعو كل أناس بامامهم ".
347 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام أنه قال: ألا تمجدون الله، إذا كان يوم القيامة فدعى كل قوم إلى من يتولون وفرغنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وفرغتم إلينا (4) قال: أين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة.
قالها ثلثا.
348 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عز وجل: " فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا "
349 - في تفسير علي بن إبراهيم " ولا يظلمون فتيلا " قال: الجلدة التي في ظهر النواة.
350 - في عيون الأخبار في باب مجلس للرضا عليه السلام من أهل الأديان والمقالات في التوحيد كلام الرضا عليه السلام مع عمران وفيه: إياك وقول الجهال أهل العمى و الضلال، الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب و العقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام (5) لم يوجد في الآخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قوله عز وجل: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " يعنى أعمى عن الحقايق الموجودة.
351 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق إليه منا، الا أنا دعوناه إلى الحق، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراءة منا و العداوة.
352 - في كتاب التوحيد أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " ومن كان في هذه أعمى " قال: من لم يدله خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والآيات العجيبات على أن وراء ذلك أمر أعظم منه " فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا "
353 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " قال: ذلك الذي يسوف نفسه الحج يعنى حجة الاسلام حتى يأتيه الموت.
354 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم عن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين فقال له: ان ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلت، فقال أبى عليه السلام: سله فيمن نزلت: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " وفيمن نزلت: " ولا ينفعكم نصحي ان أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم " وفيمن نزلت: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " فاتاه الرجل فسأله فقال: وددت ان الذي امرك بهذا واجهني به فاسأله عن العرش ممن خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبى عليه السلام فقال أبى: فهل أجابك بالآيات؟ قال: لا، قال أبى: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل، واما قوله: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " ففيه نزل وفى أبيه، واما قوله: " و لا ينفعكم نصحي ان أردت ان أنصح لكم " ففي أبيه نزلت، واما قوله: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " الآية ففي أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط (6)، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
355 - وقال أبو عبد الله عليه السلام أيضا: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " قال: نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم يحج فعمى عن فريضة من فرائض الله
356 - وفيه خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.
357 - في كتاب ثواب الأعمال رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم: ليسوا من أمه محمد صلى الله عليه وآله، انهم بدلوا فبدل بهم و غيروا فغير ما بهم.
358 - وفيه باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ومن قرأ القرآن ولم يعلم به حشره الله عز وجل يوم القيمة أعمى، فيقول: " رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى " فيؤمر به إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
359 - في تفسير علي بن إبراهيم وان كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره قال: يعنى أمير المؤمنين وإذا لاتخذوك خليلا أي صديقا لو أقمت غيره.
360 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضا عليه السلام: فأخبرني عن قول الله تعالى: " عفى الله عنك لم أذنت لهم " قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جاره (7) خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه وآله وأراد به أمته، وكذلك قوله عز وجل: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " وقوله تعالى: ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا قال: صدقت يا بن رسول الله.
361 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن بإياك أعنى واسمعي يا جاره.
362 - وفى رواية أخرى عن أبي عبد الله عليه السلام: قال معناه ما عتب الله عز وجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " عنى بذلك غيره.
363 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الازراء (8) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الأنبياء، مثل قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " والذي بدأ في الكتاب من الازراء على النبي صلى الله عليه وآله من قربه الملحدين.
364 - في تفسير العياشي عن أبي يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه وآله أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة، وطلبت إليه قريش ان يتركه، وكان مستحيا فهم بتركه، ثم أمر بكسره فنزلت هذه الآية.
365 - عن ابن أبي عمير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا " عنى بذلك غيره.
366 - عن عبد الله بن عثمان البجلي عن رجل ان النبي صلى الله عليه وآله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في علي وكان من النبي صلى الله عليه وآله أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله: " لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا " ثم لا تجد لك مثل على وليا.
367 - في مجمع البيان " ثم لا تجد لك علينا نصيرا " قيل: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا عن قتادة.
368 - في تفسير العياشي عن بعض أصحابنا عن أحدهما (ع) قال: إن الله قضى الاختلاف على خلقه وكان أمرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الأمم من قبلكم، و هي السنن والأمثال تجرى على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله: سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا " فهل ينتظرون الا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين " وقال: لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر (9) ثم مروا على قوم يعبدون أصناما " قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون " فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم واله موسى وتركوا هارون، فقال: " يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا امرى، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى " فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم.
وقال: ان نبي الله صلى الله عليه وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدى، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخل على كال حال، وكان أول الناس ايمانا به، فلما قبض نبي الله صلى الله عليه وآله كان الذي كان لما قضى من الاختلاف، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه وآله بعد، فلما رأى ذلك علي عليه السلام ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشي ان يفتتن الناس، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبو بكر إليه ان تعال فبايع، فقال على: لا أخرج حتى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة أخرى فقال: لا أخرج حتى افرغ، فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله تحول بينه وبين علي عليه السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه علي عليه السلام فخشى ان يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على على بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما رأى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.
369 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا " قال: هي سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهي الاسلام.
370 - في تهذيب الأحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عما فرض الله من الصلاة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال: نعم، قال الله عز وجل
لنبيه صلى الله عليه وآله: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ودلوكها زوالها، ففي ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال: وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فهذه الخامسة.
371 - في من لا يحضره الفقيه وروى بكر بن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: وأول وقت للعشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها غسق الليل يعنى نصف الليل.
372 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد ابن خليفة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال أبو عبد الله: إذا لا يكذب علينا، قلت: ذكر انك قلت: أول صلاة افترضها الله على نبيه صلى الله عليه وآله الظهر، وهو قول الله عز وجل: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر " فإذا زالت الشمس لم يمنعك الا سبحتك ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت، فإذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتى يصير الظل قامتين، وذلك المساء، فقال: صدق.
373 - علي بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عبد - الرحمان بن سالم عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني بأفضل المواقيت في صلاة الفجر، فقال: مع طلوع الفجر ان الله يقول: " وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا " يعنى صلاة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فإذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر أثبتت له مرتين، أثبتها ملائكة الليل و ملائكة النهار.
