تفسير سورة الإسراء

1 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة بني إسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه.

في مجمع البيان وتفسير العياشي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة بني إسرائيل وذكر إلى آخر ما في كتاب ثواب الأعمال.

2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من قرء سورة بني إسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطى في الجنة قنطارين من الاجر، و القنطار ألف أوقية ومأتا أوقية، والأوقية منها خير من الدنيا وما فيها.

3 - في تفسير العياشي عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه: فقال أنفة الله (1) وفى رواية أخرى عن هشام عنه مثله.

4 - عن سالم الحناط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التي لها الفضل؟ فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله، قلت: والمسجد الأقصى جعلت فداك؟ فقال: ذلك في السماء إليه اسرى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقلت: ان الناس يقولون إنه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه.

5 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن سيار عن أبي مالك الأزدي عن إسماعيل الجعفي قال: كنت في المسجد قاعدا و أبو جعفر عليه السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة والى الكعبة مرة، ثم قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكرر ذلك ثلث مرات، ثم التفت إلى فقال: أي شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقي؟ قلت: يقولون: اسرى به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه اسرى به من هذه إلى هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) وعن ابن عباس قال: قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وآله: موسى خير منك قال النبي صلى الله عليه وآله: ولم؟ قالوا: لان الله عز وجل كلمه أربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي صلى الله عليه وآله: لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا: وما ذاك؟ قال: قوله عز وجل: " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " وحملت على جناح جبرئيل عليه السلام حتى انتهيت إلى السماء السابعة، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، حتى تعلقت بساق العرش فنوديت من ساق العرش: انى انا الله لا اله الا انا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤف الرحيم، ورأيته بقلبي وما رأيته بعيني، فهذا أفضل من ذلك، فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التورية، و الحديث طويل فأخذنا منه موضع الحاجة.

7 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرج بالنبي صلى الله عليه وآله مأة و عشرين مرة، ما من مرة الا وقد أوصى الله تعالى فيها النبي صلى الله عليه وآله بالولاية لعلى و الأئمة من ولده عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرايض.

8 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهري عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك وكم عرج برسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: مرتين، فأوقفه جبرئيل عليه السلام موقفا فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبي ان ربك يصلى، فقال: يا جبرئيل فكيف يصلى؟ قال: يقول سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبى، فقال: اللهم عفوك عفوك قال: وكان كما قال الله: " قاب قوسين أو أدنى " فقال له أبو بصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين ستيها (2) إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلألأ يخفق (3) و لا أعلمه الا وقد قال زبرجد، فنظر في مثل سم الإبرة (4) إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال: لبيك ربى قال: من لامتك من بعدك؟ قال الله أعلم قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي بصير: يا أبا محمد والله ما جاءت ولاية على من الأرض، ولكن جاءت من السماء مشافهة.

9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك، قلت: فلم اسرى نبيه صلى الله عليه وآله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السماوات وما فيها من عجايب صنعه وبدايع خلقه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - وباسناده إلى أبان بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام عن جده عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان النبي صلى الله عليه وآله دفع إلى علي عليه السلام لما حضرته الوفاة القميص الذي اسرى به فيه.

11 - في كتاب التوحيد باسناده إلى يونس بن عبد الرحمن قال: قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: لأي علة عرج الله عز وجل نبيه إلى السماء ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجرى عليه زمان، ولكنه عز وجل أراد أن يشرف ملائكته وسكان سماواته ويكرمهم بمشاهدته ويريد من عجايب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وتعالى عما يشركون.

12 - في روضة الكافي أبان عن عبد الله بن عطاء عن أبي جعفر عليه السلام قال أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار، مضطرب الاذنين، عينيه في حافره وخطاه مد بصره، فإذا انتهى إلى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه فإذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الأيمن (5) له جناحان من خلفه.

13 - في عيون الأخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله تعالى سخر لي البراق وهي دابة من دواب الجنة، ليست بالقصير ولا بالطويل، فلو ان الله تعالى اذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة، وهي أحسن الدواب لونا.

14 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله أتى بالبراق ومعه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، وامسك الآخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه، فلما ركبها تضعضعت فلطمها جبرئيل عليه السلام فقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد مثله بعده، الا انه تضعضعت عليه.

15 - في تفسير علي بن إبراهيم وروى الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: بينا أنا راقد بالأبطح وعلي عليه السلام عن يميني وجعفر عن يسارى، وحمزة بين يدي، وإذا أنا بحفيف (6) أجنحة الملائكة وقائل يقول: إلى أيهم بعثت يا جبرئيل؟ فقال: إلى هذا وأشار إلى، وهو سيد ولد آدم وهذا وصيه ووزيره وخليفته في أمته، وهذا عمه سيد الشهداء حمزة، وهذا ابن عمه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة، دعه فلتنم عيناه ولتسمع أذناه وليعي قلبه، واضربوا له مثلا: ملك بنى دارا، واتخذ مائدة (7) وبعث داعيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الملك الله والدار الدنيا، والمائدة الجنة والداعي أنا.

قال: ثم أركبه جبرئيل البراق وأسري به إلى بيت المقدس، وعرض عليه محاريب (8) الأنبياء وآيات الأنبياء فصلى بها ورده من ليلته إلى مكة فمر في رجوعه فرأى عيرا لقريش (9) وإذا لهم ماء في آنية فشرب منه وصب باقي ذلك، وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم، وكانوا يطلبونه، فلما أصبح قال لقريش: ان الله قد اسرى بي في هذه الليلة إلى بيت - المقدس فعرض على محاريب الأنبياء، وانى مررت بعير لكم في موضع كذا وكذا، وإذا لهم ماء في آنية فشربت منه وأهرقت باقي ذلك، وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم، فقال أبو جهل: قد أمكنتكم الفرصة من محمد سلوه: كم الأساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد ان ههنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه وقناديله ومحاريبه، فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه وجعل يخبرهم بما يسألونه، فلما أخبرهم قالوا: حتى تجئ العير ونسألهم عما قلت، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: وتصديق ذلك ان العير تطلع عليكم من طلوع الشمس، يقدمها جمل أحمر، فلما أصبحوا اقبلوا ينظرون إلى العقبة و ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينا هم كذلك إذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل احمر فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: لقد كان هذا، ضل لنا جمل في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماءا وأصبحنا وقد أهريق الماء، فلم يزيدهم ذلك الا عتوا.

16 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد عن أحمد بن محمد أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حديد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله أصبح فقعد فحدثهم بذلك، فقالوا له: صف لنا بيت المقدس قال: فوصف لهم وانما دخله ليلا فاشتبه عليه النعت، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: انظر ههنا فنظر إلى البيت فوصفه وهو ينظر إليه، ثم نعت لهم ما كان من عير لهم فيما بينهم وبين الشام، ثم قال: هذه عير بنى فلان يقدم من طلوع الشمس، يتقدمها جمل أورق (10) أو أحمر، قال: وبعثت قريش رجلا على فرس ليردها، قال وبلغ مع طلوع الشمس، قال قرطة بن عبد عمرو: يا لهفا ان لا أكون لك جذعا (11) حين تزعم أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك؟ .

