تفسير سورة الرعد
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أكثر قراءة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة ابدا ولو كان ناصبيا وإذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من أهل بيته واخوانه.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الرعد اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله.
3 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: " والمر " معناه: انا الله المحيي المميت الرازق.
4 - في تفسير العياشي عن أبي لبيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا أبا لبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل " ألم ذلك الكتاب " فقام محمد صلى الله عليه وآله حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الألف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي عليهما السلام " ألم " فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند " المص " ويقوم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه (1).
5 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن قوله تعالى: " والسماء ذات الحبك " فقال: هي محبوكة إلى الأرض وشبك بين أصابعه، فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الأرض والله يقول: " رفع السماء بغير عمد ترونها؟فقال: سبحان الله، أليس يقول " بغير عمد ترونها "؟فقلت: بلى، قال: فثم عمد ولكن لا ترونها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه أول الذاريات وآخر الطلاق انشاء الله تعالى.
6 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات (2) بلا عمد، قائمات بلا سند.
7 - وفيه كلام له عليه السلام يذكر فيه خلق السماوات: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد تدعمها ولا دسار ينتظمها (3).
8 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام فنظرت العين إلى خلق مختلف متصل بعضه ببعض، ودلها القلب على أن لذلك خالقا وذلك أنه فكر حيث دلته العين على أن ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغير عمد ولا دعامة تمسكها وانها لا تتأخر فتنكشط (4) ولا تتقدم فتزول، ولا تهبط مرة فتدنوا ولا ترتفع فلا ترى.
9 - في تفسير العياشي عن الخطاب الأعور رفعه إلى أهل العلم والفقه من آل محمد صلى الله عليه وآله قال: في الأرض قطع متجاورات يعني هذه الأرض الطيبة مجاورة لهذه الأرض المالحة، وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم.
10 - في مجمع البيان وروى عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله بقول لعلي عليه السلام: الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ: " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب " الآية " صنوان وغير صنوان " قيل الصنو المثل والصنوان الأمثال، ومنه قوله عم الرجل صنو أبيه.
11 - في نهج البلاغة قال: واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الافعال وذميم الأعمال، فتذكروا في الأمم في الخير والشر أحوالهم، واحذروا ان تكونوا أمثالهم.
12 - وفيه قال عليه السلام: فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقايعه ومثلاته، واتعظوا بمثاوي (5) خدودهم ومصارع جنوبهم.
13 - في كتاب التوحيد حدثنا أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلثمأة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا أبو ذكوان قال: سمعت إبراهيم العباسي يقول: كنا في مجلس الرضا عليه السلام: فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها انها لا تغفر، فقال الرضا عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال الله جل جلاله: وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم.
14 - في مجمع البيان وروى سعيد بن المسيب قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد بعيش، ولولا وعيد الله وعقابه لاتكل كل واحد.
15 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى عباد بن عبد الله قال: قال علي عليه السلام: ما نزلت من القرآن آية الا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي اي شئ نزلت وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت، قيل: فما نزل فيك؟قال: لولا انكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الآية " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فرسول الله صلى الله عليه وآله المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به.
16 - في مجمع البيان عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي، يا علي بك يهتدي المهتدون.
17 - وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن أبي بردة الأسلمي قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله بالطهور وعنده علي بن أبي طالب عليه السلام، فأخذ رسول الله بيد علي عليه السلام بعد ما تطهر فألزقها بصدره، ثم قال " انما أنت منذر " ثم ردها إلى صدر علي ثم قال: " ولكل قوم هاد " ثم قال: انك منارة الأنام وغاية الهدي وأمير القرى، اشهد على ذلك انك كذلك.
18 - في كشف المحجة لابن طاوس " عليه الرحمة " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: قال الله تعالى لنبيه: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فالهادي بعد النبي صلى الله عليه وآله هاد لامته على ما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن عسى أن يكون الهادي الا الذي دعاكم إلى الحق وقادكم إلى الهدى.
19 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: كل امام هادي كل قوم في زمانه.
20 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن أيوب عن موسى بن بكر عن الفضيل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ولكل قوم هاد " فقال: كل امام هاد للقرن الذي هو فيهم.
21 - علي بن إبراهيم عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله، ثم الهداة من بعده علي ثم الأوصياء واحدا بعد واحد.
22 - الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد ابن إسماعيل عن سعدان عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر، وعلي الهادي، يا أبا محمد هل من هاد اليوم؟قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت إليك، فقال: رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما يجري فيمن مضى.
23 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبد الرحيم القصير عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر، وعلي الهادي، اما والله ما ذهبت منا و ما زالت فينا إلى الساعة.
24 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المنذر رسول الله صلى الله عليه وآله، والهادي أمير المؤمنين، وبعده الأئمة عليهم السلام وهو قوله: " ولكل قوم هاد " في كل زمان هاد مبين، وهو رد على من ينكر ان في كل أوان وزمان إماما، وانه لا تخلو الأرض من حجة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تخلو الأرض من قائم بحجة الله اما ظاهر مشهور واما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
25 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: فينا نزلت هذه الآية " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: انا المنذر وأنت الهادي يا علي فهنا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة.
26 - عن عبد الرحيم القصير قال: كنت يوما من الأيام عند أبي جعفر عليه السلام فقال: يا عبد الرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " إذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا المنذر وعلي الهادي ومن الهادي اليوم؟قال: فمكثت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثوها رجل فرجل حتى انتهت إليك، فأنت جعلت فداك الهادي، قال: صدقت يا عبد الرحيم ان القرآن حي لا يموت " والآية حية لا تموت.
27 - وقال عبد الرحيم: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان القرآن لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا.
28 - عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله المنذر وعلي الهادي، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه.
29 - جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: انا المنذر وعلي الهادي إلى أمري.
30 - في روضة الكافي محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الملك بن عمرو وعبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عاش نوح عليه السلام خمسمأة سنة، ثم أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يا نوح قد انقضت نبوتك و استكملت أيامك فانظر الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك، فادفعها إلى ابنك سام، فاني لا أترك الأرض الا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداي ويكون نجاة فيما بين مقبض النبي عليه السلام ومبعث النبي الآخر، ولم اترك الأرض بغير حجة إلى وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري، فاني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء، ويكون حجة لي على الأشقياء قال: فدفع نوح صلى الله عليه الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى سام، واما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به.
31 - في الكافي عنه عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد قال: الغيض كل حمل دون تسعة أشهر، " وما تزداد " كل شئ يزداد على تسعة أشهر، وكلما رأت المراة الدم الخالص في حملها فإنها تزداد بعدد الأيام التي زاد فيها في حملها من الدم.
