تفسير سورة النحل
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة النحل في كل شهر كفى المغرم في الدنيا، وسبعين نوعا من أنواع البلاء أهونه الجنون والجذام والبرص، وكان مسكنه في جنة عدن وهي وسط الجنان.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرءها لم يحاسبه الله تعالى بالنعم التي أنعمها عليه في دار الدنيا، وان مات في يوم تلاها أو ليلته أعطى من الاجر كالذي مات وأحسن الوصية.
3 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من يبايع القائم جبرئيل، ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلا على بيت الله الحرام ورجل على بيت المقدس، ثم ينادى بصوت ذلق (1) تسمعه الخلايق: أتى أمر الله فلا تستعجلوه.
4 - عن ابن مهزيار عن القائم عليه السلام حديث طويل وفيه انه عليه السلام تلى: " بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كان لم تغن بالأمس " فقلت: يا سيدي يا بن رسول الله فما الامر؟ قال: نحن أمر الله عز وجل وجنوده.
5 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال: إذا أخبر الله النبي صلى الله عليه وآله بشئ إلى وقت فهو قوله: " اتى أمر الله فلا تستعجلوه " حتى يأتي ذلك الوقت، وقال: ان الله إذا أخبر ان شيئا كائن فكأنه قد كان.
وفيه بعد أن نقل أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه السلام كما نقلنا عنه سابقا، وفى رواية أخرى عن أبان عن أبي جعفر عليه السلام نحوه.
6 - في تفسير علي بن إبراهيم " اتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون " قال: نزلت لما سألت قريش رسول الله صلى الله عليه وآله ان ينزل عليهم (2) فأنزل الله تبارك وتعالى " اتى أمر الله فلا تستعجلوه ".
7 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن الحسين بن أبي العلا عن سعد الإسكاف قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسئله عن الروح أليس هو جبرئيل؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: جبرئيل من الملائكة والروح غير جبرئيل، فكرر ذلك على الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم أن الروح غير جبرئيل: فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: انك ضال تروى عن أهل الضلال يقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون ينزل الملائكة بالروح والروح غير الملائكة عليهم السلام.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: على من يشاء من عباده ان انذروا انه لا اله الا انا فاتقون يقول: بالكتاب.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: خلق الانسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين قال: خلقه من قطرة من ماء منتن (3) فيكون خصيما متكلما بليغا، وقال أبو الجارود في قوله: والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع والدف ء: حواشي الإبل: ويقال بل هي الادفاء (4) من البيوت والثياب.
9 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله أي المال خير؟ قال: زرع زرعه صاحبه وادى حقه يوم حصاده، قيل: وأي مال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنمه قد تبع بها مواقع القطر، يقيم الصلاة و يؤتى الزكاة، قيل فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير قيل: فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات (5) في الوحل المطعمات في المحل (6) نعم المال النخل، من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على شاهقة اشتدت به الريح في يوم عاصف، الا أن يخلف مكانها، قيل: يا رسول الله فأي المال بعد النخل خير؟ فسكت فقال له رجل: فأين الإبل؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة لا يأتي خيرها الا من جانبها الأشأم.
10 - عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغنم إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت، والإبل أعناق الشياطين إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت، ولا يجئ خيرها الا من الجانب الأشأم، قيل: يا رسول الله فمن يتخذها بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة؟ .
11 - عن الحارث قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالغنم والحرث فإنهما يروحان بخير ويغدوان بخير، قال: فقيل له: يا رسول الله فأين الإبل؟ قال: تلك أعناق الشياطين ويأتي خيرها من الجانب الأشام، قيل: يا رسول الله ان سمع الناس بذلك تركوها فقال: إذا لا يعدمها الأشقياء الفجرة.
12 - عن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل ما يتخذه الرجل في منزله لعياله الشاة، فمن كان في منزله شاة قدست عليه الملائكة مرتين في كل يوم، وكذلك في الثلاث يقول: بورك فيكم.
13 - عن الحسن بن مصعب قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان لله تعالى في كل يوم و ليلة ملكا ينادى مهلا مهلا عباد الله عن المعاصي فلولا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا.
14 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون قال: حين ترجع من المرعى، قوله: وتحمل أثقالكم إلى بلد ثم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس قال: إلى مكة والمدينة وجميع البلدان.
