قال عز من قائل: ﴿ فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين﴾

242 - في تفسير العياشي عن حبابة الوالبية قال: سمعت الحسين بن علي عليهما السلام يقول: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم الا نحن وشيعتنا، قال صالح: ما أحد على ملة إبراهيم، قال جابر: ما أعلم أحدا على ملة إبراهيم.

243 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن أبي - الحسن الأول عليه السلام قال: في خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع البيت وهو أول رحمة وضعت على وجه الأرض فجعله الله مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

244 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي زرارة التميمي عن أبي حسان عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا، ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله: ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ورواه أيضا عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.

245 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للأبرش: يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء، والماء على الهوى، والهوى لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما، والماء يومئذ عذب فرات فلما أراد ان يخلق الأرض وذكر إلى آخر ما نقلنا عن الكافي.

246 - في كتاب عيون الأخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة وضع البيت وسط الأرض انه الموضع الذي من تحته دحيت الأرض.

وكل ريح تهب في الدنيا فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، وهي أول بقعة وضعت في الأرض: لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب في ذلك سواء.

247 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أسماء مكة خمسة أم القرى.

ومكة، وبكة، والبساسة كانوا إذا ظلموا بها بستهم أي أخرجتهم وأهلكتهم، وأم رحم كانوا إذا الزموها رحموا.

248 - في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن سعد قال أراد أبو جعفر ان يشترى من أهل مكة بيوتهم ان يزيد في المسجد، فأبوا عليه فأرغبهم فامتنعوا فضاق بذلك فاتى أبا عبد الله عليه السلام فقال له انى سألت هؤلاء شيئا من منازلهم وأفنيتهم لنزيد في المسجد وقد منعوا ذلك فقد غمني غما شديدا فقال أبو عبد الله عليه السلام لم يغمك ذلك و حجتك عليهم فيه ظاهرة؟قال: وبما احتج عليهم؟فقال بكتاب الله، فقال: في أي موضع؟فقال: قول الله: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة) قد أخبرك الله: ان أول بيت وضع هو الذي ببكة، فان كانوا هم نزلوا قبل البيت فلهم أفنيتهم، وإن كان البيت قديما قبلهم فله فناؤه فدعاهم أبو جعفر فاحتج عليهم بهذا، فقالوا له: اصنع ما أحببت.

249 - عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مكة جملة القرية، وبكة جملة موضع الحجر الذي يبك (1) الناس بعضهم بعضا.

250 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن بكة موضع البيت، وان مكة الحرم وذلك قوله (آمنا).

251 - في كتاب علل الشرايع باسناده العرزمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: انما سميت مكة بكة، لان الناس يتباكون فيها.(2).

252 - وباسناده إلى عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام لم سميت الكعبة بكة؟فقال لبكاء الناس حولها وفيها.

253 - وباسناده إلى سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله (ع) قال موضع البيت بكة، والقرية مكة.

254 - حدثنا محمد بن الحسن (ره) قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن فضالة عن ابان عن الفضيل عن أبي جعفر (ع) قال انما سميت مكة بكة لأنها يبتك بها الرجال والنساء، والمرأة تصلى بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومعك ولا بأس بذلك، انما يكره في ساير البلدان.

255 - وباسناده إلى عبيد الله بن علي الحلبي قال سألت أبا عبد الله (ع) لم سميت مكة بكة؟قال: لان الناس يبك بعضهم بعضا فيها بالأيدي.

256 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله تعالى: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات) ما هذه الآيات البينات؟قال: مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه، والحجر الأسود، ومنزل إسماعيل (ع).

257 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام، أدركت الحسين صلوات الله عليه؟قال، نعم، أذكر وأنا معه في المسجد الحرام وقد دخل فيه السيل والناس يقومون على المقام يخرج الخارج يقول، قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول، هو مكانه، قال، فقال لي، يا فلان ما صنع هؤلاء؟فقلت: أصلحك الله يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد ان الله قد جعله علما لم يكن ليذهب به، فاستقروا وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم عليه السلام عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم عليه السلام فلم يزل هناك إلى أن ولى عمر بن الخطاب فسأل الناس، من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام، فقال رجل: انا قد كنت أخذت مقداره بنسع (3) فهو عندي، فقال: أتيني به فأتاه به فقاسه ثم رده إلى ذلك المكان.

