قال عز من قائل: ﴿وان كنتم جنبا فاطهروا﴾
80 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال سألته متى يجب الغسل على الرجل والمرأة؟فقال إذا أدخله فقد وجب الغسل والمهر والرجم.
81 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان متى يجب الغسل؟فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل فقلت: التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة؟قال: نعم.
82 - في من لا يحضره الفقيه جاء نفر من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال: لأي شئ أمر الله تعالى بالاغتسال من الجنابة ولم يأمر بالغسل من الغايط والبول؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان آدم لما أكل من الشجرة دب (1) ذلك في عروقه وشعره وبشره فإذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق وشعرة في جسده، فأوجب الله عز وجل على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول يخرج من فضلة الشراب الذي يشربه الانسان.
والغائط يخرج من فضلة الطعام الذي يأكله الانسان فعليه في ذلك الوضوء، قال اليهودي: صدقت يا محمد.
83 - في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: فرض الله الغسل على الوجه والذراعين والمسح على الرأس والقدمين فلما جاء حال السفر والمرض والضرورة وضع الله الغسل وأثبت الغسل مسحا، فقال وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغايط أو لامستم النساء إلى وأيديكم منه.
84 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال ملامسة النساء هو الايقاع بهن.
85 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن التيمم فتلا هذه الآية (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) وقال فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) قال فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، وقال: (وما كان ربك نسيا).
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للوضوء والغسل والتيمم مسائل كثيرة ولها مدارك من السنة وغيرها وقد بينها الأصحاب رضوان الله عليهم في محالها.
86 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به قال: لما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم بالولاية قالوا: سمعنا وأطعنا ثم نقضوا ميثاقه.
87 - في مجمع البيان (وميثاقه الذي واثقكم به) قيل فيه أقوال: إلى قوله: وثانيها، ان المراد بالميثاق ما بين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات وكيفية الطهارة وفرض الولاية وغير ذلك عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام.
88 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا: الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه.
89 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم يعنى نقض عهد أمير المؤمنين وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه قال: من نحى أمير المؤمنين عليه السلام عن موضعه، والدليل على أن الكلمة أمير المؤمنين قوله: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) يعنى به الإمامة قوله ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح قال منسوخة بقوله (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).
90 - في الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن خالد عمن ذكره عن أبي الربيع الشامي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: لا تشتر من السودان أحدا، فإن كان لابد فمن النوبة فإنهم من الذين قال الله عز وجل: ومن الذين قالوا انا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به اما انهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم عليه السلام منا عصابة منهم، ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء.
91 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قال يبين النبي صلى الله عليه وآله مما أخفيتموه مما في التوراة من اخباره ويدع كثيرا لا يبينه قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يعنى بالنور أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.
قال مؤلف هذا الكتاب، ستسمع إن شاء الله في هذه الورقة عن قريب عند قوله تعالى.
(يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر) عن أبي جعفر عليه السلام حديثا طويلا وفيه سبب نزول هذه الآية.
92 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال رن (2) إبليس أربع رنات أولهن يوم لعن، وحين اهبط إلى الأرض، وحين بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على حين فترة من الرسل (الحديث).
93 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب الملل و المقالات قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وأنت قرأ: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله سلم؟قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى وأيامه هي الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت ان عيسى لم يخالف السنة، وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله إليه، وفى الإنجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب والفار قليطا جائى من بعده، وهو الذي يخفف الآصار ويفسر لكم كل شئ، ويشهد لي كما شهدت له، أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل، أتؤمن بهذا في الإنجيل؟قال: نعم لا أنكره.
94 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عبد العظيم بن عبد الله قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يخطب بهذه الخطبة: الحمد لله العالم بما هو كائن إلى أن قال عليه السلام، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى وبعثه بالهدى أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدى والبينات.
95 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: ابتعثه على حين فترة من الرسل وهداة من العلم واختلاف من الملل وضلال عن الحق وجهالة بالرب، وكفر بالبعث والوعد.
96 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال: سأل: نافع بن الأزرق أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام فقال أخبرني كم بين عيسى ومحمد من سنة؟فقال: أخبرك بقولي أو بقولك؟قال: اخبرني بالقولين جميعا، قال: اما بقولي فخمسمأة، واما بقولك فستمأة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن ابن محبوب عن أبي حمزة ثابت بن دينار الثمالي وأبو منصور عن أبي الربيع مثله.
97 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأحمد بن محمد الكوفي عن علي بن عمرو بن أيمن جميعا عن محسن بن أحمد بن معاذ عن أبان بن عثمان عن بشير النبال عن أبي عبد الله عليه السلام قال بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا إذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها، ثم قال: ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
98 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الوليد الخزاز والسندي بن محمد البزاز جميعا عن محمد بن أبي عمير عن أبان بن عثمان الأحمر عن بشير النبال عن أبي جعفر الباقر وأبى عبد الله الصادق عليهما السلام قالا: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها مرحبا بابنة أخي فصافحها وأدناها وبسط لها رداه، ثم أجلسها عليه إلى جنبه، ثم قال هذه ابنة نبي ضيعه قومه خالد بن سنان العبسي وكان اسمها محياة بنت خالد بن سنان.
99 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثني عن إسماعيل بن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل قال فيه بعد أن ذكر عيسى ثم يحيى ثم العزير ثم دانيال عليهم السلام وملوك زمانهم، فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلاثة وستين سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام، وملك بعده بهرام بن بهرام ستا وعشرين سنة، وولى أمر الله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلك الزمان ولا أن يتعلقوا به وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين، وفى زمانه انقطعت الرسل وكانت الفترة وولى أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون، فلما أراد الله عز وجل أن يقبضه أوحى إليه في منامه ان استودع نور الله وحكمته ابنه انشوا بن مكيخا، وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد صلى الله عليه وآله أربعمائة سنة وثمانين سنة، وأولياء الله يومئذ في الأرض ذرية انشوا بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار.
100 - وباسناده إلى مقاتل بن سليمان بن دواك رووا عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديثا طويلا وفى آخره يقول صلى الله عليه وآله وسلم: وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر إلى سليمة: وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ودفعها إلى بردة وأنا أدفعها إليك يا علي.
وقال الصدوق في هذا الكتاب يعنى الفترة انه لم يكن بينهما رسول ولا نبي ولا وصى ظاهر مشهور كمن كان قبله، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل: ان الله عز وجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم على حين فترة من الرسل من الأنبياء والأوصياء، ولكن قد كان بينه وبين عيسى عليهما السلام أنبياء وأئمة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسي نبي لا يدفعه دافع، ولا ينكره منكر، لتواطى الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرتهم عندهم، وكان بين مبعثه وبين مبعث نبيا صلى الله عليه وآله خمسون سنة.
101 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال، سألته هل سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الأطفال؟فقال.
قد سأل، فقال، الله اعلم بما كانوا عاملين ثم قال، يا زرارة وهل تدرى قوله، الله اعلم بما كانوا عاملين؟قلت، لا قال، لله فيهم المشية، انه إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الأطفال والذي مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذي أدرك النبي صلى الله عليه وآله وهو لا يعقل، والأصم والأبكم الذي لا يعقل، والمجنون والأبله الذي لا يعقل، وكل واحد منهم يحتج على الله عز وجل فيبعث الله إليهم ملكا من الملائكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله إليهم ملكا فيقول لهم، ان ربكم يأمركم أن تثبتوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وأدخل الجنة، ومن تخلف عنها دخل النار.
102 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عمن مات في الفترة وعمن لم يدرك الحنث والمعتوه؟فقال، يحتج الله عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى قال: ها أنتم قد أمرتكم فعصيتموني.
103 - وبهذا الاسناد قال: ثلاثة تحتج عليهم الأبكم والطفل ومن مات في الفترة؟فترفع لهم نارا فيقال لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن أبى قال الله تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتموني.
104 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أهوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألوا عن تأدية الرسالات التي حملوها إلى أممهم فأخبروا انهم قد أدوا ذلك إلى أممهم، وتسأل الأمم فيجحدوا كما قال الله: (فلنسألن الذين ارسل إليهم ولنسئلن المرسلين) فيقولون: (ما جاءنا من بشير ولا نذير) فتتشهد الرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيشهد بصدق الرسل وتكذيب من جحدها من الأمم، فيقول كل أمة منهم: بلى قد جاءنا بشير ونذير والله على كل شئ قدير) أي مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل إليكم رسالاتهم وكذلك قال الله تعالى لنبيه: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.
105 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: وقال عز وجل وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين جعل التوكل مفتاح الايمان والايمان قفل التوكل وحقيقة التوكل الايثار وأهل الايثار تقديم الشئ بحقه، ولا ينفك المتوكل في توكله من اثبات أحد الايثارين، فان آثر معلول التوكل وهو الكون حجب به وان آثر معلول علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه.
106 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه قال: قال علي عليه السلام لعمر بن الخطاب في أول جلوس أبى بكر: يا بن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله صلى الله عليه وآله تقدم لأرينك أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ثم التفت إلى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم الله لادخلت المسجد الا كما دخل أخواي موسى وهارون إذ قال له أصحابه فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون والله لا دخلته الا لزيارة رسول الله صلى الله عليه وآله أو لقضية أقضاها فإنه لا يجوز لحجة أقام رسول صلى الله عليه وآله ان يترك الناس في حيرة.
107 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام ان رأس المهدى (3) يهدى إلى موسى بن عيسى على طبق، قلت: فقد مات هذا وهذا؟قال: فقد قال الله ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم فلم يدخلوها ودخلها الأبناء، أو قال أبناء الأبناء، فكان ذلك دخولهم، فقلت: لو ترى ان الذي قال في المهدى وفى عيسى (4) يكون مثل هذا؟فقال: نعم يكون في أولادهم، فقلت: ما تنكران يكون ما قال في ابن الحسن يكون في ولده؟قال: ليس ذلك مثل ذا.
108 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام عن قوله (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها.
109 - عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لي: ان بني إسرائيل قال لهم: (ادخلوا الأرض المقدسة) فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم وعلى اتباعهم وعلى أبنائهم، وانما دخلها أبناء الأبناء.
110 - عن إسماعيل الجعفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أصلحك الله (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) أكان كتبها لهم؟قال: أي والله لقد كتبها لهم، ثم بدا له لا يدخلوها، قال: ثم ابتدأ هو فقال: ان الصلاة كانت ركعتين عند الله فجعلها للمسافر وزاد للمقيم ركعتين فجعلها أربعا.
111 - عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن قول الله (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لأبنائهم فدخلوها، والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
112 - عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) قال: كان في علمه انهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة ثم يدخلونها بعد تحريمها إياها عليهم.
113 - عن حريز عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة (5) حتى لا يخطون طريقهم، ولا يخطأكم سنة بني إسرائيل، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: قال موسى لقومه: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) فردوا عليه.
