قال عز من قائل ﴿انما قولنا لشيئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون﴾

85 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صفوان بن يحيى قال: قلت لأبى الحسن عليه السلام: أخبرني عن الإرادة من الله عز وجل ومن الخلق؟ فقال: الإرادة من الله تعالى احداثه الفعل لا غير ذلك، لأنه جل اسمه لا يهم ولا يتفكر.

86 - في مجمع البيان: لنبوئنهم في الدنيا حسنة وروى عن علي عليه السلام لنثوئنهم بالثاء: والقراءة لنبوئنهم.

87 - في بصائر الدرجات الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون قال: الذكر القرآن، وآل الرسول صلى الله عليه وآله أهل الذكر وهم المسؤولون.

88 - في أصول الكافي محمد عن أحمد عن ابن فضالة عن ابن بكير عن حمزة بن الطيار انه عرض على أبي عبد الله عليه السلام بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضوعا منها فقال له: كف و اسكت، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون الا الكف عنه و التثبت والرد على الأئمة الهدى، حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلو عنكم فيه العمى، ويعرفوكم فيه الحق، قال الله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون "

89 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الذكر أنا، والأئمة عليهم السلام أهل الذكر.

90 - الحسين بن محمد عن معلى بن حمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا - تعلمون " قال: أهل الذكر محمد صلى الله عليه وآله ونحن المسؤولون.

91 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام فقلت جعلت فداك " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فقال: نحن أهل الذكر و نحن المسؤولون، فقلت: فأنتم المسؤولون ونحن السائلون؟ قال: نعم.

قلت: حقا علينا أن نسألكم؟ قال: نعم، قلت: حقا عليكم ان تجيبونا، قال: لا ذلك النيا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل، أما تسمع قول الله تبارك وتعالى: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ".

92 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وانه لذكر لك ولقومك فسوف تسألون " فرسول الله الذكر: وأهل بيته المسؤولون وهم أهل الذكر.

93 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام ودخل عليه الورد أخوا الكميت فقال: جعلني الله فداك اخترت لك سبعين مسألة ما يحضرني منها مسألة واحدة قال ولا واحدة يا ورد قال: بلى قد حضرني منها واحدة قال: وما هي؟ قال: قول الله تبارك وتعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " من هم؟ قال: نحن، قال: قلت علينا ان نسألكم، قال: نعم، قلت: عليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك إلينا.

94 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " انهم اليهود والنصارى؟ قال: إذا يدعونكم إلى دينهم ثم قال بيده (1) إلى صدره: ونحن أهل الذكر، ونحن المسؤولون.

95 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين: على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم، و على شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فأمرهم ان يسألونا وليس علينا الجواب، ان شئنا أجبنا وان شئنا أمسكنا.

96 - أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام كتابا فكان في بعض ما كتبت قال الله عز وجل: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " وقال الله عز وجل: " وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كان فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " فقد فرضت عليهم المسألة ولم يفرض عليكم الجواب؟ قال: قال الله تبارك وتعالى: " فإن لم يستجيبوا فاعلم انما يتبعون أهوائهم ومن أضل ممن اتبع هواه " (2)

97 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد ابن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام ونقل حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام وقال الله جل ذكره: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال الكتاب الذكر وأهله آل محمد عليهم السلام أمر الله عز وجل بسؤالهم، ولم يؤمروا بسؤال الجهال، وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى: وأنزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون.

98 - في عيون الأخبار في باب مجلس ذكر الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال: واما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فنحن أهل الذكر فاسألونا ان كنتم لا تعلمون، فقالت العلماء: انما عنى بذلك اليهود و النصارى، فقال أبو الحسن: سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلى دينهم ويقولون انه أفضل من دين الاسلام؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن؟ فقال: نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن أهله، وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق: " فاتقوا الله يا أولى الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات " فالذكر رسول الله صلى الله عليه وآله و نحن أهله، فهذه التاسعة.

99 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن داود وسليم بن سفيان عن ثعلبة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " من المعنون بذلك؟ فقال: نحن والله، فقلت: فأنتم المسؤولون؟ قال: نعم، قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم، قلت: فعلينا ان نسألكم؟ قال: نعم، قلت: وعليكم أن تجيبونا؟ قال: ذلك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا تركنا، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب: (3).

