قال عز من قائل: ﴿سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب﴾

394 - في مجمع البيان روى أن الكفار دخلوا مكة كالمنهزمين مخافة أن يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه الكرة عليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نصرت بالرعب مسيرة شهر.

395 - في كتاب الخصال عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فضلت بأربع نصرت بالرعب مسيرة شهر يسير بين يدي.

396 - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي، جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب.

397 - عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول عليه السلام فيه: قال لي الله جل جلاله ونصرتك بالرعب الذي لم انصر به أحدا قبلك.

398 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا يعنى أصحاب عبد الله بن جبير الذين تركوا مراكزهم ومر والغنيمة، قوله: ومنكم من يريد الآخرة يعنى عبد الله ابن جبير وأصحابه الذين بقوا حتى قتلوا.

399 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فأثابكم غما بغم فاما الغم الأول فالهزيمة والقتل، والغم الآخر فاشراف خالد بن الوليد عليهم، يقول: لكي لا تحزنوا على ما فاتكم من الغنيمة ولا على ما أصابكم يعنى قتل اخوانهم والله خبير بما تعملون ثم انزل عليكم من بعد الغم يعنى الهزيمة.

400 - في تفسير العياشي عن الحسين بن أبي العلا عن أبي عبد الله عليه السلام - وذكر يوم أحد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كسرت رباعيته -: ان الناس ولوا مصعدين في الوادي، والرسول يدعوهم في اخريهم فأثابهم غما بغم ثم انزل عليهم النعاس، فقلت: النعاس ما هو؟قال: الهم، فلما استيقظوا قالوا: كفرنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

401 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان أي خدعهم حتى طلبوا الغنيمة ببعض ما كسبوا قال: بذنوبهم ولقد عفى الله عنهم.

402 - في تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام في قوله (انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) فهو عقبة بن عثمان وعثمان بن سعد.

403 - عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) قال: هم أصحاب العقبة.

404 - عن زرارة قال: كرهت ان اسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك.

قلت: لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: اخبرني عمن قتل أمات؟قال: لا الموت موت والقتل قتل، قلت ما أحد يقتل الا وقد مات؟فقال قول الله أصدق من قولك فرق بينهما في القرآن فقال (أفإن مات أو قتل) وقال لئن متم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل قلت فان الله يقول (كل نفس ذائقة الموت) قال من قتل لم يذق الموت، ثم قال لابد من أن يرجع حتى يذوق الموت.

405 - عن عبد الله بن المغيرة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل عن قول الله: ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم: قال أتدري يا جابر ما سبيل الله؟فقلت لا والله الا ان أسمعه منك، قال سبيل الله على وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله، ليس من يؤمن من هذه الأمة الأولى قتلة وميتة، قال: إنه من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل.

406 - عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا أبى الحسن عليه السلام وأخبرته انه ليس يقول بهذا القول، وانه قال: والله لا أريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله، فقال: ادخله فدخل، فقال له: جعلت فداك إن كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي وكان فيما يزعمون أنه كان بعينه، فقال وانا استغفر الله مما كان منى، فأحب ان تقبل عذرى وتغفر لي ما كان منى فقال نعم أقبل ان لم اقبل كان ابطال ما يقول هذا وأصحابه أشار إلى بيده - ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين قال الله لنبيه عليه وآله السلام فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر ثم سأله هعن أبيه فأخبره انه قد مضى واستغفر له.

407 - في كتاب معاني الأخبار أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله عز وجل: (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم) فقال: أتدري ما سبيل الله؟قال قلت لا والله الا ان أسمعه منك، قال: سبيل الله علي عليه السلام وذريته وسبيل الله من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله.

408 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: من استبد برايه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.

409 - وفيه قال عليه السلام والاستشارة عين الهداية، وقد خاطر من استغنى برايه.

410 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى البختري عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل وفيه: لا وحدة أوحش من العجب ولا مظاهرة أوثق من المشاورة.

411 - في كتاب الخصال عن محمد بن آدم عن أبيه باسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ولا تشاورن البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها.

412 - وفيه في الحقوق المروية عن علي بن الحسين عليهما السلام وحق المستشير ان علمت له رأيا أشرت عليه، وان لم تعلم أرشدته إلى من يعلم، وحق المشير عليك ان لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه، فان وافقك حمدت الله.