وكانوا ستمائة ألف فقالوا: (يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) أحدهما يوشع بن نون وكلا بن يافثا (6) قال: وهما ابن عمه فقالا: ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه إلى قوله: انا ههنا قاعدون قال: فعصى أربعون ألفا وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكلا بن يافثا، فسماهم الله فاسقين فقال: لا تأس على القوم الفاسقين فتاهوا أربعين سنة لأنهم عصوا، فكان حذو النعل بالنعل، ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض لم يكن على أمر الله الاعلى والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر، فمكثوا أربعين حتى قام على فقاتل من خالفه.
114 - عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: نعم الأرض الشام وبئس القوم أهلها وبئس البلاد مصرا ما انها سجن من سخط الله عليه: ولم يكن دخول بني إسرائيل مصر الامن سخطه ومن معصيته منهم لله، لان الله قال: (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الأرض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (7) ثم دخلوها أربعين سنة ثم قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام الامن بعد توبتهم ورضا الله عنهم.
115 - في قرب الإسناد للحميري أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال: قلنا له: ان أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة، قال: وكيف ذلك؟قلت: جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، قال: لا، لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل الا أدخلهم مصر، ولارضى عنهم الا أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى أن يخرج عظام يوسف منها، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغتسلوا رؤسكم بطينها، ولا تأكلوا في فخارها (8) فإنها تورث الذلة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
116 - في تفسير العياشي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام قال ذكر أهل مصر وذكر قوم موسى وقولهم: (اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون) فحرمها الله عليهم أربعين سنة وتيههم.
فكان إذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل الرحيل الوحا الوحا (9) فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس حتى إذا ارتحلوا واستوت بهم الأرض، قال الله تعالى للأرض ديري بهم فلا يزالوا كذلك حتى إذا أسحروا وقارب الصبح قالوا إن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فإذا أصبحوا اذاهم في منازلهم التي كانوا فيها بالأمس.
فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضللتم وأخطأتم الطريق، فلم يزالوا كذلك حتى اذن الله لهم فدخلوها وقد كان كتبها لهم.
117 - في الكافي علي بن إبراهيم عن ابن فضال عن محمد بن الحصين عن محمد بن الفضيل عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مات داود النبي صلى الله عليه يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها ومات موسى عليه السلام كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى وأي نفس لا تموت؟118 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وذكر فيه قلت: فأيهما مات قبل صاحبه؟قال: مات هارون قبل موسى عليهما السلام، وماتا جميعا في التيه.
119 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى حمزة عن أبي جعفر عليه السلام حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى بنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل،
120 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: أيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، ولم يقومن قوى عليكم لكنكم تهتم متاه بني إسرائيل، ولعمري ليضعفن لكم التيه من بعدى أضعافا، خلفتم الحق وراء ظهوركم، وقطعتم الأدنى ووصلتم الابعد.
121 - في روضة الكافي رفعه قال: إن موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى ان ابني آدم تواضعا في منزلة لينالا بها من فضلى ورحمتي، فقربا قربانا، ولا اقبل الا من المتقين فكان من شأنهما ما قد علمت فكيف تثق بالصحاب بعد الأخ والوزير، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
122 - في من لا يحضره الفقيه روى جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول - الله صلى الله عليه وآله وسلم ان أول ما يحكم الله عزو جل فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابنا آدم فيفصل بينهما، ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد من الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله، فيشخب دمه (10) في وجهه فيقول: أنت قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا.
123 - في مجمع البيان قالوا إن حوا امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت في أول بطن قابيل، وقيل قابين وتوأمته إقليما بنت آدم، والبطن الثاني هابيل وتوأمته ليوذا، فلما أدركوا جميعا أمر الله تعالى آدم ان ينكح قابيل أخت هابيل، وهابيل أخت قابيل، فرضى هابيل وأبى قابيل لان أخته كانت أحسنهما وقال: ما أمر الله بهذا ولكن هذا من رأيك، فأمرهما آدم أن يقربا قربانا، فرضيا بذلك فغدا هابيل وكان صاحب ماشية فأخذ من خير غنمه زبدا ولبنا، وكان قابيل صاحب زرع فأخذ من شر زرعه ثم صعدا فوضعا القربانين على الجبل، فأتت النار فأكلت قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل، فكان آدم غايبا بمكة عنهما خرج إليها ليزور البيت بأمر ربه، فقال قابيل: لا عشت يا هابيل في الدنيا وقد تقبل قربانك ولم يتقبل قرباني؟وتريد أن تأخذ أختي الحسناء وآخذ أختك القبيحة؟فقال له هابيل ما حكاء الله تعالى، فشدخه بحجر فقتله، روى ذلك عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام وغيره من المفسرين.
124 - وقد روت العامة عن جعفر الصادق عليه السلام قال: قتل قابيل هابيل وتركه بالعراء لا يدرى ما يصنع به، فقصده السباع فحمله في جراب على ظهره حتى أروح (11) وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى فتأكله، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه ثم ألقاه في الحفيرة وواراه وقابيل ينظر إليه فدفن أخاه.
125 - في تفسير العياشي عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك ان الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه؟فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد قال الناس في ذلك ولكن يا سليمان اما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لأرغب عن دين آدم فقلت جعلت فداك انهم يزعمون أن قابيل انما قتل هابيل لأنهما تغايرا على أختهما، فقال له: يا سليمان تقول هذا! اما تستحيي ان تروى هذا على نبي الله آدم؟فقلت: جعلت فداك فبم قتل قابيل هابيل؟فقال: في الوصية ثم قال لي.
يا سليمان ان الله تبارك و تعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الأعظم إلى هابيل، وكان قابيل أكبر منه، فبلغ ذلك قابيل.
فغضب فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية.
فأمرهما أن يقربا قربانا يوحى من الله إليه، ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله.
126 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه.
وسأله عن أول من قال الشعر؟فقال.
آدم عليه السلام.
قال: وما كان شعره؟قال.
لما أنزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل فقال آدم عليه السلام.
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح (12) تغير كل ذي لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح فأجابه إبليس لعنه الله تنح عن البلاد وساكنيها * فبى في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح وفيه ثم قام إليه رجل آخر فقال يا أمير المؤمنين اخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟قال: آخر أربعاء في الشهر، وهو محاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه.
127 - في كتاب الخصال عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين انى أسئلك عن أشياء، فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا فسأله عن أشياء فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن أول من قال الشعر؟وذكركما في عيون الأخبار، الا انه زاد لآدم بيتا ثالثا بعد البيتين وهو.
قتل قابيل هابيل أخاه * فوا أسفا على الوجه الفليح وأبدل المصراع الثاني من البيت الأول لإبليس لعنه الله بهذا المصراع * وبالفردوس ضاق بك الفسيح.
128 - عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وأسلم رأس الجالوت على يد علي عليه السلام من ساعته، فلم يزل مقيما حتى قتل أمير المؤمنين عليه السلام واخذ ابن ملجم لعنه الله فاقبل رأس الجالوت حتى وقف على الحسن عليه السلام والناس حوله، وابن ملجم لعنه الله بين يديه، فقال له: يا أبا محمد اقتله قتله الله فانى رأيت في الكتب التي أنزلت على موسى عليه السلام ان هذا أعظم عند الله جرما من ابن آدم قاتل أخيه، ومن القدار عافر ناقة ثمود.
129 - عن جعيد همدان قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت الأسفل من النار اثنى - عشر، ستة من الأولين ستة من الآخرين، ثم سمى الستة من الأولين ابن آدم الذي قتل أخاه وفرعون وهامان (الحديث)
130 - عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال في حديث طويل له مع ملك الروم وقد سأله عن سبعة أشياء خلقها الله لم تخرج من رحم آدم وحوا والغراب الذي بعثه الله يبحث في الأرض.
131 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام أنه قال: لما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الأرض فولد له هابيل وأخته توأم، وولد له قابيل وأخته توأم، ثم إن آدم أمر قابيل وهابيل ان يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه ما لم ينق (13) وكان كبش هابيل من أفضل غنمه، وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وهو قول الله عز وجل واتل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الاخر الآية وكان القربان إذا قبل تأكله النار، فعمد قابيل فبنى لها بيتا وهو أول من بنى للنار البيوت وقال، لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني، ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل انه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك، وان تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل، فلما رجع إلى آدم عليه السلام قال له: يا قابيل أين هابيل؟فقال، ما أدرى وما بعثتني را عياله، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا.
فقال لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم عليه السلام على هابيل أربعين ليلة، ثم إن آدم عليه السلام سأل ربه عز وجل ان يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله، لان الله عز وجل وهبه له فأحبه آدم عليه السلام حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم واستكمل أيامه أوحى الله تعالى إليه ان يا آدم انه قد انقضت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله وقال عليه السلام في هذا الحديث ثم إن هبة الله لما دفن آدم اتاه قابيل فقال له.
يا هبة الله انى قد رأيت آدم أبى قد خصك من العلم بما لم أخص به وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه.
وانك ان أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام مثله من غير تغيير مخل بالمعنى المقصود.
132 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر والدارم بن عمر عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
ان قابيل لما رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له إبليس: ان هابيل كان يعبد تلك النار فقال قابيل: لا أعبد النار التي عبدها هابيل ولكن أعبد نارا أخرى أقرب قربانا لها فتقبلا قرباني، فبنى بيوت النار فقرب ولم يكن له علم بربه عز وجل، ولم يرث منه ولده الا عبادة النيران.
133 - في كتاب ثواب الأعمال أبى ره قال: حدثني محمد بن القاسم عن محمد ابن علي الكوفي عن محمد بن مسلم الجبلي عن عبد الرحمن بن مسلم عن أبيه قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله على قاتله جميع الذنوب، وبرئ المقتول منها، وذلك قول الله عز وجل: انى أريد ان تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار.
134 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: ما علة الأضحية؟فقال: انه يغفر لصاحبها عند أول قطرة تقطر من دمها على الأرض وليعلم الله عز وجل من يتقيه بالغيب قال الله عز وجل: (لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) ثم قال: أنظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل.
135 - وباسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال؟قال علي عليه السلام: لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وانما قيل للحمار حر لان أول من ركب الحمار حوا وذلك أنه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل وكانت تقول في مسيرها واحراه، فإذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة وإذا أمسكت تقاعست (14) فترك الناس ذلك وقالوا حر، وانما قيل للفرس أجد لان أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل، وأنشأ يقول: أجد اليوم وما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك.
136 - وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
كانت الوحوش والطير والسباع وكل شئ خلق الله عز وجل مختلطا بعضه ببعض، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شئ إلى شكله.
137 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن هلال عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان موضع الكعبة ربوة (15) من الأرض بيضاء تضئ كضوء الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه اسودت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
138 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال: حدثني يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: قال الصادق عليه السلام: ان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة (16) تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لا تعرفني لأنظر مقداره ومحله.
فرأيته قد أحدق به كثير من غثاء العامة، فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام انظر إليه واليهم فما زال يراوغهم (17) حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر، فتفرقت القوم لحوائجهم وتبعته اقتفى أثره فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة (18) فتعجبت منه ثم قلت في نفسي.
