قال عز من قائل ﴿ويرجون رحمته ويخافون عذابه﴾
260 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاءا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبى يقول: إنه ما من عبد مؤمن الا وفى قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.
261 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ.
262 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حمزة بن عبد الله الجعفري عن جميل بن دراج عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه (1) عن الدنيا.
263 - عنه عن ابن أبي نجران عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الأماني (2) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شئ هرب منه.
264 - ورواه علي بن محمد رفعه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصي (3) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني.
من رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شئ هرب منه
265 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان حب الشرف والذكر (4) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.
266 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن مما حفظ من خطب النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أيها الناس ان لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفى الشيبة قبل الكبر، وفى الحياة قبل الممات، فوالله الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب (5) وما بعدها من دار الا الجنة أو النار.
267 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبي سارة: قال: سمعت أبي عبد الله (ع) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.
268 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبي - عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله (ع) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح الا خائفا ولا يصلحه الا الخوف.
269 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي عبد الله (ع) وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يا بنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لو وزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.
270 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عز وجل: وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا قال: هو الفناء بالموت.
271 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفر (ع): " وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا " قال: انما أمة محمد من الأمم، فمن مات فقد هلك.
272 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله (ع) في قول الله: " وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة " قال: بالقتل والموت وغيره (6).
273 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وما منعنا ان نرسل بالآيات وذلك أن محمدا صلى الله عليه وآله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: ان الله يقول: " وما منعنا ان نرسل بالآيات " إلى قوله الا ان كذب بها الأولون وكنا إذا أرسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك أخرنا عن قومك الآيات.
274 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن علي (ع) حديث طويل يقول فيه (ع) لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن الله عز وجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيمة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وآله، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا بيك من قبلك، وما زادك الله يا مروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى: والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزدهم الا طغيانا كبيرا وأنت يا يا مروان وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن.
275 - عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين (ع) حديث طويل وفيه: و جعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها، أي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل أعدائها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواهم، ويأبى الله الا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا منه.
276 - في تفسير العياشي عن حريز عمن سمع عن أبي جعفر (ع): وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها " والشجرة الملعونة في القرآن " يعنى بنى أمية.
277 - عن علي بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لي أبو عبد الله (ع): ان عليا (ع) قال لعمر: يا أبا حفص الا أخبرك بما نزل في بنى أمية؟ قال: بلى، قال: فإنه نزل فيهم: " والشجرة الملعونة في القرآن " قال: فغضب عمر، و قال: كذبت، بنو أمية خير منك وأوصل للرحم.
278 - عن الحلبي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس " قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أرى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر (7) وقوله: " والشجرة الملعونة في - القرآن " قال: هم بنو أمية.
279 - وفى رواية أخرى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد رأى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.
280 - وفى رواية سلام الجعفي عنه أنه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، و لكن رسول الله صلى الله عليه وآله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.
281 - عن عمر بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أصبح رسول الله صلى لله عليه واله يوما حاسرا حزينا (8) فقيل له: ما لك يا رسول الله؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان بنى أمية
يرقون على منبرى هذا، فقلت: يا رب معي؟ فقال: لا ولكن بعدك.
282 - عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام يقول و هو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله: " والشجرة الملعونة في القرآن " فقال: الافجران من قريش و من بنى أمية.
283 - عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك " قال: أرى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: " والشجرة الملعونة في القرآن " قال: هم بنو أمية، يقول الله: " ونخوفهم فما يزدهم الا طغيانا كبيرا ".
284 - عن يونس بن عبد الرحمن الأشل قال: سألته عن قول الله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس " الآية فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله نام فرأى بنى أمية يصدون الناس (9) كلما صعد منهم رجل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بنى أمية فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى أمية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفه.