15 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ويذكر الحج، فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو أحد الجهادين، هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما انه ليس شئ أفضل من الحج الا الصلاة، وفى الحج ههنا صلاة، وليس في الصلاة قبلكم حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه، أما ترى انه يشعث رأسك و يقشف فيه جلدك (7) وتمتنع فيه من النظر إلى النساء، وانا نحن ههنا ونحن قريب، و لنا مياه متصلة، ما نبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد، وما من ملك ولا سوقة (8) يصل إلى الحج الا بمشقة في تغير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها، وذلك قوله عز وجل: " وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس ان ربكم لرؤف رحيم ".
- في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان وفضالة عن القاسم الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يذكر الحج وذكر مثل ما نقلناه عن الكافي سواء
16 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال سألته عن أبوال الخيل والبغال والحمير؟ قال فكرهها، فقلت " أليس لحمها حلال؟ قال: فقال: أليس قد بين الله لكم: " والانعام خلقها لكم فيها دف ء ومنافع ومنها تأكلون " وقال في الخيل: والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة فجعل الاكل من الانعام التي قص الله في الكتاب، وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير وليس لحومها بحرام ولكن الناس عافوها (9)
17 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن غير واحد عن أبان عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الخيل كانت وحوشا في بلاد العرب، فصعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام على جبل جياد ثم صاحا: ألا هلا (10) قال: فما بقي فرس الا أعطاهما بيده، وأمكن من ناصيته.
18 - عنه عن علي بن الحكم عن عمر بن أبان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيمة.
19 - عنه عن ابن فضال عن ثعلبة عن معمر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الخير كله معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيمة.
20 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدوس بن أبي عبيدة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: أول من ركب الخيل إسماعيل، وكانت وحشية لم تركب، فحشرها الله عز وجل على إسماعيل من جبل منى، وانما سميت الخيل العراب، لان أول من ركبها إسماعيل.
21 - في كتاب الخصال عن الحسين بن زيد قال: بلغني ان الله تعالى خلق الخيل من أربعة أشياء، من البحر الأعظم المحدق بالدنيا، ومن النار، ومن دموع ملك
يقال له إبراهيم، ومن بين طيبة.
22 - في كتاب علل الشرايع وباسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال علي عليه السلام لبعض اليهود وقد سئله عن مسائل: أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل، وأول من ركب البغل ابن آدم عليه السلام وذلك كان له ابن يقال له معد، وكان عشوقا للدواب، وأول من ركب الحمار حوا.
23 - في كتاب الخصال عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أصبح معافى في جسده آمنا في سربه (11) عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا: يا ابن آدم يكفيك من الدنيا ما سد جوعتك، ووارى عورتك، فان يكن بيت يكنك فذاك، وان يكن دابة تركبها فبخ بخ، والخير وما الخير وما بعد ذلك حساب عليك أو عذاب.
24 - عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح، والمركب الهنيئ.
25 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات: ركوب الحمار مردفا الحديث.
26 - وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لست بتاركهن حتى الممات: ركوبي الحمار موكفا (12) الحديث.
27 - عن يعقوب بن سالم رفع الحديث إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يرتدف ثلاثة على دابة فان أحدهم ملعون وهو المقدم.
28 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قال: ما خلق الله خلقا الا وقد أمر عليه آخر يغلب به، وذلك أن الله تبارك وتعالى لما خلق البحار في السماء فخرت وزخرت وقالت: أي شئ يغلبني؟ فخلق الله تعالى الفلك فأدارها به وذللها، ثم إن الأرض فخرت وقالت: أي شئ يغلبني فخلق الله تعالى الجبال فأثبتها في ظهرها أوتادا منها من أن تميد بما عليها، فذلت الأرض واستقرت.
29 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما " ق " فهو الجبل المحيط بالأرض، وخضرة السماء منه، وبه يمسك الله الأرض أن تميد بأهلها.
30 - في أصول الكافي أحمد بن مهران عن محمد بن علي ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى الا منه، وسبيله الذي من سلك بغيره هلك، وكذلك يجرى لائمة الهدى واحدا بعد واحد.
جعلهم الله أركان الأرض أن تميد بأهلها.
الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور العمى عن محمد بن سنان قال: حدثنا المفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر كالحديث السابق سواء.
علي بن محمد ومحمد بن الحسين عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي قال: حدثنا سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام ثم ذكر مثله أيضا.
