قال عز من قائل: ﴿وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾
71 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس شئ أبغض على الله من بطن ملئان.
72 - وباسناده قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام اتى أبو جحيفة النبي صلى الله عليه وآله وهو يتجشأ فقال: اكفف جشاك، فان أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيمة قال: فما ملاء أبو جحيفة بطنه من طعام حتى لحق بالله تعالى.
73 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أبعد ما يكون العبد من الله ذا كان همه فرجه وبطنه.
74 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لمؤمن يأكل في معاء واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
75 - في كتاب علل الشرايع - باسناده إلى عمر بن علي عن أبيه علي بن أبي - طالب ان النبي صلى الله عليه وآله قال: مر أخي عيسى عليه السلام بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما؟فقال: يا نبي الله هذه امرأتي وليس بها بأس صالحة ولكني أحب فراقها، قال: فأخبرني على كل حال ما شأنها؟قال: هي خلقة الوجه من غير الكبر قال لها: يا امرأة أتحبين ان يعود ماء وجهك طريا؟قالت: نعم، قال لها: إذا اكلت فإياك ان تشبعي لان الطعام إذا تكاثر على الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا.
76 - في الكافي سهل بن زياد عن محمد بن عيسى عن العباس بن هلال الشامي مولى أبي الحسن عليه السلام عنه قال قلت له: جعلت فداك ما أعجب إلى الناس من يأكل الجشب (1) ويلبس الخشن ويتخشع فقال: اما علمت أن يوسف نبي ابن نبي عليهما السلام كان يلبس أقبية الديباج مزورة بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون يحكم فلم يحتج الناس إلى لباسه وانما احتاجوا إلى قسطه، وانما يحتاج من الامام إلى أن إذا قال (2) صدق: وإذا وعد انجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وانما حرم الحرام قل أو كثر، وقد قال الله عز وجل: " من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن يحيى بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: بعث أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله بن عباس إلى ابن الكوا وأصحابه وعليه قميص رقيق وحلة، فلما نظروا إليه قالوا: يا ابن عباس أنت خيرنا في أنفسنا وأنت تلبس هذا اللباس؟فقال: وهذا أول ما أخاصمكم فيه. " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " وقال عز وجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد ".
78 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله عليه السلام وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان، فقال: والله لأتينه ولأوبخنه، فدنا منه فقال: يا بن رسول الله ما لبس رسول الله صلى الله عليه وآله مثل هذا اللباس ولا علي عليه السلام ولا أحد من آبائك فقال له أبو عبد الله: كان رسول الله في زمان قتر مقتر (3) وكان يأخذ لقتره وقتاره (4) وان الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها (5) فأحق أهلها بها ابرارها، ثم تلا: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق " فنحن أحق من اخذ منها ما أعطاه الله، غير اني يا ثوري ما ترى علي من ثوب انما لبسته للناس، ثم اجتذب يد سفيان فجرها ثم رفع الثوب الاعلى واخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا، فقال: هذا لبسته لنفسي غليظا وما رأيته للناس، ثم اجتذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ خشن، وداخل الثوب لين، فقال: لبست هذا الاعلى للناس، ولبست هذا لنفسك تسرها.
79 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله عليه السلام متكيا علي - أو قال على أبي - فلقيه عباد بن كثير وعليه ثياب مروية (6) حسان، فقال: يا أبا عبد الله! انك من أهل بيت نبوة وكان أبوك وكان؟فما هذه الثياب المزينة عليك فلو لبست دون هذه الثياب؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: ويلك يا عباد من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق؟وان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب ان يراها عليه ليس به بأس، ويلك يا عباد انما انا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطنين.
80 - في تفسير العياشي عن الحكم بن عيينة قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام و عليه ازار أحمر، قال فأحددت النظر إليه (7) فقال: يا أبا محمد ان هذا ليست به بأس ثم تلا: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
81 - عن الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس الجبة والمطرف (8) من الخز والقلنسوة ويبيع المطرف ويتصدق بثمنه و يقول: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
82 - عن يوسف بن إبراهيم قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعلي جبة خز و طليسان خز (9) فنظر إلي، فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطيلسان خز ما تقول فيه؟قال: ولا بأس بالخز، قلت: وسداه إبريسم (10) فقال: لا بأس به فقد أصيب الحسين بن علي عليه السلام وعليه جبة خز.
83 - عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام قال: كان علي بن الحسين يلبس الثوب بخمسمائة دينار والمطرف بخمسين دينارا يشتو فيه (11) فإذا ذهب الشتاء باعه وتصدق بثمنه.
84 - وفي خبر عمر بن علي عن أبيه عن الحسين عليه السلام (12) انه كان يشتري الكساء الخز بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدق به لا يرى بذلك بأسا ويقول: " قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق ".
85 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واعلموا يا عباد الله ان المتقين جازوا عاجل الخير و آجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم الله في الدنيا ما كفاهم به وأغناهم، قال الله عز وجل: " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هو للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيمة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون " سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أكلت، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون وشربوا من طيبات ما يشربون، ولبسوا من أفضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون، وتزوجوا من أفضل ما يتزوجون، وركبوا من أفضل ما يركبون، و أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا وهم غدا جيران الله، يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا ترد لهم دعوة، ولا ينقص لهم نصيب من اللذة، فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل.
86 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عبد الله بن أحمد عن علي بن النعمان عن صالح بن حمزة عن أبان بن مصعب عن يونس بن ظبيان أو المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما لكم من هذه الأرض؟فتبسم ثم قال: إن الله تبارك تعالى بعث جبرئيل عليه السلام وأمره ان يخرق بابهامه ثمانية أنهار في الأرض، منها سيحان وجيحان وهو نهر بلخ والخشوع وهو نهر الشاش (13) و مهران وهو نهر الهند ونيل مصر ودجلة والفرات فما سقت أو استقت فهو لنا، وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدونا منه شئ الا ما غصب عليه، وان ولينا لفي أوسع فيما بين ذه إلى ذه يعني من السماء إلى الأرض، ثم تلا هذه الآية: " قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا " المغصوبين عليها " خالصة لهم يوم القيمة " بلا غصب.
87 - علي بن محمد عن صالح بن أبي حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العبا وترك الملا وشكاه اخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام علي بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: اما استحييت من أهلك أما رحمت ولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره اخذك منها؟أنت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والأرض وضعها للأنام فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام " أوليس يقول: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " إلى قوله: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال عز وجل: " واما بنعمة ربك فحدث " فقال عاصم: يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة (14) وفى ملبسك على الخشونة؟فقال: ويحك ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل ان يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ (15) بالفقير فقره فألقى عاصم بن زياد العبا ولبس الملاء.
88 - في نهج البلاغة ما كنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت إليها في الآخرة كنت أحوج وبلى ان شئت بلغت بها الآخرة تقرى فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة، فقال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد قال: وما له؟قال: قد لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما جاء قال: يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث (16) اما رحمت أهلك وولدك أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره ان تأخذها؟أنت أهون على الله من ذلك، قال: يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟قال: ويحك اني لست كانت ان الله عز وجل فرض على أئمة العدل ان يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره.
89 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن قال: فقال: ان القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم القرآن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الحق.
90 - في تفسير علي بن إبراهيم " قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ما وبطن ". قال: من ذلك أئمة الجور.
91 - في الكافي أبو علي الأشعري عن بعض أصحابنا وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن علي بن يقطين قال: سأل المهدي أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل محرمة في كتاب الله عز وجل؟فان الناس انما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها، فقال له أبو الحسن عليه السلام: بل هي محرمة في كتاب الله جل اسمه يا أمير المؤمنين، فقال له: في اي موضع محرمة في كتاب الله جل اسمه يا أبا الحسن؟فقال قول الله عز وجل: " قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق " فاما قوله " ما ظهر منها " يعني الزنا المعلن ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية واما قوله عز وجل: " وما بطن " يعني ما نكح من الاباء لان الناس كانوا قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وآله إذا كان للرجل زوجة ومات تزوجها ابنه بعده إذا لم تكن أمة فحرم الله عز وجل ذلك واما الاثم فإنها الخمر بعينها (17) وقد قال الله عز وجل في موضع آخر: " يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس " فاما الاثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر و اثمهما كبير كما قال الله تعالى، فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية قال: فقلت له: صدقت والله يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت، قال: فوالله ما صبر المهدي ان قال لي: صدقت يا رافضي.
92 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضي الله عنه: يا بني لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كلما تعلم.
93 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: علامة الايمان ان تؤثر الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك، والا يكون في حديثك فضل عن علمك، وان تتقي الله في حديث غيرك.
94 - في عيون الأخبار باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والأرض.
95 - في كتاب الخصال عن مفضل بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أنهاك عن خصلتين فيما هلك الرجال، ان تدين الله بالباطل وتفتي الناس بما لا تعلم.
96 - عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إياك وخصلتين فيهما هلك من هلك إياك ان تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم.
97 - في كتاب التوحيد باسناده إلى جعفر بن سماعة عن غير واحد عن زرارة قال سئلت أبا جعفر عليه السلام ما حجة الله على العباد؟قال: إن يقولوا ما يعلمون. ويقفوا عندما لا يعلمون.
98 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن محمد الأزدي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم " إلى قوله " تعلمون " قال تعد السنين ثم تعد الشهور ثم تعد الأيام ثم تعد الساعات ثم تعد الأنفاس. فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
99 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " ثم قضى اجلا وأجل مسمى عنده " قال: الاجل الذي غير مسمى موقوف يقدم منه ما شاء ويؤخر منه ما شاء، واما الاجل المسمى فهو الذي ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.
100 - عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سئلته عن قول الله: " ثم قضى اجلا وأجل مسمى عنده " قال: المسمى ما يسمى لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال الله: " إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " هو الذي يسمى لملك الموت في ليلة القدر، والاخر فيه المشية ان شاء قدمه وان شاء أخره.
101 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا علي بن زياد قال: حدثنا مروان بن معاوية عن الأعمش عن أبن حيان التميمي عن أبيه وكان مع علي عليه السلام يوم صفين وفيما بعد ذلك قال: بينما علي بن أبي طالب عليهما السلام يفنى الكتائب يوم صفين ومعاوية مستقبلة على فرس له يتأكل تحته تاكلا وعلي عليه السلام على فرس رسول الله صلى الله عليه وآله المرتجز، وبيده حربة رسول الله وهو متقلد سيفه ذا الفقار، فقال رجل من أصحابه: احترس يا أمير المؤمنين فانا نخشى أن يغتالك هذا الملعون، فقال علي عليه السلام: لئن قلت ذلك أنه غير مأمون علي دينه، وانه لاشقى القاسطين وألعن الخارجين على الأئمة المهتدين، ولكن كفى بالأجل حارسا ليس أحد من الناس الا ومعه ملائكة حفظة يحفظونه من أن يتردى في بئر أو أو يقع عليه حائط أو يصيبه سوء فإذا حان اجله خلوا بينه وبين ما يصيبه وكذلك إذا حان أجلي انبعث أشقاها فخضب هذه من هذا وأشار بيده إلى لحيته ورأسه - عهدا معهودا ووعدا غير مكذوب.
102 - وباسناده إلى الأصبغ بن نباته قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام عدل من عند حائط مايل إلى حايط آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله، قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل.
103 - وباسناده إلى عمرو بن جميع عن جعفر بن محمد قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: دخل الحسين بن علي عليهما السلام علي معاوية فقال له: ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين؟فقال عليه السلام: حمله على ذلك علمه ان ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال: صدقت.
104 - قال: وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام لما أراد قتال الخوارج لو احترزت يا أمير المؤمنين! فقال عليه السلام: اي يومي من الموت أفر * يوم ما قدر أو يوم قدر يوم لم يقدر لا أخشى الردى * وإذا قدر لم يغن الحذر (18).
105 - وباسناده إلى عبد الرحمان بن جندب عن أبيه وغيره عن الحسن بن علي عليهما السلام كلام طويل وفيه أن عليا عليه السلام في المحيى والممات والمبعث، عاش بقدر ومات بأجل.
106 - وباسناده إلى يحيى بن كثير قال: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: الا نحرسك؟قال: حرس كل امرء أجله.
107 - وباسناده إلى سعيد بن وهب قال: كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا و الصفان ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه حتى جاء أمير المؤمنين عليه السلام فنزلنا على قناة (19) فقال له سعيد بن قيس: أفي هذه الساعة يا أمير المؤمنين؟أما خفت شيئا؟قال: وأي شئ أخاف؟انه ليس من أحد الا ومعه ملكان موكلان به ان يقع في بئر أو تضربه دابة أو يتردى من جبل حتى يأتي القدر، فإذا أتى القدر خلوا بينه وبينه.
108 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وما أضلنا الا المجرمون يعنون المشركون الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم وهم قوم محمد صلى الله عليه وآله ليس فيهم من اليهود والنصارى أحد وتصديق ذلك قول الله عز وجل: " كذبت قبلهم قوم نوح " " كذب أصحاب الأيكة " كذب قوم لوط " ليس هم اليهود الذين قالوا عزير ابن الله ولا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار ويدخل قوم بأعمالهم وقولهم: وما أضلنا الا المجرمون، إذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عز وجل فيهم حين جمعهم إلى النار: قالت أوليهم لأخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار وقوله: " كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا " برئ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا، رجاء الفلج فيفلتوا (20) من عظيم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.
109 - في مجمع البيان: " قالت أولاهم لأخراهم ربنا هؤلاء أضلونا " قال الصادق عليه السلام: يعني أئمة الجور.
110 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال أيضا: " وقالت أوليهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون " قال شماتة بهم.
111 - في تفسير العياشي عن منصور بن يونس عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " نزلت في طلحة وزبير والجمل جملهم.
112 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: " ان الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " فإنه حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن ضريس عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في طلحة والزبير وجملهم، قوله: ونزعنا ما في صدورهم من غل قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة.
113 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: تفتح أبواب السماء في خمس مواقيت: عند نزول الغيث، وعند الزحف، وعند الاذان، وعند قراءة القرآن مع زوال الشمس، وعند طلوع الفجر.
114 - وعن علي عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: اما أقفال السماوات فالشرك بالله، ومفاتيحها قول لا إله إلا الله.
115 - في مجمع البيان روى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى إذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين وهو واد بحضرموت يقال له برهوت.
116 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: " ونزعنا ما في صدورهم من غل " قال: العداوة تنزع منهم اي من المؤمنين في الجنة.
117 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن ابن هلال عن أبيه عن أبي السفاتج عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله فقال: إذا كان يوم القيمة دعى بالنبي صلى الله عليه وآله وبأمير المؤمنين وبالأئمة من ولده عليهم السلام فينصبون للناس فإذا رأتهم شيعتهم قالوا: الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله، يعني هدينا الله في ولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام.
118 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل فيه خطبة الغدير وفيها: معاشر الناس سلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين وقولوا: " الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدينا الله ".
119 - في مجمع البيان وعن عاصم بن حمزة عن علي عليه السلام انه ذكر أهل الجنة فقال: يحيون ويدخلون فإذا أساس بيوتهم من حندل اللؤللؤ (21) وسرر مرفوعة وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة ولولا أن الله تعالى قدرها لهم لالتمعت أبصارهم لما يرون، ويعانقون الأزواج، ويقعدون على السرر.
ويقولون: الحمد لله الذي هدينا لهذا.
120 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن الدهقان عن درست عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال إذا ركب الدابة: بسم الله لا حول ولا قوة الا بالله " الحمد لله الذي هدينا لهذا وما كنا لنهتدي " الآية " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " حفظت له دابته ونفسه.
121 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما من أحد الا وله منزل في الجنة ومنزل في النار، فاما الكافر فيرث المؤمن منزله من النار، والمؤمن يرث الكافر منزله من الجنة، فذلك قوله: أورثتموها بما كنتم تعملون.
122 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن أحمد عمر الحلال قال: سئلت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين قال: المؤذن أمير المؤمنين عليه السلام.
123 - في مجمع البيان " فاذن مؤذن بينهم " الآية روى الحاكم أبو القاسم الحسكاني باسناده عن محمد بن الحنفية عن علي عليه السلام أنه قال: انا ذلك المؤذن.
124 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه وفيها يقول عليه السلام: الا واني مخصوص في القرآن بأسماء، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، وانا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل: " فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين " انا ذلك المؤذن وقال: " واذان من الله ورسوله " وانا ذلك الاذان.
125 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار ان قد وجدنا ما عدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فاذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه السلام قال: المؤذن أمير المؤمنين صلوات الله عليه يؤذن اذانا يسمع الخلائق.
126 - وفيه وقال الصادق عليه السلام: كل أمة يحاسبها امام زمانها ويعرف الأئمة أوليائهم وأعدائهم بسيماهم وهو قوله: وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم فيعطوا أوليائهم كتابهم بيمينهم فيمروا إلى الجنة بلا حساب، ويعطوا أعدائهم كتابهم بشمالهم فيمروا إلى النار بلا حساب.
127 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلي عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه وفيها يقول عليه السلام: ونحن أصحاب الأعراف انا وعمي وأخي وابن عمي والله فالق الحب و النوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض، لقول الله عز وجل: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ".
128 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " فقال " نحن على الأعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله عز وجل الا بسبيل معرفتنا ونحن الأعراف يعرفنا لله عز وجل يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه.