374 - علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما عرج رسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى الله عليه وآله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك، وترك الفجر لم يزد فيها، لأنه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.
375 - في من لا يحضره الفقيه سئل الصادق عليه السلام: لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: ان الله تبارك و تعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه وآله كل صلاة ركعتين، فأضاف إليها رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل صلاة ركعتين في الحضر، وقصر فيه في السفر، الا المغرب والغداة، فلما صلى عليه السلام المغرب بلغه مولد فاطمة عليه السلام فأضاف إليها ركعة شكرا لله عز وجل، فلما ان ولد الحسن عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل، فلما أن ولد الحسين عليه السلام أضاف إليها ركعتين شكرا لله عز وجل، فقال: " للذكر مثل حظ الأنثيين " فتركها على حالها في السفر والحضر.
376 - في العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام عن قوله: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " قال: جمعت الصلوات كلهن ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة إذا انتصف الليل: من رقد عن صلاة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه، " وقرآن الفجر " قال: صلاة الصبح، واما قوله: " كان مشهودا " قال، تحضره ملائكة الليل والنهار.
377 - وعن عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر " قال: إن الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلاتان أول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، الا ان هذه قبل هذه، ومنها صلاتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل الا ان هذه قبل هذه.
378 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " قال: دلوكها زوالها، غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ووقتهن للناس، وقرآن الفجر صلاة الغداة.
379 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سعيد بن المسيب قال: سألت على ابن الحسين صلوات الله عليه فقلت له: متى فرضت الصلاة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام، وكتب الله عز وجل الجهاد، زاد رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة وفى العشاء الآخرة ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت بمكة، لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، ولتعجيل ملائكة النهار إلى الأرض، فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر، فلذلك قال عز وجل: " وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا " يشهده المسلمون، ويشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل.
380 - وباسناده إلى أبى هاشم الخادم عن أبي الحسن الماضي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق.
381 - وباسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال: أخبرني عن الله عز وجل لأي شئ فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على أمتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فإذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهي الساعة التي يصلى على فيها ربى، ففرض الله عز وجل على وعلى أمتي فيها الصلاة، وقال: " أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " وهي الساعة التي يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عز وجل جسده على النار، واما صلاة العصر فهي الساعة التي أكل آدم عليه السلام فيها من الشجرة، فأخرجه الله عز وجل من الجنة فأمر الله عز وجل ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيمة، واختارها لامتي، فهي من أحب الصلوات إلى الله عز وجل، وأوصاني أن أحفظها من بين الصلوات، واما صلاة المغرب فهي الساعة التي تاب الله على آدم عليه السلام، وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه عز وجل ثلاثمائة سنة من أيام، وفى أيام الآخرة يوم كألف سنة، ما بين العصر إلى العشاء و صلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ففرض الله عز وجل هذه الركعات الثلاث على أمتي، وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربي عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهي الصلاة التي أمرني ربى بها في قوله عز وجل " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " واما صلاة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة، أمرني ربي عز وجل وأمتي بهذه الصلاة لتنور القبر، وليعطيني وأمتي النور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة الا حرم الله عز وجل جسده على النار، وهي الصلاة التي اختارها الله عز وجل قبلي للمرسلين، واما صلاة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرن شيطان، فأمرني ربي عز وجل أن أصلى قبل طلوع الشمس صلاة الغداة، وقبل ان يسجد لها الكافر لتسجد أمتي لله عز وجل وسرعتها أحب إلى الله عز وجل، وهي الصلاة التي يشهدها ملائكة الليل و ملائكة النهار.
وفى من لا يحضره الفقيه مثل هذه العلل سواء.
382 - في تهذيب الأحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن علي بن عبد الله عن ابن فضال عن مروان عن عمار الساباطي قال: كنا جلوسا عند أبي عبد الله عليه السلام بمنى، فقال له رجل: ما تقول في النوافل؟ فقال: فريضة، قال: ففزعنا وفزع الرجل فقال أبو عبد الله عليه السلام: انما أعنى صلاة الليل على رسول الله صلى الله عليه وآله، ان الله عز وجل يقول: ومن الليل فتهجد به نافلة لك.
383 - في كتاب الخصال فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والافطار من الصيام، والتهجد في آخر الليل.
384 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن النعمان عن بعض رجاله قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين انى قد حرمت الصلاة بالليل قال: فقال أمير المؤمنين: أنت رجل قد قيدتك ذنوبك.
385 - وباسناده إلى الحسين بن الحسن الكندي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل، فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق.
386 - وباسناده إلى آدم بن إسحاق عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن أجسادكم.
387 - وقال أبو عبد الله عليه السلام: صلاة الليل تبيض الوجوه، وصلاة الليل تطيب الليل وصلاة الليل تجلب الرزق.
388 - وباسناده إلى إسماعيل بن موسى عن جعفر عن أخيه علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ قال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.
389 - في من لا يحضره الفقيه وروى جابر بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن
أبيه عليهما السلام ان رجلا سأل علي بن أبي طالب من قيام الليل بالقرآن، فقال له: ابشر من صلى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال الله عز وجل لملائكته: اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة، وعدد كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات، وأعطاه كتابه بيمينه ومن صلى ثمن ليلة أعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية، وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتى يمر على الصراط مع الآمنين ومن صلى سدس ليلة كتب في الأوابين، وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم إبراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عز وجل، وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنان الثمانية شئت، و من صلى نصف ليلة فلو أعطى ملاء الأرض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاؤه وكان له بذلك عند الله عز وجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل، ومن صلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج (10) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله عز وجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته أمه، ويكتب له عدد ما خلق الله عز وجل من الحسنات، ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الاثم والحسد من قلبه، و يجار من عذاب النار ويعطى براءة من النار، ويبعث من الآمنين، ويقول الرب تبارك و تعالى لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيى ليلة ابتغاء مرضاتي، اسكنوه الفردوس، وله فيها ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشهتى الأنفس وتلذ الأعين، و لم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة.
390 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه وآله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء، ثم بالصالحين فتحمده أهل السماوات و أهل الأرض، فلذلك قوله عز وجل: عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فطوبى لمن كان في ذلك اليوم له حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب.