محمد بن يحيى وأحمد بن محمد جميعا عن محمد بن الحسن عن علي بن حسان قال: حدثني أبو عبد الله الرياحي عن أبي الصامت الحلواني عن أبي جعفر عليه السلام ثم ذكر مثله أيضا بتغيير يسير، وهذه الأحاديث الأربعة طوال أخذنا منها موضع الحاجة.
31 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى هراسة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن الامام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
32 - وباسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا عليه السلام: ولا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف، ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر باهله.
33 - وبإسناد له آخر إلى أبى هراسة عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو أن الامام رفع من الأرض لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله.
34 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها.
35 - وباسناده إلى الحسين بن علي بن أبي حمزة الثمالي عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل قال في آخره بعد ان ذكر خلفاءه الاثني عشر صلوات الله عليه وعليهم: بهم يمسك الله عز وجل السماء ان تقع على الأرض الا باذنه، وبهم يحفظ الأرض أن تميد بأهلها.
36 - وقال الصدوق رضي الله عنه في هذا الكتاب: ويروى في الأخبار الصحيحة عن أئمتنا عليهم السلام ان من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أو واحدا من الأئمة عليهم السلام قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنه أمن لأهل المدينة أو القرية مما يخافون ويحذرون، و بلوغ لما يأملون ويرجون.
37 - في أصول الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن أبي داود المسترق قال: حدثنا داود الجصاص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلامات الأئمة عليهم السلام.
38 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أسباط بن سالم قال: سال الهيثم أبا عبد الله عليه السلام وأنا عنده عن قول الله عز وجل: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله النجم، والعلامات الأئمة.
39 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله.
40 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب أبو الورد عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن النجم.
41 - الهيتي وداود الجصاص عن الصادق، والوشا عن الرضا عليهما السلام: النجم رسول الله، والعلامات الأئمة عليهم السلام.
42 - أبو المضا عن الرضا عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله لعلى: أنت نجم بني هاشم.
43 - وعنه قال عليه السلام: أنت أحد العلامات.
44 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فإنه حدثني أبي عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلامات الأئمة عليهم السلام.
45 - حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: " النجم و الشجر يسجدان " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد سماه الله في غير موضع، فقال: " والنجم إذا هوى " وقال: وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فان لعلامات الأوصياء، والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في مجمع البيان " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قيل: أراد به الاهتداء في القبلة قال ابن عباس: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: الجدي عليه قبلتكم وبه تهتدون في بركم وبحركم.
47 - وروى أبو الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه أن الله جعل النجوم أمانا لأهل السماء، وجعل أهل بيتي أمانا لأهل الأرض.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه: تأمل في مناسبة حديث أبي الجارود في المقام وموقعه منه.
48 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله الله عز وجل: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله، والعلامات الأئمة من بعده عليه وعليهم السلام.
49 - في تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام.
50 - عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله.
51 - عن إسماعيل بن أبي زياد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " وبالنجم هم يهتدون " قال: هو الجدي لأنه نجم لا يزول، وعليه بناء القبلة وبه يهتدون أهل البر والبحر.
52 - عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " قال: ظاهر وباطن، الجدي عليه تبنى القبلة وبه يهتدى أهل البر و البحر، لأنه لا يزول (13).
53 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية: والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير احياء وما يشعرون إيان يبعثون قال: الذين يدعون من دون الله الأول والثاني والثالث، كذبوا رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه، ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم، فذلك قول الله: " والذين يدعون من دون الله " قال: وأما قوله: " لا يخلقون شيئا " فإنه يعنى لا يعبدون شيئا وهم يخلقون فإنه يعنى وهم يعبدون، وأما قوله: " أموات غير أحياء " يعنى كفار غير مؤمنين، واما قوله: " وما يشعرون إيان يبعثون " فإنه يعنى انهم لا يؤمنون، انهم يشركون إلهكم اله واحد فإنه كما قال الله واما قوله: الذين لا يؤمنون بالآخرة فإنه يعنى لا يؤمنون بالرجعة انها حق: واما قوله: قلوبهم منكرة فإنه يعنى قلوبهم كافرة واما قوله: وهم مستكبرون فإنه يعنى عن ولاية علي عليه السلام مستكبرون، قال الله لمن فعل ذلك وعيد منه لا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية علي عليه السلام.
عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء.
54 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: " فالذين لا يؤمنون بالآخرة " يعنى انهم لا يؤمنون بالرجعة انها حق " قلوبهم منكرة " يعنى انها كافرة " وهم مستكبرون " يعنى عن ولاية على مستكبرون " ولا جرم ان الله يعلم ما يسرون وما يعلنون انه لا يحب المستكبرين عن ولاية علي عليه السلام ".
