قال عز من قائل: ﴿ان الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق﴾
72 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لن يعمل ابن آدم عملا أعظم عند الله تبارك وتعالى من رجل قتل نبيا أو إماما أو هدم الكعبة التي جعلها الله تعالى قبلة لعباده، أو افرغ ماءه في امرأة حراما.
73 - وفيه فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: احذروا السفلة فان السفلة من لا يخاف الله فيهم قتلة الأنبياء وهم أعداؤنا.
74 - في أصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله عز وجل يقول ويل للذين يختلون الدنيا بالدين، (1) ويل للذين يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية، أبى يغترون أم على يجترون، فبي حلفت لأتيحن (2) لهم فتنة تترك الحليم منهم حيرانا.
75 - في روضة الكافي باسناده إلى عبد الاعلى مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء) أليس قد اتى الله عز وجل بنى أمية الملك؟قال: ليس حيث تذهب، ان الله عز وجل آتانا الملك واخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الاخر، فليس هو الذي اخذه.
76 - في مهج الدعوات عن أسماء بنت زيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به فأجاب (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك) إلى (بغير حساب).
77 - في كتاب الإهليلجة قال الصادق عليه السلام بعد ان ذكر الليل والنهار، يلج أحدهما في الاخر، ينتهى كل واحد منهما إلى غاية معروفة محدودة في الطول والعرض على مرتبة ومجرى واحد.
78 - في أدعية الصحيفة الحمد لله الذي خلق الليل والنهار بقوته (إلى قوله) يولج كل واحد منهما في صاحبه ويولج صاحبه فيه بتقدير منه للعباد فيما يغذوهم به وينشئهم عليه.
79 - في كتاب معاني الأخبار وسئل الحسن بن علي بن محمد عليهم السلام عن الموت ما هو؟فقال هو التصديق بما لا يكون.
80 - حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الصادق عليه السلام قال إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتا، فان الميت هو الكافران الله عز وجل يقول تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي يعنى المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
81 - في مجمع البيان (تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي) قيل إن معناه تخرج المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن، وروى ذلك عن أبي جعفر وأبى عبد الله عليهم السلام.
82 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض اليونانيين وآمرك ان تستعمل التقية في دينك، فان الله يقول: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شئ الا ان تتقوا منهم تقية وإياك ثم إياك ان تتعرض للهلاك، وان تترك التقية التي أمرتك بها، فإنك شايط بدمك (3) ودماء اخوانك، معرض لنعمك ونعمهم للزوال، مذل لهم في أيدي أعداء دين الله، وقد امرك باعزازهم.
83 - في تفسير العياشي عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر عن محمد عن أبيه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا ايمان لمن لا تقية له، ويقول قال الله: (لا ان تتقوا منهم تقاة).
84 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى بن سام ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر عليه السلام يقول: التقية في كل شئ يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له.
85 - علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال التقية ترس الله بينه (و) بين خلقه.
قال مؤلف هذا الكتاب: والأحاديث في وجوب استعمال التقية كثيرة وفى الكافي كفاية.
86 - في روضة الكافي باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن سره ان يعلم أن الله، يحبه فليعمل بطاعة الله، وليتبعنا ألم يسمع قول الله عز وجل: قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله لا يطيع الله عبد أبدا الا ادخل الله عليه في طاعته اتباعنا، ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا الا أحبه الله، لا والله لا يدع أحد اتباعنا ابدا الا أبغضنا، ولا والله لا يبغضنا أحد ابدا الا عصى الله، ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار، والحمد لله رب العالمين.
87 - وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: بعد ان ذكر النبي صلى الله عليه وآله فقال تبارك وتعالى في التحريص على اتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته: (قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فاتباعه صلى الله عليه وآله محبة الله، ورضاه غفران الذنوب، وكمال الفوز ووجوب الجنة.
88 - على ابن إبراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: انى لا أرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة الا لاحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن، ثم تلا: قل: ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) ثم قال يا حفص الحب أفضل من الخوف ثم قال والله ما أحب من أحب الدنيا ووالى غيرنا، ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى.