لعله معاملة ثم مر بعده بصاحب رمان فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسي: لعله معاملة، ثم أقول وما حاجته إذا إلى المسارقة؟ثم لم أزل اتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء، فقلت له يا عبد الله لقد سمعت بك خيرا وأحببت لقاءك فلقيتك ولكني رأيت منك ما شغل قلبي، وانى سائلك عنه ليزول به شغل قلبي، قال: ما هو؟قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين، قال: فقال لي: قبل كل شئ حدثني من أنت؟قلت رجل من ولد آدم من أمة محمد صلى الله عليه وآله قال: حدثني من أنت؟قلت رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله قال أين بلدك؟قلت المدينة، قال لعلك جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم؟قلت.
بلى، فقال لي.
فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب ان يحمد ويحمد ويمدح فاعله، قلت وما هو؟قال القرآن كتاب الله؟قلت وما الذي جهلت منه؟قال قول الله عز وجل.
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها) وانى لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحد منهما كان لي بهما أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع بأربع، بقي لي ست وثلاثون حسنة قلت ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله، اما سمعت الله يقول: انما يتقبل الله من المتقين انك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت أيضا سيئتين فلما دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت انما أضفت أربع سيئات إلى أربع سيئات ولم تضف أربعين حسنة إلى أربع سيئات، فجعل يلاحظني فانصرف وتركته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
139 - وباسناده إلى أبى خالد الكابلي عن زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام قال: سمعته يقول: الذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم الله، قال الله: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله) وقال عز وجل: في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من النادمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
140 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن هشام ابن سالم عن أبي حمزة الثمالي عن ثوير بن أبي فاختة قال: سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يحدث رجلا من قريش قال: لما قرب ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش في ضأنه، وقرب الاخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل ولم يتقبل من الاخر فغضب قابيل فقال لهابيل والله لأقتلنك فقال هابيل، (انما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي إليك لأقتلك انى أخاف الله رب العالمين * انى أريد ان تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه) فلم يدر كيف يقتله حتى جاء إبليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه، فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذي بقي الأرض بمخالبه ودفن فيه صاحبه قال قابيل: يا ويلتي أعجزت ان أكون مثل هذا الغراب فأواري سواة أخي فأصبح من النادمين فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل إلى أبيه فلم ير معه هابيل: فقال له آدم.
أين تركت ابني؟قال له قابيل أرسلتني عليه راعيا؟فقال آدم.
انطلق معي إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم بالذي فعل قابيل فلما بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الأرض التي قبلت دم هابيل، وأمر آدم أن يلعن قابيل ونودي قابيل من السماء.
لعنت كما قتلت أخاك.
ولذلك لا تشرب الأرض الدم فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يوما وليلة، فلما جزع عليه شكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله إليه انى واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل، فولدت حوا غلاما زكيا مباركا، فلما كان يوم السابع أوحى الله إليه: يا آدم ان هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله.
141 - قال: وحدثني أبي عن عثمان بن عيسى عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت جالسا معه في المسجد الحرام فإذا طاوس في جانب الحرم يحدث أصحابه حتى قال: أتدري أي يوم قتل نصف الناس؟فأجابه أبو جعفر عليه السلام فقال: أو ربع الناس يا طاوس فقال: أو ربع الناس فقال: تدرى ما صنع بالقاتل؟فقلت: ان هذه لمسألة، فلما كان من الغد غدوت على أبى جعفر عليه السلام فوجدته قد لبس ثيابه وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له، فاستقبلني بالحديث قبل أن أسأله فقال: ان بالهند أو من وراء الهند رجل معقول برجل أي واحدة يلبس المسح (19) موكل به عشرة أنفار كلما مات رجل منهم أخرج أهل القرية بدله فالناس يموتون والعشرة لا ينقصون يستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع يديرونه معها حتى تغيب، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد، وفى الحر الماء الحار، قال فمر عليه رجل من الناس فقال له من أنت يا عبد الله؟فرفع رأسه ونظر إليه ثم قال اما أن تكون أحمق الناس واما أن تكون أعقل الناس انى لقائم ههنا منذ قامت الدنيا ما سألني أحد غيرك من أنت، ثم قال يزعمون أنه ابن آدم قال الله عز وجل: من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ولفظ الآية خاص في بني إسرائيل ومعناه جار في الناس كلهم.
142 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال إن قابيل ابن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة فإذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار.
143 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال ذكر ابن آدم القابيل قال فقلت له ما حاله امن أهل النار هو؟فقال سبحان الله، الله اعدل من ذلك ان يجمع عليه عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة.
144 - عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال إن ابن آدم الذي قتل أخاه كان قابيل الذي ولد في الجنة.
145 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن أبان بن تغلب قال قال طاوس اليماني لأبي جعفر عليه السلام هل تعلم أي يوم مات ثلث الناس؟فقال يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس قط انما أردت ربع الناس، قال وكيف ذلك؟قال كان آدم وحوا وقابيل وهابيل، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس، قال صدقت، قال أبو جعفر هل تدرى ما صنع بقابيل قال لا قال علق بالشمس ينضج بالماء الحار إلى أن تقوم الساعة.
146 - عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من استن بسنة حق كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن بسنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولهذا القول من النبي صلى الله عليه وآله وسلم شاهد من كتاب الله وهو قول الله عز وجل في قصة قابيل قاتل أخيه (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) وللاخبار في هذه المواضع تأويل في الباطن ليس لظاهره ومن هداها لان الهداية هي حياة الأبد، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا انما ينقله من دار محنة إلى دار محنة.
147 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال: من أنقذها من حرق أو غرق أو هدم أو سبع أو كلفة حتى يستغنى، أو أخرجه من فقر إلى غنى وأفضل من ذلك من أخرجها من ضلال إلى هدى، واما قوله: (فكأنما أحيى الناس جميعا) قال: يكون مكانه كمن أحيى الناس جميعا.
148 - في من لا يحضره الفقيه وروى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) قال: هو واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه.
149 - في كتاب معاني الأخبار حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن علي بن عقبة عن أبي خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) (20)
150 - في الكافي حدثني علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن علي بن عقبة عن أبي خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما معنى قول الله عز وجل: (من أجل ذلك) ونقل إلى آخر ما نقلنا عن معاني الأخبار، وزاد متصلا بآخره: انما كان يدخل ذلك المكان، قلت: فإنه قتل آخر؟قال: يضاعف عليه.
151 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) قال: له في النار مقعد لو قتل الناس جميعا لم ترد الا إلى ذلك المقعد.
152 - في أصول الكافي صالح بن عقبة عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لاطعام مؤمن أحب إلى من عتق عشر رقاب وعشر حجج، قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟قال: فقال: يا نصران لم تطعموه مات أو تذلونه فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت خير له من مسألة الناصب يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا، فإن لم تطعموه فقد أمتموه وان أطعمتموه فقد.
153 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله عز وجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال: من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.
154 - عنه عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عز وجل في كتابه: (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟قال: ذاك تأويلها الأعظم.
محمد بن يحيى عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن أبان بن عثمان مثله.
155 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أبي خالد القماط عن حمران قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) قال من حرق أو غرق ثم سكت، ثم قال تأويلها الأعظم ان دعاها فاستجاب له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
156 - في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيى نفسا، ومن أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا.
157 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه قال أخبرني بعض أصحابنا رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام قال اتى أمير المؤمنين عليه السلام برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أمير المؤمنين عليه السلام ما تقول؟قال: يا أمير المؤمنين انا قتلته، قال: اذهبوا به فأقيدوه به، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال: لا تعجلوه وردوه إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فردوه فقال: والله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته، فقال أمير المؤمنين عليه السلام للأول: ما حملك على اقرارك على نفسك؟فقال: يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع ان أقول وقد شهد على أمثال هؤلاء الرجال فأخذوني وبيدي سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه وخفت الضرب، فأقررت وانا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة واخذني البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه، فقمت معجبا فدخل على هؤلاء فأخذوني فقال أمير المؤمنين عليه السلام، خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن عليه السلام و قولوا له: ما الحكم فيهما؟قال: فذهبوا إلى الحسن عليه السلام وقصوا عليه قصتهما فقال الحسن عليه السلام قولوا لأمير المؤمنين عليه السلام، ان هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيى هذا، وقد قال الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا) يخلى عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال.
158 - في مجمع البيان ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون أي مجاوزون حد الحق بالشرك عن الكلبي وبالقتل عن غيره، والأولى أن يكون عاما في كل مجاوز عن الحق ويؤيده ما روى عن أبي جعفر عليه السلام المسرفون هم الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء.
159 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان أبى عليه السلام يقول، ان للحرب حكمين إذا كانت الحرب قائمة لم تضع أو زارها ولم يثخن أهلها فكل أسير أخذ في تلك الحال فان الامام فيه بالخيار ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم، وتركه يتشخط في دمه حتى يموت، وهو قول الله تعالى: انما جزاء الدين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم الا ترى ان المخير الذي خيره الله الامام على شئ واحد وهو الكفر وليس هو على أشياء مختلفة، فقلت لأبي عبد الله صلوات الله عليه: قول الله تعالى، (أو ينفوا من الأرض)؟قال: ذلك لطلب ان تطلبه الخيل حتى يهرب فان أخذته الخيل حكم عليه ببعض الاحكام التي وصفت لك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
160 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم وحميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد من أصحابه جميعا عن أبان بن عثمان عن أبي صالح عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قدم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوم من بنى ضبة مرضى فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله، أقيموا عندي فإذا برأتم بعثتكم في سرية فقالوا: أخرجنا قوم من المدينة فبعث بهم إلى إبل الصدقة يشربون من أبوالها ويأكلون من ألبانها، فلما برأوا واشتدوا قتلوا ثلاثة ممن كان في الإبل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله الخبر فبعث إليهم عليا عليه السلام وهم في واد قد تحيروا ليس يقدرون أن يخرجوا منه قريبا من أرض اليمن، فأسرهم وجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنزلت هذه الآية: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض) فاختار رسول الله صلى الله عليه وآله القطع فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف.
161 - علي بن إبراهيم عن أبيه وأبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن طلحة النهدي عن سورة بن كليب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام، رجل يخرج من منزله يريد المسجد أو يريد الحاجة فيلقاه رجل ويستقفيه فيضربه ويأخذ ثوبه؟قال، أي شئ يقول فيه من قبلكم؟قلت، يقولون هذه دغارة معلنة (21) وانما المحارب في قرى مشركية، فقال، أيهما أعظم حرمة دار الاسلام أو دار الشرك؟قال: فقلت، دار الاسلام، فقال، هؤلاء من أهل هذه الآية (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآية.
162 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله و يسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم) إلى آخر الآية أي شئ عليهم من هذه الحدود التي سمى الله عز وجل؟قال، ذلك إلى الامام ان شاء قطع وان شاء نفى وان شاء صلب وان شاء قتل، قلت، النفي إلى أين؟قال، النفي من مصر إلى مصر آخر، و قال، ان عليا عليه السلام نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة.
