قال عز من قائل: ﴿يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم﴾
196 - في أصول الكافي محمد عن أحمد عن علي بن النعمان رفعه عن أبي - جعفر قال قال أبو جعفر عليه السلام يمصون الثماد (1) ويدعون النهر العظيم، قيل له وما النهر العظيم؟قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلم الذي أعطاه الله ان الله عز وجل جمع لمحمد صلى الله عليه وآله سنن النبيين من آدم وهلم جرا إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قيل له وما تلك السنن؟قال علم النبيين بأسره، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صير ذلك كله عند أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له رجل يا بن رسول الله فأمير المؤمنين أعلم أم بعض النبيين؟فقال أبو جعفر عليه السلام: اسمعوا ما يقولون! (2) ان الله يفتح مسامع من يشاء، انى حدثته ان الله جمع لمحمد علم النبيين وانه جمع ذلك كله عند أمير المؤمنين وهو يسألني أهو اعلم أم بعض النبيين؟197 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبي أيوب عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الرجل منا يكون عنده الشئ يتبلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عز وجل بميسرة فيقضى دينه، أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟قال: يقضى بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس الا وعنده ما يؤدى إليهم حقوقهم: ان الله عز وجل يقول: ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل الا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تستقرض على ظهره الا وعنده وفاء، ولو طاف على أبواب الناس فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين الا أن يكون له ولى يقضى دينه من بعده، ليس منا من ميت الا جعل الله له وليا يقوم في عدته (3) ودينه فيقضى عدته ودينه.
198 - في مجمع البيان وفى قوله: (بالباطل) قولان أحدهما: انه الربا والقمار والبخس والظلم عن السدى وهو المروى عن الباقر عليه السلام.
199 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ولا تقتلوا أنفسكم قال: كان الرجل إذا خرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في الغز ويحمل على العدو وحده من غير أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وآله، فنهى الله أن يقتل نفسه من غير أمر رسول الله صلى الله عليه وآله.
200 - في مجمع البيان (ولا تقتلوا أنفسكم) فيه أربعة أقوال، إلى قوله: ورابعها ما روى عن أبي عبد الله عليه السلام ان معناه: لا تخاطروا بنفوسكم في القتال فتقاتلوا من لا تطيقونه.
201 - في تفسير العياشي عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الجباير تكون على الكسر كيف يتوضأ صاحبها وكيف يغتسل إذا أجنب؟قال: يجزيه المسح (4) بالماء عليها في الجنابة والوضوء، قلت: فإن كان في برد يخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده (5) فقرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما).
202 - عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما) قال: كان المسلمون يدخلون على عدوهم في المغارات فيتمكن منهم عدوهم فقتلهم كيف شاء، فنهاهم الله، أن يدخلوا عليهم في المغارات.
203 - عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال: كنت أنا وعلقمة الحضرمي وأبو حسان العجلي وعبد الله بن عجلان ننظر أبا جعفر عليه السلام، فخرج علينا فقال: مرحبا وأهلا والله انى أحب ريحكم وأرواحكم وانكم لعلى دين الله، فقال علقمة: فمن كان على دين الله تشهد أنه من أهل الجنة؟قال: فمكث هنيئة، قال: ونوروا أنفسكم فإن لم تكونوا اقترفتم الكبائر فانا اشهد، قلنا: وما الكبائر؟قال: هي في كتاب الله على سبع قلنا: فعدها علينا جعلنا فداك، قال الشرك بالله العظيم، وأكل مال اليتيم، واكل الربوا بعد البينة، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وقتل المؤمن، وقذف المحصنة، قلنا ما بنا أحد أصاب من هذا شيئا؟قال: فأنتم إذا.
204 - في ثواب الأعمال أبى (ره) قال حدثني سعد بن عبد الله عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي عن الحسن بن علي الوشاء عن أحمد بن عمر الحلبي قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم قال من اجتنب ما أوعد عليه النار إذا كان مؤمنا كفر الله عنه سيئاته ويدخله مدخلا كريما، والكبائر السبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، واكل الربا: والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنة، واكل مال اليتيم، والفرار من الزحف.
205 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) قال: من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته.