89 - في كتاب الخصال عن سعيد بن يسار قال قال أبو عبد الله عليه السلام هل الدين الا الحب ان الله تعالى يقول (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
90 - عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام ان الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه، فتلك عبادة الحرصاء وهو الطمع وآخرون يعبدون فرقا من النار فتلك عبادة العبيد وهي الرهبة ولكني أعبده حبا له فتلك عبادة الكرام، وهو الامن لقوله تعالى: (وهم من فزع يومئذ آمنون) ولقوله تعالى.
(قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) فمن أحب الله أحبه الله ومن أحبه الله كان من الآمنين.
91 - في تفسير العياشي عن زياد عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبى - جعفر عليه السلام فقلت.
بأبي أنت وأمي ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبى إياكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي؟فقال: يا زياد ويحك وما الذين الا الحب، الا ترى إلى قوله تعالى: (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
92 - عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان لله ورسوله فثوابه على الله وما كان في الدنيا فليس شئ ثم نفض يده، ثم قال، ان هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد الا يرى أنه على الحق، وانكم انما أحببتمونا في الله، ثم تلا: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله).
93 - عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام في حديث قال: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ان الله يقول: (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقال (يحبون من هاجر إليهم) وهل الدين الا الحب.
94 - عن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك انا نسمى بأسمائكم وأسماء آبائكم فينفعنا ذلك؟فقال أي والله، وهل الدين الا الحب؟قال الله (ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم).
95 - عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله اصطفى آدم ونوحا) فقال: (هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين) فوضعوا اسما مكان اسم.
96 - عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.
97 - في عيون الأخبار في مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيه الرضا عليه السلام، اما قوله عز وجل في آدم عليه السلام، (وعصى آدم ربه فغوى) فان الله عز وجل خلق آدم حجة في ارضه، وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم عليه السلام في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله عز وجل، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة و خليفة عصم بقوله عز وجل، (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
98 - وفى باب مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كثير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى.
(وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عز وجل.
ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين.
99 - وفى باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة و الأمة حديث طويل وفيه: فقال المأمون هل فضل الله العترة على ساير الناس؟فقال أبو الحسن عليه السلام: ان الله تعالى أبان فضل العترة على ساير الناس في محكم كتابه فقال له المأمون: أين ذلك من كتاب الله تعالى؟فقال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
100 - في كتاب الخصال عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ أربعة إلى أن قال: واختار من البيوت أربعة فقال الله تعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين).
101 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال في وصية له: يا علي أن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين بعدى، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين بعدك، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة على نساء العالمين.
102 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام، فلما قضى محمد صلى الله عليه وآله نبوته واستكمل أيامه أوحى الله عز وجل إليه ان يا محمد قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك، فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب عليه السلام، فإنه لم أقطع العلم والايمان والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة من العقب من ذريتك.
كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك وبين أبيك آدم، وذلك قوله عز وجل: ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
في روضة الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
103 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن إبراهيم عن يونس عن هشام بن الحكم في حديث برية (4) لما جاء معه إلى أبى عبد الله فلقى أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام.
فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن لبرية: يا برية كيف علمك بكتابك؟قال: انا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل فقال برية، إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال فآمن برية وحسن ايمانه وآمنت المرأة التي كانت معه فدخل هشام وبرية والمرأة على أبى عبد الله عليه السلام فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبى الحسن موسى عليه السلام وبين برية، فقال أبو عبد الله عليه السلام: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) فقال برية: انى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟قال هي عندنا وراثة من عندهم نقرأها كما قرأوها.
ونقولها كما قولوا، ان الله لا يجعل حجة في ارضه يسأل عن شئ فيقول: لا أدرى.
104 - في تفسير علي بن إبراهيم وقوله: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) قال العالم عليه السلام: نزل (وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين) فأسقطوا آل محمد من الكتاب.
