فليس معنى قوله تعالى: ﴿وَهُمْ صَاغِرُونَ﴾ أنَّهم يُعطُونَ الجزيةَ وهم أذلاء محتقرون بل المراد من ذلك -كما استظهر العلامة الطبأطبائي وغيره- وهم مقرُّون بالخضوع لقوانين الدولة وأحكامِها وأعرافها بمعنى أنَّهم...
وقد تسمَّى السورة بلحاظ أهمِّ المضامين التي اشتملت عليها كسورة التوحيد مثلاً وسورة المنافقون وسورة القدر، وقد تسمَّى السورة بلحاظ قصةٍ اشتملت عليها كسورة البقرة مثلاً وسورة المائدة وسورة الكهف،...
هو أنَّ المُعرِض عن الله والجاحدَ لوجوده والمنكرَ لربوبيته يكون تعلُّقه متمحِّضاً بالدنيا لا يرجو غيرها لذلك يشتدُّ حرصُه على أن يتنعَّم فيها بأقصى ما يُتاح له، فهي الفرصة السانحة...
ثم إنَّ المُلاحَظَ من الآية الشَّريفة أنَّها نسبت الطَّعامَ إلى المسكين فلم تقُلْ: ولا يحضُّ على إطعام المسكين وإنَّما أفادت أنَّ المكذِّبَ بيوم الدِّين هو الذي لا يحضُّ على طعام...
وهذه الرواية كذلك مرسلة، إذ لم يذكر العيَّاشي (رحمه الله) طريقه إلى الحسين بن خالد، فهي فاقدة للاعتبار، وعليه فلم يثبت بطريقٍ معتبر عن أهل البيت (ع) أنَّ قراءة: ﴿إِلَّا...
فإن تمَّ هذا التأويل وإلا فيتعيَّن طرح الروايتين والبناء على سقوطهما عن الاعتبار، وردُّ علمهما إلى أهلهما لكونهما من آخبار الآحاد فلا تصلحان لمعارضة القراءة المتواترة، ولكون هذه القراءة منافية...
فاليتيم الذي فقد أباه الذي يرعاه ويكنفُه، ويحنو عليه، ويدفعُ عنه الآفاتِ، ويبذلُ كلَّ ما في وسْعِه لأجل حياطتِه وحمايةِ حقوقه، هذا اليتيمُ بفقدِه لأبيه يكونُ قد فقد السائسَ والراعيَ...
مؤدَّى الآية المباركة هو أنَّ المتعيَّن على المؤمنين تقديمُ النبيَّ (ص) على أنفسِهم في مختلف الشؤون، ففي كلِّ مورد يدور فيه الأمرُ بين النبيِّ الكريم (ص) وبين النفس يتعيَّن على المؤمن...
هذا حاصل ما أفاده السيد الخوئي (رحمه الله) في بيان منشأ الطرح للروايات المذكورة فهي وإن كانت معتبرة سنداً إلا أنَّ ذلك وحده غير كافٍ لاعتمادها فإنَّ كلَّ خبرٍ وإن...
والواضح من لحن الآية ومساقها أنَّ ثمة مؤشِّرات بيِّنةً لدى الرسول (ص) بأنَّ جماعة وازنة من أمَّته وهم المنافقون يعملون جاهدين للحيلولة دون تبليغ الرسول (ص) لفريضة الولاية لعليٍّ وعترة...
لم تتصدَّ الآيةُ المباركة -ولا الآيات التي وقعتْ في سياقها- لبيان ما هي هذه الرؤيا التي أشارت إليها الآية، وكذلك لم تتصدَّ لتحديد المراد من الشجرة الملعونة إلا أنَّ الروايات...
معنى الآية المباركة هو أنَّه إذا عرضت امرأةٌ مؤمنة على النبيِّ (ص) أنْ يتزوَّجها دون مهرٍ فله أنْ يقبل ذلك وله أن لا يقبل، فإذا قبِل ذلك حلَّ له التزوُّج...
