قال عز من قائل: ﴿ ومصدقا لما بين يدي من التوراة﴾
151 - في تفسير العياشي عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان بين داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام أربعمأة سنة، وكان شريعة عيسى انه بعث بالتوحيد والاخلاص وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى، وانزل عليه الإنجيل، واخذ عليه الميثاق الذي اخذ على النبيين، وشرع له في الكتاب أقام الصلاة مع الدين والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر، وتحريم الحرام وتحليل الحلال، وانزل عليه في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود ليس فيها قصاص، ولا أحكام حدود ولا فرض مواريث، وانزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى في التوراة، وهو قول الله في الذي قال عيسى ابن مريم لبنى إسرائيل، ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم وامر عيسى من معه ممن اتبعه المؤمنين ان يؤمنوا بشريعة التوراة والإنجيل.
152 - وروى عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: فلما أحس عيسى منهم الكفر أي لما سمع ورأى انهم يكفرون.
153 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه وقال، وسألته عن قول الله عز وجل، (سخر الله منهم) وعن قوله.
(يستهزئ بهم) وعن قوله تعالى.
(ومكروا ومكر الله) وعن قوله عز وجل، (يخادعون الله وهو خادعهم) فقال عليه السلام، ان الله عز وجل لا يسخر وولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عز وجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء استهزاء وجزاء المكر والخديعة (1) تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
154 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن صالح عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن عيسى عليه السلام وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا: فأدخلهم بيتا ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء: فقال إن الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة و مطهري من اليهود فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟فقال شاب منهم: انا يا روح الله فقال: فأنت هوذا فقال لهم عيسى: اما ان منكم لمن يكفر بي قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة فقال له رجل منهم: انا هويا نبي الله فقال عيسى: أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو ثم قال لهم عيسى: اما انكم ستفترقون بعدى على ثلث فرق فرقتين مفريتين على الله في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة ثم رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه قال: إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى ان منكم لمن يكفر بي قبل ان يصبح اثنى عشر كفرة واخذوا الشاب الذي القى عليه شبح عيسى عليه السلام فقتل وصلب وكفر الذي قال له عيسى تكفر قبل ان تصبح اثنتي عشرة كفرة).
155 - في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال في حديث طويل يذكر فيه الأغسال في شهر رمضان: وليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي مات فيها أوصياء الأنبياء وفيها رفع عيسى بن مريم عليه السلام.
156 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان جبرئيل عليه السلام نزل على بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض وخبر من بعث من قبلي من الأنبياء و الرسل وهو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة قال: لما ملك أشج بن أشجان وكان يسمى الكيس وكان قد ملك مأتى وستا وستين سنة، ففي سنة إحدى وخمسين من ملكه بعث الله عز وجل عيسى بن مريم عليه السلام واستودعه النور والعلم والحكمة وجميع علوم الأنبياء قبله، وزاده الإنجيل، وبعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه وحكمته والى الايمان بالله وبرسوله، فأبى أكثره الا طغيانا وكفرا، فلما لم يؤمنوا به دعا ربه وعزم عليه، فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك الا طغيانا و كفرا فاتى بيت المقدس فمكث يدعوهم يرغبهم فيما عند الله ثلثا وثلثين سنة حتى طلبته اليهود وادعت انها عذبته ودفنته في الأرض حيا، وادعى بعضهم انهم قتلوه وصلبوه، وما كان الله ليجعل لهم عليه سلطانا وانما شبه لهم، وما قدروا على عذابه ودفنه، ولا على قتله وصلبه قوله عز وجل: انى متوفيك ورافعك إلى ومطهرك من الذين كفروا فلم يقدروا على قتله وصلبه، لأنهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله، ولكن رفعه الله بعد أن توفاه عليه السلام، فلما أراد الله أن يرفعه أوحى إليه ان يستودع نور الله وحكمته، وعلم كتابه شمعون ابن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد كتبنا لهذا الكلام تتمة عند قوله (ونبيا من الصالحين) مخالفة لاحياء عيسى يحيى بن زكريا عليه السلام فتأمل فيهما.
