تفسير سورة السجدة

1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة السجدة في كل ليلة جمعة أعطاه الله كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما كان منه، وكان من رفقاء محمد وأهل بيته صلى الله عليهم.

2 - وباسناده عن الصادق عليه السلام قال: من اشتاق إلى الجنة وإلى صفتها فليقرأ الواقعة ومن أحب ان ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمان.

3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: ومن قرأ ألم تنزيل و تبارك الذي بيده الملك فكأنما أحيى ليلة القدر.

4 - وروى ليث بن أبي الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك.

5 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العزائم أربع: اقرأ باسم ربك الذي خلق، والنجم، وتنزيل السجدة، وحم السجدة.

6 - في تفسير علي بن إبراهيم: يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه يعنى الأمور التي يدبرها والامر والنهى الذي أمر به، وأعمال العباد كل هذا يظهر يوم القيامة فيكون مقدار ذلك اليوم ألف سنة من سنى الدنيا.

7 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا كل موقف مثل الف سنة مما تعبدون، ثم تلا هذه الآية: (في يوم كان مقداره خمسين الف سنة).

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: فقد نقلنا طرفا من الاخبار فيه بيان شاف عند قوله عز وجل: (وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون) في سورة الحج (1).

8 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: الذي أحسن كل شئ خلقه وبدأ خلق الانسان من طين قال: هو آدم.

9 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي يقول فيه المأمون بعد كلام طويل: يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين انه يزعم أنه واحد خراسان في النظر وينكر البداء؟قال.

فلم تناظره؟قال عمران: ذلك إليك، فدخل الرضا (ع) فقال: في أي شئ أنتم؟قال عمران: يا بن رسول الله هذا سليمان المروزي فقال له سليمان: أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه؟فقال عمران: قد رضيت بقول أبى الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة احتج بها على نظرائي من أهل النظر، قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟قال: وما أنكرت من البداء يا سليمان، والله عز وجل يقول: (أولم ير الانسان انا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) ويقول عز وجل: (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده) ويقول: (بديع السماوات والأرض) ويقول عز وجل: (يزيد في الخلق ما يشاء) ويقول: (وبدء خلق الانسان من طين) ويقول عز وجل: (وآخرون مرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم) ويقول عز وجل: (وما يعمر من معمر و ما ينقص من عمره الا في كتاب) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - في تفسير علي بن إبراهيم: ثم جعل نسله أي ولده من سلالة وهو الصفوة من الطعام والشراب من ماء مهين قال: النطفة المنى ثم سواه أي استحاله من نطفة إلى علقة، ومن علقة إلى مضغة، حتى نفخ فيه الروح.

11 - في جوامع الجامع وروى عن علي عليه السلام وابن عباس (صللنا) بالصاد وكسر اللام من صل اللحم واصل إذا أنتن.

12 - في كتاب التوحيد عن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات فأما قوله: بل هم بلقاء ربهم كافرون يعنى البعث، فسماه الله عز وجل لقاه، واما قوله: قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم وقوله: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) وقوله (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وقوله: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) فان الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، اما ملك الموت فان الله بوكله بخاصة من يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه، يدبر الأمور كيف يشاء. وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، الا ان يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك ان تعلم أن الله المحيى المميت، وانه يتوفى الأنفس على يدي من يشاء من خلقه من ملائكته وغيرهم.

13 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: (الله يتوفى الأنفس حين موتها) وعن قول الله عز وجل: (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم) وعن قول الله عز وجل: (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين والذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم) وعن قول الله عز وجل: (توفته رسلنا) وعن وقوله عز وجل: (ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة) وقد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه الا الله عز وجل، فكيف هذا؟فقال: ان الله تبارك و تعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس يبعثهم في حوائجه، فتتوفاهم الملائكة ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت.

14 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أسباط بن سالم مولى أبان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض (2) من يقبض؟قال: لا انما هي صكاك تنزل من السماء: اقبض نفس فلان بن فلان.

