قوله: ﴿ولا تتخذوا ايمانكم دخلا بينكم﴾
قال هو: مثل لأمير المؤمنين عليه السلام " فتزل قدم بعد ثبوتها " يعنى بعد مقالة النبي صلى الله عليه وآله فيه " وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله " يعنى عن علي " ولكم عذاب عظيم ".
211 - في تفسير العياشي متصلا بآخر ما سبق عنه أعني قوله: " ولكم عذاب عظيم " عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عنه قال: " التي نقضت غزلها من قوة بعد أنكاثا " عايشة هي نكثت ايمانها.
212 - في مجمع البيان قال ابن عباس: ان رجلا من حضرموت يقال له عبدان - الاشرع قال: يا رسول الله ان امرء القيس الكندي جاورني في أرضى فاقتطع من أرضى (1) فذهب بها منى والقوم يعلمون انى لصادق لكنه أكرم عليهم منى، فسأل رسول الله صلى الله عليه وآله امرء القيس عنه فقال: لا أدرى ما يقول، فأمره أن يحلف، فقال عبدان: انه فاجر لا يبالي أن يحلف، فقال: ان لم يكن لك شهود فخذ يمينه، فلما قام ليحلف أنظره فانصرفا فنزل قوله: ولا تشتروا بعهد الله الآيتان فلما قرأهما رسول الله صلى الله عليه وآله قال امرء القيس: اما ما عندي فينفد وهو صادق فيما يقول، لقد اقتطعت أرضه ولم أدر كم هي فليأخذ من أرضى ما شاء ومثلها معها بما اكلت من ثمرها، فنزل فيه: من عمل صالحا الآية.
213 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له: ان أبا الخطاب يذكر عنك انك قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت، قال: لعن الله أبا الخطاب والله ما قلت هكذا، ولكني قلت له: إذا عرفت الحق فاعمل ما شئت من خير يقبل منك، ان الله عز وجل يقول: " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب " ويقول تبارك وتعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة.
214 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة " قال: القنوع بما رزقه الله.
215 - في نهج البلاغة وسئل عن قول الله تعالى: " فلنحيينه حياة طيبة "؟ فقال: هي القناعة.
216 - في مجمع البيان " فلنحيينه حياة طيبة " فيه أقوال إلى قوله: " ثانيها " انها القناعة والرضا بما قسم الله تعالى وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله.
217 - في الكافي محمد بن يحيى عن علي بن الحسن بن علي عن عباد بن يعقوب عن عمرو بن مصعب عن فرات بن أحنف عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: أو كل كتاب نزل من السماء " بسم الله الرحمن الرحيم " فإذا قرأت " بسم الله الرحمن الرحيم " فلا تبالي الا تستعيذ، وإذا قرأت " بسم الله الرحمن الرحيم " ستر بك فيما بين السماء والأرض.
218 - في روضة الكافي خطبة طويلة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم " بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفى خسر " إلى آخر السورة.
219 - في عوالي اللئالي وروى عن عبد الله بن مسعود قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وآله فقلت: وأعوذ بالله السميع العليم فقال لي: يا ابن أم عبد قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا أقرأنيه جبرئيل.
220 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام المغرب قال: فتعوذ باجهار: " أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله ان يحضرون " ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
221 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن عبد الصمد بن محمد عن حنان بن سدير قال: صليت خلف أبى عبد الله عليه السلام فتعوذ باجهار، ثم جهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
222 - في عيون الأخبار حديث طويل عن موسى بن جعفر عليه السلام وقد قال له هارون الرشيد: كيف قلتم: انا ذرية النبي صلى الله عليه وآله والنبي لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " ومن ذريته داود وسليمان وأيوب " الآية.
223 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي - ره - باسناده إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث يقول فيه حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه وآله: فأوحى إلى بسم الله الرحمن الرحيم: " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك " الآية.
224 - في تفسير العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه فقال النبي صلى الله عليه وآله: بسم الله الرحمن الرحيم " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر " الآية.
