تفسير سورة إبراهيم والحجر
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى.
2 - في مجمع البيان أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ سورة إبراهيم اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من عبد الأصنام، وبعدد من لم يعبدها.
3 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه: ومن علي ربي فقال: يا محمد قد أرسلت كل رسول إلى أمته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي.
4 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى مسلم بن خالد المكي عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء عليهم السلام بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه وآله بالعربية فإذا كلم به قومه كلمهم بالعربية، فيعق في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه وآله بأي لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك يترجم جبرئيل عليه السلام عنه تشريفا من الله عز وجل له صلى الله عليه وآله.
5 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنا حفص الكناسي قال: سمعت عبد الله بن بكير الرجائي قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: أخبرني عن الرسول صلى الله عليه وآله كان عاما للناس، أليس قد قال الله في محكم كتابه: " وما أرسلناك الا كافة للناس " لأهل الشرق والغرب، وأهل السماء والأرض، من الجن والإنس، هل بلغ رسالته إليهم كلهم قلت: لا أدري؟قال: يا ابن بكير ان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟قلت: لا أدري، قال: إن الله تبارك و تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الأرض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد صلى الله عليه وآله وكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل المشرق والمغرب، ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله والى نبوته بنفسه، فما بقيت قرية ولا مدينة الا دعاهم النبي صلى الله عليه وآله بنفسه.
6 - في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمرو عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: وذكرهم بأيام الله قال: بآلاء الله يعني بنعمه.
7 - في كتاب الخصال عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أيام الله يوم يقوم القائم ويوم الكرة ويوم القيمة.
8 - في تفسير علي بن إبراهيم " وذكرهم بأيام الله " قال: أيام الله ثلاثة: يوم القائم صلوات الله عليه، ويوم الموت، ويوم القيمة.
9 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: حدثني عبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وآله قال: في قوله عز وجل: " وذكرهم بأيام الله ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور " أيام الله نعماؤه، وبلائه ببلائه سبحانه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10 - في مجمع البيان " وذكرهم بأيام الله " فيه أقوال إلى قوله " الثاني " ان المعنى وذكرهم بنعم الله سبحانه في ساير أيامه، وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
11 - في كتاب الخصال عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا معاوية من أعطى ثلاثة لم يحرم ثلاثة: من اعطى الدعاء أعطى الإجابة، ومن أعطى الشكر أعطى الزيادة، ومن أعطى التوكل أعطى الكفاية، فان الله عز وجل يقول في كتابه: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " ويقول " لئن شكرتم لأزيدنكم و يقول: " ادعوني أستجب لكم ".
12 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه، لم تنفذ حتى يأمر الله له بالزيادة، وهو قوله " ولئن شكرتم لأزيدنكم ".
13 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن من عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله عز وجل قبل ان يظهر شكرها على لسانه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 - سهل عن عبيد الله عن أحمد بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام انا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك انا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش (1) فتغيرت الحال بعض التغير، فادع الله عز وجل ان يرد ذلك إلينا، فقال: اي شئ تريدون تكونون ملوكا؟أيسرك أن تكون مثل طاهر وهرثمة (2) وانك على خلاف ما أنت عليه؟قلت: لا والله ما يسرني ان لي الدنيا بما فيها ذهبا وفضة واني على خلاف ما انا عليه، قال: فقال: فمن أيسر منكم فلتشكر الله، ان الله عز وجل يقول: " ولئن شكرتم لأزيدنكم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو المدايني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه - وفي رواية أخرى فأقر بها بقلبه - وحمد الله عليها بلسانه، لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة.
16 - وفي رواية أبي إسحاق المدايني حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله: " لئن شكرتم لأزيدنكم ".
17 - وعن أبي ولاد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام أرأيت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه: " لئن شكرتم لأزيدنكم "؟فقال: نعم، ومن حمد الله على نعمه وشكره وعلم أن ذلك منه لا من غيره (3).
18 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: تلقوا النعم يا سدير بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم، وانعموا على من شكركم، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله الزيادة، ومن اخوانكم المناصحة، ثم تلا: " لئن شكرتم لأزيدنكم ".
19 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار عن رجلين سمعاه من أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد.
20 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبي بصير قال: لأبي عبد الله عليه السلام: هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟قال: نعم، قلت: ما هو؟قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
21 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من حمد الله على النعمة فقد شكره، وكان الحمد أفضل من تلك النعمة.
22 - محمد عن أحمد عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال: الحمد لله الا أدى شكرها.
23 - أبو علي الأشعري عن عيسى بن أيوب عن علي بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن إسماعيل بن أبي الحسن عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها.
24 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن محمد بن هشام عن ميسر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكر النعمة اجتناب المحارم، و تمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين.
25 - في كتاب الخصال عن سعد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: شكر النعم يزيد في الرزق، والحديث طويل أخذنا منه موضح الحاجة.
26 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى مالك بن أعين الجهني قال: أوصى علي بن الحسين بعض ولده فقال: يا بني اشكر الله فمن أنعم عليك وانعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعمة إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، والشاكر بشكره أسعد منه بالنعمة التي وجب عليه الشكر لها، وتلا يعنى علي بن الحسين عليهما السلام قول الله تعالى: " وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " إلى آخر الآية.
27 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر الله تعالى ذكره على ما وفق العبد من أداء فرائضه، وأدنى ما يجزي فيها من القول إن يقال: شكرا لله شكرا لله شكرا لله ثلاث مرات قلت: فما معنى قوله، شكرا لله؟قال: يقول هذه السجدة مني شكرا لله على ما وفقني له من خدمته وأداء فرضه، والشكر موجب للزيادة فإن كان في الصلاة تقصير تم بهذه السجدة.
28 - في مجمع البيان قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أقبلت عليكم أطراف النعم فلا تنفروا أقصاها بقلة الشكر.
29 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الوجه الثالث من الكفر كفر النعم، قال: " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 - في تفسير العياشي عن الحسن بن طريف عن محمد عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: وعلى الله فليتوكل المؤمنون قال: الزارعون.