32 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر أو أبي عبد الله عليهما السلام في قوله: " ما تحمل كل أنثى " يعني الذكر والأنثى " وما تغيض الأرحام " قال: الغيض ما كان أقل من الحمل " وما تزداد " ما زاد من الحمل، فهو كلما زاد من الدم في حملها.
33 - محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما عليهما السلام قالا: " وما تحمل كل أنثى " وأنثى أو ذكر، " وما تغيض الأرحام " التي لا تحمل " وما تزداد " من أنثى أو ذكر.
34 - عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام " قال: ما لم يكن حملا " وما تزداد " قال: الذكر والأنثى جميعا.
35 - زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " يعلم ما تحمل كل أنثى " قال الذكر والأنثى " وما تغيض الأرحام " قال: ما كان من دون التسعة وهو غيض، " وما تزداد " قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الأشهر.
36 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: سواء منكم من أسر القول ومن جهر به يعني فالسر والعلانية عنده سواء.
37 - في تفسير العياشي عن شريك العجلي قال: سمعني أبو عبد الله عليه السلام وأنا اقرأ: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله فقال: مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه؟انما يكون المعقبات من خلفه انما أنزلها الله: " له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله ".
38 - عن فضيل بن عثمان سكره (6) عن أبي عبد الله عليه السلام قال في هذه الآية: " له معقبات من بين يديه " الآية قال: هو المقدمات المؤخرات (7) المعقبات الباقيات الصالحات.
39 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب حمران قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام وقد قرأت: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " قال: وأنتم عرب يكون المعقبات بين يديه؟قلت: كيف تقرأها؟قال: " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله من أمر الله ".
40 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " فقال أبو عبد الله عليه السلام: كيف يحفظ الشئ من أمر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه؟فقيل له: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟فقال: انما أنزلت: " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ".
41 - وفيه قوله: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " فإنها قرئت عند أبي عبد الله عليه السلام فقال لقاريها ألستم عربا فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانما المعقب من خلفه؟فقال الرجل: جعلت فداك كيف هذا؟فقال: انما أنزلت " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله " ومن ذا الذي يقدر ان يحفظ الشئ من أمر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس.
42 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " له معقبات من من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله " يقول: بأمر الله من أن يقع في ركي (8) أو يقع عليه حائط أو يصيبه شئ حتى إذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، يدفعونه إلى المقادير، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان بالنهار يتعاقبانه.
43 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام " يحفظونه بأمر الله " واختلف في المعقبات على أقوال: " أحدها ": انها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار، وملائكة النهار ملائكة الليل، وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله، عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والجبائي، وقال الحسن: هم أربعة املاك يجتمعون عند صلاة الفجر وهو معنى قوله: ان قرآن الفجر كان مشهودا " وقد روى ذلك عن الأئمة عليهم السلام.
44 - والثاني انهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير عن علي عليه السلام.
45 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين عليه السلام يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر، قال الله عز وجل: ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم " الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز وجل و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأرسل عليهم سيل العرم فغرق قراهم، وخرب ديارهم، وأذهب بأموالهم وأبدلهم مكان جناتهم " جنتين ذواتي اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل " ثم قال: " ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور ".
47 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له " فقال: ان القدرية يحتجون بأولها وليس كما يقولون، الا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول: وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وقال نوح صلى الله عليه: " ولا ينفعكم نصحي ان أردت ان انصح لكم إن كان الله يريد ان يغويكم " قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء.
48 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له " فصار الامر إلى الله تعالى.
49 - عن سليمان بن عبد الملك قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فرجع وجهها فقال: احذري ان تفعلين كما فعلت (9).
50 - عن أبي عمرو المدايني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أبي كان يقول: إن الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده نعمة فيسلبها إياه قبل ان يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
51 - عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك ما معنى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فكتب صلوات الله عليه: اما التغيير فإنه ليس إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم وارتكابهم ما نهى عنه، وفي الحديث أشياء غير هذا سؤالا وجوابا انتزعنا منه موضع الحاجة.
52 - في عيون الأخبار حديث طويل وفيه وقال الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل: هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا قال: خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.
53 - في تفسير العياشي يونس بن عبد الرحمان ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما؟فقال: يا محمد سل عما يعنيك فقال له أبو بصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما؟فقال: يا أبا محمد سل عما يعنيك ودع عما لا يعنيك.
54 - في من لا يحضره الفقيه وروى أن الرعد صوت ملك أكبر من الذباب وأصغر من الزنبور.
55 - وسأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام عن الرعد أي شئ هو؟قال: إنه بمنزلة الرجل يكون في الإبل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قال: قلت: جعلت فداك فما حال البرق؟قال: تلك مخاريق الملائكة (10) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى الله عز وجل فيه المطر، وهذان الحديثان تقدما أول البقرة.
56 - في مجمع البيان وكان صلى الله عليه وآله إذا سمع صوت الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده.
57 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن ربكم سبحانه يقول: لو أن عبادي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم أسمعهم صوت الرعد.
58 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عز وجل، فقال لرسول الله صلى الله عليه وآله: أخبرني عن الذي تدعوني إليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد؟فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبره بقوله فقال النبي: ارجع إليه فادعه قال: يا نبي الله انه أغنى من ذلك، قال: ارجع إليه، فقال كقوله فبينا هو يكلمه إذ رعدت سحابة رعدة فأبقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه (11) فأنزل الله جل ثناؤه: ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال.
59 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في الصلاة على حملة العرش والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود وإذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق.
60 - في مجمع البيان " وهو شديد المحال " اي شديد الاخذ عن علي عليه السلام.
61 - وروى سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
62 - وروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ان الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرا.
63 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن إسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يموت المؤمن بكل ميتة الا الصاعقة وهو يذكر الله عز وجل.
64 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قال: قلت: وما الذاكر؟قال: من قرأ مأة آية.
65 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ميتة المؤمن، قال: يموت المؤمن بكل ميتة غرقا، ويموت بالهدم، ويبتلي بالسبع، ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكرا لله عز وجل.
66 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن أبيه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تملوا من قراءة " إذا زلزلت الأرض زلزالها " فإنه من كانت قرائته بها في نوافله لم يصبه الله عز وجل بزلزلة ابدا، ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
67 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فهذا مثل ضربه للذين يعبدون الأصنام، والذين يعبدون آلهة من دون الله، فلا يستجيبون لهم بشئ ولا ينفعهم الا كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله.
68 - وحدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله رأيت أمرا عظيما، فقال وما رأيت؟قال: كان لي مريض ونعت له ماء من بئر بالأحقاف يستشفي به في برهوت قال: فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها واصب في القربة، إذا بشئ قد هبط في جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول: يا هذا اسقني الساعة أموت فرفعت رأسي إليه ورفعت إليه القدح لأسقيه فإذا رجل في عنقه سلسلة، فلما ذهبت أناوله القدح اجتذب حتى علق بالشمس، ثم أقبلت على الماء اغرف إذ أقبل الثانية وهو يقول: العطش العطش يا هذا اسقني الساعة أموت فرفعت القدح لأسقيه فاجتذب حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم اسقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذاك قابيل بن آدم قتل أخاه وهو قوله عز وجل: " والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه " إلى قوله " الا في ضلال ".