391 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت المدينة إلى أن قال: ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون.
392 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن زرعة عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن شفاعة النبي صلى الله عليه وآله يوم القيمة؟ فقال: يلجم الناس يوم القيمة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا عند ربك، فيقول: ان لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه، ويردهم كل نبي إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء، فيعرضون أنفسهم عليه، ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله فيقول: ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط، وذلك قوله تعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".
393 - وحدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن معاوية وهشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبى وأمي وعمى وأخ كان لي في الجاهلية.
394 - حدثني أبي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام ان صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك (11) فان قرابتك من رسول الله لا ينفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته وبكت، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله فنادى: الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ؟ ! لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألني اليوم أحد من أبوه الا أخبرته، فقال إليه رجل فقال: من أبى يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذي تدعى له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر فقال: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله، أعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله: " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء ان تبد لكم " الآية.
395 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي قال: قال علي عليه السلام: قد ذكر مناقب الرسول صلى الله عليه وآله و وعده المقام المحمود، فإذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش الحديث.
396 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: إذا حشر الناس يوم القيمة نادى مناد: يا رسول الله ان الله جل اسمه قد امنك من مجاراة (12) محبيك ومحبى أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يا رب الجنة فأنادى بوأهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذي وعدت به.
397 - وباسناده إلى أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله مقبلا على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وهو يتلو هذه الآية: " فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا " فقال: يا علي أن ربي عز وجل ملكني بالشفاعة في أهل التوحيد من أمتي، وحظر ذلك عمن ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك.
398 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن اذى ذريتي.
399 - وفيها أيضا قال الله تعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المقام الذي اشفع فيه لامتي.
400 - في تفسير العياشي عن خثيمة الجعفي قال: كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام أنا ومفضل بن عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفي: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به، قال: نعم إذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا (13) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتى يلجمهم العرق (14) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار، يرون أن في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبي فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقني ربى بيده، وحملني على عرشه، وأسجد لي ملائكته، ثم أمرني فعصيته، ولكني أدلكم على ابني الصديق الذي مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح.
قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: " ان ابني من أهلي " ولكني أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا إبراهيم، قال ، : فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت " انى سقيم " ولكني أدلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم " انى قتلت نفسا " ولكني أدلكم على من كان يخلق بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكني أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من نبي، آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد، قال: فيأتونه ثم قال: فيقولون: يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار قال: فيقول نعم أنا صاحبكم، فيأتي دار الرحمن وهي عدن وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا؟ وهو أعلم به.
فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له، قال: فيفتح لي قال فإذا نظرت إلى ربى (15) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلي ولا يمجده أحد كان بعدى، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل نسمع قولك (16) واشفع تشفع وسل تعط، قال: فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الأول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك، واشفع تشفع وسل توجه، فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الأول والثاني، ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك و اشفع تشفع، وسل توجه، فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربى أقول: رب احكم بين عبادك ولو إلى النار فيقول: نعم يا محمد، قال: ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر و زمامها زبرجد أخضر حتى أركبها، ثم آتي المقام المحمود حتى أقضى عليه، وهو تل من مسك أذفر محاذ بحيال العرش، ثم يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم يرفع رسول الله صلى الله عليه وآله يده يضرب على كتف علي بن أبي طالب، قال: ثم يؤتى والله بمثلها فيحمل عليها، فيجئ حتى يقف بيني وبين أبيك إبراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى وأي شئ عدل غيره، فيقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله
فيتبعونه إلى النار ويقوم الشيطان الذي أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزيرا ابن الله حتى يتبعونه إلى النار ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتى تبقى هذه الأمة ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم وعبد الملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم علي بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه: ثم يقوم الوليد بن عبد الملك ويقوم محمد بن علي فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعني من كان يتولاني، وكأني بكما معي، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (17) ويؤتى بالكتب فتوضع فنشهد على عدونا، ونشفع لمن كان من شعيتنا مرهقا، قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله فمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، قال: ثم جائته جارية له فقالت: ان فلان القرشي بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا.
401 - عن عيص بن القاسم عن أبي عبد الله ان أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعاملين علها فنحن أولى بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بنى عبد المطلب ان الصدقة لا تحل ولى ولا لكم، ولكني وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب أتروني مؤثرا عليكم غيركم؟ .
ثم قال: إن الجن والإنس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فيقول: ههيهات قد رفعت حاجتي (18) فيقولون إلى من؟ فيقال: إلى إبراهيم فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون إلى من؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا عيسى، فيأتونه ويسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد، فيرحبون (19) ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط، و اشفع تشفع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا الا أعطاه إياه.
402 - عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام قال: في قوله: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال: هي الشفاعة.
403 - عن سماعة بن مهران عن أبي إبراهيم في قول الله: " عيسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما وتؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد، ويلجمهم العرق، وتؤمر الأرض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون به فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على إبراهيم، ويدلهم إبراهيم على موسى، و يدلهم موسى إلى عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد صلى الله عليه وآله خاتم النبيين فيقول محمد: أنا لها (20) فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق، فيقال: من هذا - والله أعلم - فيقول: محمد، فيقال: افتحوا له، فإذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتى يقال له: تكلم واسئل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى أنه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمد صلى الله عليه وآله، وهو قول الله: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".
404 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه، ومنه قوله: رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
405 - في تفسير علي بن إبراهيم " وقل رب أدخلني مدخل صدق و أخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا " فإنها نزلت يوم فتح مكة، لما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله دخولها أنزل الله: " قل يا محمد أدخلني مدخل صدق " الآية.
406 - في محاسن البرقي عنه عن أبي عبد الله عن حماد عن حريز عن إبراهيم بن نعيم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الآية " رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا " فإذا عاينت الذي تخافه قاقرأ آية الكرسي.
407 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد - الرحمن عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وقل جاء الحق وزهق الباطل قال: إذا قام القائم ذهبت دولة الباطل.
408 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الرسول صلى الله عليه وآله يوم الغدير وفيها: معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، والا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدى إلى الحق و يعمل له، ويزهق الباطل وينهى عنه.