225 - عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله " وإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " قلت: كيف أقول؟ قال: تقول: أستعيذ بالسميع العليم (2) من الشيطان الرجيم؟ وقال: ان الرجيم أخبث الشياطين، قال: قلت له: لم سمى الرجيم؟ قال: لأنه يرجم، قلت: فانفلت منها شئ (3) قال: لا، قلت فكيف: سمى الرجيم ولم يرجم بعد؟ قال: يكون في العلم انه رجيم.
226 - عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة نفتحها؟ قال: نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر ان الرجيم أخبث الشياطين، فقلت له: لم سمى الرجيم؟ قال: لأنه يرجم، فقلت: هل ينفلت شيئا إذا رجم؟ قال: لا ولكن يكون في العلم انه رجيم.
227 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى عبد العظيم بن عبد الله الحسنى قال: سمعت أبا الحسن علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: معنى الرجيم انه مرجوم
باللعن، مطرود من الخير، لا يذكره مؤمن الا لعنه وان في علم السابق إذا خرج القائم عليه السلام لا يبقى مؤمن في زمانه الا رجمه بالحجارة، كما كان قبل ذلك مرجوما باللعن.
228 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة أشياء: قلب خاشع، وبدن فارغ، وموضع خال، فإذا خشع لله قلبه فر منه الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ".
223 - في مجمع البيان والاستعاذة عند التلاوة مستحبة غير واجبة بلا خلاف في الصلاة وخارج الصلاة.
224 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد - الرحمان عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فقال: يا أبا محمد يسلط والله من المؤمن على بدنه ولا يسلط على دينه، وقد سلط على أيوب عليه السلام فشوه خلقه ولم يسلط على دينه، وقد يسلط من المؤمنين على أبدانهم ولا يسلط على دينهم، قلت قوله عز وجل: انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون قال: الذين هم بالله مشركون، يسلط على أبدانهم وعلى أديانهم.
225 - في تفسير العياشي عن حماد بن عيسى رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " انما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون " قال ليس له أن يزيلهم عن الولاية، فاما الذنوب وأشباه ذلك فإنه ينال منهم كما ينال من غيرهم.
226 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا انما أنت مفتر قال: كان إذا نسخت آية قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: أنت مفتر فرد الله عليهم، فقال: قل لهم يا محمد نزله روح القدس من ربك بالحق يعنى جبرئيل ليثبت الله الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين.
227 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " روح القدس " قال: هو جبرئيل، والقدس الطاهر " ليثبت الذين آمنوا " هم آل محمد " وهدى و بشرى للمسلمين ".
228 - في تفسير العياشي عن محمد بن عرامة الصيرفي عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق روح القدس فلم يخلق خلقا أقرب إليه منها، و ليست بأكرم خلقه عليه، فإذا أراد أمرا ألقاه إليها، فألقاه إلى النجوم فجرت به.
229 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله.
ولقد نعلم أنهم يقولون انما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهو لسان أبى فكيهة مولى ابن الحضرمي كان أعجمي اللسان وكان قد اتبع نبي الله وآمن به، وكان من أهل الكتاب، فقالت قريش: هذا والله يعلم محمدا علمه بلسانه، يقول الله: وهذا لسان عربي مبين.
230 - في مجمع البيان وقال عبيد الله بن مسلم: كان غلامان في الجاهلية نصرانيان من أهل عين التمر، اسم أحدهما يسار واسم الآخر خير (4) كانا صقلبيين يقرآن كتابا لهما بلسانهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله ربما مر بهما واستمع لقرائتهما، فقالوا: انما يتعلم منهما.
231 - في كتاب التوحيد باسناده إلى داود بن القاسم قال: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من شبه الله بخلقه فهو مشرك، ومن وصفه بالمكان فهو كافر، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كاذب، ثم تلا هذه الآية انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون.
232 - في تفسير العياشي عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر رجلا كذابا ثم قال: فقال الله: " انما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون ".