69 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن أسباط عن غالب بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: وضلالهم بالغدو والآصال قال: هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة إجابة.
70 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وضلالهم بالغدو والآصال قال: بالعشي قال: ظل المؤمن يسجد طوعا، وظل الكافر يسجد كرها، هو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم.
71 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها " الآية قال: اما من يسجد من أهل السماوات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا، ومن يسجد من أهل الأرض، فمن ولد في الاسلام فهو يسجد له طوعا، واما من يسجد له كرها فمن جبر على الاسلام، واما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة والعشي.
72 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فتبارك الذي يسجد له من في السماوات والأرض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقى بالطاعة إليه سلما وضعفا ويعطي له القياد رهبة وخوفا.
73 - وقال عليه السلام: وسجدت له بالغدو والآصال الأشجار.
74 - في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق (ره) وروى عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام ان رجلا من ولد عبد الله بن سنان يقول بالتفويض قال: وما التفويض؟قلت: يقول: إن الله عز وجل خلق محمدا وعليا ثم فوض إليهما فخلقا ورزقا و أحييا وأماتا فقال: كذب عدو الله وإذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد: أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار فانصرفت إلى الرجل فأخبرته وكأنما ألقمته حجرا أو قال: فكأنما خزى.
75 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وقد بين الله تعالى قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء واماما ينفع الناس فيمكث في الأرض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل، ويتلاشى عند التحصيل، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله، والأرض في هذا الموضع فهي محل العلم وقراره، وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقاءهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة، و ابطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار له والرضا بهم، ولان أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عدد من أهل الحق، ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " وايجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته بقوله: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ".
76 - في مجمع البيان: أولئك لهم سوء الحساب في الحديث: من نوقش في الحساب عذب، وقيل: هو ان لا يقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
77 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله وبئس المهاد قال: يمهدون في النار.
78 - في تفسير العياشي عن عقبة بن خالد قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فاذن لي وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب، فلما نظر إلينا رحب بنا ثم جلس (12) ثم قال: أنتم أولوا الألباب في كتاب الله قال الله: انما يتذكر أولوا الألباب.
79 - عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة انما يتذكر أولوا الألباب.
80 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم ونزلت هذه الآية في آل محمد وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام و الأئمة عليهم السلام بعده وهو قوله: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق الآية.
81 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد وهو قول الله عز وجل: الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ورحم كل ذي رحم.
82 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال: وقع بين أبي عبد الله عليه السلام وبين عبد الله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم (13) فاجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة، فإذا انا بأبي عبد الله عليه السلام على باب عبد الله بن الحسن وهو يقول: يا جارية قولي لأبي محمد، قال: فخرج فقال: يا أبا عبد الله ما بكر بك؟قال: اني تلوت آية من كتاب الله عز وجل البارحة فأقلقتني، قال: وما هي؟قال: قول الله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " فقال: صدقت لكأني لن اقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا.
83 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر ابن يزيد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل " فقال: قرابتك.
84 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن الحكم ودرست بن أبي منصور عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل " فقال: نزلت في رحم آل محمد صلى الله عليه وآله وقد يكون في قرابتك، ثم قال: فلا تكونن ممن يقول للشئ انه في شئ واحد.
85 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ومما فرض الله تعالى أيضا في المال من غير الزكاة قوله تعالى: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر، وعلي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد جميعا عن سلمة مولاة أبي عبد الله عليه السلام قالت: كنت عند أبي عبد الله حين حضرته الوفاة فأغمى عليه، فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا، وأعطوا فلانا كذا، وفلانا كذا فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة؟فقال: ويحك اما تقرئين القرآن؟قلت: بلى، قال: أما سمعت قول الله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ".
قال ابن محبوب في حديثه حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟فقال: تريدين على أن لا أكون من الذين قال الله تبارك وتعالى: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب "؟نعم يا سلمة ان الله خلق الجنة وطيبها و طيب ريحها، وان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.
87 - في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرحم معلقة بالعرش يقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن، وهو قول الله: " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ".
88 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بر الوالدين وصلة الرحم يهونان الحساب، ثم تلا هذه الآية: " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ".
89 - عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " قال: هي رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم.
90 - عن الحسين بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " فقال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل أو كثر، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام وما أريد بذلك الا تزكيتكم.
91 - في مجمع البيان وروى الوليد بن ابان عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: هل على الرجل في ماله سوى الزكاة؟قال: نعم أين ما قال الله: " والذين يصلون " الآية؟.
92 - في كتاب معاني الأخبار أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لرجل: يا فلان مالك ولأخيك؟قال: جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت عليه في حقي، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل: ويخافون سوء الحساب أتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم؟لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة.
93 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر المسلمين إياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلث في الدنيا فإنه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر، واما التي في الآخرة فإنه يوجب سخط الرب عز وجل وسوء الحساب والخلود في النار.
94 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن حماد بن عثمان قال: دخل رجل على أبي عبد الله عليه السلام فشكى إليه رجلا من أصحابه، فلم يلبث ان جاء المشكو، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: ما لفلان يشكوك؟فقال له: يشكوني اني استقصيت منه حقي، قال: فجلس أبو عبد الله عليه السلام مغضبا ثم قال: كأنك إذا استقصيت حقك لم تسئ؟أرأيتك ما حكى الله عز وجل فقال: " و يخافون سوء الحساب " ترى أنهم خافوا الله جل وعز أن يجور عليهم؟لا والله ما خافوا الا الاستقصاء، فسماه الله جل وعز سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء.
95 - في تفسير العياشي عن أبي أسحق قال: سمعته يقول في " سوء الحساب " لا تقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم.
96 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله " يخافون سوء الحساب " قال تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.
97 - عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله " يخافون سوء الحساب " قال الاستقصاء والمداقة، وقال: تحسب عليهم السيئات ولا تحسب لهم الحسنات.
98 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام لو لم يكن للحساب مهولة الاحياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء ان لا يهبط من رؤس الجبال ولا يأوى إلى عمران، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام الا عن اضطرار متصل بالتلف.
99 - في مجمع البيان: ويدرؤن بالحسنة السيئة اي ينفون بفعل الطاعة المعصية قال ابن عباس: يدفعون بالعمل الصالح الشر من العمل، كما روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لمعاذ بن جبل: إذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها.
100 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا، وعليك بصنايع الخير فإنها تدفع مصارع السوء.
