تفسير سورة يوسف
1 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: من قرأ سورة يوسف في كل يوم وفي كل ليلة بعثه الله يوم القيمة وجماله على جمال يوسف، ولا يصيبه فزع يوم القيمة، وكان من اخيار عباد الله الصالحين، وقال: كانت في التوراة مكتوبة.
2 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرأوهن إياها، فان فيها الفتن، وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ.
3 - في مجمع البيان أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: علموا أرقاءكم (1) سورة يوسف فإنه أيما مسلم قرأها وعلمها أهله وما ملكت يمينه هون الله تعالى عليه سكرات الموت وأعطاه الدرجة (2).
4 - في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يقول ليس على النساء اذان إلى أن قال: ويكره لهن تعلم سورة يوسف.
5 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة قال: قال جعفر بن محمد: قال والدي عليه السلام: والله اني لاصانع بعض ولدي واجلسه على فخذي وأكثر له المحبة (3) وأكثر له الشكر، وان الحق لغيره من ولدي ولكن مخالفة عليه (4) منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته، وما انزل الله سورة يوسف الا أمثالا لكيلا يحسد بعضنا بعضا كما حسد يوسف اخوته وبغوا عليه، فجعلها حجة (رحمة خ) على من تولانا ودان بحبنا وجحد أعدائنا، أعني من نصب لنا الحرب والعداوة.
6 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعلموا العربية فإنها كلام الله الذي تكلم به خلقه.
7 - في تفسير علي بن إبراهيم خطبة له صلى الله عليه وآله وفيها: وأحسن القصص هذا القرآن.
8 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وفيها: ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكر كتاب الله عز ذكره.
9 - في الكافي خطبة مسندة إلى أبي جعفر عليه السلام وفيها: وان كتاب الله أصدق الحديث وأحسن القصص.
10 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: الأنبياء على خمسة أنواع: منهم من يسمع الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ما عنى به، ومنهم من ينبأ في منامه مثل يوسف وإبراهيم، ومنهم من يعاين، ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في اذنه.
11 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى حكاية عن يوسف: اني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين فقال في تسمية النجوم: وهو الطارق، وخوبان، والذيال، وذو الكتفان وقابس ووثاب وعموران، وفيلق، ومصبح، والصدع، وذو القروع، والضياء: والنور يعني الشمس والقمر، وكل هذه الكواكب محيطة بالسماء.
12 - وعن جابر بن عبد الله قال: أتى النبي رجل من اليهود يقال له بشأن اليهودي فقال: يا محمد اخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف انها ساجدة له فما أسماءها؟فلم يجبه نبي الله صلى الله عليه وآله يومئذ في شئ، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فأخبر النبي صلى الله عليه وآله بأسمائها، قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بشأن فلما ان جاءه قال النبي صلى الله عليه وآله هل أنت مسلم ان أخبرتك بأسمائها؟قال: نعم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: خوبان و الطارق والذيال وذو الكتفان وقابس ووثاب وعموران والفيلق والصبيح والصدوح وذو القروع والضياء والنور رآها في أفق السماء ساجدة له، فلما قصها يوسف عليه السلام قال يعقوب: هذا أمر متشتت يجمعه الله عز وجل من بعد، فقال بشأن: والله ان هذه لأسماؤها ثم أسلم.
13 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: تأويل هذه الرؤيا انه سيملك مصر ويدخل عليه أبواه واخوته، اما الشمس فأم يوسف راحيل، والقمر يعقوب، واما الأحد عشر كوكبا فاخوته فلما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه وكان ذلك السجود لله تعالى.
14 - حدثني أبي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام انه كان من خبر يوسف عليه السلام انه كان له أحد عشر أخا وكان له من أمه أخ واحد يسمى بنيامين، و كان يعقوب إسرائيل الله اي خالص الله بن إسحاق نبي الله بن إبراهيم خليل الله، فرأى يوسف هذه الرؤيا وله تسع سنين، فقصها على أبيه فقال يعقوب: يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا ان الشيطان للانسان عدو مبين.
15 - في روضة الكافي بعض أصحابنا عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمان عن أبي الحسن عليه السلام قال: إن الأحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق وانما حدثت، فقلت: وما العلة في ذلك؟فقال: ان الله عز ذكره بعث رسولا إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا: إن فعلنا ذلك فما لنا؟فوالله ما أنت بأكثرنا مالا ولا بأعزنا عشيرة، فقال: ان أطعتموني أدخلكم الله الجنة وان عصيتم أدخلكم الله النار، فقالوا: وما الجنة والنار؟فوصف لهم ذلك، فقالوا: متى نصير إلى ذلك؟فقال: إذا متم، فقالوا: لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاما ورفاتا، فازدادوا له تكذيبا وبه استخفاف، فأحدث الله عز وجل فيهم الأحلام، فاتوه فأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك، فقال: ان الله عز ذكره أراد أن يحتج عليكم بهذا، هكذا تكون أرواحكم إذا متم، وان بليت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان.
16 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: رأى المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزءا من أجزاء النبوة.
17 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن الثمالي قال: صليت مع علي بن الحسين عليهما السلام الفجر بالمدينة يوم جمعة فلما فرغ من صلاته وسبحته نهض إلى منزله وانا معه، فدعا مولاة له تسمى سكينة فقال لها: لا يعبر على بابي سائل الا أطعمتموه، فان اليوم يوم الجمعة، قلت له: ليس كل من يسأل مستحق، فقال: يا ثابت أخاف أن يكون بعض من يسألنا محقا فلا نطعمه ونرده فينزل بنا أهل البيت ما نزل بيعقوب وآله أطعموهم أطعموهم، ان يعقوب كان يذبح كل يوم كبشا فيتصدق منه ويأكل هو وعياله منه، و ان سائلا مؤمنا صواما محقا، له عند الله منزلة وكان مجتازا غريبا اعتر (5) على باب يعقوب عشية جمعة عند أوان افطاره يهتف على بابه: اطعموا السائل المجتاز الغريب الجائع من فضل طعامكم يهتف بذلك على بابه مرارا وهم يسمعونه وقد جهلوا حقه ولم يصدقوا قوله، فلما يئس أن يطعموه وغشيه الليل استرجع واستعبر (6) وشكى جوعه إلى الله عز وجل وبات طاويا (7) وأصبح صائما جائعا صابرا حامدا لله، وبات يعقوب وآل يعقوب شباعا بطانا وأصبحوا وعندهم فضلة من طعامهم. قال: فأوحى الله عز وجل إلى يعقوب في صبيحة تلك الليلة: لقد أذللت يا يعقوب عبدي ذلة استحدثت (8) بها غضبي، واستوجبت بها أدبي ونزول عقوبتي وبلواي عليك وعلى ولدك، يا يعقوب ان أحب أنبيائي إلي وأكرمهم علي من رحم مساكين عبادي وقربهم إليه وأطعمهم، وكان لهم مأوى وملجئا، يا يعقوب اما رحمت ذميال (9) عبدي المجتهد في عبادته القانع باليسير من ظاهر الدنيا عشاء أمس لما اعتر ببابك عند أوان افطاره، وهتف بكم: أطعموا السائل الغريب المجتاز القانع فلم تطعموه شيئا فاسترجع واستعبر وشكى ما به إلي، وبات طاويا حامدا لي صابرا وأصبح صائما، وأنت يا يعقوب وولدك شباعا، وأصبحت وعندكم فضلة من طعامكم؟أوما علمت يا يعقوب ان العقوبة والبلوى إلى أوليائي أسرع منها إلى أعدائي؟وذلك حسن النظر مني لأوليائي واستدراج مني لأعدائي؟اما وعزتي لأنزل بك بلوائي ولأجعلنك وولدك غرضا لمصائبي وللأؤدبنك بعقوبتي فاستعدوا لبلواي وارضوا بقضائي و اصبروا للمصائب. فقلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: جعلت فداك متى رأى يوسف الرؤيا؟فقال في تلك الليلة التي بات فيها يعقوب وآل يعقوب شباعا، وبات فيها ذميال طاويا جائعا، فلما رأى يوسف الرؤيا وأصبح فقصها على أبيه يعقوب فاغتم يعقوب لما سمع من يوسف الرؤيا مع ما أوحى الله عز وجل إليه ان استعد للبلاء، فقال يعقوب ليوسف: لا تقصص رؤياك هذه على اخوتك فاني أخاف ان يكيدوا لك كيدا، فلم يكتم يوسف رؤياه وقصها على اخوته، قال علي بن الحسين عليهما السلام: وكانت أول بلوى نزلت بيعقوب وآل يعقوب الحسد ليوسف لما سمعوا منه الرؤيا، قال: فاشتدت رقة يعقوب على يوسف و خاف أن يكون ما أوحى الله عز وجل إليه من الاستعداد للبلاء هو في يوسف خاصة فاشتدت رقته عليه من بين ولده، فلما رأى اخوة يوسف ما يصنع يعقوب بيوسف من تكرمته إياه و ايثاره إياه عليهم، اشتد ذلك عليهم وبدا البلاء فيهم، فنؤامروا (10) فيما بينهم وقالوا: ان يوسف وأخاه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة ان أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين اي تتوبون فعند ذلك قالوا: يا ابانا مالك لا تأمنا على يوسف وانا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع الآية فقال يعقوب: اني ليحزنني ان تذهبوا به وأخاف ان يأكله الذئب فانتزعه حذرا عليه منه أن يكون البلوى من الله على يعقوب في يوسف خاصة لموقعه من قلبه وحبه له. قال: فغلبت قدرة الله وقضائه ونافذ أمره في يعقوب ويوسف واخوته، فلم يقدر يعقوب على دفع البلاء عن نفسه ولا عن يوسف وولده، فدفعه إليهم وهو لذلك كاره متوقع للبلوى من الله في يوسف، فلما خرجوا من منزلهم لحقهم مسرعا فانتزعه من أيديهم فضمه إليه واعتنقه وبكى ودفعه إليهم، فانطلقوا به مسرعين مخافة أن يأخذه منهم ولا يدفعه إليهم، فلما أيقنوا به أتوا به غيضة أشجار (11) فقالوا: نذبحه ونلقيه تحت هذه الشجرة فيأكله الذئب الليلة، فقال كبيرهم: لا تقتلوا يوسف ولكن القوة في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة ان كنتم فاعلين فانطلقوا به إلى الجب و ألقوه فيه وهم يظنون أنه يغرق فيه، فلما صار في قعر الجب ناداهم: يا ولد رومين اقرأوا يعقوب السلام مني، فلما رأوا كلامه قال بعضهم لبعض: لا تزالوا من ههنا حتى تعلموا انه قد مات، فلم يزالوا بحضرته حتى آيسوا ورجعوا إلى أبيهم عشاءا يبكون وقالوا: يا ابانا انا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب، فلما سمع مقالتهم استرجع واستعبر وذكر ما أوحى الله عز وجل إليه من الاستعداد للبلاء فصبر واذعن للبلوى، فقال لهم: " بل سولت لكم أنفسكم أمرا " وما كان الله ليطعم لحم يوسف للذئب من قبل ان أرى تأويل رؤياه الصادقة. قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين عليهما السلام عند هذا فلما كان من الغد غدوت عليه فقلت له: جعلت فداك انك حدثتني أمس بحديث ليعقوب وولده ثم قطعته فما كان من قصة اخوة يوسف وقصة يوسف بعد ذلك؟فقال إنهم لما أصبحوا قالوا: انطلقوا بنا حتى ننظر ما حال يوسف أمات أم هو حي؟فلما انتهوا إلى الجب وجدوا بحضرة الجب سيارة وقد أرسلوا واردهم وادلى دلوه، إذ هو بغلام متعلق بدلوه فقال لأصحابه: " يا بشرى هذا غلام " فلما أخرجوه اقبلوا إليهم اخوة يوسف فقالوا: هذا عبدنا سقط منا أمس في هذا الجب وجئنا اليوم لنخرجه فانتزعوه من أيديهم وتنحوا به ناحية فقالوا له: إما ان تقر لنا انك عبدنا فنبيعك بعض هذه السيارة أو نقتلك فقال لهم يوسف: لا تقتلوني واصنعوا ما شئتم، فأقبلوا به إلى السيارة فقالوا: أمنكم من يشتري منا هذا العبد؟فاشتراه رجل منهم بعشرين درهما وكان اخوته فيه من الزاهدين، وسار به الذي اشتراه من البدو حتى ادخله مصر، فباعه الذي اشتراه من البدو من ملك مصر وذلك قول الله عز وجل: " وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى ان ينفعنا أو نتخذه ولدا " قال أبو حمزة " فقلت لعلي بن الحسين عليهما السلام: ابن كم كان يوسف يوم ألقوه في الجب؟فقال: كان ابن تسع سنين، فقلت: كم كان بين منزل يعقوب يومئذ وبين مصر؟فقال: مسيرة اثنى عشر يوما، قال: وكان يوسف من أجمل أهل زمانه فلما راهق يوسف (12) راودته امرأة الملك عن نفسه فقال لها: معاذ الله انا من أهل بيت لا يزنون فغلقت الأبواب عليها وعليه وقالت: لا تخف وألقت نفسها عليها فأفلت (13) منها هاربا إلى الباب ففتحته فلحقته فجذبت قميصه من خلفه فأخرجته منه فأفلت يوسف منها في ثيابه " وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا الا ان يسجن أو عذاب اليم " قال: فهم الملك بيوسف ليعذبه فقال له يوسف: وإله يعقوب ما أردت بأهلك سوءا بل هي راودتني عن نفسي فسل هذا الصبي أينا راود صاحبه عن نفسه؟قال: وكان عندها صبي من أهلها زائر لها فانطق الله الصبي لفصل القضاء فقال: أيها الملك انظر إلى قميص يوسف فإن كان مقدودا من قدامه فهو الذي راودها؟وإن كان مقدودا من خلفه فهي التي راودته فلما سمع الملك كلام الصبي وما اقتص أفزعه ذلك فزعا شديدا فجئ بالقميص فنظر إليه فلما رآه مقدودا من خلفه قال لها: " انه من كيدكن ان كيدكن عظيم " وقال ليوسف: اعرض عن هذا ولا يسمعه منك أحد واكتمه قال: فلم يكتمه يوسف وأذاعه في المدينة حتى قلن نسوة منهن: " امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه " فبلغها ذلك فأرسلت إليهن وهيئت لهن طعاما ومجلسا ثم أتتهن بأترج " وآتت كل واحدة منهن سكينا " ثم قالت ليوسف: " اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن " وقلن ما قلن، فقالت لهن: " هذا الذي لمتنني فيه " يعني في حبه، وخرجن النسوة من عندها فأرسلت كل واحدة منهن إلى يوسف سرا من صاحبتها تسأله الزيارة، فأبى عليهن وقال: " الا تصرف عني كيدهن أصب إليهن واكن من الجاهلين " فصرف الله عنه كيدهن فلما شاع أمر يوسف وامر امرأة العزيز والنسوة في مصر بدا للملك بعدما سمع قول الصبي ليسجنن يوسف فسجنه في السجن ودخل السجن مع يوسف فتيان و كان من قصتهما وقصة يوسف ما قصه الله في الكتاب قال أبو حمزة: ثم انقطع حديث علي بن الحسين صلوات الله عليه.