413 - عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: يا بن رسول الله أوصني، فقال: يا سفيان لا مروة للكذوب، إلى قوله: وشاور في امرك الذين يخشون الله.

414 - في تفسير العياشي أحمد بن محمد عن علي بن مهزيار قال: كتب إلى أبو جعفر عليه السلام ان سل فلانا ان يشير على ويتخير لنفسه فهو يعلم ما يجوز في بلده وكيف يعامل السلاطين، فان المشورة مباركة، قال الله لنبيه في محكم كتابه: فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين فإن كان ما يقول: مما يجوز كنت أصوب رأيه، وإن كان غير ذلك رجوت ان أضعه على الطريق الواضح إن شاء الله (وشاورهم في الامر) قال: يعنى الاستخارة.

415 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبد الله بن الفضل الهاشمي عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه فقلت قوله عز وجل (وما توفيقي الا بالله) وقوله عز وجل ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده فقال إذا فعل العبد ما امره الله عز وجل به من الطاعة كان فعله وفقا لأمر الله عز وجل، وسمى العبد به موفقا، وإذا أراد العبد ان يدخل في شئ من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فيتركها كان تركه بتوفيق الله تعالى ذكره ومتى خلى بينه وبين المعصية فلم يخل بينه وبينها حتى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفقه

416 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام يا علقمة ان رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوه يوم بدر إلى انه اخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء حتى أظهره الله على القطيفة وبرأ نبيه صلى الله عليه وآله من الخيانة وانزل في كتابه: وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.

417 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله: (ما كان لنبي ان يغل) قال: فصدق الله لم يكن الله ليجعل نبيا غالا، ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة من غل شيئا رآه يوم القيامة في النار ثم يكلف ان يدخل إليه فيخرجه من النار، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون

418 - وفيه أيضا هذه نزلت في حرب بدر، وكان سبب نزولها انه كان في الغنيمة التي أصابوها يوم بدر قطيفة حمراء ففقدت، فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مالنا لا نرى القطيفة، ما أظن الا رسول الله أخذها، فأنزل الله في ذلك (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ان فلانا غل قطيفة فاحفرها هنالك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله بحفر ذلك الموضع فأخرج القطيفة.

419 - في تفسير العياشي عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الغلول كل شئ غل عن الامام واكل مال اليتيم شبهة، والسحت شبهة.

420 - عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير فقال: هم والله يا عمار درجات المؤمنين عند الله، وبموالاتهم وبمعرفتهم إيانا يضاعف الله للمؤمنين حسناتهم: ويرفع لهم الدرجات العلى واما قوله يا عمار: (كمن باء بسخط من الله) إلى قوله: (المصير) فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب، وحق الأئمة منا أهل البيت فباؤا بذلك بسخط من الله.

421 - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام انه ذكر قول الله: هم درجات عند الله قال: الدرجة ما بين السماء والأرض.

422 - في أصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن هشام ابن سالم عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير، هم درجات عند الله) فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة عليهم السلام، وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى.

423 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن النضر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طول يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه: وفيه ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته، ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه نعوذ بالله من سخط الله.

424 - في كتاب الخصال عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله، ثلث خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم القيامة يوم لاظل الا ظله، رجل أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لها ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر أخرى حتى يعلم أن ذلك لله فيه رضى أو سخط.

425 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله لما تبعوا قريشا بعد أحد إلى حمراء الأسد ثم رجعوا إلى المدينة، فلما دخلوا المدينة قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: ما هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟فأنزل الله أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم وذلك أن يوم بدر قتل من قريش سبعون، وأسر منهم سبعون وكان الحكم في الأسارى القتل فقامت الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا.

يا رسول الله هبهم لنا ولا تقتلهم حتى نفاديهم فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: ان الله قد أباح لهم الفداء ان يأخذوا من هؤلاء ويطلقوهم على أن يستشهد منهم في عام قابل بقدر من يأخذون منه الفدا، فأخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الشرط فقالوا: قدر ضينابه نأخذ العالم الفداء من هؤلاء ونتقوى به.

ويقتل منا في عام قابل بعدد من نأخذ منهم الفدا وندخل الجنة فأخذوا منهم الفداء واطلقوهم فلما كان هذا اليوم وهو يوم أحد قتل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعون فقالوا: يا رسول الله من هذا الذي أصابنا وقد كنت تعدنا النصر؟فأنزل الله، (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند أنفسكم) بما اشترطتم يوم بدر.