101 - قوله: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم و ذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال: نزلت في الأئمة عليهم السلام وشيعتهم الذين صبروا.
102 - وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نحن صبر وشيعتنا اصبر منا لأنا صبرنا بعلم وصبروا على ما لا يعلمون.
103 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: من سره أن يحيى حيوتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال علي بن أبي طالب وذريته من بعده، فهم الأئمة وهم الأوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي، لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم يزول الحق معهم أينما زالوا، غيري؟قالوا: اللهم لا.
104 - وعن علي عليه السلام انه سئله بعض اليهود فقال: أين يسكن نبيكم من الجنة؟قال: في أعلاها درجة وأشرفها مكانا، في جنات عدن، قال: صدقت والله انه بخط هارون واملاء موسى.
105 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن أبي أسامة عن هشام ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي حمزة عن أبي إسحاق قال: حدثني الثقة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام انهم سمعوا أمير المؤمنين عليه السلام يقول في خطبة له: اللهم واني لاعلم ان العلم لا يأزر كله ولا تنقطع مواده، وانك لا تخلى أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور (14) كي لا تبطل حجتك ولا يضل أوليائك بعد إذ هديتهم، بل أين هم وكم هم؟أولئك الأقلون عددا، والأعظمون عند الله جل ذكره قدرا، المتبعون لقادة الدين، الأئمة الهادين، الذين يتأدبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الايمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم ويستلينون من حديثهم ما استوعر (15) على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون وأباه المسرفون، أولئك اتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى ولأوليائه، ودانوا بالتقية على دينهم والخوف من عدوهم، فأرواحهم معلقة بالمحل الاعلى فعلماؤهم واتباعهم خير من صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق، وسيحق الله الحق بكلماته ويمحق الباطل، هاها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، ويا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله وإياهم في جنات عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم.
106 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة ابن أيوب عن أبي المغرا عن محمد بن سالم عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد ان يحيى حيوتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده فليتوال علي بن أبي طالب عليه السلام، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي ودمي، أعطاهم الله فهمي وعلمي، إلى الله أشكو من أمتي المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، و أيم الله لتقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي.
107 - في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي صلى الله عليه وآله الذي يذكر فيه صفة الجنة قال: فقلت لبلال: هل وسطها غيرها؟قال نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان، واما جنة عدن فسورها ياقوت احمر وحصاها اللؤلؤ.
108 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين أطعمه الله من ثلاث جنات، ملكوت السماء الفردوس وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده.
109 - في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر؟فقال: يا أبا محمد ان الله حكم عدل إذا كان أفضل منها خيره الله فان اختارها كانت من أزواجه، وإن كانت هي خير منه خيرها، فان اختارته كان زوجا لها.
110 - في كتاب الخصال عن موسى بن إبراهيم عن أبيه رفعه باسناده رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ان أم سلمة قالت له: بأبي أنت وأمي، المرأة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لأيهما تكون؟فقال: يا أم سلمة تخير أحسنهما خلقا و خيرهما لأهله، يا أم سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن إسحاق عن أبي جعفر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يصف فيه حال المؤمن إذا دخل جنته وغرفه، وفيه، ثم يبعث الله له ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء، فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولي الله، فان الله قد بعثنا مهنين فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانهم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة (16) الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤوا يهنون ولي الله وقد سألوا أن أستأذن لهم عليه، فيقول له الحاجب: انه ليعظم علي ان استأذن لاحد على ولي الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولي الله فأستأذن، فيقول القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم يهنون ولي الله فأعلموه مكانهم، قال: فيعلمون الخدام مكانهم قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها ألف بابا وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا اذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار وذلك قول الله: والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يعني من أبواب الغرفة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
في روضة الكافي مثله سندا ومتنا.
112 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام في الصلاة على حملة العرش قال عليه السلام: بعد أن عد أصنافا من الملائكة والذين يقولون: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
113 - في تفسير العياشي عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه ثم قال: إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات أعني لكم الحلال ليس الحرام، قال: فأنف الله للمؤمنين (17) من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال: فألقى الله في همة (18) أولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبون المؤمنين، قال: فلما أحسوا ذلك عجوا إلى الله من ذلك فقالوا: ربنا عفوك عفوك! ردنا إلى ما خلقتنا له واخترتنا عليه، فانا نخاف أن نصير في أمر مريج (19) قال: فنزع الله ذلك، قال: فإذا كان يوم القيمة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة على أهل الجنة فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " قال: يعني الشهداء (20).
114 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي باسناده إلى أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: وما نال الفوز في القيمة الا الصابرون، ان الله يقول: " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " قال: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
115 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو ابن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم وأبي حمزة عن أبي عبد الله عن أبيه عليهما السلام قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: يا بني إياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في ثلاثة مواضع قال: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به ان يوصل أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار.
116 - في تفسير علي بن إبراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه عند قوله تعالى: " والذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ثم ذكر أعداءهم فقال: " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " يعني في أمير المؤمنين وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر، و أخذ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم.
117 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد الكباير وبيانها من كتاب الله وفيه عن الصادق عليه السلام: ونقض العهد وقطيعة الرحم، لان الله تعالى يقول: " أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ".
118 - في تفسير العياشي عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد عليه السلام في قوله: الا بذكر الله تطمئن القلوب فقال: بمحمد صلى الله عليه وآله تطمئن وهو ذكر الله وحجابه.
119 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله قال: " الذين آمنوا " الشيعة، " وذكر الله " أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
120 - عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول: دخلت الجنة وإذا شجرة لو أرسل طائر في أصلها ما دارها سبعمأة عام، وليس في الجنة منزل الا وفيها شجر منها، فقلت: ما هذه يا جبرئيل؟فقال: هذه شجرة طوبى، قال الله تعالى طوبى لهم وحسن مآب.
121 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين عليه السلام وليس أحد من شيعته الا وفي داره غصن من أغصانها، وورقة من أوراقها تستظل تحتها أمة من الأمم.
122 - وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عايشة اني لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، وناولني من ثمارها فأكلته، فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها وما قبلتها قط الا وجدت رائحة شجرة طوبى فهي حوراء انسية.
123 - حدثني أبي عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى أصلها في دار علي عليه السلام، وما في الجنة قصر ولا منزل الا وفيها فتر منها (21) أعلاها اسفاط (22) حلل من سندس وإستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة ألف حلة، ما فيها حلة تشبه الأخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة، ووسطها ظل ممدود، عرض الجنة كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتي عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها، وكلما يجتني منها شئ أنبتت مكانها أخرى " لا مقطوعة ولا ممنوعة " ويجري نهر في أصل تلك الشجرة ينفجر منه الأنهار الأربعة، نهر من ماء غير آسن، ونهر من لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من عسل مصفى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
124 - في أصول الكافي عنه (23) عن أبيه عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد، وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء - أو قال قلة الموافاة للنساء - وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله (24)، وليس مؤمن الا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شئ الا أتاه به ذلك، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منه، ولو طار في أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما، الا ففي هذه فارغبوا ان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، الا فهكذا كونوا.