فهذه الروايات والمشتملة على ما هو معتبرٌ سنداً كمعتبرة ياسر الخادم معارِضة لمثل رواية العلاء بن سيابة، ومن الواضح أنَّه مع تعارض الروايتين -أو قل الطائفتين- يكون الترجيح بجانب الرواية...
إنَّ التعبير عن العذاب والنعيم في عالم البرزخ بعذاب القبر ونعيم القبر لا يعني أنَّ القبر هو الظرف والمكان الذي يقعُ فيه العذاب والنعيم، فقد اتَّضح أنَّ العذاب والنعيم ليسا...
فسِوَرُ القرآن التي هي عليه الآن هي ذاتُها السِوَر التي كانت على عهد رسول الله (ص) فهو مّن أشرف -بأمر الله تعالى- على تصنيفها وترتيب آيات كلِّ سورة، نعم قد...
فهذه الآياتُ صريحةٌ في أنَّ الذين قُتلوا في سبيل الله أحياءٌ وليسوا أمواتًا في حين أنَّه لا يرتابُ أحدٌ في أنَّهم قد ماتوا كما يموتُ الناس وقُبِروا كما يُقبرُ الناس،...
وخلاصة القول: إنَّ أصحاب اليمين سوف يحاسبون شأنُهم شأنُ سائر الناس، والآيات من سورة المدثر لا تنفي مثولَهم للحساب يوم القيامة، فهي إنَّما كانت بصدد الحديث عن المرحلة التي تكون...
أنَّ الآية أرادت -ظاهراً- من ضمِّ الإخبار عن تحليل الطيبات إلى تحليل طعام أهل الكتاب وتحليل نكاح الكتابيات أرادت من ذلك تأكيد الامتنان على المؤمنين فكأنَّها أرادت القول إنَّه مضافاً...
فالقرآنُ نزلَ بلغةِ العرب فالمتعيَّنُ هو فهمُه وفقاً لما تقتضيه الظهوراتُ العرفيَّة المستنِدة إلى قواعد اللَّغة ومساقاتِها. وأما صرفُ الكلام عمَّا يقتضيه الظهورُ العرفي لمجرَّد الاستيحاش من وقوعِ المعجزات لكونِها...
أمَّا أنَّها من الخوارقِ والمعجزات الباهرة فلأنَّه كيف يتَّفقُ لجيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافٍ يقلُّ أو يزيد تهزمُه أسرابُ طيورٍ لم تشهد العربُ نظيراً لها ولم تعرف هويتها، تحملُ بين مخالبِها...
فمنشأُ وصف هذا النحو من التفسير بالإشاري هو ما يذكرُه أصحابُه مِن أنَّه يستندُ إلى ما يُعبِّرون عنه بالإشارة الخفيَّة المُدرَكة بواسطة ما يُسمَّى بالكشف والشهود والإلهام الإلهي والفتح الرباني،...
وأمَّا المراد من الإصر في قوله تعالى: ﴿رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً﴾ فهو -ظاهرا- بمعنى التكاليف الثقيلة التي يشق علينا تحمُّلها فهو دعاء بأن تكون التكاليف المفروضة خفيفة وميسَّرة، ويؤكِّد...
المعنى الأول: أنَّ المراد من قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى﴾ هو أنَّه تعالى أغنى الإنسان بالمال، وأعطاه القِنية وهو المال الذي يُقتنى ويدَّخر ويدوم كالبيت والبستان والمركب والمواشي كالغنم...
وأما المراد من القتر في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ﴾ فهو الغبار أو الدخان، ويُقال له القُتار، والقتر جمعٌ مفرده قتَرة كما في قوله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ...
ومن ذلك يتَّضح منشأ وصف الله جلَّ وعلا في الآية بالصمد، فهو تعالى المقصود بالحوائج، وهو المعتمد في قضائها، وعليه المعوَّل في جميع الشؤون وإليه ينتهي الأمر كلُّه، وإليه الرجعى...
الآيةُ المباركةُ بصدد الحثِّ على الإنفاق في سبيل الله تعالى، والتحذير من فوات الفرصةِ المُتاحة في هذه الدنيا، والتذكير بأنَّ الإنسان في اليوم الآخر لا ينفعُه مِن شيءٍ سوى ما...