163 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حنان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآية قال: لا يبايع و لا يؤى ولا يتصدق عليه.
164 - عنه عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن بريد بن معاوية قال، سأل رجل أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) قال، ذلك إلى الامام يفعل ما يشاء، قلت، ففوض ذلك إليه؟قال، لا ولكن نحو الجناية.
165 - على عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن عبيد الله المدايني عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال، سئل عن قول الله عز وجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا) الآية فما الذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع؟فقال إذا حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا فقتل قتل به، فان قتل واخذ المال قتل وصلب، وان أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وان شهر السيف فحارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال نفى من الأرض، قلت: كيف ينفى وما حد نفيه؟قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى مصر غيره، ويكتب إلى أهل ذلك المصر انه منفى فلا تجالسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه ولاتوا كاوه ولا تشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فان خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك حتى تتم السنة، قلت: فان توجه إلى ارض الشرك ليدخلها؟قال: إن توجه إلى ارض الشرك ليدخلها قوتل أهلها.
166 - على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن إسحاق عن أبي الحسن عليه السلام مثله الا أنه قال في آخره: يفعل ذلك به سنة فإنه سيتوب وهو صاغر، قال قلت: فان أم ارض الشرك يدخلها قال: يقتل.
167 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن حفص عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا) الآية هذا نفى المحاربة غير هذا النفي؟قال يحكم عليه الحاكم بقدر ما عمل وينفى ويحمل في البحر، ثم يقذف به لو كان النفي من بلد إلى بلد كان يكون اخراجه من بلد إلى بلد آخر عدل القتل والصلب والقطع، ولكن يكون حدا يوافق القطع والصلب.
168 - علي بن محمد عن علي بن الحسن التيمي عن علي بن أسباط عن داود بن أبي يزيد عن أبي عبيدة بن بشر الخثعمي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قاطع الطريق وقلت: ان الناس يقولون: الامام فيه مخير أي شئ شاء صنع؟قال ليس أي شاء صنع ولكنه يصنع بهم على قدر جناياتهم، من قطع الطريق فقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله وصلب، ومن قطع الطريق فقتل ولم يأخذ المال قتل، ومن قطع الطريق فأخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله، ومن قطع الطريق فلم يأخذ المال ولم يقتل نفى من الأرض
169 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: من شهر السلاح في مصر من الأمصار فعقر اقتص منه ونفى من ذلك البلدة ومن شهر السلاح في غير الأمصار وضرب وعقر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب فجزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى الامام ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله، قال: وان ضرب وقتل وأخذ المال فعلى الامام أن يقطع يده اليمنى بالسرقة ثم يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه، قال: فقال له أبو عبيدة: أصلحك الله أرأيت ان عفى عنه أولياء المقتول؟قال فقال أبو جعفر عليه السلام: ان عفوا عنه فان على الامام أن يقتله لأنه قد حارب وقتل وسرق، قال فقال أبو عبيدة أرأيت ان أراد أولياء المقتول ان يأخذوا منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟قال لا، عليه القتل.
170 - على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ما شاء.
171 - في تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول فوض إلى الناس في كفارة اليمين كما فوض إلى امام في المحارب أن يصنع ما شاء وقال كل شئ في القرآن (أو) فصاحبه بالخيار.
172 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن داود الطائي عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن المحارب فقلت له: ان أصحابنا يقولون إن الامام مخير فيه ان شاء قطع وان شاء صلب وان شاء قتل فقال: لا، ان هذه أشياء محدودة في كتاب الله عز وجل فإذا ما هو قتل واخذ قتل وصلب، وإذا قتل ولم يأخذ قتل وإذا اخذ ولم يقتل قطع.
وإذا هو فر فلم يقدر عليه ثم اخذ قطع، الا ان يتوب فان تاب لم يقطع.
173 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن حسان عن أبي جعفر عليه السلام قال: من حارب الله واخذ المال وقتل كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب وقتل ولم يأخذ المال كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب فاخذ المال ولم يقتل كان عليه أن يقطع يده ورجله من خلاف، ومن حارب ولم يأخذ المال ولم يقتل كان عليه ان ينفى ثم استثنى عز وجل فقال، (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم) يعنى يتوب من قبل ان يأخذه الامام.
174 - في مجمع البيان المروى عن أهل البيت عليهم السلام ان المحارب هو كل من شهر السلاح وأخاف الطريق سواء كان في المصر أو خارج المصر.
175 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة قال فيها عليه السلام: أيها الناس ان الله عز وجل وعد نبيه محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة ووعده الحق ولن يخلف الله وعده، الا وان الوسيلة أعلى درج الجنة وذروة ذوايب الزلفه (22) و نهاية غاية الأمنية، لها الف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام (23) وهو ما بين مرقاة درة، إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة؟إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر إلى مرقاة يلنجوج (24) إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة إلى مرقاة غمام إلى مرقاة هواء إلى مرقاة نور قد أنافت على كل الجنان (25) ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين ريطة من رحمة الله وريطة من نور الله عليه تاج النبوة وإكليل الرسالة (26) وقد أشرق بنوره الموقف وانا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهي دون درجته، وعلى ريطتان ريطة من ارجوان النور (27) وريطة من كافور.
والرسل والأنبياء قد وقفوا على المراقي واعلام الأزمنة و حجج الدهور عن ايماننا قد تحللتهم حلل النور والكرامة، لا يرانا ملك مقرب ولا نبي مرسل الا بهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا، وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غمامة بسطة البصر (28) يأتي منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي العربي، ومن كفر فالنار موعده، وعن يسار الوسيلة عن يسار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ظلمة يأتي منها النداء يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي والذي له الملك الاعلى لا فاز أحد ولانال الروح والجنة الامن لقى خالقه باخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم - وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله وصراطه واعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون.
176 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الأئمة من ولد الحسين عليه السلام، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
177 - في مجمع البيان وروى سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي عليه السلام قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش، إحديهما بيضاء والأخرى صفراء، في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد، فالبيضاء الوسيلة لمحمد وأهل بيته، والصفراء لإبراهيم وأهل بيته.
178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي سعيد الخدري قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إذا سألتم الله لي فاسئلوه الوسيلة، فسألنا النبي صلى الله عليه وآله عن الوسيلة فقال: هي درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا، وهي ما بين مرقاة جوهر، إلى مرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين وهي في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبي ولا صديق ولا شهيد الا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة المهم.
179 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة فقال: تقربوا إليه بالامام.
180 - في تفسير العياشي عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: عدو علي عليه السلام هم المخلدون في النار، قال الله: وما هم بخارجين منها.
181 - عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (وما هم بخارجين من النار) قال: أعداء علي عليه السلام هم المخلدون في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين.
182 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جرت في صفوان بن أمية الجمحي ثلث من السنن إلى أن قال عليه السلام: وكان راقدا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وتحت رأسه رداؤه، فخرج يبول فرجع وقد سرق رداؤه فقال من ذهب بردائي؟فخرج في طلبه فوجده في رد رجل فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: اقطعوا يده، فقال: أيقطع من أجل ردائي يا رسول الله؟أنا أهبه له فقال: الا كان هذا قبل ان تأتيني به، فقطعت يده
183 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله: وحرم الله السرقة لما فيه من فساد الأموال وقتل النفس لو كانت مباحة ولما يأتي في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعو إلى ترك التجارات و الصناعات في المكاسب، واقتناء الأموال إذا كان الشئ المقتنى لا يكون أحد أحق به من أحد وعلة قطع اليمين من السارق لأنه يباشر الأشياء بيمينه وهي أفضل أعضائه و وأنفعها له فجعل قطعها نكالا وعبرة للخلق لئلا يبتغوا اخذ الأموال من غير حلها، ولأنه أكثر ما يباشر السرقة بيمينه.
184 - وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد رفعه إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام قال لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى ثمن يده أظهره الله عليه.
185 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن التيمم؟فتلا هذه الآية: والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما وقال: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) قال: فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، وقال: (وما كان ربك نسيا).
186 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: من أين يجب القطع فبسط أصابعه وقال: من ههنا يعنى من مفصل الكف.
187 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: القطع من وسط الكف ولا يقطع الابهام وإذا قطعت الرجل ترك العقب لم يقطع.
188 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبد الله بن هلال عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن السارق لم تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى ولا تقطع يده اليمنى ورجله اليمنى؟فقال: ما أحسن ما سئلت إذا قطعت يده اليمنى ورجله اليمنى سقط على جانبه الأيسر ولم يقدر على القيام فإذا قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى اعتدل واستوى قائما قلت له، جعلت فداك وكيف يقوم وقد قطعت رجله؟قال: إن القطع ليس حيث رأيت يقطع، انما يقطع الرجل من الكعب ويترك له من قدمه ما يقوم عليه يصلى ويعبد الله، قلت له: من أين يقطع اليد؟قال: يقطع الأربع الأصابع وتترك الابهام يعتمد عليها في الصلاة، ويغسل بها وجهه للصلاة، قلت: فهذا القطع من أول من قطع؟قال: قد كان عثمان بن عفان حسن ذلك لمعوية.
189 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن محمد ابن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام في كم يقطع السارق؟فقال: في ربع دينار، قال: قلت له في درهمين؟قال.
في ربع دينار بلغ الدينار ما بلغ، قال فقلت له.
أرأيت من سرق أقل من ربع دينار هل يقع عليه حين سرق اسم السارق وهل هو سارق عند الله في تلك الحال قال كل من سرق من مسلم شيئا قد حواه واحرزه فهو يقع عليه اسم السارق وهو عند الله سارق، ولكن لا يقطع إلا في ربع دينارا وأكثر، ولو قطعت أيدي السراق فيما هو أقل من ربع دينار لألفيت عامة الناس مقطعين.
190 - في تفسير العياشي عن أبي جعفر الثاني عليه السلام انه سأله المعتصم عن السارق من أي موضع يجب أن يقطع؟فقال عليه السلام ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع فيترك الكف، قال وما الحجة في ذلك؟قال: قول رسول الله صلى الله عليه وآله السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فإذا قطعت يده من الكرسوع (29) أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله: (وان المساجد لله) يعنى به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحدا) وما كان لله لم يقطع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
191 - في مجمع البيان وقال أصحابنا: انه يقطع من أصول الأصابع ويترك الابهام والكف وفى المرة الثانية يقطع رجله اليسرى من أصل الساق ويترك عقبه يعتمد عليها في الصلاة، فان سرق بعد ذلك خلد في السجن وهو المشهور عن علي عليه السلام، وأجمعت الطائفة عليه.
