قال عز من قائل: ﴿هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء﴾

11 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن بشير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى إذ أراد أن يخلق خلقا جمع كل صورة بينه وبين أبيه إلى آدم، ثم خلقه على صورة أحدهم، فلا يقولن أحد هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئا من آبائي.

12 - وباسناده إلى محمد بن عبد الله بن زرارة عن علي بن عبد الله عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: تعتلج النطفتان في الرحم، فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فإن كانت نطفة المرأة أكثر جاءت يشبه أخواله وإن كانت نطفة الرجل أكثر جاءت يشبه أعماله وقال: تحول النطفة في الرحم أربعين يوما، فمن أراد أن يدعو الله عز وجل ففي تلك الأربعين قبل أن يخلق، ثم يبعث الله عز وجل ملك الأرحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز وجل فيقف منه ما شاء الله، فيقول: يا الهى أذكر أم أنثى؟فيوحى الله عز وجل ما يشاء، فيكتب الملك (الحديث) وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: (ما أصاب من مصيبة في الأرض) الآية إن شاء الله.

13 - في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن نوح بن شعيب رفعه عن عبد الله بن سنان عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رجل من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هذه ابنة عمى وامرأتي لا أعلم منها الا خيرا: وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين جعد قطط أفطس الانف (1) لا أعرف شبهه في أخوالي ولا في أجدادي، فقال لامرأته: ما تقولين؟قالت: لا والذي بعثك بالحق نبيا ما أقعدت مقعده منى منذ ملكني أحدا غيره، قال: فنكس رسول الله صلى الله عليه وآله مليا ثم رفع بصره إلى السماء، ثم اقبل على الرجل فقال: يا هذا انه ليس من أحد الا بينه وبين آدم تسعة وتسعون عرقا كلها تضرب في النسب، فإذا وقعت النطفة في الرحم اضطربت تلك العروق تسأل الله الشبه لها، فهذا من تلك العروق التي لم يدركها أجدادك ولا أجداد أجدادك، خذي إليك ابنك، فقالت والمراة: فرجت عنى يا رسول الله.

14 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن إسماعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن للرحم أربع سبل، في أي سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنان وثلاث وأربعة ولا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.

15 - علي بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الأول فللأب، وما كان في الثاني فللام، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخؤلة.

16 - في أصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب قال أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام واخر متشابهات قال فلان وفلان.

فاما الذين في قلوبهم زيغ أصحابهم وأهل ولايتهم فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله و الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام.

17 - في مجمع البيان قيل المراد بالفتنة هنا الكفر وهو المروى عن أبي عبد الله (ع).

18 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه ثم إن الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبطلون من تغيير كلامه، قسم كلامه ثلاثة أقسام فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل وقسما لا يعرفه الا من صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح الله صدره للاسلام، وقسما لا يعرفه الا الله وأنبياؤه والراسخون في العلم، وانما فعل ذلك لئلا يدعى أهل الباطل من المستولين على ميراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من علم الكتاب ما لم يجعله الله، لهم وليقودهم الاضطرار إلى الايتمار لمن ولاه أمرهم، فاستكبروا عن طاعته تعززا وافتراء على الله واغترارا بكثرة من ظاهرهم وعاونهم وعاند الله جل اسمه ورسوله صلى الله عليه وآله.

19 - في أصول الكافي علي بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن إسحاق عن عبد الرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن ناسا تكلموا في هذا القرآن بغير علم، وذلك أن الله تبارك وتعالى يقول.

(هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله) الآية فالمنسوخات من المتشابهات.

والمحكمات من الناسخات والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

20 - علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن الذي جاء به جبرئيل إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر الف آية.

21 - في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث طويل وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: جميع سور القرآن مأة وأربع عشرة سورة، وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية، ومأة آية وست وثلاثون آية.

22 - في كتاب معاني الأخبار باسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث ان حييا وأبا ياسر ابني اخطب ونفرا من يهود أهل نجران اتوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا له: أليس فيما تذكر فيما انزل الله عليك (ألم)؟قال: بلى، قالوا، اتاك بها جبرئيل من عند الله؟قال: نعم، قالوا، لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبرنا ما مدة ملكه، وما أجل أمته غيرك، قال: فأقبل حيى بن اخطب على أصحابه فقال لهم: الألف واحد.

واللام ثلثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل أمته إحدى وسبعون سنة، قال: ثم اقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا محمد هل مع هذا غيره؟قال: نعم، قال هاته قال، المص، قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحد واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه مائة واحد والستون سنة ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: فهل مع هذا غيره؟قال، نعم قال، هاته، قال: الر، قال، هذه أثقل وأطول، والألف واحد، واللام ثلثون، والراء مائتان، فهل مع هذا غيره؟قال، نعم قال، هاته قال: المر قال، هذه أثقل وأطول، الألف واحد.