157 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان سيدهم الأهتم و العاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: يا رسول الله هذا في مسجدك؟فقال: دعوهم، فلما فرغوا دنوا من رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا: إلى ما تدعونا؟فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله وانى رسول الله وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث، قالوا: فمن أبوه؟فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: قل لهم: ما تقولون في آدم أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب و يحدث وينكح؟فسألهم النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟فبهتوا، فأنزل الله: ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب الآية واما قوله: فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فباهلوني فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم، وان كنت كاذبا أنزلت على فقالوا: أنصفت، فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والأهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وان باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله، فإنه لا يقدم على أهل بيته الا وهو صادق، فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فقال النصارى: من هؤلاء؟فقيل لهم: ان هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين عليهم السلام ففرقوا (2) وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله: نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على الجزية وانصرفوا.
158 - في تفسير العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أمير المؤمنين عليه السلام سئل عن فضايله فذكر بعضها ثم قالوا له: زدنا، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وآله اتاه حبران من أحبار اليهود من أهل نجران فتكلما في أمر عيسى فأنزل الله هذه الآية: (ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم) إلى آخر الآية فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيد على والحسن والحسين وفاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء.
وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة قال وقال أبو جعفر عليه السلام: وكذلك المباهلة يشبك يده في يده ثم يرفعها إلى السماء فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله إن كان نبيا لتهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه، فكفا وانصرفا.
159 - عن أبي جعفر الأحول قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تقول قريش في الخمس؟قال: قلت يزعم أنه لها، قال: ما أنصفونا والله لو كان مباهلة ليباهلن بنا، ولئن كان مبارزة ليبارزن ثم نكون وهم على سواء؟160 - في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسين بن طريف عن عبد الصمد بن بشير عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أبو جعفر عليه السلام يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين عليهما السلام؟قلت ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فبأي شئ احتججتم عليهم؟قلت احتججنا عليهم بقول - الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
161 - في مجمع البيان وقال عليه السلام: ان كل بنى بنت ينسبون إلى أبيهم الا أولاد فاطمة فانى انا أبوهم.
162 - في عيون الأخبار في باب جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه السلام مع هارون الرشيد لما قال له: كيف تكونون ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وأنتم أولاد ابنته.
حديث طويل يقول فيه عليه السلام لهارون أزيدك يا أمير المؤمنين؟قال: هات، قلت قول الله تعالى فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولم يدع أحد انه أدخل النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند المباهلة للنصارى الاعلى ابن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فكان تأويل قوله عز وجل؟(أبناءنا) الحسن والحسين (ونساءنا) فاطمة (وأنفسنا) علي بن أبي طالب عليه السلام، على أن العلماء قد اجتمعوا على أن جبرئيل قال يوم أحد يا محمد ان هذه لهى المواساة من على قال لأنه منى وأنا منه.
163 - وفيه في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عز وجل إلى أن قال واما الثالثة حين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالمباهلة بهم في آية الابتهال، فقال عز وجل: يا محمد (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم، وقرن أنفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله: (وأنفسنا وأنفسكم) قالت العلماء عنى به نفسه قال أبو الحسن عليه السلام غلطتم انما عنى به علي بن أبي طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال لينتهين بنو وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى علي بن أبي طالب عليه السلام، وعنى بالأبناء الحسن والحسين، وعنى بالنساء فاطمة عليها السلام فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق، إذ جعل نفس على كنفسه.
164 - وفيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل يقول فيه يا علي من قتلك فقد قتلني ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني، لأنك منى كنفسي، روحك من روحي وطينتك من طينتي.