18 - في تفسير العياشي عن أبي حديفة (14) عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما ابتلى يعقوب بيوسف انه ذبح كبشا سمينا ورجل من أصحابه يدعى بقوم محتاج لم يجد ما يفطر عليه، فاغفله ولم يطعمه فابتلى بيوسف، وكان بعد ذلك كل صباح مناديه ينادي: من لم يكن صائما فليشهد غداء يعقوب فإذا كان المساء نادى: من كان صائما فليشهد عشاء يعقوب.
19 - في مجمع البيان " قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف " قيل: هو لاوي، رواه علي بن إبراهيم في تفسيره.
20 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن بني يعقوب لما سألوا أباهم يعقوب ان يأذن ليوسف في الخروج معهم قال لهم " اني أخاف ان يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون " قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: قرب يعقوب لهم العلة اعتلوا بها في يوسف.
21 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تلقنوا الكذب فتكذبوا، فان بني يعقوب لم يعلموا ان الذئب يأكل الانسان حتى لقنهم أبوهم.
22 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن الحسن ابن عمار الدهان عن مسمع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما طرح اخوة يوسف، يوسف في الجب اتاه جبرئيل عليه السلام فدخل عليه فقال: يا غلام ما تصنع ههنا؟فقال: ان اخوتي ألقوني في الجب، قال: فتحب أن تخرج منه؟قال: ذاك إلى الله عز وجل ان شاء أخرجني، قال: فقال له: ان الله يقول لك: ادعني بهذا الدعاء حتى أخرجك من الجب فقال له: وما الدعاء؟قال: قل: اللهم إني أسئلك بان لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام ان تصلي على محمد وآل محمد وان تجعل لي مما انا فيه فرجا ومخرجا قال: ثم كان من قصته ما ذكر الله في كتابه.
23 - في تفسير علي بن إبراهيم نحوه سندا ومتنا وزاد بعد قوله: " ومخرجا " وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، فدعا ربه فجعل له من الجب فرجا و من كيد المرأة مخرجا، واتاه ملك مصر من حيث لا يحتسب (15).
24 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله الصادق عليه السلام: ما كان دعاء يوسف في الجب، فانا قد اختلفنا فيه؟فقال: ان يوسف عليه السلام لما صار في الجب وأيس من الحياة قال: اللهم إن كانت الخطايا والذنوب قد أخلقت وجهي عندك فلن ترفع لي إليك صوتا ولن تستجيب لي دعوة فاني أسئلك بحق الشيخ يعقوب فارحم ضعفه واجمع بيني وبينه فقد علمت رقته علي وشوقي إليه (16).
25 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون يقول: لا يشعرون انك أنت يوسف اتاه جبرئيل فأخبره بذلك.
26 - في تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " لننبأنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون " قال كان ابن سبع سنين.
27 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وجاؤا على قميصه بدم كذب قال: إنهم ذبحوا جديا (17) على قميصه.
28 - في تفسير العياشي عن أبي جميلة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أوتي بقميص يوسف إلى يعقوب فقال: اللهم لقد كان ذئبا رفيقا حين لم يشق القميص، قال: وكان به نضح من دم (18).
29 - في مجمع البيان وروى أنه لقى ثوبه على وجهه وقال: يا يوسف لقد اكلك ذئب رحيم، أكل لحمك ولم يشق قميصك (19).
30 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: " وجاؤا على قميصه بدم كذب " وقوله تعالى: " إن كان قميصه قد من قبل " وقوله تعالى ": اذهبوا بقميصي هذا ".
31 - في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة فما العشرون؟قال: بيع يوسف بعشرين درهما.
32 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام في قول الله: وشروه بثمن بخس دراهم معدودة قال: كانت عشرين درهما، والبخس النقص وهي قيمة كلب الصيد إذا قتل كان قيمته عشرين درهما.
33 - في مجمع البيان وكانت الدراهم عشرين درهما وهو المروى عن علي ابن الحسين عليه السلام، قال: وكانوا عشرة اقتسموها درهمين درهمين.
34 - في عيون الأخبار في بابا ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأله عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسئله عن أول من وضع سكة الدنانير والدراهم؟فقال: نمرود بن كنعان.
35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لبعض اليهود - وقد سأله عن مسائل -: وانما سمى الدرهم درهما لأنه دراهم من جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار.
36 - في تفسير العياشي عن الحسن عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " و شروه بثمن بخس دراهم معدودة " قال: كانت عشرين درهما.
37 - عن عبد الله بن سليمان عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: قد كان يوسف بين أبويه مكرما، ثم صار عبدا حتى بيع اخس وأوكس الثمن (20) ثم لم يمنع الله ان بلغ به حتى صار ملكا.
38 - عن ابن حصين عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: " وشروه بثمن بخس دراهم معدودة " قال كانت دراهم ثمانية عشر درهما.
39 - وبهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: كانت الدراهم عشرين درهما وهي قيمة كلب الصيد إذا قل، والبخس النقص.
40 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام هيت لك بالهمز وضم التاء.
41 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن الجهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما قوله في يوسف عليه السلام: ولقد همت به وهم بها فإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها ان أجبرته لعظم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء يعني القتل والزنا.
42 - وفي باب مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء باسناده إلى علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: " ولقد همت به وهم بها ولولا أن رأى برهان ربه " فقال الرضا عليه السلام: لقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به لكنه كان معصوما والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه ولقد حدثني أبي عن الصادق عليه السلام: أنه قال: همت بأن تفعل وهم بان لا يفعل، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
43 - وفي باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة، وبهذا الاسناد عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال في قول الله عز وجل: " لولا أن رأى برهان ربه " قال: قامت امرأة العزيز إلى الصنم فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف.
ما هذا؟فقالت: أستحيي من الصنم أن يرانا، فقال لها يوسف: أتستحين ممن لا يسمع ولا يبصر ولا يفقه ولا يأكل ولا يشرب ولا استحي انا ممن خلق الانسان وعلمه؟فذلك قوله تعالى: " لولا أن رأى برهان ربه ".
44 - في أمالي الصدوق رحمه الله باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لعلقمة: ان رضا الناس لا يملك، وألسنتهم لا تضبط، وكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله عليهم السلام، ألم ينسبوا يوسف عليه السلام إلى أنه هم بالزنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
45 - في تفسير العياشي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما همت به وهم بها قالت له: كما أنت (21) قال: ولم؟قالت: حتى أغطي وجه الصنم لا يرانا فذكر الله عند ذلك وقد علم أن الله يراه ففر منها.
46 - عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن يوسف لما حل سراويله رأى مثال يعقوب عاضا على إصبعه (22) وهو يقول له: يوسف! قال: فهرب ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لكني والله ما رأيت عورة أبي قط، ولا رأى أبي عورة جدي قط، ولا رأى جدي عورة أبيه قط، قال: وهو عاض على إصبعه فوثب فخرج الماء من ابهام رجله (23).
47 - عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه السلام قال: اي شئ يقول الناس في قول الله عز وجل: " لولا أن رأى برهان ربه "؟قلت: يقولون: رأى يعقوب عاضا على إصبعه، فقال: لا، ليس كما يقولون، فقلت: فأي شئ رأى؟قال: لما همت به وهم بها قامت إلى صنم معها في البيت، فألقت عليه ثوبا فقال لها يوسف: ما صنعت؟قالت: طرحت عليه ثوبا استحيي ان يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت تستحين من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر، ولا أستحي أنا من ربي؟.
48 - عن إسحاق بن بشار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الله بعث إلى يوسف وهو في السجن: يا بن يعقوب ما أسكنك مع الخطائين؟قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهلها.
49 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله في يوسف: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ": واما هفوات الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عز وجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم ولان منهم يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل.
50 - في مجمع البيان " لولا أن رأى برهان ربه " اختلف فيه على وجوه إلى قوله: ثالثها: انه النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش والحكمة الصارفة عن القبايح روى ذلك عن الصادق عليه السلام.
51 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال الله عز وجل " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء " يعني ان يدخل في الزنا (24).
52 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن بعض رجاله رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لما همت به وهم بها قامت إلى صنم في بيتها فألقت فيه ملائة (25) لها فقال لها يوسف ما تعملين؟قالت: ألقي على هذا الصنم ثوبا لا يرانا فاني أستحيي منه، فقال يوسف: فأنت تستحين من صنم لا يسمع ولا يبصر ولا أستحي أنا من ربي؟فوثب وعدا وعدت من خلفه و أدركهما العزيز على هذه الحالة وهو قول الله عز وجل: واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب فبادرت امرأة العزيز فقالت ما جزاء من أراد باهلك سوء الا ان يسجن أو عذاب اليم فقال يوسف للعزيز: هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها فألهم الله عز وجل يوسف ان قال للملك: سل هذا الصبي في المهد فإنه سيشهد انها راودتني عن نفسي، فقال العزيز للصبي فانطق الله الصبي في المهد ليوسف حتى قال: إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى العزيز قميص يوسف قد تخرق من دبر قال لامرأته: انه من كيدكن ان كيدكن عظيم ثم قال ليوسف: اعرض عن هذا واستغفري لذنبك انك كنت من الخاطئين.
53 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاثا آيات في قوله تعالى: " وجاءوا على قميصه بدم كذب " وقوله تعالى: " إن كان قميصه قد من قبل " الآية وقوله تعالى: " اذهبوا بقميصي هذا " الآية.
54 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: قد شغفها حبا يقول: قد حجبها حبه عن الناس فلا تعقل غيره، والحجاب هو الشغاف والشغاف هو حجاب القلب.
55 - في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام وعلي بن الحسين ومحمد بن علي و جعفر بن محمد عليهم السلام " قد شعفها " بالعين.
56 - ان هذا الا ملك كريم وروى عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصف يوسف حين رآه في السماء الثانية. رأيت رجلا صورته صورة القمر ليلة البدر، قلت: يا جبرئيل من هذا؟قال: هذا أخوك يوسف.
57 - في تفسير العياشي عن محمد بن مروان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن يوسف خطب امرأة جميلة كانت في زمانه، فردت عليه: أيا عبد الملك (26) إياي تطلب؟قال: فطلبها إلى أبيها فقال له أبوها: ان الامر أمرها، قال: فطلبها إلى ربه وبكى، فأوحى الله إليه: اني قد زوجتكها، ثم ارسل إليها اني أريد ان أزوركم فأرسلت إليه ان: تعال، فلما دخل عليها أضاء البيت لنوره فقالت: ما هذا الا ملك كريم، فاستسقى فقامت إلى الطاس لتسقيه، فجعل يتناول الطاس من يدها فتناوله فاها، فجعل يقول لها: انتظري ولا تعجلي قال: فتزوجها.
58 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعوية؟فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادي الصلاة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: إن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟قال: أولهم إبراهيم عليه السلام إلى أن قال: ولي بيوسف أسوة إذ قال: رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه فان قلتم ان يوسف دعى ربه وسأله السجن بسخط ربه فقد كفرتم، وان قلتم: انه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه واختار السجن فالوصي اعذر.
59 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال السجان ليوسف: اني لأحبك، فقال يوسف عليه السلام: ما أصابني الا من الحب، إن كانت خالتي أحبتني سرقتني، وإن كان أبي أحبني حسدني اخوتي، وإن كانت امرأة العزيز أحبتني حبستني، قال: وشكى في السجن إلى الله فقال: يا رب بما استحققت السجن؟فأوحى الله إليه أنت اخترته حين قلت: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " هلا قلت: العافية أحب إلي مما يدعونني إليه؟.