129 - في كشف المحجة لابن طاوس (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فالأوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء العباد عرفهم الله إياهم عند اخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم، فوصفهم في كتابه فقال عز وجل: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " وهم الشهداء على الناس والنبيون شهدائهم بأخذهم لهم مواثيق العباد بالطاعة.
130 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال: انا يعسوب المؤمنين، وانا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين، وانا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الأعراف.
131 - عن هشام (22) عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل: " و على الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " ما يعني بقوله: وعلى الأعراف رجال؟قال: ألستم تعرفون عليكم عرفا على قبايلكم لتعرفون من فيها من صالح أو طالح؟قلت: بلى قال: فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم.
132 - عن زاذان عن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي عليه السلام أكثر من عشر مرات: يا علي انك والأوصياء من بعدك أعراف بين الجنة والنار، ولا يدخل الجنة الا من عرفكم وعرفتموه ولا يدخل النار الا من أنكركم وأنكرتموه.
133 - عن سعد بن طريف عن أبي جعفر عليه السلام في هذه الآية: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " قال: يا سعد هم آل محمد عليهم السلام، لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه.
134 - عن الثمالي قال: سئل أبو جعفر عليه السلام " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " فقال أبو جعفر: نحن الأعراف الذين لا يعرف الله الا بسبب معرفتنا ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة الا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار الا من أنكرنا وأنكرناه، وذلك بان الله لو شاء ان يعرف الناس نفسه لعرفهم ولكن جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى.
135 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولأهل التواضع سيماء يعرفه أهل السماء من الملائكة، وأهل الأرض من العارفين، قال الله تعالى: " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ".
136 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن بريد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الأعراف كثبان (23) بين الجنة والنار، والرجال الأئمة صلوات الله عليهم يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة، فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى اخوانكم في الجنة قد سبقوا إليها بلا حساب، وهو قول الله تبارك وتعالى: سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون ثم يقال لهم: أنظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم في النار فقالوا ما اغنى عنكم جمعكم في الدنيا وما كنتم تستكبرون ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم: أهؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا لا ينالهم الله برحمة ثم يقول الأئمة لشيعتهم: ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
137 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال قال حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ستة قسام قال: قلت: تأذن ان اكتبها؟قال: نعم، قلت: ما اكتب؟ قال: اكتب أصحاب الأعراف، قال: قلت: وما أصحاب الأعراف؟قال: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فان أدخلهم النار فبذنوبهم، وان أدخلهم الجنة فبرحمته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
138 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن زرارة قال: دخلت أنا وحمران أو انا وبكير على أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: انا نمد المطمار قال: وما المطمار؟قلت: التر (24) فمن وافقنا من علوي أو غيره توليناه، ومن خالفنا من علوي أو غيره تبرينا منه، فقال لي: يا زرارة قول الله أصدق من قولك أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، أين أصحاب الأعراف، أين المؤلفة قلوبهم؟والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
139 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حماد عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الناس على ست فرق يؤلون (25) كلهم إلى ثلث فرق: الايمان والكفر والضلال وهم أهل الوعيد، الذين وعدهم الله الجنة والنار المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل الأعراف.
140 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن رجل عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: اقبل علي فقال لي: ما تقول في أصحاب الأعراف؟فقلت: ما هم الا مؤمنين أو كافرين ان دخلوا الجنة فهم مؤمنون، وان دخلوا النار فهم كافرون، فقال: والله ما هم بمؤمنين ولا كافرين ولو كانوا مؤمنين لدخلوا الجنة كما دخلها المؤمنون، ولو كانوا كافرين لدخلوا النار كما دخلها الكافرون، ولكنهم قد استوت حسناتهم سيئاتهم، فقصرت بهم الأعمال.
وانهم لكما قال الله عز وجل فقلت: أمن أهل الجنة هم أم من أهل النار؟فقال: اتركهم حيث تركهم الله قلت: أفترجئهم؟قال: نعم ارجئهم كما أرجأهم الله، ان شاء ادخلهم الجنة برحمته، وان شاء ساقهم إلى النار بذنوبهم ولم يظلمهم، فقلت: هل يدخل الجنة كافر؟قال: لا قلت: فهل يدخل النار الا كافر؟قال: فقال: لا الا ان يشاء الله، يا زرارة انني أقول ما شاء الله وأنت لا تقول ما شاء الله، اما انك ان كبرت رجعت وتحللت عنك عقدك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
141 - في تفسير العياشي عن كرام (26) قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا كان يوم القيمة اقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وأبيض في كل قبة امام دهره قد أحف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته من عدوه، ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم يقوله لأصحابه فتسود وجوه الظالمين فيمر أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: " ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين " فإذا نظر أهل القبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة و كثرة من يدخل النار خافوا ان لا يدخلوها وذلك قوله: " لم يدخلوها وهم يطمعون ".
142 - في مجمع البيان وروى أن في قراءة عبد الله بن مسعود وسالم " وإذا قلبت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا عائذا بك ان لا تجعلنا مع القوم الظالمين " وروى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.
143 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " عن عبد الرحمان بن عبد الله الزهري قال: حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام متكيا على يد سالم مولاه ومحمد بن علي بن الحسين صلوات الله عليهم جالس في المسجد، فقال له سالم: يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين فقال هشام: المفتون به أهل العراق؟قال نعم، قال: اذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيمة؟فقال أبو جعفر عليه السلام: يحشر الناس على مثل قرصة النقي (27) فيها انهار منفجرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ الناس من الحساب، قال: فرأى هشام انه قد ظفر به فقال: الله أكبر اذهب إليه فقل له: ما اشغلهم عن الأكل والشرب يومئذ؟فقال أبو جعفر عليه السلام: هم في النار اشغل ولم يشتغلوا عن أن قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فسكت هشام لا يرجع كلاما.
144 - في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أحدهما عليهما السلام قال: إن أهل النار يموتون عطاشا، ويدخلون قبورهم عطاشا، ويدخلون جهنم عطاشا، فترفع لهم قراباتهم من الجنة فيقولون: " أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله ".
145 - عن الزهري عن أبي عبد الله عليه السلام " يوم التناد " يوم ينادي أهل النار أهل الجنة ان أفيضوا علينا من الماء.
146 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال سئل نافع مولى عمر بن الخطاب أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام فقال: يا أبا جعفر اخبرني عن قول الله تبارك وتعالى: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " اي ارض تبدل؟فقال أبو جعفر عليه السلام: بخبزة بيضاء يأكلون منها حتى يفرغ الله من حساب الخلائق، فقال نافع: انهم عن الاكل لمشغولون؟فقال أبو جعفر عليه السلام: هم حينئذ اشغل أم هم في النار؟فقال نافع؟بل هم في النار، قال: فقد قال الله: " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة ان أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ما شغلهم إذ دعوا الطعام فاطعموا الزقوم، ودعوا الشراب فسقوا الحميم، قال: صدقت يا بن رسول الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
147 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل، وفيه: وانما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى: " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون " وقال عز وجل: فاليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومهم هذا اي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.
148 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد سأله رجل، عما اشتبه عليه من آيات الكتاب، وكذلك تفسير قوله عز وجل: " اليوم ننسيهم كما نسوا لقاء يومكم هذا " يعني بالنسيان انه لم يثبهم كما يثيب أولياءه الذين كانوا في دار الدنيا مطيعين ذاكرين حين آمنوا به وبرسله وخافوه بالغيب وقد يقول العرب في باب النسيان: قد نسينا فلان فلا يذكرنا، اي انه لا يأمر لهم بخير ولا يذكرهم به.
149 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله فهو من الآيات التي تأويلها بعد تنزيلها، قال: ذلك في قيام القائم عليه السلام ويوم القيمة يقول الذين نسوه من قبل اي تركوه قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا قال: هذا يوم القيمة أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون قوله إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام قال: في ستة أوقات.
150 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " حديث طويل وفيه واما قوله: " انما أعظكم بواحدة " فان الله جل ذكره انزل عزائم الشرائع و آيات الفرائض في أوقات مختلفه، كما خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ولو شاء الله ان يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الأناة و المداراة مثالا لأمنائه وايجابا للحجة على خلقه، وستسمع تتمة هذا الكلام عند قوله تعالى: " قل انما أعظكم بواحدة " إن شاء الله تعالى.
151 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلق الشهور اثنى عشر شهرا وهي ثلاثمائة وستون يوما فحجز منها ستة أيام خلق فيها السماوات والأرض فمن ثم تقاصرت الشهور.
152 - عن بكر بن علي بن عبد العزيز عن أبيه قال: سئلت أبا عبد الله عليه السلام عن السنة كم هي يوما؟قال: ثلاثمائة وستون يوما منها ستة أيام خلقها الله فيها السماوات والأرض فطرحت من أصل السنة فصار السنة ثلاثمأة وأربعة وخمسين يوما.
153 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن ابن الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال من بات بأرض قفر فقرء هذه الآية: " ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش " إلى قوله: " تبارك الله رب العالمين " حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشياطين، قال: فمضى الرجل فإذا هو بقرية خراب فبات فيها ولم يقرء هذه الآية فتغشاه الشياطين، فإذا هو آخذ بخطمه (28) فقال له صاحبه: أنظره و استيقظ الرجل فقرء الآية فقال الشيطان لصاحبه: ارغم الله انفك أحرسه الآن حتى يصبح، فلما أصبح رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره وقال له: رأيت في كلامك الشفاء والصدق، ومضى بعد طلوع الشمس فإذا هو بأثر شعر الشيطان مجتمعا في الأرض، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
154 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام.
يا علي من يخاف ساحرا أو شيطانا فليقرء: " ان ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض " الآية.
155 - في روضة الواعظين للمفيد " ره " وروى أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسألته عن خلق السماوات والأرض؟فقال: خلق الله الأرض يوم الأحد والاثنين، و خلق الجبال وما فيهم يوم الثلاثاء وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء المداين والعمران و الخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود، ثم ماذا يا محمد؟قال: ثم استوى على العرش.
156 - وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خلق الله الجنة يوم الخميس وسماه مؤنسا.
157 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: الرحمن على العرش استوى يعني استوى تدبيره وعلا امره.
158 - وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبو الحسن موسى عليه السلام عن قول الله: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استولى على ما دق وجل.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستسمع لهذه الآية مزيد بيان في هود عند قوله تعالى: " وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام " وفي طه عند قوله: تعالى: " الرحمان على العرش استوى ".
159 - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفي آخره قال: وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الأرض مسيرة خمس مأة سنة، الخراب منها مسيرة أربعمائة عام، والعمران منها مسيرة مأة عام، والشمس ستون فرسخا في ستين فرسخا، والقمر أربعون فرسخا في أربعين فرسخا، بطونهما يضيئان لأهل السماء، وظهورهما لأهل الأرض، والكواكب كأعظم جبل على الأرض، وخلق الشمس قبل القمر.
160 - وقال سلام بن المستنير قلت لأبي جعفر عليه السلام: لم صارت الشمس أحر من القمر؟قال: إن الله تعالى خلق الشمس من نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا صارت سبعة اطباق ألبسها لباسا من نار، فمن هنالك صارت أحر من القمر، قلت: فالقمر؟قال: إن الله خلق القمر من ضوء نور النار وصفو الماء طبقا من هذا وطبقا من هذا حتى إذا صارت سبعة أطباق ألبسها لباسا من ماء، فمن هنالك صار القمر أبرد من الشمس.
161 - في الخرايج والجرايح قال أبو همام: سئل محمد بن صالح أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالى " لله الامر من قبل ومن بعد " فقال: له الامر من قبل ان يأمر به، وله الامر من بعد ان يأمر به مما يشاء، فقلت في نفسي: هذا قول الله: الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين فأقبل علي وقال: هو كما أسررت في نفسك: " الا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " (29).
162 - في مجمع البيان: ادعوا ربكم تضرعا وخيفة وروى أن النبي صلى الله عليه وآله كان في غزاة، فأشرف على واد فجعل الناس يهللون ويكبرون ويرفعون أصواتهم، فقال أيها الناس اربعوا على أنفسكم (30) اما انكم لا تدعون أصم ولا غايبا، انكم تدعون سميعا قريبا انه معكم.
163 - في أصول الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ودعاء التضرع ان تحرك إصبعك السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
164 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واستعن بالله في جميع أمورك متضرعا إليه آناء الليل والنهار، قال الله تعالى: " ادعوا ربكم تضرعا وخيفة انه لا يحب المعتدين " والاعتداء من صفة قراء زماننا هذا وعلامتهم.
165 - في روضة الكافي باسناده إلى ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: قول الله عز وجل: ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها قال: فقال: يا ميسر ان الأرض كانت فاسدة فأصلحها الله عز وجل بنبيه صلى الله عليه وآله فقال: " ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها ".
166 - في تفسير علي بن إبراهيم " ولا تفسدوا في الأرض بعد اصلاحها " قال: اصلاحها برسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، فأفسدوها حين تركوا أمير المؤمنين عليه السلام، قوله: والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه وهو مثل الأئمة عليهم السلام يخرج علمهم بإذن ربهم والذي خبث مثل لأعدائهم لا يخرج علمهم الا نكدا اي كذبا فاسدا.
167 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن محاسن البرقي، قال عمرو بن العاص للحسين عليه السلام: ما بال لحاكم أوفر من لحانا؟فقال عليه السلام: " والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج الا نكدا ".
168 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: و بشر آدم بنوح عليه السلام فقال إن الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح عليه السلام، وانه يدعو إلى الله عز ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان وكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء أنبياء وأوصياء كلهم، وأوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به فإنه ينجو من الغرق، ثم آدم عليه السلام مرض المرضة التي مات فيها إلى قوله: ثم إن هبة الله لما دفن أباه اتاه قابيل فقال: يا هبة الله اني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه فإنك ان أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم عليه السلام، فوجدوا نوحا نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه.
وكان آدم عليه السلام وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم، ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه، وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمد صلى الله عليه وآله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم، وهو قول الله عز وجل: ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الآية وكان من بين آدم ونوح عليهما السلام من الأنبياء مستخفين ولذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما سمى من استعلن من الأنبياء عليهم السلام.
169 - في مجمع البيان روى الشيخ أبو جعفر بن بابويه باسناده في كتاب النبوة مرفوعا إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما ان بعث الله عز وجل نوحا دعا قومه علانية فلما سمع عقب هبة الله من نوح تصديق ما في أيديهم من العلم وعرفوا ان العلم الذي في أيديهم هو العلم الذي جاء به نوح عليه السلام صدقوه وسلموا له، فاما ولد قابيل فإنهم كذبوه وقالوا: ان الجن كانت قبلنا، فبعث الله إليهم ملكا فلو أراد الله أن يبعث إلينا لبعث إلينا ملكا من الملائكة.
قال مؤلف هذا الكتاب: ستسمع في سورة هود لقصة نوح عليه السلام مزيد بيان انشاء الله تعالى.
170 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام لما حضرت نوحا عليه السلام الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا انه سيكون من بعدي غيبة يظهر فيها الطواغيت، وان الله عز وجل سيفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود له سمت (31) وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي.
171 - وباسناده إلى عبد الحميد بن أبي الديلم عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: لما بعث الله عز وجل هودا عليه السلام سلم له العقب من ولد سام واما الآخرون فقالوا: من أشد منا قوة فأهلكوا بالريح العقيم، وأوصاهم هود عليه السلام و بشرهم بصالح عليه السلام.
172 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وبشر نوح ساما بهود عليهما السلام، فكان فيما بين نوح وهود من الأنبياء عليهم السلام وقال نوح عليه السلام: ان الله باعث نبيا يقال له هود، وانه يدعوا قومه إلى الله عز وجل فيكذبونه، وان الله عز وجل مهلكهم بالريح، فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله عز وجل ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح عليه السلام ابنه ساما ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يومئذ عيدا لهم، فيتعاهدون فيه ما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر ومواريث العلم وآثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا وقد بشر به أبوهم نوح عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عز وجل والى عاد أخاهم هودا وقوله عز وجل: " كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود الا تتقون ".
173 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهم السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما هود فإنه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة.
174 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن علي بن الحسين عليهما - السلام حديث طويل وفيه: ولقد علمت صاحبة الجدب (32) والمستحفظون من آل محمد ان أصحاب الجمل وأصحاب صفين وأصحاب النهروان لعنوا على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله وقد خاب من افترى، فقال شيخ من أهل الكوفة: يا علي بن الحسين ان جدك كان يقول: اخواننا بغوا علينا؟فقال علي بن الحسين: اما تقرء كتاب لله: " والى عاد أخاهم هودا " فهم مثلهم نجا الله عز وجل هودا والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم.
175 - في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يجوز أن يزكى الرجل نفسه؟قال: نعم إذا اضطر إليه، أما سمعت قول يوسف: " اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم " وقول العبد الصالح وانا لكم ناصح امين.
176 - في مجمع البيان: وزادكم في الخلق بسطة وقال أبو جعفر عليه السلام: كانوا كأنهم النخل الطوال، وكان الرجل منهم ينجو الجبل بيده فيهدم منه قطعة.
177 - وفيه وروى أبو حمزة الثمالي عن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى بيت ريح يقفل عليه، لو فتحت لاذرت (33) ما بين السماء والأرض، ما ارسل على قوم عاد الاقدر الخاتم، وكان هود وصالح وشعيب وإسماعيل ونبينا صلى الله عليه وآله يتكلمون بالعربية.