165 - في كتاب الخصال في احتجاج علي عليه السلام على أبى بكر قال: فأنشدك بالله أبى برز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأهلي وولدي في مباهلة المشركين من النصارى، أم بك وبأهلك وولدك؟قال بكم.
166 - وفيه أيضا مناقب أمير المؤمنين عليه السلام وتعدادها قال عليه السلام - واما الرابعة والثلاثون - فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل عز وجل فيه: (فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) فكانت نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله والنساء فاطمة، والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الاعفاء فعفا عنهم وقال والذي انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد لو باهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير.
167 - في كتاب علل الشرايع عن أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث طويل ذكرته بتمامه في سورة يونس عند قوله تعالى، (فان كنت في شك) الآية وفيه: ان المخاطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكن في شك مما أنزل الله عز وجل، ولكن قالت الجهلة، كيف لا يبعث الله إلينا نبيا من الملائكة انه لم يفرق بينه وبين غيره في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه عليه السلام، (فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك بمحضر من الجهلة هل بعث الله عز وجل رسولا قبلك الا وهو يأكل الطعام ويمشى في الأسواق ولك بهم أسوة، وانما قال: وان كنت في شك ولم يكن ولكن ليتفهم كما قال له عليه السلام، فقل، (تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو قال.
تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مؤدى عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه صادق فيما يقول، ولكن أحب ان ينصف من نفسه.
168 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال، التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت.
والابتهال ان تبسطهما فتقدمهما.
169 - في أصول الكافي باسناده إلى أبى اسحق عن أبي عبد الله عليه السلام قال.
والابتهال رفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة.
170 - وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: وهكذا الابتهال ومديده تلقاء وجهه إلى القبلة، ولا يبتهل حتى تجرى الدمعة.
171 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والابتهال تبسط يدك وذراعك (3) إلى السماء، والابتهال حين ترى أسباب البكاء.
172 - وباسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام: واما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك.
173 - وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام: و الابتهال ان تمد يديك جميعا، وهذه الأحاديث أحاديث أصول الكافي طوال أخذنا منها موضع الحاجة.
174 - علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن حكيم عن أبي مسترق (4) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت، انا نكلم الناس فنحتج عليهم بقول الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) فيقولون: نزلت في امراء السرايا: فنحتج عليهم بقوله عز وجل (انما وليكم الله ورسوله) إلى آخر الآية فيقولون، نزلت في المؤمنين ونحتج عليهم بقول الله عز وجل: (قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى) فيقولون: نزلت في قربى المسلمين، قال: فلم ادع شيئا مما حضرني ذكره من هذا وشبهه الا ذكرته، فقال لي: إذا كان كذلك فادعهم إلى المباهلة، قلت: وكيف اصنع؟قال، أصلح نفسك ثلاثا - وأظنه قال: وصم واغتسل - وابرز أنت وهو إلى الجبان (5) فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم انصفه وابدأ بنفسك وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم إن كان أبو مسترق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا (6) من السماء وعذابا أليما ثم رد الدعوة عليه، فقل وإن كان فلان جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أو عذابا أليما ثم قال لي، فإنك لا تلبث ان ترى ذلك فيه، فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه.
175 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبي - العباس عن أبي عبد الله عليه السلام في المباهلة قال تشبك أصابعك في أصابعه، ثم تقول، اللهم إن كان فلان جحد حقا وأقر بباطل فأصبه بحسبان من السماء أو بعذاب من عندك وتلاعنه سبعين مرة.
176 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن مخلد أبى الشكر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال.
الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن إسماعيل عن مخلد أبى الشكر عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
177 - في مجمع البيان: ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله وقد روى أنه لما نزلت هذه الآية قال عدى بن حاتم: ما كنا نعبدهم يا رسول الله.
فقال عليه السلام: اما كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم؟فقال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: هو ذاك.
178 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال، (لا شرقية ولا غربية) يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وأنتم على ملة إبراهيم صلى الله عليه وآله وقد قال عز وجل: ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين.
