قال عز من قائل ﴿انه هو السميع البصير﴾

55 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن خالد الطيالسي عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لم يزل الله عز - وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور، قال: قلت: فلم يزل الله متحركا؟ قال فقال: تعالى الله ان الحركة صفة محدثة بالفعل، قال: قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم.

56 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبي عبد الله عليه السلام وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى، وفيه: قال السائل فيقول: انه سميع بصير؟ قال: وهو سميع بصير سميع بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولي: انه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر، ولكن أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا، وافهاما لك إذ كنت سائلا، وأقول يسمع بكله لا ان الكل له بعض، ولكن أردت افهامك والتعبير عن نفسي، وليس مرجعي في ذلك الا إلى أنه السميع البصير، العالم الخبير، بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى (1).

57 - وفيه عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه كان ربا ولا مربوب: والها إذ لا مألوه، و عالما إذ لا معلوم وسميعا إذ لا مسموع، سميع لا بآلة، وبصير لا بأداة.

58 - وعن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وسمى ربنا سميعا لا بجزء فيه يسمع به الصوت لا يبصر به، كما أن جزئنا الذي به نسمع لا يقوى على النظر به، ولكن أخبر أنه لا تخفى عليه الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسميع واختلف المعنى، وهكذا البصر لا بجزء به أبصر كما انا نبصر بجزء منا لا ننتفع به في غيره، ولكن الله بصير لا يجهل شخصا منظورا إليه فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

59 - وباسناده إلى أبى هاشم الجعفري عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، أنه قال له رجل وكيف سمى ربنا سميعا؟ قال: لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالاسماع، ولا نصفه (2) بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بصيرا لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالابصار من لون و شخص وغير ذلك، ولم نصفه بلحظ العين (3) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

60 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق انه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع؟ قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا، تعالى الله عن ذلك، انه سميع بصير يسمع بما يبصر، و يبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه؟ قال: فقال: تعالى الله انما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.

61 - وباسناده إلى حماد بن عيسى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: لم يزل الله يعلم؟ قال: انى يكون يعلم ولا معلوم، قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟ قال: انى يكون ذلك ولا مسموع، قال: قلت: فلم يزل يبصر؟ قال: أين يكون ذلك ولا مبصر ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ذات علامة سميعة بصيرة.

62 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وقلنا انه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصير لا ببصر

لأنه يرى أثر الذرة السمحاء (4) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية (5) ويرى مضارها ومنافعها واثر سفادها وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك أنه بصير لا كبصر خلقه.

63 - وباسناده إلى الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لم يزل الله عز وجل عليما قادرا جبارا قديما سميعا بصيرا، فقلت له: يا بن رسول الله ان أقواما يقولون لم يزل الله عالما بعلم، وقادرا بقدرة وحيا بحيوة، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال عليه السلام لم يزل الله عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.

64 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بصيرا إذ لا منظور إليه من خلقه.

65 - وفيه قال عليه السلام: وكل سميع غيره بصير عن لطيف الأصوات، ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفى الألوان ولطيف الأجسام.

66 - وفيه والسميع لا بأداة والبصير لا بتفريق آلة (6).

67 - وفيه بصير لا يوصف بالحاسة.

68 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وجعلنا ذريته هم الباقين " يقول: الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح، قال الله في كتابه: " احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل " وقال أيضا: ذرية من حملنا مع نوح.

69 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان نوح إذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمسى بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله وحده لا شريك له، له الحمد على بها والشكر كثيرا فأنزل الله عز وجل: انه كان عبدا شكورا.

70 - في من لا يحضره الفقيه وروى عنه حفص بن البختري أنه قال: كان نوح عليه السلام يقول: إذا أصبح وأمسى: اللهم إني أشهدك انه ما أصبح وأمسى من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضى، يقولها إذا أصبح عشرا، وإذا أمسى عشرا فسمى بذلك عبدا شكورا.