426 - في تفسير العياشي محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها) قال، كان المسلمون قد أصابوا ببدر مائة وأربعين رجلا، قتلوا سبعين رجلا وأسروا سبعين، فلما كان يوم أحد أصيب من المسلمين سبعون رجلا، قال: فاغتموا بذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى: (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها.

427 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل.

ومن ضعف يقينه تعلق بالأسباب ورخص لنفسه بذلك، واتبع العادات، وأقاويل الناس بغير حقيقة، و السعي في أمور الدنيا وجمعها وامساكها، مقربا للسان انه لا مانع ولا معطى الا الله وان العبد لا يصيب الا ما رزق وقسم له والجهد لا يزيد في الرزق وينكر ذلك بفعله وقلبه قال الله تعالى، (يقولون بأفواهم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون).

428 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن أبي الحسن عن سهل بن زياد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال يوما لأبي بكر لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون واشهد ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات شهيدا والله ليأتينك فأيقن إذا جاءك فان الشيطان غير متخيل به فأخذ علي عليه السلام بيد أبى بكر فأراه النبي صلى الله عليه وآله فله، يا أبا بكر آمن بعلى وبأحد عشر من ولده انهم مثلي الا النبوة، وتب إلى الله مما في يدك فإنه لاحق لك فيه، قال، ثم ذهب فلم ير.

429 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبي حمزة عن عقيل الخزاعي ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان إذا حضر الحرب يوصى للمسلمين بكلمات يقول.

تعاهدوا الصلاة إلى أن قال عليه السلام: ثم إن الجهاد أشرف الأعمال بعد الاسلام وهو قوام الدين والاجر فيه عظيم مع العزة والمنعة وهو الكرة، فيه الحسنات والبشرى بالجنة بعد الشهادة، وبالرزق غدا عند الرب والكرامة، يقول الله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله الآية.

430 - في تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال إني راغب نشط في الجهاد، قال فجاهد في سبيل الله فإنك ان تقتل كنت حيا عند الله ترزق، وان مت فقد وقع اجرك على الله، وان رجعت خرجت من الذنوب إلى الله، هذا تفسير (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا)

431 - في روضة الكافي يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن أبي بصير قال قلت جعلت فداك الراد على هذا الامر فهو كالراد عليكم فقال؟يا أبا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى الله تبارك وتعالى، يا أبا محمد ان الميت على هذا الامر شهيد، قال قلت وان مات على فراشه؟قال: أي والله على فراشه حي عند ربه يرزق.

432 - في مجمع البيان (لا تحسبن الذين قتلوا) إلى قوله (لا يضيع أجر المؤمنين) قيل نزلت في شهداء بدر وكانوا أربعة عشر رجلا، ثمانية من الأنصار وستة من المهاجرين، وقيل نزلت في شهداء أحد وكانوا سبعين رجلا أربعة من المهاجرين حمزة بن عبد المطلب ومصعب بن عمير وعثمان بن شماس وعبد الله بن جحش وسايرهم من الأنصار وقال الباقر عليه والسلام وكثير من المفسرين: انما تناول قتلى بدر أحد معا.

433 - وفيه عن أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل في وصف الشهداء وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث يشاء يأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش.

434 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا) الآية فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة فاستقبلوا الكرامة من الله استبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من المؤمنين في الدنيا الا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

435 - في روضة الكافي ابن محبوب عن الحارث بن النعمان عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من علفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون قال.

هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا واستيقنوا انهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز ذكره، فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من اخوانهم من خلفهم من المؤمنين الا خوف عليهم ولاهم يحزنون.

436 - في تفسير علي بن إبراهيم ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل المدينة من وقعة أحد نزل عليه جبرئيل فقال يا محمد ان الله يأمرك أن تخرج في اثر القوم ولا يخرج معك الامن به جراحة: فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديا ينادى: يا معشر المهاجرين والأنصار من كانت به جراحة فليخرج ومن لم يكن به جراحة فليقم فاقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداونها فخرجوا على ما بهم من الألم والجرح، فلما خرج بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله حمراء الأسد وقريش قد نزلت الروحاء.

