قال عز من قائل: ﴿قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما انزل إليكم﴾
302 - في مجمع البيان قال ابن عباس جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا ألست تقربان التوراة من عند الله؟قال بلى قالوا فانا نؤمن بها ولا نؤمن بما عداها فنزلت الآية.
303 - في تفسير العياشي عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة) إلى (طغيانا وكفرا) قال هو ولاية أمير المؤمنين عليه السلام.
304 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد القمي عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل وحسبوا الا تكون فتنة قال حيث كان النبي صلى الله عليه وآله بين أظهرهم فعموا وصموا حيث قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تاب الله عليهم حيث قام أمير المؤمنين عليه السلام قال ثم عموا وصموا إلى الساعة.
305 - في تفسير العياشي عن زرارة قال كتبت إلى أبي عبد الله عليه السلام مع بعض أصحابنا فيما يروى الناس عن النبي صلى الله عليه وآله انه من أشرك بالله فقد وجبت له النار، وان لم - يشرك بالله فقد وجبت له الجنة، قال: اما من أشرك بالله فهذا الشرك البين وهو قول الله: من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) واما قوله: ومن لم يشرك بالله فقد وجبت له الجنة قال أبو عبد الله عليه السلام ههنا النظر هو من لم يعص الله.
306 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم) اما المسيح فعصوه و عظموه في أنفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلاثة، وطائفة منهم قالوا: هو الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
307 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وقال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام.
308 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام: واما هفوات الأنبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلايل على حكمة الله عز وجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لأنه علم أن براهين الأنبياء عليهم السلام تكبير في صدور أممهم، وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذي كان من النصارى في ابن مريم، فذكر دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عز وجل، ألم تسمع إلى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه وفى أمه: (كانا يأكلان الطعام) يعنى من أكل الطعام كان له ثقل ومن كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم.
309 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي قال: حدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قوم من الشيعة يدخلون في اعمال السلطان ويعملون لهم ويحبون لهم ويوالونهم؟قال: ليس هم من الشيعة، ولكنهم من أولئك ثم قرأ أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم إلى قوله ولكن كثيرا منهم فاسقون قال: الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى.
310 - حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك بن هارون عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما بلغ أمير المؤمنين عليه السلام أمر معاوية وانه في مائة الف قال: من أي القوم؟قالوا: من أهل الشام قال عليه السلام لا تقولوا من أهل الشام ولكن قولوا من أهل الشوم، هم من أبناء مصر لعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
311 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم) قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى بن مريم عليهما السلام.
312 - في كتاب ثواب الأعمال باسناده قال: قال علي عليه السلام: لما وقع التقصير في بني إسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا يمنعه من ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، حتى ضرب الله عز وجل قلوب بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عز وجل: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) إلى آخر الآية.
313 - في تفسير العياشي عن محمد بن الهيثم التميمي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون قال: اما انهم لم يكونوا يدخلون مداخلتهم ولا يجلسون مجالستهم ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في وجوههم وأنسوا بهم.
314 - في تفسير علي بن إبراهيم (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) قال: كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ويأتون النساء أيام حيضهن، ثم احتج الله على المؤمنين الموالين الكفار ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم إلى قوله: ولكن كثيرا منهم فاسقون فنهى الله عز وجل ان يوالي المؤمن الكافر الا عند التقية.
315 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام اما داود عليه السلام فإنه لعن أهل أيلة لما اعتدوا في سبتهم، وكان اعتداؤهم في زمانه، فقال اللهم ألبسهم اللعنة مثل الرداء ومثل المنطقة على الحقوين (1) فمسخهم الله قردة، واما عيسى فإنه لعن الذين أنزلت عليهم المائدة، ثم كفروا بعد ذلك، قوله: (ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا) وقال أبو جعفر عليه السلام يتولون الملوك الجبارين، ويزينون لهم أهواءهم ليصيبوا من دنياهم.
316 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى فإنه كان سبب نزولها انه لما اشتدت قريش في اذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله صلى الله عليه وآله أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر بن أبي طالب ان يخرج معهم، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة ابن الوليد إلى النجاشي ليردهم إليهم، وكان عمرو وعمارة متعاديين، فقالت قريش: كيف نبعث رجلين متعاديين؟فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة، وبرئت بنو سهم من جناية عمرو بن العاص، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص قل لأهلك تقبلني، فقال عمرو: أيجوز هذا سبحان الله؟فسكت عمارة فلما انتشا عمرو وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحر فتشبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه وأخرجوه فوردوا على النجاشي وقد كانوا حملوا إليه هدايا فتقبلها منهم فقال عمرو - بن العاص: أيها الملك ان قوما منا خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا إليك فردهم إلينا، فبعث النجاشي إلى جعفر فجاءه فقال: يا جعفر ما يقول.