233 - عن معمر بن يحيى بن سالم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام، ان أهل الكوفة يروون عن علي عليه السلام أنه قال: ستدعون إلى سبى والبراءة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم إلى البراءة منى فلا تتبرؤا منى فانى على دين محمد صلى الله عليه وآله فقال أبو جعفر عليه السلام: ما أكثر ما يكذبون علي عليه السلام انما قال إنكم ستدعون إلى سبى والبراءة منى، فان دعيتم إلى سبى فسبوني وان دعيتم إلى البراءة منى فانى على دين محمد صلى الله عليه وآله، ولم يقل فلا تتبرؤا منى، قال: قلت: جعلت فداك فان أراد الرجل يمضى على القتل ولا يتبرء؟ فقال: لا والله الا على الذي مضى عليه عمار، ان الله يقول: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان
233 - عن أبي بكر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال بعضنا: مد الرقاب أحب إليك أم البراءة من على؟ فقال: الرخصة أحب إلى أما سمعت قول الله في عمار: الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان.
234 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي عبد الله قال سألته فقلت له: ان الضحاك (5) قد ظهر بالكوفة ويوشك ان ندعى إلى البراءة من على فكيف نصنع! قال: فابرء منه، قال: قلت: أي شئ أحب إليك؟ قال: أن يمضون على ما مضى على عمار بن ياسر، اخذ بمكة فقالوا له: ابرء من رسول الله فبرأ منه، فأنزل الله عذره: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ".
235 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد: قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: فاما ما فرض الله على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا، والتسليم بان لا إله إلا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده و رسوله، والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا " وقال: " ألا بذكر الله تطمئن القلوب " فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
236 - ابن محبوب عن خالد بن نافع البجلي عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله أوصني فقال: لا تشرك بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت، الا وقلبك مطمئن بالايمان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
237 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام ان الناس يروون ان عليا قال على منبر الكوفة: أيها الناس انكم ستدعون إلى سبى فسبوني ثم تدعون إلى البراءة منى فلا تتبرؤا منى؟ فقال: ما أكثر ما يكذب الناس على علي عليه السلام ثم قال: انما قال: انكم ستدعون إلى سبى فسبوني، ثم تدعون إلى البراءة منى وانى لعلى دين محمد ولم يقل: فلا تتبرؤا منى، فقال له السائل: أرأيت ان اختار القتل دون البراءة؟ فقال: والله ما ذلك عليه وماله الا ما مضى عليه عمار بن ياسر، حيث أكرهه أهل مكة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله عز وجل " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " فقال النبي صلى الله عليه وآله عندها: يا عمار ان عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرك وأمرك أن تعود ان عادوا.
238 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن محمد بن مروان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما منع ميثم رحمه الله من التقية؟ فوالله لقد علم أن هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ".
239 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق قال: حدثني عمرو بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رفع عن أمتي أربع خصال: خطأها ونسيانها وما أكرهوا عليه وما لم يطيقوا، وذلك قول الله عز وجل: " ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به " وقوله: " الا من اكره و قلبه مطمئن بالايمان ".
240 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية: وفرض الله على القلب وهو أمير الجوارح الذي به تعقل وتفهم و تصدر عن أمره ورأيه فقال عز وجل: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " الآية.
241 - في قرب الإسناد للحميري باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام قال: إن التقية ترس المؤمن ولا ايمان لم لا تقية له، قلت: جعلت فداك أرأيت قول الله تبارك وتعالى: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " قال: وهل التقية الا هذا؟ 242 - في مجمع البيان قيل نزل قوله: " الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " في جماعة اكرهوا وهم عمار وياسر أبوه وأمه سمية وصهيب وبلال وخباب عذبوا وقتل أبو عمار وأمه، فأعطاهم عمار بلسانه ما أرادوا منه، ثم أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله فقال قوم: كفر عمار فقال صلى الله عليه وآله: كلا ان عمارا ملئ ايمانا من قرنه إلى قدمه واختلط الايمان بلحمه ودمه، وجاء عمار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يبكى فقال عليه السلام: ما وراك؟ قال: شر يا رسول الله ما تركت حتى نلت منك، وذكرت آلهتهم بخير، فجعل رسول الله صلى الله عليه وآله يمسح عينيه ويقول: ان عادوا لك فعد لهم بما قلت، فنزلت الآية عن ابن عباس وقتادة.