قال عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد نرجع ونغير على المدينة فقد قتلنا سراتهم وكبشهم (1) يعنون حمزة، فوافاهم رجل خرج من المدينة فسئلوه الخبر؟فقال: تركت محمدا وأصحابه بحمراء الأسد يطلبونكم جد الطلب، فقال أبو سفيان: هذا النكد والبغي، فقد ظفرنا بالقوم وبغينا والله ما أفلح قوم قط بغوا، فوافاهم نعيم بن مسعود الأشجعي فقال أبو سفيان: أين تريد؟قال المدينة لامتار لأهلي طعاما (2) قال هل لك أن تمر بحمراء الأسد وتلقى أصحاب محمد وتعلمهم ان حلفاء ناو موالينا قد وافونا من الأحابيش (3) حتى يرجعوا عنا ولك عندي عشرة قلائص (4) أملاها تمرا وزبيبا؟قال، نعم، فوافى من غد ذلك اليوم حمراء الأسد فقال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، أين تريدون؟قالوا قريشا قال: ارجعوا ان قريشا قد اجتمعت إليهم حلفاؤهم ومن كان تخلف عنهم وما أظن الا وأوايل خيلهم يطلعون عليكم الساعة، فقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل ما نبالي، فنزل جبرئيل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال ارجع يا محمد فان الله قد أرعب قريشا ومروا لا يلوون على شئ، فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة وانزل الله: الذين استجابوا لله وللرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس يعنى نعيم بن مسعود ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم.

437 - في تفسير العياشي عن جابر عن محمد بن علي عليهما السلام قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين عليه السلام وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبي ولو بعث غيره إلى أهل مكة! وفى مكة صناديد قريش ورجالها، والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه، فساروا وقالوا لهما وخوفوهما باهل مكة وغلظوا عليهما الامر، فقال علي عليه السلام حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه صلى الله عليه وآله بقولهم لعلى وبقول على بهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قول الله: (ألم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل * فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان - الله والله ذو فضل عظيم وانما نزلت ألم تر إلى فلان وفلان لقوا عليا وعمارا فقالا: ان أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.

438 - في كتاب الخصال عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: عجبت لمن فرغ من أربع كيف لا يفرغ إلى أربع، عجبت لمن خاف كيف لا يفرغ إلى قوله تعالى (حسبنا الله ونعم الوكيل) فانى سمعت الله يقول بعقبها، (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) الحديث.

439 - في تهذيب الأحكام باسناده إلى الحسن بن علي بن عبد الملك الزيات عن رجل عن كرام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع لأربع واحدة للقتل والهزيمة حسبنا الله ونعم الوكيل يقول الله: (الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء الحديث.

440 - في مجمع البيان وقال مجاهد وعكرمة: نزلت هذه الآيات في غزوة بدر الصغرى، وذلك أن أبا سفيان قال يوم أحد حين أراد ان ينصرف، يا محمد موعد ما بيننا وبينك موسم بدر الصغرى لقابل ان شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، ذلك بيننا وبينك، فلما كان العام المقبل خرج أبو سفيان في أهل مكة حتى نزل مجنة من ناحية مر الظهران (5) ثم القى عليهم الرعب، فبدا له من الرجوع، فلقى نعيم بن مسعود الأشجعي وقد قدم معتمرا، فقال له أبو سفيان، انى واعدت محمدا وأصحابه ان نلتقي بموسم بدر الصغرى، وان هذه عام جدب ولا يصلحنا الا عام يرعى فيه الشجر ونشرب فيه اللبن، وقد بد إلى أن لا أخرج إليها وأكره ان يخرج محمد ولا أخرج انا فيزيدهم ذلك جرأة، فالحق بالمدينة فثبطهم ولك عندي عشرة من الإبل، أضعها على يدي سهيل بن عمرو، فأتى نعيم المدينة فوجد الناس يتجهزون لميعاد أبي سفيان، فقال لهم، بئس الرأي رأيكم أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت (6) منكم الا شريد فتريدون ان تخرجوا وقد جمعا لكم عند الموسم، فوالله لا يفلت منكم أحد فكره أصحاب رسول - الله الخروج فقال رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فاما الجبان فإنه رجع، واما الشجاع فإنه تأهب للقتال وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله في أصحابه حتى وافى بدر الصغرى وهو ماء لبنى كنانة وكانت موضع سوق لهم في الجاهلية، يجتمعون إليها في كل عام ثمانية أيام، فأقام ببدر ينتظر أبا سفيان وقد انصرف أبو سفيان من مجنة إلى مكة، فسماهم أهل مكة جيش السويق، ويقولون، انما خرجتم تشربون السويق ولم يلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه أحدا من المشركين ببدر، ووافقوا السوق وكانت لهم تجارات فباعوا وأصابوا الدرهم درهمين وانصرفوا إلى المدينة سالمين وغانمين، وقد روى ذلك أبو الجاورد عن الباقر عليه السلام.