60 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: ثم بدا لهم من بعدما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين والآيات شهادة الصبي والقميص المخرق من دبر و استباقهما الباب حتى سمع مجاذبتها إياه على الباب، فلما عصاها لم تزل مولعة بزوجها حتى حبسه.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: سبق قريبا عن تفسير العياشي استحقاقه الحبس بجرمه واعترافه بذلك فلذلك لم نعده.
61 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء والتطير منه وثقله وأي أربعاء هو؟فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه إلى أن قال: ويوم الأربعاء ادخل يوسف عليه السلام السجن.
62 - في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحراني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة إلى أن قال: واما يوسف فبكى على يعقوب عليه السلام حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: اما ان تبكي الليل وتسكت بالنهار واما ان تبكي النهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منهما.
63 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بكى أحد بكاء ثلاثة إلى قوله: واما يوسف فإنه كان يبكي على أبيه يعقوب وهو في السجن فتأذى به أهل السجن فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما.
64 - في أصول الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن سيف بن عميرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: جاء جبرئيل عليه السلام إلى يوسف وهو في السجن فقال له يا يوسف قل في دبر كل صلاة: اللهم اجعل لي فرجا ومخرجا وارزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب.
65 - في تفسير العياشي عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله علم تأويل الرؤيا، فكان يعبر لأهل السجن رؤياهم وان فتيين ادخلا معه السجن يوم حبسه، فلما باتا أصبحا فقالا له: انا رأينا رؤيا فعبرها لنا، فقال: وما رأيتما؟فقال أحدهما اني أراني احمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه وقال الآخر اني رأيت أن أسقى الملك خمرا، فعبر لهما رؤياهما على ما في الكتاب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
66 - ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام: قال الآخر " اني أراني احمل فوق رأسي خبزا " قال: احمل فوق رأسي جفنة (27) فيها خبز تأكل الطير منه.
67 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام في قوله: انا نريك من المحسنين قال: كان يقوم على المريض ويلتمس للمحتاج ويوسع على المحبوس.
68 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " انا نريك من المحسنين " قال: كان يوسع المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف.
69 - في مجمع البيان وقيل: " من المحسنين " اي ممن يحسن تأويل الرؤيا، قال: وهذا دليل على أن أمر الرؤيا صحيح، وانها لم تزل في الأمم السابقة، وفي الحديث: ان الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة وتأويله ان الأنبياء يخبرون بما سيكون والرؤيا تدل على ما سيكون، فيكون معنى الآية: انا نعلمك ونظنك ممن يعرف الرؤيا، ومن ذلك قول أمير المؤمنين: عليه السلام قيمة كل امرء ما يحسنه.
70 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلى الله عليه وآله ثم تلا هذه فقال يوسف عليه السلام: واتبعت ملة آبائي إبراهيم واسحق ويعقوب.
71 - في مجمع البيان " اما أحدكما فيسقى ربه خمرا " الآية فروى أنه قال: اما العناقيد الثلاثة (28) فإنها ثلاثة أيام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه.
72 - وقيل: إن المصلوب منهما كان كاذبا والآخر صادقا عن أبي مجلز ورواه علي بن إبراهيم أيضا في تفسيره عنهم عليهم السلام.
73 - في تفسير العياشي عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف إلى قوله: ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك قال ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله: فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من أراك الرؤيا التي رأيتها؟فقال: أنت يا ربي قال: فمن حببك إلى أبيك؟قال: أنت يا ربي، قال: فمن وجه السيارة إليك، قال: أنت يا ربي؟قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا؟قال أنت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا؟قال: أنت يا ربي، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك؟قال: أنت يا ربي، قال: فمن صرف عنك كيد امرأة العزيز والنسوة؟قال: أنت يا ربي، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟قال: أنت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسألني ان أخرجك من السجن واستغثت وأملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع إلي ؟! البث في السجن بذنبك بضع سنين بارسالك عبدا إلى عبد.
74 - عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله ليوسف: الست حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن؟أولست الذي بعثت إليك السيارة وأنقذتك وأخرجتك من الجب؟أولست الذي صرفت عنك كيد النسوة؟فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني! فالبث لما قلت في السجن بضع سنين.
75 - عن عبد الله بن عبد الرحمان عمن ذكره عنده قال قال: لما قال للفتى: " اذكرني عند ربك " اتاه جبرئيل عليه السلام فضربه برجله حتى كشط له عن الأرض السابعة (29) فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى؟فقال: أرى حجرا صغيرا، ففلق الحجر فقال: ماذا ترى؟قال: أرى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها؟قال: الله، قال: فان ربك يقول: لم انس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الأرض السابعة أظننت اني أنساك حتى تقول للفتى: " اذكرني عند ربك "؟لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما، فكان في اليوم الذي يسكت أسوء حالا.
76 - عن يعقوب بن يزيد رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: فلبث في السجن بضع سنين قال سبع سنين.
77 - في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: عجبت من أخي يوسف كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق؟.
78 - وروى أنه عليه السلام قال: لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث.
79 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يوسف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان رب العالمين يقرئك السلام ويقول لك: من جعلك أحسن خلقه؟قال: فصاح ووضع خده على الأرض، ثم قال، أنت يا رب، ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى أبيك دون اخوتك؟قال: فصاح ووضع خذه على الأرض وقال: أنت يا رب، قال ويقول لك: من أخرجك من الجب بعد ان طرحت فيها وأيقنت بالهلكة؟قال: فصاح ووضع خده على الأرض ثم قال: أنت يا رب، قال: فان ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين، قال: فلما انقضت المدة واذن الله له في دعاء الفرج وضع خده على الأرض ثم قال: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بوجه آبائي الصالحين إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب، ففرج الله عنه قلت: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء؟فقال: ادع بمثله: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك فاني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام.
80 - وفيه وقال: ولما أمر الملك بحبس يوسف في السجن الهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لأهل السجن، فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما " وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك " ولم يفزع في تلك الحالة إلى الله أوحى الله إليه: من أراك الرؤيا التي رايتها؟فقال يوسف: أنت يا رب، قال: فمن حببك إلى أبيك؟قال: أنت يا رب، قال: فمن وجه تلك السيارة التي رايتها؟قال: أنت يا رب، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا؟قال أنت يا رب، قال: فمن أنطق لسان الصبي بعذرك؟قال: أنت يا رب، قال: فمن ألهمك تأويل الرؤيا؟قال: أنت يا رب، قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي، وأملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي. وفي قبضتي ولم تفزع إلي؟البث في السجن بضع سنين، فقال يوسف؟أسألك بحق آبائي عليك الا فرجت عني، فأوحى الله إليه: يا يوسف وأي حق لابائك وأجدادك علي إن كان أبوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي وأسكنته جنتي وأمرته ان لا يقرب شجرة منها فعصاني وسألني فتبت عليه، وإن كان أبوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم، فلما عصوا دعاني فاستجبت له وغرقتهم وأنجيته ومن معه في الفلك، وإن كان أبوك إبراهيم اتخذته خليلا وأنجيته من النار وجعلتها عليه بردا وسلاما، وإن كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، فأي حق لآبائك علي؟ قال: فقال له جبرئيل عليه السلام: قل يا يوسف: أسألك بمنك العظيم واحسانك القديم فقالها فرأى الملك الرؤيا وكان فرجه فيها.
81 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام " وسبع سنابل ".
82 - في تفسير العياشي عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقرأ " سبع سنابل خضرة ".
83 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان، وأضغاث أحلام.
84 - في أمالي شيخ الصدوق رحمه الله باسناده إلى النوفلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: المؤمن يرى الرؤيا فتكون الرؤيا كما يراها وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئا؟فقال: ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكلما رآه المؤمن في ملكوت السماوات في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكلما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
85 - وباسناده إلى علي عليه السلام، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا؟فقال رسول الله عليه السلام: انه ما من عبد ينام الا عرج بروحه إلى رب العالمين فما رأى عند رب العالمين فهو حق، ثم إذا أمر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والأرض، فما رأته فهو أضغاث أحلام.
86 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأت فاطمة في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فأحزنها ذلك، فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رؤيا فتمثلت بين يديه قال: أرأيت فاطمة هذا البلاء؟قالت: لا قال: يا أضغاث أرأيت فاطمة هذه البلاء؟قالت: نعم، يا رسول الله قال: فما أردت بذلك؟قالت: أردت ان أحزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشئ.
87 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام " قربتم لهن " وقرا أيضا " يعصرون " بياء مضمومة وصاد مفتوحة.
88 - في تفسير علي بن إبراهيم وقال الصادق عليه السلام: انما انزل ما قربتم لهن وقال أبو عبد الله عليه السلام قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام: ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فقال: ويحك أي شئ يعصرون؟قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟فقال: انما نزلت " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " اي يمطرون بعد المجاعة والدليل على ذلك قوله: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
89 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " بالياء يمطرون، ثم قال: أما سمعت قوله: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
90 - عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله: " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " مضمومة ثم قال: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا.
91 - في روضة الكافي الحسين بن أحمد بن هلال عن ياسر الخادم قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: رأيت في النوم كأن قفصا (30) فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير؟فقال: ان صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت، فخرج محمد بن إبراهيم (31) بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات.
92 - إسماعيل بن عبد الله القرشي قال: أتى إلى أبي عبد الله عليه السلام رجل فقال له يا بن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكأن شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب يلوح بسيفه وأنا أشاهده فزعا مرعوبا؟فقال له عليه السلام: أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك، فقال الرجل: أشهد انك قد أوتيت علما واستنبطته من معدته أخبرك يا بن رسول الله عما فسرت لي، ان رجلا من جيراني جاءني وعرض علي ضيعته فهممت ان أملكها بوكس كثير (32) لما عرفت انه ليس لها طالب غيري، فقال أبو عبد الله عليه السلام: وصاحبك يتولانا ويتبرء من عدونا؟فقال: نعم يا بن رسول الله رجل جيد البصيرة مستحكم الدين، وانا تائب إلى الله عز ذكره واليك مما هممت به ونويته فأخبرني لو كان ناصبيا حل لي اغتياله؟فقال: أد الأمانة لمن ائتمنك وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين عليه السلام.
93 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لقد عجبت من يوسف وكرمه و صبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى اشترط ان يخرجوني.
94 - في تفسير العياشي عن ابان عن محمد بن مسلم عنهما قالا: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لو كنت بمنزلة يوسف حين ارسل إليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجني من السجن، وتعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عليه (33).
95 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله: ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة قال: يعني العزيز.
96 - في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه وآله متصلا بما سبق أعنى قوله: يخرجوني و لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول فقال: ارجع إلى ربك ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لأسرعت الإجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر انه كان لحليما ذا أناة (34).
97 - وروى أن يوسف لما خرج من السجن دعى لهم وقال: اللهم اعطف عليهم بقلوب الأخيار ولا تعم عليهم الاخبار، فلذلك يكون أصحاب السجن أعرف الناس بالاخبار في كل بلدة، وكتب على بابا السجن: هذا قبور الاحياء وبيت الأحزان وتجربة الأصدقاء وشماتة الأعداء.
98 - وروى عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: رحم الله أخي يوسف لو لم يقل: اجعلني على خزائن الأرض لولاه من ساعته، ولكنه أخر ذلك سنة.
99 - في عيون الأخبار حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن الصلت الهروي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يا بن رسول الله ان الناس يقولون: انك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا؟فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا ان يوسف عليه السلام كان نبيا ورسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز " قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على اكراه واجبار بعد الاشراف على الهلاك، على اني ما دخلت في هذا الامر الا دخول خارج منه، فإلى الله المشتكى وهو المستعان.
100 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصير عن الحسن بن موسى قال: روى أصحابنا عن الرضا عليه السلام أنه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه؟فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصي؟فقال: لا، بل النبي، قال: فأيهما أفضل مسلم أو مشرك؟قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف عليه السلام نبيا، وان المأمون مسلم وانا وصي، ويوسف سأل العزيز ان يوليه حين قال: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " وانا أجبرت على ذلك وقال عليه السلام في قوله: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " قال: حافظ لما في يدي عالم بكل لسان.
101 - في الخرائج والجرائح عن محمد بن زيد الرازي قال: كنت في خدمة الرضا عليه السلام لما جعله المأمون ولي عهده فأتاه رجل من الخوارج في كمه مدية (35) مسمومة وقد قال لأصحابه: والله لآتين هذا الذي يزعم أنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد دخل لهذا الطاغية ما دخل، فأسأله عن حجته فإن كان له حجة والا أرحت الناس منه، فأتاه واستأذن عليه عليه السلام فأذن له، فقال له أبو الحسن عليه السلام: أجيبك عن مسألتك على شريطة توفي لي بها، فقال: وما هذه الشريطة؟قال: إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الذي في كمك وترمي به، فبقي الخارجي متحيرا وأخرج المدية وكسرها، ثم قال: أخبرني عن دعواك مع هذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار وأنت ابن رسول لله ما حملك على هذا؟فقال أبو الحسن عليه السلام: أرأيتك هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر وأهل مملكته؟أليس هؤلاء على حال يزعمون أنهم موحدون وأولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه، و ان يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي وقال لعزيز مصر وهو كافر: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " وكان يجالس الفراعنة، وانا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله اجبرني على هذا الامر واكرهني عليه فما الذي أنكرت ونقمت علي؟فقال: لا عتب عليك اشهد انك ابن نبي الله وانك صادق.
