قال عز من قائل: ﴿أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾
371 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فقلت: الملائكة أفضل أم بنو آدم؟فقال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ان الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.
372 - في أصول الكافي الحسين بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا عن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله الله عز وجل، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا الا بمعرفتنا.
373 - أحمد بن إدريس عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان بن يحيى قال: سألني أبو قرة المحدث ان ادخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستأذنته فأذن لي، فدخل فسأله عن الحلال والحرام ثم قال له: أفتقر ان الله محمول؟فقال أبو الحسن عليه السلام: كل محمول مفعول به مضاف إلى غيره محتاج، والمحمول اسم نقص في اللفظ والحامل فاعل وهو في اللفظ مدحة، وكذلك قول القائل: فوق وتحت وأعلى وأسفل، وقد قال الله: " له الأسماء الحسنى فادعوه بها " ولم يقل في كتبه انه المحمول بل قال إنه الحامل في البر والبحر والممسك السماوات والأرض ان تزولا، والمحمول ما سوى الله، ولم يسمع أحد آمن بالله وعظمته قط قال في دعائه: يا محمول.
374 - علي بن إبراهيم عن المختار بن محمد بن المختار ومحمد بن الحسن عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال: إن الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه، وانى يوصف الذي تعجز الحواس ان تدركه، والأوهام ان تناله، والخطرات أن تحده، والابصار عن الإحاطة، به، جل عما يصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
375 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الله غاية من غياه، والمغيي غير الغاية، توحد بالربوبية ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر لله غير الله، والله غير أسمائه وكل شئ وقع عليه اسم شئ سواه فهو مخلوق، الا ترى إلى قوله: العزة لله، العظمة لله، وقال: " و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها " وقال: " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى " فالأسماء مضافة إليه وهو التوحيد الخاص.
376 - وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وله الأسماء الحسنى التي لا يسمى بها غيره، وهو التي وصفها في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا " بغير علم " فالذي يلحد في أسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن أنه يحسن، ولذلك قال: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.
377 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها " قال: الرحمن الرحيم.
378 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون قال: هم الأئمة عليهم السلام.
379 - في تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: عز وجل " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال: هم الأئمة.
380 - وقال محمد بن عجلان عنه: نحن هم.
381 - أبي الصهبان البكري قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: والذي نفسي بيده لتفترقن هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار الا فرقة " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " فهذه التي تنجو من هذه الأمة 382 - عن يعقوب بن يزيد قال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " قال: يعني أمة محمد صلى الله عليه وآله.
383 - عن زيد بن أسلم عن انس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين فرقة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على اثنين وسبعين فرقة. إحدى وسبعون فرقة في النار، وواحدة في الجنة، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة واحدة في الجنة، واثنتان وسبعون في النار، قالوا من هم يا رسول الله؟قال: الجماعات، فقال يعقوب بن يزيد: كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا حدث هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله تلا فيه قرآنا " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم " إلى قوله: " ساء ما يعملون " وتلا أيضا: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " يعني أمة محمد صلى الله عليه وآله.
384 - في مجمع البيان وفي حديث غير أبي حمزة قال النبي صلى الله عليه وآله لما قرأ: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " هذه لكم وقد أعطى الله قوم موسى مثلها.
385 - وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله قال: هي لامتي بالحق يأخذون وبالحق يعطون، وقد أعطى القوم بين أيديكم مثلها و " من قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
386 - وقال الربيع بن أنس قرأ النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية فقال: إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى بن مريم عليه السلام.
387 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن السمط، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا اتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد بعبد شرا فأذنب ذنبا اتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها (1) وهو قول الله عز وجل: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون بالنعم عند المعاصي.
388 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " سنستدرجهم من حيث لا يعلمون " قال: هو العبد يذنب الذنب فتجدد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار عن ذلك الذنب.
389 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بعض أصحابه قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن الاستدراج؟فقال: هو العبد يذنب الذنب فيملي له ويجدد له عنده النعم فيلهيه عن الاستغفار من الذنوب، فهو مستدرج من حيث لا يعلم.
390 - علي بن إبراهيم عن القاسم بن محمد عن داود سليمان المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه وكم من مستدرج يستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه.
391 - في روضة الكافي خطبة طويلة مسندة إلى أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: ثم إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس في ذلك الزمان شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله صلى الله عليه وآله، إلى أن قال: يدخل الداخل لما يسمع من حكم القرآن فلا يطمئن جالسا حتى يخرج من الدين، ينتقل من دين ملك إلى دين ملك ومن ولاية ملك إلى ولاية ملك ومن طاعة ملك إلى طاعة ملك، ومن عهود ملك إلى عهود ملك، فاستدرجهم الله تعالى من حيث لا يعلمون، وان كيده متين بالامل والرجاء.