441 - وفيه، (الذين قال لهم الناس) في المعنى بالناس الأول ثلاثة أقوال، الثاني، انه نعيم بن مسعود الأشجعي وهو قول أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.

442 - في كتاب التوحيد باسناده إلى علي بن الحسين عليهما السلام حديث طويل وفيه قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكيت عليه، فإذا رجل عليه، ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال يا علي بن الحسين مالي أراك كئيبا حزينا، أعلى الدنيا حزنك فرزق الله حاضر للبر والفاجر؟إلى أن قال: قلت: انا أتخوف فتنة ابن الزبير، فضحك ثم قال لي: يا علي بن الحسين هل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه؟قلت: لا، إلى قوله: ثم نظرت فإذا ليس قدامي أحد.

443 - في أصول الكافي باسناده إلى الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شئ.

444 - وباسناده إلى أبى حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت (7) نفسه عن الدنيا.

445 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له اخبرني عن الكافر الموت خير له أم الحياة؟فقال: الموت خير للمؤمن والكافر، قلت: ولم؟قال: لان الله يقول (وما عند الله خير للأبرار) ويقول: ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين.

446 - عن يونس رفعه قال قلت له زوج رسول الله صلى الله عليه وآله ابنته فلانا قال نعم قلت فكيف زوجه الأخرى؟قال قد فعل، فأنزل الله (ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم) إلى (عذاب مهين).

447 - عن عجلان بن صالح قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لا تمضي الأيام والليالي حتى ينادى مناد من السماء يا أهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء قال: قلت أصلحك الله: يخالط هؤلاء هؤلاء بعد ذلك النداء؟قال كلا أنه يقول في الكتاب: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب.

448 - في كتاب مقتل الحسين لأبي مخنف قال الضحاك بن عبد الله مرت بنا خيل ابن سعد لعنه الله تحرسا وكان الحسين عليه السلام يقرأ (ولا تحسبن الذين كفروا انما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب):

449 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة فقال: يا محمد مامن أحد منع من زكاة ماله شيئا الا جعل الله عز وجل ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه، ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، ثم قال هو قول الله عز وجل (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) يعنى ما بخلوا به من الزكاة.

450 - يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله مامن ذي زكاة مال نخل أو زرع أو كرم يمنع زكاة ماله الا قلده الله تربة ارضه، يطوق بها من سبع أرضين إلى يوم القيامة.

451 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، مامن عبد يمنع درهما في حقه الا أنفق اثنين في غير حقه، وما من رجل يمنع حقا من ماله الا طوقه الله عز وجل به حية من نار يوم القيامة.

452 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مهران عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال: ما من عبد منع زكاة ماله شيئا الا جعل الله له ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار يطوق في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ من الحساب، وهو قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) قال: ما بخلوا به من الزكاة.

453 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب بن راشد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول مانع الزكاة يطوق بحية قرعاء (8) تأكل دماغه وذلك قوله عز وجل (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة).

454 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن حريز قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من ذي مال ذهب أو فضة يمنع زكاة ماله الا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر وسلط الله عليه شجاعا أقرع يريده وهو يحيد عنه فإذا رأى أنه لا يتخلص له منه أمكنه من يده فقضمها كما يقضم الفحل (9) ثم يصير طوقا في عنقه، وذلك قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) وما من ذي مال إبل أو غنم أو بقر يمنع زكاة ما له الا حبسه الله يوم القيامة بقاع قرقر يطأه كل ذات ظلف بظلفها وتنهشه كل ذات ناب بنابها، وما من ذي مال نخل أو كرم أو زرع يمنع زكاتها الا طوقه الله ريعة ارضه (10) إلى سبع أرضين إلى يوم القيامة.

455 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء قال والله ما رأوا الله فيعلموا انه فقير ولكنهم رأوا أولياء الله فقراء، فقالوا لو كان الله غنيا لاغنى أولياءه فافتخروا على الله في الغناء.