125 - في عيون الأخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام أنه قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في " أ ب ت ث " قال: الألف آلاء الله إلى أن قال عليه السلام: فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب.
126 - وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي أنت المظلوم بعدي، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة أصلها في دارك وأغصانها في دار شيعتك ومحبيك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
127 - في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال عثمان بن عفان: يا رسول الله ما تفسير أبجد؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعلموا تفسير أبجد إلى أن قال عليه السلام: واما " حطى " فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيها من روحه، وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلى والحلل والثمار متدلية على أفواههم.
128 - عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن أحد انه في الجنة، فان في حب أهل بيتي عشرين خصلة، عشرة منها في الدنيا، وعشرة منها في الآخرة، فاما التي في الدنيا: فالزهد والحرص على العلم، إلى أن قال عليه السلام بعد تعدادها: فطوبى لمحبي أهل بيتي.
129 - في احتجاج علي عليه السلام يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي ان الله خصك بأمر وأعطاكه، ليس من الأعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك وهو زينة الأبرار عند الله عز وجل يوم القيمة، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك غيري؟قالوا: اللهم لا.
وفي هذا الاحتجاج أيضا قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله كما قال لي: ان طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي ليس من مؤمن الا وفي داره غصن من أغصانها غيري؟قالوا: اللهم لا.
130 - عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن رآني ثم آمن بي، وطوبى ثم طوبى، يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي.
131 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مروان بن مسلم عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقيل له: جعلت فداك وما طوبى؟قال: شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام، وليس مؤمن الا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عز وجل: " طوبى لهم وحسن مآب ".
132 - وباسناده إلى أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طوبى لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه، ويتولى أوليائه و يعادي أعداءه، ذلك من رفقائي وذوي مودتي، وأكرم أمتي علي يوم القيمة.
133 - في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله جالس ذات يوم إذ دخلت أم أيمن في ملحفتها شئ (25) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا أم أيمن اي شئ في ملحفتك؟فقالت: يا رسول الله فلانة بنت فلانة املكوها (26) فنثروا عليها واخذت من نثارها شيئا، ثم إن أم أيمن بكت، فقال لها رسول الله: ما يبكيك؟فقالت: فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لقد شهد املاك فاطمة جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من الملائكة، ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها، فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن أبي طالب.
134 - عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: طوبى هي شجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده.
135 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن إذا لقى أخاه و تصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما (27) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب.
وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا افترقا ناداهما ملكان كريمان: ابشر يا ولي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما.
136 - في كتاب ثواب الأعمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين أطعمه الله من ثلاث جنان، ملكوت السماء الفردوس، وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربنا بيده.
137 - في مجمع البيان وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالاسناد عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: سئل رسول الله عن طوبى؟قال شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة، ثم سئل عنها مرة أخرى فقال: في دار علي عليه السلام، فقيل له في ذلك؟فقال: ان داري ودار علي في الجنة بمكان واحد.
138 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن إبراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك اخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم؟قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد صلى الله عليه وآله اعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله؟قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره " فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين " حين فقده وغضب عليه فقال: " لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين " وانما غضب لأنه كان يدله على الماء، فهذا وهو طاير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح و النمل والانس والجن والشياطين المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في أم الكتاب، ان الله يقول: " وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين " ثم قال: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ.
139 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا " قال: لو كان شئ من القرآن كذلك لكان هذا.
140 - في مجمع البيان قرأ علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد عليهم السلام " أفلم يتبين ".
141 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة؟وهي النقمة أو تحل قريبا من دارهم فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ولا ينقض بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر و يخزي الله الكافرين.
142 - في أصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال: اعلم علمك الله الخير، ان الله تبارك وتعالى قديم إلى أن قال: وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل، القائم بأمر فلان، والله هو القائم على كل نفس بما كسبت والقائم أيضا في كلام الناس الباقي، والقائم أيضا يخبر عن الكفاية، كقولك للرجل: قم بأمر بني فلان، اي أكفهم والقائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم ولم يجتمع المعنى.
في عيون الأخبار حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، عن محمد بن عيسى عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: اعلم علمك الله الخير و ذكر نحوه.
143 - في نهج البلاغة قال عليه السلام وقائم لا بعمد.
144 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أن تنبؤنه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول الظاهر من القول هو الرزق.
145 - وقال علي بن إبراهيم في قوله: وما لهم من الله من واق اي دافع وعقبى الكافرين النار اي عاقبة ثوابهم النار قال أبو عبد الله عليه السلام: ان ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفيها وانها ليؤتى بها يوم القيمة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى على ركبتيه (28) فزعا من صرختها.
146 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل إليك اي فرحوا بكتاب الله إذا يتلى عليهم وإذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن، وهو علي بن أبي طالب، وهو في قراءة ابن مسعود: " و الذي انزل إليك الكتاب هو الحق فمن يؤمن به علي بن أبي طالب يؤمن به ومن الأحزاب من ينكر بعضه " أنكروا من تأويله ما أنزله في علي وآل محمد وآمنوا ببعضه فاما المشركون فأنكروه كله أوله وآخره وانكروا ان محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله.
147 - في روضة الكافي سهل عن الحسن بن علي عن عبد الله بن الوليد الكندي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال وقد قال الله عز وجل في كتابه: ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
148 - في تفسير العياشي عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذي قدح عند آل عمر، فقال: كان في بيت حفصة فيأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم ولا يقبح عليهم، وان أقواما يأتونا صلة لرسول الله صلى الله عليه وآله فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك ويقبح عليهم، لقد قال الله في كتابه: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فما كان رسول الله صلى الله عليه وآله الا كأحد أولئك، جعل الله له أزواجا وجعل له ذرية، لم يسلم مع أحد من الأنبياء مثل من أسلم مع رسول الله من أهل بيته أكرم الله بذلك رسوله صلى الله عليه وآله.
149 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما آتي الله أحدا من المرسلين شيئا الا وقد آتاه محمدا صلى الله عليه وآله وقد آتاه الله كما آتي المرسلين من قبله، ثم تلا هذه الآية: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية ".