409 - في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله مكة و حول البيت ثلاثمائة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: " جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ".
410 - في الخرايج والجرايح عن حكيمة خبر طويل وفيه لما ولد القائم عليه السلام كان نظيفا مفروغا منه، وعلى ذراعه الأيمن مكتوب: " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا "
411 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى سليمان بن خالد قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل يطعنها بمخصرة (21) في يده ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا وما يبدئ الباطل وما يعيد " فجعلت تنكب لوجهها.
412 - في تفسير العياشي - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانما الشفاء في علم القرآن لقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله أئمة الهدى الذين قال الله: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ".
413 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما الشفاء في علم القرآن لقوله: ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين لأهله لا شك فيه ولا مرية إلى آخر ما سبق.
414 - عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا
415 - في كتاب طب الأئمة قال أبو عبد الله عليه السلام: ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قط وقال باخلاص نية - ومسح موضع العلة -: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا " الا عوفي من تلك العلة أية علة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول: " شفاء ورحمة للمؤمنين ".
416 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان عن أي عبد الله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا باس بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ أبلغ في هذه الأشياء من القرآن أليس الله يقول: " وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ".
417 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال النية أفضل من العمل، ألا وان النية هي العمل، ثم تلا قوله عز وجل: قل كل يعمل على شاكلته يعنى على نيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
418 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن أحمد بن يونس عن أبي هاشم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته ".
419 - في من لا يحضره الفقيه وقال صالح بن الحكم: سئل الصادق عليه السلام عن الصلاة في البيع والكنايس (22)؟ فقال: صل فيها قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ قال: نعم أما تقرأ القرآن: " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " صل على القبلة ودعهم.
420 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد الناب عن حكم ابن الحكم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وسئل عن الصلاة في البيع والكنائس؟
فقال: صل فيها قد رأيتها ما أنظفها، قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: نعم اما تقرء القرآن: " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " صل القبلة وغر بهم.
421 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: " قل كل يعمل على شاكلته " أي على نيته " فربكم أعلم بمن هو اهدى سبيلا " فإنه حدثني أبي عن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة أوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذي يتولى حسناته فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه (23) وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه و تسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله عز وجل للملائكة: هلموا بالصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرأها فيقولون: وعزتك انا لنعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها.
422 - واما قوله: ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان من رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة عليهم السلام، وفى خبر آخر هو من الملكوت.
423 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو مع الأئمة وهو من الملكوت.
424 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد، ممن مضى غير محمد صلى الله عليه وآله، وهو مع الأئمة يسددهم، وليس كلما طلب وجد.
425 - في تفسير العياشي عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق من خلق الله، وانه يزيد في الخلق ما يشاء.
426 - حمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: " يسئلونك عن الروح " قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذي ليس له جوف، فإنما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل.
427 - وفى رواية أبى أيوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت
428 - عن أبي بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله: " ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " ما الروح؟ قال: التي في الدواب والناس، قلت وما هي؟ قال: هي من الملكوت من القدرة.
429 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الحميد الطائي عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا حعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ونفخت فيه من روحي " كيف هذا النفخ؟ فقال: ان الروح متحرك كالريح، وانما سمى روحا لأنه اشتق اسمه من الريح، وانما أخرجت على لفظ الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لأنه اصطفاها على ساير الأرواح، كما اصطفى بيتا من البيوت، فقال: " بيتي " وقال لرسول الله من الرسل " خليلي " وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.
وفى الكافي مثله سواء.
430 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه ان روح آدم لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها.
431 - في كتاب علل الشرايع - أخبرني علي بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال: حدثنا حمدان بن الحسين عن الحسن بن الوليد عن عمران الحجاج عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: لأي علة إذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا وحيث ركبت لم يعلم به؟ قال: لأنه نما عليه البدن.
432 - في نهج البلاغة قال: وخرجت الروح من جسده فصار جيفة بين أهله.
433 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن السراج إذا انطفى أين يذهب نوره؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما أنكرت أن يكون الانسان مثل ذلك إذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع إليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج إليه أبدا ذا انطفى، قال: لم تصب القياس لان النار في الأجسام كامنة، والأجساد قائمة بأعيانها كالحجر و الحديد، فإذا ضرب أحدهما بالآخر سطعت من بينهما نار مقتبس منها له ضوء، فالنار ثابتة في أجسامها، والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذي ذكرت، ان الذي خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام وغير ذلك، هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح؟ قال: في بطن الأرض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه؟ قال: في كف الملك الذي قبضها حتى يودعها الأرض، قال: فأخبرني عن الروح أغير الدم؟ قال: نعم الروح على ما وصفت لك مادته من الدم، ومن الدم رطوبة الجسم وصفاء اللون وحسن الصوت وكثرة الضحك، فإذا جمد الدم فارق الروح البدن، قال: فهل توصف بخفة وثقل ووزن؟ قال: الروح بمنزلة الريح في الزق، إذا نفخت فيه امتلاء الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق ولوجها فيه، ولا ينقصها خروجها منه كذلك الروح ليس لها ثقل ولا وزن.
434 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أبى ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن محمد بن علي الثاني عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي وسلمان الفارسي وأمير المؤمنين عليه السلام متك على يد سلمان (ره) فدخل المسجد الحرام، فجلس إذا أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم، انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم وان تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عما بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبى محمد الحسن بن علي عليه السلام فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح، والريح معلقة في الهوى، إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فإذا اذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهوى، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد إلى صاحبها الا إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. (24).
435 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النوفلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة إلى السماء فقلت له: و تصعد روح المؤمن إلى السماء؟ قال: نعم، قلت: حتى لا يبقى منه شئ في بدنه؟ قال لا، لو خرجت حتى لا يبقى منه شئ إذا لمات، قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوءها وشعاعها في الأرض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتهما ممدودة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
436 - في مجمع البيان يجوز أن يكون الروح الذي سألوا عنه: جبرئيل عليه السلام على قول الحسن، أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك، على ما روى عن علي عليه السلام.