55 - في تفسير العياشي عن مسعدة قال: مر الحسين بن علي عليهما السلام لمساكين قد بسطوا كساء لهم فألقوا كسرا فقالوا: هلم يا بن رسول الله فأكل معهم (14) ثم تلا " ان الله لا يحب المستكبرين ". (15)
56 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: ومن ذهب يرى أن له على الآخرة فضلا فهو من المستكبرين، فقلت: انما يرى أن له عليه فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال: هيهات هيهات! فلعله أن يكون قد غفر له ماء اتى، وأنت موقوف تحاسب؟ أما تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
57 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام هذه الآية هكذا: " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين " " ليحملوا " يعنى بني إسرائيل.
58 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين " سجع أهل الجاهلية في جاهليتهم فذلك قوله: " أساطير الأولين " واما قوله ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة فإنه يعنى ليستكملوا الكفر ليوم القيمة واما قوله: ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم يعنى يتحملون كفر الذين يتولونهم، قال الله: الا ساء ما يزرون.
59 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة " يعنى ليستكملوا الكفر يوم القيمة " ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم " يعنى كفر الذين يتولونهم قال الله: " الا ساء ما يزرون ".
60 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال علي بن إبراهيم في قوله: " ليحملوا أوزارهم كامله يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون " قال: يحملون آثامهم يعنى الذين غصبوا أمير المؤمنين وآثام كل من اقتدى بهم، وهو قول الصادق عليه السلام والله ما أهريقت محجمة من دم ولا قرع عصا بعصا ولا غصب فرج حرام ولا أخذ مال من غير حل الا ووزر ذلك في أعناقهم (16) من غير أن ينقص من أوزار العاملين شئ.
61 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعدما بويع له بخمسة أيام خطبة، فقال فيها: واعلموا ان لكل حق طالبا، ولكل دم ثايرا، والطالب كقيام الثاير بدمائنا، والحاكم في حق نفسه هو العادل الذي لا يجور، وهو الله الواحد القهار، واعلموا ان على كل شارع بدعة وزره ووزر كل مقتديه من بعده، من غير أن ينقص من أوزار العالمين شئ، وسينتقم الله من الظلمة مأكل بمأكل ومشرب بمشرب، من لقم العلقم ومشارب الصبر الأدهم (17) فليشربوا بالصلب من الراح السم المذاق، وليلبسوا دثار الخوف دهرا طويلا، ولهم بكل ما أتوا وعملوا من أفاريق الصبر الأدهم فوق ما أتوا وعملوا، اما انه لم يبق الا الزمهرير شتائهم، وما لهم من الصيف الا رقدة وتحسبهم ما زودوا وحملوا على ظهورهم من الآثام فيا مطايا الخطايا ويا زور الزور، أوزار الآثام مع الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون اسمعوا وأعوا وتوبوا وابكوا على أنفسكم فسيعلم الذين ظلموا فاقسم ثم أقسم لتحملنها بنو أمية من بعدى وليعرفنها في دارهم عما قليل فلا يبعد الله الا من ظلم وعلى البادئ يعنى الأول وما سهل لهم من سبل الخطايا مثل أوزارهم، وأوزار كل من عمل بوزرهم إلى يوم القيمة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون
62 - في مجمع البيان " ومن أوزار الذين يضلونهم " روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أيما داع دعى إلى الهدى فاتبع فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شئ وأيما داع دعى إلى ضلالة فاتبع عليه فان عليه مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم.
63 - في تفسير العياشي عن الحسن بن زياد الصيقل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: قد مكر الذين من قبلهم ولم يعلم الذين آمنوا فاتى الله بنيانهم فخر عليهم السقف قال محمد بن كليب عن أبيه قال: انما شاء.
64 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: " فاتى الله بنيانهم من القواعد " قال: كان بيت غدر يجتمعون فيه إذا أرادوا الشر.
65 - عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه السلام وعنه بيتهم من القواعد يعنى بيت مكرهم.
66 - عن كليب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " فاتى الله بنيانهم من القواعد " قال: لا فاتى الله بيتهم من القواعد: وانما كان بيتا.
67 - في مجمع البيان وروى عن أهل البيت عليهم السلام " فاتى الله بيتهم من القواعد "
68 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " قد مكر الذين من قبلهم فاتى الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم واتاهم العذاب من حيث لا يشعرون " قال: بيت مكرهم أي ماتوا فألقاهم الله في النار، وهو مثل لأعداء آل محمد عليهم السلام.