192 - قوله: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون إلى قوله ولهم في الآخرة عذاب عظيم قال الباقر عليه السلام وجماعة من المفسرين: ان امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من اشرافهم وهما محصنان فكرهوا رجمهما، فأرسلوا إلى يهود المدينة وكتبوا إليهم في أن يسألوا النبي صلى الله عليه وآله عن ذلك طمعا في أن يأتي لهم برخصة، فانطلق قوم منهم كعب بن الأشرف وكعب بن أسيد وشعبة بن عمرو ومالك بن الصيف وكنانة بن أبي الحقيق وغيرهم فقالوا: يا محمد أخبرنا عن الزاني والزانية إذا أحصنا ما حدهما؟فقال: وهل ترضون بقضائي في ذلك؟قالوا نعم، فنزل جبرئيل بالرجم فأخبرهم بذلك فأبوا ان يأخذوا به فقال له جبرئيل: اجعل بينك وبينهم ابن صوريا ووصفه له، فقال النبي صلى الله عليه وآله هل تعرفون شابا أمرد أبيض أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا قالوا نعم قال: فأي رجل هو فيكم قالوا: هو اعلم يهودي بقي على وجه الأرض بما انزل الله على موسى قال: فأرسلوا إليه ففعلوا فأتاهم عبد الله بن صوريا فقال له النبي صلى الله عليه وآله: انى أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي انزل التوراة على موسى وفلق لكم البحر وأنجاكم وأغرق آل فرعون وظلل عليكم الغمام وانزل عليكم المن والسلوى هل تجدون في كتابكم الرجم على من أحصن؟قال ابن صوريا، نعم والذي ذكرتني به لولا خشية ان يحزقنى رب التوراة ان كذبت أو غيرت ما اعترفت لك ولكن أخبرني كيف هي في كتابك يا محمد؟قال: إذ اشهد أربعة رهط عدول انه قد ادخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة وجب عليه الرجم، فقال ابن صوريا.
هكذا انزل الله في التوراة على موسى فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
فماذا كان أول ما ترخصتم به أمر الله؟قال.
كنا إذا زنى الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فكثر الزنا في اشرافنا حتى زنى ابن عم ملك لنا فلم نرجمه ثم زنى رجل آخر فأراد الملك رجمه فقال له قومه.
لا حتى ترجم فلانا يعنون ابن عمه.
فقلنا: تعالوا نجتمع فلنصنع شيئا دون الرجم على الشريف والوضيع فوضعنا الجلد والتحميم وهو ان يجلدوا أربعين جلدة ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف بهما، فجعلوا هذا مكان الرجم، فقالت اليهود: يا بن صوريا ما أسرع ما أخبرته به وما كنت بما آتينا عليك بأهل، ولكنك كنت غايبا فكرهنا ان نغتابك، فقال: انه أنشدني بالتوراة ولولا ذلك لما أخبرته به، فأمر بهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرجما عند باب مسجده، وقال: انا أول من أحيى امرك إذا ماتوه، فأنزل الله سبحانه فيه: (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير) فقام ابن صوريا فوضع يديه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: هذا مقام العائذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير الذي أمرت ان تعفو عنه، فأعرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك إلى قوله: فلما أرادوا ان ينهضوا تعلقت بنو قريضة ببنى النضير فقالوا: يا محمد اخواننا بنو النضير أبونا واحد وديننا واحد ونبينا واحد إذا قتلوا منا قتيلا لم يقيدونا واعطونا ديته سبعين وسقا من تمر، وإذا قتلنا منهم قتيلا قتلوا القاتل واخذوا منا الضعف مائة وأربعين وسقا من تمر، وإن كان القتيل امرأة قتلوا بها الرجل منا والرجل منهم الرجلين منا وبالعبد الحر منا، و جراحاتنا على النصف من جراحاتهم، فأفض بيننا وبينهم فأنزل الله في الرجم والقصاص الآيات
193 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) فإنه كان سبب نزولها انه كان بالمدينة بطنان من اليهود من بنى هارون وهم النضير وقريضة، وكانت قريضة سبعمائة والنضير ألفا وكانت النضير أكثر مالا وأحسن حالا من قريضة، وكانوا حلفاء لعبد الله بن أبي، فكان إذا وقع بين قريضة والنضير قتيل وكان القتيل من بنى النضير قالوا لبنى قريضة لا نرضى أن يكون قتيل منا بقتيل منكم، فجرى بينهم في ذلك مخاطبات كثيرة حتى كادوا ان يقتلوا، حتى رضيت قريضة وكتبوا بينهم كتابا على أنه أي رجل من اليهود من النضير قتل رجلا من بنى قريضة ان يحينه ويحمم، والتحينة ان يقعد على جمل ويولى وجهه إلى ذنب الجمل ويلطخ وجهه بالحماة ويدفع نصف الدية، وأيما رجل من بنى قريضة قتل رجلا من بنى النضير ان يدفع إليه الدية كاملة ويقتل به فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة ودخلت الأوس والخزرج في الاسلام ضعف أمر اليهود فقتل رجل من بنى قريضة رجلا من بنى النضير فبعثوا إليهم بنى النضير ابعثوا إلينا بدية المقتول وبالقاتل حتى نقتله، فقالت قريضة ليس هذا حكم التوراة وانما هو شئ غلبتمونا عليه فاما الدية واما القتل والا فهذا محمد بيننا وبينكم، فهلموا نتحاكم إليه، فمشت بنوا النضير إلى عبد الله بن أبي وقالوا: سل محمدا ان لا ينقض شرطنا في هذا الحكم الذي بيننا وبين قريضة في القتل، فقال عبد الله بن أبي.
ابعثوا رجلا يسمع كلامي وكلامه فان حكم لكم بما تريدون والا فلا ترضوا به فبعثوا معه رجلا فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ان هؤلاء القوم قريضة والنضير قد كتبوا بينهم كتابا وعهدا وثيقا تراضوا به والآن في قدومك يريدون نقضه وقد رضوا بحكمك فيهم فلا تنقض كتابهم عليهم وشرطهم، فان النضير لهم القوة والسلاح والكراع ونحن نخاف الدواير (30) فاغتم رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك ولم يجبه بشئ فنزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا) يعنى اليهود (سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه) يعنى عبد الله بن أبي وبنى النضير (يقولون إن أو يتم هذا فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا) يعنى عبد الله بن أبي حيث قال لبنى النضير: ان لم يحكم لكم بما تريدون فلا تقبلوا (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظيم سماعون للكذب أكالون للسحت فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا إلى قوله (أولئك هم الكافرون).
194 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل: فاما ما فرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا إله إلا الله وحده لا شريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والاقرار بما جاء به من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل: (الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) وقال (الا بذكر الله تطمئن القلوب) وقال.
(الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو رأس الايمان
195 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به تعقل وتفهم وتصدر عن أمره ورأيه فقال إلى قوله وقال عز وجل حين اخبرني عن قوم أعطوا الايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال عز وجل: الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم.
196 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد واقرارها بالله، ونجا ساير المقرين بالوحدانية من إبليس فمن دونه في الكفر.
وقد بين الله ذلك بقوله، (الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) فالايمان بالقلب هو التسليم للرب ومن سلم الأمور لمالكها لم يستكبر عن أمره.
197 - في مجمع البيان سماعون لقوم آخرين أرسلوهم في قصة زان محصن فقالوا لهم.
ان أفتاكم محمد بالجلد فخذوه وان أفتاكم بالرجم فلا تقبلوه.
لأنهم كانوا حرفوا حكم الرجم الذي في التوراة.
عن ابن عباس وجابر وسعيد بن المسيب و السندي وقال أبو جعفر عليه السلام كان ذلك في أمر بنى النضير وبنى قريضة.
198 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام باسناده عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قول الله تعالى.
أكالون للسحت قال.
هو الرجل يقضى لأخيه الحاجة ثم يقبل هديته.
199 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عمار بن مروان قال، سألت أبا جعفر عليه السلام عن الغلول فقال.
كل شئ غل من الامام فهو سحت.
وأكل مال اليتيم وشبهه سحت.
والسحت أنواع كثيرة منها أجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد البينة، فاما الرشا في الحكم فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
200 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال، السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغى والرشوة في الحكم وأجر الكاهن.
201 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن زرعة عن سماعة قال، قال أبو عبد الله عليه السلام.
السحت أنواع منها كسب الحجام إذا شارط وأجر الزانية وثمن الخمر، فاما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله العظيم.
202 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد عن أبي عبد الله عليه السلام قال، سألته عن السحت؟فقال، الرشا في الحكم.
203 - علي بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن القاسم بن الوليد القماري عن عبد الرحمن الأصم عن مسمع ابن عبد الملك عن أبي عبد الله قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ثمن الكلب الذي لا يصيد؟فقال، سحت واما الصيود فلا بأس.
204 - وباسناده عن مسمع بن عبد الملك عن أبي عبد الله قال، الصناع إذا سهروا الليل كله فهو سحت.
205 - في تفسير العياشي عن مالك الجهني قال، قال أبو جعفر عليه السلام، انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور، إلى قوله: بما استحفظوا من كتاب الله قال، فينا نزلت.
206 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام ان مما استحقت به الإمامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصي الموبقة التي توجب النار، ثم العلم المكنون بجميع ما يحتاج إليه الامر من حلالها وحرامها والعلم بكتابها خاصة وعامة، والمحكم والمتشابه ودقايق علمه وغرايب تأويله وناسخه ومنسوخه، قلت: وما الحجة بان الامام لا يكون الا عالما بهذه الأشياء التي ذكرت؟قال: قول الله فيمن اذن الله لهم بالحكومة وجعلهم أهلها، (انا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار) فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يرثون الناس بعلمهم واما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين ثم أخبر فقال: (بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) ولم يقل بما حملوا منه.
207 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السحت أنواع كثيرة منها ما أصيب من اعمال الولاة الظلمة.
208 - في تهذيب الأحكام سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن بن أبي الخطاب عن سعد بن سعيد القلا عن أبي أيوب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الحاكم إذا اتاه أهل التوراة وأهل الإنجيل يتحاكمون إليه ان شاء حكم بينهم وان شاء تركهم.
209 - في مجمع البيان فان جاؤوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم والظاهر في روايات أصحابنا ان هذا التخيير ثابت في الشرع للأئمة والحكام.
210 - فيمن لا يحضره الفقيه روى الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قاض بين قريتين يأخذ من السلطان على القضا الرزق؟قال: ذاك سحت.
211 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أصحاب المقالات والأديان قال الرضا عليه السلام لرأس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وأنت تقرأه: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولا ننكره ولكن عنى بذلك عيسى، وأيامه هي الفترة، قال الرضا عليه السلام: جهلت، ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله إليه.
212 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ان من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل يقول الله عز وجل: (انما يخشى الله من عباده العلماء) وقال جل ثناؤه: فلا تخشوا الناس واخشون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
213 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حكم في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر، ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.
214 - عن بعض أصحابه قال: سمعت عمارا يقول على منبر الكوفة ثلاثة يشهدون على عثمان انه كافر وانا الرابع، وانما اسمى الأربعة، ثم قرأ هؤلاء الآيات في المائدة: (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون).
215 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال من حكم في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر، قلت كفرا بما انزل الله أو بما انزل على محمد؟قال ويلك إذا كفر بما انزل على محمد أليس قد كفر بما انزل الله؟.