178 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمان عن الهيثم بن واقد عن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية فاذكروا آلاء الله قال: أتدري ما آلاء الله؟قلت: لا قال: هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا.
179 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول؟ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، اما سمعت قول العبد الصالح اني معكم من المنتظرين.
180 - عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟قال: نعم قال أبوك الذي قتل المؤمنين؟فبكى علي بن الحسين عليه السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي انه قتل المؤمنين؟قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم فقال: ويلك اما تقرء القرآن؟قال: بلى، قال فقد قال الله: والى مدين أخاهم شعيبا، والى ثمود أخاهم صالحا فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟قال له الرجل لا بل عشيرتهم، قال: فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في الدين، قال: فرجت عني فرج الله عنك.
181 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما صالح فإنه ارسل إلى ثمود وهي قرية واحدة وهي لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة.
182 - في مجمع البيان " وتنحتون الجبال بيوتا " يروى انهم لطول أعمارهم يحتاجون إلى أن ينحتوا في الجبال بيوتا لان السقوف والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم.
183 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن صالحا عليه السلام غاب عن قومه زمانا وكان يوم غاب عنهم كهلا مبدح البطن (34) حسن الجسم، وافر اللحية خميص البطن خفيف العارضين مجتمعا ربعة (35) من الرجال، فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم وهم على ثلث طبقات، طبقة جاحدة لا ترجع ابدا، وأخرى شاكة فيه، وأخرى على يقين، فبدأ عليه السلام حين رجع بالطبقة الشاكة فقال لهم: انا صالح فكذبوه وشتموه وزجروه، وقالوا برى الله منك ان صالحا كان في غير صورتك قال: فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم: أنا صالح، فقالوا: أخبرتنا خبرا لا نشك فيه معه انك صالح، فانا لا نمتري ان الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد أخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وانما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء، فقال لهم: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا صدقت وهي التي نتدارس فما علامتها؟فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم، قالوا: آمنا بالله وبما جئتنا به، فعند ذلك قال تبارك وتعالى: ان صالحا مرسل من ربه فقال: أهل اليقين انا بما ارسل به مؤمنون قال الذين استكبروا وهم الشكاك انا بالذي آمنتم به كافرون قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟: قال الله اعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على الله عز وجل، ولقد مكث القوم بعد خروج صالح عليه السلام سبعة أيام على فترة لا يعرفون إماما غير أنهم على ما في أيديهم من دين الله عز وجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه وانما مثل القائم عليه السلام مثل الصالح.
184 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله " ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا ان اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون " يقول: مصدق ومكذب، قال الكافرون منهم: " أتشهدون ان صالحا مرسل من ربه قال المؤمنون انما بما ارسل به مؤمنون قال الكافرون منهم انا بالذي آمنتم به كافرون ".
185 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لأمير المؤمنين عليه السلام: فان هذا صالحا أخرج الله له ناقة جعلها لقومه عبرة، قال علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله أعطى ما هو أفضل من ذلك، ان ناقة صالح لم تكلم صالحا ولم تناطقه ولم تشهد له بالنبوة، ومحمد صلى الله عليه وآله بينما نحن معه في بعض غزواته إذا هو ببعير قد دنا ثم رقا فأنطقه الله عز وجل، ثم قال: يا رسول الله ان فلانا استعملني حتى كبرت ويريد نحري فانا أستعيذ بك منه، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحبه فاستوهبه منه فوهبه له وخلاه، ولقد كنا معه فإذا نحن بأعرابي معه ناقة يسوقها وقد استسلم للقطع لما زور عليه من الشهود، فنطقت الناقة فقالت: يا رسول الله ان فلانا مني برئ وان الشهود يشهدون عليه بالزور وان سارقي فلان اليهودي.
186 - في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم، وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام - وهو يقول: يا معشر الأنصار يا معشر بني هاشم يا معشر بني عبد المطلب انا محمد رسول الله الا اني خلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي: انا وعلي وحمزة وجعفر عليهم السلام فقال قائل: يا رسول الله هؤلاء معك ركبان يوم القيمة؟فقال: ثكلتك أمك انه لن يركب يومئذ الا أربعة: أنا وعلي وفاطمة وصالح نبي الله، فاما أنا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتي فعلى ناقة العضباء! واما صالح فعلى ناقتي التي عقرت واما علي عليه السلام فعلى ناقة من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضراوتان.
187 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال بنى الكفر على أربع دعائم إلى أن قال: ومن عتا (36) عن أمر الله شك، ومن شك تعالى الله عليه فأذله سلطانه (37) وصغره بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في امره.
188 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل جبرئيل عليه السلام كيف كان مهلك قوم صالح؟فقال يا محمد صلى الله عليه وآله ان صالحا بعث إلى قومه وهو ابن ست عشرة سنة فلبث فيهم حتى بلغ عشرين ومأة سنة لا يجيبونه إلى خير، قال: وكان لهم سبعون صنما يعبدونها من ون الله عز ذكره، فلما رأى ذلك منهم قال: يا قوم بعثت إليكم وانا ابن ست عشرة سنة وقد بلغت مأة وعشرين سنة وانا اعرض عليكم أمرين ان شئتم فاسئلوني حتى أسئل الهي فيجيبكم فيما سألتموني الساعة، وان شئتم سألت آلهتكم فان أجابتني بالذي اسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم وسئمتموني (38) قالوا: قد أنصفت يا صالح فاتعدوا ليوم يخرجون فيه، قال: فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وشربوا، فلما أن فرغوا ادعوه فقالوا: يا صالح سل فقال لكبيرهم: ما اسم هذا؟قالوا فلان، فقال له صالح عليه السلام يا فلان أجب فلم يجبه فقال صالح: ما له لا يجيب؟قالوا: ادع غيره، قال: فدعاها كلها فلم يجبه منها شئ، فاقبلوا على أصنامهم فقالوا لها: ما لك لا تجيبين صالحا؟(39) فلم تجب فقالوا تنح عنا ودعنا وآلهتنا ساعة، ثم نحوا بسطهم وفرشهم ونحوا ثيابهم وتمرغوا على التراب (40) وطرحوا التراب على رؤسهم وقالوا لأصنامهم: لئن لن تجبن صالحا لنفتضحن، قال: ثم دعوه فقالوا: يا صالح أدعها فدعاها فلم تجبه، فقال لهم: يا قوم قد ذهب صدر النهار ولا أرى آلهتكم تجيبوني، فاسئلوني حتى أدعو الهي فيجيبكم الساعة، فانتدب له (41) منهم سبعون رجلا منهم من كبرائهم والمنظور إليهم منهم، فقالوا: يا صالح نحن نسألك فان أجابك ربك تبعناك وأجبناك ويبايعك جميع أهل قريتنا، فقال لهم صالح عليه السلام: سلوني ما شئتم، فقالوا: تقدم بنا هذا الجبل، وكان الجبل قريبا منهم، فانطلق معهم صالح عليه السلام فلما انتهوا إلى الجبل قالوا: يا صالح ادع لنا ربك يخرج من هذا الجبل الساعة ناقة حمراء شقراء وبراء عشراء (42) بين جنبيها ميل، فقال لهم صالح: لقد سألتموني شيئا يعظم علي و يهون على ربي عز وجل وقال: فسأل الله تبارك وتعالى ذلك صالح، فانصدع الجبل صدعا (43) كادت تطير منه عقولهم لما سمعوا دلك، ثم اضطرب ذلك الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا اخذها المخاض، ثم لم يفجأهم الا رأسها قد طلع عليهم من ذلك الصدع فما استتمت رقبتها حتى اجترت ثم خرج ساير جسدها ثم استوت قائمة على الأرض فلما رأوا ذلك قالوا: يا صالح ما أسرع ما أجابك ربك ادع لنا ربك يخرج لنا فصيلتها (44) فسأل الله عز وجل فرمت به فدب حولها، فقال لهم: يا قوم أبقى شئ؟قالوا: لا انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا ويؤمنون بك، قال: فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حتى ارتد منهم أربعة وستون رجلا وقالوا: سحر وكذب، قال: فانتهوا إلى الجميع فقال الستة: حق وقال الجميع كذب وسحر، فانصرفوا على ذلك ثم ارتاب من الستة واحدا وكان فيمن عقرها، قال ابن محبوب: فحدثت بهذا الحديث رجلا من أصحابنا يقال له سعد بن يزيد، فأخبرني انه رأى الجبل الذي خرجت منه بالشام. قال فرأيناها جنبها قد حك الجبل، فاثر جنبها فيه وجبل آخر بينه وبين هذا ميل.
189 - علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل بذكر في قوم صالح ستقف عليه إن شاء الله في هود يقول عليه السلام في آخره: فلما كان نصف الليل اتاهم جبرئيل عليه السلام فصرخ عليهم صرخة خرقت تلك الصرخة اسماعهم، وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم، وقد كانوا في تلك الثلاثة الأيام قد تحنطوا وتكفنوا وعلموا ان العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم، فلم يبق لهم ثاغية ولا راغية (45) ولا شئ لا أهلكه الله فأصبحوا في ديارهم وكانت مضاجعهم موتى أجمعين، ثم ارسل الله عليهم مع الصيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين.
190 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوم لوط " إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين " فقال: ان إبليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث، عليه ثياب حسنة، فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوا به ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ولكن طلب إليهم ان يقعوا به فلما ان وقعوا به التذوه ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض (46) في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام في قوم لوط: " انكم لتأتون الفاحشة " وذكر كما في علل الشرايع سواء.
191 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن أول من عمل عمل قوم لوط؟قال إبليس، فإنه أمكن من نفسه.
192 - وفي باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة تحريم الذكران للذكران والإناث للإناث لما ركب في الإناث وما طبع عليه الذكران، ولما في اتيان الذكران الذكران والإناث الإناث من انقطاع النسل وفساد التدبير وخراب الدنيا.
193 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فما كان من شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة إلى قوله: ولا يكون فيهم من يؤتي في دبره.
194 - في مجمع البيان قصة لوط عليه السلام مع قومه وجملة أمرهم فيما روى عن أبي حمزة الثمالي وأبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام ان لوطا لبث في قومه ثلثين سنة، وكان نازلا فيهم ولم يكن منهم، يدعوهم إلى الله وينهاهم عن الفواحش، و يحثهم على الطاعة فلم يجيبوه ولم يطيعوه، وكانوا لا يتطهرون من الجنابة بخلاء أشحاء على الطعام فأعقبهم البخل الداء الذي لا دواء له في فروجهم، وذلك انهم كانوا على طريق السيارة إلى الشام ومصر، فكان ينزل بهم الضيفان، فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم الضيف فضحوه وانما فعلوا ذلك لينكل النازلة عليهم من غير شهوة بهم إلى ذلك فأوردهم البخل هذا الداء حتى صاروا يطلبونه من الرجال، ويعطون عليه الجعل، و كان لوط عليه السلام سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به فنهوه عن ذلك وقالوا: لا تقرين ضيفا جاء ينزل بك، فإنك ان فعلت فضحنا ضيفك فكان لوط إذا نزل به الضيف كتم أمره مخافة ان يفضحه قومه.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستسمع له تتمة في هود عند مهلك قوم لوط انشاء الله.
195 - في تفسير العياشي عن يزيد بن ثابت قال: سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام ان يؤتي النساء في ادبارهن؟فقال: سفلت سفل الله بك اما سمعت الله يقول: " أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ".
196 - عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ذكر عنده اتيان النساء في ادبارهن؟قال: ما اعلم آية في القرآن أحلت ذلك الا واحدة: " أإنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء " الآية.
197 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل في آخره: وان الأنبياء بعثوا خاصة وعامة، اما شعيب فإنه ارسل إلى مدين وهي لا تكمل أربعين بيتا.
198 - في تفسير العياشي عن يحيى بن المساور الهمداني عن أبيه جاء رجل من أهل الشام إلى علي بن الحسين عليه السلام فقال: أنت علي بن الحسين؟قال: نعم، قال: أبوك الذي قتل المؤمنين؟فبكى علي بن الحسين عليهما السلام ثم مسح عينيه فقال: ويلك كيف قطعت على أبي انه قتل المؤمنين؟قال: قوله: اخواننا قد بغوا علينا فقاتلناهم على بغيهم، فقال: ويلك أما تقرء القرآن؟قال: بلى، قال: فقد قال الله " والى مدين أخاهم شعيبا " " والى ثمود أخاهم صالحا " فكانوا اخوانهم في دينهم أو في عشيرتهم؟قال له الرجل: لا بل عشيرتهم؟قال فهؤلاء اخوانهم في عشيرتهم وليسوا اخوانهم في دينهم، قال: فرجت عني فرج الله عنك.
199 - في الخرايج والجرايح عن الحسين بن علي عليهما السلام حديث طويل في الرجعة وفيه: ولتنزلن البركة من السماء والأرض حتى أن الشجرة لتصيف بما يريد الله فيها من الثمرة وليؤكل ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قوله تعالى " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض ولكن كذبوا ".
200 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: أفأمنوا مكر الله قال: المكر من الله العذاب.
201 - نهج البلاغة وقال عليه السلام، لا تأمنن على خير هذه الأمة عذاب الله لقول الله سبحانه: فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون.
202 - وفيه وقال عليه السلام: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم يؤمنهم من مكر الله.
203 - في تفسير العياشي عن صفوان الجمال قال صليت خلف أبي عبد الله عليه السلام ثم قال اللهم لا تؤمني مكرك ثم جهر فقال " فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون ".
204 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد ابن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة عن عبد الرحمن بن محمد الجعفري عن أبي جعفر عليه السلام وعن عقبة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله خلق الخلق فخلق ما أحب مما أحب، وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة، وخلق ما أبغض مما أبغض، وكان ما أبغض ان خلقه من طينة النار.
ثم بعثهم في الضلال فقلت: وأي شئ الضلال؟قال: ألم تر إلى ظلك في الشمس وليس بشئ، ثم بعث الله فيهم النبيين تدعوهم إلى الاقرار بالله وهو قوله: " ولئن سئلتهم من خلقهم ليقولن الله " ثم دعاهم إلى الاقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض، ثم دعاهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب، وأنكرها من أبغض وهو قوله: وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ثم قال أبو جعفر عليه السلام: كان التكذيب ثم.
205 - في تفسير علي بن إبراهيم " وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل " يعنى في الذر الأول قال: لا يؤمنون في الدنيا بما كذبوا في الذر.
206 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قلت: معاينة كان هذا؟قال: نعم، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا دلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه، فقال الله: " وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل ".
207 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح عليه السلام اخبره انى شاك وقد قال إبراهيم عليه السلام: " رب أرني كيف تحيى الموتى " وانا أحب ان تريني شيئا، فكتب عليه السلام إليه: ان إبراهيم كان مؤمنا وأحب ان يزداد ايمانا وأنت شاك والشاك لا خير فيه، وكتب انما الشك ما لم يأت اليقين، فإذا جاء اليقين، لم يجز الشك، وكتب: ان الله عز وجل يقول: وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين قال: نزلت في الشاك.
208 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لأبي بصير: انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا: وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا، ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره: " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين ".
209 - في تفسير العياشي عن أبي داود قال: قال: والله ما صدق أحد ممن اخذ ميثاقه فوفى بعهد الله غير أهل بيت نبيهم وعصابة قليلة من شيعتهم، وذلك قول الله: " وما وجدنا لأكثرهم من عهد وان وجدنا أكثرهم لفاسقين " وقوله: " ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ".
210 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم إن الله تبارك وتعالى ارسل الأسباط اثنى عشر بعد يوسف ثم موسى وهارون إلى فرعون وملأه إلى مصر وحدها.
211 - في تفسير العياشي عن عاصم بن المصري رفعه قال: إن فرعون بنى سبع مداين يتحصن فيها من موسى عليه السلام، وجعل فيما بينها آجاما وغياضا (47) وجعل فيها الأسد ليتحصن بها من موسى، فلما بعث الله موسى إلى فرعون فدخل المدينة فلما رآه الأسد تبصبصت (48) وولت مدبرة، قال: ثم لم يأت مدينة الا انفتح له بابها حتى انتهى إلى قصر فرعون الذي هو فيه قال: فقعد على بابه وعليه مدرعة من صوف (49) ومعه عصاه فلما خرج الآذن قال له موسى: أستأذن لي على فرعون، فلم يلتفت إليه قال: فقال له موسى: " انى رسول رب العالمين " قال: فلم يلتفت إليه قال: فمكث بذلك ما شاء الله يسأله ان يستأذن له قال: فلما أكثر عليه قال له: اما وجد رب العالمين من يرسله غيرك؟قال: فغضب موسى عليه السلام فضرب الباب بعصاه فلم يبق بينه وبين فرعون باب الا انفتح حتى نظر إليه فرعون وهو في مجلسه، فقال: أدخلوه قال فدخل إليه وهو في قبة له مرتفعة كثيرة الارتفاع ثمانون ذراعا، قال: فقال: انى رسول رب العالمين إليك، قال: فقال: فات بآية ان كنت من الصادقين قال: فألقى عصاه وكان له شفتان (50) فإذا هي حية قد وقع إحدى الشفتين في الأرض والشفة الأخرى في أعلى القبه، قال فنظر فرعون في جوفها وهي تلتهب نيرانا قال: وأهوت إليه فأحدث وصاح: يا موسى خذها.