437 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم " وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وآله عن الروح، فقال: " الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا " قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا، ولقد أوتيت القرآن وأوتينا التورية، وقد قرأت: " ومن يؤت الحكمة " وهي التورية " فقد أوتي خيرا كثيرا " فأنزل الله تبارك وتعالى: ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله يقول: علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثير فيكم قليل عند الله.
438 - في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " وما أوتيتم من العلم الا قليلا " قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا أناس يسير، فقال: " وما أوتيتم من العلم الا قليلا " منكم.
439 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث
طويل يقول فيه: ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بأدنى الأمثال، وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال: " وما أوتيتم من العلم الا قليلا " فليس له شبه ولا مثل ولا عدل.
440 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي حديث طويل وفيه قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فإذا علم الشئ فقد أراده، قال سليمان: أجل قال: فإذا لم يرده لم يعلمه؟ قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل ان ارادته علمه و قد يعلم ما لا يريده أبدا؟ وذلك قوله: ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك فهو يعلم كيف يذهب ولا يذهب به ابدا؟ قال سليمان لأنه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: " أدعوني استجب لكم "؟ قال سليمان: انما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفي به؟ فكيف قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عز وجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " وقد فرغ من الامر؟ فلم يحر جوابا.
وفى كتاب التوحيد مثله سواء.
441 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال الامر إلى أن قال سليمان: ان الإرادة هي القدرة، قال الرضا عليه السلام وهو يقدر على ما لا يريد أبدا لابد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك " فلو كانت الإرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به بقدرته، فانقطع سليمان وترك الكلام عند هذا الانقطاع ثم تفرق القوم.
442 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار بالتوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يذكر فيه تفسير حروف المعجم وفى آخره قال عليه السلام: ان الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ثم قال: قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
443 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه، والآية المعجزة في نظمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
444 - في الخرايج والجرايح في أعلام أبى عبد الله عليه السلام ان ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم عليه السلام أيضا قال أحدهم: انى لما رأيت قوله: " يا ارض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء " كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله: " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا " أيست من المعارضة، وكانوا يسترون ذلك، إذ مر عليهم الصادق عليه السلام فالتفت إليهم وقرأ عليهم: " قل لئن اجتمعت الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله " فبهتوا.
445 - في أصول الكافي أحمد عن عبد العظيم عن محمد بن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا: " فأبى أكثر الناس بولاية علي عليه السلام الا كفورا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
446 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قال: قلت لأبي، علي بن محمد عليهما السلام: هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله يناظر اليهود والمشركين إذا عاتبوه ويحاجهم؟ قال: مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفضاء الكعبة إذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش، منهم الوليد بن المغيرة المخزومي، وأبو البختري بن هشام وأبو جهل بن هشام والعاص بن وائل السهمي، وعبد الله بن أمية المخزومي، وكان معهم جمع ممن يليهم كثير، ورسول الله صلى الله عليه وآله في نفر من أصحابه يقرء عليهم كتاب الله ويؤدى إليهم عن الله امره ونهيه، فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحم أمر محمد (25) وعظم خطبه، فتعالوا نبدأ بتقريعه وتبكيته (26) وتوبيخه والاحتجاج عليه، وابطال ما جاء به ليهون خطبه على أصحابه، ويصغر قدره، فلعله ينزع عما هو فيه من غيه وباطله وتمرده وطغيانه، فان انتهى والا عاملناه بالسيف الباتر (27).
قال أبو جهل: فمن الذي يلي كلامه ومجادلته؟ قال عبد الله بن أمية المخزومي: انا إلى ذلك، أنما ترضاني له قرنا حسيبا ومجادلا كفيا؟ قال أبو جهل: بلى، فأتوه بأجمعهم فابتدأ عبد الله بن أمية المخزومي فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة و قلت مقالا هائلا! زعمت أنك رسول رب العالمين، وما ينبغي لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا يأكل كما نأكل ويمشى في الأسواق كما نمشي، فهذا ملك الروم، وهذا ملك الفرس، لا يبعثان رسولا الا كثير مال عظيم حال، له قصور ودور وفساطيط وخيام وعبيد وخدام، ورب العالمين فوق هؤلاء كلهم فهم عبيده ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك ونشاهده، بل لو أراد الله أن يبعث إلينا نبيا لكان انما يبعث إلينا ملكا لا بشرا مثلنا، ما أنت يا محمد الا مسحور ولست بنبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل بقي من كلامك شئ؟ قال: بلى لو أراد الله أن يبعث إلينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا وأحسنه حالا، فهلا نزل هذا القرآن الذي تزعم أن الله أنزله عليك وابتعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: اما الوليد ابن المغيرة بمكة، واما عروة بن مسعود الثقفي بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هل بقي من كلامك شئ يا عبد الله؟ فقال: بلى لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا بمكة هذه، فإنها ذات أحجار وعرة وجبال تكسح أرضها (28) وتحفرها، و تجرى منها العيون، فإننا إلى ذلك محتاجون أو يكون لك جنة من نخيل وعنب، فتأكل منها وتطعمنا، " فتفجر الأنهار خلال " تلك النخيل والأعناب " تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا " فإنك قلت لنا: " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " فلعلنا نقول ذلك (29) ثم قال: " أو تأتى بالله والملائكة قبيلا " تأتى به وبهم وهم لنا مقابلون، أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتعيننا به فلعلنا نطغى، فإنك قلت: " كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى " ثم قال: " أو ترقى في السماء " أي تصعد في السماء " ولن نؤمن لرقيك " أي لصعودك " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " من الله العزيز الحكيم إلى عبد الله بن أمية المخزومي ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبد الله بن عبد المطلب فإنه رسولي فصدقوه في مقاله، فإنه من عندي ثم لا أدرى يا محمد إذا فعلت هذا كله أؤمن بك أو لا نؤمن بك، بل لو رفعتنا إلى السماء وفتحت أبوابها وأدخلتناها لقلنا: " انما سكرت أبصارنا " أو سحرتنا.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله أما قولك: " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض " إلى آخر ما قلته، فإنك اقترحت (30) على محمد رسول الله أشياء: منها لو جاءك به لم يكن برهانا لنبوته، ورسول الله يرتفع من أن يغتنم جهل الجاهلين ويحتج عليهم بما لا حجة فيه، ومنها لو جاءك به لكان معه هلاكك، وانما يؤتى بالحجج والبراهين ليلزم عباد الله الايمان بها لا ليهلكوا بها، فإنما اقترحت هلاكك ورب العالمين ارحم بعباده وأعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون، ومنها المحال الذي لا يصح ولا يجوز كونه، ورسول رب العالمين يعرفك ذلك ويقطع معاذيرك، ويضيق عليك سبيل مخالفته، ويلجأك بحجج الله إلى تصديقه حتى لا يكون لك عنه محيد ولا محيص ومنها ما قد اعترفت على نفسك انك فيه معاند متمرد لا تقبل حجة ولا تصغي إلى برهان ومن كان كذلك فدواؤه عذاب النار النازل من سمائه أو في حميمه أو بسيوف أوليائه.