243 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " من كفر بالله بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان " فهو عمار بن ياسر أخذته قريش بمكة فعذبوه بالنار
حتى أعطاهم بلسانه ما أرادوا وقلبه مقر بالايمان، قوله: ولكن من شرح بالكفر صدرا فهو عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن بنى لوى يقول الله: " فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم.
ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وان الله لا يهدى القوم الكافرين.
ذلك بان الله ختم على سمعهم وابصارهم وقلوبهم وأولئك هم الغافلون لا جرم انهم في الآخرة هم الخاسرون " هكذا في قراءة ابن مسعود هذا كله في عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان عاملا لعثمان بن عفان على مصر.
244 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعوا أصحابه فمن أراد به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه، و من أراد به شرا طبع على قلبه فلا يسمع ولا يعقل وهو قوله: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وابصارهم وأولئك هم الغافلون.
245 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم ثم قال أيضا في عمار: ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا ان ربك من بعدها لغفور رحيم قوله: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون قال: نزلت في قوم كان لهم نهر يقال له البليان (6) وكانت بلادهم خصبة كثيرة الخير، وكانوا يستنجون بالعجين ويقولون هذا ألين، فكفروا بأنعم الله و استخفوا بنعمة الله، فحبس الله عليهم البليان فجدبوا حتى أحوجهم الله إلى ما كانوا يستنجون به حتى كانوا يتقاسمون عليه.
246 - في محاسن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن أبي عيينة (7) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قوما وسع الله عليهم في أرزاقهم حتى طغوا فاستخشنوا الحجارة فعمدوا إلى النقي (8) وصنعوا منه كهيئة الافهار فجعلوه في مذاهبهم (9) فأخذهم الله بالسنين فعمدوا إلى أطعمتهم فجعلوها في الخزائن، فبعث الله على ما في الخزاين ما أفسده حتى احتاجوا إلى ما كان يستطيبون به في مذاهبهم، فجعلوا يغسلونه ويأكلونه.
وفى حديث أبي بصير قال: نزلت فيهم هذه الآية: " وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة " إلى آخر الآية.
247 - في تفسير العياشي عن حفص بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن قوما في بني إسرائيل تؤتى لهم من طعامهم حتى جعلوا منه تماثيل بمدن كانت في بلادهم يستنجون بها، فلم يزل الله بهم حتى اضطروا إلى التماثيل يبيعونها ويأكلونها، وهو قول الله: " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ".
248 - عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبى يكره أن يمسح يده في المنديل وفيه شئ من الطعام تعظيما له الا أن يمصها، أو يكون إلى جانبه صبي فيمصها، قال: فانى أجد اليسير يقع من الخوان فأتفقده فيضحك الخادم، ثم قال: إن أهل قرية ممن كان قبلكم كان الله قد وسع عليهم حتى طغوا، فقال بعضهم لبعض: لو عمدنا إلى شئ من هذا النقي فجعلناه نستنجي به كان ألين علينا من الحجارة قال عليه السلام: فلما فعلوا ذلك بعث الله على أرضهم دوابا أصغر من الجراد فلم تدع لهم شيئا خلقه الله الا أكلته من شجر أو غيره، فبلغ بهم الجهد إلى أن أقبلوا على الذي كانوا يستنجون به، فأكلوه وهي القرية التي قال الله تعالى: " ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة " إلى قوله: " بما كانوا يصنعون ".
249 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن علي بن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن إسحاق بن موسى قال: حدثني اخى وعمى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعد وهم ولا تجالسوهم، مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث، و مجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم، قال: ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام: ثلث آيات من كتاب الله كأنما كن فيه أو قال كفه " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم " " وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.