258 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى زهير شبيب بن انس عن بعض أصحاب أبي عبد الله قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي حنيفة، يا أبا حنيفة تعرف كتاب الله حق معرفته وتعرف الناسخ والمنسوخ؟قال، نعم، قال، يا أبا حنيفة لقد ادعيت علما، ويلك ما جعل الله ذلك الا عند أهل الكتاب الذين انزل عليهم، ويلك ولا هو الا عند الخاص من ذرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وما ورثك الله من كتابه حرفا، فان كنت كما تقول - و لست كما تقول - فأخبرني عن قول الله عز وجل: (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) أين ذلك من الأرض؟قال، احسبه ما بين مكة والمدينة.

فالتفت أبو عبد الله عليه السلام إلى أصحابه فقال، تعلمون ان الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة، فنؤاخذ أموالهم ولا يأمنون على أنفسهم ويقتلون، قالوا: نعم، فسكت أبو حنيفة، فقال، يا أبا حنيفة اخبرني عن قول الله عز وجل: ومن دخله كان آمنا أين ذلك من الأرض؟قال: الكعبة، فقال.

أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟قال، فسكت، فقال أبو بكر الحضرمي، جعلت فداك الجواب في المسئلتين الأولتين، فقال: يا أبا بكر (سيروا فيها ليالي واياما آمنين) فقال: مع قائمنا أهل البيت، واما قوله تعالى، (ومن دخله كان آمنا) فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقدة أصحابه كان آمنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

259 - في تفسير العياشي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قوله، (ومن دخله كان آمنا) قال: يأمن فيه كل خائف ما لم يكن عليه حد من حدود الله ينبغي أن يؤخذ به، قال.

وسألته عن طاير يدخل الحرم؟قال.

لا يؤاخذ ولا يمس، لان الله يقول.

(ومن دخله كان آمنا).

260 - وقال عبد الله بن سنان سمعته يقول: فيما ادخل الحرم مما صيد في الحل قال.

إذا دخل الحرم فلا يذبح ان الله يقول.

(ومن دخله كان آمنا).

261 - عن علي بن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام.

جعلت فداك قول الله، (فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا) فقد يدخله المرجئى و القدري والحروري (4) والزنديق الذي لا يؤمن بالله قال، لا ولا كرامة، قلت فمه جعلت فداك؟قال.

من دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف به خرج من ذنوبه، وكفى هم الدنيا والآخرة.

262 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن الله جل جلاله حديث طويل وفيه يقول في حق علي عليه السلام، وجعلته العلم الهادي من الضلالة، وبابى الذي أوتى به منه.

وبيتي الذي من دخله كان آمنا من ناري.

263 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال و الحجال عن ثعلبة عن أبي خالد القماط عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل.

(ومن دخله كان آمنا) فقال لقد سألتني عن شئ ما سألني أحد الا من شاء الله.

قال، من أم هذا البيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمره الله عز وجل به.

وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة.

264 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير ومحمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أردت دخول الكعبة فاغتسل قبل ان يدخلها ولا تدخلها بحذاء وتقول إذا دخلت.

اللهم انك قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمني من عذاب النار.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

265 - وباسناده إلى سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليه السلام قال.

لابد للصرورة ان يدخل البيت قبل ان يرجع.

فإذا دخلته فادخله بسكينة ووقار، ثم ائت كل زاوية من زواياه، ثم قل، اللهم انك قلت، (ومن دخله كان آمنا) فآمني من عذاب يوم القيامة.

266 - وباسناده إلى معاوية بن عمار في دعاء الولد قال: افض عليك دلوا من ماء زمزم، ثم ادخل البيت فإذا قمت على باب البيت فخذ بحلقة الباب ثم قل اللهم ان البيت بيتك والعبد عبدك، وقد قلت: (ومن دخله كان آمنا) فآمني من عذابك وأجرني من سخطك والحديثان أيضا طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

267 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن به من سخط الله، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم.