15 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عثمان عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن ملك الموت يقال: الأرض بين يديه كالقصعة يمد يده منها حيث يشاء؟فقال: نعم.

16 - محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسين بن علوان عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن لحظة ملك الموت؟قال: أما رأيت الناس يكونون جلوسا فتعتريهم السكينة فما يتكلم أحد منهم فتلك لحظة ملك الموت حيث يلحظهم.

17 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن محمد بن سكين قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الرجل يقول: استأثر الله بفلان فقال: ذا مكروه فقيل: فلان يجود بنفسه؟فقال: لا بأس أما تراه يفتح فاه عند موته مرتين أو ثلاثا، فذلك حين يجود بها لما يرى من ثواب الله عز وجل وقد كان بها ضنينا.

18 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما اسرى بي إلى السماء رأيت ملكا من الملائكة بيده لوح من نور لا يلتفت يمينا ولا شمالا مقبلا عليه كهيئة الحزين، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟قال: هذا ملك الموت مشغول في قبض الأرواح فقلت: ادنني منه يا جبرئيل لا كلمه فأدناني منه. فقلت له: يا ملك الموت أكل من مات أو هو ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟قال: نعم، قلت: تحضرهم بنفسك؟قال: نعم ما الدنيا كلها عندي فيما سخرها الله عز وجل لي ومكننى منها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف شاء، وما من دار في الدنيا الا وادخلها في كل يوم خمس مرات وأقول إذا بكى أهل الميت على ميتهم: لا تبكوا عليه فان لي إليكم عودة وعودة حتى لا يبقى منكم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى بالموت طامة يا جبرئيل (3). فقال جبرئيل: ما بعد الموت أطم وأعظم من الموت.

19 - في نهج البلاغة هل يحس به أحد إذا دخل منزلا أم هل تراه إذا توفى أحدا، بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه أيلج عليه من بعض جوارحها، أم الروح اجابته بإذن ربها، أم هو ساكن معه في أحشائها، كيف يصف إلهه من يعجز عن صفة مخلوق مثله.

20 - في مجمع البيان وروى عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الأمراض والأوجاع كلها بريد الموت ورسل الموت، فإذا حان الاجل اتى ملك الموت بنفسه فقال: يا أيها العبد كم خبر بعد خبر.

وكم رسول بعد رسول، وكم بريد بعد بريد؟انا الخبر الذي ليس بعدى خبر، وانا الرسول أجب ربك طائعا أو مكرها، فإذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال: على من تصرخون وعلى من تبكون؟فوالله ما ظلمت له اجلا ولا أكلت له رزقا، بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسه، وان لي فيكم عودات وعودات حتى لا أبقى منكم أحدا.

21 - في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: ان آية المؤمن إذا حصره الموت ان يبيض وجهه أشد من بياض لونه، ويرشح جبينه ويسيل من عينه كهيئة الدموع فيكون ذلك آية خروج روحه، وان الكافر تخرج روحه سيلا من شدقه كزبد البعير كما يخرج نفس الحمار.

22 - وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله كيف يتوفى ملك الموت المؤمن؟فقال: ان ملك الموت ليقف من المؤمن عند موته موقف العبد الذليل من المولى، فيقوم هو و أصحابه لا يدنو منه حتى يبدء بالتسليم ويبشره بالجنة.

23 - وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ان المؤمن إذا حضره الموت وثقه ملك الموت فلولا ذلك لم يستقر.

24 - في عوالي اللئالي وفى الحديث ان إبراهيم عليه السلام لقى ملكا فقال له: من أنت؟قال: انا ملك الموت، فقال: أتستطيع ان تريني الصورة التي تقبض فيها روح المؤمن؟قال: نعم أعرض عنى فأعرض عنه فإذا شاب حسن الصورة حسن الثياب حسن الشمايل طيب الرائحة فقال: يا ملك الموت لو لم يلق المؤمن الا حسن صورتك لكان حسبه ثم قال: هل تستطيع ان تريني الصورة التي تقبض فيها روح الفاجر؟فقال: لا تطيق فقال: بلى، قال: أعرض عنى فأعرض عنه ثم التفت إليه فإذا هو رجل اسود قائم الشعر منتن الرائحة أسود الثياب يخرج من فيه و من مناخره النيران والدخان، فغشى على إبراهيم ثم افاق وقد عاد ملك الموت إلى حالته الأولى، فقال: يا ملك الموت لو لم يلق الفاجر الا صورتك هذه لكفته.