69 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وكذلك اتيانه بنيانهم وقال عز وجل " فأتى بنيانهم من القواعد " فاتيانهم من القواعد ارسال العذاب.
70 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال قام رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام في الجامع بالكوفة فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القى إبراهيم في النار، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم (الحديث) وفى عيون الأخبار مثله سواء.
71 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ثم يوم القيمة يخزيهم ويقول أين شركائي الذين تشاقون فيهم قال الذين أوتوا العلم ان الخزي اليوم والسوء على الكافرين قال: الذين أوتوا العلم الأئمة عليهم السلام يقولون لأعدائهم: أين شركاؤكم ومن أطعتموهم في الدنيا.
72 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن علي عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: " يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " وقوله: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " وقوله: " توفته رسلنا وهم لا يفرطون " وقوله: الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم وقوله: " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم " فان الله تبارك وتعالى يدبر الأمور كيف يشاء، يوكل من خلقه من يشاء بما يشاء، اما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته بمن يشاء من خلقه ويوكل رسله من يشاء من خاصته بمن يشاء من خلقه يدبر الأمور كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لأن فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله، الا لمن سهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك ان تعلم أن الله المحيى والمميت، وانه يتوفى الأنفس على يد من يشاء من خلقه من ملائكة وغيرهم.
73 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال أجد الله تعالى يقول " يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " و " الله يتوفى الأنفس حين موتها " و " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين " وما أشبه ذلك، فمرة يجعل الفعل لنفسه، ومرة لملك الموت، ومرة للملائكة، فاما قول الله عز وجل: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم ملك الموت " و " توفته رسلنا " و " توفيهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " فهو تبارك وتعالى أجل وأعظم من أن يتولى ذلك بنفسه، وفعل رسله وملائكته فعله، لأنهم بأمره يعملون، فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: " الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس " فمن كان من أهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة، يصدرون عن أمره، وفعلهم وفعله وكل ما يأتونه منسوب إليه وإذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لأنه يتوفى الأنفس على يد من يشاء ويعطى ويمنع و يثيب ويعاقب على يد من يشاء وان فعل امنائه فعله كما قال: " وما تشاؤن الا أن يشاء الله ".
74 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الله يتوفى الأنفس حين موتها " وعن قول الله عز وجل: " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين " و " الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم " وعن قول الله عز وجل " توفته رسلنا " وعن قوله
عز وجل " ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة " وقد يموت في الدنيا في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه الا الله عز وجل فكيف هذا؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى جعل لملك الموت أعوانا من الملائكة يقبضون الأرواح: بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الانس، يبعثهم في حوائجه فتتوفاهم الملائكة، ويتوفاهم ملك الموت من الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفاها الله تعالى من ملك الموت.
75 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: انه من ليس من أحد من الناس تفارقه روحه جسده حتى يعلم إلى أي منزلين يصير، إلى الجنة أم إلى النار: أعدو هو لله أو ولى، فإن كان وليا لله فتحت له أبواب الجنة، وشرع طرقها ونظر إلى ما أعد الله له فيها، ففرغ من كل شغل، و وضع عنه كل ثقل، وإن كان عدو الله فتحت له أبواب النار وشرع له طرقها، ونظر إلى ما أعد الله له فيها، فاستقبل كل مكروه ونزل كل شرور، كل هذا يكون عند الموت وعنده يكون بيقين، قال الله تعالى: " الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " ويقول، الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فالقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم تعملون * فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ويقول فيه عليه السلام أيضا، عليكم بتقوى الله فإنها تجمع الخير ولا خير غيرها، و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا والآخرة، قال الله عز وجل: وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين.
76 - في تفسير العياشي عن ابن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ولنعم دار المتقين " قال: الدنيا.
77 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " طيبين " قال: هم المؤمنون الذين طابت مواليدهم.
78 - وفيه قوله: " الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفى الآخرة " قال الحياة الدنيا الرؤيا الحسنة يراها المؤمن، وفى الآخرة عند الموت وهو قوله: " تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة ".
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه قد سبق لهذه الآية قريبا بيان غير مرة فليراجع.