الآية واقعة في سياق آياتٍ قيل إنَّها نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي أحد أعيان قريش، وقد ورد أنَّ سبب نزول الآيات هو أنَّه استُشير في أمر النبيِّ (ص) أو...
الآية المباركة تخاطب المؤمنين وتدعوهم إلى المصابرة وعدم الضعف في مواجهة الكفَّار المحاربين، وتؤكد لهم أنَّ الغلبة في المآل ستكون من نصيبهم لأنَّ الله تعالى معهم وأنَّه تعالى لن ينقصهم...
فمفادُ الآية بناءً على ذلك هو أنَّ تخلُّف المنافقين عن اللِّحاق بجيش المسلمين أصلح لهم من لحاقهم بهم، فإنَّهم لو كانوا في جماعة المسلمين ما زادوهم إلا فساداً واضطراباً وتخريباً،...
الآية المباركة واقعة في سياق حكاية ما وقع لإبراهيم (ع) مع الملائكة الذين حلَّوا ضيوفاً عليه وقد جاؤوا لتبشيره بأنَّ الله تعالى قد قضى بمنحه ولداً اسمه إسحاق من السيدة...
فالصحيح أنَّ إضافة الإحياء لعيسى (ع) حقيقية ومقصودنا من أنَّها حقيقية هو أنَّ هذه الإضافة حقيقة لغويَّة وإلا فالمحيي واقعاً وفي نفس الأمر هو الله تعالى، وعيسى (ع) لم يكن...
بَرَاء بفتح الباء والراء مصدر من برء يبرء براءً مثل سمع سماعاً وطلَّق طلاقاً، ولأنَّ بَراء وشبهه مصدر لذلك فهو لا يثنَّى ولا يجمع، فلا يقال هما براءان، ونحن براءون...
الكلام منقوض بقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فالآية عبَّرت عن زوجة عمران بامرأة عمران، رغم...
فالتسليمُ لله مرتبةٌ تتجاوز رتبةَ الإيمان بالله وعملِ الصالحات، فالإيمانُ ينبغي أن يقودَ المؤمنَ للإخبات والتسليم، فهي رتبة تتلو رتبة أصل الإيمان، ولذلك قال تعالى: ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ...
المعروف بين اللُّغويين أنَّ كلمة الطاغوت اسم يوصف به المذكر والمؤنث والمفرد والجمع، فيقال مثلاً رجلٌ طاغوت وامرأةٌ طاغوت، ويُقال: الأوثان طاغوتٌ تُعبدُ من دون الله، ويقال هُبلٌ طاغوت تعبده...
وهنا لا بدَّ من التنبيه على أمرٍ وهو أنَّ عدم منافاة هذا النحو وهذا المقدار من النسيان للعصمة الواجبة لا يعني بالضرورة الوقوع فيه من قِبَل النبيِّ الكريم (ص) والأئمة...
فما فعله موسى (ع) لم يكن معصية كما أنَّه لم يكن خطأً فإنَّ وكزه -بمعنى ضربه بجمع كفِّه- كان مقصوداً، نعم قد لا يكون قاصداً لقتله لكنَّه كان قاصداً لوكزه...
أبدأ بالجواب عن السؤال الثاني والمشتمل على دعوى نفي الفضل والخصوصيَّة عن بيت المقدس الكائن في فلسطين فإنَّه لا ريب في فساد هذه الدعوى فإنَّ بيت المقدس هو القبلةُ الأولى...
إنَّ تعلُّم كيفيَّة إيقاع القتل على الآخر لا يحتاج إلى المزيد من العناية فيمكن أنْ يكون قد تعلَّم ذلك من مشاهدته للسباع وهي تقتل فرائسها فيُلاحظ الوسيلة التي تعتمدها السباع...
إنَّ الآية المذكورة وهي قوله تعالى: ﴿فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ﴾ ليس فيها ما يدلُّ على أنَّ الله تعالى قد خاطبَ إبليس حين أمرَه...