هؤلاء؟فقال جعفر: أيها الملك وما يقولون؟قال يسئلون ان أردكم إليهم، قال: أيها الملك سلهم أعبيد نحن لهم؟فقال عمرو: لابل أحرار كرام، ثم قال: فسلهم ألهم علينا ديون يطالبونا بها؟قال: لامالنا عليكم ديون، قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبونا بذحول (2) فقال عمرو: لا، قال.
فما تريدون منا؟آذيتمونا فخرجنا من بلادكم، فقال عمرو بن العاص أيها الملك خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرقوا جماعتنا فردهم إلينا ليجمع أمرنا فقال جعفر، نعم أيها الملك خالفناهم بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الأنداد وترك الاستقسام بالأزلام وأمرنا بالصلاة والزكاة.
وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها.
و الزنا والربا والميتة والدم ولحم الخنزير وأمرنا بالعدل والاحسان، وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، فقال النجاشي، بهذا بعث الله عيسى بن مريم عليهما السلام ثم قال النجاشي.
يا جعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟قال.
نعم فقرء عليه سورة مريم فلما بلغ إلى قوله، (وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربي وقري عينا) فلما سمع النجاشي بهذا بكى بكاءا شديدا وقال، هذا والله هو الحق فقال عمرو بن العاص، أيها الملك ان هذا مخالف لنا فرده إلينا، فرفع النجاشي يده فضرب بها وجه عمرو ثم قال اسكت والله لئن ذكرته بسوء لأفقدنك نفسك.
فقام عمرو ابن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول: إن كان هذا كما يقول أيها الملك فانا لا نتعرض له وكانت على رأس النجاشي وصيفة (3) له تذب عنه، فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميلا فأحبته فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزلة قال لعمارة: لو راسلت جارية الملك؟فراسلها فأجابته، فقال عمرو.
قل لها تبعث إليك من طيب الملك شيئا فقال لها فبعثت إليه فأخذ عمرو من ذلك الطيب وكان الذي فعل به عمارة في قلبه حين ألقاه في البحر، فأدخل الطيب على النجاشي فقال.
أيها الملك ان حرمة الملك عندنا وطاعته علينا وما يكرمنا إذ دخلنا بلاده ونأمن منه الا نغشه ولا نريبه وان صاحبي هذا الذي معي قد راسل حرمتك وخدعها وبعثت إليه من طيبك، ثم وضع الطيب بين يديه فغضب النجاشي وهم بقتل عمارة ثم قال.
لا يجوز قتله فإنهم دخلوا بلادي بأمان.
فدعى النجاشي السحرة فقال لهم.
اعملوا به شيئا أشد عليه من القتل.
فأخذوه ونفخوا في أحليله الزيبق، فصار مع الوحش يغدو ويروح وكان لا يأنس بالناس، فبعث قريش بعد ذلك فكمنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه، فما زال يضطرب في أيديهم ويصيح حتى مات، ورجع عمر والى قريش فأخبرهم ان جعفرا في أرض الحبشة في أكرم كرامة، فلم يزل بها حتى هادن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قريشا وصالحهم وفتح خيبرا، فوافى بجميع من معه وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبد الله بن جعفر، وولد للنجاشي ابن فسماه النجاشي محمدا وكانت أم حبيب بنت أبي سفيان تحت عبد الله.
فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله إلى النجاشي يخطب أم حبيب.
فبعث إليها النجاشي.
فخطبها لرسول الله فأجابته فزوجها منه وأصدقها أربعمائة دينار، وساقها عن رسول الله، وبعث إليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وبعث إليه بمارية القبطية أم إبراهيم، وبعث إليه بثياب وطيب وفرس، وبعث ثلثين رجلا من القسيسين، فقال لهم.
انظروا إلى كلامه والى مقعده ومشربه ومصلاه، فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله إلى الاسلام وقرأ عليهم القرآن: (وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك) إلى قوله.