179 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (حنيفا مسلما) قال خالصا مخلصا ليس فيه شئ من عبادة الأوثان.
180 - في تفسير العياشي عن عبد الله الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: (ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) لا يهوديا يصلى إلى المغرب، ولا نصرانيا يصلى إلى المشرق، (ولكن كان حنيفا مسلما) يقول: كان حنيفا مسلما على دين محمد صلى الله عليه وآله.
181 - عن علي بن النعمان عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين قال هم الأئمة واتباعهم.
182 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن مثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا) قال: هم الأئمة عليهم السلام ومن اتبعهم.
183 - في مجمع البيان قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: ان أولى الناس بالأنبياء أعملهم بما جاؤوا به، ثم تلا هذه الآية، وقال: ان ولى محمد من أطاع الله وان بعدت لحمته، وان عدو محمد من عصى الله وان قربت قرابته.
184 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور ابن يونس عن عمر بن زيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أنتم والله من آل محمد فقلت: من أنفسهم جعلت فداك؟قال: نعم والله من أنفسهم - ثلاثا -، ثم نظر إلى ونظرت إليه فقال يا عمران الله يقول في كتابه: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه والله ولى المؤمنين).
185 - وفيه حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفيه يقول: ثم صعدنا إلى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا: يا محمد احتجم وأمر أمتك بالحجامة وإذا فيها رجل أشمط الرأس واللحية (7) جالس على كرسي، فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله؟فقال: هذا يا محمد أبوك إبراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من أمتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين).
186 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي خالد الكابلي قال؟قال أبو جعفر عليه السلام والله لكأني انظر إلى القائم عليه السلام وقد أسند ظهره إلى الحجر ثم ينشد الله حقه، ثم يقول: يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا أولى بالله، أيها الناس من يحاجني بآدم فانا أولى بآدم، أيها الناس من يحاجني في نوح فانا أولى بنوح أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى بإبراهيم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
187 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام معاوية جوابا، وكتاب الله يجمع لنا ما شد عنا، وهو قوله سبحانه (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وقوله تعالى: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين) فنحن مرة أولى بالقرابة.
وتارة أولى بالطاعة.
188 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) خطبة لعلى عليه السلام وفيها قال الله عز وجل (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي) وقال عز وجل (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فنحن أولى الناس بإبراهيم ونحن ورثناه ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة، ونحن آل إبراهيم.
189 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره قال نزلت في قوم من اليهود قالوا آمنا بالذي جاء به محمد بالغداة، وكفروا به بالعشى.
190 - وفى رواية أبى الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) فان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قدم المدينة وهو يصلى نحو بيت المقدس أعجب من ذلك اليهود فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت اليهود من ذلك وكان صرف القبلة صلاة الظهر، فقالوا صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا فآمنوا بالذي انزل على محمد وجه النهار واكفروا آخره يعنون القبلة حين استقبل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد الحرام (لعلهم يرجعون) إلى قبلتنا.
191 - في مجمع البيان في قوله: ومن أهل الكتاب من أن تأمنه إلى قوله (يحب المتقين) قال آخر الشرح وروى عن النبي صلى الله عليه وآله انه لما قرأ هذه الآية قال كذب أعداء الله ما من شئ كان في الجاهلية الا وهو تحت قدمي الا الأمانة، فإنها مؤداة إلى البر والفاجر.
192 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: ان الذين يشترون بعهد الله و ايمانهم ثمنا قليلا قال: يتقربون إلى الناس بأنهم مسلمون، فيأخذون منهم و يخونونهم، وما هم بمسلمين على الحقيقة.
193 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى وائل عن أبي عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال من حلف على يمين يقتطع بها مال أخيه لقى الله عز وجل وهو عليه غضبان، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه: (ان الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا) قال: فبرز الأشعث بن قيس فقال في نزلت، خاصمت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقضى على باليمين.