105 - في روضة الكافي علي بن محمد عن علي بن العباد عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: (توقد من شجرة مباركة) فاصل الشجرة المباركة إبراهيم صلى الله عليه وآله وهو قول الله عز وجل: (رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد) وهو قول الله عز وجل: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
106 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام: قال قال محمد ابن أشعث بن قيس الكندي للحسين عليه السلام: يا حسين بن فاطمة اية حرمة لك من رسول - الله ليست لغيرك؟فتلا الحسين عليه السلام هذه الآية (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض) الآية قال والله ان محمدا لمن آل إبراهيم والعترة الهادية لمن آل محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
107 - في مجمع البيان وفى قراءة أهل البيت عليهم السلام وآل محمد على العالمين وقالوا أيضا: ان آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله تعالى مطهرين معصومين منزهين عن القبايح، لأنه سبحانه لا يختار ولا يصطفى الامن كذلك ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة (ذرية بعضها من بعض) قيل بعضها من كان بعض في التناسل والتوالد، فإنهم ذرية آدم ثم ذرية نوح، ثم ذرية إبراهيم: وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام لأنه قال: الذين اصطفاهم بعضهم من نسل بعض.
108 - في تفسير العياشي عن أحمد بن محمد عن الرضا عن أبي جعفر عليه السلام من زغم انه قد فرغ من الامر فقد كذب، لان المشية لله في خلقه، يريده ما يشاء ويفعل ما يريد، قال الله: (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) آخرها من أولها، وأولها من آخرها، فإذا خبرتم بشئ منها بعينه انه كان وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه.
109 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما الحجة في كتاب الله ان آل محمد هم أهل بيته؟قال: قول الله تبارك وتعالى: (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد) هكذا نزلت على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) ولا يكون الذرية من القوم الا نسلهم من أصلابهم وقال (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور وآل عمران وآل محمد).
110 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب: محمد بن سيرين ان عليا عليه السلام قال لابنه الحسن أجمع الناس فاجتمعوا فاقبل فخطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وتشهد ثم قال: أيها الناس ان الله اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه، وانزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا تكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة، (ولتعلمن نبأه بعد حين) ثم نزل وجمع بالناس وبلغ أباه فقبل بين عينيه، ثم قال: بابى وأمي (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم).
111 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي عن محمد بن علي عن محمد بن أحمد عن أبان بن عثمان عن إسماعيل الجعفي قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ان المغيرة يزعم أن الحايض تقضى الصلاة كما تقضى الصوم، فقال: ماله لا وفقه الله، ان امرأة عمران قالت رب انى نذرت لك ما في بطني محررا والمحرر للمسجد لا يخرج منه أبدا، فلما وضعت مريم قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى فلما وضعتها أدخلتها المسجد، فلما بلغت مبلغ النساء أخرجت من المسجد، أنى كانت تجد أياما تقضيها وهي عليها أن نكون الدهر في المسجد.
112 - في تفسير العياشي عن إسماعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا قال والمحرر للمسجد إذا وضعته، وأدخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم (قالت رب انى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وانى سميتها مريم وانى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم) فساهم عليها البنون، فأصاب القرعة زكريا وهو زوج أختها، وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما يبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، وكانت تصلى فيضئ المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء.
فقال: (انى لك هذا قالت هو من عند الله) فهنالك دعا زكريا ربه قال إني خفت الموالى من ورائي، إلى ما ذكر الله من قصة يحيى وزكريا
113 - عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله (انى نذرت لك ما في بطني محررا) المحرر يكون في الكنيسة لا يخرج منها، فلما وضعتها أنثى (قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى) ان الأنثى تحيض فيخرج من المسجد، والمحرر لا يخرج من المسجد.
114 - وفى رواية حريز عن أحدهما عليهما السلام نذرت ما في بطنها للكنيسة أن يخدم العباد، وليس الذكر كالأنثى في الخدمة قال فثبت وكانت تخدمهم، فتناولهم حتى بلغت فأمر زكريا أن تتخذ لها حجابا دون العباد وكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فهنا لك دعا وسأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى.
115 - عن سعد الإسكاف عن أبي جعفر عليه السلام قال: لقى إبليس عيسى بن مريم فقال: هل نالني من حبائلك شئ؟قال: قال: حدثتك التي (قالت رب انى وضعتها أنثى) إلى (الشيطان الرجيم).