71 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن أبي سعيد المكارى عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في نوح " انه كان عبدا شكورا "؟ قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن؟ قال: كان إذا أصبح قال: أصبحت أشهدك ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فإنها منك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد على ذلك، ولك الشكر كثيرا، كان يقولها إذا أصبح ثلثا وإذا أمسى ثلثا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

72 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ".

73 - عن ابن أبي عمير عن ابن رئاب عن إسماعيل بن الفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات: اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفى تلك الليلة.

74 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن نوحا انما سمى عبدا شكورا لأنه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم إني أشهدك انه ما أصبح و أمسي بي من نعمة لي وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك.

لك الحمد ولك الشكر بها حتى ترضى الهنا.

75 - أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وإبراهيم الذي وفى " قال: إنه كان يقول إذا أصبح و أمسي: أصبحت وربى محمود، أصبحت لا أشرك به شيئا ولا ادعو مع الله الها آخر، ولا اتخذ من دونه وليا، فسمى بذلك عبدا شكورا.

76 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " كان عبدا شكورا " قال: كان إذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمست بي من نعمة في دين أو دنيا فإنها من الله وحده لا شريك له، له الحمد بها والشكر كثيرا.

77 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم البطل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين قال: قتل علي بن أبي طالب وطعن الحسن عليه السلام ولتعلن علوا كبيرا قال: قتل الحسين عليه السلام فإذا جاء وعد أوليهما فإذا جاء نصر دم الحسين بعثنا عبادا لنا أولى باس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه وآله الا قتلوه وكان وعد الله مفعولا خروج القائم عليه السلام ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس ان هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه وانه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليه السلام، ولا يلي الوصي الا الوصي.

78 - وفى تفسير العياشي بعد أن نقل هذا الحديث إلى آخره قال: وزاد إبراهيم في حديثه: ثم يملكهم الحسين عليه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه.

79 - في مجمع البيان وقراءة علي عليه السلام " عبيدا لنا ".

80 - في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان يقرء: " بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد " ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد.

81 - في تفسير علي بن إبراهيم وخاطب الله أمة محمد فقال: " لتفسدن في الأرض مرتين " يعنى فلانا وفلانا وأصحابهما ونقضهم العهد " ولتعلن علوا كبيرا " يعنى ما ادعوه من الخلافة " فإذا جاء وعد أولهما " يعنى يوم الجمل " بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد " يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأصحابه " فجاسوا خلال الديار " أي طلبوكم وقتلوكم " وكان وعدا مفعولا " يتم ويكون " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " يعنى لبني أمية على آل محمد " وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نقيرا " من الحسن والحسين ابني على عليهم السلام وأصحابهما وسبوا نساء آل محمد.

82 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته: أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فان بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن تشغر برجلها (7) فتنة شرقية تطأ في خطامها - (8) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها (9) فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دجلة أو حولها، لا مأوى يكنها (10) ولا أحد يرحمها، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وبأي واد سلك، فعندها توقعوا الفرج، وهو تأويل هذه الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل، عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلت عليهم (11) الآفات والشبهات.

83 - عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان أول من يكر إلى الدنيا الحسين بن علي عليهما السلام ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (12) ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ".

84 - في عيون الأخبار باسناده إلى علي بن الحسين بن علي بن فضال عن أبيه قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله تعالى: ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها قال، ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها رب يغفر لها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

85 - في تفسير علي بن إبراهيم متصلا بآخر تفسيره المتقدم أعني قوله: وسبوا نساء آل محمد " ان أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة " يعنى القائم صلوات الله عليه وأصحابه ليسوؤا وجوهكم " يعنى يسود وجوههم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وليتبروا ما علوا تتبيرا أي يعلو عليكم فيقتلوكم، ثم عطف على آل محمد عليه وعليهم السلام فقال: عسى ربكم ان يرحمكم أي ينصركم على عدوكم ثم خاطب بنى أمية فقال وان عدتم عدنا يعنى ان عدتم بالسفياني عدنا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا أي حبسا

يحصرون فيها، ثم قال عز وجل: ان هذا القرآن يهدى أي يبين للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين يعنى آل محمد صلوات الله عليهم الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا

86 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبراهيم بن عبد الحميد عن موسى بن أكيل النميري عن العلا بن سيابة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم " قال: يهدى إلى الامام.