194 - وباسناده إلى علقمة بن وائل عن أبيه قال: اختصم رجل من حضرموت امرء القيس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في ارض فقال: ان هذا أبتز (8) على ارضى في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألك بينة؟فقال: لا قال فيمنه قال: يذهب والله بأرضى، فقال: ان ذهب بأرضك كان ممن لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه وله عذاب اليم.
195 - في عيون الأخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها من كتاب الله وفيه يقول الصادق عليه السلام: واليمين الغموس (9) لان الله تعالى يقول: (ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة).
196 - وفيه عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي، وعلى من قاتلهم، وعلى المعين وعلى من سبهم، (أولئك لأخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم).
197 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: واما قوله: (ولا ينظر إليهم يوم القيامة) يخبر انه لا يصيبهم بخير، وقد تقول العرب والله ما ينظر إلينا فلان، وانما يعنون بذلك انه لا يصيبنا منه بخير، فذلك النظر هيهنا من الله تبارك وتعالى إلى خلقه فنظره إليهم رحمة لهم.
198 - في أصول الكافي إلى ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: من ادعى امامة من الله ليست له، ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا.
199 - علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في العهد: (ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم) والخلايق: النصيب، فمن لم يكن له نصيب في الآخرة فبأي شئ يدخل الجنة؟200 - محمد بن يحيى عن محمد بن عبد الحميد عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: شيخ زان، وملك جبار، ومقل مختال (10)
201 - في الكافي باسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم الشيخ الزاني، والديوث، والمرأة توطى فراش زوجها.
202 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم منهم المرأة توطى فراش زوجها.
203 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن أبي عمير عن إسحاق بن هلال عن أبي عبد الله (ع) ان أمير المؤمنين (ع) قال الا أخبركم بأكبر الزنا؟قالوا بلى قال هي امرأة توطى فراش زوجها، فتأتي بولد من غيره فتلزمه زوجها، فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها عذاب اليم.
204 - في مجمع البيان وفى تفسير الكلبي عن ابن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من حلف على يمين كاذبة ليقطع بها مال أخيه المسلم لقى الله وهو عليه غضبان وتلا هذه الآية.
205 - في كتاب الخصال عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم.
الناتف شيبه، والناكح نفسه، والمنكوح في دبره.
206 - عن الحسن بن علي عليهما السلام قال الناس أربعة فمنهم من له خلق ولا خلاق له، ومنهم من له خلاق ولا خلق له، ومنهم من لاخلق ولا خلاق له، وذلك من شر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذلك خير الناس.
207 - عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم رجل بايع إماما لا يبايعه الا للدنيا ان أعطاه منها ما يريد وفى له والا لم يف، ورجل بايع رجلا بسلعته بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا وكذا، فصدقه فاخذها ولم يعط فيها ما قال، ورجل على فضل ماء بالفلاة (11) يمنعه ابن السبيل.
208 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وان منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله قال: كان اليهود يقرؤن شيئا ليس في التوراة ويقولون، هو في التوراة فكذبهم الله.
209 - في عيون الأخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام في وجه دلائل الأئمة عليهم السلام والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه فقال المأمون: يا أبا الحسن بلغني ان قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد؟فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ترفعوني فوق حقي، فان الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا، قال الله تعالى ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون وقال علي عليه السلام يهلك في اثنان ولاذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط، وانا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا فرفعنا فوق حدنا، كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام من النصارى.
210 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا) قال كان قوم يعبدون الملائكة، وقوم من النصارى زعموا ان عيسى رب، واليهود قالوا عزير ابن الله فقال الله (لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا).
211 - حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام أول من سبق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قال ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله صلى الله عليه وآله على الأنبياء له بالأمان على أن ينصروا أمير المؤمنين، فقال: وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله لتؤمنن به ولتنصرنه يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة.