25 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله عز وجل: ولو ترى إذا المجرمون ناكسوا رؤسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا في الدنيا ولن نعمل به فارجعنا إلى الدنيا نعمل صالحا انا موقنون ولو شئنا لاتينا كل نفس هداها قال: لو شئنا ان نجعلهم كلهم معصومين لقدرنا.

26 - وقوله عز وجل: فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا أنسيناكم أي تركناكم.

27 - وقوله عز وجل: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون خوفا وطعما ومما رزقناهم ينفقون فإنه حدثني أبي عن عبد الرحمان بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عمل حسن يعمله العبد الا وله ثواب في القرآن الا صلاة الليل فان الله عز وجل لم يبين ثوابها العظيم خطره عنده، فقال جل ذكره: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) إلى قوله تعالى (يعملون) ثم قال: إن الله عز وجل كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلة (4) فينتهى إلى باب الجنة فيقول استأذنوا لي على فلان فيقال له: هذا رسول ربك على الباب فيقول لا زواجه: أي شئ ترين على أحسن؟فيقلن: يا سيدنا والذي أباحك الجنة ما رأينا عليك أحسن من هذا قد بعث إليك ربك فيتزر بواحدة ويتعطف بالأخرى، فلا يمر بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فإذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته خروا سجدا فيقول: عبادي ارفعوا رؤسكم ليس هنا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون: يا رب وأي شئ أفضل مما أعطيتنا؟الجنة فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه وهو قوله: (ولدينا مزيد) وهو يوم الجمعة انها ليلة غراء، ويوم أزهر (5) فأكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير و الثناء على الله عز وجل، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فيمر المؤمن فلا يمر بشئ الا أضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه، فيقلن: والذي أباحنا الجنة يا سيدنا ما رأيناك أحسن منك الساعة فيقول: انى قد نظرت إلى نور ربى ثم قال: إن أزواجه لا يغرن ولا يحضن ولا يصلفن قال قلت: جعلت فداك انى أردت ان أسألك عن شئ أستحيي منه، ثم قلت: أفي الجنة غناء؟قال: إن في الجنة شجرا يأمر الله رياحها فتهب فتضرب تلك الشجر بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسنا، ثم قال: هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدنيا مخافة الله قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: ان الله تعالى خلق جنة بيده ولم ترها عين ولم يطلع عليها مخلوق يفتحها الرب كل صباح فيقول: ازدادي ريحا ازدادي طيبا وهو قول الله فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون.

28 - في كتاب الخصال عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: ان الناس يعبدون الله على ثلاثة أوجه: فطبقة تعبده رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع، وآخرون يعبدونه فرقا فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة، ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام وهو الامن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى أبى عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام قال: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما) لعلك ترى ان القوم لم يكونوا ينامون؟قال قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: فقال: لابد لهذا البدن أن تريحه حتى يخرج نفسه.

فإذا خرج النفس استراح البدن ورجع الروح قوة على العمل، فإنما ذكرهم (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطعما) أنزلت في أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه من شيعتنا ينامون في أول الليل فإذا ذهب ثلثا الليل أو ما شاء الله فزعوا إلى ربهم راغبين مرهبين طامعين فيما عنده، فذكر الله في كتابه فأخبرك بما أعطاهم انه أسكنهم في جواره وأدخلهم جنته وآمنهم خوفه، وأذهب رعبهم، قال: قلت: جعلت فداك ان أنا قمت في آخر الليل أي شئ أقول إذا قمت؟قال: قل الحمد لله رب العالمين واله المرسلين والحمد لله الذي يحيى الموتى ويبعث من في القبور فإنك إذا قلتها ذهب عنك رجز الشيطان ووسواسه انشاء الله.