212 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لماذا بعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى عليه السلام بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب فقال له أبو الحسن عليه السلام: لما بعث موسى عليه السلام كان الأغلب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن من عند القوم وفى وسعهم مثله، وبما أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم.
والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وقد مضى عند قوله تعالى " فأتوا بسورة من مثله ".
213 - وفى باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل، وفيه وسأله عن شئ شرب وهو حي واكل وهو ميت؟فقال: تلك عصا موسى " وفيه " فقال أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض؟فقال: العوسجة (51) ومنها عصى موسى عليه السلام.
214 - في تفسير العياشي يونس بن ظبيان قال: قال: إن موسى وهارون حين دخلا على فرعون لم يكن في جلسائه يومئذ ولد سفاح، كانوا ولد نكاح كلهم و لو كان فيهم ولد سفاح لأمر بقتلهما فقالوا ارجه وأخاه وأمروه بالتأني والنظر، ثم وضع يده على صدره قال: وكذلك نحن لا يسرع إلينا الا كل خبيث الولادة.
215 - عن موسى بن بكر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اشهد ان المرجئة على دين الذين " قالوا ارجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين ".
216 - في أصول الكافي باسناده إلى محمد بن الفيض عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت عصى موسى لآدم عليه السلام، فصارت إلى شعيب، ثم صارت إلى موسى عليه السلام وانها لعندنا وان عهدي بها آنفا وهي خضر كهيئتها حين انتزعت من شجرتها، وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى وانها لتروع وتلقف ما يأفكون (52) وتصنع ما تؤمر به، انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون يفتح لها شفتان (53) إحديهما في الأرض والأخرى في السقف، وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها.
217 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن محمد القاساني عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليهم: كن لما لا ترجو أرحى منك لما ترحو إلى أن قال عليه السلام: وخرجت سحرة فرعون يطلبون العزة بفرعون فرجعوا مؤمنين.
218 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: و من ذهب يرى أن له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت له: انما يرى أن له عليه فضلا بالعافية، إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون غفر ما أتى وأنت موقوف تحاسب، أم تلوت قصة سحرة موسى صلوات الله عليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
219 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقال الملاء من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك قال: كان فرعون يعبد الأصنام ثم ادعى بعد ذلك الربوبية.
220 - في مجمع البيان روى عن علي عليه السلام: " ويذرك و الهتك روى أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار وقال هذا إلهكم وإله موسى.
221 - في تفسير العياشي عن عمار الساباطي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، قال: فما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسول الله فهو للامام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
222 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام قال.
وجدنا في كتاب علي صلوات الله عليه: " ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين " انا وأهل بيتي الذين أورثنا الله الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا، فمن أحيى أرضا من المسلمين فليعمرها وليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي، وله ما أكل منها، فان تركها أو أبرجها فأخذها رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد خراجها إلى الامام من أهل بيتي وله ما اكل حتى يظهر القائم عليه السلام من أهل بيتي بالسيف، فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله صلى الله عليه وآله ومنعها، الا ما كان في أيدي شيعتنا يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم.
223 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن صالح بن حمزة عن أبيه عن أبي بكر الحضرمي قال: لما حمل أبو جعفر عليه السلام إلى الشام إلى هشام بن عبد الملك وصار ببابه قال لأصحابه ومن كان بحضرته من بني أمية: إذا رأيتموني قد وبخت محمد بن علي ثم رأيتموني قد سكت فليقبل عليه كل رجل منكم فليوبخه ثم أمر أن يؤذن له، فلما دخل عليه أبو جعفر عليه السلام قال بيده: السلام عليكم فعمهم جميعا بالسلام ثم جلس، فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير اذن، فاقبل يوبخه ويقول فيما يقول له: يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شقى عصى المسلمين ودعى إلى نفسه وزعم أنه الامام سفها وقلة علم، ووبخه بما أراد أن يوبخه، فلما سكت أقبل عليه القوم رجل بعد رجل يوبخه حتى انقضى آخرهم، فلما سكت القوم نهض عليه السلام قائما ثم قال: أيها الناس أين تذهبون وأين يراد بكم، بنا هدى الله أولكم وبنا يختم آخركم، فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا، وليس بعد ملكنا ملك، لأنا أهل العاقبة يقول الله عز وجل: والعاقبة للمتقين فأمر به إلى الحبس، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
224 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: قالوا أوذينا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال: قال الذين آمنوا لموسى: قد أوذينا قبل مجيئك يا موسى بقتل الأولاد ومن بعد ما جئتنا لما حبسهم فرعون لايمانهم بموسى، قوله: فإذا جائتهم الحسنة قالوا لنا هذه قال: الحسنة هيهنا الصحة والسلامة والامن والسعة وان تصبهم سيئة قال: السيئة هنا الجوع والخوف والمرض.
225 - في مجمع البيان: وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين " القصة " قال ابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة ومحمد بن إسحاق بن يسار ورواه علي بن إبراهيم باسناده عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام دخل حديث بعضهم في بعض قالوا: لما آمنت السحرة فرجع فرعون مغلوبا وأبى هو وقومه الا الإقامة على الكفر، قال هامان لفرعون: ان الناس قد آمنوا بموسى فانظر من دخل في دينه فاحبسه، فحبس كل من آمن به من بني إسرائيل فتابع الله عليهم بالآيات واخذهم بالسنين ونقص من الثمرات، ثم بعث عليهم الطوفان فخرب دورهم ومساكنهم حتى خرجوا إلى البرية وضربوا الخيام، وامتلأت بيوت القبط ماءا ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة وقام الماء على وجه الأرض لا يقدرون على أن يحرثوا فقالوا لموسى: ادع لنا ربك أن يكشف عنا المطر فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل، فدعا ربه فكف عنهم الطوفان فلم يؤمنوا، وقال هامان لفرعون: لئن خليت بني إسرائيل غلبك موسى وأزال ملكك وانبت الله لهم في تلك السنة من الكلاء والتمر والزرع والثمر ما أعشبت به بلادهم وأخصبت، فقالوا: ما كان هذا الماء الا نعمة علينا وخصبا، فأنزل الله عليهم في السنة الثانية عن علي بن إبراهيم وفي الشهر الثاني عن غيره من المفسرين الجراد فجردت زروعهم وأشجارهم حتى كانت تجرد شعورهم ولحاهم وتأكل الأبواب والثياب و الأمتعة، وكانت لا تدخل بيوت بني إسرائيل ولا يصيبهم من ذلك شئ فعجوا وضجوا و جزع فرعون من ذلك جزعا شديدا وقال: يا موسى ادع لنا ربك أن يكف عنا الجراد حتى أخلي عن بني إسرائيل، فدعا موسى ربه فكف عنه الجراد بعدما أقام عليه سبعة أيام من السبت إلى السبت، وقيل: إن موسى عليه السلام برز إلى الفضاء فأشار بعصاه نحو المشرق والمغرب فرجعت الجراد من حيث جاءت كأن لم يكن قط، ولم يدع فرعون هامان أن يخلي عن بني إسرائيل، فأنزل الله عليهم في السنة الثالثة وفي رواية علي بن إبراهيم وفي الشهر الثالث عن غيره من المفسرين القمل وهو الجراد الصغار لا أجنحة له و هو شر ما يكون وأخبثه، فأتى على زروعهم كلها وأفناها من أصلها فذهبت زروعهم ولحس الأرض كلها، وقيل أمر موسى عليه السلام أن يمشي على كثيب اعفر بقرية من قرى مصر يدعي عين الشمس، فأتاه فضربه بعصاه فانثال عليهم (54) قملا فكان يدخل بين ثوب أحدهم فبعضه وكان يأكل أحدهم الطعام فيمتلي قملا، قال سعيد بن جبير: القمل السوس الذي يخرج من الحبوب فكان الرجل يخرج عشرة أقفزة إلى الرحا فيرد منها ثلاثة أقفزة فلم يصابوا ببلاء كان أشد عليهم من القمل واخذت اشعارهم وابشارهم (55) وأشفار عيونهم وحواجبهم، ولزمت جلودهم كأنه الجدري عليهم ومنعتهم النوم و القرار فصرخوا وصاحوا فقال فرعون لموسى: ادع لنا ربك لئن كشفت عنا القمل لأكفن عن بني إسرائيل، فدعا موسى عليه السلام حتى ذهب القمل بعدما أقام عندهم سبعة أيام من السبت إلى السبت، فنكثوا فأنزل الله عليهم في السنة الرابعة وقيل في الشهر الرابع الضفادع فكانت يكون في طعامهم وشرابهم وامتلأت منها بيوتهم وآنيتهم فلا يكشف أحد ثوبا ولا اناء ولا طعاما ولا شرابا الا وجد فيه الضفادع، وكانت تثب في قدورهم فتفسد عليهم وكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع ويهم ان يتكلم فيثب الضفدع في فيه و يفتح فاه لأكلة فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه فلقوا منها اذى شديدا فلما رأوا ذلك بكوا و شكوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود، فادع الله أن يذهب عنا الضفادع فانا نؤمن بك ونرسل معك بني إسرائيل، فأخذ عهودهم ومواثيقهم ثم دعا ربه فكشف عنهم الضفادع بعدما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت ثم نقضوا العهد وعادوا لكفرهم، فلما كانت السنة الخامسة أرسل عليهم الدم فسال ماء النيل عليهم دما، فكان القبطي يراه دما والإسرائيلي يراه ماءا، فإذا شربه الإسرائيلي كان ماءا وإذا شربه القبطي كان دما، وكان القبطي يقول للإسرائيلي: خذ الماء في فيك وصبه في في فكان إذا صبه في فم القبطي تحول دما، وان فرعون اعتراه العطش حتى أنه ليضطر إلى مضغ الأشجار الرطبة فإذا مضغها يصير ماءها في فيه دما، فمكثوا في ذلك سبعة أيام لا يأكلون الا الدم ولا يشربون الا الدم، قال زيد بن أسلم: الدم الذي سلط عليهم كان كالرعاف فأتوا موسى عليه السلام فقالوا: ادع لنا ربك يكشف عنا هذا الدم فنؤمن لك ونرسل معك بني إسرائيل: فلما دفع الله عنهم الدم لم يؤمنوا ولم يخلوا عن بني إسرائيل.
226 - في تفسير العياشي عن محمد بن قيس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: ما الطوفان؟قال: هو طوفان الماء والطاعون.
227 - عن محمد بن علي عن أبي عبد الله أنبأني عن سليمان عن الرضا عليه السلام في قوله: لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك قال: الرجز هو الثلج ثم قال: خراسان بلاد رجز.
228 - في مجمع البيان روى عن أبي عبد الله عليه السلام انه أصابهم ثلج احمر ولم يروه قبل ذلك، فماتوا فيه وجزعوا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله.
229 - في تفسير علي بن إبراهيم فأرسل الله عز وجل عليهم الرجز وهو الثلج، ولم يروه قبل ذلك فماتوا بما عهد عندك فيه وجزعوا جزعا شديدا وأصابهم ما لم يعهدوه قبله، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فدعى ربه فكشف عنهم الثلج فخلوا عن بني إسرائيل، فلما خلوا عنهم اجتمعوا إلى موسى عليه السلام وخرج موسى من مصر واجتمع إليه من كان هرب من فرعون وبلغ فرعون ذلك، وقال له هامان: قد نهيتك ان تخلي عن بني إسرائيل فقد استجمعوا إليه، فجزع فرعون وبعث في المدائن حاشرين وخرج في طلب موسى عليه السلام.
230 - في أصول الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حفص ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا إلى قوله عليه السلام: ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثنائه: " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصبر من الايمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عز وجل ذلك له، فأنزل الله عز وجل: وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون فقال صلى الله عليه وآله: انه بشرى وانتقام.
231 - في نهج البلاغة وقال له عليه السلام بعض اليهود: ما دفنتم نبيكم حتى اختلفتم؟فقال له: انما اختلفنا عنه لا فيه، ولكنكم ما جفت أرجلكم من البحر حتى قلتم لنبيكم: اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون.
232 - في مجمع البيان وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر ولم يقل أربعين، لفايدة زايدة ذكر فيها وجوه إلى قوله: ثالثها ان موسى عليه السلام قال لقومه: اني أتأخر عنكم ثلثين يوما ليتسهل عليكم، ثم زاد عليهم عشرا وليس في ذلك خلف، لأنه إذا تأخر عنهم أربعين ليلة فقد تأخر ثلثين قبلها عن أبي جعفر الباقر عليه السلام.
233 - في أصول الكافي الحسين بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: لهذا الامر وقت؟فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون ان موسى عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما، فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا، فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله توجروا مرتين.
334 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى شعيب عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذو القعدة ثلثون يوما لقول الله عز وجل: " وواعدنا موسى ثلثين ليلة " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن إسماعيل عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل نحوه.
235 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وواعدنا موسى ثلثين ليلة وأتممناها بعشر " قال: بعشر ذي الحجة.
236 - في أمالي شيخ الطايفة " قدس سره " باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب عليه السلام في غزوة تبوك: اخلفني في أهلي، فقال علي عليه السلام: يا رسول الله اني أكره أن تقول العرب: خذل ابن عمه 6 وتخلف عنه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟قال: بلى، قال: فاخلفني.
237 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا فيه ذكر موسى وهارون عليهما السلام وفيه: فقلت له: أخبرني عن الاحكام والقضايا والأمر والنهي كان ذلك إليهما؟قال: كان موسى الذي يناجي ربه ويكتب العلم ويقضي بين بني إسرائيل، وهارون يخلفه إذا غاب عن قومه للمناجاة.
238 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول عليه السلام فيها بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وآله: واختصني بوصيته، واصطفاني بخلافته في أمته فقال صلى الله عليه وآله وقد حشده (56) المهاجرون والأنصار وانغضت بهم المحافل (57) أيها الناس ان عليا مني كهارون من موسى الا انه لا نبي بعدي فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني اني لست بأخيه لأبيه وأمه، كما كان هارون أخاه لأبيه وأمه، ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون صلى الله عليهما حيث يقول: اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين.
239 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: أنشدكم بالله أتعلمون اني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك لم خلفتني؟فقال: ان المدينة لا تصلح الا بي أو بك، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي؟قالوا: اللهم نعم.
240 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا: سئل موسى عليه السلام ربه تبارك وتعالى قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني قال: فلما صعد موسى عليه السلام إلى الجبل فتحت أبواب السماء وأقبلت الملائكة أفواجا في أيديهم العمد، وفي رأسها النور يمرون به فوجا بعد فوج، ويقولون: يا بن عمران أثبت فقد سألت عظيما قال: فلم يزل موسى واقفا حتى تجلى ربنا جل جلاله فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا، فلما ان رد الله إليه روحه أفاق قال سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين.
241 - قال ابن أبي عمير وغيره من أصحابنا: ان النار أحاطت به حتى لا يهرب لهول ما رأى.
242 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن موسى بن عمران عليه السلام لما سئل ربه النظر إليه، وعده الله ان يقعد في موضع، ثم أمر الملائكة ان تمر عليه موكبا موكبا بالبرق والرعد والريح والصواعق، فكلما مر به موكب من المواكب ارتعدت فرايصه (58) فيرفع رأسه فيسأل: أفيكم ربي؟فيجاب هو آت وقد سألت عظيما يا بن عمران.
243 - عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا قال: ساخ الجبل في البحر (59) فهو يهوى حتى الساعة.
244 - وفي رواية أخرى ان النار أحاطت بموسى عليه السلام لئلا يهرب لهول ما رأى، وقال: لما خر موسى عليه السلام صعقا مات، فلما ان رد الله روحه افاق فقال: " سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين ".
245 - في كتاب بصاير الدرجات بعض أصحابنا عن أحمد بن محمد السياري وقد سمعته انا من أحمد بن محمد قال: حدثني أبو محمد عبيد بن أبي عبد الله القاري أو غيره، رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الكروبيين قوم من شيعتنا من الخلق الأول، جعلهم الله خلق العرش لو قسم نور واحد منهم على أهل الأرض لكفاهم.
ثم قال: إن موسى عليه السلام لما سئل ربه ما سئل أمر واحدا من الكروبيين فتجلى للجبل فجعله دكا.
246 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: واجده قد شهر هفوات أنبيائه بتهجينه موسى، حيث قال.
" رب أرني أنظر إليك قال لن تراني " الآية: واما هفوات الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، فان ذلك من أدل الدلايل على حكمة الله عز وجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه، تكبر في صدور أممهم وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل.
247 - في مجمع البيان وقيل: إن تجلى بمعنى جلى، كقولهم: حدث وتحدث وتقديره: جلى ربه امره للجبل ان أبرز في ملكوته للجبل ما تدكدكه به، ويؤيده ما جاء في الخبر ان الله تعالى أبرز من العرش مقدار الخنصر فتدكدك به الجبل، وقيل: صار الجبل ستة أجبل وقعت ثلاثة بالمدينة وثلاثة بمكة فالتي بالمدينة أجدو ورقان و رضوى، والتي بمكة ثور وثبير وحرى، وروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وانا أول المؤمنين بأنه لا يراك أحد من خلقك عن ابن عباس والحسن وروى مثله عن أبي عبد الله عليه السلام، قال معناه: انا أول من آمن وصدق بأنك لا ترى.