79 - في تفسير العياشي عن خطاب بن مسلمة قال قال أبو جعفر عليه السلام: ما بعث الله نبيا قط الا بولايتنا والبراءة من عدونا، وذلك قول الله في كتابه: ولقد بعثنا في كل أمه رسولا منهم ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة بتكذيبهم آل محمد ثم قال: سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين.
80 - عن صالح بن ميثم (18) قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها " قال: ذلك حين يقول عليه السلام انا أولى الناس بهذه الآية (19).
وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون إلى قوله: كاذبين.
81 - عن سيرين (20) قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت "؟ قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشورا، فقال: كذبوا والله انما ذلك إذ قام القائم وكر معه الماكرون فقال أهل خلافكم: قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون رجع فلان وفلان لا والله لا يبعث الله من يموت، ألا ترى أنه قال: " وأقسموا بالله جهد ايمانهم " كانت المشركون أشد تعظيما لللات والعزى من أن يقسموا بغيرها، فقال الله: " بلى وعدا عليه حقا ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين * انما قولنا لشيئ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون ".
82 - عن الفضيل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أعلمني آية كتابك، قال: اكتب بعلامة كذا وكذا، وقل آية (21) من القرآن، قلت لفضيل: وما تلك الآية؟ قال: ما حدثت أحدا بها غير بريد، قال زرارة: أنا أحدثك بها: " وأقسموا بالله جهد ايمانهم " إلى آخر الآية: قال: فسكت الفضيل ولم يقل لا ولا نعم.
83 - في روضة الكافي سهل عن محمد عن أبيه عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله: تبارك وتعالى: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون " قال: فقال لي: يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: ان المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله: صلى الله عليه وآله ان الله لا يبعث الموتى، قال: فقال: تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه، قال: فقال: يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوما من شيعتنا قباع سيوفهم (22) على عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون بعث فلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون يا معشر الشيعة ما أكذبتم هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيمة، قال: فحكى الله قولهم فقال: و أقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت ".
84 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون " فإنه حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ما يقول الناس فيها؟ قال: يقولون نزلت في الكفار، قال: إن الكفار لا يحلفون بالله وانما نزلت في قوم من أمة محمد صلى الله عليه وآله قيل لهم: ترجعون بعد الموت قبل القيامة؟ فيحلفون انهم لا يرجعون، فرد الله عليهم فقال: ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين يعنى في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم.
1. تدهده الحجر: تدحرج. .
2. فرغ إلى الشئ: قصد. .
3. الذلق: الفصيح. .
4. وفى المصدر " أن ينزل عليهم العذاب ". .
5. وفى المصدر " من قطرة من ماء مهين ". .
6. ادفأه من الحائط وغيره كنه أي ستره. .
7. أي الثابتات في أماكنها لا تزول لعظمها. .
8. المحل: الشدة والجدب وانقطاع المطر ويبس الأرض من الكلاء. .
9. شعث رأسه: تفرق شعره وجلده. والقشف - محركة -: رثاثة الهيئة وسوء الحال ورجل قشف - ككتف -: لوحته الشمس أو الفقر فتغير. .
10. السوقة الرعية يستوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث. .
11. عاف الرجل الطعام والشراب وغيرها عيفا: كرهه فلم يأكله أو لم يشربه. .
12. جياد: جبل بمكة وقيل: إن المعروف في كتب اللغة " أجياد " وهلا: رجز للخيل أي اقربى. .
13. السرب هنا بمعنى الحرم والعيال. .
14. أي الذي وضع عليها الأكاف وهو برذعة الحمار. .
15. قال المحدث الكاشاني (ره): يعنى معناه الظاهر الجدي والباطن رسول الله صلى الله عليه وآله. .
16. كذا في النسخ وفى المصدر: " فثنى وركه فأكل معهم " والورك - ككتف - ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد. .
17. وتمام الحديث انه عليه السلام بعد ما أكل معهم، ثم قال: قد أجبتكم فأجيبوني قالوا: نعم يا بن رسول الله، فقاموا معه حتى أتوا منزله، فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين. .
18. وفى نسخة " في أعناقهما " على لفظ التثنية. .
19. العلقم: الحنظل وكل شجر مر. والصبر: عصارة شجر مر. .
20. وفى المصدر: " عبد الله بن صالح بن ميثم " لكن الظاهر هو المختار. .
21. وفى المصدر: " قال ذلك بهذه الآية... اه ". .
22. واستظهرنا في هامش المصدر أن يكون مصحف السرى وهو مشترك بين جمع من أصحاب الصادق (ع) من معلوم الحال وغيره. .