212 - في تفسير العياشي عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه؟وكيف يؤمن عيسى بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وينصره ولم يدركه؟فقال يا حبيب ان القرآن قد طرح منه آي كثيرة، ولم يزد فيه الا حروف أخطأت بها الكتبة، وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأها: (وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه) هكذا أنزلها الله يا حبيب، فوالله ما وفت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما اخذه الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها وذكر عليه السلام كلاما طويلا في تكذيب الأمم أنبيائها تركناه خوف الإطالة،
213 - عن فيض بن أبي شيبه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وتلا هذه الآية: (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى آخر الآية قال لتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين، قلت: ولتنصرن أمير المؤمنين؟قال: نعم من آدم فهلم جرا، ولا يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين.
214 - عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله عليه السلام: قال لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا الاعلى بن أبي طالب.
وما جاء تأويله، قلت جعلت فداك متى يجئ تأويله؟قال إذا جاءت جمع الله امامة النبيين والمؤمنين حتى ينصروه، وهو قول الله (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة) إلى قوله (وانا معكم من الشاهدين) فيومئذ يدفع راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اللواء إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فيكون أمير الخلايق كلهم أجمعين، يكون الخلايق كلهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم فهذا تأويله.
215 - في مجمع البيان وروى عن علي عليه السلام ان الله تعالى اخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ان يخبروا أممهم بمبعثه ونعته، ويبشرونهم به، ويأمروهم بتصديقه.
216 - وقال الصادق عليه السلام تقديره وإذ اخذ الله ميثاق أمم النبيين بتصديق نبيها والعمل بما جاءهم به وانهم خالفوهم فيما بعد.
217 - وقد روى عن علي عليه السلام أنه قال: لم يبعث الله نبيا آدم ومن بعده الا اخذ عليه العهد لئن بعث الله محمدا وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه وأمره ان يأخذ العهد بذلك على قومه.
218 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه السلام قال ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا الا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين، وهو قوله (لتؤمنن به) يعنى برسول الله صلى الله عليه وآله، (ولتنصرن) يعنى أمير المؤمنين عليه السلام، ثم قال لهم في.
(أقررتم واخذتم على ذلك إصري) أي عهدي (قالوا أقررنا) قال الله للملائكة (اشهدوا وانا معكم من الشاهدين.
219 - في تفسير علي بن إبراهيم ثم قال عز وجل، أفغير دين الله تبغون قال: أغير هذا الدين قلت لكم ان تقروا بمحمد ووصيه.
220 - في كتاب التوحيد أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن إبراهيم بن هاشم ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته وهو يقول في قوله عز وجل وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها قال هو توحيدهم لله عز وجل.
221 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن عبد الله بن جعفر عن السياري عن محمد بن بكر عن أبي الجارود عن الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين؟ان دابتي استصعبت على وأنا منها على وجل، فقال: اقرأ في اذنها اليمنى، (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) فقرأها فذلت له دابته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
222 - في الكافي أحمد بن حمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة عن أحدهما عليه السلام قال: أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام ونفار، فليقرأ في اذنها أو عليها (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون).
223 - في أمالي شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى الصادق عليه السلام، أنه قال له أشجع السلمى انى كثير الاسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فعلمني ما آمن به على نفسي، فقال: فإذا خفت أمرا فاترك بيمينك على أم رأسك، واقرا برفيع صوتك: (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال أشجع: فحصلت في واد تعبث فيه الجن، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقراتها فقال قائل، كيف نأخذه وقد احتجب بآية طيبة؟.
224 - فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: يا علي من استصعب عليه دابته فليقرأ في اذنها الأيمن (12): (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون).
225 - في مجمع البيان (طوعا وكرها) فيه أقوال إلى قوله: وخامسها ان معناه أكره أقوام على الاسلام وجاء أقوام طائعين وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (كرها) أي فرقا من السيف.