116 - في أمالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حديث طويل يذكر فيه تزويج الزهراء عليها السلام وما أكرمه به النبي صلى الله عليه وآله وفيه يقول عليه السلام: ثم اتاني فأخذ بيدي فقال قم بسم الله، وقل على بركة الله وما شاء الله لا قوة الا بالله توكلت على الله، ثم جاء بي حتى أقعدني عندها عليها السلام، ثم قال اللهم انهما أحب خلقك إلى فأحبهما وبارك في ذريتهما واجعل عليهما منك حافظا وانى أعيذهما بك وذريتهما من الشيطان الرجيم.
117 - في تفسير العياشي عن سيف عن نجم عن بي جعفر عليه السلام قال: إن فاطمة عليها السلام ضمنت لعلى عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت (5) وضمن لها علي عليه السلام ما كان خلف الباب نقل الحطب وان يجئ بالطعام، فقال لها يوما يا فاطمة هل عندك شئ؟قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلث الا شئ تقربك به (6) قال: أفلا أخبرتني؟قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهاني ان أسئلك شيئا فقال: لا تسألي ابن عمك شيئا ان جاءك بشئ عفوا والا فلا تسأليه، قال: فخرج صلوات الله عليه فلقى رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم اقبل به وقد أمسى، فلقى مقداد بن الأسود فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: و رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي؟قال: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي، قال: فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه فأقبل فوجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا وفاطمة تصلى وبينها شئ مغطى، فلما فرغت أحضر ذلك الشئ.
فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة انى لك هذا؟قالت: هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الا أحدثك بمثلك ومثلها؟قال بلى، قال مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب، فوجد عندها رزقا قال يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب فأكلوا منها شهرا وهي الجفنة التي يأكل منها القائم عليه السلام وهي عندنا.
118 - في أصول الكافي أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسين بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم عن أبي الحسن موسى عليه السلام أنه قال لرجل نصراني: اما أم مريم فاسمها مرتا وهي وهيبة بالعربية والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
119 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله أوحى إلى عمران انى واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل، فحدث عمران امرأته حنة بذلك وهي أم مريم، فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام، فلما وضعتها قالت رب انى وضعتها أنثى وليس الذكر كالأنثى، ولا تكون البنت رسولا، يقول الله عز وجل: (والله أعلم بما وضعت) فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران، ووعده إياه، فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أم ولد ولده فلا تنكروا ذلك.
120 - في عيون الأخبار باسناده إلى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام في أول يوم من المحرم، فقال لي يا بن شبيب أصائم أنت؟فقلت لا فقال إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل؟(فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء) فاستجاب الله له وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب ان الله يبشرك بيحيى مصدقا، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله تعالى استجاب الله تعالى له كما استجاب لزكريا عليه السلام.
121 - في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن رجل عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أراد ان يحبل له فليصل ركعتين بعد الجمعة يطيل فيهما الركوع والسجود، ثم يقول: اللهم إني أسئلك بما سألك به زكريا يا رب (7) لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، اللهم هب لي ذرية طيبة انك سميع الدعاء، اللهم باسمك استحللتها وفى أمانتك اخذتها فان قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا، ولا تجعل للشيطان فيه شريكا ونصيبا.
122 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: ان طاعة الله عز وجل خدمته في الأرض وليس شئ من خدمته يعدل الصلاة فمن ثم نادت الملائكة زكريا وهو قائم يصلى في المحراب.
123 - في مجمع البيان وروى الحرث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام انى من أهل بيت قد انقرضوا وليس لي ولد، فقال ادع الله وأنت ساجد رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء.
رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين، قال فقلت فولد على والحسين، و (حصورا) لا يأتي النساء وهو المروى عن أبي عبد الله عليه السلام.