268 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: (ومن دخله كان آمنا) قال إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لاحد ان يأخذه في الحرم، ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم: فإنه إذا فعل ذلك به يوشك ان يخرج فيؤخذ، وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم، لأنه لم يدع للحرم حرمة.

269 - وباسناده إلى علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل: (ومن دخله كان آمنا) قال: إن سرق سارق بغير مكة أو جنى جناية على نفسه ففر إلى مكة لم يؤخذ ما دام في الحرم حتى يخرج منه، ولكن يمنع من السوق فلا يبايع، ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ، وان أحدث في الحرم ذلك الحدث اخذ فيه.

270 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن طير أهلي اقبل فدخل الحرم؟قال: لا يمس، لان الله عز وجل يقول (ومن دخله كان آمنا.

271 - حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان عن الحسين بن سعيد عن فضالة وحماد عن معاوية قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن طير أهلي أقبل فدخل الحرم؟فقال، لا يمس ان الله عز وجل يقول (ومن دخله كان آمنا)

272 - فيمن لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن مسلم أحدهما عليهما السلام عن الظبي يدخل الحرم؟فقال: لا يؤخذ ولا يمس لان الله عز وجل يقول: (ومن دخله كان آمنا).

273 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن شاذان بن الخليل أبى الفضل عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن رجل لي عليه مال فغاب عنى زمانا، فرأيته يطوف حول الكعبة أفأتقاضاه مالي؟قال لا لا تسلم عليه ولا تروعه حتى يخرج من الحرم.

274 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن إسماعيل عن أبي إسماعيل السراج عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، من دفن في الحرم أمن من الفزع الأكبر، فقلت له من بر الناس وفاجرهم؟قال، من بر الناس وفاجرهم.

275 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال كتبت إلى أبى عبد الله عليه السلام بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العباس، فجاء الجواب باملائه، سألت عن قول الله عز وجل: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا يعنى به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

276 - في عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وعلة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة و الخروج من كل ما اقترف وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال وتعب الأبدان وحظرها عن الشهوات واللذات والتقريب بالعبادة إلى الله عز وجل والخضوع والاستكانة والذل شاخصا في الحر والبرد والامن والخوف دايب في ذلك دايم وما في ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله تعالى ومنه، وترك قساوة القلب.

وجسارة الأنفس ونسيان الذكر وانقطاع الرجاء والأمل، وتجديد الحقوق وحظر النفس عن الفساد ومنفعة من في شرق الأرض وغربها ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب وبايع ومشترى وكاسب ومسكين وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

277 - وفيه فيما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين وحج البيت فريضة على كل حال من استطاع إليه سبيلا، والسبيل الزاد والراحلة مع الصحة.

278 - في كتاب الخصال عن الأعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرايع الدين إلى أن قال: وحج البيت واجب من استطاع إليه سبيلا، وهو الزاد والراحلة مع صحة البدن وأن يكون للانسان ما يخلفه على عياله وما يرجع إليه من بعد حجه.

279 - في أصول الكافي على ابن إبراهيم عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: بنى الاسلام على خمسة أشياء، على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة، فقلت، وأي من ذلك أفضل؟قال، الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن قلت ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟فقال، الصلاة، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال، الصلاة عمود دينكم.

قال، قلت، ثم الذي يليها في الفضل؟قال، الزكاة لأنه قرنها بها، وبدء بالصلاة قبلها، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، الزكاة تذهب الذنوب، قال قلت، والذي يليها في الفضل؟قال، الحج قال الله عز وجل، (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله، لحجة مقبولة خير من عشرين نافلة، ومن طاف بهذا البيت طوافا احصى فيه أسبوعه وأحسن ركعته غفر له وقال في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

280 - في الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلي ومحمد بن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال.

ان الله تعالى فرض الحج على أهل الجدة (5) في كل عام وذلك قوله تعالى.

(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين).

قال.