216 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال علي عليه السلام من قضى في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر.
217 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن عبد الله بن كثير عن عبد الله بن مسكان رفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله (من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر عليه كان من أهل هذه الآية: ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون فقلت وكيف يجبر عليه؟فقال يكون له سوط وسجن فيحكم عليه، فان رضى بحكمه والا ضربه بسوطه وحبسه في سجنه.
218 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال عن ثعلبة عن صباح الأزرق عن حكم الحناط عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام.
وحكم عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قالا من حكم في درهمين بغير ما انزل الله عز وجل ممن له سوط أو عصى فهو كافر بما انزل الله على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
219 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال سأل رجل أبى عن حروب أمير المؤمنين عليه السلام وكان السائل من محبينا فقال له أبى ان الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، وسيف منها ملفوف.
وسيف منها مغمد سله إلى غيرنا وحكمه إلينا، إلى أن قال؟واما السيف المغمود فالذي يقام به القصاص، قال الله تعالى: النفس بالنفس فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا.
220 - في تهذيب الأحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل: ان النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف الآية قال: هي محكمة.
221 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أعور فقأ عين صحيح متعمدا؟قال: تفقأ عينه، قلت: يكون أعمى، قال: الحق أعماه.
222 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير وعلي بن حديد جميعا عن جميل ابن دراج عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهم السلام أنه قال: في سن الصبي يضربها الرجل فتسقط ثم تنبت؟قال: ليس عليه قصاص وعليه الأرش،
223 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن النصر ابن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن السن والذراع يكسران عمدا ألهما أرش أو قود؟فقال: قود، قال، قلت: فان اضعفوا الدية؟قال: إن ارضوه بما شاء فهو له.
224 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
قضى أمير المؤمنين عليه السلام فيما كان من جراحات الجسد ان فيها القصاص أو يقبل المجروح دية الجراحة فيعطاها.
225 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهم السلام في رجل كسر يد رجل ثم برأت يد الرجل؟قال: ليس في هذا قصاص ولكن يعطى الأرش.
226 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل فمن تصدق به فهو كفارة له فقال يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفى.
227 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال: يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عنى (عفى - ظ) من جراح أو غيره.
228 - في من لا يحضره الفقيه وروى جعفر بن بشير عن معلى بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال، يكفر عنه من ذنوبه على قدر ما عفى عن العمد.
229 - في روضة الكافي ابان عن أبي بصير قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخلت علينا أم خالد التي كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أيسرك ان تسمع كلامها؟قال قلت: نعم، قال: فاذن لها وقال: أجلسني معه على الطنفسة (31) قال: ثم دخلت فتكلمت فإذا هي امرأة فسألته عنهما؟فقال: لها توليهما؟قالت: فأقول لربى إذ ألقيته انك أمرتني بولايتهما قال: نعم، قالت فان هذا الذي معك على الطنفسة يأمرني بالبراءة منهما وكثير النوا يأمرني بولايتهما فأيهما خير وأحب إليك؟قال: هذا والله أحب إلى من كثير النوا وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون * ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون).
وفيها الحسين بن محمد الأشعري عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشا عن ابان ابن عثمان عن أبي بصير مثله سواء.
230 - في مجمع البيان وروى البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وآله ان قوله (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) وبعده (فأولئك هم الظالمون) وبعده (فأولئك هم الفاسقون) كل ذلك في الكفار خاصة أورده مسلم في الصحيح.
231 - في تفسير العياشي عن أبي جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما عليهما السلام قال قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد فأبى أبو بكر ان يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة، وقد قال الله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) وكان أبو بكر أول من منع آل محمد عليهم السلام حقهم وظلمهم وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر استخلفه عمر على غير شورى من المسلمين ولا رضى من آل محمد فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد وصنع ما صنع أبو بكر.
232 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعطيت السور الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين (32) مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفضل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب، فالتوراة لموسى والإنجيل لعيسى والزبور لداود عليهم السلام.
233 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وعن معمر بن راشد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ذكر الأنبياء صلوات الله عليهم: وان الله عز وجل جعل كتابي المهيمن على كتبهم الناسخ لها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
234 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن علي بن عيسى رفعه قال: إن موسى عليه السلام ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال في مناجاته أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
235 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد يقول: فاحكم بينهم بما انزل الله.
236 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم ابن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة، وقال الله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: (انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة، وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها موسى عليه السلام ان جعل عليهم السبت.
237 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال: لكل نبي شريعة وطريق.
238 - في كتاب علل الشرايع إلى حنان بن سدير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام لأي علة لم يسعنا الا ان نعرف كل امام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويسعنا ان لا نعرف كل امام قبل النبي صلى الله عليه وآله؟قال: لاختلاف الشرايع.
239 - في مجمع البيان وان احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواء هم وانما كرر تعالى الامر بالحكم بينهم لامرين: أحدهما، انهما حكمان أمر بهما جميعا لأنهم احتكموا إليه في زنى المحصن ثم احتكموا إليه في قتيل كان بينهم عن الجبائي وجماعة عن المفسرين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
240 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية.
241 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عز وجل: ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون واشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرايض بحكم الجاهلية.
242 - في مجمع البيان أولياء بعض وقال الصادق عليه السلام لا يتوارث أهل ملتين نحن نرثهم ولا يرثونا.
243 - في تفسير العياشي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمتهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد، لا انه من القوم بأعيانهم، وانما هو منهم بتوليه إليهم واتباعه إياهم، وكذلك حكم الله في كتابه: ومن يتولهم منكم فإنه منهم.
244 - عن داود الرقي قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام رجل وأنا حاضر عن قول الله عسى الله ان يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين قال: اذن في هلاك بنى أمية بعد احراق زيد بسبعة أيام.
245 - عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الحكم بن عيينة وكثير النوا وسلمة وأبا المقدام والتمار يعنى سالما (33) أضلوا كثيرا ممن أضل من هؤلاء الناس وانهم ممن قال الله: (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين) وانهم ممن قال الله: (واقسموا بالله جهد ايمانهم يحلفون بالله انهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين).
266 - عن سليمان بن هارون قال: قال الله: لوان أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الامر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أن الناس كفروا جميعا حنى لا يبقى أحد لجاء الله لهذا الامر بأهل يكونون هم من أهله، ثم قال اما تسمع الله يقول: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين قال الموالى (34).
247 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله) قال: هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه نزلت في القائم وأصحابه الذين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.
248 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام أنه قال يوم البصرة، والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم وتلا هذه الآية، وروى أبو السحق الثعلبي في تفسيره بالاسناد عن الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض (35) فأقول: يا رب أصحابي أصحابي! فيقال: انك لاعلم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى
249 - واختلف فيمن وصف بهذه الأوصاف منهم قال عياض بن غنم الأشعري: لما نزلت هذه الآية أومى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبى موسى الأشعري فقال: هم قوم هذا
250 - وروى أن النبي صلى الله عليه وآله سئل عن هذه الآية فضرب بيده على عاتق سلمان فقال هذا وذووه، ثم قال: لو كان الدين معلقا بالثريا لنا له رحال من أبناء فارس، وقيل: هم أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين و المارقين وروى ذلك عن عمار وحذيفة وابن عباس، وهو المروى عن أبي جعفر وأبى - عبد الله عليهما السلام، ويؤيده هذا القول إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصفه بهذه الصفات المذكورة في الآية فقال فيه وقد ندبه لفتح خير بعد ان رد عنها حامل الراية إليه مرة بعد أخرى وهو يجبن الناس ويجبنونه: لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله () ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار، لا يرجع حتى يفتح الله على يده ثم أعطاها إياه.
251 - في كتاب تلخيص الأقوال في تحقيق أحوال الرجال وفرق حجر بن عدي الكندي الكوفي قال الفضل بن شاذان ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم حجر بن عدي وروى كتاب عن الحسين عليه السلام إلى معاوية فيه: الست القاتل حجر بن عدي أخا كندى والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم.
252 - في كتاب الاحتجاج قال علي عليه السلام في خطبة له: ان الله ذا الجلال و الاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده، وأرسل رسولا منهم، وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث أمر فقال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وأرددتم ونقصتم الامر ونكثتم العهد ولم يضروا الله شيئا وقد أمركم الله ان تردوا الامر إلى الله والى الرسول والى أولي الأمر المستنبطين للعلم فأقررتم ثم جحدتم.
253 - وباسناده إلى أبى جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه يقول - وقد ذكر عليا عليه السلام -: فهو الذي يهدى إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه في الله لومة لائم.
254 - في كتاب الخصال عن أبي بريدة عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة: فقلنا: يا رسول الله من هم سمهم لنا؟فقال: على منهم وسلمان وأبو ذر والمقداد وأمرني بحبهم وأخبرني انه يحبهم.
255 - وعن أبي بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أمرني بحب أربعة من أصحابي وأخبرني انه يحبهم، فقلنا: يا رسول الله من هم فكلنا يحب أن يكون منهم؟فقال: الا ان عليا منهم ثم سكت ثم قال: الا ان عليا منهم وأبو ذر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي.
256 - عن عبد الله بن الصلت عن أبي ذر (ره) قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسبع: أوصاني ان لا أخاف في الله لومة لائم (الحديث).
257 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن محمد الهاشمي عن أبيه عن أحمد بن عيسى عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال: انما يعنى أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم من أنفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا يعنى عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام إلى يوم القيامة، ثم وصفهم الله عز وجل فقال: الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون وكان أمير المؤمنين في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعطاه إياها وكان النجاشي أهداها له، فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدق على كل مسكين، فطرح الحلة إليه وأومى بيده إليه ان احملها، فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية، وصيره نعمة أولاده بنعمته وكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله، فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة، والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة.
258 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره ولتسكن أنفسنا إلى أنه لم يبق غيره؟فأنزل الله في ذلك: (قل انما أعظكم بواحدة) يعنى الولاية فأنزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وليس بين الأمة خلاف انه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد منهم وهو راكع غير واحد، ولو ذكر اسمه في الكتاب لاسقط ما أسقط.
259 - وباسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حديث طويل: وقد انزل الله تبارك وتعالى بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وعلي بن أبي طالب عليه السلام أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، يريد الله عز وجل في كل حال.
260 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمي قال: حدثني أبي عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) قال: لما نزلت (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) اجتمع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟فقال بعضهم: ان كفرنا بهذه الآية نكفر بسايرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب، فقالوا: قد علمنا أن محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا فيما أمرنا، قال: فنزلت هذه الآية: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعرفون ولاية على، وأكثرهم الكافرون بالولاية.