31 - في مجمع البيان وروى الواقدي باسناده عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا آذاك البراغيث فخذ قدحا من ماء فاقرأ عليه سبع مرات: وما لنا ان لا نتوكل على الله " الآية " فان كنتم آمنتم بالله فكفوا شركم واذاكم عنا، ثم ترش الماء حول فراشك، فإنك تبيت تلك الليلة آمنا من شرها.
32 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وعلى الله فليتوكل المتوكلون " قال: الزارعون.
33 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره، وهو قوله: وقال الذين كفروا إلى قوله: فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم.
34 - في مجمع البيان جاء في الحديث: من آذى جاره ورثه الله داره.
35 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستي وفي خبر آخر عن ابن مسعود قال: لما نزلت هذه الآية: " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة " تلاها رسول الله صلى الله عليه وآله على أصحابه فخر فتى مغشيا عليه، فوضع النبي صلى الله عليه وآله يده على فؤاده فوجده يكاد يخرج من مكانه، فقال: يا فتى قل لا إله إلا الله، فتحرك الفتى فقالها، فبشره النبي صلى الله عليه وآله بالجنة، فقال القوم: يا رسول الله من بيننا؟فقال النبي صلى الله عليه وآله: اما سمعتم الله تعالى يقول: ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد.
36 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالسا إذ اقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيك شبها من عيسى بن مريم لولا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملاء من الناس الا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون ان هو الا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو شئنا لجعلنا منكم " يعني من بني هاشم " ملائكة في الأرض يخلسون " قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا " ان بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل (4) " فامطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ثم قال له: يا عمرو اما تبت واما رحلت؟فقال: يا محمد بل تجعل لساير قريش شيئا مما في يديك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم؟فقال له النبي صلى الله عليه وآله ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها فلما صار بظهر المدينة اتته جندلة فرضت هامته (5) ثم اتى الوحي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: " سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج " قال: قلت: جعلت فداك انا لا نقرأها هكذا، فقال، هكذا انزل الله بها جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة عليها السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به قال الله عز وجل: واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد.
37 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسن بن الصباح قال: حدثني انس عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " كل جبار عنيد " من أبى أن يقول: لا إله إلا الله.
38 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: العنيد المعرض عن الحق.
39 - في مجمع البيان: ويسقى من ماء صديد اي ويسقى مما يسيل من الدم والقيح من فروج الزواني في النار عن أبي عبد الله عليه السلام.
40 - وروى أبو امامة عن النبي صلى الله عليه وآله في قوله: " ويسقى من ماء صديد " قال يقرب إليه فيتكرهه، فإذا أدنى منه شوى وجهه ووقع فروة رأسه (6) فإذا شرب قطع أمعاؤه حتى يخرج من دبره، يقول الله عز وجل: " وسقوا ماءا حميما فقطع امعائهم " ويقول: " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه ".
41 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما فان مات وفي بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربه أهل النار " فيصهر به ما في بطونهم والجلود " رواه شبيب بن واقد عن الحسين بن يزيد عن الصادق عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله.
42 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال: يقرب إليه فيكرهه، وإذا أدنى منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شرب تقطعت أمعائه ومزقت تحت قدميه، وانه يخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا وقيحا، ثم قال: وانهم ليبكون حتى تسيل دموعهم ووجوههم جداول، ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتى لو أن السفن أجريت فيها لجرت، وهو قوله: " وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم ".
43 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب فاتوا بشراب غساق وصديد (7) " يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ " وحميم يغلي به جهنم منذ خلقت " كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا ".
44 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن علا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اعلم يا محمد ان أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
45 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف " قال: من لم يقر بولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه بطل عمله مثله مثل الرماد الذي تجئ الريح فتحمله.
46 - في مصباح شيخ الطايفة قدس سره خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وفيها يقول عليه السلام: وتقربوا إلى الله بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه ولا تمسكوا بعصم الكوافر ولا يخلج بكم الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا، قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: " انا أطعنا سادتنا وكبرائنا " إلى قوله عليه السلام وقال الله تعالى: وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدينا الله لهديناكم أفتدرون الاستكبار ما هو؟هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته، والترفع على من ندبوا إلى متابعته، والقرآن ينطق من هذا عن كثير ان تدبره متدبر زجره ووعظه.
47 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقال الشيطان لما قضى الامر اي لما فرغ من أمر الدنيا قال علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه السلام كلما في القرآن " وقال - الشيطان " يريد به الثاني من أوليائه.
48 - في تفسير العياشي عن حريز عمن ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " وقال الشيطان لما قضى الامر " قال: هو الثاني وليس في القرآن شئ " وقال - الشيطان " الا وهو الثاني.
49 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا (8) فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومأة كبل وعشرين ومأة غل، فينظر إبليس فيقول: من هو الذي أضعف الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟فيقال: هذا زفر، فيقول: بما جدد له هذا العذاب؟فيقول: ببغيه على علي عليه السلام فيقول له إبليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم عليه السلام فعصيته، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال: ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين وما عرفتهم من استثنائهم إذ قلت: " ولا تجد أكثرهم شاكرين " فمنتك به نفسك غرورا فيوقف بين يدي الخلايق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف؟فيقول الشيطان وهو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك فيقول له إبليس: فلم عصيت ربك وأطعتني؟فيرد زفر عليه ما قال الله: ان الله وعدكم وعد الحق و وعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان الآية.
50 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: دعاهم ربهم فتفرقوا ولو دعاهم الشيطان فاستجابوا واقبلوا.
51 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة.
قال: يذكر إبليس وتبريه من أوليائه من الانس يوم القيمة اني كفرت بما أشركتمون من قبل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
52 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر قوله تعالى: " يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا: " والكفر في هذه الآية البراءة يقول: فيبرء بعضهم من بعض ونظيرها في سورة إبراهيم قول الشيطان " اني كفرت بما أشركتمون من قبل " وقول إبراهيم خليل الرحمن: " كفرنا بكم يعني تبرأنا منكم.