248 - في عيون الأخبار في باب ذكر مجلس لرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله صلى الله عليه وآله أليس من قولك: ان الأنبياء معصومون؟قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عز وجل إلى أن قال: " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني انظر إليك قال لن تراني " الآية كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم أن الله تعالى ذكره لا تجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟قال الرضا عليه السلام: ان كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أن الله تعالى منزه عن أن يرى بالابصار، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم ان الله تعالى كلمه وقربه وناجاه فقالوا: لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعته، وكان القوم سبع مأة ألف رجل فاختار منهم سبعين ألفا ثم اختار سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمأة، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربه فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل (60) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله عز وجل أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وامام، لان الله تعالى أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى يسمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: لن نؤمن بان هذا الذي سمعناه كلام الله حتى نرى الله جهرة، فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عليهم صاعقة وأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا انك ذهبت بهم فقتلتهم لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت في مناجاة الله عز وجل إياك؟فأحياهم وبعثهم معه، فقالوا: انك لو سألت الله أن يريك ننظر إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو ونعرفه حق معرفته؟فقال موسى عليه السلام: يا قوم ان الله تعالى لا يرى بالابصار ولا كيفية له، وانما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه، فقالوا: لن نؤمن لك حتى تسأله، فقال موسى عليه السلام: يا رب انك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت اعلم بصلاحهم: فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى سلني ما سئلوك فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام: " رب أرني انظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه وهو يهوى فسوف تراني " فلما تجلى ربه للجبل " بآية من آياته " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما افاق قال سبحانك تبت إليك " يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي " وانا أول المؤمنين " منهم بأنك لا ترى فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
248 - في كتاب التوحيد خطبة للرضا عليه السلام وفيها: متجلي لا باستهلال رؤية.
وفيه عن علي عليه السلام مثله.
249 - وفيه خطبة لنبي صلى الله عليه وآله وفيها: فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو بالمنظر الاعلى.
250 - وفيه حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وسأل موسى عليه السلام وجرى على لسانه من حمد الله عز وجل: " رب أرني انظر إليك " فكانت مسئلته تلك أمرا عظيما، وسأل أمرا جسيما، فعوقب فقال الله تبارك وتعالى: " لن تراني " في الدنيا حتى تموت فتراني في الآخرة، ولكن ان أردت أن تراني في الدنيا فانظر إلى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني، فأبدى الله سبحانه بعض آياته وتجلى ربنا للجبل فتقطع الجبل فصار رميما وخر موسى صعقا ثم أحياه الله وبعثه (61) فقال عليه السلام " سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين " يعني أول من آمن بك (62) منهم انه لن يراك.
251 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله عليه السلام كلام طويل يقول فيه عليه السلام: فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى و هو يرى.
252 - وباسناده إلى عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام انه سئل مما خلق الله عز وجل الذر الذي يدخل في كوة البيت (63)؟فقال: ان موسى عليه السلام لما قال: " رب أرني انظر إليك " قال لله عز وجل: ان استقر الجبل لنوري فإنك ستقوى على أن تنظر إلي، وان لم يستقر فلا تطيق ابصاري لضعفك، فلما تجلى الله تبارك وتعالى للجبل تقطع ثلث قطع، فقطعة ارتفعت في السماء وقطعة غاصت في تحت الأرض، وقطعة بقيت، فهذا الذر من ذلك الغبار، غبار الجبل.
253 - في تفسير علي بن إبراهيم قال: فرفع الله الحجاب ونظر إلى الجبل، فساخ الجبل في البحر وهو يهوى حتى الساعة، ونزلت الملائكة وفتحت أبواب السماء، فأوحى الله إلى الملائكة: أدركوا موسى لا يهرب، فنزلت الملائكة وأحاطت بموسى و قالت: أتيت يا بن عمران فقد سألت الله عظيما، فلما نظر موسى إلى الجبل قد ساخ و الملائكة قد نزلت وقع على وجهه فمات من خشية الله وهول ما رأى، فرد الله عليه روحه فرفع رأسه وأفاق " وقال سبحانك تبت إليك وانا أول المؤمنين " اي أول من صدق انك لا ترى، فقال الله تعالى له: يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي و بكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين فناداه جبرئيل عليه السلام: يا موسى انا أخوك جبرئيل.
254 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن يقطين عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام ان يا موسى أتدري لما اصطفيتك بكلامي دون خلقي؟قال: يا رب ولم ذاك؟قال فأوحى الله تبارك وتعالى إليه: يا موسى اني قلبت عبادي ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك، يا موسى انك إذا صليت وضعت خدك على التراب، أو قال: على الأرض.
255 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن موسى عليه السلام احتبس عنه الوحي أربعين أو ثلثين صباحا قال: فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا، فقال: يا رب ان كنت حبست عني وحيك وكلامك لذنوب بني إسرائيل فغفرانك القديم، قال: فأوحى الله عز وجل إليه: يا موسى بن عمران أتدري لما اصطفيتك لوحيي وكلامي دون خلقي؟فقال: لا علم لي يا رب. فقال: يا موسى اني اطلعت إلى خلقي اطلاعة فلم أجد في خلقي أشد تواضعا لي منك، فمن ثم خصصتك بوحيي وكلامي من بين خلقي، قال: وكان موسى عليه السلام إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده الأيمن بالأرض والأيسر.
256 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمة الله عليه " محمد بن أبي عمير الكوفي عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يقول الناس في أولى العزم وصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام؟قال: قلت: ما يقدمون على أولى العزم أحدا، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى عليه السلام: وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة ولم يقل كل شئ وقال لعيسى عليه السلام " ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه " ولم يقل كل شئ وقال لصاحبكم أمير المؤمنين عليه السلام: " قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " وقال الله عز وجل: " ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين " وعلم هذا الكتاب عنده.
257 - في بصاير الدرجات جعفر بن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن الوليد السمان، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا عبد الله ما تقول الشيعة في علي وموسى وعيسى عليهم السلام؟قلت: جعلت فداك وعن اي حالات تسألني قال: أسألك عن العلم؟قال: هو والله أعلم منهما ثم قال.
يا عبد الله أليس يقولون: ان لعلي عليه السلام ما لرسول الله من العلم؟قلت: نعم قال: فخاصمهم فيه، ان الله تبارك وتعالى قال لموسى: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ " فأعلمنا انه لم يبين له الامر كله، وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله: " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ".
258 - علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن عبد الله بن الوليد قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين عليهم السلام؟قلت: يقولون: ان عيسى وموسى عليهما السلام أفضل من أمير المؤمنين فقال: أتزعمون ان أمير المؤمنين عليه السلام قد علم ما علم رسول الله صلى الله عليه وآله؟قلت: نعم ولكن لا يقدمون على أولى العزم من الرسل أحدا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فخاصمهم بكتاب الله، قلت: وفي أي موضع منه أخاصمهم؟قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى: " وكتبنا له في الألواح من كل شئ " علمنا أنه لم يكتب لموسى عليه السلام كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى عليه السلام: " ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه " وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله: " وجئنا بك على هؤلاء شهيدا و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ".
259 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل الألواح على موسى عليه السلام أنزلها عليه وفيها تبيان كل شئ كان أو هو كائن إلى أن تقوم الساعة، فلما انقضت أيام موسى عليه السلام أوحى الله إليه: ان استودع الألواح وهي زبرجدة من الجنة جبلا يقال له زينة، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل، فجعلت فيه الألواح ملفوفة، فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها، فلم تزل في الجبل حتى بعث الله نبيه صلى الله عليه وآله، فأقبل ركب من اليمن يريدون الرسول صلى الله عليه وآله، فلما انتهوا إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى عليه السلام، فأخذها القوم، فلما وقعت في أيديهم القى في قلوبهم ان لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها رسول الله، وانزل جبرئيل عليه السلام على نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وآله سلموا عليه، (64) ابتدأهم فسألهم عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما وجدنا؟قال: أخبرني به ربي وهو الألواح، قالوا نشهد انك لرسول الله، فأخرجوها فوضعوها إليه، فنظر إليها و قولها وكتبها بالعبرانية، ثم دعا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال صلى الله عليه وآله: دونك هذه ففيها علم الأولين والآخرين وهي ألواح موسى عليه السلام وقد أمرني ربي ان أدفعها إليك، فقال: لست أحسن قرائتها، قال: إن جبرئيل أمرني ان آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه، فإنك تصبح وقد علمت قراءتها، قال: فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شئ فيها، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بنسخها فنسخها في جلد وهو الجفر، وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا، والألواح عندنا، وعصا موسى عليه السلام عندنا، ونحن ورثنا النبيين صلى الله عليهم أجمعين قال: قال أبو جعفر عليه السلام: تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى تحت شجرة في واد يعرف بكذا.
260 - عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن موسى عليه السلام حين دخل عليه: ما هذه الدار؟قال: هذه دار الفاسقين، قال وقرأ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا فقال له هارون: فدار من هي؟قال: هي لشيعتنا قرة ولغيرهم فتنه، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟قال: أخذت منهم عامرة ولا يأخذها الا معمورة.
261 - في تفسير علي بن إبراهيم " وان يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا " قال إذا رأوا الايمان والصدق والوفاء والعمل الصالح لا يتخذوه سبيلا وان يروا الشرك والزنا والمعاصي يأخذوا بها ويعملوا بها.
262 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جميل بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكرموا البقر فإنها سيد البهائم، ما رفعت طرفها إلى السماء حياءا من الله عز وجل منذ عبد العجل.
263 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن أخار الصنم؟فقال الله: يا موسى انا أخرته فقال موسى: ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء.
264 - عن ابن مسكان عن الوصاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن فيما ناجى الله موسى عليه السلام ان قال: يا رب هذا السامري صنع العجل فالخوار من صنعه؟قال: فأوحى الله إليه يا موسى ان تلك فتنتي فلا تفحص عنها.
265 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام " ويذرك وآلهتك " وروى أنه كان يأمرهم أيضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامري لهم عجلا جسدا له خوار، وقال: هذا إلهكم وإله موسى.
266 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى لما أخبر موسى ان قومه اتخذوا عجلا له خوار فلم يقع منه موقع العيان، فلما رآهم اشتد غضبه فألقى الألواح من يده فقال أبو عبد الله عليه السلام: وللرؤية فضل على الخبر.
267 - في مجمع البيان - والقى الألواح روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: رحم الله أخي موسى عليه السلام ليس المخبر كالمعاين، لقد أخبره الله بفتنة قومه وقد علم أن ما أخبره ربه حق، وانه على ذلك لمتمسك بما في يديه، فرجع إلى قومه ورآهم فغضب وألقى الألواح.
268 - في بصاير الدرجات علي بن خالد عن يعقوب بن يزيد عن عباس الوران عن عثمان بن عيسى عن ابن مسكان عن ليث المرادي انه حدثه عن سدير بحديث، فاتيته فقلت: ان المرادي حدثني عنك بحديث، فقال: وما هو؟قلت: جعلت فداك حديث اليماني، قال: نعم كنت عند أبي جعفر عليه السلام: فمر بنا رجل من أهل اليمن، فسأله أبو جعفر عليه السلام عن اليمن؟فاقبل يحدث فقال له أبو جعفر: تعرف دار كذا وكذا؟قال: نعم ورأيتها فقال أبو جعفر: هل تعرف صخرة عندها في موضع كذا وكذا؟قال: نعم، أو رأيتها؟قال: فقال له الرجل: ما رأيت رجلا اعرف بالبلاد منك فلما قام الرجل قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الفضل تلك الصخرة التي حيث غضب موسى عليه السلام فالقى الألواح، فما ذهب من التورية التقمته الصخرة، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وآله أدته إليه وهي عندنا.
269 - معاوية بن حكيم عن محمد بن شعيب عن غزوان عن رجل عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل رجل من أهل بلخ عليه فقال له: يا خورستاني تعرف وادي كذا وكذا؟قال: نعم قال: من ذلك الصدع يخرج الدجال، قال: ثم دخل عليه رجل من أهل اليمن، فقال: يا يماني تعرف شعب كذا وكذا؟قال: نعم، قال له: تعرف شجرة في الشعب من صفتها كذا وكذا؟قال: نعم، قال له تعرف صخرة تحت الشجرة؟قال: نعم قال: تلك الصخرة التي حفظت ألواح موسى على محمد صلى الله عليه وآله.
270 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن هارون لم قال لموسى عليه السلام: يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ولم يقل يا بن أبي؟فقال: ان العداوات بين الاخوة أكثرها يكون إذا كانوا بني علات (65) ومتى كانوا بني أم قلت العداوة بينهم، الا ان ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه، فقال هارون لأخيه موسى عليهما السلام يا أخي الذي ولدته أمي ولم تلدني غير أمه لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، ولم يقل يا بن أبي، لان بني الأب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تستبعد العداوة بينهم الا من عصمه الله منهم، وانما تستبعد العداوة بين بني أم واحدة قال: قلت له: فلم أخذ برأسه يجره إليه وبلحيته ولم يكن في اتخاذهم العجل وعبادته له ذنب؟فقال: انما فعل ذلك به لأنه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك ولم يلحق بموسى وكان إذا فارقهم ينزل بهم العذاب الا ترى أنه قال لهارون: ما منعك إذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن أفعصيت أمري قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا واني خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي.
271 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: فكان هارون أخاه موسى لأبيه وأمه؟قال: نعم، اما تسمع قول الله تعالى: " يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
272 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها وقد ذكر موسى وهارون عليهما السلام: كان هارون أخاه لأبيه وأمه.
273 - وفيها خطبة له عليه السلام وهي الخطبة الطالوتية وفي آخرها: ثم خرج من المسجد فمر بصيرة (66) فيها نحو من ثلثين شاة، فقال: والله لو أن رجالا ينصحون لله عز وجل ولرسوله بعدد هذه الشياة لا زلت ابن آكلة الذبان (67) عن ملكه، فلما أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلا على الموت، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: اغدوا بنا إلى أحجار الزيت محلقين، وحلق أمير المؤمنين عليه السلام فما وافى من القوم محلقا الا أبو ذر والمقداد وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم، فرفع يده إلى السماء فقال: ان القوم استضعفوني كما استضعفت بنو إسرائيل هارون عليه السلام.
274 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمة الله عليه، وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي حديث طويل وفيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لأبي بكر وأصحابه: اما والله لو أن أولئك الأربعين الرجل الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله حق جهاده، اما والله لا ينالها أحد من عقبكم إلى يوم القيمة، ثم نادى قبل ان يبايع: " يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ".
275 - وباسناده إلى محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: حج رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة، وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف والاعراب سبعين الف انسان أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى عليه السلام السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون عليه السلام فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله البيعة لعلي عليه السلام بالخلافة على عدد أصحاب موسى عليه السلام فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
276 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما لأمير المؤمنين لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير و عايشة ومعوية؟فبلغ ذلك عليا عليه السلام فأمر ان ينادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغني عنكم كذا وكذا قالوا صدق أمير المؤمنين عليه السلام قد قلنا ذلك، قال: إن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " قالوا ومن هم يا أمير المؤمنين عليه السلام؟قال: أولهم إبراهيم عليه السلام إلى أن قال: ولي بأخي هارون عليه السلام أسوة إذ قال لأخيه: يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فان قلتم لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم، وان قلتم استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر.
277 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه لعلي عليه السلام يا أخي أنت سيفي بعدي وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك و ظلمهم لك.
فان وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولا تلق بها إلى التهلكة، فإنك مني بمنزلة هارون من موسى عليه السلام، ولك بهارون أسوة، إذا استضعفه قومه وكادوا يقتلونه فاصبر لظلم قريش وتظاهرهم عليك، فإنك بمنزلة هارون ومن تبعه وهم بمنزلة العجل ومن تبعه.
278 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن السدي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أخلص عبد الايمان بالله أربعين يوما أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله أربعين يوما الا زهده الله في الدنيا وبصره داءها ودوائها، وأثبت الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، ثم تلا: ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين فلا يرى صاحب بدعة الا ذليلا، ومفتريا على الله عز وجل وعلى رسوله وأهل بيته صلى الله عليهم الا ذليلا.
279 - في تفسير العياشي عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: عرضت لي إلى الله حاجة فهجرت (68) فيها إلى المسجد، وكذلك أفعل إذا عرضت بي الحاجة فبينا انا أصلى في الروضة إذا رجل على رأسي، قال: قلت: ممن الرجل؟فقال: من أهل الكوفة، قال قلت: ممن الرجل؟قال: من أسلم، قال: قلت: ممن الرجل؟قال: من الزيدية، (69) قال: قلت يا أخا أسلم من تعرف منهم؟قال: اعرف صبورهم (70) ورشيدهم وأفضلهم هارون بن سعد، قلت يا أخا أسلم ذلك من العجلية كما سمعت الله يقول: " ان الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا ".