30 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: الا أخبرك بالاسلام أصله وفرعه وذروة سنامه (6)؟قلت: بلى جعلت فداك قال: أما أصله فالصلاة و فرعه الزكاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟قلت: نعم جعلت فداك، قال: الصوم جنة والصدقة تذهب بالخطيئة وقيام الرجل في جوف الليل يذكر الله، ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع).

31 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبادة ثلاثة: قوم عبدوا الله عز وجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلبا للثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة.

32 - في محاسن البرقي عنه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن علي بن عبد العزيز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الا أخبرك بأصل الاسلام وفرعه وذروته وسنامه؟قال: قلت: بلى جعلت فداك قال: أصله الصلاة وفرعه الزكاة وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، الا أخبرك بأبواب الخير: الصوم جنة والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجى ربه، ثم قرء (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون).

33 - في مجمع البيان وروى الواحدي بالاسناد عن معاذ بن جبل قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك وقد أصابنا الحر فتفرق القوم فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله أقربهم منى فدنوت منه فقلت: يا رسول الله أنبأني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار، قال: لقد سألت عن عظيم وانه ليسير على من يسره الله عليه تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدى الزكاة المفروضة، وتصوم شهر رمضان، قال: وان شئت أنبأتك عن أبواب الخير؟قال: قلت: أجل يا رسول الله، قال الصوم جنة من النار، والصدقة تكفر الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يبتغى وجه الله ثم قرأ هذه الآية: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع).

34 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: قال الصادق عليه السلام في قوله: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) قال: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة.

35 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب كلام طويل في تزويج فاطمة عليها السلام من علي عليه السلام وفيه: وباتت عندها أسماء بنت عميس أسبوعا بوصية خديجة إليها فدعا لها النبي صلى الله عليه وآله في دنياها وآخرتها.

ثم أتاها صبيحتها وقال: السلام عليكم أدخل رحمكم الله؟ففتحت له الأسماء الباب وكانا نائمين تحت كساء، فقال: على - حالكما فادخل رجليه بين رجليه بين أرجلهما فأخبر الله عن أورادهما (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) الآية فسأل عليا كيف وجدت أهلك؟قال: نعم العون على طاعة الله، وسأل فاطمة فقالت: خير بعل، فقال: اللهم أجمع شملهما والف بين قلوبهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة و اجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك، ثم أمر بخروج أسماء قال: جزاك الله خيرا ثم خلا بها بإشارة الرسول عليه السلام.

36 - في مجمع البيان وروى في الشواذ عن النبي صلى الله عليه وآله (قرأت أعين).

37 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما من حسنة الا ولها ثواب مبين في القرآن الا صلاة الليل، فان الله عز اسمه لم يبين ثوابها لعظم خطرها، قال: (فلا تعلم نفس) الآية.

38 - في جوامع الجامع في الحديث يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، بله ما أطلعتكم اقرأوا ان شئتم (فلا تعلم نفس) الآية.

39 - في محاسن البرقي عنه عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن النعمان عن الحارث بن محمد الأحول عمن حدثه عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى: انه لما اسرى بي رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى من العسل، وأشد استقامة من السهم، فيه أباريق عدد النجوم على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض. فضرب جبرئيل بجناحيه فإذا هو مسكة ذفرة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده ان في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون و الآخرون، يثمر ثمرا كالرمان. يلقى ثمره إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة، والمؤمنون على كراسي وهم الغر المحجلون حيث شاءوا من الجنة، فبينا هم كذلك إذا شرقت عليهم امرأة من فوقه تقول: سبحان الله يا عبد الله اما لنا منك دولة فيقول: من أنت؟فتقول: انا من اللواتي قال الله: (فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) ثم قال: والذي نفس محمد بيده انه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك ما يسمونه باسمه واسم أبيه.

40 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله قال: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله عز وجل ما له من الاجر في الآخرة، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل الا الله رب العالمين.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق في تفسير علي بن إبراهيم قريبا حديث في بيان قوله عز وجل: فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) (7).