102 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول يوسف عليه السلام: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " قال: حفيظ بما تحت يدي، عليم بكل لسان.
103 - في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه؟قال: نعم إذا اضطر إليه أما سمعت قول يوسف: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " وقول العبد الصالح: " وانا لكم ناصح أمين ".
104 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لأقوام يظهرون الزهد ويدعون الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (36) وأخبروني أين أنتم عن سليمان بن داود عليهما السلام ثم يوسف النبي، حيث قال لملك مصر: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " فكان من امره الذي كان ان اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة أصابتهم، وكان يقول الحق ويعمل به، فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه.
105 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمان بن حماد عن يونس بن يعقوب عن سعد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما صارت الأشياء ليوسف بن يعقوب عليهما السلام جعل الطعام في بيوت وامر بعض وكلائه، فكان يقول: بع بكذا وكذا والسعر قائم، فلما علم أنه يزيد في ذلك اليوم كره ان يجري الغلاء على لسانه، فقال له: اذهب وبع ولم يسم له سعرا فذهب الوكيل غير بعيد ثم رجع إليه فقال له: اذهب فبع، وكره ان يجري الغلاء على لسانه فذهب الوكيل فجاء أول من اكتال، فلما بلغ دون ما كان بالأمس بمكيال قال المشتري: حسبك انما أردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلى بمكيال، ثم جاءه آخر فقال له: كل لي فكال، فلما بلغ دون الذي كال للأول بمكيال قال له المشتري: حسبك انما أردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلا بمكيال حتى صار إلى واحد واحد (37).
106 - في تفسير العياشي عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبق يوسف الغلاء الذي سبق (38) أصاب الناس ولم يتمن الغلاء لاحد قط، قال: فاتاه التجار فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا، فقال: خذوا وأمر فكالوهم، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم قوم تجار، فقالوا لهم: كيف أخذتم؟فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن قال: وقدموا أولئك على يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا كيف تأخذون؟قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا: كيف أخذتم؟فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟قالوا كذا بكذا، فقال ما هو كذلك ولكن خذوا، قال: فأخذوا ورجعوا إلى المدينة وأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت؟قالوا كذا بكذا بالحط من السعر الأول، فقال: ما هو هكذا ولكن خذوا فأخذوا و ذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس فسألوهم: بكم اشتريتم؟فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الأول، فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟فقالوا: بكذا وكذا بالحط من النصف، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأول كما أراد الله.
107 - في مجمع البيان في كتاب النبوة بالاسناد عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن بنت الياس قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الأولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم الا صار في ملكية يوسف (39) وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي و لا جوهر الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر الا صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم وقال الناس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما أعطا هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا، ثم قال يوسف للملك: أيها الملك ما ترى فيما خولني ربي (40) من ملك مصر وأهلها أشر علينا برأيك، فاني لم أصلحهم لأفسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم، ولكن الله نجاهم على يدي، قال له الملك: الرأي رأيك، قال يوسف: اني أشهد الله وأشهدك أيها الملك اني قد أعتقت أهل مصر كلهم، ورددت إليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت إليك أيها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير الا بسيرتي، ولا تحكم الا بحكمي، قال له الملك، ان ذلك لشرفي وفخري لا أسير الا بسيرتك ولا أحكم الا بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام، وانا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وانك رسوله فأقم على ما وليتك فإنك لدينا مكين امين.
108 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الحر حر على جميع أحواله ان نابته نائبة (41) صبر لها، وان تداكت عليه المصائب (42) لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل بالعسر يسرا كما كان (43) يوسف الصديق الأمين عليه السلام لم يضرر حريته ان استعبد وقهر وأسر، ولم يضرره ظلمة الجب وحشته وما ناله ان من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إن كان له مالكا فأرسله ورحم به أمة، وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا.
109 - في تفسير العياشي عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ملك يوسف مصر وبراريها، لم يجاوزها إلى غيرها.
110 - في عيون الأخبار في باب الاخبار التي رويت في صحة وفاة أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل وفيه فقال لي: يا مسيب ان هذا الرجس السندي ابن هاشك سيزعم انه يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات أن يكون ذلك ابدا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهما السلام فان الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا قال: ثم رأيت شخصا أشبه الاشخاص به جالسا إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا عليه السلام وهو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى بن جعفر عليه السلام وقال: أليس قد نهيتك يا مسيب فلم أزل صابرا حتى مضى وغاب الشخص ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي ابن شاهك فوالله لقد رايتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ويظنون انهم يحنطونه ويكفنونه واراهم لا يصنعون به شيئا ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فاني امامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي مثلي مثل يوسف الصديق عليه السلام ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ثم حمل حتى دفن في مقابر قريش ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به ثم رفعوا قبره بعد ذلك وبنوا عليه.
111 - في تفسير علي بن إبراهيم فأمر يوسف عليه السلام ان يبني له كناديج من صخر وطينها بالكلس (44) ثم أمر بزروع مصر فحصدت ودفع إلى كل انسان حصة و ترك الباقي في سنبله لم يدسه، فوضعها في الكناديج، ففعل ذلك سبع سنين، فلما جاء سني الجدب (45) كان يخرج السنبل فيبيع بما شاء، وكان بينه وبين أبيه ثمانية - عشر يوما وكان في بادية، وكان الناس من الآفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما (46) وكان يعقوب وولده عليهم السلام نزولا في بادية فيها مقل (47) فاخذوا اخوة يوسف من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا به، وكان يوسف عليه السلام يتولى البيع بنفسه، فلما دخل اخوته عليه عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عز وجل وهم له منكرون.
112 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث قال: لما فقد يعقوب يوسف عليهما السلام اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله، قال وكان يمتار القمح (48) من مصر في السنة مرتين في الشتاء والصيف وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق وقال لفتيانه: عجلوا لهؤلاء الكيل وأوفوهم فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني ان لكم اخوان لأبيكم فما فعلا؟قالوا: اما الكبير منهما فان الذئب اكله واما الصغير فخلفناه عند أبيه وهو به ضنين (49) وعليه شفيق قال: فاني أحب ان تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وانا لفاعلون فلما رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه، قالوا يا ابانا ما نبغي هذه بضاعتنا قد ردت إلينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير فأرسل معنا أخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما امنتكم على أخيه من قبل فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة شهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل (50) فاخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم أجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف فقال لهم: معكم ابن ياميل؟قالوا: نعم في الرحل، قال لهم: فأتوني به، فأتوه به وهو في دار الملك قد خلا وحده (51) فأدخلوه عليه فضمه إليه يوسف وبكى وقال له: أنا أخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل واكتم بما أخبرك به، ولا تحزن ولا تخف ثم أخرجه إليهم وامر فتيته ان يأخذوا بضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل، ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم: أيتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين قالوا فما جزائه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه قالوا هو جزاؤه قال فبدء بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا قالوا يا أيها العزيز ان له أبا شيخ كبيرا وقد اخذ عليه موثقا من الله لنرده إليه فخذ أحدنا مكانه انا نريك من المحسنين ان فعلت، قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده فقال كبيرهم: اني لست أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: أين ابن ياميل؟قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك فأخذه الملك بسرقته فحسبه عنده، فسل أهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك، فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره.
أبو حمزة الثمالي عن أبي بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل.
113 - في مجمع البيان " فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين " وورد في الخبر ان الله سبحانه قال: فبعزتي لأردنهما إليك بعدما توكلت علي.
114 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن سويد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمى أمير المؤمنين أمير المؤمنين؟قال: لأنه يميرهم العلم (52) اما سمعت كتاب الله عز وجل: " ونمير أهلنا ".
في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى يعقوب بن سويد بن بريد الحارثي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام مثله سواء.
115 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام لم سمى أمير المؤمنين عليه السلام قال: لأنه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله عز وجل ونمير أهلنا؟.
116 - في مجمع البيان لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وأنكر الجبائي العين وذكر انه لم تثبت بحجة وجوزه كثير من المحققين ورووا فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله ان العين حق والعين تستنزل الحالق والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره، فجعل عليه السلام العين كأنها تحط ذروة الجبل من قوة اخذها و شدة بطشها.
117 - وروى في الخبر انه كان يعوذ الحسن والحسين بأن يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (53) وروى أن إبراهيم عليه السلام عوذا بنيه وان موسى عوذا بني هارون بهذه العوذة.
118 - وروى أن بني جعفر بن أبي طالب عليه السلام كانوا غلمانا بيضا فقالت أسماء بنت عميس يا رسول الله ان العين إليهم سريعة أفأسترقي لهم (54) من العين؟فقال صلى الله عليه وآله: نعم.
119 - وروى أن جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمه الرقية " بسم الله أرقيك من كل عين حاسد الله يشفيك ".
120 - وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين.
121 - وقد روى عنه عليه السلام ما يدل على أن الشئ إذا عظم في صدور العباد وضع الله قدره وصغره.
122 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين رقا النبي صلى الله عليه وآله حسنا وحسينا فقال: أعيذكما بكلمات الله التامة ومن شر كل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله إلينا فقال: هكذا يعوذ إبراهيم إسماعيل واسحق عليهم السلام.
123 - في تفسير العياشي عن علي بن مهزيار عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وقد كان هيأ لهم طعاما فلما دخلوا إليه قال: ليجلس كل بني أم على مائدة قال فجلسوا وبقى ابن يامين قائما فقال له يوسف: ما لك لا تجلس؟قال له: انك قلت ليجلس كل بني أم على مائدة وليس لي فيهم ابن أم فقال يوسف أما كان لك ابن أم؟قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله، قال: فما بلغ من حزنك عليه؟قال: ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتققت له اسما من اسمه، فقال له يوسف عليه السلام: أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده؟قال له ابن يامين: ان لي أبا صالحا وانه قال تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية تثقل الأرض بالتسبيح، فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي فقال اخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف وأخاه حتى أن الملك قد أجلسه معه على مائدته.
124 - عن ابان الأحمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما دخل اخوة يوسف عليه وقد جاؤوا بأخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع أخيه لامه على الخوان، فجلسوا وبقي اخوه قائما، فقال: ما لك لا تجلس مع اخوتك؟قال ليس لي فيهم أخ من أمي، قال: فلك أخ من أمك زعم هؤلاء ان الذئب أكله؟قال نعم، قال: فاقعد وكل معي، قال: فترك اخوته الاكل وقالوا: انا نريد أمرا و يأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم أمر أن يضع الصاع في رحل أخيه، فلما فعلوا نادى مناد: " أيتها العير انكم لسارقون " قال: فرجعوا فقالوا " ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك " إلى قوله: " جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه " يعنون السنة التي تجري فيهم ان يحبسه " فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فقالوا ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل " قال الحسن بن علي الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول يعنون المنطقة (55).
125 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " صواع " قال: كان قدحا من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذ كيل به قال: لعن الله أن تخونوا به بصوت حسن (56).
126 - في تفسير علي بن إبراهيم فخرجوا وخرج معهم ابن يامين فكان لا يؤاكلهم ولا يجالسهم ولا يكلمهم، فلما وافوا مصر ودخلوا على يوسف عليه السلام وسلموا فنظر يوسف إلى أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعد، فقال يوسف عليه السلام أنت أخوهم؟قال: نعم، قال: فلم لا تجلس معهم؟قال: لأنهم اخرجوا أخي من أمي وأبي ثم رجعوا ولم يردوه وزعموا أن الذئب اكله فآليت على نفسي ان لا اجتمع معهم على أمر ما دمت حيا قال، فهل تزوجت؟قال: بلى قال: فهل ولد لك ولد؟قال: بلى، قال: كم ولد لك؟قال: ثلث بنين، قال: فما سميتهم؟قال: سميت واحدا منهم الذئب وواحدا القميص وواحدا الدم، قال: وكيف اخترت هذه الأسماء؟قال: لئلا انسى أخي كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت أخي، قال لهم يوسف: اخرجوا وحبس ابن يامين، فلما خرجوا من عنده قال يوسف لأخيه: انا أخوك يوسف فلا تبتئس بما كانوا يعملون، ثم قال له أحب أن تكون عندي، فقال: لا يدعني اخوتي فان أبي قد أخذ عليهم عهد الله وميثاقه ان يردوني إليه، قال: فانا احتال بحيلة فلا تنكر إذا رأيت شيئا ولا تخبرهم، فقال: لا، فلما جهزهم بجهازهم وأعطاهم وأحسن إليهم قال لبعض قوامه: اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب، فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه اخوته، فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم أمر مناديا ينادي: " أيتها العير انكم لسارقون " فقال اخوة يوسف: " ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم " اي كفيل فقال اخوة يوسف ليوسف عليه السلام: " تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين * قال " يوسف عليه السلام " فما جزاؤه ان كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله " فاحبسه " فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين * فبدء بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " فتشبثوا بأخيه واجلسوه وهو قول الله عز وجل " كذلك كدنا ليوسف اي احتلنا له كان ليأخذ أخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم فسئل الصادق عليه السلام عن قوله عز وجل: " أيتها العير انكم لسارقون " قال: ما سرقوا وما كذب يوسف فإنما عنى سرقتم يوسف من أبيه.