53 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه عن عمرو بن حريث قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء قال: فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله أصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والأئمة من ذريتهما أغصانها، وعلم الأئمة ثمرها، وشيعتهم المؤمنون ورقها، هل فيها فضل؟قال: قلت: لا والله، قال: والله ان المؤمن ليولد فتورق ورقة فيها، وان المؤمن ليموت فتسقط ورقة منها.
54 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الناس من شجرة شتى، وخلقت انا وابن أبي طالب من شجرة واحدة أصلي علي وفرعي جعفر.
55 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن صالح السابري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الآية: " أصلها ثابت وفرعها في السماء " قال: أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله، وفرعها أمير المؤمنين، والحسن والحسين ثمرها وتسعة من ولد الحسين عليه السلام أغصانها، والشيعة ورقها، والله ان الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، قلت، قوله: تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها قال: ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من كل فج عميق.
56 - في الخرايج والجرايح وروى عن الحلبي عن الصادق عليه السلام عن أبيه و ذكر حديثا طويلا وفي آخره يقول الباقر عليه السلام: واخبركم عما أردتم ان تسئلوا عنه في قوله تعالى: " شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء " نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من العلم.
57 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى السكوني عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال في رجل نذر ان يصوم زمانا، قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستة أشهر، لان الله عز وجل يقول: " تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها " في الكافي مثله سواء.
58 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن محمد الضبي قال: حدثنا محمد ابن هلال (9) قال حدثنا نائل بن نجيح قال: حدثنا عمرو بن شمر عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن قول الله عز وجل: " كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها " قال: اما الشجرة فرسول الله صلى الله عليه وآله، وفرعها علي عليه السلام، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وثمرها أولادها عليهم السلام وورقها شيعتنا، ثم قال: إن المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المولود من شيعتنا ليولد فتورق الشجرة ورقة.
59 - في مجمع البيان " كشجرة طيبة " الآية روى انس عن النبي صلى الله عليه وآله ان هذه الشجرة الطيبة النخل.
60 - وروى عن ابن عباس قال: قال: جبرئيل للنبي صلى الله عليه وآله: أنت الشجرة و علي غصنها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها.
61 - " كل حين " اي في كل ستة أشهر عن أبي جعفر عليه السلام.
62 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن خالد بن حريز عن أبي الربيع عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن رجل قال: لله علي ان أصوم حينا وذلك في شكر؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد اتى علي عليه السلام في مثل هذا فقال: صم ستة أشهر، فان الله عز وجل يقول: " تؤتى اكلها كل حين بأذن ربها " يعني ستة أشهر.
63 - محمد بن يحيى رفعه عن أحدهما عليهما السلام قال: تقول: إذا غرست أو زرعت: " ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها ".
64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها، اي يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها لأسقطوها مع ما أسقطوا.
65 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي الحلبي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام في قول الله: " ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء " قال: يعني النبي صلى الله عليه وآله الأصل الثابت، والفرع الولاية لمن دخل فيها.
66 - عن عبد الرحمن بن سالم الأشل عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام: " ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة " الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لأهل بيت نبيه لمن عاداهم هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
67 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي جعفر الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى " مثل كلمة طيبة " الآية قال: الشجر رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسبه ثابت في بني هاشم وفرع الشجرة علي بن أبي طالب وغصن الشجرة فاطمة عليها السلام، وثمرتها الأئمة من ولد علي وفاطمة عليهما السلام والأئمة من أولادها أغصانها، وشيعتها (10) ورقها، وان المؤمن من شيعتنا ليموت فتسقط من الشجرة ورقة، وان المؤمن ليولد فتورق الشجرة، قلت: أرأيت قوله: " تؤتى اكلها كل حين بإذن ربها "؟قال: يعني بذلك ما يفتون به الأئمة شيعتهم في كل حج وعمرة من الحلال والحرام (11) ثم ضرب الله لأعداء آل محمد صلى الله عليه وآله فقال: " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ".
68 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء وبنو أمية لا يذكرون الله في مسجد ولا في مجلس، ولا تصعد أعمالهم إلى السماء الا قليل منهم.
69 - في جوامع الجامع واما الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث (12) وعن الباقر عليه السلام بنو أمية.
70 - في مصباح الكفعمي عن علي عليه السلام من به الثؤلول (13) فليقرأ عليها هذه الآيات سبعا في نقصان الشهر " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار " " وبست الجبال بسا فكانت هباء منبثا ".
71 - في الكافي علي بن إبراهيم عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل ابن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي جميعا عن أبي جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبد الاعلى، وعلي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله اني كنت عليك جريصا شحيحا (14) فمالي عندك؟فيقول: خذ مني كفنك، قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله اني كنت لكم محبا، واني كنت عليكم محاميا فماذا عندكم؟فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها، قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله اني كنت فيك لزاهدا و ان كنت علي لثقيلا فماذا عندك؟فيقول: انا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى اعرض انا وأنت على ربك قال: فإن كان لله وليا اتاه أطيب الناس ريحا، وأحسنهم منظرا، و أحسنهم رياشا (15) فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟فيقول: انا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة، وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله ان يعجله، فإذا ادخل قبره اتاه ملكا القبر يجران اشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما أصواتهما كالرعد القاصف، وابصارهما كالبرق الخاطف. فيقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟فيقول: الله ربي، وديني الاسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وآله فيقولان: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عز وجل: يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فالحياة الدنيا وفي الآخرة ثم يفسحان له (16) في قبره مد بصره، ثم يفتحان بابا إلى الجنة يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم قال الله عز وجل: " أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن إذا خرج من بيته شيعته الملائكة إلى قبره، يزدحمون عليه، حتى إذا انتهى به إلى قبره، قالت له الأرض: مرحبا بك واهلا، اما والله لقد كنت أحب ان يمشي علي مثلك لترين ما اصنع به، فيوسع له مد بصره، ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا (17) القبر منكر ونكير، فيلقيان فيه الروح إلى حقويه (18) فيقعدانه ويسئلانه فيقولان: من ربك؟فيقول: الله، فيقولان: ما دينك؟فيقول: الاسلام فيقولان ومن نبيك؟فيقول: محمد فيقولان: ومن امامك؟فيقول: فلان قال: فينادي مناد من السماء صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنة وافتحوا بابا إلى الجنة والبسوه من ثياب الجنة حتى يأتينا وما عندنا خير له ثم يقال له: نم نومة عروس نم نومة لا حلم فيها (19) قال: وإن كان كافرا خرجت الملائكة تشيعه إلى قبره يلعنونه حتى إذا انتهى إلى قبره، قالت له الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، اما والله لقد كنت أبغض ان يمشي علي مثلك لا جرم لترين ما اصنع بك اليوم فتضيق عليه حتى تلتقي جوانحه (20) قال: ثم يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال أبو بصير: قلت: جعلت فداك يدخلان على المؤمن و الكافر في صورة واحدة؟قال: لا، قال: فيقعدانه ويلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقولان: من ربك؟فيتلجلج (21) فيقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: ما دينك؟فيتلجلج فيقولان له: لا دريت، ويقولان له: من نبيك؟فيقول قد سمعت الناس يقولون فيقولان له: لا دريت، ويسئل عن امام زمانه، قال: وينادي مناد من السماء: كذب عبدي افرشوا في قبره من النار، والبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وما عندنا شر له، ويضربانه بمرزبة (22) ثلاث ضربات، ليس منها ضربة الا يتطاير قبره نارا، لو ضرب بتلك المزربة جبال تهامة (23) لكانت رميما.