87 - في الكافي علي بن إبراهيم عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام: حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ثلث بالدعاء إليه بكتابه أيضا فقال تبارك وتعالى " ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم " أي يدعو " ويبشر المؤمنين ".

88 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس انه من استنصح الله (13) وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدى للتي هي أقوم.

89 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال: الامام منا لا يكون الا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، وكذلك لا يكون الا منصوصا، فقيل، يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول الله عز وجل: " ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم ".

90 - في تفسير العياشي عن أبي إسحاق: " ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم " قال: يهدى إلى الولاية.

91 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم عطف على آل محمد بنى أمية فقال: والذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا أليما قوله: ويدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا قال: يدعو على أعداءه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب وهو قوله: وكان الانسان عجولا.

92 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واعرف طريق نجاتك وهلاكك، كي لا تدعو الله بشئ عسى فيه هلاكك وأنت تظن ان فيه نجاتك، قال الله تعالى: " و يدع الانسان بالشر دعاءه بالخير وكان الانسان عجولا ".

93 - في تفسير العياشي عن سلمان الفارسي قال: إن الله لما خلق آدم فكان أول ما خلق عيناه فجعل ينظر جسده كيف يخلق، فلما حانت (14) ولم يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله: " خلق الانسان عجولا " وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يستجمع (15) أن يتناول عنقودا فأكله.

94 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عز وجل: " خلق الانسان عجولا "

95 - عن أبي بصير فمحونا آية الليل قال: هو السواد الذي في جوف القمر.

96 - عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله عليه السلام: قال السواد الذي في القمر: محمد رسول الله.

97 - عن أبي الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن هذا السواد في القمر؟ قال: هو قول الله " فمحونا آية الليل ".

98 - عن أبي الطفيل قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول: " فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " فذلك محوها.

99 - في كتاب الخصال حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا سعد بن كثير بن عفير، قال: حدثني ابن لهيعة وراشد بن سعد عن حريز بن عبد الله عن أبي الرحمن البجلي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفى فيه: ادعوا لي أخي، فأرسلوا إلى علي عليه السلام فدخل فوليا وجوههما إلى الحايط وردا عليهما ثوبا فاسدي والناس محتوشوه (16) وراء الباب فخرج علي عليه السلام فقال رجل من الناس: أسر إليك نبي الله شيئا؟ فقال: نعم أسر إلى ألف باب، في كل باب الف باب، قال: ووعيته؟ قال: نعم وعقلته، قال: فما السواد الذي في القمر؟ قال: إن الله عز وجل قال: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " قال له الرجل: عقلت يا علي ووعيت.

100 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال: لما خلقهما الله عز وجل أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر الله عز وجل جبرئيل عليه السلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو أن القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول الله عز وجل: " وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا من فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

101 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وروى القاسم بن معاوية عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لما خلق الله عز وجل القمر كتب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين وهو السوداء الذي ترونه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

102 - وعن الأصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لأمير المؤمنين عليه السلام، أخبرني عن المحو الذي يكون في القمر؟ فقال: الله أكبر، الله أكبر، رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة ".

103 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها.

وقمرها آية ممحوة من ليلها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما.

104 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: فنظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيمة الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده عليهم السلام وتأملت مولد غائبنا وابطاءه وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته.

وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الاسلام (17) من أعناقهم، التي قال الله تعالى جل ذكره وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه يعنى الولاية، فأخذتني الرقة واستولت على الأحزان.

105 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في في قوله: " وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه " يقول: خيره وشره معه حيث كان لا يستطيع فراقه، حتى يعطى كتابه يوم القيمة بما عمل.