واللام ثلثون، والميم أربعون، والراء مائتان، ثم قال له، هل مع هذا غيره؟قال، نعم قالوا، قد التبس علينا امرك فما ندري ما أعطيت، ثم قاموا عنه ثم قال أبو ياسر لحيى أخيه، ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله و أكثر منه؟قال: فذكر أبو جعفر عليه السلام ان هذه الآيات أنزلت فيهم منه (آيات محكمات هن أم الكتاب واخر متشابهات) قال: وهي تجرى في وجه آخر على غير تأويل حيى وأبى ياسر وأصحابهما.

23 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول، ان لقيام القائم عليه السلام علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين، قلت، وما هي جعلني الله فداك؟قال، ذلك قوله عز وجل، (ولنبلونكم) يعنى المؤمنين قبل خروج القائم (بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) قال نبلونكم بشئ من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم، ونقص من الأموال، قال، كساد التجارات وقلة الفضل، ونقص من الأنفس قال، موت ذريع، ونقص من الثمرات لقلة ريع (2) ما يزرع (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل الفرج.

ثم قال لي يا محمد هذا تأويله ان الله عز وجل يقول: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم).

24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي (ره) باسناده إلى محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الغدير وفيها قال صلوات الله عليه وآله، معاشر الناس تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره، ولا يوضع لكم تفسيره الا الذي أنا آخذ بيده ومصعده لي، وشائل (3) بعضده ومعلمكم ان من كنت مولاه فهذا على مولاه، وهو علي بن أبي طالب اخى ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها على.

25 - وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام، وقد جعل الله للعلم أهلا، وفرض على العباد طاعتهم بقوله، (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم).

26 - في نهج البلاغة قال: عليه السلام أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا كذبا، وبغيا علينا أن رفعناه الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم.

27 - في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز ذكره: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض (قال: فقال: يا أبا عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من آل محمد صلى الله عليه وآله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة،

28 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن جميل عن أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله: (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض) قال يا أبا عبيدة ان لهذا تأويلا لا يعلمه الا الله والراسخون في العلم من الأئمة عليهم السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 - حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول إن القرآن زاجر وآمر، يأمر بالجنة ويزجر عن النار، وفيه محكم ومتشابه، فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به، واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به، وهو قول الله (واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا) وآل محمد عليهم السلام الراسخون في العلم.

30 - حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن بريد بن معاوية عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل الراسخون في العلم فقد علم جميع ما أنزل الله من التنزيل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه التأويل، وأوصياؤه من بعده يعلمونه، قال: قلت جعلت فداك ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال: وما كان يقول؟قلت: قال: انكم تعلمون علم الحلال، والحرام، والقرآن قال إن علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.

31 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن داود بن فرقد عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته من جعفر بن محمد عليهما السلام الا كاد أن يتصدع قلبي قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال قال رسول الله: من عمل بالمقاييس فقد هلك وأهلك، ومن أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك.

32 - بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى ابن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله ذكر أولى الألباب بأحسن الذكر وحلالهم بأحسن الحلية وقال: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا أولوا الألباب.

33 - أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام نحن الراسخون في العلم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

34 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن أيوب بن الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.

35 - علي بن محمد عن عبد الله بن علي عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن بريد بن معاوية عن أحدهما عليهما السلام في قول الله عز وجل (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز وجل جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيهم (4) بعلم فأجابهم الله بقوله (يقولون آمنا به كل من عند ربنا) والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ، فالراسخون في العلم يعلمونه.

36 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن أورمة عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الراسخون في العلم أمير المؤمنين والأئمة من بعده عليهم السلام.

37 - وباسناده إلى أبى جعفر الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فان قالوا: من الراسخون في العلم؟فقل من لا يختلف في علمه، فان قالوا فمن هو ذاك؟فقل كان رسول الله صلى الله عليه وآله صاحب ذلك فهل بلغ أولا؟فان قالوا: قد بلغ فقل هل مات صلى الله عليه وآله وسلم والخليفة من بعده يعلم علما ليس فيه اختلاف؟فان قالوا: لا فقل: ان خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤيد ولا يستخلف رسول الله صلى الله عليه وآله الا من يحكم بحكمه والامن يكون مثله الا النبوة، وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف في علمه أحدا فقد ضيع من في أصلاب الرجال ممن يكون بعده.

38 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن فسر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب.

39 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي.

40 - وفيه خطبة لعلى عليه السلام فيها: وانقطع دون الرسوخ في علمه جوامع التفسير.

41 - وخطبة أخرى له عليه السلام يقول في آخرها واعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم الله عن الاقتحام في السدد المضروبة دون الغيوب، فلزموا الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب.

(فقالوا آمنا به كل من عند ربنا) فمدح الله عز وجل اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عنه منهم رسوخا فاقتصر على ذلك ولا تقدر عظمة الله على قدر عقلك، فتكون من الهالكين.