261 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وحيث نزلت: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله ان يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم ثم خطب فقال: أيها الناس ان الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت ان الناس: يفتتنون بها فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني، ثم أمر فنودي الصلاة جامعة ثم خطب الناس فقال: أيها الناس أتعلمون ان الله عز وجل مولاي وانا مولى المؤمنين وانا أولى بهم من أنفسهم؟قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قم يا علي فقمت فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، فقام سلمان فقال: يا رسول الله ولاء كماذا؟فقال عليه السلام ولاء كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه، فأنزل الله تبارك وتعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) وكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله أكبر تمام نبوتي وتمام ديني دين الله (36) عز وجل وولاية على بعدى، فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله هذه الآيات خاصة في علي؟فقال عليه السلام بلى خاصة فيه وفى أوصيائي إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول الله بينهم لنا قال على اخى ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولى كل مؤمن بعدى ثم ابني الحسن ثم ابني الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي؟قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا اخيارنا وأفاضلنا، فقال علي عليه السلام صدقتم ليس كل الناس يتساوون في الحفظ.
262 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال فأنشدك بالله إلى الولاية من الله مع ولاية رسوله في أنه زكاة الخاتم أم لك؟قال: بل لك
263 - وفيه في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام: واما الخامسة والستون فانى كنت اصلى في المسجد فجاء سائل فسأل وانا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل الله تعالى في (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)
263 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فإنه حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس وعنده قوم من اليهود وفيهم عبد الله بن سلام إذ نزلت عليه هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المسجد فاستقبله سائل فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟فقال نعم ذاك المصلى، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا هو أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
264 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) فرض الله ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ان يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل، فأوحى الله إليه: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فصدع بأمر الله تعالى ذكره، فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغايب.
قال عمر بن أذينة، قالوا جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام، وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرايض، فأنزل الله عز وجل، (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) قال أبو جعفر عليه السلام يقول الله عز وجل لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم دينكم الفرايض.
265 - بعض أصحابنا عن محمد بن أبي عبد الله عن عبد الوهاب بن بشير عن موسى بن قادم عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) قال: إن الله أعظم وأعز وأجل وامنع من أن يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) يعنى الأئمة منا، ثم قال في موضع آخر: (وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ثم ذكر مثله.
266 - أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن أبي العلا قال: ذكرت لأبي عبد الله عليه السلام قولنا في الأوصياء ان طاعتهم مفترضة؟قال فقال: نعم هم الذين قال الله عز وجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وهم الذين قال الله عز وجل انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).
267 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن القسم الجوهري عن الحسين بن أبي العلا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الأوصياء طاعتهم مفترضة؟قال: نعم هم الذين قال الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) وهم الذين قال الله تعالى: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
268 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة له عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام في شأن ذي القربى.
فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم بسهمه و سهم رسوله، وكذلك في الطاعة فقال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهل بيته، وكذلك آية الولاية، (انما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.
269 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية قال.
ان رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله ابن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا.
يا نبي الله ان موسى عليه السلام أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ومن ولينا بعدك؟فنزلت هذه الآية، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) قال رسول الله صلى الله عليه وآله، قوموا فقاموا فأتوا المسجد فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟قال.
نعم هذا الخاتم، فقال.
من أعطاكه؟قال، أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلى، قال.
على أي حال أعطاك.
قال.
كان راكعا فكبر النبي صلى الله عليه وآله وكبر أهل المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وليكم بعدى، قالوا، رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، وبعلى بن أبي طالب وليا فأنزل الله عز وجل، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون فروى عن عمر بن الخطاب أنه قال، والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب فما نزل.
270 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه.
والهداية هي الولاية كما قال الله عز وجل.
(ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) و (الذين آمنوا) في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلايق من الحجج والأوصياء في عصر بعد عصر.
271 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عمار أبى اليقظان عن أبي عبد الله عليه السلام قال يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم القيامة آخذا بحجزة (37) ربه ونحن آخذون بحجزة نبينا وشيعتنا آخذون بحجزتنا.
فنحن وشيعتنا حزب الله وحزب الله هم الغالبون، والله ما يزعم أنها حجزة الإزار ولكنها أعظم من ذلك: يجئ رسول الله صلى الله عليه وآله آخذا بدين الله ونجئ نحن آخذين بدين نبينا، وتجئ شيعتنا آخذين بديننا.
272 - في تفسير العياشي عن صفوان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن أبي طالب عليه السلام فما قدر على أخذ حقه، وان أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقه فان حزب الله هم الغالبون في علي عليه السلام.
273 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وإذا جاؤكم قالوا آمنا قال نزلت في عبد الله بن أبي لما أظهر الاسلام وقد دخلوا بالكفر قال: وخرجوا به من الايمان.
274 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي - نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير - المؤمنين صلوات الله عليه فحمد الله وأثنى عليه وقال.
اما بعد فإنه انما هلك من كان قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصي (38) ولم ينههم الربانيون والأحبار، عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
275 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان عن أبي بصير عن عمرو بن رياح عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: بلغني انك تقول من طلق لغير السنة انك لا ترى طلاقه شيئا؟فقال أبو جعفر عليه السلام ما أقوله بل الله يقوله والله لو كنا نفتيكم بالجور لكنا شرا منكم، لان الله عز وجل يقول: لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت إلى آخر الآية
276 - في نهج البلاغة قال عليه السلام في خطبة له وهي من خطب الملاحم: أين تذهب بكم المذاهب ويستر بكم الغياهب (39) وتخدعكم الكواذب ومن أين تؤتون وانى تؤفكون ولكل أجل كتاب، ولكل غيبة إياب فاستمعوا من ربانيكم واحضروه قلوبكم واستيقظوا أن يهتف بكم.
277 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي بعد كلام طويل له عليه السلام في اثبات البدا وقد كان سليمان ينكر ثم التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب، قال: أعوذ بالله من ذلك وما قالت اليهود؟قال: قالت اليهود يد الله مغلولة يعنون ان الله قد فرغ من الامر فليس يحدث شيئا فقال عز وجل: غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا.
278 - في كتاب التوحيد باسناده إلى إسحاق بن عمار عمن سمعه عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: في قول الله عز وجل: (وقالت اليهود يد الله مغلولة) لم يعنوا انه هكذا ولكنهم قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص وقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (ألم تسمع الله عز وجل يقول: ) يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).
279 - وباسناده إلى عبد الله بن قيس عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول (بل يداه مبسوطتان) فقلت: له يدان هكذا - وأشرت بيدي إلى يديه -؟فقال: لا لو كان هكذا كان مخلوقا.
280 - وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء ووصفوه بالأنامل فقالوا: إن محمدا قال: انى وجدت بردا نأمله على قلبي فلمثل هذه الصفات قال: رب العرش عما يصفون يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه ولله المثل الاعلى الذي لا يشبه شئ ولا يوصف ولا يتوهم فذلك المثل الاعلى.
281 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انا يد الله المبسوطة على عباده بالمرحمة والمغفرة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
282 - وباسناده إلى مروان بن صباح قال (قال أبو عبد الله عليه السلام: ان الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
283 - في تفسير العياشي عن حماد عنه في قول الله: (يد الله مغلولة) يعنون انه قد فرغ مما هو كائن (لعنوا بما قالوا) قال الله عز وجل: (بل يداه مبسوطتان).
284 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: كلما أوقدوا نار للحرب اطفأها الله كلما أراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد عليهم السلام قصمه الله.
285 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ولو أن أهل الكتاب أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم قال الولاية.
286 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله، (كلما أو قدوا نارا للحرب اطفأها - الله) قال: كلما أراد جبار من الجبابرة هلاك آل محمد قصمه الله، قوله: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم) يعنى اليهود والنصارى (لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم) قال: من فوقهم المطر ومن تحت أرجلهم النبات.
287 - في أصول الكافي محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد ابن عيسى عن ربعي ابن عبد الله عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: (ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما انزل إليهم من ربهم) قال: الولاية.
288 - في تفسير العياشي عن زيد بن أسلم عن انس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: تفرقت أمة موسى على إحدى وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت أمة عيسى على اثنتين وسبعين فرقة إحدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وتعلو أمتي على الفرقتين جميعا بملة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله؟قال: الجماعات الجماعات قال يعقوب بن يزيد: كان علي بن أبي طالب عليه السلام إذا حدث هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تلا فيه قرآنا: (ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم) إلى قوله: (ساء ما يعملون) وتلا أيضا: (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) يعنى أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
289 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: منهم أمة مقتصدة قال: قوم من اليهود دخلوا في الاسلام فسماهم الله مقتصدة.
290 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال، سمعت أبا جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه يقول عليه السلام: ثم نزلت الولاية وانما اتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة نزل الله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أمتي حديثو عهد إلى الجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني فأتتني عزيمة من الله بتلة (40) أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين فاخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام فقال: يا أيها الناس انه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك ان أدعى فأجيب وانا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟فقالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين فقال: اللهم اشهد ثلاث مرات، ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال أبو جعفر عليه السلام كان والله امين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
291 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود جميعا عن أبي جعفر عليه السلام قال أمر الله عز وجل رسوله بولاية على وانزل عليه: انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخوف ان يرتدوا عن دينهم وان يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي عليه السلام يوم غدير خم فنادى.
الصلاة جامعة وامر الناس ان يبلغ الشاهد الغايب.
قال عمر بن أذينة قال جميعا غير أبى الجارود قال أبو جعفر عليه السلام.
وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) قال أبو جعفر: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعدها فريضة قد أكملت لكم الفرايض.
292 - محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد ابن أبي الديلم عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين) فنادى الناس فاجتمعوا وامر بسمرات فقم شوكهن (41) ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟فقالوا: الله ورسوله فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلث مرات، فوقعت حسكة النفاق (42) في قلوب القوم وقالوا: وما انزل الله جل ذكره هذا على محمد قط وما يريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه.(43).
293 - في عيون الأخبار حدثنا الحكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي قال.
حدثني سهل بن القاسم النوشجاني قال.
قال رجل للرضا يا بن رسول الله (ع) انه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال توفى النبي صلى الله عليه وآله وهو في تقية فقال اما بعد قوله تعالى.
(يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل وبين أمر الله ولكن قريش فعلت ما اشتهت بعده واما قبل نزول هذه الآية فلعلة.
294 - في مجمع البيان والله يعصمك من الناس روى أن النبي صلى الله عليه وآله لما نزلت هذه الآية قال لحراس من أصحابه يحرسونه سعد وحذيفة.
الحقوا بملاحقكم فان الله تعالى عصمني من الناس.
295 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام ربنا اننا سمعنا بالمنادى وصدقنا المنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نادى بنداء عنك بالذي أمرته به أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولى أمرك فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك الامن كنت مولاه فعلى مولاه ومن كنت وليه فعلى وليه ومن كنت نبيه فعلى أميره.
296 - في أمالي الصدوق (ره) وباسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه لعلى عليه السلام.
ولقد انزل الله عز وجل إلى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) يعنى في ولايتك يا علي (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي.