127 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دين الله، قلت من دين الله؟قال: اي والله من دين الله ولقد قال يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " والله ما كانوا سرقوا شيئا ولقد قال إبراهيم: " اني سقيم " والله ما كان سقيما.
128 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: انا قد روينا عن أبي جعفر عليه السلام في قول يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " فقال: والله ما سرقوا وما كذب وقال إبراهيم: " بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " فقال: والله ما فعلوا وما كذب قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما عندكم فيها يا صيقل؟قلت: ما عندنا فيها الا التسليم قال فقال إن الله أحب اثنين وأبغض اثنين: أحب الخطر (57) فيما بين الصفين وأحب الكذب في الاصلاح، وأبغض الخطر في الطرقات وأبغض الكذب في غير الاصلاح ان إبراهيم عليه السلام انما قال: " بل فعله كبيرهم هذا " إرادة الاصلاح، ودلالة على أنهم لا يفعلون وقال يوسف عليه السلام إرادة الاصلاح.
129 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر بن عمرو عن عطا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا كذب على مصلح ثم تلا: " أيتها العير انكم لسارقون " ثم قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا " بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب.
130 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلاثة: صدق وكذب واصلاح بين الناس.
131 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي منصور عن أبي بصير قال: قيل لأبي جعفر عليه السلام وانا عنده: ان سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم مني؟أيريد ان أجئ بالملائكة والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال يوسف عليه السلام: " أيتها العير انكم لسارقون " والله ما كانوا سارقين وما كذب.
132 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " وما سرقوا.
133 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " قال: ما سرقوا وما كذب.
134 - وباسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل في يوسف: " أيتها العير انكم لسارقون " قال: إنهم سرقوا يوسف من أبيه الا ترى أنه قال لهم حين قالوا: " ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك " ولم يقولوا سرقتم صواع الملك، انما عنى انكم سرقتم يوسف من أبيه.
135 - في الخرايج والجرايح وروى سعيد بن عبد الله عن محمد بن الحسن ابن ميمون عن داود بن قاسم الجعفري قال: سئل أبو محمد عليه السلام عن قوله تعالى " ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل " والسائل رجل من قم وأنا حاضر فقال عليه السلام: ما سرق يوسف انما كان ليعقوب منطقة ورثها من إبراهيم عليه السلام وكانت تلك المنطقة لا يسرقها أحد الا استعبد، فكان إذا سرقها انسان نزل جبرئيل عليه السلام فأخبره بذلك، فأخذت منه وصار عبدا، وان المنطقة كانت عند سارة بنت إسحاق بن إبراهيم وكانت سمية أمه، وان سارة أحبت يوسف وأرادت ان تتخذه ولدا لها، وانها أخذت المنطقة فربطتها في وسطه ثم سدلت عليه سرباله وقالت ليعقوب: ان المنطقة سرقت فأتاه جبرئيل فقال: يا يعقوب ان المنطقة مع يوسف ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله، فقام يعقوب ليوسف ففتشه وهو يومئذ غلام يافع (58) واستخرج المنطقة فقالت سارة بنت اسحق: مني سرقها يوسف فانا أحق به فقال لها يعقوب: فإنه عبدك على أن لا تبيعيه ولا تهيبيه، قالت: فانا اقبله على أن لا تأخذه مني وأعتقه الساعة فأعطاها إياه فاعتقته، ولذلك قال اخوة يوسف: ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال أبو هاشم: فجعلت أخيل هذا في نفسي أفكر وأتعجب من هذا الامر مع قرب يعقوب من يوسف وحزن يعقوب عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن والمسافة قريبة، فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال يا أبا هاشم تعوذ بالله مما جرى في نفسك من ذلك، فان الله لو شاء يرفع الساتر من الأعلى ما بين يعقوب ويوسف حتى كان يراه لفعل، ولكن له أجل هو بالغه ومعلوم ينتهي إليه ما كان من ذلك فالخيار من الله لأوليائه.
136 - في تفسير العياشي عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: إن يوسف النبي قال له السجان: اني لأحبك، فقال له يوسف: لا تقل هكذا فان عمتي أحبتني فسرقتني، وان أبي أحبني فحسدني اخوتي فباعوني، وان امرأة العزيز أحبتني فسجنت.
137 - عن إسماعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: " ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم " قال: كانت لإسحاق النبي منطقة يتوارثها الأنبياء والأكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها و كانت تحبه، فبعث إليها أبوه أن ابعثيه إلي وأرده إليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة أشمه، ثم أرسله إليك غدوة، فلما أصبحت أخذت المنطقة فربطته في حقوه (59) وألبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه وكان إذا سرق أحد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة، فأخذته فكان عندها.
138 - في عيون الأخبار باسناده إلى إسماعيل بن همام عن الرضا عليه السلام نحوه حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن عبيد الله بن محمد بن خالد قال: حدثنا الحسن بن علي الوشاء قال سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: كانت الحكومة في بني إسرائيل إذا سرق أحد شيئا استرق به وكان يوسف عند عمته وهو صغير وكانت تحبه وكانت لإسحاق منطقة ألبسها إياه يعقوب، فكانت عند ابنته، وان يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمته فاغتمت لذلك وقالت: دعه حتى أرسله إليك، فأرسلته واخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما اتى يوسف أباه جاءت فقال: سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه فقال لهم يوسف: " ما جزاء من وجد في رحله قالوا هو جزاؤه " كما جرت السنة التي تجري فيهم " فبدء بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " ولذلك قال اخوة يوسف: " ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل " يعنون المنطقة " فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ".
139 - في تفسير العياشي عن الحسن بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر بني يعقوب قال: كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم دما اصفر وهم يقولون: " خذ أحدنا مكانه " يعني جزاؤه فأخذ الذي وجد الصاع عنده.
140 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه " فخذ أحدنا مكانه انا نريك من المحسنين " ان فعلت وقد سبق بتمامه.
141 - في كتاب علل الشرايع: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن أحمد السياري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال: حدثني حنان بن سدير عن أبيه عن أبي إسحاق الليثي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يا بن رسول الله اني لأجد من شيعتكم من يشرب الخمر، ويقطع الطريق، ويخيف السبيل، ويزني ويلوط ويأكل الربا، ويرتكب الفواحش، ويتهاون بالصلاة والصيام والزكاة، ويقطع الرحم ويأتي بالكبائر، فكيف هذا ولم ذلك؟فقال يا إبراهيم: هل يختلج في صدرك شئ غير هذا؟قلت: نعم يا بن رسول الله أخرى أعظم من ذلك فقال: وما هو يا أبا إسحاق؟قال: فقلت: يا بن رسول الله وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلاة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام، ويقضي حقوق اخوانه، ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش مم ذلك ولم ذاك؟وفسره لي يا بن رسول الله وبرهنه وبيننه فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي وضاق ذرعي. قال: فتبسم صلوات الله عليه ثم قال: يا إبراهيم خذ إليك بيانا شافيا فيما سألت، وعلما مكنونا من خزائن علم الله وسره، اخبرني يا إبراهيم كيف تجد اعتقادهما؟قلت: يا بن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل ولا عن محبتكم إلى موالاة غيركم والى محبتهم ما زال ولو ضربت خياشيمه (60) بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم، وارى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبته للطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه، ورأى كراهية ذلك في وجهه و بغضا لكم ومحبة لهم، قال فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا إبراهيم هيهنا هلكت العاملة الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ومن ذلك قال عز وجل: " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا " ويحك يا إبراهيم أتدري ما السبب والقصة في ذلك وما الذي قد خفى على الناس منه؟قلت: يا بن رسول الله فبينه لي واشرحه وبرهنه. قال: يا إبراهيم ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الأشياء لا من شئ، ومن زعم أن الله عز وجل خلق الأشياء من شئ فقد كفر، لأنه لو كان ذلك الشئ الذي خلق منه الأشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك الشئ أزليا، بل خلق عز وجل الأشياء كلها لا من شئ، ومما خلق الله عز وجل أرضا طيبة ثم فجر منها ماء عذبا زلالا فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها (61) فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الأئمة عليهم السلام ثم اخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ولو ترك طينتكم يا إبراهيم كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئا واحدا قلت: يا بن رسول الله فما فعل بطينتنا؟قال: أخبرك يا إبراهيم خلق الله عز وجل بعد ذلك أرضا سبخة خبيثة منتنة ثم فجر منها ماءا أجاجا آسنا (62) مالحا فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فلم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها ثم اخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة وأممهم (63) ثم مزجه بثفل طينتكم ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا أدوا أمانة، ولا أشبهوكم في الصور، وليس شئ على المؤمن (64) أن يرى صورة عدوه مثل صورته، قلت: يا بن رسول الله فما صنع بالطينتين؟قال: مزج بينهما بالماء الأول والماء الثاني، ثم عركهما عرك الأديم (65) ثم أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنة ولا أبالي، وأخذ قبضة أخرى وقال: هذه إلى النار ولا أبالي، ثم خلط بينهما فوقع من سنخ المؤمن (66) وطينته على سنخ الكافر وطينته، ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته، فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد خرج فيه، لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكباير، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلاة و الصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم، فإذا عرضت هذه الأعمال كلها على الله عز وجل قال: انا الله عدل لا أجور، ومنصف لا أظلم، وحكم لا أحيف ولا أميل ولا اشطط (67) ألحقوا الأعمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب وطينته، وألحقوا الأعمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته ردوها كلها إلى أصلها، فاني انا الله لا اله الا انا عالم السر واخفى وانا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا أظلم ولا الزم أحدا الا ما عرفته منه قبل ان اخلقه. ثم قال الباقر عليه السلام يا إبراهيم اقرأ هذه الآية، قلت: يا بن رسول الله أية آية؟قال: قوله تعالى: قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا إذا لظالمون وهو في الظاهر ما تفهمونه، هو والله في الباطن هذا بعينه، يا إبراهيم ان للقرآن ظاهرا وباطنا و محكما ومتشابها وناسخا ومنسوخا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (68).
142 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما اجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما أصفر وكانوا يجادلونه في حبسه، وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤسهم (69) دم اصفر وهم يقولون: يا أيها العزيز ان له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه انا نريك من المحسنين فأطلق عن هذا، فلما رأى يوسف ذلك قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولم يقل الا من سرق متاعنا انا إذا لظالمون فلما استيأسوا منه وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم لاوي بن يعقوب: ألم تعلموا ان أباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله في هذا ومن قبل ما فرطتم في يوسف فارجعوا أنتم إلى أبيكم فأما انا فلا أرجع إليه حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين.
143 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا وكان أكبرهم: " لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " قال: ورجع إلى يوسف يكلمه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وكان إذا غضب يهودا قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم، قال: وكان بين يديي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان الصبي يلعب بها قال: فأخذها يوسف من الصبي فدحرجها نحو يهودا، قال: وحبا الصبي (70) ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا، ثم عاد إلى يوسف فكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا، فقال يهودا: ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف: هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون.
144 - وفي رواية هشام بن سالم عنه قال: لما اخذ يوسف أخاه اجتمع عليه إخوته فقالوا له: " خذ أحدنا مكانه " وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون: خذ أحدنا مكانه، قال: فلما ان أبى عليهم وأخرجوا من عنده قال لهم يهودا: " قد علمتم ما فعلتم بيوسف فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " قال: فرجعوا إلى أبيهم وتخلف يهودا، قال: فدخل على يوسف يكلمه في أخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه وغضب، وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يد الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم، فلما رأى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلاث مرات.
145 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: فرجع اخوة يوسف إلى أبيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف فكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه، وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير العياشي إلى قوله ثلاث مرات.
146 - وباسناده إلى علي بن محمد الهادي عليه السلام حديث طويل وفيه فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف اخرج يدك فأخرجها، فخرج من بين أصابعه نور فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل؟فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم لأبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: " لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب " فشكره الله على ذلك ولما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: " لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " فشكر الله له ذلك فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي، وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران ابن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وستقف على الحديث بتمامه انشاء الله تعالى عن قريب.
147 - في أمالي شيخ الطائفة: قدس سره بالاسناد في قوله عز وجل في قول يعقوب " فصبر جميل " قال " بلا شكوى.
148 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: رحمك الله ما الصبر الجميل؟قال: فذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس.
149 - في تفسير علي بن إبراهيم وسئل أبو عبد الله عليه السلام: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟قال: حزن سبعين ثكلى على أولادها، وقال: ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال: وا أسفا على يوسف.
150 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال له بعض أصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟قال: حزن سبعين ثكلى حراء.
151 - وبهذا الاسناد عنه قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد أخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه؟فقال: انه نسي ذلك.
152 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة الف ركعة إلى أن قال: ولقد بكى على أبيه الحسين عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام الا بكى، حتى قال له مولى له: يا بن رسول الله اما آن لحزنك ان ينقضي؟فقال له: ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره (71) من الغم، وكان ابنه حيا في الدنيا، وانا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟.
153 - عن محمد بن سهل النجراني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن الحسين عليه السلام، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره حتى قيل له: تاالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين.
