قال عز من قائل: ﴿وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما﴾
651 - في أمالي صدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه لعلقمة يا علقمة ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط، ألم ينسبوا مريم ابنة عمران عليها السلام انها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف.
652 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه واما غيبة عيسى عليه السلام فان اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله جل ذكره بقوله عز وجل: وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.
653 - في الكافي علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنى عشر رجلا فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء فقال: ان الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة و مطهري من اليهود، فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي، فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، فقال: فأنت هوذا، فقال لهم عيسى، اما ان منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنى عشرة كفرة، فقال له رجل منهم: انا هو يا نبي الله؟فقال عيسى: أتحس بذلك في نفسك؟فلتكن هو.
ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون بعدى على ثلث فرق فرقتين مفتريتين على الله في النار، وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم رفع الله عيسى من زاوية البيت وهم ينظرون إليه، ثم قال أبو جعفر عليه السلام ان اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى: ان منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، واخذوا الشاب الذي القى عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب.
وكفر الذي قال له عيسى، تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة.
654 - فيمن لا يحضره الفقيه عن زيد بن علي عن أبيه سيد العابدين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به إليه، لا تسمع الله عز وجل يقول (تعرج الملائكة والروح إليه)؟ويقول عز وجل في قضية عيسى بن مريم عليهما السلام (بل رفعه الله إليه).
655 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه القائم عليه السلام وفيه فإذا نشر راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انجط عليه ثلاثة عشر الف ملك وثلاثة عشر ملكا كلهم ينظرون القائم عليه السلام وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث القى في النار، وكانوا مع عيسى عليه السلام حين رفع.
656 - وباسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان جبرئيل عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض قبلي وخبر من بعث قبلي من الأنبياء والرسل وهو حديث طويل قال فيه عليه السلام ان عيسى بن مريم اتى بيت المقدس فمكث يدعوهم ويرغبهم فيما عند الله ثلثا وثلثين سنة، حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا، وانما شبه لهم وما قدروا على عذابه ودفنه، ولا على قتله وصلبه، قوله عز وجل: انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدرا على قتله وصلبه، لأنهم لو قدروا على ذلك لكان تكذيبا لقوله تعالى ولكن رفعه الله إليه بعد ان توفاه عليه السلام.
657 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن محمد عن سهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال، لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام قام الحسن بن علي في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله ثم قال.
أيها الناس انه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، والله لقد قبض في الليلة التي قبض فيها وصى موسى يوشع ابن نون، والليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
658 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال وصور ابن مريم في الرحم دون الصلب وإن كان مخلوقا في أصلاب الأنبياء، ورفع وعليه مدرعة (1) من صوف.
659 - وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل ستسمعه في بني إسرائيل وفيه قال: ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟قال ابنا الخالة يحيى وعيسى عليهما السلام فسلمت عليهما وسلما على واستغفرت لهما واستغفر إلى وقالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح.
660 - حدثني الحسين بن عبد الله السكيني عن أبي سعيد البجلي عن عبد الملك ابن هارون عن أبي عبد الله عن الحسن بن علي عليهما السلام وذكر حديثا طويلا وفيه قال عليه السلام وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام: وكان عمره ثلاث وثلاثون سنة ثم رفعه الله إلى السماء ويهبط إلى الأرض بدمشق وهو الذي يقتل الدجال.
661 - وقوله: وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا فإنه روى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رجع آمن به الناس كلهم.
662 - قال، وحدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن أبي حمزة عن شهر بن حوشب قال، قال لي الحجاج يا شهر! آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت، أيها الأمير أية آية هي؟فقال قوله (وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته) والله انى لأمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني (2) فلما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت، قال، كيف هو؟قلت، ان عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا، فلا يبقى أهل ملة يهودي ولاغيره الا آمن به قبل موته، ويصلى خلف المهدى قال، ويحك انى لك هذا ومن أين جئت به؟فقلت، حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فقال، جئت والله بها من عين صافية.
663 - في مجمع البيان (ليؤمنن به قبل موته) اختلف فيه على أقوال إلى قوله، وثالثها أن يكون المعنى ليؤمنن بمحمد صلى الله عليه وآله قبل موت الكتابي عن عكرمة ورواه أيضا أصحابنا، وفى هذه الآية دلالة على أن كل كافر يؤمن عند المعاينة وعلى ان ايمانه ذلك غير مقبول كما لم يقبل ايمان فرعون في حال البأس عند زوال التكليف، ويقرب من هذا ما رواه الامامية فان المحتضرين من جميع الأديان يرون رسول الله صلى الله عليه وآله وخلفائه عند الوفاة ويروون في ذلك عن علي عليه السلام أنه قال للحارث الهمداني.
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا يعرفني طرفه وأعرفه * بعينه واسمه وما فعلا
664 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته قال ليس من أحد من جميع الأديان يموت الا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليهما السلام حقا من الأولين والآخرين.
665 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من زرع حنطة في ارض ولم يزك زرعه أو خرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعيه واكرته لان الله عز وجل يقول: فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم يعنى لحوم الإبل والبقر والغنم.
666 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن محبوب عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من زرع حنطة في أرض فلم يزك في أرضه وخرج زرعه كثير الشعير فبظلم عمله في ملك رقبة الأرض أو بظلم لمزارعه وأكرته لان الله يقول (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) يعنى لحوم الإبل والبقر والغنم هكذا أنزلها الله فأقرؤها هكذا، ما كان الله ليحل شيئا في كتابه يحرمه من بعد ما أحله، ولا يحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه، قلت: وكذلك أيضا (ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما) قال: نعم قلت فقوله: (الا ما حرم إسرائيل على نفسه) قال، ان إسرائيل كان إذا أكل من لحم الإبل يهيج عليه وجع الخاصرة.
فحرم على نفسه لحم الإبل وذلك من قبل ان تنزل التوراة.
فلما نزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكله.
1- المدرعة: جبة مشقوقة المقدم.
2- رمقه رمقا: أطال النظر إليه.