(فقال الذين كفروا ان هذا الا سحر مبين) فلما سمعوا ذلك من رسول الله بكوا وآمنوا ورجعوا إلى النجاشي فأخبروه خبر رسول الله وقرأوا عليه ما قرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
فبكى النجاشي وبكى القسيسون، وأسلم النجاشي ولم يظهر للحبشة اسلامه وخافهم على نفسه فخرج من بلاد الحبشة يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما عبر البحر توفى فأنزل الله على رسوله (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) إلى قوله: ذلك جزاء المحسنين).
317 - في تفسير العياشي عن مروان عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر النصارى وعداوتهم فقال قول الله: ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون قال أولئك كانوا قوما بين عيسى ومحمد ينتظرون مجئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم
318 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن الحسن بن علي عليهما السلام حديث طويل يقول فيه لمعاوية وأصحابه، أنشدكم بالله أتعلمون ان عليا أول من حرم الشهوات كلها على نفسه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل عز وجل: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون.
319 - في مجمع البيان وقد روى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأكل الدجاج والفالوذ وكان يعجبه الحلو والعسل، وقال: ان المؤمن حلو يحب الحلاوة، وقال: في بطن المؤمن زاوية لا يملأها الا الحلو.
320 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: (يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن بعض رجاله عن أبي - عبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين وبلال وعثمان بن مظعون فاما أمير المؤمنين عليه السلام فحلف أن لا ينام بالليل أبدا واما بلال فإنه حلف ان لا يفطر بالنهار ابدا، واما عثمان، بن مظعون فإنه حلف ان لا ينكح ابدا، فدخلت امرأة عثمان على عايشة وكانت امرأة جميلة، فقالت عايشة: مالي أراك متعطلة؟فقالت: ولمن أتزين؟فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا فإنه قد ترهب ولبس المسوح (4) وزهد في الدنيا، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرته عايشة بذلك، فخرج فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال.
ما بال أقوام يحرمون على أنفسهم الطيبات، الا انى أنام الليل وانكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنتي فليس منى، فقام هؤلاء فقالوا: يا رسول الله قد حلفنا على ذلك، فأنزل الله: لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفارة ايمانكم إذا حلفتم الآية.
321 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (لا يؤاخذكم الله اللغو في ايمانكم) قال: هو لا والله وبلى والله.
322 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قوله (لا يؤاخذ - كم الله باللغو في ايمانكم) قال: هو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد عليها ولا يعقد قلبه على شئ.
323 - في الكافي علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول في قول الله عز وجل (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم) قال اللغو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على شئ.
324 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي ابن النعمان عن سعيد الأعرج قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن تركها أفضل، وان لم يتركها خشي أن يأثم؟أيتركها؟فقال أما سمعت قول رسول الله صلى الله عليه وآله إذا رأيت خيرا من يمينك فدعها،
325 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فأتى ذلك فهو كفارة يمينه وله حسنة.
326 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال لا حنث ولا كفارة على من حلف تقية، يدفع بذلك ظلما عن نفسه.
327 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال لا يمين لولد مع والده، ولا للمرأة مع زوجها
328 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال الايمان ثلاثة يمين ليس فيها كفارة ويمين فيها كفارة ويمين غموس توجب النار: فاليمين التي ليس فيها كفارة، الرجل يحلف على باب بر ان لا يفعله فكفارته ان يفعله، واليمين التي تجب فيها الكفارة: الرجل يحلف على باب معصية لا يفعله فيفعله فتجب عليه الكفارة، واليمين الغموس التي توجب النار: الرجل يحلف على حق امرء مسلم على حبس ماله.
329 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابن مسكان عن حمزة بن حمران عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام أي شئ الذي فيه الكفارة من الايمان؟فقال ما حلفت عليه مما فيه البر فعليه الكفارة إذا لم تف به وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة إذا رجعت عنه وما كان سوى ذلك مما ليس فيه بر ولا معصية فليس بشئ.
330 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في كفارة اليمين عتق رقبة أو اطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم، والوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم، والصدقة مد من حنطة لكل مسكين: والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام لقول الله عز وجل: فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام.
331 - على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ما شاء.
332 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول إن الله فوض إلى الامام في المحارب أن يصنع ما شاء، وقال: كل شئ في القرآن (أو) فصاحبه فيه بالخيار.
333 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: من أوسط ما تطعمون أهليكم قال: هو كما يكون أنه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد، ومنهم من يأكل أقل من المد فبين ذلك، وان شئت جعلت لهم ادما، والأدم أدناه ملح، وأوسطه الخل و الزيت وأرفعه اللحم.