قلت فمن لم يحج منا فقد كفر؟قال لا، ولكن من قال ليس هذا هكذا فقد كفر.

282 - في تفسير العياشي عن أبي أسامة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت.

أرأيت قول الله، (ومن كفر) أهو في الحج؟قال، نعم كفر النعم (6) وقال، من ترك في خبر آخر.

282 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى، (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) قال: ما السبيل؟قال، أن يكون له ما يحج به قال، قلت: من عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك هو ممن يستطيع إليه سبيلا؟قال، نعم ما شأنه يستحيى ولو يحج على حمار أجدع أبتر (7) فإن كان يطيق أن يمشى بعضا ويركب بعضا فليحج.

283 - على عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن يحيى الخثعمي قال: سأل حفص الكناسي أبا عبد الله عليه السلام وانا عنده عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ما يعنى بذلك؟قال: من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه (8) له زاد وراحلة فلم يحج فهو ممن يستطيع الحج؟قال، نعم.

284 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن قول الله، (من استطاع إليه سبيلا) فقال، ما يقول الناس؟قال: فقيل له الزاد والراحلة، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: قد سئل أبو جعفر عليه السلام عن هذا، فقال، هلك الناس إذا لان من كان له زاد وراحلة قدر ما يقوت عياله ويستغنى به عن الناس ينطلق إليه فيسلبهم إياه لقد هلكوا (9) فقيل له: فما السبيل؟قال، فقال، السعة في المال إذا كان يحج ببعض ويبقى بعضا يقوت به عياله أليس قد فرض الله الزكاة فلم يجعلها الا على من يملك مأتى درهم.

285 - محمد بن أبي عبد الله عن موسى بن عمران عن الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن أهل القدر فقال: يا بن رسول - الله اخبرني عن قول الله تعالى: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) أليس قد جعل الله لهم الاستطاعة؟فقال: ويحك انما يعنى بالاستطاعة الزاد والراحلة، ليس استطاعة البدن، فقال الرجل، أفليس إذا كان الزاد والراحلة فهو مستطيع للحج، فقال، ويحك ليس كما تظن قد ترى الرجل عنده المال الكثير أكثر من الزاد والراحلة، فهو لا يحج حتى يأذن الله تعالى في ذلك.

286 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: جعله سبحانه للاسلام علما وللعائذين حرما، فرض حجه وأوجب حقه، وكتب عليكم وفادته (10) فقال سبحانه: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين).

287 - في من لا يحضره الفقيه وروى علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت له: قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) قال: يخرج يمشى ان لم يكن عنده شئ قلت لا يقدر على المشي؟قال يمشى ويركب، قلت لا يقدر على ذلك؟قال يخدم القوم ويخرج معهم.

288 - وفيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام.

يا علي تارك الحج وهو مستطيع، كافر، يقول الله تبارك وتعالى.

(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غنى عن العالمين) يا علي من سوف الحج حتى يموت بعثه الله يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا.

289 - في كتاب التوحيد حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قالا: حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) قال: يكون له ما يحج به، قلت: فمن عرض عليه الحج فاستحيا؟قال: هو ممن يستطيع.

290 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ما يعنى بذلك؟قال من كان صحيحا في بدنه، مخلى سربه، له زاد وراحلة.

291 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) يعنى به الحج دون العمرة؟فقال: لا ولكنه يعنى الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان.

292 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام واعلم بان الله تعالى لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا) ولا يشرع لنبيه صلى الله عليه وآله (11) سنة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه الا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة وفضل بيان السابقة من الدخول في الجنة أهلها ودخول النار أهلها بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها لأولي الألباب وأولى النهى.

293 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى حسين الأشقر قال قلت لهشام بن الحكم ما معنى قولكم ان الاسلام لا يكون الا معصوما؟فقال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك فقال المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط مستقيم

294 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما عبد أقبل قبل ما يحب الله عز وجل أقبل الله قبل ما يحب ومن اعتصم بالله عصمه الله، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الأرض، لو كانت نازلة نزلت على أهل الأرض فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية، أليس الله عز وجل يقول: (ان المتقين في مقام أمين).