280 - في بصاير الدرجات محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن صباح المزني عن الحرث بن الحضيرة عن حبة العرني قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن يوشع بن نون كان وصي موسى بن عمران، وكانت ألواح موسى عليه السلام من زمرد أخضر، فلما غضب موسى عليه السلام ألقى الألواح من يده فمنها ما تكسر ومنها ما بقي ومنها ما ارتفع، فلما ذهب عن موسى الغضب قال يوشع بن نون: عندك تبيان ما في الألواح؟قال: نعم نزل كذا توارثها رهط بعد رهط حتى وقعت في أيدي أربعة رهط من اليمن، وبعث الله محمدا صلى الله عليه وآله بتهامة و بلغهم الخبر، فقالوا: ما يقول هذا النبي؟قيل: ينهى عن الخمر والزنا ويأمر بمحاسن الأخلاق وكرم الجوار، فقالوا: هذا أولى بما في أيدينا منا، فاتفقوا ان يأتوه في شهر كذا وكذا، فأوحى الله إلى جبرئيل عليه السلام ان ائت النبي صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر، فأتاه فقال: ان فلانا وفلانا وفلانا وفلانا ورثوا ما كان في الألواح ألواح موسى عليه السلام، وهم يأتونك في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا، فسهر لهم تلك الليلة فجاء الركب، فدقوا عليه الباب وهم يقولون: يا محمد! قال: نعم يا فلان بن فلان بن فلان بن فلان ويا فلان بن فلان بن فلان بن فلان أين الكتاب الذي توارثتموه من يوشع بن نون وصي موسى بن عمران؟قالوا: نشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وانك رسول الله والله ما اعلم به أحد قط منذ وقع عندنا أحد قبلك قال: فأخذه النبي صلى الله عليه وآله وإذا هو كتاب بالعبرانية دقيق فدفعه إلي ووضعته عند رأسي فأصبحت بالغداة وهو كتاب بالعبرانية (71) جليل فيه علم ما خلق الله منذ قامت السماوات والأرض إلى أن تقوم الساعة فعلمت ذلك.
281 - في مجمع البيان: واختار موسى قومه الآية هذا الميثاق هو الميعاد الأول عن أبي علي الجبائي وأبي مسلم وجماعة من المفسرين وهو الصحيح، ورواه علي بن إبراهيم في تفسيره.
282 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب المقالات والأديان قال عليه السلام: فمتى اتخذتم عيسى عليه السلام ربا جاز لكم ان تتخذوا اليسع وحزقيل، لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى عليه السلام، إلى أن قال: ثم موسى بن عمران عليه السلام وأصحابه السبعون الذين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل فقالوا له: انك قد رأيت الله فأرناه سبحانه كما رأيته فقال لهم: اني لم أره فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة واحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيدا فقال: يا رب اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وارجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرتهم به؟فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أتهلكنا بما فعل السفهاء منا؟.
283 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبد الله القمي عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: فأخبرني يا بن مولاي عن العلة التي تمنع القوم من اختيار الإمام لأنفسهم؟قال: مصلح أم مفسد؟قلت: مصلح قال: فهل يجوز ان تقع خيرتهم على المفسد بعد ان لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد قلت: بلى قال: فهي العلة، وأوردها لك ببرهان ينقاد لك عقلك، ثم قال عليه السلام: اخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله عز وجل، وانزل عليهم الكتب وأيدهم بالوحي والعصمة وهم اعلام الأمم اهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى عليهما السلام، هل يجوز مع وفور عقلهما وكمال علمهما إذ هما بالاختيار ان تقع خيرتهما على المنافق وهما يظنان انه مؤمن؟قلت: لا قال: هذا موسى كليم الله مع وفور عقله وكمال علمه ونزول الوحي عليه اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه عز وجل سبعين رجلا ممن لا يشك في ايمانهم واخلاصهم، فوقع خيرته على المنافقين قال الله عز وجل: " واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا " إلى قوله: " لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة بظلمهم " فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله عز وجل للنبوة واقعا على الأفسد دون الأصلح، وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد علمنا أن الاختيار لا يجوز الا لمن يعلم ما تخفى الصدور وما تكن الضمائر، ويتصرف عليه السرائر وان لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد لما أرادوا أهل الصلاح.
قال مؤلف هذا الكتاب " عفى عنه ": قد كتبنا قريبا عند قوله تعالى: " رب أرني انظر إليك " عن الرضا عليه السلام حديثا طويلا وفيه بيان هذه الآية فليراجع.
284 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار " فقال موسى عليه السلام: يا رب ومن أخار الصنم؟فقال الله: يا موسى أنا اخرته فقال موسى: " ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء " (72).
285 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما ناجى موسى ربه أوحى الله إليه: ان يا موسى قد فتنت قومك قال: وبماذا يا رب؟قال: بالسامري، صاغ لهم من حليهم عجلا، قال: يا رب ان حليهم لا يحتمل أن يصاغ منه عزال أو تمثال أو عجل فكيف فتنتهم؟قال: صاغ لهم عجلا فخار، قال: يا رب ومن أخاره؟قال: انا، قال عندها موسى عليه السلام: " ان هي الا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ".
286 - في مجمع البيان: ورحمتي وسعت كل شئ وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وآله قام في الصلاة فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحد، فلما سلم صلى الله عليه وآله قال للاعرابي: لقد تحجرت (73) واسعا يريد رحمة الله عز وجل أورده البخاري في الصحيح.
287 - في روضة الواعضين للمفيد " رحمه الله " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى الله إلى داود عليه السلام: يا داود كما لا يضيق الشمس على من جلس فيها، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها.
288 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام فيه: " ورحمتي وسعت كل شئ " يقول: علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا، ثم قال: فسأكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته.
289 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام فقلت: يا بن رسول الله لم سمى النبي صلى الله عليه وآله الأمي؟فقال: ما يقول الناس؟قلت: يزعمون أنه انما سمى الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله، انى ذلك والله يقول في محكم كتابه: " وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرء ويكتب باثنين وسبعين أو قال بثلث وسبعين لسانا، وانما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله عز وجل: " ولتنذر به أم القرى ومن حولها ".
290 - وباسناده إلى علي بن حسان وعلي بن أسباط وغيره رفعوه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت: الناس يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يكتب ويقرأ؟فقال: كذبوا لعنهم الله، انى ذلك وقد قال الله عز وجل: " وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " أفيكون يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرء ويكتب؟قال: قلت: فلم سمى النبي الأمي؟قال: نسب إلى مكة، وذلك قول الله عز وجل: لتنذر أم القرى ومن حولها " فأم القرى مكة فقيل: أمي لذلك.
291 - وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبي نصر عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان مما من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله انه كان يقرء ولا يكتب فلما توجه أبو سفيان إلى أحد كتب العباس إلى النبي صلى الله عليه وآله فجائه الكتاب وهو في بعض حيطان المدينة فقرأه ولم يخبر أصحابه. وأمرهم أن يدخلوا المدينة فلما دخلوا المدينة أخبرهم.
292 - وحدثنا محمد بن الحسن الصفار " رضي الله عنه " قال حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقي عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله يقرء الكتاب ولا يكتب.
293 - أبى " رضي الله عنه " قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن الحسن بن زياد الصيقل قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان مما من الله عز وجل به على نبيه صلى الله عليه وآله انه كان أميا لا يكتب ويقرء الكتاب.
294 - في أمالي الصدوق " رحمة الله عليه " باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول: قال يهودي لرسول الله صلى الله عليه وآله: اني قرأت نعتك في التورية محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وليس بفظ ولا غليظ و لا صخاب ولا مترنن بالفحش ولا قول الخنا (74) وانا أشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله وهذا مالي فاحكم فيه بما انزل الله.
295 - في الخرايج والجرايح عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: فقال الرضا عليه السلام أنت يا جاثليق امن في ذمة الله وذمة رسوله لأنه لا يبدئك منا شئ تكره مما تخافه وتحذره، فقال: اما إذا امنتني فان هذا النبي الذي اسمه محمد صلى الله عليه وآله و هذا الوصي الذي اسمه علي عليه السلام وهذه البنت التي اسمها فاطمة عليها السلام وهذا السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين عليهما السلام في التورية والإنجيل والزبور.
296 - في كتاب التوحيد وعيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب الملل والمقالات قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: تسألني أو أسئلك قال: بل أسئلك، ولست أقبل منك حجة الا من التورية أو من الإنجيل أو من زبور داود بما في صحف إبراهيم وموسى عليه السلام قال الرضا عليه السلام: لا تقبل مني حجة الا ما نطق به التورية على لسان موسى بن عمران عليه السلام، والإنجيل على لسان عيسى بن مريم عليه السلام، والزبور على لسان داود عليه السلام فقال رأس الجالوت: من أين ثبت نبوة محمد صلى الله عليه وآله قال الرضا عليه السلام: شهد بنبوته موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما السلام و داود عليه السلام خليفة الله في الأرض، فقال له ثبت قول موسى بن عمران عليه السلام، قال الرضا عليه السلام: هل تعلم يا يهودي ان موسى عليه السلام أوصى بني إسرائيل فقال لهم: انه سيأتيكم نبي هو من اخوانكم فيه (75) فصدقوا ومنه فاسمعوا فهل تعلم أن لبني إسرائيل اخوة غير ولد إسماعيل ان كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل أو السبب الذي بينهما من قبل إبراهيم عليه السلام؟فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرضا عليه السلام: هل جائكم من اخوة بني إسرائيل نبي غير محمد صلى الله عليه وآله؟قال: لا، قال الرضا عليه السلام: أفليس قد صح هذا عندكم؟قال نعم ولكني أحب ان تصححه لي من التورية، فقال له الرضا عليه السلام: هل تنكر ان التورية يقول: جائكم النور من جبل طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران؟قال رأس الجالوت: اعرف هذه الكلمات وما اعلم تفسيرها، قال الرضا عليه السلام: انا أخبرك به، اما قوله: جاء النور من جبل طور سيناء فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى على جبل طور سيناء، واما قوله: وأضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي أوحى الله تعالى إلى عيسى بن مريم وهو عليه واما قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبال مكة بينه وبينها يوم، وقال شيعا النبي عليه السلام فيما تقول أنت وأصحابك في التورية: رأيت راكبين أضاء لهما الأرض أحدهما على حمار والآخر على جمل، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل؟قال رأس الجالوت: لا أعرفهما، فأخبرني بهما قال: اما راكب الحمار فعيسى، واما راكب الجمل فمحمد صلى الله عليه وآله أتنكر هذا من التورية؟قال: لا ما أنكره ثم قال الرضا عليه السلام: هل تعرف حيقوق النبي؟قال: نعم اني به لعارف قال فإنه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله بالبينات من جبل فاران، وامتلأت السماوات من تسبيح احمد وأمته يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس يعني بالكتاب: القرآن أتعرف هذا وتؤمن به؟قال رأس - الجالوت: قد قال ذلك حيقوق ولا ننكر قوله، قال الرضا عليه السلام وقد قال داود في زبوره وأنت تقرء: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله؟قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى عليه السلام وأيامه هي الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة تورية حتى رفعه الله إليه، وفي الإنجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب (76) والفار قليطا جاء من بعده، وهو الذي يحقق الاخبار و يفسر لكم كل شئ ويشهد لي كما شهدت له، انا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل أتؤمن بهذا في الإنجيل؟قال: نعم لا. أنكره.
297 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الرحمن بن الأسود عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله صديقان يهوديان قد آمنا بموسى رسول الله وأتيا محمدا صلى الله عليه وآله وسمعا منه، وقد كانا قرئا التورية وصحف إبراهيم وموسى عليهما السلام وعلما علم الكتب الأولى، فلما قبض الله تبارك وتعالى رسوله أقبلا يسئلان عن صاحب الامر بعده، وقالا: انه لم يمت نبي قط الا وله خليفة يقوم بالامر في أمته من بعده، قريب القرابة إليه من أهل بيته، عظيم القدر، جليل الشأن، فقال أحدهما لصاحبه: هل تعرف صاحب هذا الامر من بعد هذا النبي صلى الله عليه وآله؟قال الآخر: لا أعلمه الا بالصفة التي أجدها في التورية، وهو الأصلع المصغر فإنه كان أقرب القوم من رسول الله صلى الله عليه وآله فلما دخلا المدينة وسألا عن الخليفة أرشدا إلى أبي بكر، فلما نظر إليه قالا: ليس هذا صاحبنا، ثم قالا له: ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال: اني رجل من عشيرته، وهو زوج ابنتي عايشة، قالا: هل غير هذا؟قال: لا: قالا: ليست هذه بقرابة فأخبرنا أين ربك؟قال: فوق سبع سماوات، قالا: هل غير هذا؟قال: لا، قالا: دلنا على من هو أعلم منك فإنك لست بالرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه وآله وخليفته، ثم أرشدهما إلى عمر، فلما أتياه قالا: ما قرابتك من هذا النبي؟قال: انا من عشيرته وهو زوج ابنتي حفصة قالا: هل غير ذلك؟قال: لا قالا: ليست هذه بقرابة وليست هذه الصفة التي نجدها في التورية، ثم قالا له: فأين ربك؟قال: فوق سبع سماوات، قالا: هل غير هذا قال: لا، قالا: دلنا على من هو اعلم منك فأرشدهما إلى علي عليه السلام، فلما جاءا فنظرا إليه قال أحدهما لصاحبه: انه الرجل الذي نجد صفته في التورية انه وصي هذا النبي صلى الله عليه وآله وخليفته و زوج ابنته وأبو السبطين والقايم بالحق من بعده، ثم قالا لعلي عليه السلام: أيها الرجل ما قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله؟قال عليه السلام: هو أخي وانا وارثه ووصيه وأول من آمن به و زوج ابنته فاطمة عليها السلام، قالا له: هذه قرابة الفاخرة والمنزلة القريبة وهذه الصفة التي نجدها في التورية، قال اليهوديان: فما منع صاحبيك أن يكونا جعلاك في موضعك الذي أنت أهله فوالذي أنزل التورية على موسى عليه السلام انك لانت الخليفة حقا نجد صفتك في كتبنا ونقرأه في كنائسنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
298 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام إلى أن قال: فلما أنزلت التورية على موسى بشر بمحمد صلى الله عليه وآله و كان بين موسى ويوسف عليهما السلام أنبياء وكان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون عليهما السلام وهو فتاه الذي ذكره الله في كتابه، فلم تزل الأنبياء تبشر بمحمد صلى الله عليه وآله حتى بعث الله تبارك وتعالى المسيح عيسى بن مريم، فبشر بمحمد صلى الله عليه وآله وذلك قوله تعالى: يجدونه يعني اليهود والنصارى مكتوبا يعني صفة محمد صلى الله عليه وآله عندهم في التورية والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وهو قول الله عز وجل يخبر عن عيسى: " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد " وبشر موسى وعيسى عليهما السلام بمحمد كما بشر الأنبياء صلوات الله عليهم بعضهم ببعض.
299 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: يقول: ورحمتي وسعت كل شئ يقول: علم الإمام ووسع علمه الذي هو من علمه كل شئ هم شيعتنا ثم قال: فسأكتبها للذين يتقون يعني ولاية غير الامام وطاعته ثم قال: يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل يعني النبي صلى الله عليه وآله والوصي والقائم يأمرهم بالمعروف إذا قام وينهاهم عن المنكر والمنكر من أنكر فضل الإمام عليه السلام وجحده ويحل لهم الطيبات اخذ العلم من أهله ويحرم عليهم الخبائث والخبائث قول من خالف ويضع عنهم إصرهم وهي الذنوب التي كانوا فيها قبل معرفتهم فضل الإمام عليه السلام والأغلال التي كانت عليهم والأغلال: ما كانوا يقولون مما لم يكونوا أمروا به من ترك فضل الإمام عليه السلام فلما عرفوا فضل الامام وضع عنهم إصرهم والإصر: الذنب وهي الآصار ثم نسبهم فقال: الذين آمنوا به يعني بالامام وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون يعني الذين اجتنبوا الجبت والطاغوت ان يعبدوها والجبت والطاغوت فلان وفلان و فلان والعبادة طاعة الناس لهم.
300 - علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورية والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث " إلى قوله: " واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المفلحون " قال: النور في هذا الموضع أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
301 - محمد بن يحيى ومحمد بن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن طريف وعلي بن محمد عن صالح بن أبي حماد عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ان أبا جعفر عليه السلام قرأ اللوح الذي أهداه الله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي فيه اسم النبي وأسماء الأئمة عليهم السلام وفي آخره بعد ان ذكر علي بن محمد عليهما السلام اخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن، وأكمل ذلك بابنه م ح م د رحمة للعالمين، عليه كمال موسى، وبهاء عيسى عليهما السلام، وصبر أيوب، فيذل أوليائي في زمانه ويتهادى رؤسهم كما يتهادى رؤس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشوا الويل والرنة (77) في شأنهم، أولئك أوليائي حقا، بهم ادفع كل فتنة عمياء حندس (78) وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والأغلال، " أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ".
302 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر: فمثله في كتابك انه مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب، اخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
303 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه " يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله " كما يعرفون أبنائهم " لان الله عز وجل قد أنزل عليهم في التورية والإنجيل والزبور صفة محمد صلى الله عليه وآله وصفة أصحابه و مبعثه ومهاجره، وهو قوله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الإنجيل " فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله في التورية والإنجيل وصفة أصحابه، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال جل جلاله: " فلما جائهم ما عرفوا كفروا به ".
304 - في تفسير العياشي عن أبي بصير في قول الله: " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه " قال أبو جعفر عليه السلام: النور علي عليه السلام.
305 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله في قول الله: ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون فقال: قوم موسى عليه السلام هم أهل الاسلام.
306 - عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أصحاب الكهف ويوشع وصى موسى، ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي، وأبا دجانة الأنصاري، ومالك الأشتر.