واما قولك يا عبد الله " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " بمكة هذه فإنها ذات أحجار وصخور وجبال تكسح أرضها وتحفرها وتجرى فيها العيون فإننا إلى ذلك محتاجون، فإنك سألت هذا وأنت جاهل بدلائل الله، يا عبد الله لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا؟ قال: لا، قال: أرأيت الطايف التي لك فيها بساتين اما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها وذللتها وكسحتها وأجريت فيها عيونا استنبطتها قال: بلى، قال: وهل لك فيها نظراء؟ قال: بلى، قال: فصرت بذلك أنت وهم أنبياء؟ قال: لا، قال: فكذلك لا يصير هذا حجة لمحمد لو فعلت على نبوته، فما هو الا كقولك: لن نؤمن لك حتى تقوم وتمشى على الأرض أو حتى تأكل الطعام كما تأكل الناس.
واما قولك يا عبد الله: أو تكون لك جنة من نخيل أو عنب فتأكل منها وتطعمنا وتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أوليس لأصحابك ولك جنان من نخيل وعنب
بالطائف فتأكلون وتطعمون منها وتفجرون الأنهار خلالها تفجيرا؟ أفصرتم أنبياء بهذا؟ قال: لا قال: اقتراحكم على رسول الله صلى الله عليه وآله أشياء لو كانت كما تقترحون لما دلت على صدقة، بل لو تعاطاها لدل تعاطيها على كذبه لأنه يحتج بما لا حجة فيه ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم، ورسول رب العالمين يجل ويرتفع عن هذا.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عبد الله وأما قولك أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا فإنك قلت: " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " فان في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم، فإنما تريد بهذا من رسول الله أن تهلك ورسول رب العالمين أرحم من ذلك، لا يهلكك ولكنه يقيم عليك حجج الله وليس حجج الله لنبيه وحده على حسب اقتراح عباده، لان العباد جهال بما يجوز من الصلاح وما لا يجوز منه ومن الفساد، وقد يختلف اقتراحهم ويتضاد حتى يستحيل وقوعه، والله لا يجرى تدبيره على ما يلزمه بالمحال، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وهل رأيت يا عبد الله طبيبا كان دوائه للمرضى على حسب اقتراحهم، وانما يفعل به ما يعلم صلاحه فيه، أحبه العليل أو كرهه، فأنتم المرضى والله طبيبكم، فان انقدتم لدوائه شفاكم، وان تمردتم أسقمكم، وبعد فمتى رأيت يا عبد الله مدعى حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من حكامهم فيما مضى بينه على دعواه على حسب اقتراح المدعى عليه؟ إذا ما كانت تثبت لاحد على أحد دعوى ولا حق، ولا كان بين ظالم ومظلوم، ولا بين صادق وكاذب فرق.
ثم قال: يا عبد الله واما قولك أو تأتى بالله والملائكة قبيلا يقابلوننا ونعاينهم فان هذا من المحال الذي لا خفاء به، لان ربنا عز وجل ليس كالمخلوقين يجئ ويذهب ويتحرك ويقابل، حتى يؤتى به فقد سألتم بهذا المحال الذي دعوت إليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة، التي لا تسمع ولا تبصر، ولا تغنى عنكم شيئا، ولا عن أحد، يا عبد الله أوليس لك ضياع وجنان بالطايف وعقار بمكة وقوام عليها؟ قال: بلى قال: أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك أو بسفراء بينك وبين معامليك؟ قال: بسفراء، قال: أرأيت لو قال معاملوك وأكرتك وخدمك لسفرائك: لا نصدقكم في هذه السفارة الا أن تأتوا بعبد الله بن أبي أمية نشاهده فنسمع منه ما تقولون عنه شفاها كنت توسعهم (31) هذا؟ أو كان يجوز لهم عند ذلك؟ قال: لا، قال: فما الذي يجب على سفرائك؟ أليس ان يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلهم على صدقهم يجب عليهم أن يصدقهم؟ قال: بلى، قال: يا عبد الله أرأيت سفيرك لو أنه لما سمع منهم عاد إليك وقال: قم معي، فإنهم اقترحوا على مجيئك معي، أيكون لك أن تقول له: اما أنت رسول مبشر وآمر (32) قال: بلى، قال: فكيف صرت تقترح على رسول رب العالمين ما لا تسوغ لاكرتك ومعامليك ان يقترحوه على رسولك إليهم؟ وكيف أردت من رسول رب العالمين ان يستندم إلى ربه بان يأمر عليه وينهى، وأنت لا تسوغ مثل هذا على رسولك إلى اكرتك وقوامك، هذه حجة قاطعة لابطال ما ذكرته في كل ما اقترحته يا عبد الله.
واما قولك أو يكون لك بيت من زخرف وهو الذهب أما بلغك أن لعظيم مصر بيوتا من زخرف؟ قال: بلى، قال: أفصار بذلك نبيا قال: لا قال: فكذلك لا توجب بمحمد صلى الله عليه وآله لو كانت له نبوة، ومحمد لا يغتنم جهلك بحجج الله.