295 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال إبليس: خمسة أشياء ليس لي فيهن حيلة وساير الناس في قبضتي ، ... ومن اعتصم بالله عن نية صادقة واتكل عليه في جميع أموره (الحديث)

296 - في نهج البلاغة قال عليه السلام فبادروا العمل وخافوا بغتة الاجل، فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق، ما فات اليوم من الرزق رجى غدا زيادته وما فات أمس من العمر لم ترج اليوم رجعته، الرجاء مع الجائى واليأس مع الماضي، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون.

297 - في مجمع البيان وذكر في قوله (حق تقاته) وجوه - ثانيها - انه المجاهدة في الله وان لا تأخذه لومة لائم، وان يقام له بالقسط في الخوف والامن عن مجاهد، ثم اختلف فيه أيضا على قولين أحدهما انه منسوخ بقوله فاتقوا الله ما استطعتم) وهو المروى عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام.

298 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام (وأنتم مسلمون) بالتشديد، ومعناه مستسلمون لما اتى النبي صلى الله عليه وآله به ومنقادون له.

299 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (اتقوا الله حق تقاته) قال: يطاع ولا يعصى، ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر.

300 - في عيون الأخبار باسناده إلى داود بن سليمان القارى عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم والعلم كله حجة الا ما عمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له.

301 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن الباقر عليه السلام في قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (ولا تموتن الا وأنتم مسلمون لرسول الله والامام بعده).

302 - في تفسير العياشي عن الحسين بن خالد قال قال أبو الحسن الأول عليه السلام كيف تقرأ هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وأنتم مسلمون ماذا؟قلت مسلمون فقال: سبحان الله يوقع عليهم الايمان فيسميهم مؤمنين ثم يسألهم الاسلام، والايمان فوق الاسلام؟قلت: هكذا يقرأ في قراءة زيد قال انما هي في قراءة علي عليه السلام وهو التنزيل الذي نزل به جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم (الا وأنتم مسلمون لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الامام من بعده).

303 - عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله واعتصموا بحبل الله جميعا قال: علي بن أبي طالب حبل الله المتين.

304 - عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال آل محمد عليهم السلام هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به، فقال (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).

305 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى عمر بن راشد عن جعفر بن محمد عليهما السلام في قوله (واعتصموا بحبل الله جميعا) قال نحن الحبل.

306 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام قال الامام منا لا يكون الا معصوما و ليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون الا منصوصا، فقيل له يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟فقال هو معتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والامام يهدى إلى القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول الله عز وجل (ان هذا القرآن يهدى للتي هي أقوم).

307 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: واعتصموا بحبل الله جميعا قال: التوحيد والولاية.

308 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولا تفرقوا) قال إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون، فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم، فأمرهم ان يجتمعوا على ولاية آل محمد صلى الله عليهم ولا يتفرقوا.

309 - في كشف المهجة لابن طاوس (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: واما الآية التي عم بها العرب.

فهو قوله: واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألف بين قلوبكم وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله آياته لعلكم تهتدون فيالها نعمة ما أعظمها ان لم يخرجوا منها إلى غيرها ويا لها مصيبة ما أعظمها ان لم يؤمنوا بها فيرغبوا عنها.

310 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن سليمان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام عن الحارث بن نوفل قال: قال علي عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: أمنا الهداة أم غيرنا؟قال: بل منا الهداة إلى الله إلى يوم القيامة، بنا استنقذهم الله عز وجل من ضلالة الشرك، وبنا استنقذهم الله من ضلالة الفتنة، وبنا يصبحون اخوانا بعد ضلالة الفتنة، كما بنا أصبحوا اخوانا بعد ضلالة الشرك وبنا يختم الله كما بنا يفتح الله.

311 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها بمحمد) هكذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله.

312 - وباسناده إلى أبى هارون المكفوف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبو عبد الله (ع) إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بأبي وأمي وقومي وعشيرتي، عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤسها، والله عز وجل يقول في كتابه: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها)؟فبرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نقذوا.