307 - عن أبي الصهبان البكري قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام ودعى رأس الجالوت وأسقف النصارى فقال: اني سائلكما عن أمر وانا اعلم به منكما، يا رأس الجالوت بالذي انزل التورية على موسى، وأطعمكم المن والسلوى، وضرب لكم في البحر طريقا يبسا وفجر لكم من الحجر الطور اثنى عشر عينا لكل سبط من بني إسرائيل عينا الا ما أخبرتني على كم افترقت بنو إسرائيل بعد موسى عليه السلام؟فقال: ولا الا فرقة واحدة، فقال: كذبت والذي لا اله غيره، لقد افترقت على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة، فان الله يقول: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
308 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسغدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام وقال بعده: وبهذا الاسناد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يسأل عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر: أواجب هو على الأمة جميعا؟فقال: لا فقيل له: ولم؟قال: انما هو على القوي المطاع، العالم بالمعروف من المنكر لا على الضعيف الذي لا يهتدي سبيلا إلى اي من اي، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل علي ذلك كتاب الله تعالى قوله: " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر " فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قومه و هم يومئذ أمم مختلفة والأمة واحدة فصاعدا، كما قال الله سبحانه وتعالى: " ان إبراهيم كان أمة قانتا لله " يقول: مطيعا لله تعالى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
309 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " باسناده إلى الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس انا الصراط المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي (عليه السلام) من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
310 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولم يخل أرضه من عالم بما يحتاج الخليقة إليه، ومتعلم على سبيل نجاة، أولئك هم الأقلون عددا، و قد بين الله ذلك من أمم الأنبياء، وجعلهم مثلا لمن تأخر، مثل قوله فيمن آمن من قوم موسى عليه السلام " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
311 - في مجمع البيان " ومن قوم موسى " الآية اختلف في هذه الأمة من هم؟على أقوال، أحدها: انهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين صين واد جار من الرمل لم يغيروا ولم يبدلوا عن ابن عباس والسدي والربيع والضحاك وهو المروى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قالوا وليس لاحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل ويضحون بالنهار ويزرعون، لا يصل إليهم منا أحد ولا منهم إلينا، وقيل: إن جبرئيل عليه السلام انطلق بالنبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج إليهم، فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة، فآمنوا به وصدقوه وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويترك السبت، وأمرهم بالصلاة والزكاة و لم يكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا وروى أصحابنا انهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام وروى أن ذا القرنين رآهم وقال: لم أمرت بالمقام لسرني ان أقيم بين أظهركم.
312 - وفيه عند قوله تعالى: " وممن خلقنا أمة يهدون بالحق " وروى ابن جريح عن النبي صلى الله عليه وآله قال: هي أمتي بالحق يأخذون، وبالحق يعطون، وقد اعطى القوم بين أيديكم مثلها " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون ".
313 - في كتاب الخصال عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن علي عليهم السلام قال: سألت علي بن موسى بن جعفر عليه السلام عما يقول في بني الأفطس فقال: ان الله أخرج من بني إسرائيل وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام اثنى عشر سبطا ونشر من الحسن والحسين أبني أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله اثنى عشر سبطا ثم عدد الاثني عشر من ولد إسرائيل فقال: زيلون بن يعقوب وشمعون بن يعقوب ويهود بن يعقوب وتشاخر بن يعقوب وريكون بن يعقوب ويوسف بن يعقوب وبنيامين بن يعقوب وتفشال بن يعقوب وودان بن يعقوب وسقط عن الحسن النسابة ثلاثة منهم، ثم عدد الاثني عشر من ولد الحسن والحسين عليهما السلام فقال: اما الحسن فانتشر منه ستة ابطن، بنو الحسن بن زيد بن الحسن بن علي وبنو عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، وبنو إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو الحسن بن الحسن بن علي وبنو داود بن الحسن بن الحسن بن علي وبنو جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي فعقب الحسن عليه السلام من هذه الستة الا بطن، ثم عد بني الحسين عليه السلام فقال بنو محمد بن علي الباقر بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، وبنو عبد الله الباهر بن علي، وبنو زيد بن علي بن الحسين بن علي، وبنو الحسين بن علي بن الحسين بن علي وبنو عمر بن علي بن الحسين بن علي وبنو علي بن الحسين بن علي، فهؤلاء الستة الا بطن نشر الله منهم ولد الحسين بن علي عليهما السلام.
314 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الماضي عليه السلام أنه قال: في قول الله عز وجل: وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فقال: ان الله أعز وأمنع من أن يظلم و ان ينسب نفسه إلى ظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قلت هذا تنزيل؟قال: نعم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
315 - بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشر عن موسى بن قادم عن سليمان عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عز وجل: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، قال: إن الله أعظم وأعز وأجل وامنع من أن يظلم، ولكنه خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " يعني الأئمة منا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
316 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: واما قوله: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " فهو تبارك اسمه أجل وأعز من أن يظلم ولكنه قرن امنائه على خلقه بنفسه، وهو عرف الخليقة جلالة قدرهم عنده، وان ظلمهم ظلمه بقوله: " وما ظلمونا " ببغضهم أوليائنا، ومعونة أعدائهم عليهم " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " إذ حرموها الجنة وأوجبوا عليها دخول النار.
317 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبيد عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ان قوما من أهل أيلة (79) من قوم ثمود وان الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ليختبر الله طاعتهم في ذلك، فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم (80) وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها، فلبثوا في ذلك ما شاء الله لا ينهاهم عنها الأحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم انما نهيتم عن اكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها، فاصطادوها يوم السبت وأكلوها فيما سوى ذلك من الأيام، فقالت طائفة منهم: الآن نصطادها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاكم عن عقوبة الله ان تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة أخرى منهم ذات اليسار فسكتت فلم تعظهم، فقالت للطائفة التي وعظتهم: لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا فقالت الطائفة التي وعظتهم معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون قال: فقال الله عز وجل: فلما نسوا ما ذكروا به يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقال الطائفة التي وعظتهم: لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم (81) هذه الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم، قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة ان تصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء، فلما أصبحوا أولياء الله المطيعون لأمر الله غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون فقال الرجل لأصحابه: يا قوم أرى والله عجبا. قالوا: وما ترى؟قال: أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون لها أذناب، فكسروا الباب قال: فعرفت القردة أنسابهم من الانس ولم تعرف الانس أنسابها من القردة، فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟فقال علي عليه السلام: والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة اني لأعرف أنسابها من هذه الأمة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا وقد قال الله: " فبعدا للقوم الظالمين " وقال الله: أنجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون.
318 - في تفسير العياشي عن علي بن عقبة عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة فتركوا يوم الجمعة فأمسكوا يوم السبت.
319 - عن هارون بن عبيد رفعه إلى أحدهم قال: جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا: يا أمير المؤمنين ان هذه الجراري (82) تباع في أسواقنا؟قال: فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا به، ثم قال قوموا لأريكم عجبا ولا تقولوا في وصيكم الا خيرا فقاموا معه فأتوا شاطئ بحر فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجرية رافعة رأسها فاتحة فاها، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: من أنت الويل لك ولقومك؟فقال: نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في كتابه: إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا الآية، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله فبعضنا في البر وبعضنا في البحر، فاما الذين في البحر فنحن الجراري، واما الذين في البر فالضب واليربوع، قال: ثم التفت أمير المؤمنين عليه السلام إلينا فقال: أسمعتم مقالتها؟قلنا: اللهم نعم، قال: والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم.
320 - عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام في قول الله " فلما جاء أمرنا أنجينا الذين ينهون عن السوء " قال: افترق القوم ثلث فرق: فرقة نهت واعتزلت، وفرقة أقامت ولم تقارف الذنوب (83) وفرقة قارفت الذنوب فلم ينجو من العذاب الا من نهى، قال جعفر: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما صنع بالذين أقاموا ولم يقارفوا الذنوب؟قال: بلغني انهم صاروا ذرا.
321 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به قال: كانوا ثلاثة أصناف، صنف ائتمروا وأمروا، وصنف ائتمروا ولم يأمروا، وصنف لم يأمروا ولم يأتمروا فهلكوا.
322 - في روضة الكافي سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن عبد الله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى " فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء " قال: كانوا ثلاثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، و صنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا.
323 - في مجمع البيان ووردت الرواية عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله لم يمسخ شيئا فجعل له نسلا وعقبا.
324 - في من لا يحضره الفقيه وقد روى أن المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام، وان هذه مثل لها فنهى الله عز وجل عن أكلها.
325 - في مجمع البيان: ليبعثن عليهم اي على اليهود إلى يوم القيمة من يسومهم سوء العذاب اي من يذيقهم ويوليهم شدة العذاب بالقتل واخذ الجزية منهم والمعنى به أمة محمد صلى الله عليه وآله عند جميع المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
326 - في تفسير العياشي عن إسحاق بن عبد العزيز قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خص الله هذه الأمة بآيتين من كتابه ان لا يقولوا ما لا يعلمون، ثم قرء: ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الآية وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " إلى قوله " الظالمين ".
327 - عن أبي السفاتج قال قال أبو عبد الله عليه السلام: آيتين في كتاب الله خص الله الناس ان لا يقولوا ما لا يعلمون قول الله: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ان لا يقولوا على الله الا الحق " وقوله: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله ".
328 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن يونس عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عز وجل: " ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله الا الحق " وقال: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعمله ".
329 - في تفسير علي بن إبراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " الذين يمسكون بالكتاب " إلى آخره قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه وآله و أشياعهم.
330 - في نهج البلاغة ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه فالتمسوا ذلك من عند أهله، فإنهم عيش العلم وموت الجهل، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم (84) وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق.
331 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم قال الصادق عليه السلام: لما انزل الله التورية على بني إسرائيل لم يقبلوه، فرفع الله عليهم جبل طور سيناء فقال لهم موسى عليه السلام: ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.
332 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرني عن طائر طار مرة ولم يطر قبلها ولا بعدها ذكره الله تعالى في القرآن ما هو؟فقال: طور سيناء أطاره الله عز وجل على بني إسرائيل حين أظلهم بجناح منه، فيه ألوان العذاب حتى قبلوا التورية، وذلك قول الله عز وجل: " وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم " الآية.
333 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وسأل طاوس اليماني أبا جعفر الباقر عليه السلام عن طاير طار مرة ولم يطير قبلها ولا بعدها قال عليه السلام: طور سيناء قوله تعالى: " وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ".
334 - في تفسير العياشي وفي رواية إسحاق بن عمار عنه في قول الله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة أقوة في الأبدان أم قوة في القلوب؟قال: فيهما جميعا.
335 - عن محمد بن أبي حمزة عمن أخبره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " خذوا ما آتيناكم بقوة " قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلاة.
336 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن أبي الربيع القزاز عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: لم سمى أمير المؤمنين؟قال: الله سماه، وهكذا أنزل في كتابه: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على أنفسهم الست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا أمير المؤمنين ".
337 - محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمان بن كثير عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لما أراد الله ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم؟فأول من نطق رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام فقالوا: أنت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة ديني وعلمي وأمنائي في خلقي، وهم المسؤولون، ثم قال لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة، فقالوا: ربنا أقررنا فقال الله للملائكة اشهدوا فقال الملائكة: شهدنا، قال علي عليه السلام: ان لا تقولوا غدا انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
338 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف أجابوا وهم ذر؟قال: جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه، يعني في الميثاق.
339 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى إلى آخر الآية فقال وأبوه يسمع عليهما السلام: حدثني أبي ان الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة التي خلق الله منها آدم. فصب عليها الماء العذب الفرات، ثم تركها أربعين صباحا ثم صب عليها الماء المالح الأجاج (85) فتركها أربعين صباحا، فلما اختمرت الطينة اخذها فعركها عركا شديدا فخرجوا كالذر من يمينه وشماله وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما، وأبى أصحاب الشمال ان يدخلوها.
340 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن بكير بن أعين قال: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: إن الله اخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذر يوم اخذ الميثاق على الذر بالاقرار له بالربوبية ومحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة وعرض الله عز وجل على محمد أمته في الطين وهم أظلة وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم عليه وعرفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وعرفهم عليا و نحن نعرفهم في لحن القول.
341 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم؟قال: اني كنت أول من آمن بربي وأول من أجاب حين أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم " الست بربكم قالوا بلى " فكنت أنا أول نبي قال: بلى، فسبقتهم بالاقرار بالله.
342 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن علي بن إسماعيل عن محمد بن إسماعيل عن سعدان بن مسلم عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل رسول الله صلى الله عليه وآله بأي شئ سبقت ولد آدم؟قال: انني أول من أقر بربي ان الله اخذ ميثاق النبيين " وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " فكنت انا أول من أجاب.
343 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أول من سبق إلى بلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل، ولولا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر ان يبلغه، وكان من الله عز وجل كما قال " قاب قوسين أو أدنى " اي بل أدنى.
344 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن داود العجلي عن زرارة عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماءا عذبا وماءا مالحا أجاجا فامتزج الماءان، فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام، وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي، ثم قال: " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين " ثم اخذ الميثاق على النبيين فقال " ألست بربكم وان هذا محمد رسولي وان هذا علي أمير المؤمنين قالوا بلى " فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولى العزم انني ربكم ومحمد صلى الله عليه وآله وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري وخزان علمي عليهم السلام، وان المهدي أنتصر به لديني وأظهر به دولتي وانتقم به من أعدائي وأعبد به طوعا وكرها قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم عليه السلام ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي ولم يكن لآدم عزم على الاقرار به، وهو قول الله عز وجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: انما هو فترك ثم أمر نارا فأججت (86) فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها، فهابوها وقال لأصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما، فقال أصحاب الشمال: يا رب أقلنا فقال قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.
345 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته: عن قول الله عز وجل: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " ما تلك الفطرة؟قال: هي الاسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد، قال: ألست بربكم وفيه المؤمن والكافر.
346 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه السلام ان رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو مع أصحابه فسلم عليهم ثم قال: انا والله أحبك وأتولاك! فقال له أمير المؤمنين: كذبت قال: بلى والله اني لأحبك وأتولاك فقال له أمير المؤمنين: كذبت ما أنت كما قلت، ان الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، ثم عرض علينا المحب لنا فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض فأين كنت؟فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه.
347 - وفي رواية أخرى قال أبو عبد الله عليه السلام: كان في النار.
348 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حبيب قال: حدثني الثقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق العباد وهم أظلة قبل الميلاد فما تعارف من الأرواح ائتلف، وما تناكر منها اختلف.
349 - وباسناده إلى حبيب عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تقول في الأرواح انها جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف قال: فقلت انا نقول ذلك، قال: فإنه كذلك ان الله عز وجل اخذ من العباد ميثاقهم وهم أظلة قبل الميلاد وهو قوله عز وجل: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و اشهدهم على أنفسهم " إلى آخر الآية قال: فمن أقربه يومئذ جاءت ألفته هيهنا و من أنكره يومئذ جاء خلافه هيهنا.
350 - أبي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " قال: ثبتت المعرفة ونسوا الوقت وسيذكرونه يوما، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه.
351 - في كتاب التوحيد قال: أبي رحمه الله حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " قال: اخرج من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيمة، فخرجوا كالذر فعرفهم ورآهم صنعه ولولا ذلك لم يعرف أحد ربه.
352 - أبي " رحمه الله " قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام أصلحك الله قول الله عز وجل في كتابه: " فطرة الله التي فطر الناس عليها " قال فطرهم على التوحيد عند الميثاق، وعلى معرفته انه ربهم، قلت: وخاطبوه؟قال: فطأطأ رأسه ثم قال: لولا ذلك لم يعلموا من ربهم ولا من رازقهم.
353 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " قلت: معاينة كان هذا؟قال: نعم فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه، فمنهم من أقر بلسانه في الذر ولم يؤمن بقلبه فقال الله: " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل ".
354 - في كتب التوحيد باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: اخبرني عن الله عز وجل هل يراه المؤمن يوم القيمة؟قال: نعم وقد رأوه قبل يوم القيمة، فقلت: متى؟قال: حين قال لهم: " الست بربكم قالوا بلى " ثم سكت ساعة ثم قال: وان المؤمنين ليرونه في الدنيا قبل يوم القيمة ألست تره في وقتك هذا؟قال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فأحدث بهذا عنك؟فقال: لا، فإنك إذا حدثت به فأنكره منكر جاهل بمعنى ما تقول، ثم قدر ان ذلك تشبيه كفر وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى الله عما يصفه المشبهون والملحدون.
355 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن موسى عن العباس بن معروف عن ابن أبي نجران عن عبد الله بن سنان عن ابن أبي يعفور عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة جمعة؟قال: إن الله عز وجل جمع فيها خلقه للولاية محمد صلى الله عليه وآله ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.
356 - في أمالي شيخ الطائفة باسناده إلى جابر عن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام: أنت الذي احتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم: الست بربكم؟قالوا: بلى قال: و محمد صلى الله عليه وآله رسولي؟قالوا: بلى قال: وعلي أمير المؤمنين وأبى الخلق جميعا الا استكبارا وعتوا عن ولايتك الا نفر قليل وهم أقل القليل وهم أصحاب اليمين.
357 - في غوالي اللئالي وقال عليه السلام: اخذ الله الميثاق من ظهر آدم بنعمان (87) يعني عرفة فأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم وتلا: " الست بربكم قالوا بلى ".
358 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة المهديين من بعد النذير المنذر، والسراج المنير. وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك، وذكرتنا ميثاقك، المأخوذ منا في مبدء خلقك إيانا، وجعلتنا من أهل الإجابة، وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك، فإنك قلت: " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون.