150 - عن علي بن عمر بن ابان الكلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشهد على أبي انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغبط ويرى ما تقر به عينه الا ان تبلغ نفسه هذه، واهوى إلى حلقه، قال الله في كتابه: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فنحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله خلق الله الخلق قسمين: فالقى قسما وأمسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلاثة اثلاث، فالقى ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبد المطلب، ثم اختار من بني عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله فنحن ذريته، فان قالت الناس: ليس لرسول الله ذرية جحدوا، ولقد قال الله: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فنحن ذريته، قال: فقلت: انا اشهد انكم ذريته ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك ان يجعلني معك في الدنيا والآخرة فدعا لي بذلك، قال: فقبلت باطن يده.
151 - وفي رواية شعيب عنه أنه قال: نحن ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ما أدري (29) على ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله.
152 - في محاسن البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في آخر كلام له: " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية " فجعل لرسول الله صلى الله عليه وآله من الأزواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله فنحن عقب رسول الله صلى الله عليه وآله وذريته أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأولنا.
153 - في أصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا ثابت ان الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الامر في السبعين فلما ان قتل الحسين عليه السلام اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومأة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب قال أبو حمزة: فحدثت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال: قد كان ذلك.
154 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما عن أبي عبد الله عليه السلام قال في هذه الآية: " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال: فقال: وهل يمحى الا ما كان ثابتا؟وهل يثبت الا ما لم يكن؟.
155 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن خلف بن حماد عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل عرض عن آدم ذريته عرض العين في صور الذر، نبيا فنبيا وملكا فملكا ومؤمنا فمؤمنا، وكافرا فكافرا فلما انتهى إلى داود عليه السلام قال: من هذا الذي مكنته وكرمته وقصرت عمره؟قال: فأوحى الله عز وجل إليه: هذا ابنك داود عمره أربعون سنة، فاني قد كتبت الآجال وقسمت الأرزاق وانا امحو ما أشاء وأثبت وعندي أم الكتاب، فان جعلت له شيئا من عمرك أثبته له، قال: يا رب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المأة، قال: فقال الله عز وجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى، فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم من طينة عليين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
156 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي عليه السلام وإذا عمره أربعون سنة فقال: يا رب ما أقل عمر داود وأكثر عمري؟يا رب ان انا زدت داود من عمري ثلثين سنة أينفذ ذلك له؟قال: نعم يا آدم، قال: فاني قد زدته من عمري ثلثين سنة فانفذ ذلك له وأثبتها له عندك واطرحها من عمري، قال فأثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن عند الله مثبتة ومحى من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فقال أبو جعفر عليه السلام: فذلك قول الله: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال: يمحو الله ما كان عنده مثبتا لآدم، وأثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنى عمر آدم عليه السلام هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم: يا ملك الموت قد بقي من عمري ثلثون سنة؟فقال له ملك الموت: ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك أسماء الأنبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي دحنا (30) فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل ألم تسئل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر، قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك قال أبو جعفر عليه السلام: فمن ذلك اليوم (31) أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحده ما جعل على نفسه.
157 - عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال: إن ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا.
158 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام عن قوله: " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " قال كتبها لهم ثم محاها.
159 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام: انه سئل عن قول الله: " ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم " قال: كتبها لهم ثم محاها ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
160 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية؟قال: قول الله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ".
161 - عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب " قال: هل يثبت الا ما لم يكن وهل يمحو الا ما كان.
162 - عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " فقال: يا حمران انه إذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضي في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد، أمر الملك فمحا ما شاء، ثم أثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون وهو عند الله في كتاب؟قال: نعم، قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى ينتهي إلى آخره؟قال: نعم قلت: فأي، شئ يكون بعده؟قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك وتعالى.
163 - عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: يا أبا حمزة ان حدثناك بأمر انه يجئ من ههنا فان الله يصنع ما يشاء، وان حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه فان الله يمحو ما يشاء ويثبت.
164 - عن إبراهيم بن أبي يحيى (32) عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: ما من مولود يولد الا وإبليس من الأبالسة بحضرته فان علم الله انه من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان بإصبعه السبابة في دبره وكان مأنوثا وذلك الذكر يخرج للوجه، وإن كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاءا شديدا إذا هو خرج من بطن أمه والله بعد ذلك يمحو ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب.
165 - عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان، وإذا أراد بقاء قوم أمر الفلك فأبطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
166 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: إن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، وقال: لكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل.
167 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله، وأبو جعفر وعلي بن الحسين، والحسين بن علي والحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى أن تقوم الساعة: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ".
168 - في الخرايج والجرايح روى عن أبي حمزة الثمالي عن أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على علي عليه السلام حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس انما هو خدش، قال: لعمري اني لمفارقكم، ثم قال: إلى السبعين بلاء، قالها ثلثا، قلت: فهل بعد البلاء رخاء؟فلم يجبني وأغمى عليه فبكت أم كلثوم فلما افاق قال: لا تؤذيني يا أم كلثوم فإنك لن ترى ما أرى ان الملائكة من السماوات السبع بعضهم خلف بعض والنبيون يقولون: يا علي انطلق فما امامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: يا أمير المؤمنين انك قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء؟قال: نعم، وان بعد البلاء رخاء " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " قال أبو حمزة قلت لأبي جعفر: ان عليا قال: إلى السبعين بلاء وقال بعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله قد كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين عليه السلام غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى الأربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع فأخره الله، ولا يجعل له بعد ذلك وقتا والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، قال أبو حمزة: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: وكان ذلك؟فقال: قد كان ذلك.
169 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد أظلهم؟فقال: نعم حتى نالوه بأكفهم قلت: فكيف كان ذلك؟قال: كان في العلم المثبت عند الله عز وجل الذي لم يطلع عليه أحدا انه سيصرفه عنهم.
170 - في كتاب الخصال عن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: و بنا يمحو الله ما يشاء وبنا يثبت.
171 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيمة، وهي هذه الآية: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ".
172 - وباسناده إلى إسحاق بن عمار عمن سمعه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عز وجل: " قالت اليهود يد الله مغلولة " لم يعنوا انه هكذا، ولكنهم قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص، وقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: " غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " ألم تسمع الله عز وجل يقول: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ".
173 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال الرضا عليه السلام بعد كلام طويل لسليمان: ومن أين قلت ذلك وما الدليل على أن ارادته علمه وقد يعلم ما لا يريده أبدا وذلك قوله تعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك " فهو يعلم كيف يذهب به ولا يذهب به أبدا؟قال سليمان: لأنه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: " ادعوني استجب لكم "؟قال سليمان: أنما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد بما لا يفي به؟فكيف قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عز وجل: " يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده أم الكتاب " وقد فرغ من الامر؟فلم يجر جوابا (33) وفي هذا المجلس أيضا قال الرضا عليه السلام: يا سليمان ان من الأمور أمورا موقوفة عند الله تعالى يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، يا سليمان ان عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ورسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.
