قال عز من قائل: ﴿من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا و الآخرة﴾
609 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن علي بن محمد باسناده رفعه قال، قال أمير المؤمنين لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل وانما سميت الدنيا دنيا لأنها أدنى من كل شئ وسميت الآخرة آخرة لان فيها الجزاء والثواب.
610 - باسناده إلى عبد الله بن يزيد بن سلام انه سأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: أخبرني عن الدنيا لم سميت الدنيا؟قال لان الدنيا دنية خلقت من دون الآخرة ولو خلقت مع الآخرة لم يفن أهلها كما لا يفنى أهل الآخرة، قال: فأخبرني لم سميت الآخرة آخرة، قال لأنها متأخرة تجئ من بعد الدنيا، لا توصف سنينها ولا تحصى أيامها ولا يموت سكانها قال صدقت يا محمد، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
611 - في كتاب الخصال جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا ثلثا ليس معهن رابعة من كانت الآخرة همته كفاه الله همته من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس.
612 - عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من تعلق قلبه بالدنيا تعلق منها بثلث خصال: هم لا يفنى، وأمل لا يدرك ورجاء لا ينال.
613 - في نوادر من لا يحضره الفقيه وروى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد قال: الدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبه الموت حتى يخرجه منها، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى توفيه رزقه.
614 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن علي بن سويد السائبي عن أبي الحسن عليه السلام قال، كتب إلى في رسالته إلى - وسألته عن الشهادة لهم -، فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم، فان خفت على أخيك ضيما (1) فلا.
615 - في تفسير علي بن إبراهيم قال أبو عبد الله عليه السلام: ان للمؤمن على المؤمن سبع حقوق فأوجبها أن يقول الرجل حقا وإن كان على نفسه أو على والديه فلا يميل لهم عن الحق.
616 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة هم أقرب الخلق إلى الله تعالى يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما على الاخر بشعرة ورجل قال الحق فيما له وعليه.
617 - عن محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام، ان لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحق (الحديث).
618 - في مجمع البيان (وان تلووا وقيل معناه ان تلووا أي تبدلوا الشهادة أو تعرضوا أي تكتموها عن أبن زيد والضحاك وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام
619 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (ان تلووا أو تعرضوا) فقال: ان تلووا الامر أو تعرضوا عما أمرتم به، فان الله كان بما تعملون خبيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
620 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة وعلي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي صلى الله عليه وآله: من كنت مولاه فعلى مولاه ثم آمنوا بالولاية لأمير المؤمنين عليه السلام ثم كفروا حيث مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يقروا بالبيعة ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ.
621 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لمحمد بن علي عليهما السلام: قول الله في كتابه: (الذين آمنوا ثم كفروا) قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة، وكانوا سبعة عشر رجلا قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر (ره) إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبي ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفى مكة صناديدها وكانوا في مكة يسمون عليا الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي، لقول الله عز وجل: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبي وقال انني من المسلمين) والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه فساروا فقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة فعرضوا لهما وخوفوهما وغلظوا عليهما الامر، فقال علي عليه السلام: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لعلى وبقول على لهم فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قول الله؟(ألم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل) إلى قوله: (والله ذو فضل عظيم) وانما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا ان أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، وهما اللذان قال الله: (ان الذين آمنوا ثم كفروا) إلى آخر الآية، فهذا أول كفرهم والكفر الثاني قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى لم يبق منهم أحد الا تمنى أن يكون بعض أهله فإذا بعلى قد خرج وطلع بوجهه، قال: هو هذا فخرجوا غضبانا وقالوا: ما بقي الا ان يجعله نبيا والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه وليصدنا على أنه دام هذا، فأنزل الله.
(ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) إلى آخر الآية، فهذا الكفر الثاني وزادوا الكفر حين قال الله (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) فقال النبي صلى الله عليه وآله يا علي أصبحت وأمسيت خير البرية فقال له أناس.
هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء؟فأنزل.
(ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم) إلى (سميع عليم) قالوا فهو خير منك يا محمد قال الله (قل انى رسول الله إليكم جميعا) ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضبانا وقالوا زيادة.
الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله.
(ثم ازدادوا كفرا).
622 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام في قول الله (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم ازدادوا كفرا) قال نزلت في عبد الله بن أبي - سرح الذي بعثه عثمان إلى مصر، قال.
(وازدادوا كفرا) حين لم يبق فيه من الايمان شئ
623 - عن أبي بصير قال.
سمعته يقول، (الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) من زعم أن الخمر حرام ثم شربها، ومن زعم أن الزنا حرام ثم زنى، ومن زعم أن الزكاة حق ولم يؤدها.
624 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله، (ان الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا) قال، نزلت في الذين آمنوا برسول الله اقرارا لا تصديقا، ثم كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم أن لا يردوا الامر في أهل بيته أبدا، فلما نزلت الولاية واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم لأمير المؤمنين عليه السلام آمنوا اقرارا لا تصديقا، فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله كفروا وازدادوا كفرا (لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) يعنى طريقا الا طريق جهنم وقوله، (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة) يعنى القوة.
625 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال، حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث طويل، ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها و فرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله عز وجل، فقال في ذلك: وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ثم استثنى الله عز وجل موضع النسيان فقال، (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
626 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن شعيب العقرقوفي قال، سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها) إلى آخر الآية فقال، انما عنى بهذا الرجل يجحد الحق و يكذب به ويقع في الأئمة فقم من عنده، ولا تقاعده كائنا من كان.
627 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله، (وقد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله) إلى قوله، (انكم إذا مثلهم) قال، إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده.
628 - فيمن لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية، ففرض على السمع ان لا تصغى به إلى المعاصي، فقال عز وجل، (و قد نزل عليكم في الكتاب ان إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره انكم إذا مثلهم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
629 - في مجمع البيان (وقد نزل عليكم في الكتاب الآية) وروى أيضا العياشي باسناده عن علي بن موسى الرضا في تفسير هذه الآية قال، إذا سمعت الرجل يجحد الحق ويكذب به ويقع في أهله فقم من عنده ولا تقاعده.
630 - في عيون الأخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال، حدثني أبى عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال.
قلت للرضا عليه السلام يا بن رسول الله ان في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته؟فقال، كذبوا لعنهم الله ان الذي لا يسهو هو الله لا اله هو قال، قلت للرضا عليه السلام.
يا بن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي عليهما السلام لم يقتل وانه ألقى شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي، وانع رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم عليه السلام ويحتجون بهذه الآية.
ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم في اخباره بان الحسين عليه السلام سيقتل، والله لقد قتل الحسين وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي عليهم السلام، وما منا الا مقتول، وانى والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إلى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره به جبرئيل عليه السلام عن رب العالمين عز وجل، واما قوله عز وجل: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فإنه يقول: لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق الحجة.
631 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن الحسين بن إسحاق عن علي بن مهزيار عن محمد ابن عبد الحميد والحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل قال كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن مسألة فكتب عليه السلام إلى: (ان المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) ليسوا من الكافرين وليسوا من المؤمنين وليسوا من المسلمين يظهرون الايمان ويصيرون إلى الكفر والتكذيب لعنهم الله.
632 - في عيون الأخبار حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام إلى أن قال، وسألته عن قول الله عز وجل: (سخر الله منهم) وعن قوله، (يستهزئ بهم) وقوله تعالى، (ومكروا ومكر الله) وعن قوله عز وجل: (يخادعون الله وهو خادعهم) فقال: ان الله عز وجل لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع، ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
633 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله: وللمنافق ثلث علامات يخالف لسانه قلبه، وفعله قوله، وعلانيته سريرته، وللكسلان ثلث علامات يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم، وللمرائي ثلث علامات يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان الناس عنده، ويتعرض في كل أمر للمحمدة.
634 - عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما ينبت الماء الشجر، استماع اللهو والبذاء، واتيان باب السلطان، وطلب الصيد.
635 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ولا تقم إلى الصلاة متكاسلا ولا متناعسا ولا متثاقلا، فإنها من خلال النفاق، وقد نهى الله عز وجل المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعنى من النوم، وقال للمنافقين: وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا.