359 - في الكافي أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن أبي عميرة عن عبد الرحمان الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام لا يرى بالعزل بأسا أتقرء هذه الآية " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " فكل شئ اخذ الله منه الميثاق فهو خارج وإن كان على صخرة صماء.
360 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لو يعلم الجهال متى سمى أمير المؤمنين علي عليه السلام لم ينكروا حقه، قال: قلت: جعلت فدك متى سمى؟فقال لي: قوله: " وإذ اخذ ربك من بني آدم " إلى " الست بربكم و ان محمدا صلى الله عليه وآله رسول الله وان عليا أمير المؤمنين عليه السلام " قال: ثم قال لي: يا جابر هكذا والله جاء بها محمد صلى الله عليه وآله.
361 - عن ابن مسكان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أمتي عرضت علي في الميثاق، فكان أول من آمن بي علي عليه السلام، وهو أول من صدقني حين بعثت، وهو الصديق الأكبر، والفاروق يفرق بين الحق والباطل.
362 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: " الست بربكم قالوا بلى " قالوا بألسنتهم؟قال: نعم، وقالوا بقلوبهم، فقلت: وأي شئ كانوا يومئذ؟قال: صنع منهم ما اكتفى به.
363 - عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: متى سمى أمير المؤمنين عليه السلام أمير المؤمنين؟قال: قال: والله أنزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله " وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم وأن محمدا رسول الله وان عليا أمير المؤمنين عليه السلام " فسماه الله والله أمير المؤمنين.
364 - عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: اتاه ابن الكوا فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الله تبارك وتعالى هل كلم أحدا من ولد آدم قبل موسى؟فقال علي عليه السلام: قد كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم وردوا عليه الجواب، فثقل ذلك على ابن الكوا ولم يعرفه، فقال له: كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟فقال له: أو ما تقرء كتاب الله إذ يقول لنبيه: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربكم قالوا بلى " فقد أسمعهم كلامه وردوا عليه الجواب كما تسمع في قول الله يا بن الكوا، " وقالوا بلى " فقال لهم: اني انا الله لا اله الا أنا، وانا الرحمان فأقروا له بالطاعة والربوبية وميز الرسل والأنبياء والأوصياء، وأمر الخلق بطاعتهم فأقروا بذلك في الميثاق، فقال الملائكة عند اقرارهم: شهدنا عليكم يا بني آدم ان تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين.
365 - عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: " وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم " قال: نعم لله الحجة على جميع خلقه يوم الميثاق هكذا - وقبض يده -.
366 - في الكافي محمد بن يحيى وغيره عن أحمد عن موسى بن عمر عن ابن سنان عن أبي سعيد القماط عن بكير بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام: لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟ولأي علة يقبل؟ولأي علة اخرج من الجنة ولأي علة وضع ميثاق العباد فيه والعهد فيه ولم يوضع في غيره؟وكيف السبب في ذلك؟تخبرني جعلني الله فداك فان تفكري فيه لعجب، قال: فقال سألت وأعضلت في المسألة (88) واستقصيت فافهم الجواب وفرغ قلبك واصغ سمعك أخبرك انشاء الله، ان الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم عليه السلام، فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق، وذلك أنه لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان وفي ذلك المكان ترائى لهم (89) و في ذلك المكان (90) يهبط الطير على القائم عليه السلام، فأول من يبايعه ذلك الطاير، وهو والله جبرئيل عليه السلام والى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة والدليل على القائم، و هو الشاهد لمن وافى (91) في ذلك المكان، والشاهد على من أدى إليه الميثاق والعهد الذي اخذ الله عز وجل على العباد، فاما القبلة والاستلام (92) فلعله العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق، وتجديدا للبيعة ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك العهد والأمانة الذين اخذ عليهم الا ترى انك تقول (93): أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق أحد غير شيعتنا، وانهم ليأتوه فيعرفهم و يصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم، وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر (94) والجحود والكفر، وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيمة يجئ وله لسان ناطق، وعينان في صورته الأولى تعرفه الخلق ولا تنكره، يشهد لمن وافاه وجدد الميثاق والعهد عنده يحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة، ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق بالكفر والانكار، فأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟قلت: لا، قال: كان ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما اخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به وأقر ذلك الملك فاتخذه لله أمينا على جميع خلقه، فالقمه الميثاق وأودعه عنده، واستبعد الخلق ان يجددوا عنده في كل سنة الاقرار بالميثاق والعهد الذي اخذ الله عز وجل عليهم، ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الاقرار في كل سنة، فلما عصى آدم واخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي اخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد صلى الله عليه وآله ولوصيه عليه السلام وجعله تائها (95) حيرانا، فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة بيضاء، فرماه من الجنة إلى آدم وهو بأرض الهند، فلما نظر إليه انس إليه وهو لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة وأنطقه الله عز وجل، فقال له: يا آدم أتعرفني؟قال: لا قال: أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك، ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم عليه السلام في الجنة، فقال لآدم: أين العهد والميثاق، فوثب إليه آدم عليه السلام وذكر الميثاق وبكى وخضع وقبله وجدد الاقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله عز وجل إلى جوهرة الحجر درة بيضاء صافية تضئ، فحمله آدم على عاتقه اجلالا له وتعظيما، فكان إذا أعيا حمله عنه جبرئيل عليه السلام حتى وافى به مكة، فما زال يأنس به بمكة ويجدد الاقرار له كل يوم وليلة، ثم إن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لأنه تبارك وتعالى حين اخذ الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان، وفي ذلك المكان ألقم الله الملك الميثاق، ولذلك وضع في ذلك الركن وتنحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة، ووضع الحجر في ذلك الركن، فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله ومجده، فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا، فان الله أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة، لان الله عز وجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولعلي عليه السلام بالوصية اصطكت فرايص الملائكة (96) فأول من أسرع إلى الاقرار ذلك الملك ولم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم منه، فلذلك اختاره الله من بينهم وألقمه الميثاق، وهو يجئ يوم القيمة وله لسان ناطق وعين ناظرة، يشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق.
367 - في تفسير العياشي عن سليمان اللبان قال: قال أبو جعفر عليه السلام أتدري ما مثل المغيرة بن شعبة؟(97) قال: قلت لا، قال: مثله مثل بلعم الذي أوتي الاسم الأعظم قال الذي قال الله " آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ".
368 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام الأصل في ذلك بلعم ثم ضربه الله مثلا لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة.
369 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه اعطى بلعم بن باعور الاسم الأعظم، فكان يدعو به فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى وأصحابه قال فرعون لبلعم ادع لله على موسى وأصحابه ليحبسه علينا فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته فأقبل يضربها فأنطقها الله عز وجل، فقالت: ويلك على ماذا تضربني؟أتريد ان أجئ معك لتدعو على نبي الله وقوم مؤمنين؟فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه، وهو قوله: فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث وهو مثل ضربه الله، فقال الرضا عليه السلام فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلث: حمارة بلعم. وكلب أصحاب الكهف والذئب، وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم وكان للشرطي ابن يحبه فجاء ذئب فاكل ابنه فحزن الشرطي عليه فأدخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطي.
370 - وفي رواية أبي الجارود عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: لهم قلوب لا يفقهون بها يقول: طبع الله عليها فلا تعقل ولهم أعين عليها غطاء عن الهدى لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها جعل في آذانهم وقرا فلن يسمعوا الهدى.
1. الجشب من الطعام: الغليظ الخشن، وقيل. ما لا أدم فيه. .
2. وفي المصدر: " في أن إذا قال ". .
3. القتر: الضيق في المعيشة. .
4. وفي المصدر " واقتداره " بدل " وقتاره ". .
5. العزالي جمع العزلاء: فم المزادة وأرخت اي أرسلت يقال أرخت السماء عزاليها وهذا كناية عن شدة وقع لمطر وكأن المراد في الحديث فتحت أبوابها من كل جانب. .
6. اي المنسوب إلى مرو. .
7. أحد إليه النظر - بتشديد الدال -: بالغ في النظر إليه. .
8. المطرف: بضم الميم وفتحها - رداء من خز مربع ذو اعلام، قال الفراء: أصله الضم لأنه مأخوذ من أطرف اي جعل في طرفيه العلمان .
9. الطيلسان - بالفتح وتثليث اللام -: كساء مدور اخضر لا أسفل له يلبسه الخواص من العلماء والمشايخ وهو من لباس العجم. .
10. السدى من الثوب: ما مد من خيوطه ويقال له بالفارسية " تار " وهو بخلاف اللحمة " پود ". .
11. شتا يشتو بالبلد: أقام به شتاءا. .
12. وفي المصدر " عمر بن علي عن أبيه علي بن الحسين (عليه السلام) اه ". .
13. بلد بما وراء النهر. .
14. مر معناه في ذيل حديث 76. .
15. التبيغ: الهيجان والغلبة. .
16. عدي تصغير عدو، واستهام بك الخبيث اي جعلك هائما ضالا والباء زائدة. .
17. وقال الشاعر: " شربت الاثم حتى ضل عقلي * كذاك الاثم يفعل بالعقول " .
18. " وفي كتاب المناقب لابن شهرآشوب: وكان مكتوبا على درع علي (عليه السلام): اي يومي من الموت أفر * يوم لا يقدر أم يوم قدر يوم لا أقدر لا اخشى الوغى * يوم قد قدر لا يغنى الحذر وكان مكتوبا على علم أمير المؤمنين (عليه السلام): الحرب ان باشرتها * فلا يكن منك الفشل واصبر على أهوالها * لا موت الا بالأجل. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ) .
19. القناة: البئر. .
20. الفلج: الفوز والظفر. والافلات: التخلص من الشئ. .
21. الجندل: الحجارة. .
22. كذا في النسخ وفي المصدر " علقام " بدل " هشام ". .
23. الكثبان جمع الكثيب: التل من الرمل. .
24. المطمار: خيط للبناء يقدر به وكذا التر - بضم التاء - قال الفيض (ره) يعني انا نضع ميزانا لتولينا الناس وبرائتنا منهم وهو ما نحن عليه من التشيع، فمن استقام معنا عليه فهو ممن توليناه ومن مال عنه وعدل فنحن منه براء كائنا من كان. .
25. اي يرجعون. .
26. كرام لقب عبد الكريم بن عمرو الخثعمي. .
27. قال ابن الأثير: يعني الخبز الحواري. والحواري: الدقيق الأبيض. .
28. الخطم من كل دابة: مقدم أنفه وفمه. .
29. وزاد في المصدر بعد الآية قوله: " قلت أشهد انك حجة الله وابن حجته في عباده وخلقه " .
30. أربع على نفسك اي توقف. .
31. السمت: حسن النحو في مذهب الدين، يقال فلان حسن السمت اي حسن القصد والمذهب في دينه ودنياه. .
32. كذا في النسخ والمصدر ولعله كناية. .
33. أذرته الريح اذراءا: أطارته وأذهبته. .
34. المبدح بمعنى الموسع وفي المصدر: " مبدح واسع البطن " .
35. اي لا بالطويل ولا بالقصير بل بينهما. .
36. العتو: الاستكبار. .
37. " تعالى الله عليه " اي استولى عليه، وأذله بتمكنه وقدرته. .
38. اي مللتكم ومللتموني. .
39. وفي تفسير العياشي: " ما بالكن لا تجبن صالح " .
40. تمرغ في التراب: تقلب. .
41. ندبه للامر فانتدب له اي دعاه له فأجاب. .
42. شقراء اي شديد الحمرة، وبراء اي كثير الوبر، حشراء اي اتى على حملها عشرة أشهر. .
43. اي انشق الجبل شقا. .
44. الفصيل: ولد الناقة. .
45. الثاغية: الشاة. والراغية: البعير. وقولهم " ماله ثاغية ولا راغية " اي ماله شاة ولا ناقة، وفي بعض النسخ " فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية، والنعيق: صوت الراعي نفسه قال المجلسي (ره) في مرآة العقول: اي لم تبق منهم جماعة يأتي منهم النعيق والرعي، لكن الأول أظهر وهو الموجود في روايات العامة أيضا في تلك القصة. .
46. " انما ذكرنا هذا الحديث هنا وإن كان محله العنكبوت لشرحه: ما سبقكم بها من أحد من العالمين - وبيانه ما دعاهم إليه، وستقف في هود انشاء الله على أن الداعي لهم إلى ذلك هو البخل، وستقف على هذا الحديث في محله من العنكبوت انشاء الله تعالى، منه عفى عنه ". (عن هامش بعض النسخ). .
47. الآجام جمع الأجمة - محركة -: الشجر الكثير الملتف، وغياض جمع الغيضة: مجتمع الشجر في مغيض ماء. .
48. بصبص الكلب وتبصبص: حرك ذنبه، والتبصبص: التملق. .
49. المدرعة: هو الثوب من الصوف يتدرع به. .
50. وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " شعبتان " بدل " شفتان " وكذا فيما يأتي. .
51. العوسجة واحدة العوسج: من شجر الشوك له ثمر مدور ويكون غالبا في السباخ ويقال للمظيم منه الغرقد. .
52. لتروع أي لتخوف. وتلقف أي تلقم. .
53. وفي المصدر " شعبتان " بدل " شفتان " كما مر عن تفسير العياشي. .
54. اي انصب وعليهم. .
55. جمع البشرة ظاهر وجلد الانسان. .
56. حشد عليه القوم: اجتمعوا. .
57. اي تضيقت بهم المحافل. .
58. الفرائص جمع الفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف التي لا تزال ترعد من الدابة كما عن الأصمعي، وقيل: الفريصة لحمة بين الثدي والكتف، يقال: ارتعدت فريصته اي فزع. .
59. اي دخل فيه وغاب. .
60. اي أسفله. .
61. وفي المصدر بعد قوله: صعقا. يعني ميتا فكان عقوبته الموت ثم أحياه الله وبعثه وتاب عليه فقال سبحانك.. اه. .
62. وفي المصدر: " أول مؤمن آمن بك.. اه ". .
63. الكوة: الخرق الصغير في الحائط. .
64. ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر. .
65. بنو علات - بفتح المهملة وتشديد اللام -: اي أولاد أمهات شتى من أب واحد. .
66. الصيرة: حظيرة تتخذ من الحجارة وأغصان الشجر للغنم والبقر. .
67. الذبان - بالكسر والتشديد -: جمع ذباب، قال الفيض (ره): وكنى بابن آكلتها عن سلطان الوقت، فإنهم كانوا في الجاهلية يأكلون من كل خبيث نالوه. .
68. هجرت - بتشديد الجيم - اي خرجت وقت الهاجرة وهي شدة الحر. .
69. وفي بعض النسخ " من الزهرية " ولعله مصحف. .
70. كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " قال: اعرف خيرهم وسيدهم ورشيدهم... اه ". .
71. وفي نسخة " بالعربية " عوض " بالعبرانية ". .
72. وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 269 ولعله كرره هنا لما بينه وبين الحديث الآتي من المناسب في المعنى أو غير ذلك. .
73. تحجر ما وسعه الله اي ضيقه على نفسه. .
74. الفظ: السئ الخلق الخشن الكلام، وصخب الرجل: صات شديدا فهو صخاب ورنن الرجل - بتشديد النون -: صاح، والخنى: الفحش في الكلام. .
75. كذا في النسخ واستظهر في هامش العيون ان الأصل " فيه " بالباء الموحدة. .
76. برة على ما قيل: أصلها بارة اسم مريم عليها السلام: وقال الطريحي (ره): برة - بالباء الموحدة التحتانية والراء المهملة المشددة على ما صح من النسخ -: أحد أوصياء الأنبياء المتأخرين عن نوح (ع). .
77. الرنة: الصيحة. .
78. الحندس - بكسر الحاء -: المظلم. .
79. أيلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: آخر الحجاز وأول الشام وحكى عن بعض انه: قال: سميت بايلة بنت مدين بن إبراهيم. .
80. النادي: مجلس القوم ومتحدثهم نهارا. .
81. من البيتوتة .
82. الجراري جمع الجري - بتشديد الراء والياء كسكيت -: بمعنى الجريث: ضرب من السمك يشبه الحيات، ويقال له بالفارسية " مار ما هي " .
83. قارف الذنب: قاربه. خالطه. .
84. ولذلك قيل: صمت العارف أبلغ من نطق غيره. .
85. الأجاج: الشديد الملوحة. .
86. الأجيج: ملتهب النار. .
87. قال الجوهري في الصحاح نعمان - بالفتح - واد في طريق الطائف يخرج إلى عرفات. .
88. اي جئت بمسألة معضلة مشكلة. .
89. اي ظهر لهم حتى رأوه. .
90. وفي المصدر: " ومن ذلك المكان ". .
91. وفي المصدر: " لمن وافاه ". .
92. وفي بعض النسخ " والالتماس " مكان " والاستلام ". .
93. اي في الدعاء عند استلام الحجر. .
94. انخفر: نقض العهد والغدر. .
95. التائه: المتحير. .
96. اصطكت اي ارتعدت والفريصة: اللحمة بين الجنب والكتف وقد مر أيضا. .
97. مغيرة بن شبعة بن عامر بن مسعود الثقفي الكوفي صحابي مات سنة خمسين من الهجرة النبوية وهو يومئذ بن سبعين سنة، ولاه عمر بن الخطاب البصرة ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا فعزله ثم ولاه الكوفة، فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها ثم عزله وولاه معاوية الكوفة، فلم يزل عليها إلى أن مات وقد ورد في ذمه روايات كثيرة ذكر بعضها في تنقيح المقال فراجع ان شئت. .