154 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين: فان يعقوب قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وقد كان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ومحمد صلى الله عليه وآله قبض ولده إبراهيم قرة عينه في حياة منه وخصه بالاختيار ليعظم له الادخار، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: تحزن النفس ويجزع القلب وانا عليك يا إبراهيم لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عز وجل والاستسلام له في جميع الفعال.
155 - في تفسير علي بن إبراهيم ان يوسف عليه السلام دعى وهو في السجن فقال: أسألك بحق آبائي عليك وأجدادي الا فرجت عني فأوحى الله إليه: يا يوسف وأي حق لآبائك وأجدادك علي؟إلى قوله عز وجل: وإن كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، وقد تقدم بتمامه.
156 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المحزون غير المتفكر لان المتفكر متكلف والمحزون مطبوع والحزن يبدء من الباطن والفكر يبدء من رؤية المحدثات وبينهما فرق، قال الله عز وجل في قصة يعقوب عليه السلام: انما أشكو بثي و حزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون بسبب ما تحت الحزن بعلم مخصوص به من الله دون العالمين (72).
157 - في تفسير العياشي الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: انما أشكوا بثي وحزني إلى الله منصوبة.
158 - عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام ان يعقوب أتى ملكا يسئله الحاجة فقال له الملك: أنت إبراهيم؟قال: لا، قال: وأنت إسحاق بن إبراهيم؟ قال: لا، قال: فمن أنت قال: أنا يعقوب بن إسحاق قال: فما بلغ ما أرى بك مع حداثة السن؟قال: الحزن على يوسف، قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ فقال: انا معشر الأنبياء أسرع شئ البلاء إلينا ثم الأمثل فالأمثل من الناس، فقضى حاجته فلما جاوز صغير بابه هبط إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس؟فعفر وجهه في التراب (73) وقال: يا رب زلة أقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب إرفع رأسك ربك يقرئك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رأى ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى حصل بنوه (74) فضرب وجهه إلى الحائط وقال: انما أشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون ".
159 - وفي حديث آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة، فلما رآه وثب عليه و كان أشبه الناس بإبراهيم، فقال له: أنت إبراهيم خليل الرحمان؟قال: لا، الحديث.
160 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى ابن معاوية الأشتر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من شكى إلى مؤمن فقد شكى إلى الله عز وجل.
161 - في تفسير علي بن إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن شكى مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه.
162 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فإنما يشكو ربه.
163 - في مجمع البيان " انما أشكوا بثي وحزني إلى الله " وروى عن النبي ان جبرئيل أتاه فقال: يا يعقوب ان الله يقرء عليك السلام ويقول: ابشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك اصنع طعاما للمساكين، فان أحب عبادي إلي المساكين أو تدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك؟لأنكم ذبحتم شاة وأتاكم فلان المسكين وهو صائم فلم تطعموه شيئا، فكان يعقوب بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر مناديا فنادى: الا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب، وإذا كان صائما أمر مناديا ينادي: من كان صائما فليفطر مع يعقوب، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه.
164 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن إسحاق بن عمار عن الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن يعقوب عليه السلام لما ذهب منه بنيامين نادى: يا رب أما ترحمني أذهبت عيني و أذهبت ابني؟فأوحى الله تبارك وتعالى: لو أمتهما لأحييتهما لك حتى أجمع بينك وبينهما، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها وأكلت وفلان وفلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئا؟.
165 - وفي رواية أخرى قال: فكان بعد ذلك يعقوب عليه السلام ينادي مناديه كل غداة من منزله على فرسخ: الا من أراد الغداء فليأت إلى يعقوب وإذا امسى نادى: الا من أراد العشاء فليأت إلى يعقوب.
166 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وقال الصادق عليه السلام: ان يعقوب قال لملك الموت: اخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟قال: بل متفرقة، قال: فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الأرواح؟فقال: لا فعند ذلك قال لبنيه: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ".
167 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن أبيه قال قلت لأبي جعفر عليه السلام: اخبرني عن يعقوب حين قال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه " أكان علم أنه حي وقد فارقه من عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن؟قال نعم علم أنه حي، قلت: وكيف علم؟قال، انه دعى في السحر ان يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تريال وهو ملك الموت فقال له تريال: ما حاجتك يا يعقوب؟قال اخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟فقال: بل متفرقة روحا روحا قال: فمر بك روح يوسف؟قال: لا فعند ذلك علم أنه حي، فقال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ".
168 - في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه السلام مثله، الا ان فيها بريال بالباء الموحدة نقطا مكان تريال بالمثناة من فوق كذلك.
في تفسير العياشي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام مثله أيضا الا ان فيه قوبال وفيه وفي خبر آخر تبرابل وهو ملك الموت وذكر نحوه.
169 - في الخرايج والجرايح وعن الصادق عليه السلام ان أعرابيا اشترى من يوسف طعاما فقال له: إذا مررت بوادي كذا فناد: يا يعقوب فإنه يخرج إليك شيخ وسيم، فقل له: اني رأيت بمصر رجلا يقرؤك السلام ويقول: ان وديعتك عند الله محفوظة لن تضيع، فلما بلغه الاعرابي خر يعقوب مغشيا عليه فلما افاق قال: هل لك من حاجة؟قال: لي ابنة عم وهي زوجتي لم تلد، فدعى له فرزق منها أربعة أبطن، في كل بطن اثنان.
170 - في نهج البلاغة قال: ولا تيأس لشر هذه الأمة من روح الله لقوله سبحانه: انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون.
171 - وفيه وقال: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم مكر الله.
172 - في من لا يحضره الفقيه في باب معرفة الكبائر التي أوعد الله عز وجل عليها النار عن أبي عبد الله حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الشرك بالله: وبعده اليأس من روح الله، لان الله عز وجل يقول: " انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ".
173 - في تفسير العياشي متصلا بآخر ما نقلناه عنه سابقا أعني وذكر نحوه عنه: عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الأول قال: واشتد حزنه يعني يعقوب حتى تقوس ظهره، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجة شديدة، وفنيت ميرتهم فعند ذلك قال يعقوب لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " فخرج منهم نفر وبعث منهم ببضاعة يسيرة، وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، وأوصى ولده ان يبدؤا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله صاحب نمرود الذي جمع لإبراهيم الحطب والنار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها، أخبرك أيها العزيز انا أهل بيت قديم لم يزل البلاء سريعا إلينا من الله ليبلونا بذلك عند السراء والضراء، وان مصائبي تتابعت علي منذ عشرين سنة، أولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي وان اخوته من غير أمه سألوني ان أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة وانه جاؤني عشاء يبكون وجاؤني على قميصه بدم كذب، فزعموا أن الذئب أكله فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي حتى ابيضت عيناي من الحزن، وانه كان له أخ من خالته وكنت له معجبا عليه رفيقا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا لي انك أيها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم ان يأتوك به وان لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا فرجعوا إلي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن أهل بيت لا نسرق وقد حبسته وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصايب متتابعات علي، فمن علي بتخلية سبيله واطلاقه من محبسه، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وعجل بسراح آل يعقوب (75) فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل على يعقوب فقال له: يا يعقوب ان ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر؟قال يعقوب: بلوتني بها عقوبة منك وأدبا، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري؟قال: يعقوب اللهم لا، قال: فما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو ما بك إلي؟فقال يعقوب: استغفرك يا الهي وأتوب إليك وأشكو بثي وحزني إليك، فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين العناية في أدبي، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك إلي عند نزولها بك و استغفرت وتبت إلي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري إياها عليك، ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي، وانا الله الجواد الكريم أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلي فيما عندي، يا يعقوب انا راد إليك يوسف وأخاه ومعيد إليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك، وراد إليك بصرك ومقوم لك ظهرك وطب نفسا وقر عينا، وان الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي. قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة، فقالوا: أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل و تصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب إليك في أمره يسئلك تخلية سبيله، وان تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله ووضعه على عينيه و بكى وانتحب (76) حتى بلت دموعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف من قبل وأخيه من بعد قالوا أإنك لانت يوسف قال انا يوسف و هذا أخي قد من الله علينا قالوا تالله لقد آثرك الله علينا فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم.
وفي رواية أخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام نحوه.
174 - عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال: لما قال اخوة يوسف: " يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر " قال: قال يوسف: لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه " الآية.
175 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قوله: " وجئنا ببضاعة مزجاة " قال المقل، وفي هذه الرواية " وجئنا ببضاعة مزجاة " قال: كانت المقل (77) وكانت بلادهم بلاد المقل وهي البضاعة.
قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير العياشي عند قوله: " لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي " بيان لقوله عز وجل: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون ".
176 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن إسماعيل الفراء عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل: ان يعقوب كتب إلى يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل، من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن صاحب نمرود الذي جمع له النار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها، أخبرك أيها العزيز انا أهل بيت لم يزل البلاء إلينا سريعا من الله ليبلونا عند السراء والضراء، وان مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة، أولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي، وان اخوته من غير أمه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة فجاؤني عشاءا يبكون وجاؤا على قميصه بدم كذب وزعموا أن الذئب أكله، فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي، حتى ابيضت عيناي من الحزن وانه كان له أخ وكنت به معجبا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا انك سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به فإن لم يأتوك به منعتهم الميرة فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا إلي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حبسته عني وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصائب تتابعت علي، فمن علي بتخليه سبيله واطلاقه من حبسك، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وأوف لنا الكيل، وعجل سراح آل إبراهيم، قال فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك " وقالوا يا أيها العزيز مسنا و أهلنا الضر " إلى آخر الآية وتصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب أرسله إليك في امره يسئلك تخلية سبيله فمن به علينا، فاخذ يوسف كتاب يعقوب و قبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بل دموعه القميص الذي عليه، ثم اقبل عليهم وقال: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه ".
177 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في القائم شبه من يوسف عليه السلام قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته؟فقال لي: ما تنكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير؟ان اخوة يوسف كانوا أسباطا وأولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم: انا يوسف، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل في وقت من الأوقات يريد ان يبين حجته، لقد كان يوسف عليه السلام ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد الله عز وجل ان يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز وجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف، ان يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل ان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أإنك لانت يوسف قال إن يوسف وهذا أخي ".
في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في صاحب هذا الامر شبها من يوسف، وذكر كما نقلنا عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة بتغيير يسير وبدل هل علمتم إلى آخره بعض: " قالوا أئنك لانت يوسف قال انا يوسف ".
178 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كل ذنب عمله العبد وإن كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه، فقد حكى الله سبحانه قول يوسف لاخوته: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون " فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بأنفسهم في معصية الله.
179 - في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا: " تالله لقد آثرك الله علينا ".
180 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده و هزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون وما تظنون؟قالوا: نظن خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت! قال: فاني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
181 - في تفسير العياشي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبي صلى الله عليه وآله إلى يوسف: من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمان إلى عزيز مصر، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا إلينا ابتلى جدي إبراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى أبي إسحاق الذبيح، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت أسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصري حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ و كنت أسر إليه بعده، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن علي به فعلت؟فلما أوتي يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى، ثم غسل وجهه ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرأه فصاح وبكى، ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون " وأعطاهم قميصه وهو قميص إبراهيم وكان يعقوب بالرملة (78) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب: اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم.
182 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: فلما كان من أمر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف و هو لا يعلم أنه يوسف: بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله عز وجل إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فاني احمد إليك الله لا إله إلا هو، اما بعد فانا أهل بيت مولع بنا أسباب البلاء، كان جدي إبراهيم عليه السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها الله عز وجل بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن فكان من أعز الناس علي فقدته فاذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من أمه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فأذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فاني أشهدك اني لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال: " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين " والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
183 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: " وجاؤا على قميصه بدم كذب " وقوله تعالى: " إن كان قميصه قد من قبل " الآية وقوله تعالى: " اذهبوا بقميصي هذا ".
184 - في تفسير العياشي عن مقرن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين أخذته قد سرق فأخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شئ أشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول: قف مكانك حتى أجيبه، فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك انك أخذت ابني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت ابني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا، فانا أهل بيت لا نسرق ولكنا أهل بيت نبتلى وقد ابتلى أبونا بالنار فوقاه الله، وابتلى أبونا اسحق بالذبح فوقاه الله، واني قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابني وعسى الله ان يأتيني بهم جميعا قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة يا خير كلمة (79) أتيني بروح منك وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال ليعقوب: الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك؟فقال له: بلى، فقال: قل يامن لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو، يامن سد الهواء بالسماء وكبس الأرض على الماء (80) واختار لنفسه أحسن الأسماء أتيني بروح منك وفرج من عندك، فما القى عمود الصبح حتى اتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده.
185 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا " الذي بلته دموع عيني " فألقوه على وجه أبي يرتد بصيرا " لو قد شم ريحي " وأتوني بأهلكم أجمعين " وردهم إلى يعقوب في ذلك اليوم، وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده: " اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون " قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بدو يعقوب تسعة أيام فلما أن جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا، وقال لهم: ما فعل ابن يامين؟قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع إليه بصره و تقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة أيام إلى مصر.
186 - عن أخي رزام (81) عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وما فصلت العير " قال وجد يعقوب ريح قميص إبراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين.