41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما ألومك ان تبغض عليا وقد جلدك في الخمر ثمانين جلدة وقتل أباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف تسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن، وسماك فاسقا وهو قول الله عز وجل: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون.

42 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ونزل بالمدينة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا وأولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم) فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان قال الله عز وجل: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون).

43 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عز وجل: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) قال: إن علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا، فقال الفاسق وليد بن عقبة: انا والله ابسط منك لسانا وأحد منك سنانا وأمثل منك جثوا في الكتيبة، فقال على صلوات الله عليه: اسكت انما أنت فاسق فأنزل الله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) اما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون فهو علي بن أبي طالب (ع).

44 - وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: واما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا ان يخرجوا منها أعيدوا فيها قال: إن جهنم إذا دخلوها هو وا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا أسفلها زفرت بهم جهنم فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد، فهذه حالهم وأما قوله عز وجل: ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر الآية قال: العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف معنى قوله لعلهم يرجعون يعنى فإنهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا.

45 - في مجمع البيان واما العذاب الأدنى ففي الدنيا، واختلف فيه إلى قوله: وقيل هو عذاب القبر عن مجاهد، وروى أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام، والأكثر في الرواية عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام ان العذاب الأدنى الدابة والدجال.

46 - في جوامع الجامع: ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وقيل: الضمير في لقائه لموسى، والتقدير من لقائك موسى أو من لقاء موسى إياك ليلة الاسراء بك إلى السماء، فقد روى أنه عليه السلام قال: رأيت ليلة اسرى بي إلى السماء موسى بن عمران رجلا آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة (8).

47 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فان الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله فأمره بالصبر والرفق، إلى قوله فصبر صلى الله عليه وآله حنى نالوه العظائم فضاق صدره فأنزل الله عز وجل: (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عز وجل: (قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى اتاهم نصرنا) فالزم النبي صلى الله عليه وآله نفسه الصبر فتعدوا وذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضى ولا صبر لي على ذكر الهى فأنزل الله عز وجل: (ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون) فصبر النبي صلى الله عليه وآله في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون فعند ذلك قال صلى الله عليه وآله الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

48 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا) قال كان في علم الله انهم يصبرون على ما يصيبهم فجعلهم أئمة.

49 - حدثنا حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: الأئمة في كتاب الله امامان: قال الله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) لا بأمر الناس يقدمون أمر الله قبل أمرهم، وحكم الله قبل حكمهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

50 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب ان النبي صلى الله عليه وآله دعا لعلى وفاطمة عليهما السلام فقال: اللهم أجمع شملهما وألف بين قلوبهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم، وارزقهما ذرية طاهرة طيبة مباركة، واجعل في ذريتهما البركة، واجعلهم أئمة يهدون بأمرك إلى طاعتك ويأمرون بما يرضيك.

51 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم رحمه الله في قوله عز وجل: أو لم يروا انا نسوق الماء إلى الأرض الجرز قال: الأرض الخراب، وهو مثل ضربه الله عز وجل في الرجعة والقائم صلوات الله عليه، فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح ان كنتم صادقين وهذه معطوفة على قوله (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) فقالوا: متى هذا الفتح ان كنتم صادقين فقال الله عز وجل: قل لهم يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا ايمانهم ولا هم ينظرون فاعرض عنهم يا محمد وانتظر انهم منتظرون.


1. راجع صفحه 509 من الجزء الثالث .

2. وفى بعض النسخ (نفس من يقبض). .

3. الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لأنها تعلم كل شئ أي تعلوه وتغطيه .

4. وفى بعض النسخ (حلتان). .

5. وفى نسخة البحار (ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم أزهر). .

6. الذروة: المكان المرتفع. والسنام: حدبة في ظهر البعير. واللفظ كناية. .

7. راجع الحديث - 27 - .

8. شنوءة: موضع باليمن تنسب إليها قبائل من الأزد يقال لهم أزد شنوءة. .