100 - في روضة الكافي حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: واعلموا انه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأى ولا مقايس، فقد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شئ، وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلا لا يسمع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأى ولا مقايس: أغناهم الله عن ذلك بما اتاهم من علمه، وخصهم به ووضعه عندهم كرامة من الله، أكرمهم بها، وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم وهم الذين من سألهم، وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم، أرشدوه وأعطوه من علم القرآن ما يهتدى به إلى الله باذنه إلى جميع سبل الحق، وهم الذين لا يرغب عنهم وعن مسألتهم وعن علمه الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم الا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة، فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر، والذين آتاهم الله علم القرآن ووضعه عندهم، و أمر بسؤالهم، وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم ومقاييسهم حتى دخلهم الشيطان، لأنهم جعلوا أهل الأيمان في علم القرآن عند الله كافرين، وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين، وحتى جعلوا ما أحل الله في كثير من الأمر حراما، وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا، فذلك أصل ثمرة أهوائهم.

101 - وفيها خطبة أمير المؤمنين عليه السلام وهي الخطبة الطالوتية قال فيها عليه السلام: إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه؟ .

102 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم وجابر الجعفي في قوله تعالى: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " قال الباقر عليه السلام: نحن أهل الذكر.

103 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، وإذا خفنا خاف، وإذا أمنا أمن، قال الله: " فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة: الآية فقد فرض عليكم المسألة والرد إلينا ولم يفرض علينا الجواب.

104 - عن إبراهيم بن عمر عمن سمع أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين عليه السلام، ثم صار عند محمد بن علي، ثم يفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة رجل، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، فيقول: هذا مكان القوم الذين خسف بهم، وهي الآية التي قال الله: " أفأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين.

105 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: " أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض " قال: هم أعداء الله، وهم يمسخون يقذفون ويسيخون في الأرض.

106 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليه السلام في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: ولا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الدنيا الذين مكروا السيئات فان الله يقول في محكم كتابه: " أفأمن الذين مكروا السيئات ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف " فاحذروا ما حذركم الله بما فعل بالظلمة في كتابه، ولا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما توعد به القوم الظالمين في الكتاب، والله لقد وعظكم الله في كتابه بغيركم فان السعيد من وعظ بغيره.

107 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " أفأمن الذين مكروا السيئات " يا محمد وهو استفهام " ان يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين " قال: إذا جاؤوا وذهبوا في التجارات وفى أعمالهم فيأخذهم في تلك الحالة " أو يأخذهم على تخوف " قال: على تيقظ " فأن ربكم لرؤف رحيم "

108 - قوله: أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ يتفيئوا ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون قال: تحويل كل ظل خلقه الله فهو سجود لله، لأنه ليس شئ الا له ظل يتحرك بتحريكه وتحويله وسجوده.

109 - قوله: ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون قال: الملائكة ما قدر الله لهم يمرون فيه (4).

110 - في مجمع البيان " ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض " الآية وقد صح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن لله ملائكة في السماء السابعة سجودا منذ خلقهم إلى يوم القيمة ترعد فرائصهم من مخافة الله، لا تقطر من دموعهم قطرة الا صار ملكا، فإذا كان يوم القيمة رفعوا رؤسهم وقالوا: ما عبدناك حق عبادتك أورده الكلبي في تفسيره.

111 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ولا تتخذوا الهين اثنين انما هو اله واحد يعنى بذلك ولا تتخذوا امامين انما هو امام واحد.


1. وفى المنقول عن نسخة البرهان " وقرء آية.. اه ". .

2. قباع السيف: ما على طرف مقبضه. .

3. أي أشار. .

4. قال في الوافي: ولم يفرض عليكم الجواب استفهام استبعاد، كأنه استفهم السر فيه فأجابه الامام بالآية، ولعل المراد انه لو كنا نجيبكم عن كل ما سئلتم فربما يكون في بعض ذلك ما لا تستجيبونا فيه فتكونون من أهل هذه الآية. .