ظهور الآية الشريفة في إرادة الإبانة والبتر من الأمر بالقطع غيرُ قابلٍ للتأويل فهو نصٌّ في هذا المعنى، ولو كان البناءُ هو التصرُّف في مثل هذا الظهور البيِّن لم يستقم...
لو كان البناء على أنَّ سورتي الضحى والانشراح سورةٌ واحدة كما هو مسلك مشهور القدماء فإنَّ البسملة التي بينهما تكونُ جزءً منهما وليست زائدة، فمجموعُ السورتين سورةٌ واحدة مشتملة على...
كلمة "مصر" من الأسماء التي يجوزُ صرفُها كما يجوز منعُها من الصرف، فهي وإنْ كانت واجدةً لعلَّتين من العِلل التسع الموجبة للمنع من الصرف وهما العلميَّة والتأنيث إلا أنَّهم ذكروا...
وبيان ذلك: إنَّ معنى قولِه تعالى: ﴿إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾ هو أنَّ الإحسان يختصُّ أثرُه بفاعلِه لا يتعدَّاه إلى غيره، وإنَّ الإساءة مختصَّةٌ بفاعلِها لا تتعدَّاه إلى...
ومعنى ذلك أنَّ العجل أو اللحم يكون حنيذًا حين يتمُّ تحضيره من طريق الشواء على النار، ولا يصحُّ وصفه بالحنيذ ما لم يُصبح نضيجًا، فهو حنيذ حين يكون واجدًا للخصوصيتين.
العذابُ –بحسب الاستعمال اللُّغوي والعرفي- وصف للألم الذي يشقُّ على النفس تحمُّله، ولا يُعتبر في صدقِه أنْ لا يتعقَّبه موت، فكما يصدق العذاب على الألم الشاق الذي يزول بزوال سببه...
القرَّاء السبعة لم يكونوا في موارد اختلاف القراءة رواة بل كانوا مجتهدين أو أخذوها عن مجتهدين، وعليه فحتى لو وصلتنا قراءة بعضهم بطريقٍ معتبر فإنَّها لا تكون حجَّة بمعنى جواز...
المؤتفِكة هي قُرى قوم لوط التي نزل بها العذاب بعد أنْ تمادت في عصيانها لله جلَّ وعلا، والآيةُ جاءت في سياق التعداد لنماذج من الأمم الغابرة التي عُوقبت بالاستئصال الشامل،...
المشهور -ظاهرًا- بين المفسِّرين أنَّ أصحاب الرقيم هم أنفسهم أصحاب الكهف وإنَّما جاء توصيفهم بأصحاب الرقيم لغرض الزيادة في التعريف بهوية أصحاب الكهف، تمامًا كما يُقال أصحاب الكساء وآية التطهير،...
الجُبُّ هو البئر، غايتُه أنَّ البئر تارةً تكون مطويَّة وهذه لا تُسمَّى جُبًّا، وأُخرى لا تكون مطويَّة وهي التي تُسمَّى بالجُب، فالجبُّ هو البئر غير المطويَّة أي غير المبنيَّة، ومنشأ...
التفضيل الوارد في الآيات المُشار إليها لم يكن من جهة تميُّزهم بكمالاتٍ ذاتية اختصُّوا بها دون غيرهم أو بمزيد علاقةٍ بالله تعالى وبدينه، ولم يكن من جهة دورهم في الهداية...
يظهر من كلمات الكثير من المفسِّرين أنَّ اليأس والقنوط في الآية بمعنًى واحد والجمع بينهما إنَّما جاء لإفادة المبالغة في التوكيد، فالآية قد اشتملتْ على أسلوبين للتوكيد:
ليس الأمر كما فهمتُم من الآية الشريفة، فإنَّ الواضح من آيات القرآن الكريم أنَّ الله تعالى لا يُؤاخذ البريء بجريرة المُسيء أيًّا كانت صلته به، وأنَّ كلَّ نفسٍ لها ما...