واما قولك يا عبد الله أو ترقى في السماء ثم قلت: ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه يا عبد الله الصعود إلى السماء أصعب من النزول منها، وإذا اعترفت على نفسك انك لا تؤمن إذا صعدت فكذلك حكم النزول، ثم قلت: " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " من بعد ذلك ثم لا أدرى أؤمن بك أو لا أؤمن، فإنك يا عبد الله مقر انك تعاند حجة الله عليك، فلا دواء لك الا تأديبه على يد أوليائه البشر، أو ملائكة الزبانية، وقد أنزل الله على حكمة جامعة لبطلان كلما اقترحته، فقال تعالى: قل يا محمد سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا ما أبعد ربى عن أن يفعل الأشياء على ما تقترحه الجهال بما يجوز وبما لا يجوز، و " هل كنت الا بشرا رسولا " لا يلزمني الا إقامة حجة الله التي أعطاني، فليس لي ان آمر على ربى ولا أنهى ولا أشير، فأكون كالرسول الذي بعثه ملك إلى قوم مخالفيه فرجع إليه يأمره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
447 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " فإنها نزلت في عبد الله ابن أبي أمية اخى أم سلمة رحمة الله عليها، وذلك أنه قال هذا لرسول الله بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فتح مكة استقبله عبد الله بن أبي أمية فسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يرد عليه السلام فاعرض عنه ولم يجبه بشئ وكانت أخته أم سلمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل إليها فقال: يا أختي ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبل اسلام الناس كلهم ورد على اسلامي، فليس يقبلني كما قبل غيره؟ فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله سعد بك جميع الناس الا أخي من بين قريش والعرب، رددت اسلامه وقبلت اسلام الناس كلهم الا أخي؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة ان أخاك كذبني تكذيبا لم يكذبني أحد من الناس، هو الذي قال: " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو يكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " قالت أم سلمة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ألم تقل ان الاسلام يجب ما قلبه؟ قال: نعم، فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله اسلامه.
448 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: " حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا " أي عينا " أو يكون لك جنة " أي بستان " من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا " من تلك العيون " أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا " وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنه سيسقط من السماء لقوله " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " قوله: " أو تأتى بالله والملائكة قبيلا " والقبيل الكثير " أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " يقول: من الله إلى عبد الله بن أمية ان محمدا صادق، و ان أنا بعثته ويجئ معه أربعة من الملائكة يشهدون ان الله هو كتبه، فأنزل الله: " قل سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا ".
449 - في تفسير العياشي عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام " قالوا أبعث الله بشرا رسولا " قالوا: إن الجن كانوا في الأرض قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا، فلو أراد الله أن يبعث إلينا لبعث ملكا من الملائكة، وهو قول الله: وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا.
450 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وما منع الناس ان يؤمنوا إذ جاءهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا " قال: قال الكفار: لم لم يبعث الله إلينا الملائكة؟ فقال الله: لو بعثنا ملكا ولم يؤمنوا لهلكوا، ولو كانت الملائكة " في الأرض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا " فإنه حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس وعنده جبرئيل إذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء، فامتقع لونه حتى صار كأنه كركمة (33) ثم لاذ برسول الله صلى الله عليه وآله فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حيث نظر جبرئيل، فإذا شئ قد ملاء ما بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب من الأرض (34) ثم قال: يا محمد ان رسول الله إليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب إليك أو تكون عبدا رسولا؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله: إلى جبرئيل وقد رجع إليه لونه، فقال جبرئيل: بل كن عبدا رسولا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الأخرى فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة، ثم هكذا حتى انتهى إلى السابعة يعد كل سماء خطوة، وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر (35) فالتفت رسول الله الله صلى الله عليه وآله إلى جبرئيل فقال: قد رأيتك ذعرا ما رأيت مثله، وما رأيت شيئا كان أذعر لي من تغير لونك؟ فقال: يا نبي الله لا تلمني، أتدري من هذا؟ قال: لا، قال: هذا إسرافيل حاجب الرب ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السماوات والأرض، فلما رأيته منحطا ظننت انه جاء بقيام الساعة، فكان الذي رأيت من تغيير لوني لذلك فلما
رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلى لوني ونفسي، أما رأيته كلما ارتفع صغر، انه ليس شئ يدنو من الرب الأصغر لعظمته، ان هذا حاجب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه، ثم ألقاه إلينا، فنسعى به في السماوات والأرض، انه لأدنى خلق الرحمن منه، بينه وبينه تسعون حجابا من نور ينقطع دونها الابصار مالا يعدون يوصف وانى لأقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام.
451 - وقوله عز وجل: ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم عميا وبكما وصما قال: على جباههم مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا أي كلما انطفت فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن سيف بن عميرة يرفعه إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: إن في جهنم واديا يقال له سعير إذا خبت جهنم فتح سعيرها وهو قوله: " كلما خبت زدناهم سعيرا ".
452 - في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: " ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم " قال: على جباههم.
452 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سليمان بن راشد باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا امامهم أعمى، فيقول بعض من يراهم من غير أمتنا: ما يكون أمة محمد الا عميانا، فأقول لهم: ليسوا من أمة محمد صلى الله عليه وآله لأنهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم.
454 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو ذر في خبر عن النبي صلى الله عليه وآله يا باذر يؤتى بجاحد على يوم القيمة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيمة، ينادى: يا حسرتنا على ما فرطت في جنب الله، وفى عنقه طوق من النار.
455 - في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن رجلا قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيمة؟ قال: إن الذي أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيمة، أورده البخاري ومسلم في الصحيح.
456 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الانفاق وكان الانسان قتورا قال: لو كانت الأمور بيد الناس لما أعطوا الناس شيئا مخافة الفناء وكان الانسان قتورا أي بخيلا واما قوله عز وجل: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات قال: الطوفان والجراد والقمل و الضفادع والدم والحجر والعصا ويده والبحر.
457 - في تفسير العياشي عن سلام عن أبي جعفر في قوله: " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات " قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والعصا ويده.
458 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال: سألني نفر من اليهود عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران عليه السلام؟ فقلت: العصا واخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد والقمل والضفادع والدم، ورفع الطور، والمن والسلوى آية واحدة، وفلق البحر قالوا: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
459 - في كتاب الخصال عن هارون بن حمزة الغنوي الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن التسع آيات التي أوتي موسى، فقال: الجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والبحر والحجر والعصا ويده.