226 - في تفسير العياشي عن عمار بن الأحوص (13) عن أبي عبد الله عليه السلام ان الله تبارك وتعالى خلق في مبتدأ الخلق بحرين، أحدهما عذب فرات، والاخر ملح أجاج (14) ثم خلق تربة آدم من البحر العذب الفرات، ثم اجراه على البحر الأجاج، فجعله حمئا مسنونا (15) وهو خلق آدم، ثم قبض قبضة من كتف آدم الأيمن، فذرأها في صلب آدم، فقال: هؤلاء في الجنة ولا أبالي إلى قوله -، فاحتج يومئذ أصحاب الشمال وهم ذر على خالقهم فقالوا: يا ربنا بم أوجبت لنا النار وأنت الحكم العدل من قبل ان تحتج علينا وتبلونا بالرسل، وتعلم طاعتنا لك ومعصيتنا؟فقال الله تبارك وتعالى لما لك خازن النار، ان مر النار تشهق (16) ثم تخرج منها فخرجت لهم، ثم قال الله لهم، ادخلوها طائعين، فقالوا: لا ندخلها طائعين، قال: ادخلوها طائعين أو لأعذبنكم بها كارهين قالوا: انما هربنا إليك منها وحاججناك فيها حيث أوجبتها علينا، وصيرتنا من أصحاب الشمال، فكيف ندخلها طائعين ولكن ابدأ أصحاب اليمين في دخولها كي يكون قد عدلت فينا وفيهم.
قال أبو عبد الله عليه السلام.
فأمر أصحاب اليمين وهم ذربين يديه بقوله تعالى.
ادخلوا هذه النار طائعين، قال.
فطفقوا يتبادرون في دخولها.
فولجوا فيها جميعا فصيرها الله عليهم بردا وسلاما.
ثم أخرجهم منها.
ثم إن الله تبارك و تعالى نادى في أصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
الست بربكم.
فقال أصحاب اليمين بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك مقرين طائعين وقال أصحاب الشمال: بلى يا ربنا نحن بريتك وخلقك كارهين.
وذلك قول الله تعالى: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: توحيدهم لله.
227 - عن عباية الأسدي انه سمع أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) أكان ذلك بعد؟قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: كلا والذي نفسي بيده حتى تدخل المرأة بمن عذب آمنين لا تخاف حية ولا عقربا فما سوى ذلك.
228 - عن صالح بن ميثم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) قال: ذلك حين يقول علي عليه السلام: انا أولى الناس بهذه الآية: (واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا) إلى قوله: (كاذبين).
229 - عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) قال: إذا قام القائم عليه السلام لا يبقى ارض الا نودي فيها بشهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
230 - عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون) قال: أنزلت في القائم عليه السلام إذا خرج باليهود والنصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا امره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويحب الله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد الا وحد الله قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك، ، فقال: ان الله إذا أراد أمرا قلل الكثير وكثر القليل.
231 - في نهج البلاغة أرسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية، أظهر به الشرايع المجهولة، وقمع به البدع المدخولة.
وبين به الاحكام المفصولة فمن يبتغ غير الاسلام دينا تحقق شقوته، وتنفصم عروته، وتعظم كبوته (17) ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل.
232 - في مجمع البيان (كيف يهدى الله قوما كفروا) إلى قوله: (فان الله غفور رحيم) قيل نزلت الآيات في رجل من الأنصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت، وكان قتل المحذر بن زياد البلوى غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ولحق بمكة ثم ندم، فأرسل إلى قومه ان يسئلوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل لي من توبة؟فسئلوه فنزلت الآيات إلى قوله: (الا الذين تابوا) فحملها إليه رجل من قومه فقال: انى لاعلم انك لصدوق ورسول الله صلى الله عليه وآله أصدق منك، وان الله تعالى أصدق الثلاثة، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن اسلامه وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
233 - في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام: لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون هكذا فاقرأها.