392 - في نهج البلاغة انه من وسع عليه في ذات يده فلم ير ذلك استدراجا فقد امن مخوفا.
393 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ومن يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون قال: يكله إلى نفسه قوله: يسئلونك عن الساعة إيان مرساها فان قريشا بعثت العاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث من كلدة وعقبة بن أبي معيط إلى نجران ليتعلموا من علماء اليهود مسائل يسألونها رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان فيها: سلوا محمدا متى يقوم الساعة فان ادعى علم ذلك فهو كاذب، فان قيام الساعة لم يطلع الله عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، فلما سئلوا رسول الله صلى الله عليه وآله متى تقوم الساعة؟أنزل الله تبارك وتعالى عليه: يسئلونك عن الساعة إيان مرساها قل انما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم الا بغتة يسئلونك كأنك حفي عنها اي جاهل عنها قل لهم يا محمد (ص) انما علمها عند ربي ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
494 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام ان النبي صلى الله عليه وآله قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟فقال: مثله مثل الساعة " لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم الا بغتة " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
395 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى خلف بن حماد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء يعني الفقر.
396 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " قال: كنت اختار لنفسي الصحة والسلامة.
397 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء (ع) حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه، قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما قال له الرضا عليه السلام: ان حوا ولدت لآدم خمسمأة بطن في كل بطن ذكر وأنثى، وان آدم وحوا عاهدا الله تعالى ودعواه وقالا: لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتيهما صالحا من النسل خلقا سويا بريئا من الزمانة والعاهة كان ما آتيهما صنفين: صنفا ذكرانا وصنفا إناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره " شركاء في ما آتيهما " ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تعالى: فتعالى الله عما يشركون فقال المأمون: اشهد انك ابن رسول الله حقا.
398 - في تفسير علي بن إبراهيم أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضل عن أبي جعفر عليه السلام: في قول الله: " فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما " فقال: هو آدم وحوا، وانما كان شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة، فأنزل الله على رسول الله صلى الله عليه وآله: هو الذي خلقكم من نفس واحدة إلى قوله: فتعالى الله عما يشركون قال: جعلا للحارث نصيبا في خلق الله ولم يكن شركاء إبليس في عبادة الله ثم قال: أيشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون.
399 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما علقت حوا من آدم عليهما السلام وتحرك ولدها في بطنها فنجبت من ذلك وارتاعت (2) فقالت لآدم عليه السلام: ان في بطني شيئا يتحرك فقال لها آدم عليه السلام أبشري ان الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق الله تعالى منها خلقا ليبلونا فيه فأتاها إبليس فقال لها: كيف أنتم؟فقالت له: اما اني قد علقت وفي بطني من آدم ولد يتحرك، فقال لها إبليس: اما انك ان نويت ان تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما وبقي وعاش، وان لم تنوى ان تسميه عبد الحارث مات بعد ما تلدينه بستة أيام، فوقع في نفسها مما قال لها شئ.
فأخبرت بما قال لها آدم عليه السلام، فقال لها آدم: قد جائك الخبيث لا تقبلي منه، فاني أرجو ان يبقى لنا ويكون خلاف ما قال لك، ووقع في نفس آدم عليه السلام مثل ما وقع في نفس حوا من مقالة الخبيث، فلما وضعته غلاما لم يعش الا ستة أيام حتى مات فقالت لآدم عليه السلام: قد جائك الذي قال لنا الحارث فيه ودخلهما من قول الخبيث ما شكهما فلم تلبث ان علقت من آدم عليه السلام حملا آخر فأتاها إبليس فقال لها: كيف أنتم؟فقالت له: قد ولدت غلاما ولكنه مات يوم السادس فقال لها الخبيث: اما انك لو كنت نويت ان تسميه عبد الحارث لعاش، وان ما هو الذي في بطنك كبعض ما في بطون هذه الانعام التي بحضرتكم، اما بقرة و اما ناقة واما ضأن واما معز فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون إلى ما اخبرها الذي كان تقدم إليها في الحمل الأول، فأخبرت بمقالته آدم عليه السلام، فوقع في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حوا، " فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن آتينا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتيهما صالحا " اي لم تلد ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معز فأتاها الخبيث فقال لها: كيف أنتم؟فقالت له: قد أثقلت، وقربت ولادتي فقال: اما انك ستلدين وترين من الذي في بطنك ما تكرهين، ويدخل آدم منك ومن ولدك شئ لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا لكان أحسن، فاستمالها إلى طاعته والقبول لقوله ثم قال لها: اعلمي ان أنت نويت أن تسميه عبد الحارث وجعلت لي فيه نصيبا ولدتيه غلاما سويا وعاش وبقي لكم، فقالت: فاني قد نويت ان أجعل لك فيه نصيبا، فقال لها الخبيث: لا تدعين آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا ويسميه عبد الحارث، فقالت له: نعم، فأقبلت على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها، فوقع في قلب آدم من مقالة إبليس ما خافه، فركن إلى مقالة إبليس وقالت حوا لآدم لان أنت لم تنو أن تسميه عبد الحارث وتجعل للحارث نصيبا لم أدعك تقربني ولا تغشاني، ولم يكن بيني وبينك مودة، فلما سمع ذلك منها آدم عليه السلام قال لها: اما انك سبب المعصية الأولى وسيدليك بغرور قد تابعتك وأجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا، وان اسميه عبد الحارث فأسرا النية بينهما بذلك، فلما وضعته سويا فرحا بذلك وأمنا ما كانا خافا من أن يكون ناقة أو بقرة أو ضأنا أو معزا، واملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس، فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث.