456 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قوله (لقد سمع - الله قول الذين قالوا) الآية قال: هم الذين يزعمون أن الامام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه.

457 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (ويقتلون الأنبياء بغير حق) فقال: اما والله ما قتلوهم بأسيافهم ولكن كانوا إذا دعوا أمرهم و أفشوا عليهم فقتلوا.

458 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وأيم الله ما كان قوم قط في غض نعمة من عيش فزال عنهم الا بذنوب اجترحوها لان الله ليس بظلام للعبيد.

459 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن مروك ابن عبيد عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لعن الله القدرية، لعن الله الخوارج، لعن الله المرجئة، لعن الله المرجئة قال: قلت، لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟قال.

ان هؤلاء يقولون: ان قتلتنا مؤمنون فدمائنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة، ان الله حكى عن قوم في كتابه الا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمأة عام، فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا، في تفسير العياشي مثل ما في أصول الكافي الا ان بعد (ان كنتم صادقين) قال: فكان بين الذين خوطبوا بهذا القول وبين القاتلين خمسمائة عام، فسماهم الله قاتلين برضاهم بما صنع أولئك.

460 - عن محمد بن هاشم عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما نزلت هذه الآية: (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين) وقد علم أن قالوا: والله ما قتلنا ولا شهدنا؟قال: وانما قيل لهم: ابرؤا من قتلتهم فأبوا.

461 - عن محمد بن الأرقط عن أبي عبد الله عليه السلام قال لي: تنزل الكوفة؟قلت: نعم، قال: فترون قتلة الحسين بين أظهركم؟قال: قلت، جعلت فداك ما بقي منهم أحد، قال: فاذن أنت لا ترى القاتل الامن قتل أو من ولى القتل ألم تسمع إلى قول الله، (قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين) فأي رسول قبل الذي كان محمد صلى الله عليه وآله بين أظهركم، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين.

462 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كانت بني إسرائيل إذا قربت القربان تخرج نار تأكل قربان من قبل منه، وان الله جعل الاحرام مكان القربان.

463 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين عليهم السلام حديث طويل وفيه قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله لما اسرى به: وكانت الأمم السالفة تحمل قرا بينها على أعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه أرسلت إليه نارا فأكلته فرجع مسرورا، ومن لم اقبل ذلك منه رجع مثبورا، وقد جعلت قربان أمتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه أضعفت ذلك أضعافا مضاعفة، ومن لم أقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن أمتك وهي من الآصار التي كانت على الأمم قبلك.

464 - في تفسير العياشي عن زرارة قال، كرهت ان أسأل أبا جعفر عليه السلام عن الرجعة واستخفيت ذلك قلت، لأسألن مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتي، فقلت: اخبرني عمن قتل أمات؟قال: لا، الموت موت والقتل قتل قلت، ما أحد يقتل الا وقد مات؟فقال: قول الله أصدق من قولك فرق بينهما في القرآن.

فقال: (أفإن مات أو قتل) وقال، (لئن متم أو قتلتم لا لي الله تحشرون) وليس كما قلت يا زرارة الموت موت والقتل قتل قلت، فان الله يقول كل نفس ذائقة الموت قال، من قتل لم يذق الموت، ثم قال: لابد من أن يرجع حتى يذوق الموت.

465 - عن محمد عن يونس عن بعض أصحابنا قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: (كل نفس ذائقة الموت أو (و - ظ) منشورة) (11) نزل بها على محمد صلى الله عليه وآله وسلم انه ليس أحد من هذه الأمة الا وينشرون، فاما المؤمنون فينشرون إلى قرة عين، واما الفجار فينشرون إلى خزى الله إياهم.

466 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمعوا صوتا ولم يروا شخصا، يقول: (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز) وقال: ان في الله خلفا من كل هالك، وعزاءا من كل مصيبة، ودركا مما فات فبالله فثقوا، وإياه فارجوا وانما المحروم من حرم الثواب.

467 - محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة عن الحسين بن المختار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءهم جبرئيل عليه السلام والنبي صلى الله عليه وآله مسجى وفى البيت على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور) ان في الله عز وجل عزاءا من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطيى من الدنيا قالوا: فسمعنا الصوت ولم نر الشخص.

468 - عنه عن سلمة عن علي بن سيف عن أبيه عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت التعزية أتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته (كل نفس ذائقة الموت فإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور) ان في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فان المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم.