206 - في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن حفص الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير قال سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول لا يخلد الله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال الله تبارك وتعالى (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
207 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما) قال الكبائر التي أوجب الله عز وجل عليها النار.
208 - في نهج البلاغة قال عليه السلام ومباين بين محارمه من كبير أوعد عليه نيرانه، أو صغير أرصد له غفرانه.
209 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن الحسن ابن عبد الرحمن عن منصور عن حريز عن عبد الله عن الفضيل عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: اما والله يا فضيل ما لله عز وجل حاج غيركم، ولا يغفر الذنوب الا لكم، ولا يقبل الا منكم، وانكم لأهل هذه الآية: (ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيأتكم وندخلكم مدخلا كريما) والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
210 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من اجتنب الكبائر كفر الله عنه جميع ذنوبه وفى ذلك قول الله عز وجل: (ان تجتبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما).
211 - في مجمع البيان ولا تتمنوا مما فضل الله به بعضكم على بعض أي لا يقل أحدكم: ليت ما أعطى فلان من المال والنعمة أو المرأة الحسناء كان لي، فان ذلك يكون حسدا ولكن يجوز أن يقول: اللهم، اعطني مثله عن ابن عباس وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
212 - وجاء في الحديث عن ابن مسعود عن النبي عليه السلام قال: سلوا الله من فصله فإنه يحب ان يسأل، وأفضل العبادة انتظار الفرج.
213 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في كل امرء واحدة من الثلث: الكبر والطيرة والتمني - فإذا تطير أحدكم فليمض على طيرته وليذكر الله عز وجل وإذا خشي الكبر فليأكل مع عبده وخادمه، وليحلب الشاة: وإذا تمنى فليسأل الله عز وجل وليبتهل إليه ولا تنازعه نفسه إلى الاثم.
214 - عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تمنى شيئا وهو لله تعالى رضا لم يخرج من الدنيا حتى يعطاه.
215 - في أصول الكافي حميد بن زياد عن الخشاب عن ابن بقاح عن معاذ عن عمرو بن جميع عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من لم يسأل الله عز وجل من فضله افتقر.
216 - أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن ميسر بن عبد العزيز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يا ميسر ادع ولا تقل ان الامر قد فرغ منه ان عند الله عز وجل منزلة لا تنال الا بمسألة، ولو أن عبدا سد فاه ولم يسأل لم يعط شيئا فسل تعط، يا ميسر انه ليس من باب يقرع الا يوشك ان يفتح لصاحبه.
217 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: ليس من نفس الا وقد فرض الله عز وجل لها رزقا حلالا يأتيها في عافية، وعرض لها بالحرام من وجه آخر، فان هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذي فرض لها، وعند الله سواهما فشل كثير وهو قوله عز وجل: واسئلوا الله من فضله.
218 - في من لا يحضره الفقيه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تبارك وتعالى أحب شيئا لنفسه وأبغضه لخلقه، أبغض عز وجل لخلقه المسألة، وأحب لنفسه ان يسأل وليس شئ أحب إليه من أن يسأل، فلا يستحيى أحدكم ان يسأل الله عز وجل من فضله ولو شسع نعل (6).
219 - في تفسير العياشي عن إسماعيل بن كثير رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما نزلت هذه الآية: (واسئلوا الله من فضله) قال أصحاب النبي ما هذا الفضل، أيكم يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ذلك؟قال: فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: انا أسأله عنه فسأله عن ذلك الفضل ما هو؟فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله خلق خلقه وقسم لهم أرزاقهم من حلها، وعرض لهم بالحرام فمن انتهك حراما نقص له من الحلال بقدر ما انتهك من الحرام وحوسب به.
220 - عن أبي الهذيل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله قسم الأرزاق بين عباده وأفضل فضلا كثيرا لم يقسمه بين أحد قال الله، (واسئلوا الله من فضله).
221 - عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له جعلت فداك انهم يقولون إن النوم بعد الفجر مكروه لان الأرزاق تقسم في ذلك الوقت؟فقال: الأرزاق موظوفة مقسومة ولله فضل يقسمه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وذلك قوله: (واسئلوا الله من فضله) ثم قال، وذكر الله بعد طلوع الفجر أبلغ في طلب الرزق من الضرب في الأرض.