في نهج البلاغة مثله سواء.

42 - في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به علي بن جهم في عصمة الأنبياء صلوات الله عليهم حديث طويل يقول فيه عليه السلام لعلي بن الجهم ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أولياء الله الفواحش وتتأول كتاب الله برأيك، فان الله عز وجل يقول (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) اما قوله عز وجل في آدم (الحديث).

43 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي قال سمعت عليا عليه السلام يقول ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله آية من القرآن الا أقرأنيها واملاها على واكتبها بخطى، وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها ودعا الله عز وجل ان يعلمني فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علما املاه على فكتبته، وما ترك شيئا علمه الله عز وجل من حلال ولاحرام ولا أمر ولانهى، وما كان أو يكون من طاعته أو معصيته الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

44 - في عيون الأخبار حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن أبي حيون مولى الرضا عليه السلام قال من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدى إلى صراط مستقيم، ثم قال عليه السلام: ان في اخبارنا متشابها كمتشابه القرآن، ومحكما كمحكم القرآن، فردوا متشابهها إلى محكمها، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا.

45 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام: ومحكم ومتشابه: وقد كان يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الكلام له وجهان وكلام عام وكلام خاص مثل القرآن والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

46 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى حكيم قال: حدثني ابن عبد الله بمكة قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام مار بفناء بيت الله الحرام إذ نظر إلى رجل يصلى فاستحسن صلواته فقال: يا هذا الرجل تعرف تأويل صلاتك؟فسأل الرجل: يا بن عم خير خلق الله وهل للصلاة تأويل غير التعبد؟قال علي عليه السلام: اعلم يا هذا الرجل ان الله تبارك وتعالى ما بعث نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الأمور الأولى متشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك على المتعبد، فمن لم يعرف تأويل صلاته فصلاته كلها خداج (5) ناقصة غير تامة (الحديث)،

47 - في أصول الكافي عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب حين علموا ان القلوب تزيغ وتعود إلى عماها ورداها، انه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ولا يكون أحد كذلك الامن كان قوله لفعله مصدقا وسره لعلانية موافقا، لان الله تعالى لم يدل على الباطن الخفي من العقل الا بظاهر منه وناطق عنه.

48 - في تفسير العياشي عن سماعة بن مهران قال قال أبو عبد الله عليه السلام: أكثروا من أن تقولوا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا ولا تأمنوا الزيغ.

49 - في تهذيب الأحكام في الدعاء بعد صلاة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام: ربنا انك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين، فقلت: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم: (وقلت اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت اقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب.

50 - في مجمع البيان قل للذين كفروا ستغلبون الآية روى محمد بن إسحاق بن يسار عن رجاله قال: لما أصاب رسول الله صلى الله عليه وآله قريشا ببدر، وقدم المدينة جمع اليهود في سوق بنى قينقاع فقال: يا معشر اليهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش يوم بدر، واسلموا قبل ان ينزل بكم ما نزل بهم.

فقد عرفتم انى نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم، فقالوا: يا محمد لا يغرنك انك لقيت قوما اغمارا (6) لاعلم لهم بالحرب، فأصبت منهم فرصة، اما والله لو قاتلنا لعرفت انا نحن الناس فأنزل الله هذه الآية وروى أيضا عن عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس ورواه أصحابنا أيضا.

51 - وفيه (في فئتين التقتا) الآية في قصة بدر وكانت المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا على عدة أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر، سبعة وسبعون رجلا من المهاجرين ومائتان وستة وثلاثون من الأنصار، واختلف في عدة المشركين فروى عن علي عليه السلام وابن مسعود انهم كانوا ألفا.

52 - في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن الحسن بن أبي قتادة عن رجل عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما تلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله عز وجل: زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين إلى آخر الآية ثم قال: وان أهل الجنة ما يتلذذون بشئ من الجنة أشهى عندهم من النكاح لاطعام ولا شراب.

53 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن نوح بن شعيب عن عبد الله الدهقان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أول ما عصى الله به ست: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الطعام.

وحب النوم وحب الراحة، وحب النساء.

54 - في مجمع البيان واختلف في مقدار القنطار، قيل، هو ملاء مسك ثور ذهبا وهو المروى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.

55 - في كتاب الخصال عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: الفتن ثلاث حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ الشيطان (7)، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، من أحب النساء لم ينتفع بعيشه، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة، ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا.

56 - عن محمد بن يحيى العطار رفع الحديث قال: الذهب والفضة حجران ممسوخان فمن أحبهما كان معهما.

57 - في تفسير علي بن إبراهيم قوله: وأزواج مطهرة قال: في الجنة لا يحضن ولا يحدثن.

58 - في تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فيها أزواج مطهرة، قال: لا يحضن ولا يحدثن.