17 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن أبان بن عثمان عن أبي داود عن أبي بردة الأسلمي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلى عليه السلام: يا علي أن الله أشهدك معي في سبع مواطن، اما أول ذلك فليلة اسرى بي إلى السماء، قال جبرئيل: أين أخوك فقلت: خلفته ورائي، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله وإذا بمثالك معي، وإذا الملائكة وقوف صفوف فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيمة، فدنوت فنطقت بما كان وما يكون إلى يوم القيمة، والثاني حين اسرى بي في المرة الثانية، فقال لي جبرئيل: أين أخوك فقلت: خلفته ورائي فقال: ادع الله فليأتك به فدعوت الله فإذا مثالك معي، فكشط لي (12) عن سبع سماوات حتى رأيت سكانها وعمارها، وموضع كل ملك منها، إلى قوله: واما السادس لما اسرى بي إلى السماء جمع الله لي النبيين، فصليت لهم ومثالك خلفي.

18 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن عبيد الله الأشعري عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن جدي عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن، فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران، وأطيب ريحا من المسك، وإذا فيها شيخ على رأسه برنس (13)، فقلت لجبرئيل: ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك؟ قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي عليه السلام، فقلت: من الشيخ صاحب البرنس؟ قال: إبليس، قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور، قلت: يا جبرئيل أهو بنا إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح، فقلت: قم يا ملعون فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم، فان شيعتي وشيعة على ليس لك عليهم سلطان.

19 - في تفسير علي بن إبراهيم حكى أبى عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء جبرئيل وميكائيل وإسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه، فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل عليه السلام ثم قال: اسكني يا براق فما ركبك نبي قبله، ولا يركبك بعد مثله، قال فرقت به (14) ورفعته ارتفاعا ليس بالكثير ومعه جبرئيل يريه الآيات من السماء والأرض، قال: فبينا أنا في مسيري إذ نادى مناد عن يميني: يا محمد فلم أجبه ولم التفت إليه، ثم نادى عن يسارى: يا محمد فلم أجبه ولم التفت إليه، ثم استقبلتني امرأة كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلمك فلم التفت إليها، ثم سرت فسمعت صوتا أفزعني فنزل بي جبرئيل عليه السلام فقال: صل فصليت، فقال: تدرى أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطيبة واليها مهاجرك ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لي: أتدري أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لي: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لي أتدري أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت ببيت لحم، وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى بن مريم صلوات الله عليه.

ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التي الأنبياء تربط بها، فدخلت المسجد ومعي جبرئيل إلى جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا وأقيمت الصلاة، ولا أشك الا وجبرئيل سيتقدمنا (15) فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدي فقدمني فأممتهم ولا فخر، ثم أتاني الخازن بثلاثة أواني، اناء فيه لبن، واناء فيه ماء، وانا فيه خمر، وسمعت قائلا يقول: إن اخذ الماء غرق وغرقت أمته، وان اخذ الخمر غوى وغوت أمته، وان اخذ اللبن هدى وهديت أمته، قال: فأخذت اللبن وشربت منه فقال لي جبرئيل هديت وهديت أمتك، ثم قال لي: ماذا رأيت في مسيرك؟ فقلت: ناداني مناد عن يميني، فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم التفت إليه، فقال: ذلك داعى اليهود ولو أجبته لتهودت أمتك من بعدك، ثم قال لي ماذا رأيت؟ فقلت: ناداني مناد عن يسارى فقال لي: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم التفت إليه، فقال: ذاك داعى النصارى ولو أجبته لنصرت أمتك من بعدك، ثم قال لي ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرني حتى أكلمك، فقال لي: أو كلمتها؟ فقلت: لم أكلمها ولم التفت إليها، فقال: تلك الدنيا ولو كلمتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتا أفزعني فقال لي جبرئيل: تسمع يا محمد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما، فهذا حين استقرت قالوا: فما ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى قبض.

قال فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى سماء الدنيا وعليها ملك يقال له إسماعيل وهو صاحب الخطفة التي قال الله عز وجل: " الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " وتحته سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون الف ملك فقال: يا جبرئيل من هذا معك؟ قال: محمد قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب وسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لي، وقال: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، وتلقتني الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا، فما لقيني ملك الا ضاحكا مستبشرا حتى لقيني ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه، كريه المنظر ظاهر الغضب، فقال لي مثل ما قالوا من الدعاء الا انه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرئيل فانى قد فزعت منه؟ فقال: يجوز أن تفزع منه فكلنا نفزع منه، ان هذا مالك خازن النار لم يضحك قط ولم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا وغيظا على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليك و لكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد على السلام وبشرني بالجنة، فقلت لجبرئيل - وجبرئيل بالمكان الذي وصفه الله " مطاع ثم امين ": - الا تأمره ان يرينى النار؟ فقال له جبرئيل: يا مالك أر محمدا النار، فكشف عنها غطاءا وفتح منها لهب ساطع في السماء و فارت وارتفعت حتى ظننت لتناولني مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل قل فليرد عليها غطائها فأمرها

فقال: ارجعي فرجعت إلى مكانها الذي خرجت منه.

ثم مضيت فرأيت رجلا آدما (16) جسيما، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فإذا هو تعرض عليه ذريته فيقول: روح طيب وريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية " كلا ان كتاب الأبرار لفى عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " إلى آخرها (17) قال، فسلمت على أبى آدم وسلم على واستغفرت له واستغفر لي، فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح والمبعوث في الزمن الصالح.

ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس وإذا جميع الدنيا بين ركبتيه وإذا بيده لوح من نور ينظر فيه، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يمينا ولا شمالا كهيئة الحزين فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك الموت دائبا (18) في قبض الأرواح، فقلت: يا جبرئيل ادنني منه حتى أكلمه، فأدناني منه فسلمت عليه وقال له جبرئيل: هذا نبي الرحمة الذي أرسله الله إلى العباد، فرحب بي وحياني بالسلام، فقال: ابشر يا محمد فانى أرى الخير كله في أمتك، فقلت: الحمد لله المنان ذي النعم على عباده، ذلك من فضل ربى ورحمته على، فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملا، فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد تقبض روحه؟ فقال: نعم، قلت: وتراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله لي و مكنني عليها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء، وما من دار الا وأنا أتصفحه (19) كل يوم خمس مرات وأقول: إذا بكى أهل الميت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لي فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى أحد منكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى بالموت طامة (20) يا جبرئيل، فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت (21).

قال: ثم مضيت فإذا أنا بأقوام بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث فيأكلون الخبيث ويدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من أمتك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثم رأيت ملكا من الملائكة جعل الله أمره عجبا، نصف جسده النار والنصف الآخر الثلج فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادى بصوت رفيع ويقول: سبحان الذي كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا تطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار الف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك وكله الله بأكناف السماء وأطراف الأرض وهو أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين، يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، وملكان يناديان في السماء أحدهما يقول: اللهم أعط كل منفق خلفا والآخر يقول: اللهم اعط كل ممسك تلفا.

ثم مضيت فإذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الإبل (22) يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم ويخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الهمازون اللمازون، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام ترضخ رؤسهم (23) بالصخر.

فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل فقال: هؤلاء الذين ناموا عن صلاة العشاء، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، ثم مضيت فإذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم بسبيل آل فرعون، يعرضون على النار غدوا وعشيا، يقولون: ربنا متى تقوم الساعة؟ ثم مضيت فإذا أنا بنسوان معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء اللواتي تورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم (24) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اشتد غضب الله على امرأة أدخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم، فاطلع على عوراتهم واكل خزائنهم.

قال: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عز وجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء ليس شئ من اطباق أجسادهم الا وهو يسبح لله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمة قط، ولا رفعوا رؤسهم إلى ما فوقها ولا خفضوها إلى ما تحتها خوفا لله وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على ايماء برؤوسهم ولا ينظرون إلى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبي الرحمة أرسله الله، إلى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبيين وسيدهم، أفلا يكلمونه قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل اقبلوا على بالسلام واكرموني وبشروني بالخير لي ولامتى.

قال: ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟ فقال: ابنا الخالة عيسى ويحيى، فسلمت عليهما وسلما على و استغفرت لهما واستغفرا لي، وقالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح، وإذا فيها من الملائكة وعليهم الخشوع وقد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك الا ويسبح الله ويحمده بأصوات مختلفة.

ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فإذا فيها رجل فضل حسنه على ساير الخلق كفضل القمر ليلة البدر على ساير النجوم، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لي، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، فإذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الأولى والثانية، وقال لهم جبرئيل في أمرى مثل ما قال للآخرين، وصنعوا بي مثل ما صنع الآخرون.

ثم صعدنا إلى السماء الرابعة وإذا فيها رجل فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا إدريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لي، فإذا فيها من الملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير و لامتي، ثم رأيت ملكا جالسا على سرير وتحت يديه سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله انه هو، فصاح به جبرئيل فقال: قم فهو قائم إلى يوم القيامة.

ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فإذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا أعظم منه، حوله ثلاثة من أمته (25) فأعجبتني كثرتهم، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لي فإذا فيها من الملائكة الخشوع (26) مثل ما في السماوات.

ثم صعدنا إلى السماء السادسة فإذا فيها رجل آدم طويل كأنه من شبوة (27) ولو أن عليه قميصين لنفد شعره منها، فسمعته يقول: يزعم بنو إسرائيل انى أكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله منى، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه وسلم على، واستغفرت له واستغفرا لي، وإذا فيها ملائكة من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات.

قال ثم صعدنا إلى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا: يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة، وإذا فيها رجل أشمط (28) الرأس واللحية جالس على كرسي فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا يا محمد أبوك إبراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من أمتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين " فسلمت عليه وسلم على، وقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، وإذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السماوات، فبشروني بالخير ولامتى، قال رسول الله صلى الله عليه وآله ورأيت في السماء بحارا من نور يتلألأ يكاد تلألؤها يخطف بالابصار.

وفيها بحار من ظلمة وبحار من ثلج ترعد فكلما فزعت ورأيت هؤلاء سألت جبرئيل فقال: ابشر يا محمد واشكر كرامة ربك واشكر الله بما صنع إليك، قال فثبتني الله بقوته وعونه حتى كثر قولي لجبرئيل وتعجبي، فقال جبرئيل: يا محمد أتعظم ما ترى؟ انما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذي خلق ما ترى؟ وما لا ترى أعظم من هذا!، ان بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا وإسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، و حجاب من الماء.

قال ورأيت من العجائب التي خلق الله وسخر على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، ورأسه عند العرش، وملكا من ملائكة الله خلقه الله كما أراد، رجلاه في تخوم الأرضين السابعة، ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش وهو يقول: " سبحان ربى حيث ما كنت لا تدرى أين ربك من عظم شأنه " وله جناحان في منكبيه، إذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب، فإذا كان في السحر نشر ذلك الديك جناحيه وخفق بهما (29) وصرخ بالتسبيح يقول: " سبحان الملك القدوس سبحان الله الكبير المتعال لا إله إلا الله الحي القيوم " فإذا قال ذلك سبحت ديكة الأرض كلها، وخفقت بأجنحتها، وأخذت بالصراخ، فإذا سكت ذلك الديك في السماء سكت ديكة الأرض كلها، ولذلك الديك زغب أخضر (30) وريش أبيض، كأشد بياض ما رأيته قط، وله زغب أخضر أيضا تحت ريشه الأبيض كأشد خضرة رأيتها قط.

قال: ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين ومعي أناس من أصحابي، عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان، فدخل أصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لي نهران، نهر يسمى الكوثر، و

نهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر، واغتسلت من الرحمة، ثم انقاد إلى جميعا حتى دخلت الجنة فإذا انا على حافتيها (31) بيوتي وبيوت أزواجي (32) وإذا ترابها كالمسك، وإذا جارية تنغمس في أنهار الجنة، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت، وإذا بطير كالبخت (33) وإذا رمانها مثل الدلاء (34) العظام وإذا شجرة لو أرسل طاير في أصلها ما دارها سبعمأة سنة، وليست في الجنة منزل الا وفيها فتر (35) منها فقلت: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى قال الله تعالى: " طوبى لهم وحسن مآب " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فلما دخلت الجنة رجعت إلى نفسي فسألت جبرئيل: من تلك البحار وهو لها وأعاجيبها؟ فقال: هي سرادقات الحجب التي احتجب الله تبارك وتعالى بها ولولا تلك الحجب لتهتك نور العرش وكل شئ فيه، وانتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة منها تظل أمة من الأمم، فكنت منها كما قال الله تعالى " قاب قوسين أو أدنى " فناداني: " آمن الرسول بما انزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن " وقد كتبنا ذلك في سورة البقرة.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رب أعطيت أنبيائك فضائل فأعطني، فقال الله عز وجل: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشي: لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ولا منجا منك الا إليك، قال: وعلمتني الملائكة قولا أقوله إذا أصبحت وأمسيت " اللهم ان ظلمي أصبح مستجيرا بعفوك وذنبي أصبح مستجيرا بمغفرتك، ذلي أصبح مستجيرا بعزتك وفقري أصبح مستجيرا بفناك ووجهي الفاني البالي أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقي، الذي لا يفنى " وأقول ذلك إذا أمسيت ثم سمعت الاذان، فإذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، فقال: الله أكبر، الله أكبر، فقال الله عز وجل: صدق عبدي انا أكبر فقال: أشهد ان لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، فقال صدق عبدي انا الله لا اله غيري، قال: اشهد ان محمدا رسول الله، أشهد ان محمدا رسول الله، فقال الله عز وجل: صدق عبدي ان محمدا عبدي ورسولي انا بعثته وانتجبته، فقال: حي على الصلاة، حي على الصلاة، فقال الله عز وجل: صدق عبدي دعى إلى فريضتي، فمن مشى إليها راغبا فيها محتسبا كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حي على الفلاح، حي على الفلاح، فقال الله: هي الصلاح والفلاح والنجاح، ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الأنبياء عليهم السلام في البيت المقدس، ثم غشيتني صبابة (36) فخررت ساجدا، فناداني ربى: انى قد فرضت على كل نبي كان قبلك خمسين صلاة وفرضتها عليك وعلى أمتك فقم بها أنت في أمتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فانحدرت حتى مررت على إبراهيم عليه السلام فلم يسألني عن شئ حتى انتهيت إلى موسى، فقال: ما صنعت يا محمد؟ فقلت: قال ربى فرضت على كل نبي قبلك خمسين صلاة وفرضتها عليك وعلى أمتك، فقال موسى: يا محمد ان أمتك آخر الأمم وأضعفها، وان ربك لا يرد عليك شئ (37) وان أمتك لا تستطيع أن تقوم بها.

فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لامتك، فرجعت إلى ربى حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى، فخررت ساجدا ثم قلت: فرضت على وعلى أمتي خمسين صلاة، ولا أطيق ذلك ولا أمتي فخفف عنى، فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته فقال: ارجع لا تطيق، فرجعت إلى ربى فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع وفى كل رجعة أرجع إليه أخر ساجدا حتى رجع إلى عشر صلوات، فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لا تطيق فرجعت إلى ربى فوضع على خمسا، فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لا تطيق، فقلت: قد استحييت من ربى ولكن أصبر عليها، فناداني مناد: كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين، كل صلاة بعشر، ومن هم من أمتك بحسنة يعملها فعملها كتبت لها عشرا، و ان لم يعمل كتبت له واحدة، ومن هم من أمتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة، وان لم يعلمها لم تكتب عليه.

فقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى عن هذه الأمة خيرا فهذا تفسير قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا الآية.

20 - في من لا يحضره الفقيه بعد ان نقل عن الصادق عليه السلام حديثا وقال عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمره ربه بخمسين صلاة، فمر على النبيين نبي نبي لا يسئلونه عن شئ حتى انتهى إلى موسى بن عمران عليه السلام فقال: بأي شئ أمرك ربك فقال: بخمسين صلاة، فقال: اسئل ربك التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فسأل ربك فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبي نبي لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى بن عمران فقال بأي شئ أمرك ربك؟ فقال: بأربعين صلاة، فقال: سل ربك التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك، فسئل ربه عز وجل فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبي نبي لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال: بأي شئ أمرك ربك؟ فقال: بثلثين صلاة فقال: سل ربك التخفيف فأن أمتك لا تطيق ذلك فسأل ربه عز وجل فحط عنه عشرا ثم مر بالنبيين نبي نبي لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى فقال: بأي شئ أمرك ربك؟ فقال: بعشرين صلاة، فقال: سل ربك التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فسأل ربه فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبي نبي لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال له: بأي شئ أمرك ربك؟ فقال: بعشر صلاة، فقال: سل ربك التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك فانى جئت إلى بني إسرائيل فما افترض الله عز وجل عليهم فلم يأخذوا به ولم يقروا عليه، فسأل النبي صلى الله عليه وآله ربه عز وجل التخفيف فخفف عنه فجعلها خمسا، ثم مر بالنبيين نبي نبي لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام، فقال: بأي شئ أمرك ربك؟ فقال: بخمس صلوات فقال: سل ربك التخفيف عن أمتك فان أمتك لا تطيق ذلك، فقال: انى لأستحيي ان أعود إلى ربى وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله بخمس صلوات، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: جزى الله موسى بن عمران عن أمتي خيرا وقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى بن عمران عنا خيرا.

21 - وروى عن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: سألت أبى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: انه أخبرني عن جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عز وجل بخمسين صلاة كيف لم يسأله التخفيف عن أمته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فان أمتك لا تطيق ذلك؟ فقال يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه وآله لا يقترح على ربه عز وجل (38) ولا يراجعه في شئ يأمره به، فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته إليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى، فرجع إلى ربه عز وجل يسأله التخفيف إلى أن ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا أبت فلم لم يرجع إلى ربه عز وجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف؟ فقال: يا بنى أراد عليه السلام أن يحصل لامته التخفيف من أجر خمسين صلاة، لقول الله عز وجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ألا ترى ان عليه السلام لما هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين " ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد " قال فقلت له: يا أبة أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قلت: فما معنى قول موسى لرسول الله صلى الله عليه وآله: ارجع إلى ربك؟ قال: معناه معنى قول إبراهيم: " انى ذاهب إلى ربى " ومعنى قول موسى عليه السلام " وعجلت إليك ربى لترضى " ومعنى قوله عز وجل: " ففروا إلى الله " يعنى حجوا إلى بيت الله يا بنى ان الكعبة بيت الله فمن حج بيت فقد قصد إلى الله والمساجد بيوت الله فمن سعى إليها فقد سعى إلى الله عز وجل، وقصد إليه، والمصلى ما دام في صلاته فهو واقف بين يدي الله تعالى، فان لله عز وجل بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، الا تسمع الله عز وجل يقول: " يعرج الملائكة والروح إليه " ويقول الله عز وجل في قصة عيسى بن مريم عليهما السلام: " بل رفعه الله إليه " ويقول الله عز وجل: " إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " وقد أخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب المعارج انتهى.

22 - في الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله نزل بالصلاة عشر ركعات ركعتين ركعتين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله

عليه السلام قال: قال: ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: انهم يقولون إن أبي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فان دين الله عز وجل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفي: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل لما عرج بنبيه صلى الله عليه وآله إلى سماواته السبع اما أوليهن فبارك عليه والثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله، تغشى أبصار الناظرين، أما واحدا منها فأصفر، فمن أجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها أبيض فمن أجل ذلك أبيض البياض، والباقي على ساير عدد الخلق من النور والألوان في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا! فقال جبرئيل عليه السلام: الله أكبر الله أكبر ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي صلى الله عليه وآله أفواجا وقالت: يا محمد كيف أخوك؟ إذا نزلت فاقرأه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله: أفتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيمة علينا وانا لنتصفح وجوه شيعته كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلاة وانا لنصلي عليك وعليه ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه نور الأول و زادني حلقا وسلاسل.

وعرج بي السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل: أشهد ان لا إله إلا الله فاجتمعت الملائكة وقالت: يا جبرئيل من هذا معك؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه وآله قالوا: وقد بعث؟ قال: نعم، قال النبي صلى الله عليه وآله: فخرجوا إلى شبه المعانيق (39) فسلموا على وقالوا: اقرأ أخاك السلام فقلت: أتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم القيمة علينا، وانا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلاة، قال: ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الأنوار الأولى.

ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا وقالت سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح، ما هذا النور الذي يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل: اشهد ان محمدا رسول الله، فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحبا بالأول ومرحبا بالآخر، ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر، محمد خير النبيين وعلى خير الوصيين، قال النبي صلى الله عليه وآله: ثم سلموا على وسألوني عن أخي؟ قلت: هو في الأرض فتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد يحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق (40) أبيض فيه اسم محمد واسم على والحسن والحسين عليهم السلام، وشيعتهم إلى يوم القيمة، وانا لنبارك عليهم في كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت كل صلاة، ويمسحون رؤسهم بأيديهم، قال: ثم زادني ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الأنوار الأول.