460 - في الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق عن الحسن بن علي بن سليمان عن محمد بن عمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قدم على أمير المؤمنين عليه السلام يهودي من أهل يثرب قد أقر له من في يثرب من اليهود انه اعلمهم وكذلك كانت آباؤه من قبل قال: وقدم على أمير المؤمنين عليه السلام في عدة من أهل بيته، فلما انتهى إلى المسجد - الأعظم بالكوفة أناخوا رواحلهم، ثم وفقوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه انا قوم من اليهود وقدمنا من الحجاز، ولنا إليك حاجة، فهل تخرج إلينا أم ندخل إليك؟ قال: فخرج إليهم وهو يقول: سيدخلون ويستأنفون باليمن فما حاجتكم؟ فقال عظيمهم: يا بن أبي طالب ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد صلى الله عليه وآله، فقال: وأيه بدعة؟ فقال له اليهودي: زعم قوم من أهل الحجاز انك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله، ولم يقروا ان محمدا رسول الله فقتلتهم بالدخان، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فنشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى عليه السلام بطور سيناء، و بحق الكنايس الخمس القدس، وبحق السبت الديان (36) هل تعلم أن يوشع بن نون أتى بقوم بعد وفاة موسى شهدوا ان لا إله إلا الله ولم يقروا ان موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهودي: نعم اشهد أنك ناموس موسى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
461 - في مجمع البيان " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات " اختلف في هذه الآيات التسع إلى قوله: وقيل: إنها تسع آيات من الاحكام، روى عبد الله بن سلمة عن عنوان (37) بن عسال ان يهوديا قال لصاحبه: تعال حتى نسأل هذا النبي، فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله عن هذه الآية فقال: هو ان لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق، ولا تمشوا بالبرئ إلى سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا: ولا تقذفوا المحصنات، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة يا يهود ان لا تعتدوا في السبت، فقبل يده وقال: اشهد انك نبي.
462 - لقد علمت ما انزل هؤلاء وروى أن عليا عليه السلام قال في " علمت " والله ما علم عدو الله، ولكن موسى هو الذي علم فقال: لقد علمت.
463 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فأراد ان يستفزهم من الأرض أراد أن يخرجهم من الأرض، وقد علم فرعون وقومه ما أنزل تلك الآيات الا الله عز وجل.
1. كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " صفوان الجمال قال: كنت.. اه ". .
2. هو خالد أو خليد - مصغرا - بن أوفى العنزي الشامي، عده الشيخ (ره) في رجاله من أصحاب الباقر عليه السلام، وعليه فان الضمير في قوله " عنده " يرجع إليه يعنى الباقر صلوات الله عليه. .
3. وفى بعض النسخ " تواليه بالفأس " وفأس - كفلس - " آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية " تبر " ونحت الجبل: حفره. .
4. وفى المصدر هكذا " ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده ". .
5. البائقة: الداهية. الظلم والتعدي عن الحق. .
6. الباقة: الحزمة من الزهر أو البقل. .
7. نزه الرجل: تباعد من كل مكروه، يقال: خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين والخضر والرياض. .
8. فرغ إليه: قصد. .
9. الاهتضام: الكسر والنقص. .
10. قيل يحتمل أن يكون المراد من قوله عليه السلام: " نزلت الآية.. اه " يعنى انهم مأمورون برباطنا وصلتنا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم عليه السلام فيرابطنا من بقي من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح أعني القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه أيضا الكسر فيهما والفتح فتأمل. .
11. هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل إن أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الأمثال (ج 1: 50 ط مصر). .
12. ازرأه: عابه ووضع من حقه. .
13. وفى المصدر " والنذر " مكان " والعبر ". .
14. أي المتلاطم. .
15. القرط - بالضم -: ما يعلق في شحمة الأذن من درة ونحوها. .
16. جاراه في الحديث مجاراة: أي جرى وخاض معه في الكلام، وفى البحار " مجازاة " بالزاء المعجمة. .
17. قال الطريحي (ره): في الحديث يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد. قيل: هي أرض مستوية، والغرل - بضم الغين -: من لم يختن. .
18. قال الجزري: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر. .
19. قال المجلسي (ره): أي إلى عرشه، أو إلى كرامته، أو إلى نور من أنوار عظمته. .
20. وفى المصدر " يسمع " بالياء بدل " نسمع ". .
21. قال المجلسي (ره): كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك. .
22. وقال (ره): قد رفعت حاجتي أي إلى غيري والحاصل انى أيضا استشفع من غيري فلا أستطيع شفاعتكم، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء أي رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الأولى. .
23. وفى تفسير البرهان " فيجيئون ". .
24. وفى بعض النسخ " أيها لها ". .
25. المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا. .
26. البيع جمع البيعة: معبد النصارى. والكنائس جمع الكنيسة: متعبد اليهود. .
27. الفريصة: لحمة بين الثدي والكتف ترعد عند الفزع. .
28. " في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل و فيه قال السائل: فأخبرني ما جوهر الريح؟قال: الريح هواء إذا تحرك سمى ريحا، فإذا سكن سمى هواء وبه قوام الدنيا، ولو كفت الريح ثلاثة أيام لفسد كل شئ على وجه الأرض ونتن. وذلك أن الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شئ وتطيبه، فهي بمنزلة الروح إذا خرج عن البدن نتن وتغيير تبارك الله أحسن الخالقين، منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
29. استفحم الامر: تفاقم أي عظم ولم يجر على استواء. .
30. التقريع والتبكيت: التعنيف. .
31. الباتر بمعنى القاطع. .
32. الوعر: المكان الصلب ضد السهل. وتكسح أرضها أي تكنسها عن تلك الأحجار. .
33. قال المجلسي (ره) قوله: " فلعلنا نقول ذلك " لعل الأظهر: فلعلنا لا نقول ذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: افعل ذلك لعلنا نقول ذلك فيكون مصدقا لقولك وحجة علينا، وكذلك الكلام في قوله: " فلعلنا نطفي ". .
34. اقترح عليه بكذا: تحكم وسأله إياه بالعنف ومن غير روية. .
35. وفى البحار منقولا عن المصدر " تسوغهم ". .
36. كذا في النسخ لكن في البحار هكذا: " أليس يكون لك مخالفا؟وتقول له: انما أنت رسول لا مشير ولا آمر؟قال ه. اه " وهو الظاهر. .
37. امتقع لونه: تغير من حزن أو فزع. والكركمة: الزعفران. .