قال عز من قائل: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

23 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من سرية قد كان أصيب فيها ناس كثير من المسلمين فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن فدنت منه امرأة فقالت: يا رسول الله ما فعل فلان؟قال: وما هو منك؟قالت: أبى، قال: احمدي الله واسترجعي فقد استشهد، ففعلت ذلك فقالت: يا رسول الله وما فعل فلان؟فقال: وما هو منك؟فقالت: اخى فقال: احمدى الله واسترجعي فقد استشهد، ففعلت ذلك ثم قالت: يا رسول الله ما فعل فلان؟فقال: وما هو منك؟قالت: زوجي. قال: احمدى الله واسترجعي فقد استشهد، فقالت: وا ويلي فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كنت أظن أن المرأة تجد بزوجها هذا كله حتى رأيت هذه المرأة.

24 - أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لابنة جحش: قتل خالك حمزة قال: فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله ثم قال لها: قتل أخوك فاسترجعت وقالت: احتسبه عند الله، ثم قال لها: قتل زوجك فوضعت يدها على رأسها وصرخت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يعدل الزوج عند المرأة شئ.

25 - في أصول الكافي أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن علي الكوفي عن عبيس بن هشام عن عبد الله بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الامام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه، وان سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو، ان الله يقول: ومن آياته خلق السماوات والأرض و اختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لايات للعالمين وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الامر ينطق به الا عرفه: ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

26 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: كفى لأولي الألباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر، إلى قوله: وما انطلق به ألسن العباد وما ارسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.

27 - في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية: تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الانسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره، به يفهم غيره ما في نفسه (1) ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشئ، ولا تفهم عن مخبر شيئا، وكذلك الكتابة التي بها تفيد اخبار الماضين للباقين، واخبار الباقين للآتين، وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها، وبها يحفظ الانسان ذكر ما يجرى بينه وبين غيره من المعاملات والحساب، ولولاها لانقطع اخبار بعض الأزمنة عن بعض، واخبار الغائبين عن أوطانهم، ودرست العلوم وضاعت الآداب، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم وما روى لهم مما لا يسعهم جهله، ولعلك تظن انها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة، وليست مما اعطيه الانسان من خلقه وطباعه، وكذلك الكلام انما هو شئ يصطلح عليه الناس فيجرى بينهم، ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة بألسن مختلفة وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من ساير الكتابة التي هي متفرقة في الأمم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام، فيقال لمن ادعى ذلك ان الانسان وإن كان له في الامرين جميعا فعل أو حيلة فان الشئ الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطية وهبة من الله عز وجل في خلقه، فإنه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام وذهن يهتدى به للأمور لم يكن ليتكلم ابدا، ولو لم يكن له كف مهيأة وأصابع للكتابة لم يكن ليكتب ابدا واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة فاصل ذلك فطرة الباري عز وجل وما تفضل به على خلقه فمن شكر أثيب ومن كفر فان الله غنى عن العالمين.

28 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن حماد بن عبد الله الغرا عن معتب انه أخبره ان أبا الحسن الأول لم يكن يرى له ولد فأتاه يوما اسحق و محمد اخوه وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي، فجاء غلام سقلابي (2) فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بعلى ابنه فال لاخوته: هذا على ابني فضموه إليه واحدا بعد واحد فقبلوه ثم كلم الغلام بلسانه، فذهب به ثم تكلم بلسان غير ذلك اللسان، فجاء غلام اسود فكلمه بلسانه، فذهب فجاء بإبراهيم فقال: هذا إبراهيم ابني فكلمه بكلام، فحمله فذهب به فلم يزل يدعو بغلام بعد غلام ويكلمهم حتى جاء بخمسة أولاد، والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم.

29 - محمد بن عيسى عن علي بن مهزيار قال: أرسلت إلى أبى الحسن عليه السلام غلامي وكان سقلابيا قال: فرجع الغلام إلي متعجبا فقلت: له مالك يا بنى؟قال: كيف لا أتعجب؟ما زال يكلمني بالسقلابية كأنه واحد منا فظننت انه انما دار بينهم.

30 - أحمد بن محمد عن أبي القاسم وعبد الله بن عمران عن محمد بن بشير عن رجل عن عمار الساباطي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عمار (أبو مسلم وظلله وكسا فكسحه مسطورا) قلت: جعلت فداك ما رأيت نبطيا أفصح منك، فقال: يا عمار وبكل لسان.

31 - وروى عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام يرفع الحديث إلى الحسن بن علي صلوات الله عليهما وعلى آبائهما أنه قال: إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل مدينة ألف ألف مصراعين ذهب، وفيها سبعون ألف ألف لغة يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه، وأنا أعرف جميع اللغات، وما فيها وما بينهما وما عليهما حجة غيري والحسين اخى.

32 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: فأخبرني عن آدم لم سمى آدم؟قال: لأنه من طين الأرض وأديمها، قال: فآدم خلق من الطين كله أو من طين واحد؟قال: بل من الطين كله ولو خلق من طين واحد لما عرف الناس بعضهم بعضا، وكانوا على صورة واحدة قال: فلهم في الدنيا مثل؟قال: التراب فيه أبيض وفيه أخضر وفيه أشقر وفيه أغبر وفيه أحمر وفيه أزرق و فيه عذب وفيه ملح وفيه خشن وفيه لين وفيه أصهب فلذلك صار الناس فيهم لين وفيهم خشن وفيهم أبيض وفيهم أصفر واحمر واصهب واسود على ألوان التراب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

33 - وباسناده إلى سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: عاش نوح ألفين وخمسمأة سنة و كان يوما في السفينة نائما فهبت الريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام عليه السلام ونهاهما عن الضحك، وكان كلما غطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث فانتبه نوح عليه السلام فرآهم وهم يضحكون، فقال: ما هذا؟فأخبره سام بما كان، فرفع نوح عليه السلام يده إلى السماء يدعو ويقول: اللهم غير ماء صلب حام حتى لا يولد له ولد الا السودان، اللهم غير ماء صلب فغير يافث فغير الله ماء صلبيهما فجميع السودان حيث كانوا من حام، وجميع الترك والسقالب ويأجوج ومأجوج والصين من يافث حيث كانوا، وجميع البيض سواهم من سام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.


1. وفى نسخة البحار: (وبه يفهم عن غيره ما في نفسه). .

2. السلقب: جيل من الناس. .