313 - في كتاب ثواب الأعمال عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه أصبح عدونا على شفا حفرة من النار، وكان شفا حفرة قد انهارت به (12) في نار جهنم، فتعسا لأهل النار مثواهم، ان الله عز وجل يقول: (بئس مثوى المتكبرين).

314 - في تفسير العياشي عن أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم عن أبي عبد الله (ع) قال: أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله: (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) فالانقاذ من الله هبة، والله لا يرجع من هبته.

315 - عن محمد بن سليمان البصري الديلمي عن أبيه عن أبي عبد الله (ع): (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

316 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له اخبرني عن الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله هو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الامن كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله صلى الله عليه وآله ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عز وجل والى طاعته وان يجاهد في سبيله؟فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الامن كان منهم قلت: من أولئك؟قال: من قام بشرايط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون لهم في الدعاء إلى الله تعالى ومن لم يكن قائما بشرايط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد، ولا الدعاء إلى الله حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرايط الجهاد - إلى أن قال عليه السلام - ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال، ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لأنه ليس من أهل ذلك، ولا مأذون له في الدعاء إلى الله تعالى، لأنه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه إلى الله، ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه و منعه منه، ولا يكون داعيا إلى الله تعالى من أمر بدعاء مثله إلى التوبة والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمران يؤمر به ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، وفى هذا الحديث يقول عليه السلام: ثم ذكر من اذن له في الدعاء إليه بعده وبعد رسوله في كتابه فقال: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ثم أخبر عن هذه الأمة وممن هي وانها من ذرية إبراهيم ومن ذرية إسماعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة إبراهيم وإسماعيل من أهل المسجد الذين أخبر عنهم في كتابه: انه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا الذين وصفناهم قبل هذا في صفة أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين عناهم الله تعالى في قوله ادعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) يعنى أول من اتبعه على الايمان به والتصديق له، وبما جاء به من عند الله تعالى من الأمة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك.

317 - علي بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ويسئل عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر: أواجب هو على الأمة جميعا؟فقال لا: فقيل له: ولم؟قال: انما هو وعلى القوى المطاع، العالم بالمعروف من المنكر، لاعلى الضعيف الذي لا يهتدى سبيلا إلى أي من أي، يقول من الحق إلى الباطل، والدليل على ذلك كتاب الله تعالى قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فهذا خاص غير عام كما قال الله تعالى: (ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) ولم يقل على أمة موسى ولا على كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفة والأمة واحدة فصاعدا كما قال سبحانه و تعالى: (ان إبراهيم كان أمة قانتا لله) يقول: مطيعا لله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

318 - في تفسير علي بن إبراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) فهذه لآل محمد ومن تابعهم، يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

319 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وانهوا عن المنكر وتناهوا عنه، فإنما أمرتم بالنهي بعد التناهي.

320 - وفيه: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به.

321 - في كتاب الخصال عن يعقوب بن يزيد باسناده رفعه إلى أبى جعفر عليه السلام أنه قال: الامر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله تعالى، فمن نصرهما أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله تعالى.

322 - في روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: وعن يسار الوسيلة (13) عن يسار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ظلمة يأتي منها النداء: يا أهل الموقف طوبى لمن أحب الوصي وآمن بالنبي الأمي والذي له الملك الاعلى، لا فاز أحد ولا نال الروح والجنة الا من لقى خالقه بالاخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا أهل ولاية الله ببياض وجوهكم، وشرف مقعدكم وكرم مآبكم، وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا أهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره ورسوله و صراطه وأعلام الأزمنة أيقنوا بسواد وجوهكم، وغضب ربكم جزاءا بما كنتم تعملون،

323 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يذكر فيه الوسيلة ومنزلة علي عليه السلام يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم: فيأتي النداء من عند الله عز وجل يسمع النبيين وجميع الخلق: هذا حبيبي محمد، وهذا وليي على طوبى لمن أحبه وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي فلا يبقى يؤمئذ في مشهد القيامة أحد يحبك الا استروح إلى هذا الكلام، وأبيض وجهه وفرح قلبه، ولا يبقى أحد ممن عاداك أو نصب لك حربا أو جحد لك حقا الا اسود وجهه، واضطربت قدماه.