وقال أبو عبد الله عليه السلام: ويسلط الله عليه في قبره الحيات تنهشه نهشا (24) والشيطان يغمه غما، قال: ويسمع عذابه من خلق الله الا الجن والإنس، وانه ليسمع خفق نعالهم ونفض أيديهم وهو قوله الله عز وجل: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ".
73 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان الشيطان ليأتي الرجل من أوليائنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضله عما هو عليه، فيأبى الله عز وجل له ذلك، وذلك قول الله عز وجل: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ".
74 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي - جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: إذا وضع الرجل في قبره اتاه ملكان ملك عن يمينه و ملك عن يساره، وأقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم يزعم أنه رسول الله فيفزع لذلك فزعة ويقول إن كان مؤمنا: محمد صلى الله عليه وآله رسول الله، فيقال له عند ذلك: نم نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة، وهو قول الله: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " وإن كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول إنه رسول الله؟فيقول: ما أدري، فيخلى بينه وبين الشيطان.
75 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا وضع الرجل في قبره اتاه ملكان، ملك عن يمينه وملك عن شماله، وأقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟قال: فيفزع لذلك فيقول إن كان مؤمنا: عن محمد تسئلاني؟فيقولان له عند ذلك: نم نومة لا حلم فيها ويفسح له في قبره سبعة أذرع، ويرى مقعده من الجنة، وإن كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذي بين ظهرانيكم؟فيقول: ما أدري ويخلى بينه وبين الشيطان ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شئ، وهو قول الله: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء ".
76 - في عيون الأخبار عن محمد بن سنان قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام قبل ان يحمل إلى العراق بسنة، وعلي ابنه عليه السلام بين يديه، فقال لي: يا محمد! قلت: لبيك، قال: إنه سيكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها، ثم أطرق ونكت بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلي وهو يقول: " ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " قلت: وما ذاك جعلت فداك؟قال: من ظلم ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي، كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام حقه وجحد إمامته من بعد محمد صلى الله عليه وآله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
77 - وباسناده إلى الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا الا بتحريم الخمر، وان يقر له بان الله يفعل ما يشاء، وأن يكون من تراثه الكندر.
78 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سئلت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل: " من يهدى الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا " فقال: ان الله تبارك وتعالى يضل الظالمين يوم القيمة عن دار كرامته، ويهدي أهل الايمان والعمل الصالح إلى جنته كما قال عز وجل: " ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء " وقال عز وجل: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتها الأنهار في جنات النعيم ".
79 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن إسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن علي بن الحسين العبدي عن سعد الإسكاف عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وعدلوا عن وصيه لا يتخوفون ان ينزل بهم العذاب؟ثم تلا هذه الآية: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده، وبنا يفوز من فاز يوم القيمة.
80 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمان بن كثير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا " الآية قال: عنى قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه وآله ونصبوا له الحرب وجحدوا وصيه.
81 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحارث النضري، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " الذين بدلوا نعمة الله كفرا " قال: ما يقولون في ذلك؟قلت: يقولون هم الافجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، قال: ثم قال: هي والله قريش قاطبة، ان الله تبارك وتعالى خاطب نبيه صلى الله عليه وآله فقال: اني فضلت قريشا على العرب وأتممت عليكم نعمتي، وبعثت إليهم رسولا (رسولي خ) فبدلوا نعمتي كفرا وأحلوا قومهم دار البوار (25).
82 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن عثمان ابن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا "، قال: نزلت في الأفجرين من قريش بني أمية وبني المغيرة، فاما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر، واما بنو أمية فمتعوا إلى حين، ثم قال: ونحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز.
83 - حدثني أبي عن إسحاق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام أنه قال: إن الشجر لم يزل حصيدا كله حتى دعى للرحمن ولد عز الرحمن و جل أن يكون له ولد (26) فكادت السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا، فعند ذلك اقشعر الشجر وصار له شوك، حذار ان ينزل به العذاب، فما بال أقوام غيروا سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر إلى آخر ما نقلنا عن أصول - الكافي سواء.
84 - في تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله: ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ". قال: نحن نعمة الله التي أنعم بها على العباد.
85 - وفي رواية زيد الشحام عنه قال قلت له: بلغني ان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عنها فقال عنى بذلك الافجران من قريش أمية ومخزوم، اما مخزوم فقتله الله يوم بدر، واما أمية فمتعوا إلى حين، فقال أبو عبد الله عليه السلام: عنى الله والله بها قريشا قاطبة، الذين عادوا الله ونصبوا له الحرب.