285 - في مجمع البيان " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك " الآية فيه أقوال إلى قوله: و ثالثها ان ذلك رؤيا رآها النبي صلى الله عليه وآله في منامه وان قرودا تصعد منبره وتنزل، فساءه ذلك واغتم به، رواه سهل بن سعيد عن أبيه ان النبي رأى ذلك وقال: انه صلى الله عليه وآله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات، ورواه سعيد بن يسار أيضا وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.
286 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " وجعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " قال: نزلت لما رأى النبي صلى الله عليه وآله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساءه ذلك غمه غما شديدا، فأنزل الله: " و ما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة " كذا نزلت وهم بنو أمية.
287 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب: ويشترط على شروطا لا يرضاها الله تعالى و رسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع إليه قوما من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أبرارا فيهم عمار بن ياسر، وأين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبي وما بعد منا خمسة الا كان سادسهم، ولا أربعة الا كان خامسهم، اشترط دفعهم إليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان ولعمر الله ما ألب على عثمان (10) ولا جمع الناس عليه قتله، وأشباهه من أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن.
288 - في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم (11) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله " وفيه أيضا " فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم (12) بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا يمتنعون بحيلة، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء (13).
289 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب، الشيرازي روى سفيان الثوري عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله: وشاركهم في الأموال والأولاد انه جلس الحسن بن علي عليهما السلام ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان يأكلان الرطب فقال يزيد: يا حسن انى منذ كنت أبغضك، قال الحسن عليه السلام: يا يزيد اعلم أن إبليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتي لان الله تعالى يقول: " وشاركهم في الأموال والأولاد " وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله صلى الله عليه وآله.
290 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن اذنية عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذى (14) قليل الحياء لا يبالي ما قال، ولا ما قيل له، فان فتشته لم تجده الا لغية أو شرك شيطان، قيل: يا رسول الله وفى الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: اما تقرء قول الله عز وجل: " وشاركهم في الأموال والأولاد ".
291 - في الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): يا أبا محمد أي شئ يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟ قلت " جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: الا أعلمك ما تقول؟ قلت: بلى، قال: تقول: " بكلمات الله استحللت فرجها وفى أمانة الله أخذتها، اللهم ان قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان " قلت: وبأي شئ يعرف ذلك؟ (15) قال: اما تقرأ كتاب الله عز وجل ثم ابتدأ هو: " وشاركهم في الأموال والأولاد " ثم قال: إن الشيطان ليجئ حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت: بأي شئ يعرف ذلك؟ (16) قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان.
وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبد الله عن جميل بن دراج عن أبي الوليد عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع) وذكره نحوه.
292 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام و شهوة الزنا فهو شرك شيطان.
293 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) قال: سألته عن شرك الشيطان، قال: قوله: " وشاركهم في الأموال والأولاد " فإن كان من مال حرام فهو شريك الشيطان، قال: ويكون من الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما.
294 - عن زرارة قال: كان يوسف أبو الحجاج صديقا لعلي بن الحسين صلوات الله عليه، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها أعني أبو الحجاج، قال: فقالت له: أليس انما عهدك بذاك لساعة؟ قال: فاتى علي بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذي الردهة.
295 - عن عبد الملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان.
296 - عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما قول الله: " شاركهم في الأموال والأولاد "؟ قال: فقال في ذلك قوله: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
297 - عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام، فهو من شركه، ويكون من الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته إذا كان حراما، قال: كلتيهما جميعا تختلطان، وقال: ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا.
298 - قال: (17) كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك! فقال: بأبي وأمي يقول قولنا ويتولى من نتولى، فقال: ان فيه نحوة إبليس، فقال: بابى وأمي أليس يقول إبليس: " خلقتني من نار وخلقته من طين "؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ويقول الله: " وشاركهم في الأموال والأولاد " فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا، وقرن بين إصبعيه.
299 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذي الردهة، ثم قال إن يوسف دخل على أم الحجاج فأراد ان يضمها، فقالت: أليس انما عهدك بذلك الساعة فامسك عنها فولدت الحجاج.