124 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه عن أبي رافع قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ذكر عيسى بن مريم عليهما السلام، فلما أراد الله ان يرفعه أوحى إليه ان يستودع نور الله وحكمته وعلم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين، ففعل ذلك فلم يزل شمعون في قومه يقوم بأمر الله عز وجل ويهتدى بجميع مقال عيسى عليه السلام في قومه من بني إسرائيل، ويجاهد الكفار فمن اطاعه وآمن به وبما جاء به كان مؤمنا ومن جحده وعصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك وتعالى وبعث في عباده نبيا من الصالحين وهو يحيى بن زكريا، فمضى شمعون وملك عند ذلك أردشير بن زاركا أربع عشرة سنة وعشرة أشهر، وفى ثمان سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا عليهما السلام ولما أراد الله عز وجل ان يقبضه أوحى إليه ان يجعل الوصية في ولد شمعون ويأمر الحواريين وأصحاب عيسى بالقيام معه، ففعل ذلك وعندها ملك سابور ابن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله، وعلم الله ونوره وتفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون ومعه الحواريون من أصحاب عيسى عليه السلام، وعند ذلك ملك بخت نصر مأة سنة وسبعا وثمانين سنة وقتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا، وخرب بيت المقدس ففرقت اليهود في البلدان.
125 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن زكريا لما دعا ربه ان يهب له فنادته الملائكة بما نادته به أحب ان يعلم أن ذلك الصوت من الله أوحى إليه: ان آية ذلك ان مسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام، قال: فلما أمسك لسانه ولم يتكلم علم أنه لا يقدر على ذلك الا الله، وذلك قول الله: رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا.
126 - عن حماد عمن حدثه عن أحدهما عليهما السلام قال: لما سأل ربه ان يهب له ذكرا فوهب الله له يحيى، فدخله من ذلك، فقال: (رب اجعل لي آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلاثة أيام الا رمزا) فكان يؤمى برأسه وهو الرمز.
127 - عن الحكم بن عتيبة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله في الكتاب إذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين اصطفاها مرتين، والاصطفاء انما هو مرة واحدة، قال: فقال لي يا حكيم ان لهذا تأويلا وتفسيرا فقلت له، ففسره لنا أبقاك الله فقال، يعنى اصطفاه إياها أولا من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين، وطهرها من أن يكون في ولادتها من آبائها وأمهاتها سفاحا، و اصطفاها بهذا في القرآن، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي شكرا لله.
128 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: (وإذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) قال: اصطفاها مرتين اما الأول فاصطفاها أي اختارها، واما الثانية فإنها حملت من غير فحل، فاصطفاها بذلك على نساء العالمين.
129 - في مجمع البيان - (واصطفاك على نساء العالمين) أي على نساء عالمي زمانك، لان فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين وهو قول أبى جعفر عليه السلام وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين.
130 - وقال أبو جعفر عليه السلام معنى الآية اصطفاك من ذرية الأنبياء وطهرك من السفاح واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل وزوج.
131 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: انما سميت فاطمة عليها السلام محدثة لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادى مريم بنت عمران، فتقول يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين يا فاطمة اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين، فتحدثهم ويحدثونها، فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟فقالوا: إن مريم كانت سيدة نساء عالميها، وان الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها، وسيدة نساء الأولين والآخرين.
132 - في أصول الكافي باسناده إلى علي بن محمد الهرمزاني عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين عليه السلام سرا وعفى على موضع قبرها (8) ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك وزايرتك، والبائتة في الثرى ببقعتك والمختار لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري، وعفى عن سيدة نساء العالمين تجلدي (9) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
133 - في نهج البلاغة من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا: ومناخير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب.
134 - فيمن لا يحضره الفقيه روى المعلى بن محمد البصري عن جعفر بن سليمان عن أبي عبد الله بن الحكم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان عليا وصيي، وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
135 - في أمالي الصدوق (ره) باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام وزكت مالها، وأطاعت زوجها ووالت عليا دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة، وانها لسيدة نساء العالمين فقيل له: يا رسول الله هي سيدة نساء عالمها؟فقال عليه السلام: ذاك مريم ابنة عمران، واما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وانها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين وينادونها بما نادت به الملائكة مريم، فيقولون يا فاطمة ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
136 - وباسناده إلى الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطبه أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عنى، فان الفراق قريب، انا امام البرية ووصى خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة.