106 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله: " وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه " قال: قدرة الذي قدر عليه.

107 - عن خالد بن نجيج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك " قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها "

108 - في مجمع البيان: ولا تزر وازرة وزر أخرى وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تجن يمينك عن شمالك، وهذا مثل ضربه عليه السلام وفى هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول: إن أطفال الكفار يعذبون من آبائهم في النار، انتهى.

109 - في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر في قول الله.

وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها قال: تفسيرها أمرنا أكابرها.

110 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها " مشددة منصوبة (18) تفسيرها كثرنا، وقال: لا قرأتها مخففة.

111 - في مجمع البيان وقرأ يعقوب " آمرنا " بالمد على وزن عامرنا وهو قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام، وقرأ " أمرنا " بتشديد الميم محمد بن علي عليهما السلام بخلاف.

112 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي بعد كلام طويل قال الرضا عليه السلام: ألا تخبرني عن قول الله عز وجل: " وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " يعنى بذلك انه يحدث إرادة؟ قال: نعم، قال: فإذا أحدث إرادة كان قولك ان الإرادة هي هو أو شئ منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حاله تعالى الله عن ذلك؟ قال سليمان: انه لم يكن عنى بذلك انه يحدث إرادة، قال: فما عنى به؟ قال: عنى فعل الشئ، قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد في هذه المسألة وقد أخبرتك ان الإرادة محدثة لان فعل الشئ محدث،

قال: فليس لها معنى؟ قال الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم ان الله عز وجل لم يزل مريدا قال سليمان: انما عنيت انها فعل من الله تعالى لم يزل، قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا (19).

113 - في مجمع البيان: وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح قيل: القرن مأة سنة، وروى ذلك مرفوعا، وقيل: أربعون سنة، رواه ابن سيرين مرفوعا.

114 - من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا وروى ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وآله قال: معنى الآية من كان يريد ثواب الدنيا بعمله الذي افترضه الله عليه لا يريد وجه الله والدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا، وليس له ثواب في الآخرة، وذلك أن الله سبحانه يؤتيه ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه.


1. الدرنوك: ماله خمل من البساط، وقد مر. .

2. وفى البحار " أتاني " مكان " قال لي " وهو الظاهر. .

3. " وفى أصول الكافي مثله سواء. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .

4. وفى المصدر " ولم نصفه " وهو الأوفق بحسب السياق. .

5. وفى المصدر " ولم نصفه بنظر لحظ العين ". .

6. السمحاء: السوداء. .

7. الدجية: المظلمة. .

8. وفى بعض نسخ النهج " والبصير بلا تفريق آلة ". .

9. أي ترفع برجلها، قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، أو هو كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها. .

10. الخطام - ككتاب -: كلما يجعل في أنف البعير ليقتاد به. .

11. قال المجلسي (ره): ولعل المعنى من يتحرز من انكارها ورفعها لئلا يخل بدنياه " انتهى " وفى بعض النسخ " المتحرض " بالضاد ولعله الأنسب بحسب السياق، ثم قال المجلسي (ره): وساير الخبر كان مصحفا فتركته على ما وجدته والمقصود واضح. .

12. أي يسترها. .

13. وفى المصدر " عنهم الآفات.. اه ". .

14. القذة: ريش السهم، وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد تكرر ذكره في الحديث. .

15. أي من أطاع أوامره وعلم أنه يهديه إلى مصالحه ويرده عن مفاسده ويرشده إلى ما فيه نجاته ويصرفه عما فيه عطبه، قاله ابن أبي الحديد في شرحه. .

16. أي قربت. .

17. كذا في النسخ وفى المصدر ونسخة البحار " لم يلبث " مكان " لم يستجمع ". .

18. أسدي بيده نحو الشئ: مدها. واحتوش القوم فلانا: اجتمعوا عليه وجعلوه في وسطهم. .

19. الربقة: العروة. .