59 - عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك تفوتني صلاة الليل فأصلى الفجر فلى أن أصلى بعد صلاة الفجر ما فاتني من الصلاة وأنا في صلاة قبل طلوع الشمس؟فقال: نعم، ولكن لاتعلم به أهلك فتتخذه سنة، فيبطل قول الله عز وجل: والمستغفرين بالاسحار.

60 - في مجمع البيان (والمستغفرين بالاسحار) المصلين وقت السحر رواه الصادق عن أبيه عن أبي عبد الله عليهم السلام.

61 - وروى عن أبي عبد الله عليه السلام ان من استغفر الله سبعين مرة في وقت السحر فهو من أهل هذه الآية.

62 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في وتره إذا أوتر (استغفر الله وأتوب إليه) سبعين مرة وهو قائم فواظب على ذلك حتى تمضى له سنة كتبه - الله من المستغفرين بالاسحار ووجبت له المغفرة من الله تعالى ورواه فيمن لا يحضره الفقيه عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.

63 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن عثمان العمرى قدس سره يقول: لما ولد الخلف المهدى صلوات الله عليه سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره، ثم رفع رأسه وهو يقول شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة إلى آخر الآية.

64 - في أصول الكافي علي بن محمد عن عبد الله بن إسحاق العلوي عن محمد بن زيد الزرامي عن محمد بن سليمان الديلمي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مواليد الأئمة صلوات الله عليهم وفيه يقول عليه السلام: وإذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض، رافعا رأسه إلى السماء فاما وضعه يديه على الأرض فإنه يقبض كل علم الله أنزله من السماء إلى الأرض واما رفعه رأسه إلى السماء فان مناديا ينادى به من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الاعلى باسمه واسم أبيه يقول، يا فلان بن فلان أثبت تثبت، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي، وموضع سرى وعيبة علمي، وأميني على وحيى، وخليفتي في أرضى، لك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت جواري، ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذ أبى وان وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي، فإذا انقضى الصوت صوت المنادى اجابه وهو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول: (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة، وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الاخر، واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.

65 - في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما أراد الله عز وجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، وشهد الله، وقل اللهم مالك الملك، إلى قوله: (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب وقلن: يا رب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور و القدس؟فقال: وعزتي وجلالي ما من عبد قرأ كن في دبر كل صلاة الا أسكنته حظيرة القدس على ما كان فيه، والا نظرت إليه بعيني المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، و الا قضيت له في كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، والا أعذته من كل عدو، ونصرته عليه ولا يمنعه دخول الجنة الا ان يموت.

66 - في تفسير العياشي عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الآية (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) قال أبو جعفر عليه السلام: شهد الله انه لا إله إلا هو فان الله تبارك وتعالى يشهد بها لنفسه، وهو كما قال: فأما قوله: (والملائكة) فإنه أكرم الملائكة بالتسليم له بهم، وصدقوا وشهدوا كما شهد لنفسه، واما قوله: (وأولوا العلم قائما بالقسط) فان أولى العلم الأنبياء والأوصياء وهم قيام بالقسط، والقسط العدل في الظاهر، والعدل في الباطن أمير المؤمنين عليه السلام.

67 - عن مروان القمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله، (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط) قال: هو الامام.

68 - عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الدين عند الله الاسلام قال يعنى: الدين فيه الايمان.

69 - في بصائر الدرجات عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلت (وأولوا العلم قائما بالقسط) قال: الامام.

70 - في أصول الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

71 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد، والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عز وجل: (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) فقول الله عز وجل أصدق القول، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال مؤلف هذا الكتاب: استيفاء الكلام في بيان المرام في هذا المقام يحتاج إلى أزيد تطويل والكافي ببيانه أصول الكافي وقد ذكرنا طرفا من ذلك في سورة الحجرات.


1- قال العلامة الطبرسي (ره) في تفسير مجمع البيان (ج 1: 14) السبع الطوال: البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والانعام والأعراف والأنفال مع التوبة لأنهما يدعيان القرينتين ولذلك لم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم، وقيل إن السابعة سورة يونس، وانما سميت هذه السور الطوال لأنها أطول سور القرآن (إلى أن قال): واما المئون فهي كل سورة تكون نحوا من مأة آية أو فويق ذلك أو دوينه وهي سبع أولها سورة بني إسرائيل وآخرها المؤمنون، وقيل إن المئين: ما ولى السبع الطوال.

2- القطط: القصير الجعد من الشعر والأفطس: الذي تطامنت قصبة انفه وانتشرت.

3- الريع: فضل كل شئ.

4- أي رافع.

5- قال الفيض (ره): المراد بالذين لا يعلمون تأويله: الشيعة، إذا قال العالم فيهم يعنى الراسخ في العلم الذي بين أظهرهم.

6- الخداج - ككتاب: النقصان.

7- الغمر - مثلثة - من لم يجرب الأمور.