137 - في كتاب الخصال عن أبي جعفر عليه السلام قال: أول من سوهم عليه مريم بنت عمران وهو قول الله تعالى: وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم والسهام سنة.
فيمن لا يحضره الفقيه مثله.
138 - في تفسير علي بن إبراهيم (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون) قال لما ولدت اختصموا آل عمران فيها وكلهم قالوا نحن نكفلها، فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم فخرج سهم زكريا فكفلها زكريا.
139 - في تفسير العياشي عن الحكم بن عتيبة عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم قال لنبيه محمد صلى الله عليه وآله يخبره بما غاب عنه من خبر مريم وعيسى يا محمد ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك في مريم وابنها، وبما خصهما الله به وفضلهما واكرمهما حيث قال (وما كنت لديهم) يا محمد يعنى بذلك رب الملائكة (إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) حين أيتمت من أبيها.
140 - وفى رواية أخرى عن ابن أبي خراد (10) أيهم يؤمن يكفل مريم حين أيتمت من أبيها (وما كنت لديهم) يا محمد (إذ يختصمون) في مريم عند ولادتها بعيسى بن مريم أيهم يكفلها ويكفل ولدها، قال فقلت له: أبقاك الله فمن كفلها؟فقال اما تسمع لقوله الآية (11).
141 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسي قال سألت أبا جعفر عليه السلام أكان عيسى بن مريم حين تكلم في المهد حجة الله على أهل زمانه؟فقال كان يؤمئذ نبيا حجة الله غير مرسل، أما تسمع لقوله حين قال (انى عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
142 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام أنه قال إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي عليه السلام في أثناء كلام طويل فان هذا عيسى بن مريم تزعمون أنه تكلم في المهد صبيا، قال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من فيه نور رأى أهل مكة قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من ارض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إصطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي صلى الله عليه وآله حتى فزعت الجن والإنس والشياطين، وقالوا حدث في الأرض حدث إلى أن قال قال له اليهودي فان عيسى يزعمون أنه خلق كهيئة الطير فتنفخ فيها فكان طيرا بإذن الله عز وجل، فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو شبيه لهذا، إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا ثم قال للحجر: انفلق، فانفلق ثلاث فلق يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها انشقي فانشقت نصفين ثم قال لها التزقي فالتزقت ثم قال لها اشهدي لي بالنبوة فشهدت، ثم قال له اليهودي فان عيسى يزعمون أنه قد أبرء الأكمه والأبرص بإذن الله عز وجل، فقال له علي عليه السلام لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله اعطى ما هو أفضل أبرأ ذا العاهة من عاهته بينما هو جالس عليه السلام إذ سال عن رجل من أصحابه فقالوا يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لا ريش عليه، فأتاه عليه السلام فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟قال نعم كنت أقول يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا، فقال له النبي صلى الله عليه وآله الا قلت (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) فقالها فكأنما نشط (12) من عقال وقام صحيحا وخرج معنا، ولقد اتاه رجل من جهينة أجذم ينقطع من الجذم، فشكى إليه صلى الله عليه وآله فاخذ قدحا من ماء فتفل فيه، ثم قال امسح به جسدك ففعل، فبرأ حتى لم يوجد فيه شئ، ولقد اتى أعرابي أبرص فتفل من فيه عليه فما قام من عنده الا صحيحا، ولئن زعمت أن عيسى عليه السلام أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فان محمدا صلى الله عليه وآله بينما هو في بعض أصحابه إذا هو بامرأة فقالت: يا رسول الله ابني قد أشرف على حياض الموت (13) كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبي صلى الله عليه وآله وقمنا معه، فلما اتيناه قال له جانب يا عدو الله ولى الله فأنا رسول الله صلى الله عليه وآله فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا، ولئن زعمت أن عيسى ابرء العميان فان محمد صلى الله عليه وآله قد فعل ما هو أكثر من ذلك، ان قتادة بن ربعي كان رجلا صحيحا فلما إن كان يوم أحد اصابته طعنة في عينه، فبدرت حدقته فأخذها بيده ثم اتى بها إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ان امرأتي الان تبغضني، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من يده ثم وضعها مكانها، فلم تكن تعرف بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى.