324 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر (ره) قال: لما نزلت هذه الآية: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه قال رسول الله صلى الله عليه وآله يرد على أمتي يوم القيامة على خمس رايات: فراية مع عجل هذه الأمة فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟فيقولون اما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، واما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم يرد على راية مع فرعون هذه الأمة فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟فيقولون: اما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، واما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ثم يرد على راية مع سامري هذه الأمة فأقول لهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى فيقولون اما الأكبر فعصيناه وتركناه، واما الأصغر فخذلناه وضيعناه فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ثم يرد على راية ذي الثدية (14) مع أول الخوارج وآخرهم فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدى؟فيقولون: اما الأكبر فمزقنا وبرينا منه، واما الأصغر فقاتلناه وقتلناه فأقول ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم.

ثم ترد على راية مع امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصى رسول رب العالمين فأقول لهم: ماذا فعلتم بالثقلين من بعدى فيقولون: اما الأكبر فاتبعناه وأطعناه، واما الأصغر فأحييناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهريقت فيهم دماؤنا فأقول ردوا إلى الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله: يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون.

325 - في مجمع البيان: (وأما الذين اسودت وجوههم) اختلف فيمن عنوا به على أقوال إلى قوله ورابعها انهم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة عن علي عليه السلام.

326 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقرأ الباقر عليه السلام أنتم خير أمة أخرجت للناس بالألف إلى آخر الآية نزل بها والأوصياء من ولده عليهم السلام.

327 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قرأت على أبى عبد الله عليه السلام (كنتم خير أمة) فقال أبو عبد الله عليه السلام خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليه السلام: فقال القارى: جعلت فداك كيف نزلت فقال: (كنتم (15) خير أئمة أخرجت للناس) الا ترى مدح الله لهم (تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)؟.

328 - في تفسير العياشي أبو بصير عنه قال: قال: انما أنزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفى الأوصياء خاصة، فقال: كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى بها الا محمدا وأوصياءه صلوات الله عليهم.

329 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) قال: يعنى الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم عليه السلام، فهم الأمة التي بعث الله فيها ومنها، واليها، وهم الأمة الوسطى، وهم خير أمة أخرجت للناس.

330 - عن يونس بن عبد الرحمن عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبى عبد الله عليه السلام في قوله: الا بحبل من الله وحبل من الناس قال الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

331 - في أصول الكافي يونس عن ابن سنان عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام وتلا هذه الآية ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها، فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداءا ومعصية.

قال عز من قائل: ﴿ من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل﴾

332 - في كتاب الخصال عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاحسد في اثنين رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم آناء الليل وآناء النهار.


1- الكبوة: مصدر كبا الجواد: إذا عثر فوقع إلى الأرض.

2- أي يزاحم ويدافع.

3- تباك القوم: ازدحموا.

4- النسع: حبل من ادم يكون عريضا على هيئة أعنة النعال تشد به الرحال.

5- الحرورية: طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروري - بالقصر والمد -: موضع قرب الكوفة كان أول اجتماعهم فيه،.

6- الجدة: الغنى والثروة، يقال: وجد المال وجدا وجدة أي استغنى.

7- من جهة ان امتثال أمر الله شكر، وترك المأمور به كفر لنعمته.

8- الأجدع: مقطوع الانف والاذن والشفة. والأبتر: مقطوع الذنب.

9- أي أمن في نفسه، وفى الصحاح: السرب: الطريق، يقال: فلان أمن في سربه أي أمن في نفسه.

10- يعنى هلكوا عياله.

11- الوفادة: القدوم للإسترفاد والانتفاع.

12- في المصدر (ولا شرع نبيه).

13- انهار: انصدع وسقط.

14- وقد ذكر (ع) وصف الوسيلة في تلك الخطبة الشريفة قبل هذا بسطور فراجع الروضة صفحة 24 ط طهران الحديثة ان شئت.

15- ذو الثدية: لقب حرقوص بن زهير رئيس الخوارج.