187 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مفضل بن عمر عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا قال: إن إبراهيم عليه السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل عليه السلام بالقميص والبسه إياه، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة (82) وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب عليه السلام، فلما ولد له يوسف عليه السلام علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله عز وجل حكاية عنه اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك فإلى من صار هذا القميص؟قال: إلى أهله، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله.
في الكافي مثله سواء.
188 - في تفسير علي بن إبراهيم بعد المساواة فيما ذكر، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثته صلى الله عليه وآله.
189 - في تفسير العياشي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع رفعه باسناده قال: إن يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وهو القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة فدفعه إبراهيم إلى اسحق، واسحق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسف عليهم السلام.
190 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان القميص الذي نزل على إبراهيم من الجنة في قصبة من فضة، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب: " اني لأجد ريح يوسف " يعني ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لأنه كان من الجنة.
191 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى أن القائم عليه السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمان عليهم السلام.
192 - في تفسير العياشي عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أكان اخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء؟قال: لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لأبيهم يعقوب: تالله انك لفي ضلالك القديم؟.
عن نشيط عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
193 - عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما حال بني يعقوب هل خرجوا من الايمان؟فقال: نعم، قلت: فما تقول في آدم؟قال: دع آدم.
194 - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف أذنبوا فكانوا أنبياء ؟! (83).
195 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف؟أين منزلك؟قال له: بموضع كذا وكذا قال فقال له: فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب، فإنه سيخرج إليك رجل عظيم وسيم جميل، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: ان وديعتك عند الله عز وجل لن تضيع، قال: فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا على الإبل، ثم نادي: يا يعقوب يا يعقوب، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتى أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب؟قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف، قال: فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له: يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عز وجل؟فقال له: نعم اني رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا، قال: فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعى الله عز وجل فرزق أربعة أبطن - أو قال: ستة أبطن - في كل بطن اثنين، فكان يعقوب عليه السلام يعلم أن يوسف حي لم يمت، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته، وكان يقول لبنيه: " اني اعلم من الله ما لا تعلمون " وكان أهله وأقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى أنه لما وجد ريح يوسف " قال إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم فلما ان جاءه البشير " وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف على وجهه فارتد بصيرا قال ألم أقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون.
196 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمد عليه السلام: اخبرني عن يعقوب عليه السلام لما قال له بنوه: يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربي فأخر الاستغفار لهم، ويوسف عليه لما قالوا له: " تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين "؟قال: لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، واخر يعقوب العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.
197 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله خير وقت دعوتم الله فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام: " سوف استغفر لكم ربي " وقال: أخرهم إلى السحر.
198 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول: يعقوب لبنيه " سوف استغفر لكم ربي " فقال: أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة.
199 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " سوف استغفر لكم ربي " فقال أخرهم إلى السحر قال: يا رب انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله: اني قد غفرت لهم.
200 - في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء؟قال: لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الأنبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين.
201 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن مروك بن عبيد عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوب عليه السلام دخله عز الملك فلم ينزل إليه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف: يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟فقال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبي.
202 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له؟ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف: ما هذا؟قال: لا يخرج من عقبك نبي.
203 - وباسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف عليه السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه؟ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال: ما هذا يا جبرئيل؟فقال: انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.
204 - في تفسير العياشي عن الحسن بن أسباط قال: سألت أبا الحسن عليه السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف؟قال في أحد عشر ابنا له، فقيل له: أسباط؟قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه لامه أكان أخا لامه أم ابن خالته؟فقال: ابن خالته.
205 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق أباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له اعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك قال: يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل إلى قوله: بيني وبين اخوتي قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته.
206 - عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ورفع أبويه على العرش قال: العرش السرير، وفي قوله: وخروا له سجدا قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله.
207 - في تفسير علي بن إبراهيم فلما وافى يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على رأسه، فأراد ان يراه أبوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف: " يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو الحكيم العليم ".
208 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك السجود لله.
209 - حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي ابن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن وكان أحدها: أخبرني عن قول الله عز وجل: " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا " سجد يعقوب وولده ليوسف وهم أنبياء، فأجاب أبو الحسن عليه السلام: اما سجود يعقوب وولده فإنه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر أنه يقول في شكره ذلك الوقت: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف! اخرج يدك فاخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل؟فقال هذه النبوة أخرجها الله من صلبك لأنك لم تقم إلى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب " فشكره الله على ذلك، و لما أرادوا ان يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك اخوتك حين أخرجوك من عندي؟قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: فأخبرني ببعضه، قال: إنهم لما ادنوني من الجب قالوا: انزع القميص، فقلت لهم: يا اخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا علي السكين، وقالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص والقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأغمى عليه، فلما افاق قال: يا بني حدثني، قال: يا أبت أسئلك باله إبراهيم واسحق ويعقوب الا أعفيتني فأعفاه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته انشاء الله تعالى.
210 - في مجمع البيان وروى أن يوسف قال ليعقوب: يا أبت لا تسئلني عن صنيع اخوتي واسئل عن صنيع الله بي.
211 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا يوسف قاسى (84) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا؟فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قاسى مرارة الغربة وفراق الأهل والأولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما رأى الله عز وجل كآبته (85) واستشعاره الحزن أراه تبارك اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجأوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم الله عز وجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمد صلى الله عليه وآله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: " لا تحزن ان الله معنا " ومدحه الله بذلك في كتابه.
212 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن بشار عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يا بن يعقوب ما أسكنك مع الخاطئين؟قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من أهله فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير كل كبير، يامن لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير، يا مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل (86) الأسير أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، قال: فلما أصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن.
213 - في روضة الكافي علي عن أبيه عن الحسن بن علي عن أبي جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال: يا بن مسلم هاتها، فان العالم بها جالس وأومى بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا! فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها انشاء الله تعالى، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو - حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك اني كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يا بن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟قال: نعم حلفت على أنه أصاب الخطأ قال قلت له: فما تأويلها؟قال يا بن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا الا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها، ثم ادخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا كنت ألبسها في الأعياد.
214 - وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال له: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله رأيت رؤيا هالتني! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الاجل قد اقترب؟فقال له: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فإنه ملاقينا، ومعانقة الأموات للاحياء أطول لاعمارهم، فما كان اسم صهرك؟قال: حسين، فقال: اما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله عليه السلام، فان كل من عانق سمى الحسين عليه السلام يزوره انشاء الله.
215 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر؟قال: عاش حولين، قلت: فمن كان الحجة لله في الأرض يعقوب أم يوسف؟قال: كان يعقوب، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفن في بيت المقدس، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت: فكان يوسف رسولا نبيا؟قال: نعم، اما تسمع قوله عز وجل: " لقد جائكم يوسف من قبلي بالبينات ".
216 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل وفي آخره يقول عليه السلام: اما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان، ثم هبط إلى مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان والرؤيا التي رأى يوسف الأحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته في ارض بدوها.
217 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت: اني لا أخاف من يخاف الله فلما دخلت قال لها: يا زليخا مالي أراك قد تغير لونك؟قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها: ما الذي دعاك إلى ما كان منك؟قالت: حسن وجهك يا يوسف، فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد صلى الله عليه وآله يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها، وأحسن مني خلقا، وأسمح مني كفا؟قالت: صدقت، قال: وكيف علمت اني صدقت؟قال: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي، فأوحى الله عز وجل إلى يوسف: انها قد صدقت واني قد أجبتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها.
218 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل، فعرضها على أبي الحسن وكان أحدها: أخبرني عن قول الله عز وجل: " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا " وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الآية ويتصل بآخر ما سبق قال: ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها: لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم، فقالت: استحي منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت تيك؟فقالت: نعم وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في؟قالت: دعني بعدما كبرت أتهزء بي قال لا، قالت: نعم، فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة، فقال لها: ألست فعلت بي كذا وكذا؟فقالت: يا نبي الله لا تلمني فاني بليت ببلية لم يبل بها أحد، قال: و ما هي؟قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بأنه لم يكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني، فنزعا مني وبليت بزوج عنين، فقال لها يوسف: فما تريدين؟فقالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر.
219 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف بن يعقوب عليهما السلام فشاورت في ذلك، فقيل لها: انا نخافه عليك، قالت: كلا اني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: أليس هذا أحسن؟أليس هذا أجمل؟فقال: اني كنت بليت منك بأربع خصال: كنت أجمل أهل زماني، وكنت أجمل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا.
220 - في تفسير العياشي عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس، في أهل بيته إذ قال: أحب يوسف ان يعومن نفسه (87) قال فقيل: بماذا يا رسول الله؟قال: لما عجل (88) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج إلى فلاة من الأرض فصلى ركعات، فلما فرغ رفع رأسه إلى السماء فقال: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له ما حاجتك؟فقال: توفني مسلما والحقني بالصالحين فقال أبو عبد الله عليه السلام: خشي الفتن.
221 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه: فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها إلى اليمن.
222 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لم - يبعث أنبياء ملوكا في الأرض الا أربعة إلى. واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها.
223 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عاش يعقوب بن إسحاق مأة وأربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوب عليه السلام مأة وعشرين سنة.
224 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن محمد بن مسلم إلى قوله: وبالاسناد عن أبي خالد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة، وبقى بعد خروجه ثمانين سنة، فذلك مأة سنة وعشر سنين.
225 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان نزل على رجل بالطائف قبل الاسلام فأكرمه، فلما ان بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله إلى الناس قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله الله عز وجل إلى الناس؟قال: لا، قال: هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله يتيم أبي طالب وهو الذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته، قال: فقدم الرجل على رسول الله صلى الله عليه وآله فسلم عليه وأسلم ثم قال له: تعرفني يا رسول الله؟قال: ومن أنت؟قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: مرحبا بك سل حاجتك، قال: أسئلك مأتي شاة برعاتها، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وآله بما سأل، ثم قال لأصحابه: ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بني إسرائيل لموسى عليه السلام، فقالوا: وما سئلت عجوز بني إسرائيل فقال: ان الله عز وجل أوحى إلى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها إلى الأرض المقدسة بالشام، فسأل موسى عليه السلام عن قبر يوسف عليه السلام فجاء شيخ فقال: إن كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسى عليه السلام إليها، فلما جاءته قال: تعلمين قبر يوسف؟قالت: نعم، قال فدليني عليه ولك ما سألت، قالت: لا أدلك عليه الا بحكمي، قال: فلك الجنة، قالت: لا الا بحكمي عليك، فأوحى الله عز وجل إلى موسى: لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: فلك حكمك قالت: فان حكمي ان أكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان على هذا لو سألني ما سألت عجوز بني إسرائيل؟.
226 - في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: ان الله عز وجل أوحى إلى موسى بن عمران: ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه؟فقيل له: ههنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال: تعرفين قبر يوسف عليه السلام؟قالت: نعم قال فأخبريني بموضعه فقالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد إلي بصري وترد إلي شبابي وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسى عليه السلام فأوحى الله إليه انما تعطي علي فاعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسف عليه السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر الله عز وجل يوسف في القرآن غيره.
227 - في تفسير علي بن إبراهيم: وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون قال: الكسوف والزلزلة والصواعق.
228 - أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فاشركوا بالله في الطاعة لغيره، و ليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.
229 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وله الأسماء الحسنى التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا بغير علم فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن أنه يحسن، فلذلك قال: " و ما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.
230 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير وإسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.
231 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكر عن ضريس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال شرك طاعة وليس شرك عبادة.
232 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك.
233 - عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر.
234 - أبو بصير عن أبي إسحاق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا، ولولا الله وأنت ما صرف عني كذا وكذا وأشباه ذلك.
235 - عن مالك بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لأصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى انه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا أن من الله علي بفلان لهلكت؟قال: نعم لا بأس بهذا.
236 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهم - السلام قالوا: سألناهما! فقالا: شرك النعم.
237 - في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال: أحدها انهم مشركوا قريش، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا، ويعبدون الأصنام ويدعونها آلهة، مع أنهم كانوا يقولون: الله ربنا والهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب إذا سئلوا: من خلق السماوات والأرض وينزل القطر؟قالوا: الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، الا شريك هو لك تملكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة و الإنجيل ثم أشركوا بانكار القرآن وانكار نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم ابن قبيصة عن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن جده أبي عبد الله عليهم السلام.
238 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني قال: ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، والأوصياء من بعدهم.
239 - علي بن إبراهيم عن أبيه قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال: وما ينكرون؟ذلك قول الله عز وجل لقد قال لنبيه: " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " فوالله ما تبعه الا علي عليه السلام وله تسع سنين، وانا ابن تسع سنين.
240 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله قال الباقر عليه السلام: " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " قال: علي اتبعه.
241 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله و الجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم، أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عز وجل و إلى طاعته وان يجاهد في سبيله؟فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم قلت: من أولئك؟قال: من قام بشرائط الله عز وجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عز وجل، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك و تعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه إلى أن قال: ثم أخبر عن هذه الأمة و ممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمة إبراهيم عليه السلام، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: " ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عز وجل، من الأمة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
242 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة يوم الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.
243 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني نفسه، ومن تبعه علي بن أبي طالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
244 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله (89).