ولقد جرح عبد الله بن عتيك وبانت يده يوم حنين، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله ليلا فمسح عليه يده، فلم يكن تعرف من الأخرى، ولقد أصاب محمد بن مسلمة يوم كعب بن الأشرف مثل ذلك في عينه ويده فمسحه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يستبينا، ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه فمسحها فما عرفت من الأخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته صلى الله عليه وآله، قال له اليهودي فان عيسى تزعمون أنه أحيى الموتى بإذن الله؟فقال له عليه السلام لقد كان ذلك ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم سبحت في يده تسع حصيات يسمع نغماتها في جمودها، ولا روح فيها لتمام حجة نبوته، ولقد كلمه الموتى من بعد موتهم واستغاثوه مما خافوا تبعته، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال: ما ههنا من بنى النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي وكان شهيدا، ولئن زعمت أن عيسى كلم الموتى فلقد كان لمحمد صلى الله عليه وآله ما هو أعجب من هذا، ان النبي صلى الله عليه وآله لما نزل بالطائف وحاصر أهلها بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم، فنطق الذراع منها، فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فانى مسموم، فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله عز ذكره على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشوى، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة وتكلم السباع وتشدهم له بالنبوة، وتحذرهم عصيانه فهذا أكثر مما اعطى عيسى، قال له اليهودي: ان عيسى تزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله فعل ما هو أكبر من هذا، ان عيسى أنبأ قومه بما كان من وراء الحايط، ومحمد صلى الله عليه وآله أنبأ قومه عن موتة وهو عنها غايب، ووصف حربهم، ومن استشهد منهم وبينه وبينهم مسيرة شهور كان يأتيه الرجل يريد ان يسأله عن شئ فيقول صلى الله عليه وآله: تقول أو أقول! فيقول بل قل يا رسول الله، فيقول: جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته، ولقد كان صلى الله عليه وآله يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من اسرارهم شيئا، منها ما كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب، فقال: جئت في فكاك ابني فقال له: كذبت، بل قلت: لصفوان وقد أجمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر، وقلتم: والله الموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمد بنا، وهل حياة بعد أهل القليب؟فقلت أنت: لولا عيالي ودين على لأرحتك من محمد فقال صفوان: على أن اقضي دينك وان اجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خيرا وشر فقلت أنت: فاكتمها على وجهزني حتى اذهب فأقتله، فجئت لتقتلني، فقال: صدقت يا رسول الله، فانا أشهد أن لا إله إلا الله، وانك رسول الله وأشباه هذا مما لا يحصى.
143 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟قال نعم قلت رسول الله صلى الله عليه وآله وارث الأنبياء علم كلما علموا؟قال نعم قلت فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرأوا الأكمه والأبرص قال لي نعم بإذن الله ثم قال لي ادن منى يا أبا محمد فدنوت منه فسمح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في البلد ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟قلت: أعود كما كنت فمسح على عيني فعدت كما كنت فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال: اشهد ان هذا حق كما أن النهار حق:
144 - في الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابنا عن علي بن الحكم عن ربيع بن محمد عن عبد الله بن سليم العامري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا عليهما السلام وكان سأل ربه ان يحييه له فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر فقال له: ما تريد منى؟فقال له: أريد ان تونسني كما كنت في الدنيا، فقال له: يا عيسى ما سكنت عنى حرارة الموت وأنت تريدان تعيدني إلى الدنيا وتعود على حرارة الموت، تركه فعاد إلى قبره.
145 - في عيون الأخبار باسناده إلى أبى يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: لما ذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء والعصا وآلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمدا صلى الله عليه وآله بالكلام والخطب؟فقال له أبو الحسن عليه السلام.
ان الله تعالى لما بعث موسى - إلى أن قال -: وان الله تعالى بعث عيسى عليه السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى، وأثبت به الحجة عليهم.
146 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ثم إن الله عز وجل أرسل عيسى عليه السلام إلى بني إسرائيل خاصة، فكانت نبوته ببيت المقدس.