جَناحُ الإنسان يدُه وإطلاق الجناح عليها من التشبيه بجناحي الطائر حيث هما بمثابة اليدين للإنسان، ومعنى الرهب هو الخوف.
اختلف المفسِّرون في معنى الآية وفي مرجع الضمير من قوله: ﴿مِنْ لِقَائِهِ﴾ فذهب عددٌ منهم إلى أنَّ الضمير يرجعُ إلى موسى (ع) فيكون معنى الآية فلا تكنْ في مريةٍ وشكٍّ...
فالجواب هو أنَّه لمَّا كانت في مقام الدفع لمَن تمثَّل لها بشرًا سويَّا ونفي التهمة كان المناسب التفصيل وسدَّ باب الاحتمال، أو أنَّه لمَّا كانت في مقام استيعاب وفهم الخبر...
الهداية تارةً تكون بنحو الإراءة للطريق المفضي للمقصد، وتارةً تكون بنحو الأخذ باليد والإيصال للمقصد، فحين يسألك إنسانٌ عن دار زيد، فتارةً تُشير إلى الطريق المؤدِّي لدار زيد وتُبيِّنُ لهذا...
ليس المراد من الزيادة أنَّه لا معنى لها ولا فائدة من إيرادها بل المراد من الزيادة هنا هو أنَّ المعنى الجوهري للجملة يتمُّ بدونها، فالمعنى لقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾(1)...
فالإلحاد في مختلف استعمالاته وبجميع صِيغه يعني الميل، ومن ذلك يتَّضح منشأ استعمال كلمة المُلتحَد في الملجأ والموئل والملاذ والمعدَل، لأنَّ اللجوء يستلزم الميل والعدول إلى الجهة التي يكون فيها...
معنى: ﴿لَا جَرَمَ﴾ في تمام موارد استعمال القرآن لهذه الكلمة قريب من معنى لابدَّ ولا شكَّ ولا محالة، فمفاد قوله تعالى: ﴿لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ﴾ هو أنَّه لا شك،...
وعليه فمعنى: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ﴾ هو أنَّه لا تستولي عليه عوامل النعاس فيقع تحت تأثيرها المقتضي للشعور بالخمول المنتج عادة لمستوىً من الذهول والغفلة، ولو اقتصرنا على ذلك لم يكن...
أمَّا دعوى أنَّ الله تعالى لم يستعمل كلمة القبور في مقام الإخبار عن بعث الموتى يوم القيامة فلا تصح، فإنَّ القرآنُ الكريم قد استعمل في العديد من الآيات كلمة القبور...
إنَّ المدلول لمادَّة ضرب بمختلف اشتقاقاتها بحسب الأصل هو طرق شيءٍ بشيء أو "إيقاع شيء على شيء" كما في مفردات الراغب، ومن ذلك "ضَرَبَ الوَتِدَ يَضْرِبُه ضَرْبًا: دَقَّه حتى رَسَب...
الآية الشريفة بصدد توصيف الحالة التي عليها الكفَّار الذين بُعث إليهم النبيُّ الكريم (ص) وهي في ذات الوقت تكشفُ عن المنشأ الذي يدفعُهم للكفر والجحود، فليس المنشأ لكفرهم هو عدمُ...
وخلاصة القول: إن الرواية الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) إذا كانت واجدة لشرائط الحجية وكانت متصدية لتفسير آية وكان مفادها مناف لما يقتضيه الظهور الأولي للآية فإن المتعين...
التوفِّي لا يعني الموت دائمًا في استعمال القرآن الكريم، ولذلك قال اللهُ تعالى في سورة المائدة: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾ فالتوفِّي في هذه الآية استُعمل بمعنى...
المراد من اليوم هو الوقت والآن، فهو تعالى له تدبيرٌ في الوجود والكون -بمختلف تفاصيله وأجزائه- في كلِّ آنٍ ووقت، فكلُّ مَن في السماوات والأرض يسألُه، أي كلُّ مَن فيهماشأنُه...
المقصود مِن التي ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا﴾ هي سفينةُ نوح (ع) بقرينة قوله تعالى: ﴿وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ﴾ وهي السفينة، فهي تجري فوق مياه الطوفان بحفظ الله تعالى ورعايته، وهذا الحفظ...