86 - عن ذريح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فسأله عن قول الله " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا و أحلوا قومهم دار البوار " قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر.
87 - عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: مما قال هارون لأبي الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار ودار من هي؟قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: أين شيعتك؟فقرأ له أبو الحسن عليه السلام " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " قال: فنحن كفار؟قال: لا ولكن كما قال الله: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار " فغضب عند ذلك وغلظ عليه.
88 - عن مسلم المشوف عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قوله: " وأحلوا قومهم دار البوار " قال: هما الافجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة.
89 - في مجمع البيان واختلف في المعنى بالآية فعن أمير المؤمنين عليه السلام انهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة، وسئل رجل أمير المؤمنين عليه السلام عن هذه فقال: هما الافجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة، فأما بنو الأمية فمتعوا إلى حين، واما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر.
90 - في تفسير العياشي عن زرعة عن سماعة قال: إن الله فرض للفقراء في مال الأغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهي الزكاة، منها (27) حقنوا دماءهم وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الأموال حقوقا غير الزكاة وقد قال الله تبارك وتعالى: وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية.
91 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: والشمس والقمر دائبين في مرضاته يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد.
92 - في تفسير العياشي عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبي جعفر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقرأ هذه الآية وآتاكم من كل ما سألتموه قال: ثم قال أبو جعفر عليه السلام: الثوب والشئ الذي لم تسئله إياه أعطاك.
93 - في مجمع البيان قرأ محمد بن علي الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام " من كل ما سألتموه " بالتنوين.
94 - في روضة الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه رفعه قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قرأ هذه الآية وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها يقول: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما لم يجعل في أحد من معرفة ادراكه أكثر من العلم انه لا يدركه فشكر عز وجل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفة شكره، فجعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما علم علم العالمين انهم لا يدركونه فجعله ايمانا، علما منه انه وسع العباد فلا يتجاوز ذلك، فان شيئا من خلقه لا يبلغ مدى عبادته وكيف يبلغ مدى عبادته من لا مدى له ولا كيف؟تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
95 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي إسماعيل القماط عن بشار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام فليأت قبر أبي عبد الله عليه السلام فليعرف عنده، فذلك يجزيه عن حجة الاسلام، اما اني لا أقول يجزي ذلك عن حجة الاسلام الا لمعسر، فاما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام فأراد ان يتنفل بالحج والعمرة فمنعه من ذلك شغل دنياه أو عائق فاتى الحسين بن علي عليهما السلام في يوم عرفة أجزأه ذلك عن أداء حجته وعمرته، وضاعف الله له بذلك أضعافا مضاعفة قلت: كما تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟قال: لا يحصى ذلك، قلت: مأة؟قال: ومن يحصى ذلك، قلت: ألف؟قال: و أكثر، ثم قال: " وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ".
96 - في تفسير العياشي عن الزهري قال: اتى رجل أبا عبد الله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه، فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فإنك من أبناء عبدة الأصنام فقال له: كذبت ان الله أمر إبراهيم ان ينزل إسماعيل بمكة ففعل فقال إبراهيم: رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني ان نعبد الأصنام فلم يعبد أحد من ولد إسماعيل صنما ولكن العرب عبدة الأصنام، وقالت بنو إسماعيل: هؤلاء شفعاؤنا وكفرت ولم تعبد الأصنام.
97 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه يقول لإبراهيم: " لا ينال عهدي الظالمين " اي المشركين لأنه سمى الشرك ظلما بقوله " ان الشرك لظلم عظيم " فلما علم إبراهيم عليه السلام ان عهد الله تبارك وتعالى بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال: واجنبني وبني ان نعبد الأصنام.
98 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنا دعوة أبي إبراهيم، قلنا: يا رسول الله وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟قال: أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم: " اني جاعلك للناس إماما " فاستحق إبراهيم الفرح فقال: يا رب " ومن ذريتي " أئمة مثلي فأوحى الله عز وجل ان يا إبراهيم اني لا أعطيك عهدا لا أوفي لك به، قال: يا رب ما العهد الذي لا تفي لي به قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك، قال: يا رب ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما ابدا، ولا يصح أن يكون إماما، قال إبراهيم: " واجنبني وبني ان نعبد الأصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس " قال النبي صلى الله عليه وآله: فانتهت الدعوة إلي والى أخي علي، لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبيا، وعليا وصيا.
99 - في روضة الكافي ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني ان كنت عالما عن الناس، وعن أشباه الناس، وعن النسناس؟فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا حسين أجب الرجل، فقال الحسين عليه السلام: اما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا، ولذلك قال إبراهيم عليه السلام: فمن تبعني فإنه مني والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(28).
100 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها قال الله عز وجل: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي وقال عز وجل: " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " فنحن أولى الناس بإبراهيم عليه السلام و نحن ورثناه، ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل إبراهيم. أفترغبون عن ملة إبراهيم وقد قال الله تعالى: " ومن تبعني فإنه مني ".
101 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا بن يزيد أنت والله منا أهل البيت، قلت: جعلت فداك من آل محمد صلى الله عليه وآله؟قال: اي والله من أنفسهم، قلت: من أنفسهم جعلت فداك؟قال: اي والله من أنفسهم، يا عمر أما تقرأ كتاب الله عز وجل: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين " أوما تقرأ قول الله عز اسمه: " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ".
102 - في تفسير العياشي عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال: من أحبنا فهو منا أهل البيت، قلت: جعلت فداك منكم؟قال: منا والله، اما سمعت قول إبراهيم عليه السلام " من تبعني فإنه مني ".
103 - عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت؟قال: منا أهل البيت، قال فيها إبراهيم " فمن تبعني فإنه مني " قال عمر بن يزيد: قلت له: من آل محمد؟قال: اي والله من آل محمد اي والله من آل محمد من أنفسهم، أما تسمع الله يقول: " ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه " وقول إبراهيم: " فمن تبعني فإنه مني ".