174 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فكتبوا ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك الليلة، فإذا أراد الله ان يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم أثبت الذي أراد، قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟قال: نعم، قلت: فأي شئ يكون بعده؟قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما يشاء تبارك وتعالى.
175 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن أبي إسحاق ثعلبة عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام قال: ما عبد الله بشئ مثل البداء.
176 - وفي رواية ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عظم الله بمثل البداء: (34) 177 - علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الاقرار له بالعبودية وخلع الأنداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء.
178 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال: سئل العالم عليه السلام: كيف علم الله؟قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فامضى ما قضى وقضى ما قدر و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، وبمشيته كانت الإرادة، وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والإرادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما أراد لتقدير الأشياء، فإذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والإرادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المعقولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء.
179 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بدا لله في شئ الا كان في علمه قبل أن يبدو له.
180 - عنه عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد عن عمر بن عثمان الجهني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله لم يبدو له من جهل.
181 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن منصور بن حازم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالأمس؟قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال: قلت أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة أليس في علم الله؟قال: بلى قبل ان يخلق الخلق.
182 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن محمد بن عمر الكوفي أخي يحيى عن مرازم بن حكيم، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشية والسجود والعبودية والطاعة.
183 - وبهذا الاسناد عن أحمد بن محمد عن جعفر بن محمد عن يونس عن جهم ابن أبي جهم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل أخبر محمدا صلى الله عليه وآله بما كان منذ كانت الدنيا، وبما يكون إلى انقضاء الدنيا، وأخبره بالمحتوم من ذلك و استثنى عليه فيما سواه.
184 - في مجمع البيان وروى عمران بن حصين (35) عن النبي صلى الله عليه وآله قال: هما كتابان كتاب سوى أم الكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وأم الكتاب لا يغير منه.
185 - وروى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن ليلة القدر؟فقال: ينزل الله فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من أمر السنة وما يصيب العباد، وامر عنده (36) موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء و يؤخر ما شاء ويمحو ويثبت وعنده أم الكتاب.
186 - وروى زرارة عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هما أمران موقوف ومحتوم، فما كان من محتوم أمضاه، وما كان من موقوف فله فيه المشية يقضي فيه ما يشأ.
187 - في من لا يحضره الفقيه وروى أحمد بن إسحاق بن سعد عن عبد الله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: قال الفضل بن العباس: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا سألت فاسئل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله عز وجل، قد مضى العلم بما هو كائن، فلو جهد الناس ان ينفعوك بأمر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا ان يضروك بأمر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه.
188 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبي العلاء الرازي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره وقد سئل عن قوله عز وجل: " ن والقلم وما يسطرون " واما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج واحلى من العسل قال الله عز وجل: كن مدادا فكان مدادا ثم اخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس حيث تذهب إليه المشبهة، ثم قال لها: كوني قلما، ثم قال له: اكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟قال: ما هو كائن إلى يوم القيمة ففعل ذلك، ثم ختم عليه وقال لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم.
189 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عز وجل اجمد فجمد، فصار مدادا، ثم قال عز وجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيمة.
190 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الرحيم القصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن: " ن والقلم " قال: إن الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب ما اكتب؟قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة فكتب القلم في رق (37) أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذي منه النسخ كلها، أو لستم عربا فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه: انسخ ذلك الكتاب؟أوليس انما ينسخ من كتاب آخر من الأصل وهو قوله: " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".
191 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب فكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة.
192 - في مجمع البيان قيل: " ن " هو نهر في الجنة قال الله له كن مدادا فجمد وكان أبيض من اللبن وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب فكتب القلم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة عن أبي جعفر عليه السلام.
193 - في تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله كتب كتابا فيه ما كان وما هو كائن فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم وما شاء منه اخر وما شاء منه محى، وما شاء منه أثبت، وما شاء منه كان وما لم يشأ منه لم يكن.
194 - في أصول الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: العلم علمان: فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم علمه ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فإنه سيكون لا يكذب نفسه وملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويثبت ما يشاء.
195 - وبهذا الاسناد عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من الأمور أمور موقوفة عند الله يقدم منها ما يشاء ويؤخر منها ما يشاء.
196 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جعفر ابن عثمان عن سماعة عن أبي بصير ووهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله علمين: علم مكنون مخزون لا يعلمه الا هو، من ذلك يكون البداء، وعلم علمه ملائكته ورسله وأنبيائه فنحن نعلمه.
197 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبي عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه ان أخبر فلان الملك اني متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره، فدعى الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضي أمري، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي: ان ائت فلان الملك فأعلمه اني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبي: يا رب انك لتعلم اني لم أكذب قط! فأوحى الله عز وجل إليه: انما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك والله لا يسئل عما يفعل.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: تأمل في هذا الحديث وما يحذو حذوه من الأحاديث السابقة وفيما سلف عن من لا يحضره الفقيه من قوله عليه السلام: فقد مضى القلم بما هو كائن وما شابهه، والجمع بينها وبين غيرها من الاخبار، وعليك بامعان النظر في هذا المقام فإنه من مزال الاقدام وبالله الاعتصام.
198 - في مجمع البيان قيل في المحو والاثبات أقوال إلى قوله: " السابع " انه يمحو ما يشاء من القرون ويثبت ما يشاء منها، كقوله: " ثم أنشأنا من بعدهم قرنا آخرين " وقوله: " وكم أهلكنا قبلهم من القرون " روى ذلك عن علي عليه السلام.
199 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن علي عمن ذكره عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يقول: إنه يسخى نفسي (38) في سرعه الموت والقتل فينا قول الله: أولم يروا انا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها وهو ذهاب العلماء.
200 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عز وجل: " أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها " فقال: فقد العلماء.
201 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقال: أولم يروا انا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها " يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا.
202 - في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال إلى قوله: " ثانيها " ننقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
203 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا قال: المكر من الله هو العذاب.
204 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) محمد بن أبي عمير الكوفي عن عبد الله ابن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام؟قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة " و لم يقل: كل شئ موعظة، وقال لعيسى عليه السلام: " وليبين لكم بعض الذي يختلفون فيه " ولم يقل كل، وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم و من عنده علم الكتاب وقال عز وجل: " ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين " وعلم هذا - الكتاب عنده.
205 - عن سليم بن قيس قال: سأل رجل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له - وانا اسمع -: اخبرني بأفضل منقبة لك، قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك؟قال: قوله: " ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " إياي عنى بمن عنده علم الكتاب.
206 - في مجمع البيان وفي الشواذ قراءة النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام بكسر الميم و الدال (39) وقراءة علي عليه السلام ومن عنده علم الكتاب (40).
207 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن محمد ابن الحسين عمن ذكره جميعا عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بريد بن معاوية قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال: إيانا عنى و علي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي صلى الله عليه وآله.
