قال عز من قائل: ﴿انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح﴾
667 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن أحمد بن النضر عن عمرو ابن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا وعنده جبرئيل إذ حانت جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال.
قال جبرئيل.
ان هذا حاجب الرب وأقرب خلق الله منه.
واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء.
فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فينظر فيه ثم ألقاه إلينا تسعى به من في السماوات والأرض.
668 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (حتى إذا فزع عن قلوبهم) الآية وذلك أن أهل السماوات لم يسمعوا وحيا فيما بين ان بعث عيسى بن مريم إلى أن بعث محمدا صلى الله عليه وآله فلما بعث الله جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله يسمع أهل السماوات صوت وحى القرآن كوقع الحديد على الصفا، فصعق أهل السماوات فلما فرغ من الوحي انحدر جبرئيل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
669 - في أصول الكافي عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فلما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين، جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة وقال لمحمد صلى الله عليه وآله: (انا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح النبيين من بعده) وأمر كل نبي بالأخذ بالسبيل والسنة وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها موسى عليه السلام أن جعل عليهم السبت.
670 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام قال: انى أوحيت إليك كما أوحيت إلى نوح والنبيين من بعده فجمع له كل وحى.
671 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن سعد الإسكاف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أعطيت السور الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور.
672 - علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود بن جعفر عن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: وانزل الزبور لثمان عشر خلون من شهر رمضان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
673 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وكان ما بين آدم ونوح من الأنبياء مستخفين ومستعلنين، وكذلك خفى ذكرهم في القرآن، فلم يسموا كما يسمى من استعلن من الأنبياء وهو قول الله عز وجل: ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل من رسلا لم نقصصهم عليك يعنى من لم نسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين من الأنبياء في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
674 - في مجمع البيان وكلم الله موسى تكليما) روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قرأ الآية التي قبل هذه على الناس قالت اليهود فيما بينهم ذكر محمد النبيين ولم يبين لنا أمر موسى عليه السلام، فلما نزلت هذه الآية وقرأها عليهم قالوا: إن محمدا قد ذكره وفضله بالكلام عليهم.
675 - في كتاب الخصال باسناده إلى الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله ناجى موسى بن عمران عليه السلام بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثلاثة أيام وليا لهن: ما طعم فيها موسى ولاشرب فيها، فلما انصرف إلى بني إسرائيل وسمع كلامهم مقتهم لما كان وقع في مسامعه من حلاوة كلام الله عز وجل.
676 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن الجهم عن أبي الحسن عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا عن موسى عليه السلام في قومه: يخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل (1) وصعد موسى عليه السلام إلى الطور وسأل الله تبارك وتعالى أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وامام، لان الله عز وجل أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه.
677 - وعن علي عليه السلام كلام طويل وفيه: كلم موسى تكليما بلا جوارح وأدوات ولا شفة ولا هوات، سبحانه وتعالى عن الصفات.
678 - وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات وكلام الله ليس بنحو واحد: منه ما كلم الله به الرسل، ومنه ما قذفه في قلوبهم، ومنه رؤيا يريها الرسل، ومنه وحى وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله، فاكتف بما وصفت لك من كلام الله، فان معنى كلام الله، فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ رسل السماء رسل الأرض.
679 - في تفسير علي بن إبراهيم عن النبي صلى الله عليه وآله حديث في قصة الاسراء وفيه يقول صلى الله عليه وآله: ثم ركبت ومضينا ما شاء الله ثم قال لي: انزل فصل، فنزلت وصليت فقال لي: أتدري أين صليت؟فقلت: لا، فقال: صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى تكليما.
680 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل في مكالمة بينه وبين اليهود وفيه: قالت اليهود: موسى خير منك، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولم؟قالوا: لان الله عز وجل كلمه بأربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لقد أعطيت انا أفضل من ذلك، قالوا.
وما ذاك؟قال: قوله عز وجل: (سبحان الذي أسرى) الحديث.
681 - وروى عن صفوان بن يحيى قال سألني أبو قرة المحدث صاحب شبرمة ان أدخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام، فاستأذنته فاذن له فدخل فقال له: أخبرني جعلني الله فداك عن كلام الله لموسى عليه السلام؟فقال: الله أعلم ورسوله بأي لسان كلمه.
بالسريانية أم بالعبرانية، فاخذ أبو قرة بلسانه فقال: انما أسئلك عن هذا اللسان، فقال أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله مما تقول ومعاذ الله أن يشبه خلقه أو يتكلم بمثل ما هم به متكلمون، ولكنه تبارك وتعالى ليس كمثله شئ ولا كمثله قائل فاعل، قال: كيف ذلك؟قال: كلام الخالق للمخلوق ليس ككلام المخلوق لمخلوق، ولا يلفظ بشق فم ولسان، ولكن يقول له كن فكان بمشيته ما خاطب به موسى من الامر والنهى من غير تردد في نفس.
682 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن خالد الطيالسي عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: لم يزل الله متكلما؟قال: فقال، ان الكلام صفة محدثة ليس بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم.
1- السفح: أسفل الجبل.