334 - على عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن (أوسط ما تطعمون أهليكم) فقال: ما تقوتون به عيالكم من أوسط ذلك، قلت: وما أوسط ذلك؟فقال: الخل والزيت والتمر والخبز لتتبعهم به مرة واحدة قلت (كسوتهم)؟قال: ثوب واحد.
335 - في مجمع البيان (أو كسوتهم) الذي رواه أصحابنا ان لكل واحد ثوبين مئزرا وقميصا، وعند الضرورة يجزى قميص واحد.
336 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن كفارة اليمين في قوله: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام) ما حد من لم يجد وان الرجل يسأل في كفه وهو يجد؟فقال: إذا لم يكن عنده فضل عن قوت عياله فهو ممن لم يجد.
337 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل صوم يفرق فيه الا ثلاثة أيام في كفارة اليمين.
338 - وعنه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: صيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين متتابعات لا يفصل بينهن.
339 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن أبان عن الحسن بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السبعة الأيام والثلاثة الأيام في الحج لا تفرق انما هي بمنزلة الثلاثة الأيام في اليمين،
340 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن أحمد بن النضر عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وآله انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه قيل: يا رسول الله ما الميسر؟فقال كل ما تقومر به حتى الكعاب والجوز قيل فما الأنصاب قال: ما ذبحوا لآلهتهم قيل فما الأزلام؟قال: قداحهم التي يستقسمون بها.
341 - بعض أصحابنا مرسلا قال: إن أول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عز وجل (يسئلونك عن الخمر والميسر) الآية ثم انزل الله عز وجل آية أخرى (انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فكانت هذه الآية أشد من الأولى وأغلظ في التحريم ثم ثلث آية أخرى فكانت أغلظ من الأولى والثانية وأشد فقال الله عز وجل: انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون فأمر الله عز وجل باجتنابها وفسر عللها التي لها ومن اجلها حرمها.
342 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام) اما الخمر فكل مسكر من الشراب إذا خمر فهو خمر، وما اسكر كثيره فقليله حرام، وذلك أن أبا بكر شرب قبل ان تحرم الخمر فسكر فجعل يقول الشعر ويبكى على قتلى المشركين من أهل بدر، فسمع النبي صلى الله عليه وآله فقال: اللهم أمسك على لسانه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر، فأنزل الله تحريمها بعد ذلك.
وانما كانت الخمر يوم حرمت بالمدينة فضيخ البسر والتمر (5) فلما نزل تحريمها خرج رسول الله صلى الله عليه وآله فقعد في المسجد ثم دعا بآنيتهم التي كانوا ينبذون فيها فكفاها كلها وقال: هذه كلها خمر وقد حرمها الله، فكان أكثر شئ كفى في ذلك يومئذ من الأشربة الفضيخ، ولا أعلم أكفى يومئذ من خمر العنب شئ الا اناء واحدا كان فيه زبيب وتمر جميعا، فأما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة منه شئ حرم الله الخمر قليلها وكثيرها وبيعها وشراءها والانتفاع بها.
343 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه، فان عاد فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه، قال: حق على الله أن يسقى من شرب الخمر مما يخرج من فروج المومسات والمومسات الزواني بخرج من فروجهن صديد والصديد قيح ودم غليظ مختلط يؤذى أهل النار حره ونتنه.
344 - و قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرب الخمر لم يقبل منه صلاة أربعين ليلة، فان عاد فأربعين ليلة من يوم شربها، فان مات في تلك الأربعين ليلة من غير توبة سقاه الله يوم القيامة من طينة خبال (6) وسمى المسجد الذي قعد فيه رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أكفيت الأشربة مسجد الفضيخ من يومئذ، لأنه كان أكثر شئ اكفى من الأشربة الفضيخ، واما الميسر فالنرد والشطرنج وكل قمار ميسر، واما الأنصاب فالأوثان التي كان يعبدها المشركون، واما الأزلام فالقداح التي كانت تستقسم بها مشركوا العرب في الأمور في الجاهلية، كل هذا بيعه وشراؤه و الانتفاع بشئ من هذا حرام من الله محرم وهو رجس من عمل الشيطان، وقرن الله الخمر والميسر مع الأوثان.