إن التشبيه في قوله تعالى: ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ تشبيه لخوض المنافقين بخوض الكفَّار الذين سبقوهم فمعنى ﴿وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ هو خضتم كالخوض الذي خاضوا فالاسم الموصول (الذي) جاء مفردًا لأنَّه...
ليس الأمر كما توهمه صاحب الشبهة فالسورة لم تكن بصدد تفسير الهمزة اللمزة بالجامع للمال وإنما هي بصدد تحديد من أفادت أن له الويل، فمفاد الآية أن الذي له الويل...
إنَّ الغاية -كما هو مقتضى الظهور- من قوله: ﴿إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ﴾ هو المبالغة في التشنيع على قوم شعيب، إذ إنَّ بخس المكيال والميزان وإنْ كان مشينًا وشنيعًا في نفسه لكنَّه...
والمتحصل مما ذكرناه أن المناسب لكون الآية بصدد البرهنة على بطلان معبودات المشركين والمناسب لصوغ الآية على نهج النفي والاستثناء المفيد للقصر والحصر مع الإلتفات إلى أن آلهة المشركين لا...
الآية المباركة تتحدث ظاهرا عن أن الله تعالى قد ألقى على كرسي سليمان جسدا وكان في ذلك امتحان لسليمان واختبار له، ويظهر من التعبير "بفتنا" أن هذا الاختبار وهذا الإبتلاء...
ليس في الآية المباركة دلالة على الدعوى المذكورة، فصاحب الإشكال قد بنى إشكاله على فهم خاطئ للآية، فالآية المباركة تتحدث عن البيوت غير المعدة للسكنى وإنما هي معدة لأغراض أخرى...
الآية المباركة بصدد بيان حكم ما يُباح وما يحرم على المحرم للحج أو العمرة من الصيد قال تعالى: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ...
التفسير للقرآن الكريم وكذلك الاجتهاد في الشريعة الإسلامية واحد من التخصصات التي يتوقف التوفر عليها على دراسة مستفيضة للعلوم المرتبطة بهذا التخصص كعلوم العربية النحو والصرف وعلم المعاني والبيان والبديع...
الخيانة في الآية الشريفة ليست بمعنى الزنى -والعياذ بالله- بل المراد من الخيانة هو الخيانة للأمانة بنقض العهد وإفشاء السر والمضادة للحق وما يكون في هذا السياق، وهذا المعنى هو...
أولا: لو فرضنا أن التعذيب للهدهد كان عقوبة غير مستحقة فيكون من الظلم الذي يتنزه عنه الأنبياء لعصمتهم فإن فيما صدر عن نبي الله سليمان(ع) لم يكن منافيا للعصمة فهو...
وتعارف بين العرب في الجاهلية –كما قيل– استعمال جملة "حجرا محجورا" أو ما يقاربها في مقام الإستعاذة، فإذا التقى أحدهم رجلا يخشاه على نفسه في الحرم أو في الأشهر الحرم...
المرادُ من قوله تعالى: ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً﴾ هو أنَّه تعالى أهلكهم بالصيحة فأصبحوا جُثثًا هامدة، فصار شأنُهم شأنُ الغُثاء والنفايات التي تكنسُها السيول إذا مرَّت من جهتها. ففي الآية استعارةٌ بحسب...
فليس المراد من قوله تعالى: ﴿وهم فيها لا يسمعون﴾ أنهم يفقدون في جهنم حاسة السمع بل المراد أن الأصوات التي تضج منها أجواء جهنم تصك الأسماع وتمنع من التمييز وتصيب...
فهذه الأوقات الثلاثة جرت العادة على أن يكون فيها الإنسان على هيئة لا يحب معها أو لا يليق معها أن يطلع عليه صغاره، لذلك ورد الأمر يتأديبهم على الإستئذان حتى...
والنتيجةُ من جهة ما تستهدفُه الآية واحدةُ، وهي التنبيه والإخبار عن العذاب الالهيِّ الذي وقع على قوم عاد بعد تمرُّدِهم على نبيِّ الله هود (ع) الذي بُعث إليهم من عند...