104 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد لا انه من القوم بأعيانهم، وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم، وكذلك حكم الله في كتابه " ومن يتوله منكم فإنه منهم " وقول إبراهيم: " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم ".
105 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا، لأنه لم يكن له منها ولد، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا إبراهيم عليه السلام ذلك إلى الله عز وجل، فأوحى الله إليه: انما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء ان تركتها استمتعت بها، وان أقمتها كسرتها، ثم أمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها فقال: يا رب إلى أي مكان؟قال: إلى حرمي وامني وأول بقعة خلقتها من الأرض وهي مكة، فأنزل الله عليه جبرئيل عليه السلام بالبراق، فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه السلام عليها، وكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر و نخل وزرع الا وقال: يا جبرئيل إلى ههنا إلى ههنا؟فيقول جبرئيل: لا، امض امض حتى وافى مكة، فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عليه السلام عاهد سارة الا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجرة فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها، فاستظلوا تحته، فلما سرحهم إبراهيم، ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة، قالت له هاجر: يا إبراهيم لم تدعنا في موضع ليس به أنيس ولا ماء ولا زرع؟فقال إبراهيم: الله الذي امرني ان أضعكم في هذا المكان حاضر عليكم، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى، التفت إليهم إبراهيم فقال: ربنا اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ثم مضى وبقيت هاجر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
106 - حدثني أبي عن حنان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " ربنا اني أسكنت " الآية قال: نحن والله بقية تلك العترة.
107 - في تفسير العياشي عن رجل ذكره عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله " اني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم " إلى قوله: " يشكرون " قال: فقال أبو جعفر: نحن هم ونحن بقية تلك الذرية.
108 - عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: إن إبراهيم عليه السلام لما أسكن إسماعيل عليه السلام وهاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما إبراهيم: ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الأرض إلى الله وفي حرم الله؟فقالت له هاجر: يا إبراهيم ما كنت أرى ان نبيا مثلك يفعل ما فعلت؟قال: وما فعلت؟قالت: انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر ولا زرع قد بلغ ولا ضرع يحلب؟قال: فرق إبراهيم ودمعت عيناه عندما سمع منهما، فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام، فأخذ بعضادتي الكعبة ثم قال: " اللهم إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون " قال أبو الحسن: فأوحى الله إلى إبراهيم: ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذي بمكة محرما من استطاع إليه سبيلا فريضة من الله، فمد الله لإبراهيم في صوته حتى اسمع به أهل المشرق والمغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلايق، والتلبية من الحاج في أيام الحاج هي إجابة لنداء إبراهيم عليه السلام يومئذ بالحج عن الله.
109 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام قال: نظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، انما أمروا ان يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم، و يعرضوا علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الآية: " واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ".
110 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: قال أبو جعفر عليه السلام لقتادة (29): من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرى حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: " واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم " ولم يعن البيت فيقول إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم صلى الله عليه وآله التي من هوانا قلبه قبلت حجته، والا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيمة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
111 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها: و الأفئدة من الناس تهوى إلينا، وذلك دعوة إبراهيم عليه السلام حيث قال: " واجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ".
112 - في مجمع البيان وقرء علي عليه السلام وأبو جعفر الباقر وجعفر بن محمد الصادق عليهما السلام " تهوى إليهم " بفتح الواو.
113 - في تفسير العياشي عن أبي جعفر عليه السلام " أفئدة من الناس تهوى إليهم " اما انه لم يعن الناس كلهم، أنتم أولئك ونظراؤكم، وانما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود أو مثل الشعرة السوداء في الثور الأبيض.
114 - عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ابانا إبراهيم كان مما اشترط على ربه فقال: " رب اجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ".
115 - وفي رواية أخرى عنه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ابانا إبراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه ان قال: " اجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم " اما انه لم يعن الناس كلهم، أنتم أولئك رحمكم الله ونظراؤكم، انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو الشعرة السوداء في الثور الأبيض.
116 - في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن علي ابن معبد عن جعفر بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي عمرو عن معاوية بن وهب، قال: استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فاذن لي فسمعته يقول في كلام له: يامن خصنا بالوصية، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوى إلينا وجعلنا ورثة الأنبياء.
117 - في كتاب عوالي اللئالي وقال الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى: " وارزقهم من الثمرات ": هو ثمرات القلوب.
118 - وقال الباقر عليه السلام: ان الثمرات تحمل إليهم من الآفاق وقد استجاب الله له حتى لا يوجد في بلاد الشرق والغرب ثمرة لا توجد فيها، حتى حكى انه يوجد فيها في يوم واحد فواكه ربيعية وصيفية وخريفية وشتائية.
119 - في تفسير العياشي عن السرى قال: سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ شأن إسماعيل، وما اخفى أهل البيت.
120 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي عبد الله الفراء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه، و لكنه يحب أن تبث إليه الحوائج فإذا دعوت فسم حاجتك.
121 - وفي حديث آخر قال: قال إن الله عز وجل يعلم حاجتك وما تريد ولكن يحب ان تبث إليه الحوائج.
122 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ربنا اغفر لي ولوالدي قال: انما نزلت: " لولدي " إسماعيل واسحق.
123 - في مجمع البيان وقرأ الحسين بن علي وأبو جعفر محمد بن علي " ولولدي ".
124 - في تفسير العياشي عن حريز عن عبد الله عمن ذكره عن أحدهما انه قرأ " رب اغفر لي ولولدي " يعني إسماعيل واسحق.
125 - وفي رواية أخرى عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام: انه قرا " ربنا اغفر لي ولوالدي " قال: آدم وحوا.
126 - عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " ربنا اغفر لي ولوالدي " قال هذه كلمة صحفها الكتاب، انما كان استغفاره لأبيه عن موعدة وعدها إياه وانما كان " ربنا اغفر لي ولولدي " يعني إسماعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله.
127 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون انما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار قال: تبقى أعينهم مفتوحة من هول جهنم، لا يقدرون ان يطرفوها (30) قوله: وأفئدتهم هواء قال: قلوبهم تنصدع من الخفقان.