250 - في كتاب التوحيد محمد بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه في جامعه وحدثنا به محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف قال حدثني عبد الرحمان بن أبي نجران عن حماد بن عثمان عن عبد الرحيم القصير قال: كتب أبو عبد الله عليه السلام على يدي عبد الملك بن أعين: إذا أتى العبد بكبيرة من كبائر المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا من الايمان، وساقطا عنه اسم الايمان، و ثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى الايمان ولم يخرجه إلى الكفر والجحود والاستحلال، فإذا قال للحلال هذا حرام وللحرام حلال ودان بذلك، فعندنا يكون خارجا من الايمان والاسلام إلى الكفر، وكان بمنزلة رجل دخل الحرم ثم دخل الكعبة فأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة وعن الحرم، فضربت عنقه وصار إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
251 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال عز وجل: " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب " قال: هو ما كانت اليهود تقول: ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا.
252 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.
253 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام وقال بعده وبهذا الاسناد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: والأمة واحدة فصاعدا كما قال الله سبحانه وتعالى: ان إبراهيم كان أمة قانتا لله يقول: مطيعا لله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
254 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قول الله: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " قال: شئ فضل الله به.
255 - قال أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " قال: سماه الله أمة.
256 - يونس بن ظبيان عنه " ان إبراهيم كان أمة قانتا " أمة واحدة.
257 - عن سماعة بن مهران قال: سمعت عبدا صالحا (10) يقول: لقد كانت الدنيا وما كان فيها الا واحد يعبد الله، ولو كان معه غيره إذا لاضافه إليه حيث يقول: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين " فصبر بذلك ما شاء الله ثم إن الله آنسه بإسماعيل واسحق فصار ثلاثة.
258 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا " وذلك أنه على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان أمة واحدة، واما قانتا فالمطيع، واما الحنيف فالمسلم، وهداه إلى صراط مستقيم قال: إلى الطريق الواضح.
259 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا طريق للأكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء، لأنه المنهج الأوضح، قال الله عز وجل: ثم أوحينا إليك ان اتبع ملة إبراهيم حنيفا فلو كان لدين الله تعالى سلك أقوم من الاقتداء لندب أوليائه و أنبيائه إليه.
260 - في محاسن البرقي عنه عن ابن فضال عن حماد بن عثمان عن عبد الله ابن سليمان الصيرفي قال " سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " ثم قال: أنتم والله على دين إبراهيم ومنهاجه، وأنتم أولى الناس، أنتم على ديني ودين آبائي.
261 - عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن عباد ابن زياد قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عباد ما على ملة إبراهيم أحد غيركم.
262 - في تفسير العياشي عن عمر بن أبي ميثم قال: سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليه يقول: ما أحد على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.
263 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أبقيت الحنيفية شيئا حتى أن منها قص الشارب والأظفار، والاخذ من الشارب والختان.
264 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فأخبر انه تبارك و تعالى أول من دعا إلى نفسه ودعى إلى طاعته واتباع امره، فبدء بنفسه وقال: " والله يدعو إلى دار السلام ويهدى من يشاء إلى صراط مستقيم " ثم ثنى برسوله فقال: ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن يعنى بالقرآن.
265 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال والله نحن السبيل الذي أمركم الله باتباعه.
1. كذا في النسخ وفى المصدر " ما اربى أن يكون والله كي أزكى من أئمتكم ". .
2. كذا في النسخ وفى المصدر " محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين... اه ". .
3. اقتطع من ماله قطعة: أخذ منه شيئا. .
4. وفى المصدر " أستعيذ بالله السميع العليم... اه ". .
5. انفلت: نجا وتخلص. .
6. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر في بعض النسخ " حنتر ". .
7. هو ضحاك بن قيس الشيباني الخارج بالكوفة سنة 127 في خلافة مروان والمقتول بكفر توثا سنة 128 وقيل إنه قتل سنة 129 ورأى رأى الخوارج والحرورية. .
8. كذا في النسخ وفى المصدر " الثرثار " مكان " البليان " في الموضعين وهو الظاهر. .
9. كذا في النسخ وفى المصدر (باب فضل الخبز..) " عن محمد بن سنان عن عيينة " .
10. النقي - بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء -: الخبز المعمول من لباب الدقيق. .