400 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " فلما آتيهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتيهما " قال: هو آدم عليه السلام وحوا، انهما كان شركهما شرك طاعة، وليس شرك عبادة.
401 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم (محمد خ ل) عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقوله عز وجل: " ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يعني قبض محمد وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته وهو قوله عز وجل: " وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
402 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد ابن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق وأكرم أهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق أو افلات (3) دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن أراد ذلك فليسألني عنه، قال: فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين اخبرني عما يؤمن من الحرق والغرق؟فقال: اقرأ هذه الآيات الله ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين و " ما قدروا الله حق قدره " إلى قوله: " سبحانه وتعالى عما يشركون " فمن قرأها فقد أمن من الحرق والغرق، قال: فقرأ رجل واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
403 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي أمان لامتي من الحرق " ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين " و " ما قدروا الله حق قدره " الآية.
404 - في روضة الكافي عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال: وقوله عز وجل: " ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " يعني قبض محمد صلى الله عليه وآله وظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته وهو قوله عز وجل وان تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتريهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
405 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن رجل من ثقيف قال: قال علي عليه السلام إياك ان تضرب مسلما أو يهوديا أو نصرانيا في درهم خراج أو تبيع دابة على درهم فانا أمرنا ان نأخذ منه العفو.
406 - في عيون الأخبار باسناده إلى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه، وسنة من وليه، إلى قوله: واما السنة من نبيه فمداراة الناس فان الله أمر نبيه بمداراة الناس فقال: خذ العفو وامر بالعرف و اعرض عن الجاهلين.
407 - في تفسير العياشي عن الحسين بن علي بن النعمان عن أبيه عمن سمع أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول: إن الله أدب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " قال: خذ منهم ما ظهر وما تيسر، و العفو الوسط.
408 - في مجمع البيان وروى أنه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل عليه السلام عن ذلك؟فقال: لا أدرى حتى سئل العالم ثم اتاه فقال يا محمد ان الله يأمرك ان تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك، واعرض عن الجاهلين.
409 - قال ابن زيد: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف يا رب الغضب؟فنزل قوله: واما ينزغنك من الشيطان نزغ.
410 - في كتاب الخصال قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليستعذ بالله وليقل آمنت بالله وبرسوله مخلصا له الدين.
411 - في تفسير علي بن إبراهيم " واما ينزغنك من الشيطان نزغ " قال: إن عرض في قلبك منه شئ وسوسة فاستعذ بالله انه سميع عليم ثم قال: " ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " قال: إذا ذكرهم الشيطان المعاصي وحملهم عليها يذكرون الله فإذا هم مبصرون.
412 - في روضة الكافي كلام لعلي بن الحسين عليهما السلام: في الوعظ والزهد في الدنيا يقول فيه عليه السلام: واحذروا أيها الناس من الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق بالبيان الناطق، فلا تأمنوا مكر الله و تحذيره عندما يدعوكم الشيطان اللعين إليه من عاجل الشهوات واللذات في هذه الدنيا، فان الله عز وجل يقول: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون فاشعروا قلوبكم لله أنتم (4) خوف الله وتذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب.
413 - في كتاب الخصال عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثلاثة من أشد ما عمل: انصاف المؤمن نفسه ومواساة المواخاة، وذكر الله على كل حال، و هو ان يذكر الله عند المعصية وهو قول الله عز وجل: " ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ".
414 - في أصول الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " قال: هو العبد يهم بالذنب ثم يتذكر فيمسك، فذلك قوله: " تذكروا فإذا هم مبصرون ".
415 - في تفسير العياشي عن عبد الاعلى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: " ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " قال: هو الذنب يهم به العبد فيتذكر فيدعه.
416 - عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ان الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " ما ذلك الطائف؟فقال: هو السئ يهم به العبد ثم يذكر الله فيبصر ويقصر.
417 - أبو بصير عنه قال: هو الرجل يهم بالذنب ثم يتذكر فيدعه.