128 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبي الصباح بن عبد الحميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله الذي صنعه الحسن بن علي عليهما السلام كان خيرا لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس ووالله لقد نزلت هذه " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " انما هي طاعة الامام وطلبوا القتال، " فلما كتب عليهم القتال مع الحسين عليه السلام " قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل " أرادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام.
129 - في تفسير العياشي عن سعد بن عمر عن غير واحد من حضر أبا عبد الله عليه السلام ورجل يقول: قد بنيت دار صالح ودار عيسى بن علي، ذكر دور العباسيين فقال رجل: أراناها الله خرابا، أو خربها بأيدينا، فقال له أبو عبد الله عليه السلام: لا تقل هكذا، بل تكن مساكن القائم وأصحابه اما سمعت الله يقول: وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم.
130 - عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال وإن كان مكر بني عباس بالقائم لتزول منه قلوب الرجال.
131 - عن الحارث عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن نمرود أراد ان ينظر إلى ملك السماء، فأخذ نسورا أربعة (31) فرباهن حتى كن نشاكم (32) وجعل تابوتا من خشب وادخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما رأى النسور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجل، فارتفعن إلى السماء، فمكث ما شاء الله، ثم إن الرجل اخرج من التابوت رأسه فنظر فإذا هي على حالها، ونظر إلى الأرض فإذا هو لا يرى شيئا (33) فلما يرى سفل العمود وطلب النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من أمر السماء، وهو قول الله: وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ".
132 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال: " وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال " قال: مكر بني فلان.
133 - في مجمع البيان في الشواذ عن علي عليه السلام " وان كاد مكرهم لتزول منه الجبال ".
134 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " ره " وعن ثوبان قال: إن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد أسئلك فتخبرني، فركضه ثوبان برجله (34) وقال قل: يا رسول الله، فقال: لا ادعوه الا بما سماه أهله، فقال: أرأيت قوله عز وجل: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات أين الناس يومئذ؟قال: في الظلمة دون المحشر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(35).
135 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله تعالى في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين، إلى أن قال: لعلكم ترون انه إذا كان يوم القيمة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة و صير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار ان الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده و لا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه؟بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم أرضا تحملهم، وسماء تظلهم. أليس الله يقول: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " وقال الله عز وجل: " أفعيينا بالخلق الأول ل هم في لبس من خلق جديد ".
136 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع قال: حججنا مع أبي جعفر عليه السلام في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فقال نافع: يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " اي ارض تبدل يومئذ؟فقال أبو جعفر عليه السلام: " ارض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عز وجل من الحساب، فقال له نافع: انهم عن الاكل لمشغولون؟فقال أبو جعفر عليه السلام: أهم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار فقال: بل إذ هم في النار قال: فوالله ما شغلهم إذا دعوا بالطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم، قال: صدقت يا بن رسول الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(36).
137 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سأله الأبرش الكلبي عن قول الله عز وجل: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " قال: تبدل خبزة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الأبرش: ان الناس لفي شغل من الاكل؟فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار لا يشتغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب فكيف يشغلون عنه في الحساب.
138 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن القاسم بن عروة عن عبد الله بن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغوا من الحساب، فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب؟فقال: ان الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف لابد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا يومئذ أم في النار؟فقد استغاثوا والله عز وجل يقول: " وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه بئس الشراب ".
139 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال: سأل نافع مولى عمر بن الخطاب أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام فقال: يا أبا جعفر اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: " يوم تبدل الأرض غير الأرض و السماوات " اي أرض تبدل؟فقال أبو جعفر عليه السلام بخبزة بيضاء يأكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلايق، فقال نافع: انهم عن الاكل لمشغولون؟فقال أبو جعفر عليه السلام: حينئذ اشغل أم هم في النار؟قال نافع: بل هم في النار، قال: فقد قال الله: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة ان أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ما شغلهم إذ دعوا الطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا الشراب فسقوا الحميم، فقال: صدقت يا بن رسول الله، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
140 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن نعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟قال: ما شاء الله إلى أن قال عليه السلام: فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات، الا إسرافيل، قال فيقول لإسرافيل: مت، فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر الله السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير، وهو قوله: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا " يعني تبسط " وتبدل الأرض غير الأرض " يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة.
141 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " يوم تبدل الأرض غير الأرض " يعني تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله: " ما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ".
142 - عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال له الأبرش الكلبي: بلغني انك قلت في قول الله: " يوم تبدل الأرض " انها تبدل خبزة؟فقال أبو جعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الأبرش وقال: اما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟فقال: ويحك في اي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟فقال: لا في النار فقال: ويحك وان الله يقول: " لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون * ثم إنهم لشاربون عليه من الحميم * فشاربون شرب الهيم " قال: فسكت.
143 - في مجمع البيان وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله قال يبدل الله الأرض غير الأرض والسماوات فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الأولى، ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.
144 - وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام بالاسناد عن زرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: تبدل الأرض خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ الناس من الحساب، قال الله تعالى: " وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام ".
145 - وروى سهل بن سعد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يحشر الناس يوم القيمة على ارض بيضاء عفراء كقرصة النقي (37) ليس فيها معلم لاحد.
146 - وروى عن أبي أيوب الأنصاري قال: اتى النبي صلى الله عليه وآله حبر من اليهود فقال: أرأيت إذ يقول الله في كتابه: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " فأين الخلق عند ذلك؟فقال: أضياف الله فلن يعجزهم ما لديه.
147 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله " يوم تبدل الأرض غير الأرض " قال: تبدل خبزة بيضاء نقية في الموقف يأكل منها المؤمنون، وترى المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد قال: مقيدين بعضهم إلى بعض سرابيلهم من قطران قال: السرابيل القمص، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " سرابيلهم من قطران " هو الصفر الحار الذائب يقول الله: انتهى حره، وتغشى وجوههم النار سربلوا ذلك الصفر فتغشى وجوههم النار.
148 - حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله قال جبرئيل عليه السلام: لو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه (38) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
149 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: والبسهم سرابيل القطران ومقطعات النيران في عذاب قد اشتد حره وباب قد أطبق على أهله.