قرأ جمهورُ القرَّاء "عليه" في قوله تعالى: ﴿بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾ بالكسر وتفرَّد حفصُ بقراءة "عليه" في الآية الشريفة بالضم. والوجه في قراءة حفص هو أنَّ أصل الهاء في "عليه"...
التعالي هو الارتفاع والسمو، والجد في الآية بمعنى العظمة والجلال، تقول العرب: جد الرجل في عيني أي كبر وارتفع شأنه، ويقال: جد سلطان زيد أي عظم ملكه واتسع أو اشتد...
ليست الآية المباركة هي مستند الفقهاء في إيجاب الإخفات في صلاتي الظهر والعصر والجهر في الباقي بل مستندهم في ذلك هو الروايات الواردة عن الرسول (ص) وأهل بيته (ع) فقد...
وخلاصة القول: إنه ليس في الآيات ما يدل على ان العذاب الذي وقع على قوم لوط كان قد شمل غير المستحقين من الأطفال والمجانين وشبههم بل إن الآيات صريحة في...
المراد من نظرية تارخية النص الديني هو ان النص الديني كالقرآن الكريم حدث أو ظاهرة اجتماعية وقعت في حقبة زمنية محددة ورقعة مكانية محددة، لذلك لا يسعه إلا أن يكون...
لو ثبت وجودُ هذه الرواية فإنَّها لا تكونُ منافيةً لمفاد الآيةِ المباركة، فإنَّ الآيةَ وإنْ كانت ظاهرةً في أنَّ اللهَ تعالى أكرم الإنسان إلا أنَّ هذه الكرامة تسقطُ بامتهان الإنسانِ...
لا ريب أن زوجات النبي الكريم (ص) أمهات للمؤمنين وأنهن موضع للتقدير والإحترام إلا انه ليس في هذه الآية الشريفة دلالة على المدح لزوجات النبي (ص)، وأقصى ما تقتضيه دلالة...
الذي جاء بالصدق هم الأنبياء، جاءوا بالحقِّ والتوحيد والدينِ الخالصِ لله تعالى، والذي صدَّق به هم أتباعُ الأنبياء، فهؤلاء جميعاً هم المتَّقون، وعليه فالمرادُ من الإسم الموصول "الذي" في قوله...
الذي جاء بالصدق هم الأنبياء، جاءوا بالحقِّ والتوحيد والدينِ الخالصِ لله تعالى، والذي صدَّق به هم أتباعُ الأنبياء، فهؤلاء جميعاً هم المتَّقون، وعليه فالمرادُ من الإسم الموصول "الذي" في قوله...
معنى الآية هو أنَّه تعالى جعل جهنم للكافرين مَحبساً وسجناً، فكلمةُ حصير بناءً على ذلك وصفٌ لمقدَّرٍ وهو المكان، فجهنم قد جعلت مكاناً لحبس الكافرين وسجنهم، فكلمة حصير جاءت في...
المراد من السُحت في الآية هو الكسب المحرَّم، فالسُحتُ وصفٌ للمال المُكتَسب من الحرام كالرشوة والربا والسرقة، وقد ورد في آيةٍ أخرى التشنيع على اليهود لأكلِهم السُحت أي لأكلِهم المالَ...
ليس معنى: ﴿مُغَاضِبًاً﴾ في الآية أنَّ يُونُس قد غضبَ على قومِه حتى يصحَّ السؤال عن منشأ غضبِه عليهم، فكلمةُ مغاضِب اسمُ فاعلٍ مُنتسبٍ إلى يُونُس (ع) ومعنى ذلك أنَّه (ع)...
ذكر علماء اللغة لذلك وجوهاً عديدة أذكرُ منها أربعة: الوجه الأول: إنَّ كلمة قريب في الآية صفةٌ لموصوف مذكَّرٍ مقدَّر، فتقديرُ الآية هو إنَّ رحمة الله أمرٌ قريبٌ أو شيءٌ...