636 - في معاني الأخبار حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان قال: كنا جلوسا عند أبي - عبد الله عليه السلام إذ قال له رجل من الجلساء: جعلت فداك يا بن رسول الله أخاف على أن أكون منافقا فقال له: إذا خلوت في بيتك نهارا أو ليلا أليس تصلى؟فقال: بلى، فقال: فلمن تصلى؟فقال: لله عز وجل، فقال فكيف تكون منافقا وأنت تصلى لله عز وجل لا لغيره.
637 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن إسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمر عن أبي المعزا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر، فقال الله عز وجل (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا).
638 - الحسين بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الهيثم بن واقد عن محمد بن مسلم عن ابن مسكان عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال ان المنافق ينهى ولا ينتهى، ويأمر بما لا يأتي وإذا قام إلى الصلاة اعترض، قلت يا بن رسول الله وما الاعتراض؟قال الالتفات، فإذا ركع ربض، (2) يمسى وهمه العشاء وهو مفطر ويصبح وهمه النوم ولم يسهر وان حدثك كذبك وان ائتمنته خانك، وان غبت اغتابك، وان وعدك أخلفك.
639 - أبو علي الأشعري عن الحسين بن علي الكوفي عن عثمان بن عيسى عن سعيد بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ينتفع به في بعض بنيانه، فلم يستقم له في الموضع الذي أراد، فحوله في موضع آخر فلم يستقم، فكان آخر ذلك ان احرقه بالنار.
640 - في الكافي سهل عن ابن محبوب عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قال أبى لبعض ولده إياك والكسل والضجر فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة.
641 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي - عبد الله عليه السلام قال من كسل عن طهوره وصلاته فليس فيه خير لأمر آخرته، ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر دنياه.
642 - علي بن محمد رفعه قال قال أمير المؤمنين على صلوات الله عليه ان الأشياء (لما ازدوجت ازدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقر.
643 - في روضة الكافي باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) واعلموا ان المنكرين هم المكذبون، وان المكذبين هم المنافقون، وان الله قال للمنافقين - وقوله الحق -.
ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا.
644 - في كتاب الاحتجاج على عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه يقول عليه السلام معاشر الناس سيكون من بعدى أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون معاشر الناس ان الله وانا بريئان منهم، معاشر الناس انهم وأنصارهم وأشياعهم واتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين.
645 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول الا من ظلم: أي لا يحب أن يجهر الرجل بالظلم والسوء ويظلم الامن ظلم فقد أطلق له أن يعارضه بالظلم.
646 - وفى حديث آخر في تفسير هذا قال، ان جاءك رجل وقال فيك ما ليس فيك من الخير والثناء والعمل الصالح فلا تقبله منه وكذبه فقد ظلمك.
647 - في مجمع البيان (لا يحب الله الجهر بالسوء) الآية قيل في معناه أقوال أحدها، لا يحب الله الشتم في الانتصار الامن ظلم فلا بأس له ان ينتصر ممن ظلمه بما يجوز الانتصار به في الدين وهو المروى عن أبي جعفر عليه السلام.
648 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه الضيف ينزل بالرجل فلا يحسن ضيافته فلا جناح عليه في أن يذكره بسوء ما فعله.
649 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض قال: هم الذين أقروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانكروا أمير المؤمنين عليه السلام، ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا أي ينالوا خيرا، قوله: (فبما نقضهم ميثاقهم) يعنى فبنقضهم ميثاقهم (وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق) قال: هؤلاء لم يقتلوا الأنبياء وانما قتلهم أجدادهم وأجداد أجدادهم فرضى هؤلاء بذلك، فالزمهم الله القتل بفعل أجدادهم، فكذلك من رضى بفعل فقد لزمه وان لم يفعله.
650 - في عيون الأخبار باسناده إلى إبراهيم بن أبي محمود قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام إلى أن قال: وسألته عن قول الله عز وجل: ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم) قال: الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا).
1- الضيم: الظلم.
2- الريض: مأوى الغنم وكل ما يؤوى ويستراح إليه.