469 - عنه عن سلمة عن محمد بن عيسى الأرمني عن الحسين بن علوان عن عبد الله ابن الوليد عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله أتاهم آت فوقف بباب البيت فسلم عليهم ثم قال: السلام عليكم يا آل محمد (كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الامتاع الغرور) في الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لما فات، فبالله فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا، فإنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ولم يروا أحدا فقال بعض من في البيت: هذا ملك من السماء بعثه الله عز وجل إليكم ليعزيكم، وقال بعضهم: هذا الخضر عليه السلام جاءكم يعزيكم بنبيكم صلى الله عليه وآله.

470 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبي المعزا قال: حدثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبى عبد الله عليه السلام نعزيه بإسماعيل فترحم عليه ثم قال: إن الله عز وجل نعى إلى نبيه صلى الله عليه وآله نفسه، فقال: (انك ميت وانهم ميتون) وقال: (كل نفس ذائقة الموت) ثم أنشأ يحدث فقال: انه يموت أهل الأرض حتى لا يبقى أحد، ثم يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحد الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام، قال: فيجئ ملك الموت حتى يقوم بين يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي؟- وهو اعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل فيقال له: قل لجبرئيل وميكائيل فليموتا، فيقول الملائكة عند ذلك يا رب رسوليك وأمينيك؟فيقول: انى قد قضيت على كل نفس فيها الروح الموت، ثم يجئ ملك الموت حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيقال له: من بقي؟- وهو اعلم - فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت وحملة العرش، فيقول: قل لحملة العرش: فليموتوا، قال ثم يجئ كئيبا حزينا لا يرفع طرفه، فيقال من بقي؟وهو اعلم، فيقول: يا رب لم يبق الا ملك الموت: فيقال له: مت يا ملك الموت فيموت ثم يأخذ الأرض بيمينه والسماوات بيمينه (12) ويقول: أين الذين كانوا يدعون معي شريكا؟أين الذين كانوا يجعلون معي الها آخر؟.

471 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن سليمان الديلمي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش ثم يدعى بإبراهيم عليه السلام فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلى عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم ثم يدعى بالحسن عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين عليه السلام، ثم يدعى بالحسين عليه السلام فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن عليه السلام، ثم يدعى بالأئمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صابه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون امامهم، ثم يدعى بفاطمة صلوات الله عليها ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادى مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، الا ان محمدا ووصيه و سبطيه والأئمة من ذريته هم الفائزون ثم يؤمر بهم إلى الجنة وذلك قوله: فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز.

472 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال حاكيا عن الله جل جلاله فبعزتي حلفت وبجلالي أقسمت انه لا يتولى عليا عبد من عبادي الا زحزحته عن النار وأدخلته الجنة ولا يبغضه عبد من عبادي ويعدل عن ولايته الا أبغضته وأدخلته النار وبئس المصير، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

473 - في الكافي سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان والسعي في حوائجهم، وان البار بالاخوان ليحبه الرحمن، وفى ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

474 - في عيون الأخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة الزكاة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الأغنياء لان الله تعالى كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال عز وجل: لتبلون في أموالكم باخراج الزكاة وفى أنفسكم بتوطين الأنفس على الصبر.

475 - في تفسير العياشي عن أبي الخالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام لوددت انه اذن لي فكلمت الناس ثلثا ثم صنع الله بي ما أحب - قال بيده على صدره - ثم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر، ثم تلا هذه الآية ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيرا وان تصبروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره.

476 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وإذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه وذلك أن الله أخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد لتبيننه إذا خرج، ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم يقول: نبذوا عهد الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون.

477 - في مجمع البيان عن علي عليه السلام قال: ما أخذ الله على أهل الجهل ان يتعلموا حتى اخذ على أهل العلم ان يعلموا.

478 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الملحدين في آيات الله ولقد احضروا الكتاب كملا مشتملا على التأويل، والتنزيل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ ولم يسقط منه حرف الف ولا لام، فلما وقفوا على ما بينه الله من أسماء أهل الحق والباطل وان ذلك ان ظهر نقض ما عهدوه، قالوا: لا حاجة لنا فيه نحن مستغنون عنه بما عندنا ولذلك قال: (فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم ما لا يعلمون تأويله إلى جمعه وتأويله وتضمينه من تلقائهم ما يقيمون به دعائم كفرهم، فصرح مناديهم: من كان عنده شئ من القرآن فليأتنا به وكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، والفه على اختيارهم وتركوا منه ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزاد واما فيه ظهر تناكره وتنافره وانكشف لأهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم.