ثم عرج بي حتى انتهيت إلى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا (41) كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء، وخرجت إلى شبه المعانيق فقال جبرئيل: حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح حي على الفلاح فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان فقال جبرئيل عليه السلام: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فقالت الملائكة: هي لشيعته إلى يوم القيمة ثم اجتمعت الملائكة وقالت: وكيف تركت أخاك؟ فقلت لهم: وتعرفونه؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله، وان في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمد وعلى والحسن والحسين والأئمة وشيعتهم إلى يوم القيمة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل، وانه لميثاقنا وانه ليقرء علينا كل جمعة، ثم قيل لي: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسي، فإذا اطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ثم قال لي: طأطئ رأسك انظر ماذا ترى فطأطأت رأسي فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو ألقيت شيئا من يدي لم يقع الا عليه فقيل لي: يا محمد ان هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال ثم أوحى الله إلى يا محمد ادن من صاد (42) فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول الله صلى الله عليه وآله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الأيمن، فتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله الماء بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عز وجل إليه: ان اغسل وجهك فإنك تنظر إلى عظمتي، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فإنك تلقى بيدك كلامي، ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يدك من الماء ورجليك إلى كعبيك، فانى أبارك عليك، وأوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء، ثم أوحى الله عز وجل إليه: يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبرني على عدد حجبي، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا، لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فنت أجل ذلك صار الافتتاح سنة، والحجب متطابقة بينهن بحار النور، وذلك النور الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلث مرات لافتتاح الحجب ثلث مرات، فصار التكبير سبعا، والافتتاح ثلاثا، فما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه سم بأسمى، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة، ثم أوحى الله إليه: ان احمدني فما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبي صلى الله عليه وآله في نفسه: شكرا فأوحى الله عز وجل إليه: قطعت حمدي فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين قال النبي صلى الله عليه وآله: الحمد لله رب العالمين شكرا فأوحى الله إليه: قطعت ذكرى فسم باسمي، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة، ثم أوحى الله عز وجل إليه: اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى " قال هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " ثم أمسك عنه الوحي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الله الواحد الاحد الصمد، فأوحى الله إليه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم أمسك عنه الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربنا، فلما قال ذلك، أوحى الله إليه: اركع لربك يا محمد فركع، فأوحى الله إليه وهو راكع قل: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم أوحى الله إليه: ان ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله صلى الله عليه وآله فقام منتصبا، فأوحى الله عز وجل إليه: ان اسجد لربك يا محمد فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا، فأوحى الله عز وجل إليه، قل سبحان ربي الأعلى ففعل صلى الله عليه وآله ذلك ثلثا ثم أوحى الله إليه: استو جالسا ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر إلى عظمة تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربه، فسبح الله ثلثا فأوحى الله إليه: انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت ركعة وسجدتين ثم أوحى الله عز وجل إليه: اقرأ الحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ أولا، ثم أوحى الله إليه: اقرأ انا أنزلناه فإنها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيمة، وفعل في الركوع ما فعل في المرة الأولى، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربه فسبح أيضا، ثم أوحى الله إليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس فجلس، فأوحى الله إليه: يا محمد إذا ما أنعمت عليك فسم باسمي فألهم ان قال: بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله إليه: يا محمد صلى على نفسك وعلى أهل بيتك، فقال: صلى الله على وعلى أهل بيتي وقد فعل، ثم التفت فإذا بصفوف الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل يا محمد سلم عليهم فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله عز وجل إليه ان السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك، ثم أوحى الله عز وجل إليه: ان لا يلتفت يسارا، وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وانا أنزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.

وقوله: سمع الله لمن حمده، لان النبي صلى الله عليه وآله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الأوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الأول في صلاة الزوال يعنى صلاة الظهر.

24 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس قال: دخلت عايشة على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال: أما والله لو علمت حبى لها لازددت لها حبا، انه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لي: ادن يا محمد، فقلت: أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرئيل؟ قال: نعم ان الله عز وجل فضل أنبياءه المرسلين على الملائكة المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يميني فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة، ثم انى صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك على، فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل عليه السلام بيدي فأدخلني الجنة، فإذا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلى، فقلت حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال: هذه لأخيك علي بن أبي طالب عليه السلام وهذان الملكان يطويان له الحلى والحلل إلى يوم القيمة، ثم تقدمت امامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبي، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء انسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام.

25 - في عيون الأخبار حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن هاشم قال: حدثنا أحمد بن بندار قال: حدثنا أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء أوحى إلى ربى جل جلاله: يا محمد انى اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، وشققت لك من اسمى اسما فانا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من أسمائي فانا العلى الاعلى وهو على وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندي من المقربين يا محمد لو أن عبدا عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي (43) ثم أتاني جاحدا بولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عز وجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسي فإذا انا بأنوار على وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد ابن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي، والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب درى، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الأئمة وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري.

26 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعلي بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرني عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال: نعم وان رسول الله صلى الله عليه وآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء، قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهم اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقال عليه السلام: لا هم منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى الله عليه وآله وكذبنا وليس من ولايتهم على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: " هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن " و قال النبي صلى الله عليه وآله: لما عرج به إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل عليه السلام فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، ففاطمة حورية انسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها السلام.

27 - وباسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن محمد بن علي الرضا عن أبيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدته يبكى بكاءا شديدا، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا علي ليلة اسرى بي إلى السماء رأيت نساءا من أمتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت شدة عذابهن ورأيت امرأة معلقة بشعرة يغلى دماغ رأسها ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصير في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها (44) و بدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعائها، ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار و عليه ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار (45) قالت فاطمة عليها السلام: حبيبي وقرة عيني! أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال: يا بنتي اما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال، واما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذى زوجها، واما المعلقة بثدييها فإنها كانت تمنع زوجها من فراشها، واما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها، واما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، واما التي شد يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة، واما الصماء العمياء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها، واما التي يقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، واما التي كانت يحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعائها فإنها كانت قوادة، واما التي كانت رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة، واما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة (46) بوجه حاسدة (47) ثم قال: ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها.

28 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي وأقعدني على درنوك (48) من درانيك الجنة، ثم ناولني سفرجلة، فإذا اقلبها إذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد قلت: من أنت؟ قالت: انا الراضية المرضية خلقني الجبار من ثلاثة أصناف: أسفلي من المسك، ووسطى من كافور، وأعلاي من عنبر، و عجنني من ماء الحيوان، قال الجبار: كونى فكنت خلقني لأخيك وابن عمك.

29 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا، رجلا له في المشرق ورجلا له في المغرب وبيده لوح ينظر فيه ويحرك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا؟ قال: ملك الموت عليه السلام.

30 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء رأيت رحما معلقة بالعرش تشكوا رحما إلى ربها، قلت: كم بينها وبينها من أب؟ قال: يلتقى في أربعين أبا.

31 - في كتاب ثواب الأعمال عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصية له: يا علي انى رأيت اسمك مقرونا إلى اسمى في أربعة مواطن فأنست بالنظر إليه، انى لما بلغت بيت المقدس في معراجي إلى السماء وجدت على الصخرة مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، فما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت مكتوبا عليها: انى انا الله لا اله الا أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيري؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على

قوائمه: انا الله لا اله الا انا وحدي، محمد حبيبي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فلما رفعت رأسي نظرت على بطنان العرش مكتوبا: انا الله لا اله الا انا محمد عبدي و رسولي، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره.