345 - في مجمع البيان وقال الباقر عليه السلام: يدخل في الميسر اللعب بالشطرنج والنرد وغير ذلك من أنواع القمار، حتى أن لعب الصبيان بالجوز من القمار وقال ابن عباس يريد بالخمر جميع الأشربة التي تسكر، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الخمر من تسع من التبع وهو العسل، ومن العنب ومن الزبيب ومن التمر ومن الحنطة ومن الذرة والشعير والسلت (7) وقال: في الميسر يريد القمار ونهى عن أشياء كثيرة، انتهى كلام ابن عباس.
346 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى الصادق عليه السلام أنه قال في حديث طويل في تعدد الكبائر وبيانها من كتاب الله: وشرب الخمر لان الله عز وجل عدل بها عبادة الأوثان.
347 - في عيون الأخبار باسناده إلى الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا الا بتحريم الخمر.
348 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله في الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمول إليه وبايعها ومشتريها وآل ثمنها.
349 - وعن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال في حديث والبراءة من الأنصاب والأزلام وأئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة.
350 - في عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال.
351 - في تفسير العياشي عن الهشام عن الثقة رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام انه قيل له: روى عنكم ان الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟فقال: ما كان الله ليخاطب خلقه بذا لا يعقلون.(8).
352 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين فقال: اما والله ما هلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا عليه السلام إلا في ترك ولايتنا وجحود حقنا، وما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الدنيا حتى الزم رقاب هذه الأمة حقنا، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.
353 - في تفسير علي بن إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: انه سيكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينا هم كذلك إذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم حتى آثروا وقالوا: ان السبت لنا حلال وانما كان حرام على أولنا، وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت فاما نحن فليس علينا حرام، وما زلنا بخير منذ استحللناه وقد كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم أخذهم الله ليلا وهم غافلون، فهو قوله: فاحذروه ان يحل بكم مثل ما حل بمن تعدى وعصى، فلما نزل تحريم الخمر والميسر والتشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين والأنصار: يا رسول الله قتل أصحابنا وهم يشربون الخمر وقد سماه الله رجسا وجعلها من عمل الشيطان، وقد قلت ما قلت، فيضر أصحابنا ذلك شيئا بعد ما ماتوا؟فأنزل الله: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) الآية فهذا لمن مات وقتل قبل تحريم الخمر، والجناح هو الاثم على من شربها بعد التحريم.
354 - في الكافي يونس عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الحد في الخمر ان شرب منها قليلا أو كثيرا، قال: ثم قال اتى عمر بقدامة بن مظعون قد شرب الخمر وقامت عليه البينة، فسأل أمير المؤمنين عليه السلام فأمره أن يجلده ثمانين، فقال قدامة: يا أمير المؤمنين ليس على حد أنا من أهل هذه الآية (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) قال فقال علي عليه السلام لست من أهلها ان طعام أهلها لهم حلال ليس يأكلون ولا يشربون الا ما أحله الله لهم، ثم قال علي عليه السلام ان الشارب إذا شرب لم يدر ما يأكل ولا ما يشرب فاجلدوه ثمانين جلدة.
355 - في مجمع البيان وروى أن قدامة بن مظعون شرب الخمر في أيام عمر بن الخطاب فأراد عمر أن يدر عنه الحد، فقال علي عليه السلام: أديروه على الصحابة فإن لم يسمع أحدا منهم قرأ عليه آية التحريم فادرؤا عنه الحد، وإن كان قد سمع فاستتيبوه وأقيموا عليه الحد، فإن لم يتب وجب عليه القتل.
356 - في الكافي علي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم قال: حشر عليهم الصيد في كل مكان حتى دنا منهم ليبلوهم الله به.
357 - علي بن إبراهيم عن حماد بن عيسى وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله أيديكم ورماحكم) قال: حشرت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم.
358 - في مجمع البيان (تناله أيديكم ورماحكم) قيل فيه أقوال أحدها: ان المراد تحريم صيد البر، والذي تناله الأيدي فراخ الطير وصغار الوحوش والبيض، والذي تناله الرماح الكبار من الصيد، وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
1- الذحل: الثار.
2- الوصيفة: الخادمة.
3- المسوح جمع المسح -: بالكسر -: الكساء من شعر يلبس قهرا للجسد.
4- الفضيخ: الشراب المتخذ من التمر و غيره.
5- الخبال: السم القاتل.
6- السلت: الشعير لا قشر له.
7- وفى المصدر (بما لا يعقلون).
8- السقاء - ككتاب -: جلد السخلة إذا جذع يكون للماء واللبن وتوهي السقا أي تخرقه.