479 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب يقول: ببعيد من العذاب.

480 - في تهذيب الأحكام محمد بن علي بن محبوب عن العباس بن معروف عن عبد الله بن المغيرة عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وذكر صلاة النبي صلى الله عليه وآله قال: كان يؤتى بطهور فيخمر عند رأسه ويوضع سواكه تحت فراشه، ثم ينام ما شاء الله، وإذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران ان في خلق السماوات والأرض الآية ثم يستن (13) ويطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءة ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه يركع حتى يقال متى يرفع رأسه، ويسجد حتى يقال متى يرفع رأسه؟ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الآيات فيتقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد، فيصلى أربع ركعات كما ركع قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران، ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلى الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة.

481 - في مجمع البيان روى الثعلبي في تفسيره باسناده عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قام من الليل يسوك ثم ينظر إلى السماء ثم يقول إن في خلق السماوات والأرض إلى قوله فقنا عذاب النار وقد اشتهرت الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه لما نزلت هذه الآيات قال ويل لمن لاكها (14) بين فكيه ولم يتأمل ما فيها.

وورد عن الأئمة من آل محمد الامر بقراءة هذه الآيات الخمس وقت القيام بالليل للصلاة وفى الضجعة بعد ركعتي الفجر.

482 - في كتاب معاني الأخبار خطبة لعلى عليه السلام يذكر فيها نعم الله عز وجل عليه وستسمعها انشاء الله تعالى بتمامها عند قوله تعالى (واما بنعمة ربك فحدث) وفيها يقول عليه السلام: الأواني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم إلى قوله وانا الذاكر يقول الله عز وجل الذين يذكرون الله قياما وقعودا و على جنوبهم.

483 - في الكافي على عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن حمزة عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) قال: الصحيح يصلى قائما وقعودا، المريض يصلى جالسا، و (على جنوبهم) الذي يكون أضعف من المريض الذي يصلى جالسا.

484 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الباقر (ع) قال لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله قائما كان أو جالسا أو مضطجعا، ان الله تعالى يقول (الذين يذكرون - الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

485 - وباسناده إلى عبيدة عن أبيه وابن أبي رافع كلام يحكيان فيه ذهاب علي عليه السلام بالفواطم من مكة إلى المدينة ملتحقا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حين هاجر، ومقارعته عليه السلام الفرسان من قريش، وفيه ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان (15) فلزم فيها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين، وفيهم أم أيمن مولاة رسول - الله صلى الله عليه وآله فصلى ليلته تلك الليلة، والفواطم أمه بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفاطمة بنت الزبير، يصلون ليلتهم ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى عليه السلام صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل، يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) إلى قوله فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى الذكر: على، والأنثى فاطمة، بعضكم من بعض يقول: على من فاطمة أو قال الفواطم، وهم من على فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب.


1- وفى البحار (سمتاه) مكان (سقتاه) ومرجع الضمير كما قال الفيص (ره) الامرأتان.

2- السراة جمع السرى: السيد الشريف، والكبش، سيد القوم وقائدهم.

3- أمتار لعياله: جمع الطعام والمؤنة، وفى بعض النسخ (لامتارها لأهلي طعاما ما).

4- الأحابيش جمع الاحبوش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.

5- القلائص جمع القلوص: الإبل الشابة.

6- مجنة: اسم سوق للعرب، ومجنة مر الظهران؟قرب جبل يقال له الأصفر وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها:.

7- فلت: تخلص.

8- يقال: سخيت نفسي عن الشئ: أي تركته ولم تنازعني إليه نفسي.

9- الأقرع من الحيات: المتعمط أي الساقط شعر الرأس لكثرة سمه.

10- قاع قرقر: الأرض المستوية، ويحيد أي يتنفر. والقضم: كسر الشئ بالاطراف الأسنان.

11- قيل: المراد بالريعة هپهنا أصل ارضه التي فيها الكرم والنخل والزراعة الواجبة فيها الزكاة.

12- وفى المصدر (كذا نزل).

13- إشارة إلى قوله تعالى في سورة الزمر (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه).

14- أي يستاك.

15- لاك اللقمة: مضغها وأدارها في فمه.