32 - عن أبي صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أعطاني الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: اسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء حتى نظر إلى ما نظرت إليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

33 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي ربى جل جلاله أتاني النداء: يا محمد قلت: لبيك رب العظمة لبيك فأوحى الله إلى يا محمد فيما اختصصت بالملاء الاعلى؟ فقلت: لا علم لي الهى فقال: يا محمد هل اتخذت من الآدميين وزيرا واخا ووصيا من بعدك؟ قلت: الهى و من أتخذ؟ تخير أنت لي يا الهى، فأوحى الله لي: يا محمد قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب فقلت: الهى ابن عمى؟ فأوحى الله إلى: يا محمد ان عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيمة، وصاحب حوضك يسقى من ورد عليه من مؤمني أمتك، ثم أوحى الله إلى يا محمد انى قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين حقا حقا أقول يا محمد، لأدخلن جميع أمتك الجنة الا من أبى من خلقي، فقلت: الهى هل واحد يأبى من دخول الجنة؟ فأوحى الله إلى: بلى، فقلت: وكيف يأبى؟ فأوحى الله إلى: يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدك، وألقيت محبته في قلبك، وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حيوتك، فمن جحد حقه جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما أنعم على فإذا مناد ينادى: ارفع رأسك واسألني أعطك، فقلت: الهى أجمع أمتي من بعدى على ولاية علي بن أبي طالب ليردوا جميعا على حوضي يوم القيمة، فأوحى الله إلى: يا محمد ان قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، و قضائي ماض فيهم لأهلك به من أشاء وأهدى به من أشاء وقد آتيته علمك من بعدك و جعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك عزيمة منى، لا أدخل الجنة من أبغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضني، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عاداني، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبني قد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتك ان اخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلى خلفه عيسى بن مريم، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا (49) أنجى به من الهلكة وأهدى به من الضلالة وأبرئ به من العمى واشفي به المريض، فقلت: الهى ومتى يكون ذلك؟ فأوحى الله إلى عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم وظهر الجهل، وكثر ألغوا (50) وقل العمل، وكثر القتل وقل فقهاء الهادين، وكثر فقهاء الضلالة والخؤنة وكثر الشعراء واتخذ قبل قبورهم (51) مساجد وحليت المصاحف وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد، وظهر المنكر وأمر أمتك به، ونهوا عن المعروف، وكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت أمتك الامراء كفرة وأولياؤهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذووا الرأي منهم فسقة، وعند ذلك ثلاث خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة بيد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وخروج الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني، فقلت: الهى ومتى يكون بعدى من الفتن؟ فأوحى الله إلى وأخبرني ببلاء بنى أمية وفتنة ولد عمى العباس وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيمة، فأوصيت بذلك ابن عمى حين هبطت الأرض وأديت الرسالة والحمد لله على ذلك، كما حمده النبيون وكما حمده كل نبي قبلي، وما هو خالقه إلى يوم القيمة.

34 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول في آخره: وانه لما عرج بي إلى السماء اذن جبرئيل مثنى مثنى، ثم قال: نقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك؟ قال: نعم، لان الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر فلما انتهيت إلى حجب النور قال لي جبرئيل: تقدم يا محمد ان هذا انتهاء حدى الذي وضعه الله لي في هذا المكان، فان تجاوزته احترقت أجنحتي لتعدى حدود ربى جل جلاله، فزج بي زجة (52) في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عز وجل في ملكوته، فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلى فتوكل فإنك نوري في عبادي، ورسولي إلى خلقي، وحجتي في بريتي، لمن تبعك خلقت جنتي، ولمن عصاك وخالفك خلقت ناري، ولأوصيائك أوجبت كرامتي، ولشيعتك أوجبت ثوابي، فقلت: يا رب ومن أوصيائي؟ فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق العرش فنظرت وانا بين يدي ربى إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر، مكتوب عليه اسم كل وصى من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب واخرهم مهدى أمتي، فقلت يا رب أهؤلاء أوصيائي من بعدى، فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائي وأحبائي و أصفيائي وحججي بعدك على بريتي، وهم أوصيائك وخلفائك وخير خلقي بعدك، و عزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولاملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له الرقاب الصعاب، ولأرقينه في الأسباب، ولأنصرنه بجندي، ولأمدنه بملائكتي، حتى تعلو دعوتي (53) ويجمع الخلق على توحيدي، ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيمة.

35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله وحضرت الصلاة اذن جبرئيل، وأقام الصلاة، فقال: يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تقدم يا جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم.

36 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت: لأي علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل؟ ولأي علة يقال في الركوع سبحان ربى العظيم وبحمده ويقال في السجود سبحان ربي الأعلى وبحمده؟ قال: يا هشام ان الله تبارك وتعالى خلق السماوات سبعا، والأرض سبعا والحجب سبعا، فلما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل يقول الكلمات التي يقال في الافتتاح فلما رفع له الثاني كبر، فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب، وكبر سبع تكبيرات، فلذلك العلة يكبر للافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات، فلما ذكر ما رأى من عظمة الله ارتعدت فرائصه (54) فأبترك على ركبتيه وأخذ يقول: سبحان ربى العظيم وبحمده، فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر إليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه وهو يقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده، فلما قال سبع تكبيرات سكن ذلك الرعب، فلذلك جرت به السنة.

37 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: كيف صارت الصلاة ركعة وسجدتين؟ وكيف إذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟ فقال: إذا سألت عن شئ ففرغ قلبك لتفهم، ان أول صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله انما صلاها في السماء بين يدي الله تبارك وتعالى قدام عرشه جل جلاله، وذلك أنه لما اسرى به وصار عند عرشه تبارك وتعالى، قال: يا محمد ادن من صاد (55) فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك، فدنا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى حيث أمره الله تبارك وتعالى فتوضأ وأسبغ وضوئه (56) ثم استقبل الجبار تبارك وتعالى قائما فأمره بافتتاح الصلاة، ففعل فقال: يا محمد اقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها " ففعل ذلك ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى: " بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد " ثم أمسك فيه القول فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " قل هو الله أحد الله الصمد " فقال: قل " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فامسك عنه القول، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كذلك الله ربى كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، فلما