في الخرايج والجرايح عن سعد عن محمد بن يحيى عن عبيد بن معروف (41) عن عبيد الله بن الوليد السمان عن الباقر عليه السلام مثله.
208 - في أصول الكافي أحمد بن محمد عن محمد بن الحسن عن عباد بن سليمان عن محمد بن سليمان عن أبيه عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله عليه السلام إذ خرج علينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عز وجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي؟قال سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر فقلنا له: جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب؟قال: فقال: يا سدير ألم تقرء القرآن؟قلت: بلى، قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل: " قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك "؟قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟قال: قلت: أخبرني به قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟قال قلت: جعلت فداك ما أقل هذا قال: فقال: يا سدير ما أكثر هذا (42) ان ينسبه الله عز وجل إلى العلم الذي أخبرك به، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال قلت: قد قرأته جعلت فداك، قال: فمن عنده علم الكتاب كله أفهم، أم من عنده علم الكتاب بعضه؟قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فأومى بيده إلى صدره وقال: علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا.
209 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام وسئل عن الذي عنده علم من الكتاب اعلم أم الذي عنده علم الكتاب، فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب الا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.
210 - وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الا ان العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبييون إلى خاتم النبيين، في عترة خاتم النبيين.
211 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله جل ثناؤه: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب.
212 - في تفسير العياشي عن عبد الله بن عطا قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد الله بن سلام يزعم أن أباه الذي يقول الله: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال: كذب، هو علي بن أبي طالب.
213 - عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله: " قل كفى بالله " فقال: نزلت في علي بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي الأئمة بعده، وعلي عنده علم الكتاب.
214 - عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " ومن عنده علم الكتاب " قال: نزلت في علي عليه السلام انه عالم هذه الأمة بعد النبي صلى الله عليه وآله.
215 - عن عمر بن حنظلة عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " فلما رآني أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال: حسبك كل شئ في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الأئمة عنى به.
216 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال الباقر عليه السلام: " ومن عنده علم الكتاب " علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأول والاخر.
217 - قال أبو سعيد الخدري: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن قول الله عز وجل: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام.
218 - في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: يقول في قول الله تبارك وتعالى: " ومن عنده علم الكتاب " هو علي عليه السلام.
219 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية: " قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم ومن عنده علم الكتاب " هو علي بن أبي طالب.
220 - حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنت عنده فذكروا سليمان وما اعطى من العلم، وما أوتي من الملك، فقال لي: وما أعطي سليمان بن داود انما كان عنده حرف واحد من الاسم الأعظم وصاحبكم الذي قال الله: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " وكان والله عند علي عليه السلام علم الكتاب، فقلت: صدقت والله جعلت فداك.
1. وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في أمثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في أول سورة يونس فراجع. .
2. وطد الشئ: دام وثبت ورسا. .
3. الدسار واحد الدسر: المسامير. .
4. اي تنقطع. .
5. المثاوى جمع المثوى: المنزل. .
6. ما بين العلامتين غير موجود في المصدر. .
7. وفي المصدر: " من المقدمات المؤخرات ". .
8. الركى جمع الركية: البئر. .
9. وبعده: " قالوا يا بن رسول الله وما فعلت؟فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به فسألوها فقالت: كانت لي ضرة فقمت أصلي فظننت ان زوجي معها، فالتفت إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها فرجع وجهي على ما كان ". .
10. قال الطريحي: في الحديث البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق وهو في الأصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعني البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه. .
11. القحف: العظم فوق الدماغ. .
12. وفي المصدر: " فلما نظر إلينا قال: أحب لقائكم ثم جلس ". .
13. الضوضاء: أصوات الناس في الحرب. .
14. وفي نسخة " مغمود " بالدال. .
15. اي استصعب. .
16. وفي نسخة: " الغرفة " بدل " العرصة " في المواضع الثلاثة. .
17. أنف من الشئ: استنكف .
18. وفي المصدر " في همم " على لفظ الجمع. .
19. أمر مريج: مختلط أو ملتبس. .
20. كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " سلام عليكم بما صبرتم " في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال. عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام: " سلام عليكم بما صبرتم " على الفقر في الدنيا " فنعم عقبى الدار " قال: يعني الشهداء. .
21. الفتر بمعنى القطع وفي بعض نسخ المصدر " القتر " بالقاف. .
22. الأسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة أو الجوالق. .
23. قبله: عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى. اه " منه عفى عنه ". (عن هامش بعض النسخ). .
24. قد مر في الحديث السابق ان أصلها في دار علي عليه السلام وسيأتي عن كتاب مجمع البيان حديث في ذلك فانتظر. .
25. الملحفة: الملاءة التي تلتحف بها المرأة. .
26. أملك امرأة: تزوجها. .
27. تحات الورق عن الشجر: تناثر. .
28. جثى الرجل: جلس على ركبتيه. .
29. وفي المصدر " والله ما أدري " .
30. دحنا: واد بين الطائف ومكة، قال ياقوت: دحنا: بفتح أوله وسكون ثانيه ونون والف يروى فيها القصر والمد: وهي أرض خلق الله تعالى منها آدم. .
31. كذا في النسخ وفي المصدر زيادة وهي: " قال أبو جعفر: وكان آدم صادقا لم يذكر قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم... اه " وزاد في رواية الصدوق في العلل " لم يذكر ولم يجحد.. ". .
32. وفي البرهان " ابن ميثم بن أبي يحيى " ولم أظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال. .
33. لم يحر جوابا اي لم يرد. .
34. في هذا الحديث بيان للعلامة الأستاذ الطباطبائي دام ظله ذكره في ذيله في أصول الكافي ج 1: 146 من الطبعة الحديثة فراجع. .
35. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ " عمر بن حفص " مكان " عمران بن حصين ". .
36. وفي المصدر " وأمر ما عنده ". .
37. الرق - بالفتح -: الصحيفة البيضاء. .
38. قال الفيض (ره): يعني مفاد هذه الآية يجعل نفسي سخية في سرعة الموت أو القتل فينا أهل البيت فتجود نفسي بهذه الحياة اشتياقا إلى لقاء الله تعالى. .
39. اي كسر ميم " من " ودال " عند ". .
40. اي قراءة " علم " بصيغة المجهول. .
41. وفي نسخة " معمر " بدل " معروف ". .
42. قال في مرآة العقول: لعل هذا رد لما يفهم من كلام سدير من تحقير العلم الذي أوتى آصف عليه السلام بأنه وإن كان قليلا بالنسبة إلى علم كل الكتاب، فهو في نفسه عظيم كثير لانتسابه إلى علم الكتاب، وفي بصائر الدرجات هكذا: " ما أكثر هذا لمن ينسبه الله عز وجل.. اه ". .