150 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان النايحة إذا لم تتب قبل موتها، تقوم يوم القيمة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
قد تم الجزء الثاني تصحيحا وتعليقا حسب تجزئتنا من هذا الجزء في الخامس والعشرين من شهر شعبان المعظم سنة 1383 على يد العبد المذنب الفاني السيد هاشم بن السيد حسين الحسيني المحلاتي المشتهر برسولي عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله.
1. الغضارة: طيب العيش. .
2. الطاهر هو أبو الطيب أو أبو طلحة طاهر بن الحسين المعروف بذو اليمينين والى خراسان، كان من أكبر قواد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته، وهو الذي سيره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الأمين محمد بن زبيدة، وقصة محاربته علي بن عيسى بالري وكسر جيشه وقتله وقتل الأمين بعد دخوله بغداد وغيره معروفة مذكورة في كتب التواريخ. وكان طاهر من أصحاب الرضا عليه السلام وكان متشيعا، وينسب التشيع إلى آل طاهر أيضا، وكان طاهر هو الذي أسس دولة آل طاهر في خراسان وما والاها من سنة 205 إلى 259 وله عهد إلى ابنه وهو من أحسن الرسائل. واما هرثمة فهو هرثمة بن أعين الذي يروى عن الرضا عليه السلام كثيرا وهو أيضا من قواد مأمون وفي خدمته، وكان مشهورا بالتشيع ومحبا لأهل البيت عليهم السلام، وهو من أصحاب الرضا عليه السلام بل من خواصه وأصحاب سره كما يظهر من كتاب العيون وغيره. .
3. كذا في النسخ وزاد في بعض النسخ المصدر بعد ذلك قوله: " زاده الله نعمه ". .
4. هرقل: اسم ملك الروم، أراد ان بني هاشم يتوارثون ملك بعد ملك. .
5. الجندلة: واحدة الجندل: الصخر العظيم. ورض الشئ: دقه وجرشه. والهامة بعض الرأس. .
6. الفروة: جلدة الرأس. .
7. روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار " انتهى " والغساق - بالتشديد والتخفيف - ما يغسق من صديد أهل النار اي يسيل، يقال: غسقت العين: إذا سالت دموعها، والصديد: قيح ودم، وقيل: هو القيح كأنه الماء في رقته والدم في شكله وقيل: هو ما يسيل من جلود أهل النار. .
8. الكبل: القيد. .
9. وفي نسخة " عبد الله بن هلال " ولكن الظاهر الموافق للمصدر ما اخترناه. .
10. وفي المصدر " وشيعتهم " على لفظ الجمع. .
11. " في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام مثله، غير أن في آخره قال: قلت له: جعلت فداك قوله تعالى: " تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها " قال: هو ما يخرج من الامام من الحلال والحرام في كل سنة إلى شيعته، منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
12. الكشوث: نبات يلتف على الشوك والشجر لا أصل له ولا ورق. .
13. الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ، صلب: مستدير. ويقال له بالفارسية " زگيل ". .
14. الشحيح: البخيل. .
15. الرياش: اللباس الفاخر. .
16. فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه. .
17. القعيد بمعنى المقاعد كالجليس. .
18. الحقو: الخصر. .
19. الحلم - بالضم -: ما يراه النائم في نومه، لكنه قد غلب على ما يراه من الشر و القبيح، كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن. .
20. الجوانح: الأضلاع التي تحت الترائب وهي مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر. .
21. التلجلج: التردد في الكلام. .
22. المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر .
23. تهامة: من أسماء مكة المكرمة. .
24. نهشه الحية أو العقرب: لسعته، عضته، وأخذته بأضراسها. .
25. " في اسناد الصحيفة السجادية عن أبي عبد الله عليه السلام قال وقد ذكر بني أمية: أخبر الله نبيه بما يلقى أهل بيت محمد وأهل مودتهم وشيعتهم منهم في أيامهم وملكهم، قال: و أنزل الله تعالى فيهم: " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار " ونعمة الله: محمد وأهل بيته، حبهم ايمان يدخل الجنة، وبغضهم نفاق يدخل النار. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
26. وفي نسخة: " جل الرحمن أن يكون له ولد " ثلاث مرات. .
27. وفي المصدر " بها " مكان " منها ". .
28. " في محاسن البرقي عنه عن علي بن الحكم عن سعد بن أبي خلف عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ونقل كلاما طويلا، وفيه: من أحب علي بن أبي طالب ووالاه وائتم به وأقر بفضله وتولى الأوصياء من بعده حق علي أن أدخلهم في شفاعتي، و حق على ربي أن يستجيب لي فيهم وهم أتباعي، ومن تبعني فإنه مني جرى في مثل إبراهيم عليه السلام وفي الأوصياء. وفي أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام نحوه الا قوله: جرى إلى آخره. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
29. قتادة بن دعامة من مشاهير محدثي العامة ومفسريهم روى عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وسعيد بن المسيب والحسن البصري وغيرهم. .
30. طرف عينه: أطبق أحد جفنيه على الاخر. .
31. النسور جمع النسر: طائر حاد البصر وأشد الطيور وأرفعها طيرانا " وأقواها جناحا وليس في سباع الطير أكبر جثة منه، ويقال له: " أبو الطير " ويقال له بالفارسية " كركس ". .
32. كذا في النسخ وفي المصدر " نشاطا ". وقوله " حتى كن نشاكم " غير موجود في نسخة البحار. .
33. كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا البحار زيادة في الموضع غير مخلة بالمعنى من شاء فليراجع المصدر ج 2: 236 أو البحار ج 5: 123. .
34. اي ضربه بها. .
35. " في الكافي أحمد بن عبد الله عن جده عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فان صدقته تظله، منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
36. " في أصول الكافي باسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المتحابون في الله عز وجل يوم القيامة على ارض زبرجدة خضراء في ظل عرشه عن يمينه، وكلتا يديه يمين. الحديث. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
37. النقي: الحواري وهو الدقيق الأبيض وهو لباب الدقيق. .
38. الوهج: حرارة النار. .