قال ذلك قال: اركع يا محمد لربك، فركع رسول الله صلى الله عليه وآله فقال وهو راكع: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم قال: ارفع رأسك يا محمد ففعل رسول الله، فقام منتصبا بين يدي الله عز وجل، فقال: اسجد يا محمد لربك، فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا فقال: قل: سبحان ربي الأعلى وبحمده، ففعل ذلك رسول الله ثلثا، فقال له: استو جالسا يا محمد ففعل، فلما استوى جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله فخر رسول الله ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر امره ربه عز وجل فسبح أيضا ثلثا، فقال: انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من عظمة ربه جل جلاله فقال له: اقرأ يا محمد وافعل كما فعلت في الركعة الأولى، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سجد سجدة واحدة فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك وتعالى الثانية، فخر رسول الله صلى الله عليه وآله ساجدا من تلقاء نفسه لا لأمر ربه عز وجل، فسبح أيضا ثم قال له: ارفع رأسك ثبتك الله، واشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، اللهم صلى على محمد وآل محمد، وترحم على محمد و آل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد، اللهم تقبل شفاعته وارفع درجته ففعل، ، فقال: سلم يا محمد واستقبل (57) رسول الله صلى الله عليه وآله ربه تبارك وتعالى مطرقا فقال: السلام، فأجابه الجبار جل جلاله فقال: و عليك السلام يا محمد، بنعمتي قويتك على طاعتي وبعصمتي إياك اتخذتك نبيا وحبيبا، ثم قال أبو الحسن عليه السلام: وانما كانت الصلاة التي أمر بها ركعتين وسجدتين، وهو صلى الله عليه وآله انما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكره عظمة ربه تبارك و تعالى، فجعله الله عز وجل فرضا، قلت: جعلت فداك وما صاد الذي أمر ان يغتسل منه؟ فقال: عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحياة، وهو ما قال الله عز وجل: " ص والقرآن ذي الذكر " انما امره أن يتوضأ ويقرء ويصلى.

38 - أبى (ره) قال: حدثنا الحسين بن محمد العطار عن محمد بن الحسن الصفار ولم يحفظ اسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد فوقع في البحر، فذهب السمك ليأخذها وذهب الدعموص (58) ليأخذها، فقالت السمكة: هي لي وقال الدعموص: هي لي، فبعث الله عز وجل إليهما ملكا ليحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة، ونصفها للدعموص.

39 - في من لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن عمران أبا عبد الله عليه السلام فقال: لأي علة يجهر في صلاة الجمعة وصلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة، وساير الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما؟ ولأي علة صار التسبيح في الركعتين الأخيرتين أفضل من القراءة؟ قال: لان النبي صلى الله عليه وآله لما اسرى به إلى السماء كان أول صلاة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عز وجل إليه الملائكة تصلى خلفه، وأمر نبيه ان يجهر بالقراءة ليبين لهم فضله، ثم فرض عليه العصر ولم يضف إليه أحدا من الملائكة، وأمره أن يخفى القراءة، لأنه لم يكن وراه أحد، ثم فرض عليه المغرب وأضاف إليه الملائكة فأمره بالاجهار وكذلك العشاء الآخرة، فلما كان قرب الفجر نزل ففرض الله عز وجل عليه الفجر فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها، وصار التسبيح أفضل من القراءة في الأخيرتين لان النبي صلى الله عليه وآله لما كان في الأخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله عز وجل فدهش، فقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فلذلك صار التسبيح أفضل من القراءة.

40 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما عرج بي إلى السماء إذا انا بأسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوتة و زبرجد، وأعلاها ذهبة حمراء، فقلت: يا جبرئيل ما هذه؟ فقال: هذا دينك أبيض واضح مضى، قلت: وما هذه وسطها؟ قال: الجهاد، قلت: فما هذه الذهبة الحمراء؟ قال: الهجرة، وكذلك علا ايمان علي عليه السلام على ايمان كل مؤمن.

41 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل أتخليني على هذه الحال؟ فقال: امضه فوالله لقد وطيت مكانا ما وطأه بشر وما مشى فيه بشر قبلك.

42 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبد العظيم بن عبد الله الحسنى عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله خلق الاسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا وجعل له ناصرا فاما عرصته فالقرآن واما نوره فالحكمة واما حصنه فالمعروف واما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا فاحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم فإنه لما اسرى بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل عليه السلام لأهل السماء استودع الله حبى وحب أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيمة ثم هبط بي إلى الأرض فنسبني إلى أهل الأرض، فاستودع عز وجل حبى وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي.

فمؤمني أمتي يحفظون وديعتي إلى يوم القيمة، الا فلو ان رجلا من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا، ثم لقى الله عز وجل مبغضا لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره الا عن نفاق.

43 - في تفسير علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة أو الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة فأذن جبرئيل عليه السلام وأقام فتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله فصف الملائكة والنبيون خلف محمد صلى الله عليه وآله.

44 - محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الله الخزاز عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: يا هارون بن خارجة كم بينك وبين المسجد الكوفة يكون ميلا؟ قلت: لا قال: أفتصلي فيه الصلاة كلها؟ قلت: لا، قال: أما لو كنت بحضرته لرجوت الا تفوتني فيه صلاة، وتدري ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى الله به قال له جبرئيل عليه السلام: تدرى أين أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لي ربى حتى آتيه فاصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز وجل فأذن له والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة،

45 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال لي: يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله رآى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفي للجسم فقال: يا احمد ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما اسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله ان يرى، وأردتم أنتم التشبيه؟ دع هذا يا أحمد، لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

46 - وحدثني أبي عن حماد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء يرى داخلها من خارجها، وخارجها من داخلها، من ضيائها، وفيها بيتان من در وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ فقال: هذا لمن أدام الصيام وأطعم الطعام وتهجد بالليل والناس نيام، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

47 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من سبق إلى بلى رسول الله، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد لقد وطأت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، وكان من الله عز وجل كما قال الله " قاب قوسين أو أدنى " أي بل أدنى.

48 - حدثني أبي عن عمرو بن سعيد الراشدي عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه وآله فأوحى إليه في علي ما أوحى من شرفه ومن عظمته

عند الله، ورد إلى البيت المعمور، وجمع له النبيين فصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه وآله من عظم ما أوحى إليه في علي، فأنزل الله: " فان كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " يعنى الأنبياء، فقد أنزلنا إليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك " لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين و لا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين " فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل.

49 - وحدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عايشة انى لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل عليه السلام من شجرة طوبى وناولني من ثمارها، فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلتها قط الا وجدت رايحة شجرة طوبى منها.

50 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال: حججت من أبى جعفر عليه السلام في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس، فقال: يا أمير المؤمنين من هذا الذي تكافئ عليه الناس؟ قال: نبي أهل الكوفة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: لآتينه فلا سألنه عن مسايل لا يجيبني فيها الا نبي أو وصى نبي، قال: فاذهب إليه فاسأله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكى على الناس فأشرف على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا محمد بن علي انى قد قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وقد عرفت حلالها وحرامها، وقد جئتك أسئلك عن مسائل لا يجيب فيها الا نبي أو وصى نبي أو ابن نبي، فرفع أبو جعفر عليه السلام رأسه فقال: سل عما بدا لك فقال: كم كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله من سنة؟ قال: أخبرك بقولك أم بقولي؟ قال أخبرني بالقولين جميعا، فقال: اما في قولي فخمسمأة سنة واما في قولك فستمأة سنة، قال: اخبرني عن قول الله عز وجل: " واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون " من الذي سئل محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة؟ قال أبو جعفر عليه السلام: هذه الآية " سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا " كان من الآيات التي أراها الله محمدا صلى الله عليه وآله حيث اسرى به إلى البيت المقدس، انه حشر الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فاذن شفعا وأقام شفعا وقال في اقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه وآله فصلى بالقوم، فلما انصرف قال: سل يا محمد من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا: نشهد ان لا إله إلا الله وانك رسول الله، أخذت على ذلك عهودنا ومواثيقنا، فقال نافع: صدقت يا أبا جعفر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

51 - وباسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قيعان يقق (59) ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وربما أمسكوا فقلت لهم: مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت: فما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن في الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإذا قال نبينا، وإذا أمسك أمسكنا.