300 - عن يونس بن أبي الربيع الشامي (18) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان، فعظمه حتى أفزعني فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال: إذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا إله إلا هو بديع السماوات والأرض اللهم ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا و اجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناؤك.
301 - في تفسير علي بن إبراهيم " وشاركهم في الأموال والأولاد " ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فإذا اشترى به الإماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل إذا جامع، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل إذا كان حراما، وفى حديث آخر إذا جامع الرجل أهله ولم يسم شاركه الشيطان.
302 - في تفسير العياشي عن جعفر بن محمد الخزاعي عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يذكر في حديث غدير خم، انه لما قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام ما قال واقامه للناس، صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأ ضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " فقال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا وانزل عليه: " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك
لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي صلى الله عليه وآله: بسم الله الرحمن الرحيم " ان عبادي ليس لك عليهم سلطان " قال: فصرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك، قال: فقال أبو عبد الله (ع): والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه (19) والمؤمن لا يستقل عن دينه.
303 - عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله: ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال: نزلت في علي بن أبي طالب (ع)، ونحن نرجو أن تجرى لمن أحب الله من عباده.
1. اكتسع الخيل بأذنابها. أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية. .
2. أبي بن خلف من مشركي مكة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذي قال له صلى الله عليه وآله يوما بمكة: ان عندي فرسا أعلفه كل يوم فرقا - وهو مكيال - من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل أنا أقتلك انشاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد فلما هزم المسلمون وبقى رسول الله صلى الله عليه وآله من بقي، أدركه أبي بن خلف وهو يقول: أين محمد لا نجوت ان نجوت؟فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟قال: دعوه، فلما دنا تناول صلى الله عليه وآله حربة رجل من أصحابه - وهو الحارث بن الصمة - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلني والله محمد، فقالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس انه قد كان بمكة قال لي: انا أقتلك، فوالله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلني، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات، فقيل مات بسرف وهو موضع على ستة أميال من مكة وفى ذلك يقول حسان بن ثابت الأنصاري شاعر النبي صلى الله عليه وآله: لقد ورث الضلالة من أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت إليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة أجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول وقد نالت بنو النجار منكم * أمية إذ يغوث يا عقيل إلى آخر الأبيات. راجع ديوانه ص: 340 ط مصر. .
3. فت الشئ: دقه وكسره بالأصابع. .
4. أي تركها .
5. قال المحدث الكاشاني (ره) في الوافي: الترجح: الميل: يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة. .
6. لم به والم: نزل. والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب. .
7. أي حب الجاه والرياسة والمدح والشهرة. .
8. المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا. .
9. وفى المصدر " قال: هو الفناء بالموت أو غيره ". .
10. كناية عن الأول والثاني وقد مر أيضا في المجلد الثاني في بعض الروايات. .
11. حسر الرجل - من باب نصر -: أعيا، وحسر - من باب علم - الرجل على الشئ: تلهف. وقال في البحار: قوله: حاسرا أي كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر أيضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة. .
12. كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان و غيره " يصعدون المنابر " مكان " يصدون الناس " ويحتمل التصحيف أيضا. .
13. من ألبهم - بتشديد اللام -: جمعهم. .
14. من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره. وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم إبليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدم عليه السلام. وانه أول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته. .
15. اقتنصه: اصطاده. .
16. الحومة: معظم الماء والحرب وغيرهما، وقوله " في حومة ذل.. اه " موضع الجار و المجرور نصب على الحال أي يقتنصونكم في حومة ذل، والجولة: الموضع الذي تجول فيه. .
17. البذي بمعى الفحاش أيضا. .
18. قال المجلسي (ره): لعله سئل عن الدليل على أنه يكون الولد شرك الشيطان ثم سئل عن العلامة التي بها يعرف ذلك، والأظهر ان فيه تصحيفا لما سيأتي من خبر أبي بصير بسند آخر. وفيه مكانه " ويكون فيه شرك الشيطان ". .
19. أي عدم شراكته. .