418 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن القراءة خلف الإمام؟فقال: إذا كنت خلف امام تتولاه وتثق به يجزيك قرائته، وان أحببت أن تقرأ فاقرأ فيما يخافت فيه فإذا جهر فانصت، قال الله تعالى: وانصتوا لعلكم ترحمون.
419 - الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن الرجل يؤم القوم وأنت لا ترضى به في صلاة يجهر فيها بالقراءة؟فقال: إذا سمعت كتاب الله يتلى فانصت له.
420 - في من لا يحضره الفقيه وفي رواية زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: وان كنت خلف الامام فلا تقرأن شيئا في الأوليين وانصت لقرائته، ولا تقرأن شيئا في الأخيرتين، فان الله عز وجل يقول للمؤمنين: وإذا قرئ القرآن يعني في الفريضة خلف الامام فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون والأخيرتان تبعا للأوليين.
421 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في خطبة يوم الجمعة الخطبة الأولى: الحمد لله نحمده ونستعينه إلى أن قال عليه السلام: ان كتاب الله أصدق الحديث وأحسن القصص وقال الله عز وجل: " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون " فاسمعوا طاعة الله وانصتوا ابتغاء رحمته.
422 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يجب الانصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها وإذا قرئ عندك القرآن وجب عليك الانصات والاستماع.
423 - عن أبي بصير (5) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قرأ ابن الكوا خلف أمير المؤمنين عليه السلام: " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " فانصت له أمير المؤمنين عليه السلام.
424 - عن إبراهيم بن عبد الحميد رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: واذكر ربك في نفسك (6) يعني مستكينا وخيفة يعني خوفا من عذابه ودون الجهر من القول يعني دون الجهر من القراءة بالغدو والإيصال يعني بالغداة والعشي.
425 - عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال " قال: تقول عند المساء " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير " قلت: " بيده الخير "؟قال: بيده الخير ولكن قل كما أقول لك عشر مرات، " وأعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين وأعوذ بك رب ان يحضرون ان الله هو السميع العليم " عشر مرات حين تطلع الشمس وعشر مرات حين تغرب.
426 - عن محمد بن مروان عن بعض أصحابه قال: قال جعفر بن محمد عليه السلام قل: " أستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأعوذ بالله ان يحضرون ان الله هو السميع العليم " وقل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير " فقال له رجل: مفروض هو؟قال: نعم مفروض هو محدود تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرات، فان فاتك شئ منها فاقضه من الليل والنهار.
427 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال: لا يكتب الملك الا ما سمع، وقال الله عز وجل " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة " فلا يعلم ثواب ذلك الذكر في نفس الرجل غير الله عز وجل لعظمته.
428 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في آخر حديث و دعاء التضرع ان تحرك إصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة.
429 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال رفعه قال: قال الله تعالى لعيسى عليه السلام: يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي واذكرني في ملائك أذكرك في ملاء خير من ملاء الآدميين.
430 - وباسناده إلى أبي المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل: " يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا ".
431 - في مجمع البيان " واذكر ربك في نفسك " وروى زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال معناه: إذا كنت خلف امام تأتم به فأنصت وسبح في نفسك فيما لا يجهر الإمام عليه السلام فيه بالقراءة.
432 - في تفسير علي بن إبراهيم " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة " قال: في الظهر والعصر " ودون الجهر من القول بالغدو والآصال " قال: بالغداة ونصف النهار " ولا تكن من الغافلين ".
433 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبان الأحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء إليه رجل فقال له: بأبي أنت وأمي عظني موعظة، فقال عليه السلام: إن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
434 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن دراج عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: أيما مؤمن حافظ على الصلوات المفروضة فصلاها لوقتها، فليس هذا من الغافلين.
435 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان معه كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين وكان مأجورا كلما نظر إليه.
436 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى أن قال: وللغافل ثلث علامات: اللهو، والسهو، والنسيان.
437 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين.
438 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ذاكر الله في الغافلين كالمقاتل عن الفارين، والمقاتل عن الفارين له الجنة.
439 - في تفسير علي بن إبراهيم: ان الذين عند ربك يعني الأنبياء والرسل و الأئمة عليهم السلام لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون.
1. تمادى في الامر: بلغ فيه المدى وتمادى في غيه: لج ودام على فعله. .
2. كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر ولا في المنقول عنه في كتاب بحار الأنوار. .
3. الافلات والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث. .
4. كذا في النسخ وما بين المعقفتين غير موجود في المصدر وقوله: فأشعروا قلوبكم خوف الله اي اجعلوا خوف الله شعار قلوبكم ملازما لها غير مفارق عنها. .
5. كذا في النسخ وفي المصدر " عن أبي كهمس " بدل " عن أبي بصير " .
6. كذا في نسخ الكتاب والمصدر وكأنه سقط " تضرعا " من الموضع. .