52 - وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء أخذ جبرئيل بيدي فأدخلني الجنة وأجلسني على درنوك من درانيك الجنة (60) فناولني سفرجلة فانفلقت نصفين، فخرجت من بينهما حوراء، فقامت بين يدي فقالت: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله، فقلت: وعليك السلام من أنت؟ قالت: انا الراضية المرضية، خلقني الجبار من ثلاثة أنواع، أسفلي من المسك، ووسطى من العنبر، وأعلاي من الكافور، وعجنت بماء الحيوان، ثم قال جل ذكره لي: كونى، فكنت لأخيك ووصيك علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.

53 - في تفسير العياشي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التي اسرى به فيها بمكة.

54 - عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: حدث أبو سعد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن جبرئيل قال لي (61) ليلة اسرى بي وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ فقال: حاجتي ان تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام، وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبي الله صلى الله عليه وآله فقال لها الذي قال جبرئيل، قالت: إن الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وعلى جبرئيل السلام.


1. وفى بعض الكتب " الحارث بن الصمة ". .

2. وفى المصدر " وأنت المستعان.. اه ". .

3. قال الطريحي (ره): وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله؟فقال: أنفة هو كقصبة أي تنزيه الله تعالى، كما أن سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الأصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الأشياء، فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لأنه تنزيه عن صفات الرذائل والأجسام. .

4. بكسر المهملة قبل المثناة التحتانية المخففة: ما عطف من طرفيها. .

5. أي يتحرك ويضطرب. .

6. سم الإبرة: ثقبها. .

7. أي طويلة وكان مرسلا في جانب الأيمن. .

8. الحفيف: الصوت. .

9. وفى المصدر والمنقول عنه في البحار " مأدبة " مكان " مائدة في الموضعين والمأدبة: طعام صنع لدعوة أو عرس. .

10. جمع المحراب. .

11. العير - بالكسر -: الإبل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة. .

12. الأورق من الإبل: ما في لونه بياض إلى سواد، والترديد من الراوي .

13. الجذع: الشابة القوية من الإبل والمعز. والظاهر أن كلامه لعنه الله هذا جاريا مجرى الاستهزاء. .

14. كشط كشيطا: رفع شيئا عن شئ قد غطاه. .

15. البرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام. .

16. أي صعدت البراق بالنبي صلى الله عليه وآله. .

17. وفى المصدر " يستقدمنا ". .

18. الآدم: الأسمر، وهو الذي لونه بين السواد والبياض ويقال له بالفارسية " گندم گون ". .

19. قال المجلسي (ره): لعل الاستشهاد بالآية مبنى على أن المراد بعتاب الأبرار في الآية أرواحهم، لأنها محل العلوم والمعارف، ويحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة أي كما أن أعمالهم نثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد إليها. .

20. دأب في عمل: استمر عليه وجد. .

21. تصفح في الامر: نظر فيه. .

22. الطامة: الداهية تفوق ما سواها. .

23. طم الشئ: كثر حتى علا وغلب. .

24. المشافر جمع المشفر - بالكسر - وهو: شفة البعير. .

25. الرضخ: الدق والكسر. .

26. أي يزنين ويلحقن أولاد الزنا بالأزواج فيرثون من أزواجهن كما قال في البحار. .

27. كذا في النسخ وفى المصدر " حوله ثلاثة صفوف من أمته " وفى البحار " ثلة من أمته ". .

28. قال في البحار: لعله جمع خاشع كركوع وراكع. وفى بعض النسخ من الملائكة والخشوع وهو أصوب. .

29. شبوة: أبو قبيلة وموضع بالبادية وحصن باليمن، وعن شرح القاموس: ان شبوة بطن من القحطانية، وهو شبوة بن ثوبان بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبد الله بن عك، وعن * * الثعلبي انه ذكر في وصفه (ع): كأنه من رجال أردشنوءة، وقال الفيروزآبادي: أزدشنوءة - وقد تشدد الواو -: قيلة سميت لشنان بينهم، قال المجلسي (ره) بعد نقل الأقوال: وعلى المقادير شبهه صلى الله عليه وآله بإحدى تلك الطوائف في لادمة وطول القامة. .

30. الشمط: بياض في الرأس يخالطه سواد. .

31. خفق الطائر: طار .

32. الزغب - محركة -: صغار الريش. .

33. أي على طرفيها. .

34. وفى البحار " وبيوت أهلي ". .

35. البخت: الإبل الخراسانية. .

36. جمع الدلو. .

37. الفتر بمعنى القطع " قد مر بهذا اللفظ في سورة الرعد أيضا وفى بعض النسخ " القتر " بالقاف .

38. الصبابة: رقة الشوق وحرارته. .

39. وفى بعض النسخ " لا يزيده شئ " وفى بعضها " لا يؤده شئ " والظاهر أن الأخير مصحف. .

40. اقترح عليه كذا أي اختاره. .

41. المعانيق جمع المعناق: الفرس الجيد العنق - بفتحتين - وهو ضرب من السير للدابة والإبل، وقولهم: انطلقنا إلى الناس معانيق أي مسرعين. .

42. الرق: جلد رقيق يكتب فيه. .

43. الدوى: الصوت. .

44. سيأتي معناه في الحديث. .

45. الشن البالي: القربة الخلقة. .

46. المنخر: الانف - وقيل: ثقبة. .

47. المقامع جمع المقمعة: العمود من حديد. .

48. القينة: المغنية. .

49. كذا في النسخ وفى المصدر " نواحة حاسدة ". .

50. الدرنوك: مال خمل من بساط أو ثوب، والجمع درانيك. .

51. كذا في النسخ لكن في المصدر " كما ملئت ظلما وجورا " بدون لفظة " منهم " والظاهر أنها زيادة من النساخ. .

52. كذا في النسخ وفى المصدر " وكثر القراء.. اه " وهو الظاهر المناسب للسياق. .

53. وفى المصدر " واتخذ أمتك قبورهم مساجد ". .

54. زج بالشئ: رمى به. وفى المصدر " زخ بي زحة " بالخاء وهو أيضا بمعناه. قال الجزري في النهاية: في الحديث: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار أي دفع ورمى. .

55. وفى المصدر " حتى يعلن دعوتي ". .

56. الفريصة: لحمة بين الثدي والكتف ترعد عند الفزع. .

57. مر في حديث الكافي معناه وانه ماء يسيل من ساق العرش، وسيأتي في آخر الحديث أيضا. .

58. أسبغ فلان الوضوء: أبلغه مواضعه ووفى كل عضو حقه. .

59. وفى المصدر " فقال: سلم يا محمد واستقبل فاستقبل رسول الله... اه ". .

60. الدعموص: دويبة أو دودة سوداء تكون في الغدران إذا نشت. .

61. القيعان جمع القاع: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الآكام والجبال. واليقق المتناهى في البياض وقد تكسر القاف. .