222 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب قال، سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله عز وجل: ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت ايمانكم قال: انما عنى بذلك الأئمة عليهم السلام، عقد الله عز وجل ايمانكم.
223 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب قال: أخبرني ابن بكير عن زرارة قال، سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) قال: انما عنى بذلك أولوا الأرحام في المواريث، ولم يعن أولياء النعمة فأولاهم بالميت أقربهم إليه من الرحم التي يجره إليها.
224 - في تفسير علي بن إبراهيم (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) قال نسخت هذه قوله، والذين عقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم.
225 - في مجمع البيان (والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم) قال مجاهد معناه فاعطوهم نصيبهم من النصر والعقد والرفد ولا ميراث، فعلى هذا يكون الآية غير منسوخة، ويؤيده قوله تعالى، (أوفوا بالعقود) وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته يوم فتح مكة ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به، فإنه لم يزد الاسلام الا شدة، ولا - تحدثوا حلفا في الاسلام.
226 - وروى عبد الرحمن بن عوف ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، شهدت حلف المطيبين وانا غلام مع عمومتي، فما أحب ان لي حمر النعم وانى أنكثه.(7).
227 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل، وعلة اعطاء النساء نصف ما يعطى الرجل من الميراث لأن المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطى، فلذلك وفر على الرجال، وعلة أخرى في اعطاء الذكر مثلي ما يعطى الأنثى لان الأنثى في عيال الذكران احتاجت وعليه أن يعولها وعليه نفقتها، وليس على المرأة ان تعول الرجل ولا يؤخذ بنفقته إذا احتاج، فوفر الله على الرجل لذلك وذلك قول الله عز وجل الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم.
228 - في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن علي ماجيلويه عن عمه عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي الحسن البرقي عن عبد الله بن جبلة عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له: ما فضل الرجال على النساء فقال النبي صلى الله عليه وآله: كفضل السماء على الأرض، وكفضل الماء على الأرض، فالماء يحيى الأرض، وبالرجال يحيى النساء، ولولا الرجال ما خلقوا النساء يقول الله عز وجل، (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم) قال اليهودي: لأي شئ كان هكذا؟فقال النبي صلى الله عليه وآله: خلق الله عز وجل آدم من طين، ومن فضلته وبقيته خلقت حواء، وأول من أطاع النساء آدم، فأنزله الله عز وجل من الجنة، وقد بين فضل الرجال على النساء في الدنيا، ألا ترى إلى النساء كيف يحضن ولا يمكنهن العبادة من القذارة، والرجال لا يصيبهم شئ من الطمث، فقال اليهودي: صدقت يا محمد.
229 - في تفسير علي بن إبراهيم في رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: قانتات يقول: مطيعات.
1- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر (ج 1: 222 ط طهران) وكذا في المرآة والوافي لكن في الأصل (يمضون إلى الثمار) قال الطريحي وفى الحديث: من لم يأخذ العلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله: يمصون الثماد ويدعون النهر العظيم، الثماد: هو الماء القليل الذي لا مادة له والكلام استعارة. وقال الفيض (ره): الثمد الماء القليل كأنه (ع) أراد ان يبين ان العلم الذي أعطاه الله نبيه صلى الله عليه وآله ثم أمير المؤمنين (ع) هو الوم عنده وهو نهر عظيم يجرى اليوم من بين أيديهم فيدعونه، ويمصون كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء (انتهى) والمص: الشرب بالجذب.
2- وفى المصدر (اسمعوا ما يقول.
3- العدة: الوعد.
4- وفى المصدر (المس) بدل (المسح).
5- أفرغ الماء: صبه.
6- الشسع: قبال النعل وهو زمام بين الإصبع، الوسطى والتي تليها.
7- اجتمع بنو هاشم وبنو زهرة وتيم في دار ابن جدعان في الجاهلية وجعلوا طيبا في جفنة وغمسوا أيديهم فيه، وتحالفوا على التناصر والاخذ للمظلوم من الظالم فسموا المطيبين، وحمر النعم: الإبل الحمر وهي أنفس الأموال من النعم وأقواها وأجلدها، فجعلت كناية عن خير الدنيا كله.