245 - أحمد بن مهران عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله " سبحان الله " ما يعني به؟قال: تنزيه.
246 - في الكافي علي عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت: لأبي - عبد الله عليه السلام ما تفسير " سبحان الله "؟قال: انفة لله، أما ترى الرجل إذا عجب من الشئ قال: سبحان الله.
247 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " الآيات يقول فيه عليه السلام: أولست تعلم أن الله عز وجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو امام من البشر؟أوليس الله يقول: وما أرسلنا قبلك يعني إلى الخلق الا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى فأخبر انه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة أو حكاما، وانما أرسلوا إلى أنبياء الله.
248 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فإنه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم فظنوا أن الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة.
249 - في تفسير العياشي عن ابن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وكلهم إلى أنفسهم أقل من طرفة عين.
250 - عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف لم يخف رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يأتيه من قبل الله أن يكون ذلك ما ينزغ به الشيطان؟قال: فقال: ان الله إذا اتخذ عبدا رسولا انزل عليه السكينة والوقار، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.
251 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثنا أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك: ان الأنبياء معصومون قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: " حتى إذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا " قال الرضا عليه السلام: يقول الله تعالى: " حتى إذا استيأس الرسل من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
1. أرقاء جمع رقيق المملوك يطلق على الذكر والأنثى. .
2. وفي المصدر: " وأعطاه القوة ان لا يحسد مسلما ". .
3. وفي بعض النسخ " وأنكر له المحبة ". .
4. كذا في النسخ وفي المصدر " محافظة عليه " وهو الظاهر. .
5. الاعترار: اتيان الفقير للمعروف من غير أن يسئل. .
6. استعبر: بكى حتى جرى دمعه. .
7. الطاوي: الجائع. .
8. وفي المصدر: " استجررت ". .
9. الظاهر أن ذميال اسم ذلك الرجل. .
10. اي تشاوروا. .
11. الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء. الاحمة. ويقال له بالفارسية " جنكل ". .
12. راهق الغلام: قارب الاحتلام. .
13. أفلت اي خلص. .
14. وفي المصدر " أبو خديجة " بدل " أبو حذيفة ". .
15. " وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب حديث طويل ذكرناه عند قوله تعالى: وذا النون. الآية وفيه ان من قبل من الأنبياء ولاية أهل البيت عليهم السلام سلم وتخلص، ومن توقف عنها وتتعتع في حملها لقى ما لقى آدم من المصيبة، وما لقى نوح من الغرق، وما لقى إبراهيم من النار، وما لقى يوسف من الجب، وما لقى أيوب من البلاء، وما لقى داود من الخطيئة، إلى أن بعث إليه يونس. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
16. " لهذا الحديث تتمة ستقف عليها عند قوله تعالى: انما أشكو بثي الآية. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
17. الجدي من أولاد المعز وهو الذكر في السنة الأولى والأنثى العناق. .
18. " في تفسير علي بن إبراهيم: وقال علي بن إبراهيم: رجع اخوته فقالوا: نعمد على قميصه فنلطخه بالدم، ونقول لأبينا: ان الذئب أكله، فلما فعلوا ذلك قال لهم لاوي: يا قوم ألسنا بني يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق نبي الله بن إبراهيم خليل الله أفتظنون ان الله عز وجل يكتم هذا الخبر عن أنبيائه؟فقالوا: وما الحيلة؟قال: نقوم ونغتسل ونصلي جماعة ونتضرع إلى الله تعالى أن يكتم ذلك عن أنبيائه فإنه جواد كريم، فقاموا واغتسلوا وكان في سنة إبراهيم وإسحاق ويعقوب انهم لا يصلون جماعة حتى يبلغوا إحدى عشر رجلا، فيكون واحد منهم امام وعشرة يصلون خلفه قالوا: كيف نصنع وليس لنا امام؟فقال لاوي: نجعل الله امامنا، فصلوا وتضرعوا وبكوا وقالوا: يا رب اكتم علينا هذا. قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله من كتاب تفسير عن أهل البيت صلوات الله عليهم ما هذا لفظه: وفي حديث علي بن إبراهيم بن هاشم عن رجاله رفعه إلى الصادق عليه السلام انه لما رجع اخوة يوسف إلى أبيهم بقميصه ملطخا بالدم وقالوا: نقول إن الذئب أكله فقال لهم أخوهم لاوي. وذكر كما نقلنا عن علي بن إبراهيم سواء. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
19. " في كتاب سعد السعود لابن طاووس رحمه الله نقله من تفسير أبي العباس بن عقدة عن عثمان بن عيسى عن المفضل عن جابر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما الصبر الجميل؟قال ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس منه عفى عنه " كذا في هامش بعض النسخ، أقول: ولهذا الحديث تتمه ذكرها المجلسي (ره) في البحار ج 5: 147، وذكر هناك أحاديث أخرى في تفسير قوله تعالى: " فصبر جميل " بمثل ما نقله المؤلف (ره) عن كتاب سعد السعود فراجع. .
20. الأوكس: الأنقص. .
21. اي كن على ما أنت عليه من الحال. .
22. عض على إصبعه: أمسكه بأسنانه. .
23. هذا الحديث وما يضاهيه محمول على التقية كما يظهر من الحديث الآتي وقد ذكرناه في ذيل العياشي أيضا وذكره غير واحد من شراح الحديث، والا ففيه ما يخالف عقائد الإمامية وان شئت تحقيق الكلام في ذلك وتفصيله فراجع تنزية الأنبياء: 60 - 68. والبحار ج 5. 198 - 200 ولقد أجاد المحدث المحقق المولى محسن الفيض (قده) في المقام قال في الصافي بعد نقل جملة من الروايات في الباب ما لفظه: وقد نسبت العامة خذلهم الله إلى يوسف في هذا المقام أمورا، ورووا بها روايات مختلفة لا يليق للمؤمن نقلها فكيف باعتقادها! ونعم ما قيل: إن الذين لهم تعلق بهذه الواقعة هم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود ورب العالمين وإبليس، وكلهم قالوا ببراءة يوسف عن الذنب فلم يبق لمسلم توقف في هذا الباب. اما يوسف فقوله: " هي راودتني عن نفسي " وقوله: " رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه " واما المرأة فلقولها: " ولقد راودته عن نفسه فاستعصم " وقالت: " الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه " واما زوجها فلقوله: " انه من كيدكن ان كيدكن عظيم " واما النسوة فلقولهن: * * " امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا انا لنريها في ضلال مبين " وقولهن: " حاش لله ما علمنا عليه من سوء " واما الشهود قوله تعالى: " شهد شاهد من أهلها " واما شهادة الله بذلك فقوله عز من قائل: " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين " واما اقرار إبليس بذلك فلقوله: " فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين " فقد أقر إبليس بأنه لم يغوه، وعند هذا نقول: إن هؤلاء الجهال الذين نسبوا إلى يوسف الفضيحة ان كانوا من اتباع دين الله فليقبلوا شهادة الله بطهارته، وان كانوا من اتباع إبليس وجنوده فليقبلوا شهادة إبليس بطهارته. .
24. " في كتاب طب الأئمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام قال: وقال جل جلاله: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء ". فالسوء هيهنا الزنا، منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). .
25. الملائة: كل ثوب لين رقيق. .
26. وفي المصدر والمنقول عنه في البحار " ان عبد الملك.. اه ". .
27. الجفنة: القصعة الكبيرة منبسطة تشبع الخمسة. .
28. ذكر الطبرسي (ره) قبل ذلك ان المعنى قال أحدهما وهو الساقي رأيت أصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك وسقيته إياها، ثم قال بعد كلام طويل: ما نقله المؤلف (ره) من قوله: " فروى أنه قال: اما العناقيد.. اه ". .
29. كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه. .
30. القفص: محبس الطير. .
31. هو محمد بن إبراهيم بن إسماعيل وهو طباطبا بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وأبو السرايا اسمه سرى بن منصور وكان من امراء مأمون ثم بايع محمد محمد بن إبراهيم وسبب خروج محمد بن إبراهيم وكيفيته وبيعة أبي السرايا وغير ذلك مما يرتبط بهذه القصة مذكور في كتاب مقاتل الطالبيين ص 176 - 185 ط طهران سنة 1307 ومن شاء الوقوف عليها تفصيلا فليراجع. .
32. الوكس: النقصان. .
33. كذا في النسخ وفي المصدر " حتى أظهر الله عذره " وهو الظاهر. .
34. الأناة: الحلم والوقار. .
35. المدية - بالتثليث -: السكين العظيمة العريضة. .
36. التقشف: رثاثة الهيئة وسوء الحال وضيق العيش. .
37. وفي المصدر " واحد بواحد " وللمجلسي (ره) في مرآة العقول في هذا الحديث و ساير ما ورد في باب الأسعار في الكافي بيان طويل فراجع ان شئت ج 3: 403 ونقله في ذيل الكافي ج 5: 163 من الطبعة الحديثة أيضا. .
38. غير موجود في المصدر. .
39. وفي المصدر " مملكة يوسف " بدل " ملكية يوسف " في الجميع. .
40. خوله الله مالا: أعطاه إياه متفضلا. .
41. نابه الامر: اصابه. والنائبة: المصيبة والنازلة. .
42. تداكت: تداقت عليه مرة بعد أخرى. .
43. وفي المصدر " باليسر عسرا " وهو الأظهر بالسياق. .
44. كناديج جمع الكندوج: شبه مخزن من تراب أو خشب توضع فيه الحنطة ونحوها. و الكلس - بالكسر -: الصاروج. .
45. الجدب: القحط. .
46. أمتار الطعام لعياله: اتاهم بميرة وهي طعام يمتاره الانسان اي يجلبه من بلد إلى بلد. .
47. المقل: الكندر. وثمر لشجر الدوم ينضبح ويؤكل، والدوم: شجرة تشبه النخلة في حالاتها. .
48. القمح: البر. .
49. الضنين: البخيل. .
50. كذا في النسخ والمصدر والظاهر أنه مصحف: " ابن يامين " بالنون كما في ساير الروايات. .
51. وفي المصدر " فقال: فأدخلوه وحده ". .
52. مر معناه تحت رقم 111. .
53. اللامة - بتشديد الميم -: العين المصيبة بسوء. .
54. استرقاه اي طلب ان يرقيه. والرقية: العوذة. .
55. المنطقة: ما يشد به الوسط ويقال له بالفارسية: " كمر بند ". .
56. كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: صواع الملك طاس الذي يشرب فيه. وعن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله: " صواع الملك " قال: كان قدحا.. اه " وفي آخره: لعن الله الخوان لا تخونوا به بصوت حسن. .
57. الخطر: التبختر في المشي. .
58. يفع الغلام: ناهز البلوغ. .
59. الحقو: معقد الإزار ويسمى بالخصر. .
60. خياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف، وفي بعض النسخ " خواشيمه " والظاهر تصحيفه. .
61. نضب الماء: غار .
62. الاسن: المتغير الطعم. .
63. وفي المصدر " وأئمتهم ". ويمكن تصحيح المعنى على كلتا النسختين. .
64. وفي المصدر " وليس شئ أكبر على المؤمن. اه ". .
65. عرك الأديم " دلكه، والأديم: الجلد المدبوغ. .
66. هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللبحار في باب الطينة والميثاق ولما رواه الفيض (ره) في الوافي عن بعض مشايخه (قده) في باب الطينة لكن في الأصل " شبح " بدل " سنخ " في المواضع. والسنخ بمعنى الأصل. .
67. الحيف: الجور والظلم. ومال الحاكم في حكمه: جار وظلم. وشطط الرجل: أفرط وتباعد عن الحق. .
68. هذ الحديث من الأحاديث المشكلة وللمجلسي وكذا الفيض قدس سرهما الشريف بيان فيه فليراجع. .
69. كذا في النسخ والمصدر لكن في المنقول عنه في البحار " ورؤسها " وهو الظاهر. .
70. اي دنا. .
71. حدب واحدودب اي خرج ظهره ودخل صدره وبطنه. .
72. كذا في النسخ وفي المصدر هكذا: " فبسبب ما تحت الحزن علم خص به من الله دون العالمين. .
73. اي دلكه ومرغه ودسه فيه. .
74. وفي المصدر " حتى أتاه بنوه ". .
75. سمح بكذا: جاد. والسراح: التسهيل والاطلاق. .
76. انتحب: تنفس شديدا. بكى شديدا. .
77. المقل: الكندر الذي تدخن به اليهود وحبه يجعل في الدواء، وصمغ شجرة. .
78. قال الحموي: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين. .
79. وفي المصدر " ياخيرا كله ". .
80. قال الطريحي: في الدعاء " يامن كبس الأرض على الماء اي أدخلها فيه، من قولهم: كبس رأسه في ثوبه: أخفاه وادخله فيه، أو جمعها فيه. .
81. وفي المصدر " أخو مرازم " ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف " أخو دارم " وهو محمد بن عبد الله القلائي. .
82. التميمة " العوذة على صغار الانسان مخافة العين. .
83. استفهام على الانكار كما قاله المجلسي (ره). .
84. اي تحمل. .
85. الكأبة: الغم والحزن. .
86. المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد. .
87. كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار " ان يستوثق لنفسه ". .
88. كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار " لما عزل له. اه ". .
89. يعني تنزيه لذاته الأحدية عن كل ما لا يليق بجنابه، يقال: أنف من الشئ إذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. " قاله في الوافي ". .