قال عز من قائل ﴿والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم تشكرون﴾

162 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس بن يعقوب قال: كان عند أبي عبد الله عليه السلام جماعة من أصحابه منهم حمران بن أعين ومحمد بن أعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيار وجماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شاب، فقال أبو عبد الله: يا هشام ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد وكيف سألته؟ فقال هشام: يا بن رسول الله انى اجلك واستحييك ولا يعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أمرتكم بشئ فافعلوا، قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة فعظم ذلك على وخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة فاتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد، وعليه شملة سوداء متزرا بها من صوف وشملة مرتديا بها والناس يسئلونه، فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي، ثم قلت: أيها العالم انى رجل غريب تأذن لي في مسألة؟ فقال لي: نعم، فقلت: ألك عين؟ فقال: يا بنى أي شئ هذا من السؤال وشى تراه كيف تسأل عنه؟ فقال: هكذا مسئلتي، فقال: يا بنى سل وإن كانت مسألتك حمقاء قلت: أجبني فيها قال لي: سل، قلت: ألك عين؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والاشخاص، قلت: ألك أنف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة، قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم.

قلت: فلك اذن؟ قال: نعم.

قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كلما ورد على هذه الجوارح والحواس، قلت: أوليس في هذه الجوارح والحواس غنى عن القلب؟ فقال: لا قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ فقال: يا بنى ان الجوارح إذا شكت في شئ شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته ردته إلى القلب فيستبين اليقين ويبطل الشك، قال هشام: فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم، قلت: لابد من القلب والا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم.

فقلت: يا أبا مروان فان الله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح ويتيقن به ما شككت فيه ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليهم شكهم وحيرتهم ويقيم ذلك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟ قال: فسكت ولم يقل شيئا.

ثم التفت إلى وقال لي: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا، فقال: من جلسائه؟ قلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قال: قلت: من أهل الكوفة، قال: فأنت إذا هو، ثم ضمني إليه و أقعدني في مجلسه وما زال عن مجلسه وما نطق حتى قمت، قال: فضحك أبو عبد الله عليه السلام وقال: يا هشام من علمك هذا؟ قلت: شئ أخذته منك والفته، فقال: هذا والله مكتوب في مصحف إبراهيم وموسى.

163 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجاورد في قوله: أثاثا قال: المال ومتاعا قال: المنافع إلى حين إلى بلاغها وقال علي بن إبراهيم في قوله: والله جعل لكم مما خلق ظلالا قال: ما يستظل به.