234 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد الحناط قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (وبالوالدين احسانا) ما هذا الاحسان؟فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما وان لا يكلفهما ان يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه، وان كانا مستغنيين أليس الله عز وجل يقول (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
235 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن شعيب عن الحسين بن الحسن عن عاصم عن يونس عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام انه كان يتصدق بالسكر فقيل له: أيتصدق بالكسر؟فقال.
نعم، انه ليس شئ أحب إلى منه فانا أحب أن أتصدق بأحب الأشياء إلى
236 - في عوالي اللئالي ونقل عن الحسين عليه السلام انه كان يتصدق بالكسر) فقيل له في ذلك فقال إني أحبه وقد قال الله تعالى: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون،
237 - في مجمع البيان وقد روى عن أبي الطفيل قال: اشترى علي عليه السلام ثوبا فأعجبه، فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيامة بالجنة، ومن أحب شيئا فجعله لله قال الله يوم القيامة: قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وانا أكافيك اليوم بالجنة.
238 - في تفسير العياشي عن مفضل بن عمر قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام يوما ومعي شئ، فوضعته بين يديه فقال ما هذا؟فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال فقال لي يا مفضل انى لا أقبل ذلك وما أقبله من حاجة بي إليه، وما أقبله الا ليزكوا به ثم قال سمعت أبي يقول من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه يوم القيامة الا ان يعفو الله عنه، ثم قال يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، لا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا عنه.
وإياكم ان تسئلوا أحدا من الفقهاء عمالا يعنيكم وعما ستر الله عنكم.
239 - عن عمر بن يزيد قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام أسأله عن رجل دبر مملوكه هل له أن يبيع عنقه؟قال: كتب: كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل الا ما حرم إسرائيل على نفسه.
240 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد أو غيره عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن إسرائيل كان إذا اكل من لحم الإبل هيج عليه وجع الخاصرة.
فحرم على نفسه لحم الإبل، وذلك قبل ان تنزل التوراة، فلما أنزلت التوراة لم يحرمه ولم يأكل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
241 - في تفسير علي بن إبراهيم واما قوله: (كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل الا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة) قال: إن يعقوب كان يصيبه عرق النساء، فحرم على نفسه لحم الجمل، فقالت اليهود: ان لحم الجمل محرم في التوراة فقال الله عز وجل لهم: فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين انما حرم هذا إسرائيل على نفسه ولم يحرمه على الناس.
1- كذا في النسخ والظاهر (لوددنا) وفى رواية العيون (وددنا).
2- والعرب تسمى الجزاء على الفعل باسمه كما قال عمرو بن كلثوم: (الا لا يجهلن أحد علينا - فنجهل فوق جهل الجاهلينا) قال الطبرسي (ره) وانما أضاف الله المكر إلى نفسه على مزاوجة الكلام كما قال: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) والثاني ليس باعتداء وانما هو جزاء، وهذا أحد وجوه البلاغة كالمجانسة والمطابقة والمقابلة.
3- أي خافوا وفزعوا.
4- وفى المصدر: (يديك وذراعيك).
5- هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الأصل (أبو مسروق).
6- الجبان: الصحراء.
7- الحسبان: العذاب والبلاء.
8- الأشمط: من خالط بياض رأسه سواد.
9- ابتزه: استلبه.
10- اليمين الغموس: الكاذبة التي يتعمدها صاحبها عالما بان الامر بخلافه.
11- المقل: الذي قلت جدته أي ماله وافتقر والمختال المتكبر.
12- الفلاة: المفازة لإماء فيها.
13- وفى المصدر (المطبوع بالغرى ج 4: 268) (اذنها اليمنى) وهو الظاهر.
14- وفى المصدر (عمار بن أبي الأحوص) ولعله الظاهر.
15- الفرات: أعذب العذو. والأجاج: المالح المر الشديد الملوحة.
16- الحمأ جمع حمائة: الطين الأسود المتغير. والمسنون: المصور وقيل: المصبوب المفرغ كأنه افرغ حتى صار صورة.
17- شهق: ارتفع.