297 - وباسناده إلى ابن عباس حديث طويل وفيه فأنزل الله تبارك وتعالى: (يا أيها الرسول: بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله تهديد وبعد وبعيد لأمضين أمر الله فان يتهموني ويكذبوني فهو أهون على من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة، قال: وسلم جبرئيل على على بإمرة المؤمنين فقال علي عليه السلام، يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية فقال: يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربى بتصديق ما وعدتم ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين ثم قال: يا بلال ناد في الناس ان لا يبقى غدا أحد الا عليك الا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول - الله صلى الله عليه وآله بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة وانى ضقت به ذرعا مخافة أن يتهموني ويكذبوني حتى أنزل الله على وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر على من عقوبة الله إياي (الحديث).
298 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال اتاه جبرئيل عليه السلام على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهاء والعصمة من الناس، فقال؟يا محمد ان الله عز وجل يقرئك السلام ويقول: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمره ان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما انزل الله في علي عليه السلام، وأخبره بان الله عز وجل قد عصمه من الناس فامر رسوله عندما جاءت العصمة مناديا ينادى في الناس: الصلاة جامعة إلى قوله صلى الله عليه وآله، وأؤدي ما أوحى إلى حذرا من أن لا أفعل فتحل لي منه قارعة (44) لا يدفعها عنى أحد وان عظمت حيلة لا إله إلا هو لأنه قد اعلمني انى لم أبلغ ما انزل إلى فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي الكريم، فأوحى الله: (بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) يعنى في الخلافة لعلي بن أبي طالب عليه السلام (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
299 - في تفسير علي بن إبراهيم (يا أيها الرسول بلغ ما انزل الله إليك من ربك) قال: نزلت هذه الآية في علي (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) قال نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع، وحج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدم المدينة، وكان من قوله بمنى ان حمد - الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى فانى لا أدري لعلى ألقاكم بعد عامي هذا.
ثم قال: هل تعلمون أي يوم أعظم حرمة؟قال الناس: هذا اليوم، قال، فأي شهر؟قال الناس، هذا.
قال: وأي بلد أعظم حرمة؟قالوا: بلدنا هذا، فان دماءكم وأموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، الأهل بلغت أيها الناس؟قالوا نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال، الا وكل مأثرة (45) أو بدع كانت في الجاهلية أو دم أو مال فهو تحت قدمي هاتين ليس أحد أكرم من أحد الا بالتقوى، الأهل بلغت؟قالوا، نعم، قال، اللهم اشهد، ثم قال، الا وكل ربا في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع منه ربا العباس بن عبد المطلب الا وكل دم كانت في الجاهلية فهو موضوع وأول موضوع منه دم ربيعة الأهل بلغت؟قالوا: نعم.
قال: اللهم اشهد، ثم قال، الا وان الشيطان قد يئس ان يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، الا وانه إذا أطيع فقد عبد، الا أيها الناس ان المسلم أخ المسلم حقا ولا يحل لامرء مسلم دم امرئ مسلم وما له الا ما أعطاه بطيبة نفس منه، وانى أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله، الأهل بلغت أيها الناس؟قالوا، نعم قال اللهم اشهد، ثم قال، أيها الناس احفظوا قولي تنتفعوا به بعدى وافهموه تنتعشوا الا لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا، فان أنتم فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدوني في كتيبة بين جبرئيل و ميكائيل اضرب وجوهكم بالسيف، ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ثم قال.
إن شاء الله أو علي بن أبي طالب، ثم قال: الا وانى قد تركت فيكم أمرين ان أخذتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، الا فمن اعتصم بهما فقد نجى ومن خالفهما فقد هلك الا هل بلغت؟قالوا، نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال.
الا وانه سيرد على الحوض منكم رجال فيدفعون عنى فأقول رب أصحابي، فيقال.
يا محمد انهم قد أحدثوا بعدك وغيروا سنتك فأقول.
سحقا سحقا، فلما كان آخر يوم من أيام التشريق أنزل الله.
(إذا جاء نصر الله والفتح) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله.
نعيت إلى نفسي ثم نادى.
الصلاة جامعة في مسجد الخيف، فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال.
نصر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلث لا يغل عليهن قلب امرء مسلم اخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم، فان دعوته محيطة من ورائهم المؤمنون اخوة تتكافى دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم.
أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين قالوا.
يا رسول الله وما الثقلان؟فقال.
كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كإصبعي هاتين وجمع بين سبابتيه.
ولا أقول كهاتين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه، فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا: يريد محمد ان يجعل الإمامة في أهل بيته، فخرج منهم أربعة نفر إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتابا ان أمات الله محمدا أو قتله ان لا يردوا هذا الامر في أهل بيته أبدا، فأنزل الله على نبيه في ذلك (أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم، نزل وقد علم الناس مناسكهم وأو عز إليهم وصية، إذ نزل عليه هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهدد ووعيد، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس هل تعلمون من وليكم؟فقالوا: نعم الله ورسوله، ثم قال ألستم تعلمون انى أولى بكم منكم من أنفسكم، فقالوا بلى، قال: اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلثا كل ذلك يقول مثل قوله الأول، ويقول الناس كذلك، ويقول: اللهم اشهد ثم اخذ بيد أمير المؤمنين عليه السلام فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال: الا من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأحب من أحبه ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اشهد عليهم وانا من الشاهدين، فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال: يا رسول الله هذا من الله ومن رسوله؟فقال نعم من الله ومن رسوله انه أمير المؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعدائه النار فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد في مسجد الخيف ما قال، وقال ههنا ما قال، وان رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة، فاجتمع أربعة عشر نفرا وتأمروا على قتل رسول - الله صلى الله عليه وآله وسلم وقعدوا له في العقبة وهي عقبة حرشي بين الجحفة والأبواء، فقعدوا سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما جن الليل تقدم رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا محمد ان فلانا وفلانا وفلانا قد قعدوا لك، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال، من هذا خلفي؟فقال حذيفة بن اليمان انا حذيفة بن اليمان يا رسول الله، قال سمعت ما سمعت قال بلى، قال فاكتم، ثم دنا رسول الله صلى الله عليه وآله منهم فناداهم بأسمائهم فلما سمعوا نداء رسول الله صلى الله عليه وآله مروا ودخلوا في غمار الناس (46) وقد كانوا عقلوا رواحلهم، فتركوها ولحق الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وطلبوهم وانتهى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رواحلهم فعرفها فلما نزل قال ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة ان أمات الله محمدا أو قتله ان لا يردوا هذا الامر في أهل بيته أبدا، فجاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحلفوا انهم لم يقولوا من ذلك شيئا ولم يردوه ولم يهموا بشئ في رسول الله صلى الله عليه وآله فأنزل الله (يحلفون بالله ما قالوا) ان لا يردوا هذا الامر في أهل بيت رسول الله (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) من قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ومالهم في الأرض من ولى ولا نصير) فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وبقى بها المحرم ونصف من صفر لا يشتكى شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذي توفى فيه صلى الله عليه وآله.
300 - فحدثني أبى عن مسلم بن خالد عن محمد بن جابر عن أبي مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما رجع من حجة الوداع: يا بن مسعود قد قرب الاجل ونعيت إلى نفسي، فمن لك بعدى؟فأقبلت أعد عليه رجلا رجلا فبكى صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال ثكلتك الثواكل فأين أنت عن علي بن أبي طالب لم تقدمه على الخلق أجمعين؟يا بن مسعود انه إذا كان يوم القيامة رفعت لهذه الأمة أعلام فأول الاعلام لواء الأعظم مع علي بن أبي طالب والناس جميعا تحت لوائي ينادى مناد هذا الفضل يا بن أبي طالب.
301 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال لما أمر الله نبيه صلى الله عليه وآله أن ينصب أمير المؤمنين عليه السلام في قوله (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي) بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلى مولاه فجائت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال إبليس مالكم؟فقالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس كلا ان الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على نبيه.
(ولقد صدق عليهم إبليس ظنه) الآية.
1- الرنة: الصيحة.
2- المراد من المهدى هو المهدى العباسي.
3- وفى نسخة البحار (ابن عيسى) وهو الظاهر.
4- القذة: ريش السهم يعنى كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع، قال ابن الأثير يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان.
5- وفى المصدر (كالب بن يافنا).
6- فيافى كصحارى لفظا ومعنى.
7- الفخار جمع الفخارة: الجرة ويقال له بالفارسية (سبو).
8- الوحي: العجلة، يقال في الاستعجال: (الوحي الوحي) أي البدار البدار يمد ويقصر.
9- أي يسيل.
10- أي أنتن.
11- المغبر: الملطخ بالغبار.
12- من نفى الشئ: خلص.
13- تقاعس عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه.
14- الربوة: ما ارتفع من الأرض.
15- غثاء الناس: أراذلهم واسقاطهم.
16- راوغه: خادعه وماكره.
17- سارقه: اختلس منه على غفلة.
18- ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر. والمسح: البلاس.
19- كذا في النسخ وفى المصدر بعد قوله جميعا هكذا: (وانما قتل واحدا؟فقال: يوضع في موضع من جهنم إليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا كان انما يدخل ذلك المكان و لو كان قتل واحدا كان انما يدخل ذلك المكان، قلت: فان قتل آخر؟قال: يضاعف عليه 0 انتهى 0.
20- أي اختلاس ظاهر قاله الطريحي في المجمع.
21- أي أعلاها، والزلفة: القرب.
22- حضر الفرس - بالضم -: عدوه.
23- يلنجوج: عود البخور.
24- انافت أي ارتفعت وأشرفت.
25- الريطة: كل ثوب رقيق لين. والإكليل: التاج.
26- الأرجوان معرب ارغوان: صبغ احمر.
27- أي قدر مد البصر.
28- الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر.
29- في المصدر. (ونحن نخاف الغوائل).
30- الطنفسة: البساط.
31- ذكر الطبرسي (ره) في شرح الحديث كلاما طويلا فراجع مجمع البيان ج 1 صفحة 14 ط صيدا.
32- هؤلاء من جملة البترية وهم الذين يقولون إن أبا بكر وعمر امامان وان أخطأت في البيعة لهما مع وجود علي عليه السلام لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الفسق وتوقفوا في عثمان ويبغضون طلحة وزبير وعايشة وهم قسم من الزيدية، وقد ورد في ذمهم روايات كثيرة.
33- كذا في النسخ لكن في المصدر في حديث بعده: (المولى) مفردا، والظاهر وقوع السقط من النساخ فراجع تفسير العياشي ج 1: 326.
34- أي ينفون ويطردون عنه.
35- وفى المصدر: (الله أكبر بتمام النعمة تمام نبوتي وكمال ديني. اه).
36- الحجزة: معقد الإزار.
37- تمادى في غيه: دام على فعله ولج.
38- الغياهب جمع الغيهب: الظلمة.
39- البتلة من التبتل بمعنى الانقطاع والتقطع وذكر البتلة بعد العزيمة للتأكيد.
40- السمرة: شجر ذو شوك. وقم البيت: كنسه.
41- الحسكة: العداوة والحقد.
42- الضبع: العضد.
43- القارعة: الداهية الشديدة،.
44- المأثرة: المكرمة المتوارثة.
45- غمار الناس: جماعتهم.
46- الحقو: موضع شد الإزار وهو الخاصرة.