147 - في كتاب الخصال عن الحسين ابن علي عليهما السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع، إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله: اخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟فقال: آدم، وحوا، وكبش إسماعيل و عصى موسى، وناقة صالح والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله تعالى.
148 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا عليه السلام مع أهل الأديان و أصحاب المقالات قال الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام: فقال له، اذهب إلى الجبانة (14) فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك: يا فلان ويا فلان ويا فلان، يقول لكم محمد رسول الله: قوموا بإذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم، وأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم ان محمدا قد بعث نبيا، وقالوا أوددنا (15) انا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الأكمه والأبرص والمجانين، وكلمه البهايم والطير والجن والشياطين ولم نتخذه ربا من دون الله عز وجل.
149 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي جميلة عن أبان بن تغلب وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل رزق ومدة وولد؟فقال: نعم، انه كان له صديق مواخ له في الله تبارك وتعالى، وكان عيسى صلى الله عليه يمر به وينزل عليه، وان عيسى صلى الله عليه غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه.
فخرجت إليه أمه فسألها عنه، فقالت: مات يا رسول الله فقال: أفتحبين ان تراه؟فقالت: نعم فقال لها، فإذا كان غدا فأتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى، فلما كان من الغد أتاها فقال لها: انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عليه عيسى صلى الله عليه ثم دعى الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسى صلى الله عليه فقال له عيسى: أتحب ان تبقى مع أمك في الدنيا؟فقال له: يا نبي الله بأكل ورزق ومدة أم بغير اكل ولا رزق ولا مدة؟فقال له عيسى صلى الله عليه: بأكل ورزق ومدة، تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك قال، نعم إذا قال، فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وولد له.
150 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال: حدثني جعفر بن عبد الله قال، حدثنا كثير بن عياش عن زياد بن المنذر أبى الجارود عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام في قوله، وأنبأكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم فان عيسى عليه السلام كان يقول لبنى إسرائيل، (انى رسول الله إليكم وانى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص) الأكمه هو الأعمى قالوا: ما نرى الذي تصنع الا سحرا فأرنا آية نعلم أنك صادق، قال، أرأيتكم ان أخبرتكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم؟- يقول، ما أكلتم في بيوتكم قبل ان تخرجوا وما ادخرتم إلى الليل - تعلمون انى صادق؟قالوا، نعم، فكان يقول للرجل اكلت كذا وكذا، وشربت كذا وكذا، ورفعت كذا وكذا، فمنهم من يقبل منه فيؤمن، ومنهم من يكفر وكان لهم في ذلك آية ان كانوا مؤمنين.
1- الفخ: آلة يصاد بها.
2- ختله وخاتله: خادعه. ويختل الدنيا بالدين أي يطلب الدنيا بعمل الآخرة، يقال ختله ويختله إذا خدعه وراوغه. قاله في النهاية.
3- قال في النهاية: فيه: حلفت لأتيحنهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا، يقال أتاح الله لفلان كذا أي قدره له وانزله به وتاح له الشئ.
4- شاط دمه: ذهب وبطل.
5- وفى المصدر (بريه) بالهاء ونقل في هامشه عن بعض النسخ (بريهة) فكيف كان هو رجل من النصارى أسلم على يد أبى الحسن موسى بن جعفر (ع) كما يظهر من هذا الرواية وقد ذكر ترجمة في تنقيح المقال وكونه مشتركا بين رجلين فراجع ان شئت.
6- قم البيت: كنسه.
7- في المصدر وكذا في تفسير البرهان: (ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شئ نقربك به) وفى البحار (منذ ثلاث الا شئ آثرتك به):.
8- وفى نسخة: (إذ قال رب).
9- عفى على قبره: محى أثره.
10- عفى أي درس وانمحى. والتجلد: تكلف الجلادة.
11- وفى المصدر وكذا البحار (ابن خرزاد) ولم أظفر على ترجمته في كتب الرجال على اختلافه.
12- وفى نسخة البحار (اما تسمع لقوله: وكفلها زكريا. الآية).
13- أي حل وأطلق.
14- حوض الموت: مجتمعه.
15- الجبانة: المقابر.